المجموعة السادسة :
س1: بماذا ترد على من ينكر العمل بالأذان الأول لصلاة الجمعة ؟
- نرد عليهم بقول النبي عليه الصلاة والسلام:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"، فدل قوله عليه الصلاة والسلام، بأن لهم سنة متبعة أمرنا هو باتباعها، ,أقرها، فسنتهم سنة تقريرية للرسول عليه الصلاة والسلام.
- إن ما سنه عثمان رضي الله عنه لم يخالف سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا حتى عارضها، بل أحدث رضي الله عنه الأذان الأول لما اتسعت المدينة وكثر أعداد المسلمين, واحتاجوا بهذا إلى تنبيههم لصلاة الجمعة بأذان يسبق أذانها، وهذا السبب لم يكن موجودا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.
- جاءت السنة بشيء مشابه لما فعل عثمان رضي الله عنه، وهو أن بلالا كان يؤذن قبل الفجر في رمضان ليعود القائم ويتنبه النائم، ثم يؤذن ابن أم مكتوم لصلاة الفجر، فيكون عثمان رضي الله عنه، قد اقتدى بالنبي عليه الصلاة والسلام, فالأذان الأول لصلاة الجمعة لتنبيه الناس لقرب وقت الصلاة ليستعدوا لها.
س2: ما معنى الزهد ، وما الفرق بينه وبين الورع ؟
الزهد هو: ترك مالا ينفع في الآخرة.
أما الورع فهو: ترك ما يضر في الآخرة, وفعل ما يباح له فعله.
فدائرة الزهد أوسع من دائرة الورع, فيترك المؤمن ما لا بأس به خوفا مما به بأس زهدا في الدنيا ورغبة في الآخرة, فترك ما لا نفع فيه أعلى من ترك ما يضر, ولا يعني هذا أن الزاهد يهجر الحياة ويبتعد عن الطيبات التي أحلها الله له, بل يتمتع بما أنعم الله عليه من نعم, لعلمه أن الله يحب أن يرى أثر نعمه على عبده, فيتعبد الله بالتنعم بها, ويتعبد الله بشكره عليها, وهذا مما ينال به الزاهد محبة الله, بالإضافة إلى محبة الله لهذه الخصلة, فيزهد المؤمن بما في أيدي الناس, ويقبل على ما عند ربه.
س3: هل يصح القول بأن إنكار المنكر لأولي الأمر والعلماء فقط ؟
إنكار المنكر ليس لأولي الأمر والعلماء فقط, فإن لفظ الحديث عام يدخل فيه الجميع, فالرسول عليه الصلاة والسلام, جعل الولاية في إنكار المنكر لعامة المسلمين, فإن اعترض أحدهم: يرد عليه بقول النبي عليه الصلاة والسلام:"من رأى منكم منكرا فليغيره".
أما تغيير المنكر باليد, فهذ المرتبة ليست للجميع, فلو كان هذا لعامة الناس, لعمت الفوضى, لكنه خطاب لمن له سلطة على آخرين تحت يده: كالأب على أولاده في البيت, والمدير على موظفيه, وولي الأمر على رعيته, وهكذا.
وإنكار المنكر باللسان يكون على المستطيع إن لم يخف على نفسه ضرر, أو خاف من حصول مفسدة أكبر من مفسدة المنكر نفسه.
أما إنكار المنكر بالقلب فهو فرض عين على الجميع, ولا يعذر أحد بتركه, وليس هو كما يظن الكثير إنكار القلب مع الجلوس في مجلس المنكر’ ومصاحبة أهله, فهذ لا يستقيم, بل إنكار القلب يكون معه العزم على إنكار اللسان حين الاستطاعة, ويكون معه هجر للمنكر وأهله.
س4: ما هي القسامة ، وما حكم الشريعة فيها ؟
القسامة هي: أن يدعي قوم على قبيلة بينهم وبينهم عداوة بأنهم قتلوا واحدا منهم, فتدعي عليهم بالقتل وتعين القاتل بأنه فلان, فتكون القبيلة هي المدعى عليه, وأولياء المقتول المدعي.
ولقد جاءت السنة بحكم القسامة, ووقعت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام, وقضى بها, فإذا حلف المدعون خمسين يمينا على القاتل المتهم بأنه قتل صاحبهم, فأيمانهم كالشهود تماما, فلهم أن يأخذوا من ادعوا عليه ويقتلوه قصاصا.
ومن أنكر حكم القسامة وقال: كيف يحكم لهم بإيمانهم وهو مدعون؟ يقال له:
- إن معهم قرينة تدل على صدق دعواهم وهي العدواة, فالمقتول رؤي عند القبيلة المدعى عليها, وقرينة الحال أقوى من الشهود, وهم قد حلفوا بغلبة الظن, وهذا جائز في الشرع, وقد يكون هناك من شاهد هذا, كما إن تكرار الأيمان لعظم حق الدماء.
فليست القسامة مخالفة للقياس بل هي مطابقة لقواعد الشريعة, ويكفي أن السنة قد أتت بها وقضى بها عليه الصلاة والسلام.
س5: كيف يتعامل طالب العلم مع تأويلات العلماء الخاطئة ؟
أولا: يجب عدم قبول تأويلات العلماء الخاطئة مهما كانت منزلتهم.
ثانيا: يجب المحافظة على احترام مكانة العلماء وقدرهم, وعدم التعرض لشخصهم, خاصة من غلبت حسانتهم, وكثر ما قدموه للمسلمين من علم, فطغى على ما جاؤا به من تأويلات خاطئة.
ثالثا: يجب التفريق بين من تأول وأخطأ وبين من هو من المبتدعة الخلص الذي يسير وفق مناهجم وطرق استدلالهم, فلا يحكم على من وقعت منهم بعض التأويلات الخاطئة بالابتداع أو الفسق, أو الكفر حتى تقوم عليه الحجة.
رابعا: يجب التركيز على الرد على الأقوال الباطلة وبيان الحق والصواب للناس, وعدم ذكر القائل إلا إذا دعت الضرورة لذلك, فالتشنيع على من وقع في الخطأ من العلماء يذهب بهيبتهم بين الناس, وهيبة ما يحملوه من علم, وتهتز صورة العلماء بشكل عام بين العوام.
خامسا: إذا وجد طالب العلم من يسلك هذا المسلك الشنيع في القدح في العلماء, عليه بنصحه وبيان أنه ليس متعبدا لله بسلوك هذا المسلك, وأن لا فائدة مرجوة له أو لغيره من هذا, وعليه التركيز ببيان الحق وطلب العلم ونشره.