المجموعة الأولى:
السؤال الأول:
اذكر خمس فوائد سلوكية من دراستك لتفسير سورة الماعون، وبيّن وجه دلالة السورة عليها.
1. أهمية الاهتمام باليتيم ومراعاته ورعايته وعدم معاملته بغلظة وقسوة ومعرفة أن ذلك من صفات الكفار ( أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم .
2. حث النفس على إطعام الفقراء والمساكين وحث الغير لإطعامهم ووجه الدلالة أن المكذبين بالدين لا يحثون انفسهم ولا غيرهم بعكس المؤمن .( ولا يحض على طعام المسكين ) .
3. الحذر من إخراج الصلاة عن وقتها وفي هذا وعيد شديد ( فويل للمصلين ) أي فهلا وعذاب للمصلين (الذين هم عن صلاتهم ساهون ) الذين لا يبالون بها حتى ينقضي وقتها .
4. الحذر من الشرك الخفي الرياء , والرياء من صفات المنافقين الذين (يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) فهذا يبين أهمية ومنزلة إخلاص العبادة لله وحدة لا شريك له .
5. إعانة الغير بما لاضرر في الإعانة به ووجه الدلالة الذم المذكور في السورة ( ويمنعون الماعون) .
السؤال الثاني:
ضع قائمة بأهم المسائل التي اشتملت عليها سورة الفلق، واذكر خلاصة كلام المفسّرين في كل مسألة.
مسائل تتعلق بالسورة :
• أسماء السورة ك س ش.
• هل هي مكية ام مدنية ك س .
• فضائل السورة ك ش.
مسائل تفسيرية :
• معنى الفلق ك س ش .
• المراد بالاستعاذة س .
• المراد ب (ماخلق ) ك س ش .
• المراد ب (غاسق ) ك س ش .
• معنى ( وقب ) ك س ش .
• المراد ب"النفاثات", ك,س,ش.
• المراد ب"العقد", ش.
• حادثة سحر النبي عليه الصلاة والسلام, معاملة الرسول لمن سحره ك.
• مما يرقى به المسحور ك .
• معنى ال"حاسد", س,ش.
• علة الاستعاذة من الحاسد, س.
خلاصة اقوال المفسرين:
أسماء السورة:
تسمى الفلق, ذكره السعدي والأشقر, وتسمى مع سورة الناس بالمعوذتين, ذكره ابن كثير.
نزول السورة:
ورد قولان متباينان, ذكر ابن كثير انها مدنية , وقال السعدي هي مكية .
فضائل السورة :
وردت فيها عدة فضائل ونوردها كالتالي :
• (قال الإمام أحمد: عن زرّ بن حبيشٍ قال: قلت لأبيّ بن كعبٍ: إنّ ابن مسعودٍ لا يكتب المعوّذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرني أنّ جبريل عليه السلام قال له: (({قل أعوذ بربّ الفلق}. فقلتها، قال: {قل أعوذ بربّ النّاس}. فقلتها)). فنحن نقول ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
• وقال الحافظ أبو يعلى: عن علقمة قال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من المصحف ويقول: إنّما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتعوّذ بهما. ولم يكن عبد اللّه يقرأ بهما.
والمشهور عند الكثير من القراء والفقهاء ان ابن مسعود لايكتب المعوذتين في مصحفه فلعله لم يسمعها من النبي صل الله عليه وسلم وقول الجماعة والصحابة انها من القرآن وقد كتبوها في مصاحفهم والله تعالى اعلم .
• و قال مسلمٌ في صحيحه عن عقبة بن عامرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ألم تر آياتٍ أنزلت هذه اللّيلة لم ير مثلهنّ قطّ: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).ورواه أحمد ومسلمٌ أيضاً والتّرمذيّ والنّسائيّ من حديث إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن عقبة به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ وقد روي من عدة طرق .
• قال النّسائيّ: عن ابن عابسٍ الجهنيّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((يابن عبّاسٍ، ألا أدلّك -أو: ألا أخبرك- بأفضل ما يتعوّذ به المتعوّذون؟)) قال: بلى يا رسول اللّه. قال: (({قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}. هاتان السّورتان)).
• وفي رواية صديّ بن عجلان، وفروة بن مجاهدٍ عنه: ((ألا أعلّمك ثلاث سورٍ لم ينزل في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبور ولا في الفرقان مثلهنّ؟ {قل هو اللّه أحدٌ}، و{قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).
• قال الإمام أحمد: عن أبي العلاء قال: قال رجلٌ: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ، والناس يعتقبون، وفي الظّهر قلّةٌ، فحانت نزلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونزلتي، فلحقني فضرب من بعدي منكبي، فقال: (({قل أعوذ بربّ الفلق})). فقلت: {قل أعوذ بربّ الفلق}. فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقرأتها معه، ثم قال: (({قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقرأتها معه، فقال: ((إذا صلّيت فاقرأ بهما)).
الظّاهر أنّ هذا الرجل هو عقبة بن عامرٍ، واللّه أعلم.
• قال النّسائيّ: عن عبد اللّه الأسلميّ :أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع يده على صدره ثمّ قال: (({قل})). فلم أدري ما أقول، ثم قال لي: (({قل})). قلت: {هو اللّه أحدٌ}. ثم قال لي: (({قل})). قلت: {أعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق}. حتّى فرغت منها، ثم قال لي: (({قل})). قلت: {أعوذ بربّ النّاس}. حتّى فرغت منها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((هكذا فتعوّذ، ما تعوّذ المتعوّذون بمثلهنّ قطّ)).
• قال النّسائيّ: عن جابر بن عبد اللّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ يا جابر)). قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمّي؟ قال: ((اقرأ: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأتهما، فقال: ((اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما)).
.
• وقال الإمام مالكٌ: عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذتين وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها.
• قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِن عَيْنِ الْجَانِّ، وَمِنْ عَيْنِ الإنسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَتَا المُعَوِّذَتَيْنِ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ.
معنى الفلق :
قيل في معنى الفلق قولين :
القول الأول : الفلق : الصبح قاله ابن عباس وجابر ومجاهد وسعيد بن جبير وعبدالله بن محمد بن عقيل وغيره كثير وقد ذكره الأشقر في تفسيره وذكر السعدي قول مقارب لهذا المعنى .
القوال الثاني : هو بيت في جهنم قال بهذا القول كعب الأحبار وذكر زيد بن علي وابو عبدالرحمن الحبلي معنى مقارب لهذا وفي ذلك حديث مرفوع منكر قال ابن جرير عن ابي هريرة عن النبي صل الله عليه وسلم قال : الفلق : جب في جهنم مغطى . إسناده غريب ولا يصح رفعه .
قال ابن جرير : والصواب هو القول الأول وهو : الصبح وهو اختيار الأمام البخاري وهذا هو القول الأقرب والله تعالى أعلم .
• المراد بالاستعاذة س .
أي: {قُلْ} متعوذاً {أَعُوذُ} أي: ألجأ وألوذُ، وأعتصمُ.
المراد ب (ماخلق ) :
أي: من شرّ جميع المخلوقات.
المراد بغاسق :
الليل
معنى وقب :
قيل اذا اقبل او اذا غشي الناس وقيل اذا غربت الشمس .
المراد بالنفاثات :
هن السواحر .
المراد بالعقد :
هي الخيوط والعقد التي ينفث فيها لعمل السحر .
حادثة سحر النبي صل الله عليه وسلم :
أورد ابن كثير في تفسيره ما رواه الثعلبي في تفسيره, عن ابن عباس وعائشة رضي اللّه عنهما: كان غلام من اليهود يخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فدبت إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى اللّه عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له: لبيد بن أعصم، ثم دسها في بئر لبني زريق، يقال لها: ذروان.
فمرض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وانتثر شعر رأسه، ولبث ستة أشهرٍ يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يذوب ولا يدري ما عراه، فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان؛ فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب. قال: وما طب؟ قال: سحر. قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهود,. قال: وبم طبّه؟ قال: بمشط ومشاطة. قال: وأين هو؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في بئر ذروان-والجفّ: قشر الطلع.
والراعوفة: حجر في أسفل البئر ناتئ يقوم عليه الماتح- فانتبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مذعورا وقال: "يا عائشة، أما شعرت أن اللّه أخبرني بدائي؟".
ثمّ بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليا والزبير وعمار بن ياسر، فنزحوا ماء البئر، كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه، وإذا فيه وتر معقود فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر؛ فأنزل اللّه تعالى السورتين.
فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل عليه السلام يقول: بسم اللّه أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من حاسدٍ وعين اللّه يشفيك. فقالوا: يا رسول اللّه، أفلا نأخذ الخبيث نقتله؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أما أنا فقد شفاني اللّه، وأكره أن أثير على الناس شرا".
وعلق ابن كثير بقوله:"هكذا أورده بلا إسناد، وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة، ولبعضه شواهد مما تقدم".
مما يرقى به المسحور :
المعوذتان, فلما سحر النبي عليه الصلاة والسلام, وأنزل اللّه تعالى السورتين.فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال، روته عائشة وابن عباس, ذكره الثعلبي, ذكره ابن كثير, ورقى جبريل عليه السلام, النبي عليه الصلاة والسلام, بقوله:"بسم اللّه أرقيك، من كل داء يؤذيك، ومن شر كل حاسد وعين اللّه يشفيك", ذكره ابن كثير في تفسيره.
معنى الحاسد :
هوَ الذي يحب ويتمنى زوالَ النعمة عن المحسود، وهذا يشمل العاين، لأن العين لا تصدر إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس, وهذا حاصل قولي السعدي والأشقر.
علة الاستعاذة من الحاسد :
لأن الحاسد يسعى في إزالة النعمة ع المحسود بحسب ما يستطيعه من اسباب, فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره.
السؤال الثالث:
لخّص أقوال العلماء مع الترجيح في المسائل التالية:
1: المراد بالفلق:
قيل في المراد بالفلق قولين :
القول الأول : الفلق : الصبح قاله ابن عباس وجابر ومجاهد وسعيد بن جبير وعبدالله بن محمد بن عقيل وغيره كثير وقد ذكره الأشقر في تفسيره وذكر السعدي قول مقارب لهذا المعنى .
القوال الثاني : هو بيت في جهنم قال بهذا القول كعب الأحبار وذكر زيد بن علي وابو عبدالرحمن الحبلي معنى مقارب لهذا وفي ذلك حديث مرفوع منكر قال ابن جرير عن ابي هريرة عن النبي صل الله عليه وسلم قال : الفلق : جب في جهنم مغطى . إسناده غريب ولا يصح رفعه .
قال ابن جرير : والصواب هو القول الأول وهو : الصبح وهو اختيار الأمام البخاري وهذا هو القول الأقرب والله تعالى أعلم .
2: المراد بالكوثر
الأول: إنه نهر في الجنة, وهو قوله عليه الصلاة والسلام, في الحديث"هل تدرون ما الكوثر؟".قالوا: اللّه ورسوله أعلم. قال: "هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا رب، إنه من أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك",رواه عنه أنس بن مالك, رواه أحمد وروى مثله البخاري ومسلم وأبوداود وابن جرير وغيرهم أحاديث في كون الكوثر نهر في الجنة, وصلت حد التواتر , وهو قوا ابن عمر وأنس وابن عباس وأبي العالية ومجاهد وعطاء بن السائب, ذكره ابن كثير, وذكره الأشقر.
الثاني: الخير الكثير, قاله ابن عباس فيما رواه عنه سعيد بن جبير, فقال: هو الخير الذي أعطاه اللّه إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة. فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه اللّه إياه, رواه البخاري, ذكره ابن كثير, وهو قول عكرمة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد, وقال:"هو الخير الكثير في الدنيا والآخرة", ومحارب بن دثار الحسن بن ابي الحسن البصري, وهو قول ابن كثير والسعدي وذكره الأشقر.
الثالث: القرآن, قاله عكرمة, ذكره ابن كثير, وذكره الأشقر.
الرابع: النبوة: قاله عكرمة, ذكره ابن كثير.
الخامس: كثرة الأصحاب والأمة, ذكره الأشقر.
والراجح إنه الخير الكثير, لأن الخير الكثير عام, فيدخل فيه خيري الدنيا والآخرة, من اختيار الله له للنبوة, وإنزال القرآن, وكثرة الأصحاب والأمة, والنهر الذي في الجنة من الخير الكثير, والحوض, والشفاعة, وما أعده الله له من ثواب جزيل عظيم, وكل خير أعطاه الله له في الدنيا والآخرة.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه .