المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى استفهام الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.
- على طريق التعجب من استخلاف الله من يعصيه في أرضه وينعم عليه .
- على طريق الاستعظام والإكبار من الاستخلاف والعصيان .
- الاستفهام المحض يعني هل هذا الخليفة على طريقة من تقدم من الجن أم لا ؟
- على جهة الاسترشاد والاستعلام , هل هذا الخليفة هو الذي اعلمهم به من قبل بأنه يفعل ويفعل ؟
ب: معنى قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون}.
- الاستفهام هنا استفهام إنكاري توبيخي أي كيف تكفرون ونعمه وارد عليكم صباح مساء , وهو قادر عليكم محيط بكم .
واختلف في ترتيب هذه الموتتين والحياتين على اقوال :
* احسن الأقوال : قول ابن عباس الموتة الأولى قبل الإتيان إلى الدنيا , الموتة الثانية هي مرحلة البرزخ الموت بعد الحياة في القبر , الحياة الأولى هي الحياة الدنيا بعد الولادة , الولادة الثانية هي حياة البعث يوم القيامة , وهو أولى الأقوال وأحسنها لأنه يلزم الكفار , فإنهم إذا اعترفوا بالحياة الأولى والموتة الثانية لزمهم الإيمان بالحياة الثانية وهي البعث يوم القيامة .
* كنتم أمواتاً لأن آدم خلق من طين ميتاً قبل أن يحيا , ثم أحيي ونفخت فيه الروح ثم يميتكم ثم يحيكم كما القول الأول .
* قال قتادة : كنتم أمواتا في أصلاب آباءكم فأخرجتم إلى الدنيا فأحياكم ثم كما القول الأول .
* قال أبو صالح : كنتم أمواتاً وهو الموت من الحياة الدينا , ثم احياكم للسؤال في القبور , ثم أماتكم فيها , ثم أحياكم للبعث .
* قول آخرلابن عباس : كنتم امواتاً بالخمول فأحياكم بأن ذكرتم وشُرِّفتم بهذا الدين والنبي الذي جاءكم .
- الضمير في ( ثم إليه ) عائد على الله سبحانه وتعالى اي إلى ثوابه وعقابه و وهو الصحيح .
3. بيّن ما يلي:
أ: لم خصّ آدم بالتلقّي والتوبة في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}.
- لأنه المخاطب الأول في أول القصة ( اسكن أنت وزوجك الجنة ) فلذلك كملت القصة بذكره وحده .
- لأن المرأة حرمة ومستورة فأراد الله له الستر , فلذلك لم يذكرها الله في المعصية .
ب: متعلّق الخوف والحزن في قوله تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
- القول الأول : لاخوف عليهم فيما بين أيديهم من الدنيا ولا حزن عليهم فيما فاتهم من الدنيا .
- القول الثاني : لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يوم القيامة , وهذا أولى وأرجح لأن تعلق المؤمن العاقل بالآخرة أهم من تعلقه بالدنيا .
ج: دليلا على صدق النبوة مما درست.
في قوله تعالى ( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ) قال بعض العلماء في هذه الآية دليل على نبوة آدم عليه السلام إذ أمره الله أن ينبئ الملائكة بما ليس عندهم من علم الله عز وجل .
وإذا كان المراد إثبات صدق النبوة بشكل عام لكل أنبياء الله :
فأنا أرى أن أمر الله سبحانه لآدم أن يخبرهم بما علمه الله وإقرار الله لآدم بالأسماء التي علمها للملائكة دليل على صدق النبوة , وهذا يعني أن من ادعى بانه نبي إن كان صادقاً فتوفيق الله إياه وإقراره له دليل على صدق النبوة , ولكن الكاذب فسيقصم الله ظهره في الحياة الدنيا قبل الآخرة وإلا كانت حياته وكثرة أتباعه دليل على إقرار الله له لذلك كانت سنة الله سبحانه مع مدعي النبوة هي قصم ظهرهم وكشف كذبهم وإهلاكه إياهم مع فضحهم , والله أعلم .