دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1438هـ/9-02-2017م, 03:09 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية: وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
ب. السبع المثاني
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
ب. سورة الصلاة.
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وحكم كل نوع مع التمثيل.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
س2: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
س3: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1438هـ/9-02-2017م, 09:40 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم). رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال :كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن) ،قال : فتلا عليه: (الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: (هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم) فنزل منه ملك، فقال: (هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم) فسلم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم من طريق عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ورد في معناها قولان :
القول الأول: أنها سميت أم الكتاب لأنها تتضمن أصول معاني القرآن، فمعاني القرآن ترجع لما ورد في سورة الفاتحة ، فقد تضمنت حمد الله والثناء عليه ، وإفراد الله بالعبادة والاستعانة به ، وطلب الهداية التي تدخل صاحبها في زمرة الذين أنعم الله عليهم وتنجيه من أن يكون مع المغضوب عليهم والضالين ،وسور القرآن توضح وتفصل هذه المعاني وتورد القصص والعبر التي تؤكد عليها وتبينها وتحتج لها، وقد ذكر هذا القول بمعناه جماعة من المفسرين.
القول الثاني: سميت أم الكتاب لأنها تقدمت على سوره في المصاحف وفي الصلاة ، والعرب تسمي المقدم على شيء أم له ، وذكر هذا القول بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
والصواب الجمع بين المعنيين لصحتهما، وعدم تعارضهما ،وقد جمع ابن جرير بينهما فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا).
ب. الوافية
فيها قولان:
القول الأول: أنها سميت الوافية لأنها تقرأ وافية فيكل ركعة، ولا يجوز أن تقسم أو تتجزأ مثل باقي سور القرآن ، وهو قول الثعلبي.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
القول الثاني: أنها وافية بكل معاني القرآن ، وهذا قول الزمخشري.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
- أما نسبة القول بمدنية الفاتحة لأبي هريرة رضي الله عنه فلا يصح ، فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة) خرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: (أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
وهذا الإسناد رجاله ثقات ولكنه منقطع لأن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
- وأما نسبة القول بمدنية الفاتحة لمجاهد فهو صحيح وثابت، وهي تعد هفوة عالم والدليل ما ذكره الدارقطني في إسناد الأثر السابق فقد قال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب) .
وقد روي أيضا عن ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد قال: (الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة).
وروي عن أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
وقال الحسين بن الفضل البحلي: (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه).ذكره الثعلبي
- وأما نسبة القول للزهري فلا تصح ،وقد روي عنه في كتاب (تنزيل القرآن) المنسوب إليه أن الفاتحة أول ما نزل بالمدينة ،وهذه الرواية لاتصح لأن في سندها الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم يرد في أنها نزلت من كنز تحت العرش إلا حديثان ضعيفان هما:
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين) رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
- عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش)رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
أما ماصح فهو أن ما نزل من كنز تحت العرش هي خواتيم سورة البقرة، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)رواه أبو داوود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وغيرهم
س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات
قول الله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) في سورة الحجر،
وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير السبع المثاني بسورة الفاتحة.
وقال أبو العالية في تفسير الآية: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ) رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فالعبادة من المقاصد العظيمة التي من أجلها خلق الله الإنسان ، والاستعاذة من أعظم العبادات لأنها تتضمن عبادات أخرى قولية وقلبية وعملية منها:
- اقرار العبد بضعفه وفقره وانكساره بين يدي ربه .
- أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فالعبد يستعيذ بالله لإيمانه بقدرة الله تعالى على إعاذته ،وإيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله ورحمته به وأنه مجيب الدعاء.
- أن المستعيذ تقوم في قلبه عبادات قلبية عظيمة مثل الخوف فهو يخاف أن يرد الله دعاءه بسبب ذنوبه، والرجاء فهو يرجو أن يستجيب الله له وأن يجيره ويعيذه مما يخاف، والتوكل فهو يفوض أمره لله ،والإنابة فهو مقبل على ربه، والإخلاص فيستعيذ بالله وحده ،والمحبة لله تعالى، والخشية، والاستعانه وغيرها من الأعمال العظيمة التي تقرب العبد من ربه وتكون سببا في محبة الله للعبد وهدايته له.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1438هـ/10-02-2017م, 04:02 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
1- ما رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني عن عبادة بن الصامت مرفوعاً {أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض }
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه ؛ لأن كتبه احترقت وصار يحدث من حفظه فيروي بالمعنى .
- وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»فقد يكون هذا ماقصده ابن خلاد فرواه بالمعنى .
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
- وعليه فالمتن صحيح لانكارة فيه ولكن لدينا في الصحيح ما يغني عنه .
2- ما رواه إسحاق بن راهويه في إتحاف الخيرة ، والديلمي في مسند الفردوس كلاهما عن العلاء بن المسيّب، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش .
- وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
- والحديث مردود حكماً لضعف اسناده ، أما بالنسبة للمتن فقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
3- ومارواه الطبراني في الأوسط من حديث سليمان بن أحمد الواسطي ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»
- وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث، وبالحديثمجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من متروكي الحديث

س2: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم:
ورد لفظ "المثاني" في النصوص وفي استعمالات أهل على معان ستة ، فهو من الأسماء المشتركة لعدد من المعاني المتقاربة غير المتعارضة ، وأكثر هذه المعاني صحيحا لا خلاف عليه ، وقد استخرج بعضها من مفهوم السياق .
المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ، ودليله قول الله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
وقال حسان بن ثابت:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت

والمعنى الثاني: آيات سورة الفاتحة، وبه فُسِّرَ قوله تعالى:{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} على أحد الأقوال لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري.

والمعنى الثالث:السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية السابقة على أحد الأقوال.

والمعنى الرابع:أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم .

والمعنى الخامس:أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الإيمان، واستدلّ له بما رواه يزيد الفارسي عن ابن عباس: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى
ويزيد الفارسي ممن لا يقبل تفرّده بمثل هذا الخبر.

والمعنى السادس:أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء.
وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني}قال:(أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن).
وتفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا دليل على حصر معاني القرآن في هذه السبعة .

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
1- "فاتحة الكتاب " ودليله ما ورد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).متفق عليه.
2- "أم القرآن"؛ ودليله ما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري.
3- أم الكتاب." ودليله ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
4- سورة {الحمد لله رب العالمين} ، ومن أدلّة هذا الاسم: حديث حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني؛ فلم آته حتى صليت ثم أتيت.
فقال: (( ما منعك أن تأتي؟ )).
فقلت: كنت أصلي.
فقال: (( ألم يقل الله:{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم})) .
ثم قال: (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ({ الحمد لله رب العالمين }هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري والدارمي والنسائي وغيرهم.
فسمّى السورة بأوّل آية فيها. وقد أنكر بعض فقهاء الشافعية هذا الاسم، والصواب ثبوته.
5- سورة {الحمد لله} ، وهذا الاسم اختصار لما قبله، ومن أدلة هذا الاسم حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله}أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
معنى الاستعاذة
الاستعاذة هي الالتجاء والاحتماء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه.
قال الحصين بن الحمام المري:
فعوذي بأفناء العشيرة إنما .....يعوذ الذليلُ بالعزيز ليُعصما
قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
والعِصمة هي المنَعَة والحماية واللُّجأ ، لقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}، وقال: {ما لهم من الله من عاصم}.

أقسام الاستعاذة:
الاستعاذة على قسمين:
القسم الأول:
استعاذة العبادة: وهي ما ينبني عليها ويصاحبها أعمال تعبدية قلبية للمستعاذ به ، مثل الخوف والرهبة والخشية والرجاء والرغبة ، وقد يصاحبها دعاء وتضرّع ونذر.
- و تستلزم تذلُّل و افتقار المستعيذ إلى من استعاذ به، وحاجته إليه، واعتقاده فيه النفع والضر.
- ومن صرفها لغير الله فقد أشرك ،و لا يزيده من استعاذ به إلا ذلاً وضعفا ووهنا ورهقاً وخساراً، كما قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا}.

والقسم الثاني:
- استعاذة التسبب: وهي الأخذ بالأسباب المعينة على العصمة من شر ما يستعاذ منه العبد من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به.
وهذا كما يستعيذ الرجل بإخوانه وقرابته ليمنعوه من شرّ رجل يريد به سوءاً.
- فهذه الاستعاذة ليست بشرك لخلوّها من المعاني التعبّدية، فهي أسباب تجري عليها أحكام الأسباب من الجواز والمنع بحسب المقاصد والوسائل.
ودليلها ما ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
وفي رواية عند مسلم: ((فليستعذ))ومعناهما واحد، فهي استعاذة تسبب لا استعاذة عبادة.

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
- يتبين المراد منها في حديث : عمرو بن مرّة، ، عن نافع بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وغيرهم.

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
- قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
وقد نُقل في معنى هذه الآية أربعة أقوال للعلماء:
القول الأول:إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
- وهذا قول جمهور أهل العلم، فإنّ العرب تطلق الفعل على مقاربته، ودليلهم ما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال:((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو قارب الدخول إلى الخلاء.
وهو قول جمهور العلماء، وممن قال به: ابن جرير، وابن خزيمة، والطحاوي، والبيهقي، وابن عطية، وابن الجوزي، وابن تيمية، وغيرهم.
وقال به من علماء اللغة: يحيى بن سلام، والزجاج، وابن الأنباري، والنحاس، وابن سيده، وغيرهم.
والقول الثاني:في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
- وقد ردّه ابن جرير بأنه لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذٌ من الشّيطان الرّجيم لزمه أن يقرأ القرآن
والقول الثالث: إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب.
- ومعناه أن الاستعاذة والقرآن معاً، أي اجعل مع قراءتك الاستعاذة، كقولهم: اجعل قيامك مع قيام زيد).
والأقوال الثلاثة المتقدّمة متفقة على أنَّ الاستعاذة قبل القراءة.
والقول الرابع:إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري. وكلّ هؤلاء لا تصحّ نسبة هذا القول إليهم .
- وقد بين ابن الجزري - رحمه الله- علل هذه الروايات ، وقال في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً، ولا يصح قولٌ بخلافه).
ثم قال بعد توجيه معنى الآية على القول الأول: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها:
- طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له .
- وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى .
- فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها .
- وإقرار له بالقدرة والعصمة ، والقوة ، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1438هـ/11-02-2017م, 03:22 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔶🔶المجموعة الأولى:

🔸س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1⃣ الدليل الأول : أنها أعظم سورة في القرآن :
عن أبي سعيد المعلى -رضي الله عنه- قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي
فقال : ألم يقل الله : { استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم } . ثم قال لي : (( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد)) ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج ، قلت له:
(( ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن )) قال : { الحمد لله ربّ العالمين} (( هي السبع المثاني، و القرآن العظيم الذي أوتيته)) رواه البخاري
2⃣ هي أفضل القرآن :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم في مسير له فنزل و نزل رجل إلى جانبه ؛ فالتفت إليه النبي فقال :(( ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ )) قال : (( فتلا عليه :{ الحمد لله ربّ العالمين} رواه النسائي وابن حبان
3⃣ نور لم يؤتها نبي قبله عليه الصلاة و السلام
لم يقرأ بحرف منهما إلا أعطيه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما جبريل قاعد عند النبي سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه ، فقال :(( هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ؛ فسلم و قال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، و خواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)) رواه مسلم
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
📌أ. أم الكتاب :
1- لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، و يبدأ بقراءتها في الصلاة ...... ذكره البخاري
و العرب تسمّي المقدم أمّا لأن ما خلفه يؤمّه ، فهي أم الكتاب لأنها مقدمة في التلاوة و الصلاة و الكتابة في المصحف ؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل .
2 - و لتضمنها أصول معاني القرآن ؛ فما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سوره
و كلا المعنيين صحيح و الصواب الجمع بينهما لصحتهما، و صحة الدلالة عليهما، و عدم تعارضهما
📌ب. الوافية
في مهنى تسميتها بالوافية قولان :
1- لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة ... قاله الثعلبي
قال : و تفسيرها لأنها :
- لا تنصّف
- و لا تحتمل الاجتزاء
ألا ترى أنّ كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة و النصف الآخر في ركعة كان جائزًا ، و لو نصفت الفاتحة و قرئت في ركعتين كان غير جائز .
2- لأنها وافية بما في القرآن من المعاني .... قاله الزمخشري
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا تصح عنهم ، و لا أصل لها في الكتب المسندة الموجودة بين يدينا ، قال ابن حجر :( و أغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة و الزهري و عطاء بن يسار ) اهـ
* و أما نسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- لها علّة و هي :
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :(( رنّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، و أنزلت بالمدينة )) أخرجه الطبراني في الأوسط ، و ابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق ألي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، و هو في مصنف ابن أبي شيبة مختصرًا بلفظ :(( أنزلت فاتحة الكتاب في المدينة))
و هذا الإسناد رجاله ثقات و لكنه منقطع ، فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة .
_ و سئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال :
( يرويه غيره عن منصور ، عن مجاهد من قوله و هو الصواب )
- و رواه ابن أبي شيبة مقطوعًا على مجاهد من طريق زائدة ، عن منصور، عن مجاهد ، قال :
( الحمد لله ربّ العالمين أنزلت بالمدينة)
- و رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال :
( نزلت فاتحة الكتاب في المدينة )
⏪ فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله ، و وصله إلى أبو هريرة لا يصح .
✨ قال الحسين بن الفضل : لكل عالم هفوة ، و هذه منكرة من مجاهد لأنه تفرد بها ، و العلماء على خلافه
> ذكره الثعلبي .
* و أما نسبة القول إلى الزهري رحمه الله:
لأجل ما روي عنه في كتاب [ تنزيل القرآن] المنسوب إليه ، و أنه عدّ الفاتحة أول ما نزل في المدينة
و في إسناده الوليد بن محمد الموقري و هو متروك الحديث .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ورد نزولها من كنز تحت العرش في حديثين ضعيفين
- الأول : حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :(( إن الله أعطاني فيما منّ به علي ؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب ، و هي من كنوز عرشي ، ثم قسمتها بيني و بينك نصفين ))
⏪ في سنده : صالح بن بشير ضعيف الحديث
قال النسائي : متروك الحديث
- الثاني : حديث الفضيل بن عمرو ، عن علي بن أبي طالب أنه سئل عن فاتحة الكتاب ، فقال : حدثنا نبي الله صلى اله عليه و سلم ثمّ تغير لونه ، و ردّدها ساعةً حين ذكر النبي ثم قال :(( أنها نزلت من كنز تحت العرش)) سنده منقطع لأن فضيل لم يدرك علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؛ فالحديث ضعيف
💎 و الصحيح : أن خواتيم سورة البقرة هي التي نزلت من تحت العرش ، فقد صح :
- حديث حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدًا و جعلت تربتها لنا طهورًا ، و جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، و أوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي و لا يعطى منه أحد بعدي))
⏪ أصل الحديث في صحيح مسلم غير أنه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال :( و ذكر خصلة أخرى..)
قال الألباني : هي هذه قطعًا
- و حديث أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش ، و لم يعطهن نبي قبلي))
و له طرق أخرى ، اختلف الرواة فيه على منصور
قال الدارقطني : القول قول شيبان .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات.
اقد دلّ على ذلك النص و الإجماع
📌 دلالة النص :
- قوله تعالى :{ و لقد آتيناك سبعًا من المثاني و القرآن العظيم }
مع ما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم من تفسيرها بسورة الفاتحة ؛ فيكون العدد مصروفًا إلى آياتها .
قال أبو العالية الرباحي عند تفسير هذه الآية :
( فاتحة الكتاب سبع آيات ) رواه ابن جرير
📌 دلالة الإجماع :
حكاه جماعة من أهل العلم منهم :
-ابن جرير الطبري
-و ابن المنذر
-و أبو جعفر النحاس
-و أبو عمرو الداني
-و البغوي
-و ابن عطية
-و الشاطبي
-و ابن الجوزي
-و علم الدين السخاوو ابن تيمية
-و ابن كثير ✨ و غيرهم كثير ......
⏪ قال ابن جرير : لا خلاف بين الجميع من القرّاء و العلماء في ذلك .اهـ
و قد اتفق علماء العدد على أنها سبع آيات
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1- افتقار العبد إلى ربّه عز و جلّ ، و إقراره بضعفه و تذلله و شدّة حاجته إليه
2- تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى و صفاته العليا ، لأن الحامل على الاستعاذة:
* إيمان العبد بقدرة ربّه و إعاذته
*و إيمانه برحمته التي يرجو بها قبل الاستعاذة
* و إيمانه بعزته و ملكه و جبروته و أنه لا يعجزه شئ
* و تستلزم إيمانه بسمع الله و بصره و علمه بحاله و حال ما يستعيذ منه
> إلى غير ذلك من الاعتقادات العظيمة النافعة التي إذا قامت في قلب العبد كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة
3- أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبها الله :
* من الصدق ، و الإخلاص ، و المحبة ، و الخوف ، و الرجاء ، و الخشية ، و الإنابة ، و التوكل ، و الاستعانة و غيرها
⏪ كل هذه العبادات القلبية تقوم في قلب العبد حين استعاذته ، فلذلك كانت الاستعاذة عبادة جليلة يحبّها الله و يثيب عليها ، و يبغض من أعرض عنها
⏪ و من قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبة الله له ، و هدايته إليه .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1438هـ/11-02-2017م, 09:17 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
من فضائل سور الفاتحة أنها أعظم سور القرآن
الحديث الأول:
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
من فضائل سورة الفاتحة أنها رقية
الحديث الثاني:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه من حديث أبي بشر اليشكري عن أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري.
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجه من طريق جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا، قال: فنزلنا بقوم من العرب، قال: فسألناهم أن يضيفونا فأبوا، قال: فلدغ سيدهم، قال: فأتونا، فقالوا: فيكم أحد يرقي من العقرب؟
قال: فقلت: نعم أنا، ولكن لا أفعل حتى تعطونا شيئا، قالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة، قال: فقرأتُ عليها الحمدَ سبع مرات.
قال: فبرأ، قال: فلما قبضنا الغنم، قال: عرض في أنفسنا منها، قال: فكففنا حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكرنا ذلك له، قال: فقال: « أما علمت أنها رقية، اقسموها واضربوا لي معكم بسهم ».
وله طرق أخرى.
قال النووي: (أما قوله صلى الله عليه وسلم: « واضربوا لي بسهم» فإنما قاله تطييباً لقلوبهم ومبالغةً في تعريفهم أنه حلال لا شبهة فيه).
من فضائل سورة الفاتحة أن من صلى صلاة لم يقرأ فيها الفاتحة فهي خداج
الحديث الثالث:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: «اقرأ بها في نفسك»؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام والترمذي والنسائي كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وله طرق أخرى كثيرة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌. أم الكتاب.
معنى تسمية الفاتحة بأم الكتاب :
المعنى الأول:
المقدم لأنها يبدأ بها في كتابة المصاحف ويبدأ بها في الصلاة

والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة)قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).
المعنى الثاني:
الجامع لأصول معاني القرآن

فسورة الفاتحة تضمنت أصول معاني القرآن ففيها( الثناء على الله بحمده وتمجيده، العبادة ،الاستعانة ،سؤال الهداية ،الذين انعم الله عليهم ، المغضوب عليهم والضالين ) وكل معاني القرآن راجعة إليها وإلى الأصول المذكورة فيها و تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.

جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا") ثمّ ذكر شواهد لغوية صحيحة على هذا القول.
الأدلة على تسمية الفاتحة بهذا الاسم :
ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
ما رواه مسلم من حديث حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل».

ب. الوافية
معنى تسميتها بالوافية :
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.

قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).

القول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
وهذا الاسم ذكره: الثعلبي والزمخشري والرازي والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر العسقلاني والعيني والسيوطي والشوكاني وغيرهم.
دليل التسمية : قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية"). رواه الثعلبي

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة خطأ والأثر الوارد في ذلك ثابت عن مجاهد ووصله إلى أبي هريرة خطأ
،وصحة الأثر الوارد عن مجاهد تعني ثبوت القول عن مجاهد بمدنية السورة ، أما الزهري فالأثر الوراد عنه فيه ضعف فتكون النسبة إليه ضعيفة
توضيح ماسبق :
نسبة القول إلى أبي هريرة وإلى مجاهد :
نُسب خطأ إلى أبي هريرة القول بمدنية سورة الفاتحة ونقل في كتب التفاسير ، روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
نسبة القول إلى الزهري :
نسب إلى الزهري القول بمدنية سورة الفاتحة لأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
فتكون نسبة القول إليه ضعيفة

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ورد نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش في حديثين والحديثين فيهما ضعف فيكون القول بنزول الفاتحة من كنز تحت العرش فيه ضعف والذي صح من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة
ذكر أسانيد الأحاديث الواردة في نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش وبيان سبب ضعفها:
الحديث الأول:
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس
سبب الضعف:صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
الحديث الثاني:
حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق،
سبب الضعف: لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات.
سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القرَّاء والمفسّرين، وقد دلّ على ذلك النص كما دلَّ عليه الإجماع
ودلالة النصّ تظهر جلية في قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} مع ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الإستعاذة عبادة جليلة تضم عبادات عظيمة منها:
الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بجملة من أسمائه الحسنى
مثل :
القدير : لإيمانه بقدرة الله على إعاذته
الرحيم : يرجو رحمة الله بأن يعذه
العزيز: لايعجزه شئ فيعيذه ويحميه
السميع البصير العليم :فيعلم حاله ويسمع كلامه ويعيذه
القريب المجيب :يسمع دعائه ويجيبه
الحفيظ الحافظ :يحفظه ويحميه مما استعاذ منه
التعبد لله بجملة من العبادات القلبية التي تقوم في القلب وتكون سبباً لزيادة الأجر والقرب من الله :
الصدق: صدق المستعيذ في طلب الإعاذة والعصمة من الله
الإخلاص: يطلب الإعاذة من الله وحده
المحبة : يحب الله لأنه وليه وحافظه من كل سوء
الخوف : الخوف من الله أن يرد إعاذته بسبب ذنوبه
الرجاء :يرجو أن يستجيب له ربّه فيعيذه من شرّ ما استعاذ منه.
الإنابة: الإقبال على الله والوقوف عند بابه
التوكل :يتوكل على الله ويطلب منه ماينفعه وأن يدفع عنه مايضره
الاستعانة :يحتاج إلى عون الله تعالى ليعصمه
الإفتقار: يفتقر إلى الله ويطلب منه الحماية
ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الأولى 1438هـ/11-02-2017م, 10:48 PM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية: وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:


س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.*

1. أنها أعظم سورة في القرآن*
لحديث*أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.*
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري*

2. أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).*

3. الصلاة عمود الدين، والفاتحة عمودها
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه*




س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:*
أ. أم الكتاب.
* معناه أن ما فيها -الفاتحة- من المعاني جامع لما تضمنته سائر سور الكتاب الكريم، فهي متضمنة لأصول معاني القرآن.
ففيها حمد الله والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباده الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
* أو سميت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمي المقدم أما لأن ما خلفه يؤمه.
قال البخاري في صحيحه: ( وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة)

وقد روي عن بعض السلف كراهة تسمية الفاتحة بأم الكتاب؛ لكونه اسم من أسماء اللوح المحفوظ؛ منهم أنس والحسن البصري إلا أن الصواب صحة التسمية هذا الاسم لثبوت النص به، ولأن تسمية اللوح المحفوظ والآيات المحكمات بأم الكتاب لا تمنع اشتراك الاسم .

ب. الوافية
هذه التسمية رويت عن سفيان بن عيينة.
ومعناها:
- أنها وافية في كل ركعة، أي أنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تنصّف، ولا تحتمل الاجتزاء؛ ألا ترى أن كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزا، ولو نصّفت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائزا)
- وقيل: أنها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري

وتصحف هذا الاسم في تفسير ابن جزي وأبي حيان وبعض طبعات تفسير ابن كثير إلى "الواقية"



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟

نسب إليهم ولم يصح عن واحد منهم
*فأبو هريرة/
روي عنه بحديث موقوف عليه بسند منقطع بينه وبين مجاهد،
وهو ما رواه أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
والصحيح فيه ثبوته عن مجاهد لا وصله إلى أبي هريرة.*
*ومجاهد*
قال عنه الحسين بن الفضل البجلي: (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنه تفرّد بها، والعلماء على خلافه)
* والزهري
روي عنه بحديث في سنده من هو متروك -وهو الوليد بن محمد الموقّري-
وهو مروي عنه في كتابه "تنزيل القرآن"*

فهذا القول، والنسبة إليهم؛ لم تصح بها الرواية ولا أصل لها في كتاب مما في أيدينا من الكتب المسندة إلاما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه، وإنما حكيت عنهم وكثر تداولها ونسبتها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد زاد بعضهم على بعض فانتشرت.*



س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟*

لم يصح بذلك شيء وانما روي نزولها من كنز تحت العرش بحديثين ضعيفين هما:
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»وفي سنده صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
- وحديث العلاء بن المسيّب عن فضيل بن عمرو*عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). *وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وإنما الذي صح*أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة، وذلك في حديثي أبي هريرة وأبي ذر:
- فأما حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضّلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).*
وأصل الحديث في صحيح مسلم غير أنّه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال: (وذكر خصلة أخرى..)*
قال الألباني: (وهي هذه قطعا).
- وأما حديث أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي».



س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات.*

دلّ النص على أن سورة الفاتحة سبع آيات، وذلك في:
- قوله تعالى:*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} *
قال أبو العالية الرياحي فيها: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.*
- وفيما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم عند البخاري من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).*
وصحّ نحوه من حديث أبي سعيد بن المعلّى وحديث أبيّ بن كعب.*
فيكون العدد هنا منصرفاً إلى آياتها.*
وكذلك فسر بعض الصحابة هذه الآية بأنها الفاتحة،*وهذا القول مروي عن عمر وعلي وأبي هريرة وهو رواية عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.



س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.*

لأنها نوع من أنواع العبادة التي خلق الله الخلق لأجلها (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
فالله عز وجل خلق العباد وخلق لهم المنافع والمضار لحكمة أرادها ومن هذه الحكم إيجاد ما يُستعاذ منه، وبالتالي *تشريع الاستعاذة، التي تستلزم من العبادات ما هو قلبي وقولي وعملي:*
- منها: افتقار العبد إلى ربه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلله وشدة حاجته إليه.
- ومنها: ما تستلزمه من الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا من القدرة والرحمة والعزة والملكوت والجبروت والسمع والبصر والعلم، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة.
- ومنها: ما يقوم بقلب المستعيذ من عبادات يحبها الله ويثيب عليها؛ من الصدق والإخلاص والمحبة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكل والاستعانة وغيرها. ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبة الله له، وهدايته إليه (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من ينيب)
وسمى الله تعالى من خاف ذنوبه وتوكل عليه؛ محسنا*{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)}
- ومنها: اليقين الحاصل بتحقق ما وعد به الرب من استعاذ به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا مما يقوم بقلب المؤمن من عبادات متى ما حقق الاستعاذة.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 01:14 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
1- أنها أفضل القرآن كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
2- لا تتم الصلاة إلا بها، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
3- أنها رقية، فعن ابن عباس رضي الله عنهماأ ن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ، إنَّ في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتابعلى شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله»رواه البخاري وابن حبان والدارقطني والبيهقي كلهم من طريق أبي معشر يوسف بن يزيد البراء عن عبيد الله بن الأخنس عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ورد في سبب تسمية الفاتحة بهذا الاسم قولان:
أحدهما: أنها تضمنت أصول معاني القرآن، وبقية سور القرآن جاءت مبينة لهذه الأصول ، فهي بهذا الاعتبار أم الكتاب، وهو قول جماعة من المفسرين.
والآخر: أنها تقدمت على سائر سور القرآن في القراءة وفي الصلاة وفي الكتابة في المصاحف ، وهو قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن والبخاري في صحيحه، وذكره جماعة من المفسرين.
ولعل الصواب -والله أعلم- الجمع بينهما لصحة الدلالة عليهما وعدم التعارض لأن العرب تسمي كل جامع وكل مقدّم أماًّ.

ب. الوافية
ورد في تسمية الفاتحة بالوافية قولان:
أحدهما: أنه لا تصح قراءتها إلا وافية في كل ركعة، وهو قول الثعلبي.
وورد عنه أنه قال:(وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة منسور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز)
والآخر: أنها وافية بما تضمنه القرآن من معاني، وهو قول الزمخشري.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ولماذا؟
نسبة هذا القول إلى أبي هريرة خاطئة ولا تصح، وسبب نسبتها إليه ما رواه أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنهقال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريقأبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراًبلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة
وسئل عنه الدارقطني فقال:" يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛فرواه أبوالأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب) ا. هـ.
ومنه يتبين خطأ نسبته إلى أبي هريرة .
وأما نسبته إلى مجاهد فقد ثبتت وصحت النسبة إليه كما تقدم وهو مما تفرد به وقال عنه الحسين بن الفضل البجلي(لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبته إلى الزهري فلا تصح وسببها ما روي عنه في كتاب تنزيل القرآن أنه عد الفاتحة أول ما نزل بالمدينة وفي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم يثبت ذلك لأن ما روي فيه من أحاديث لا تخلو من ضعف، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي فيشعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بنبشير المري عن ثابت عن أنس.
وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
وروي عن العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه،وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما فيإتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق.
وهو منقطع لأن فضيلا لم يدرك عليا رضي الله عنه.
أما ما ورد فيه أنه نزل من تحت العرش فهو خواتيم سورة البقرة كما ورد عن أبي ذرقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي».

س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات.
دل عليه قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسرها بالفاتحة فينصرف العدد إلى آياتها.
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني}قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
شرعت الاستعاذة لما يلزم منها من عبادات قلبية وقولية وأخرى عملية.
ومن ذلك:
- أن العبد يفتقر إلى الله ويقر بضعفه خاضعا متذللا منكسرا.
- وأنه يلزم منها الإيمان بأسماء الله وصفاته، فإن المستعيذ يؤمن أن له ربا سميعا بصيرا قويا قادرا رحيما مجيبا وغير ذلك من الأسماء والصفات.
- كما أنه يقوم بقلب المستعيذ أعمال قلبية جليلة القدر عظيمة الأثر كالخشية والإنابة والصدق والإخلاص والتوكل والاستعانة والمحبة والخوف والرجاء وكثير من الاعمال القلبية التي يحبها الله ويثيب عليها.
- وبها يتحقق المقصود من خلق الإنس والجن ألا وهو العبودية كما قال تعالى ( ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)


هذا والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 01:48 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسيرالفاتحة
المجموعة الخامسة:
أجب على أسئلة المجموعة إجابة وافية:
س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
ج1: الضعف في المرويات يأتي على قسمين:
الأول:ضعف من جهة الإسناد.
الاسناد هو ما يتعلق برواة الأحاديث ويأتي على نوعين:
النوع الأول: الضعف الشديد. ويرجع ذلك إلى أن أصحاب هذه الروايات هم من متروكي الحديث، سواء كانوا كذابين أو متهمين بالكذب، فأمثال هؤلاء لا يمكن أن تقبل روايتهم أو ينظر إليها.
أمثلة هذا النوع: حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها).
قال الطبراني في هذا الحديث: لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الاسناد، تفرد به سليم بن مسلم.
والحسن بن دينار هو واصل التيمي، ودينار زوج أمه متروك الحديث.

النوع الثاني: الضعف غير الشديد. وهذا النوع إما أن يكون من رواية خفيفي الضبط أو المدلسين أو يكون فيها بعض الانقطاع أو غيره من العلل اليسيرة التي تقبل التقوية، ويمكن أن تقبل روايتهم بشرط ألا يكون في المتن نكارة، ولا يصل الإسناد إلى الضعف الشديد.
أمثلة هذا النوع:
الثاني:ضعف من جهة المتن.
المتن هو نص الحديث الذي يبين ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه المتون من ناحية ضعفها على أنواع ثلاثة:
النوع الأول: وهي التي تكون صحيحة في معناها، إذ أنها وافقت ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وأمثال هذا النوع من المتن قد يقبل إذا لم يصل الاسناد إلى الضعف الشديد، لكن الأصل أن أمثال هذه المتون لا يحتاج إلى الالتفات إليها أو الاستدلال بها ويكتفى بالأحاديث الصريحة الصحيحة.
أمثلة هذا النوع:
1/حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها).
قال الطبراني في هذا الحديث: لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الاسناد، تفرد به سليم بن مسلم.
والحسن بن دينار هو واصل التيمي، ودينار زوج أمه متروك الحديث.
*وقد جاءت أحاديث صحيحة بهذا المعنى، ومن ذلك الحديث الصحيح، وفيه عن عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع المثاني). رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
2/في الحديث عن محمد بن خلاد الإسكندراني ثنا أشهب بن عبد العزيز حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن هاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت مرفوعا:(أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض). رواه الدار قطني.
*هذا الحديث تفرد بروايته محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة. ذكره الدار قطني.
_قال العلماء في محمد بن خلاد: مختلف فيه، وكانت كتبه قد احترقت فصار يحدث مما يحفظ، فيقع في حديثه ما ينكر عليه.
_وقد جاءت أحاديث صحيحة بهذا المعنى، فقد جاء في الحديث من رواية سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت ونصه:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). رواه البخاري ومسلم.

النوع الثاني:المتون التي يكون في معناها ما يتوقف عنه، فلا يمكن نفيه ولا يمكن اثباته إلا إذا ورد في ذلك حديث صحيح، فإما ما لم يرد نص صحيح يوافق المعنى، فترد أمثال هذه المتون لضعف السند، ولا يقتضي ذلك الرد أن يكون رد للمعنى، إلا إذا ظهر لأهل العلم ما ينفي ذلك المعنى أو يثبته من أوجه الاستدلال.
مثال هذا النوع:
1/حديث أبان، وفيه عن شهر بن حوشب عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:(فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن).
*وقد اختلف العلماء في هذا الحديث، لاختلافهم في أحد رواته _أبان بن أبي عياش_
_فقال جماعة منهم(البوصيري) أن أبان بن أبي عياش هو أبان بن صمعة وكان ثقة قبل أن يدركه الكِبر، فحسن اسناد الحديث تبعا لذلك.

_وقال ابن حجر: الرقاشي يقصد بذلك أبان بن أبي عياش، أو يزيد الرقاشي، وكلاهما متروكي الحديث. فضعف الحديث تبعا لذلك.

_أما الألباني فقد ضعفه جدا، حجته في ذلك: أن أبان بن أبي عياش، وشهر بن حوشب كانا متروكان الحديث.

2/وفي الحديث عن أبي الأحوص الكوفي عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة قال:(رنّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة). الطبراني في الأوسط، وابن عربي في معجمه.
*وقال العلماء في هذا الحديث: رجاله ثقات إلا أن رواية مجاهد عن أبي هريرة فيها انقطاع، ومجاهد لم يدرك أبي هريرة.
وقد صح هذا الأثر عن مجاهد من روايات أخرى.

النوع الثالث: وهي المتون التي يكون فيها نكارة في المعنى أو خالفت أحاديث صحيحة، أو جاء من رواة الضعفاء واشتملت على معنى عظيما لا يمكن أن يقبل به.
مثال هذا النوع:
1/حديث يوسف بن عطية وفيه عن سفيان عن زاهر الأسدي عن أبي الدرداء مرفوعا:(فاتحة تجزئ ما لا يجزئ شيئا من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات). مسند الفردوس.
_وقد رد العلماء هذا الحديث، لأحد رواته_ يوسف بن عطية_ قال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث وليس بثقة. وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
2/وفي الحديث عن سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن). الطبراني في الأوسط.
_وقد تعددت رواية هذا الحديث من سليمان بن أحمد الواسطي.
ورد العلماء هذا الحديث، لسليمان بن أحمد الواسطي وكان متروك الحديث.
والذي يجب الإشارة إليه أنه قد ترد بعض الروايات على نوعين مما سبق.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
ج2:جاءت أربع أقوال في بيان نزول هذه السورة وهي:
القول الأول: هي سورة مكية. وهو مروي عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
دليله: قول الله تعالى:(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم).
وجاءت أحاديث صحيحة في أن السبع المثاني والقرآن العظيم هي فاتحة الكتاب.
قال البغوي: هي مكية على قول أكثر المفسرين.
وقال ابن عطية: ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير (الحمد لله رب العالمين).

القول الثاني: أنها مدنية. وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نسب هذا القول إلى أبي هريرة والزهري وعطاء بن يسار وهو خطأ.
قال أبو حجر العسقلاني: وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزهري وعطاء بن يسار.
القول الثالث: أنها نزلت مرتين، مرة بمكة ومرة بالمدينة. وهو منسوب إلى الثعلبي والواحدي والبغوي والقشيري والحسين بن الفضل البجلي وهو من كبار المفسرين.
والخلاصة في هذا القول أنه ضعيف، ونسبته إلى الحسين بن الفضل غير مقبول إذ أن كتابه في التفسير مفقود.

القول الرابع:أن نصفها الأول نزل بمكة، ونصفها الثاني نزل بالمدينة.قاله أبو الليث السمرقندي في تفسيره بحر العلوم.
قال ابن كثير:وهو غريب جدا.
وجمهور أهل العلم على القول الأول، وأن الفاتحة مكية وهو الصواب.

س3: اشرح الخلاففي مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج3:الخلاف الذي ورد عن المفسرين وأهل العلم في عد البسملة، أنه هل هي تعد آية من سورة الفاتحة وقد جاء على قولين:
1/ أنها آية من سورة الفاتحة. قاله الشافعي رواية عن أحمد وكذلك جاء في العد الكوفي والعد المكي.
دليلهم:
_ما جاء عن أسباط بن نصر عن السدي عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال:(الحمد لله) فقيل له: إنما هي ست آيات. فقال:(بسم الله الرحمن الرحيم) آية. رواه الدار قطني.
_ما جاء عن أم سلمة رضي الله عنها أنه سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) (الرحمن الرحيم) (مالك يوم الدين). أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والدار قطني.
قال الدار قطني: إسناده صحيح وكلهم ثقات.
2/ أنها لا تعد بآية من سورة الفاتحة. قاله أبو حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
دليلهم:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمينقال الله تعالى: حمدني عبدي،وإذا قال:(الرحمن الرحيمقال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:(مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي،فإذا قال:(إياك نعبد وإياك نستعينقال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل،فإذا قال:(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالينقال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). رواه البخاري ومسلم.
والصواب في ذلك: أن كلا القولين واردان في البسملة، والاختلاف فيها كالاختلاف في القراءات، لما دلت عليه النصوص الصحيحة في كلا القولين، وكلاهما متلقيان عن القراء المشتهرة أسانيدهم.
_فمنهم من يقول أن البسملة آية منها فيقرؤها.
_ومنهم من يرى أن البسملة ليس بآية منها، وأن قول الله تعالى:(أنعمت عليهم) هي الآية السابعة.
س4: كيف يكون تحقيقالاستعاذة؟
ج4: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والتحصن والاعتصام به من سائر الشرور، ومنها الشيطان، فيستعاذ منه لما يريده من بني آدم من إلحاق الضرر والأذى سواء كان بارتكابهم ما يسخط الله، أو ترك ما يحب الله ويأمر به.
وحتى يتم تحقيق تلك الاستعاذة لا بد من اشتمالها على أمرين، من استوفاها فقد استلزم عصمة الله له وحمايته، ومن قصّر فيها كان النقص في تحقيق الاعتصام بقدر نقصه، ويتفاوت الناس في ذلك تفاوتا ظاهرا، وهي كالتالي:
الأول: الإخلاص والصدق في الالتجاء إلى الله تعاليفيوافق ظاهره باطنه، مع تمام الاعتقاد بأن النفع والضر بيده سبحانه، فلا يكون شيء إلا بأمره، فإنه إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
الثاني:الاتباع في كل ما جاء به الشرع، فيجتهد ويحرص على فعل ما أمر الله به، وينتهي عما نهي الله عنه. فإن الدين كامل لا يحتاج أن يحدث فيه أو يبتدع.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج5:أعوذ: من العوذ والعياذ، ومعناها التجأ واعتصم، قال أبو منصور الأزهري:(يقال: عاذ فلان بربه يعوذ عوذا إذا لجأ إليه واعتصم به.
وفي الاصطلاح: هو الالتجاء بالله والاعتصام به من شر كل ذي شر.
والاستعاذة على قسمين:
1/ استعاذة العبادة. وهي الأعمال التعبدية التي تقوم في قلب صاحبها للمستعاذ به. مثل الرجاء والخوف والرغبة والرهبة وغيرها من العبادات القلبية التي هي دليل افتقار العبد إلى ربه وتضرعه إليه.
وهذه لا تكون إلا لله، ويجب إفراد الله بها فتزيد العبد عبودية لربه وسببا لقربه من مولاه.
ومن صرف منها شيئا لغيره فقد أشرك، وناله الذل والهوان. قال تعالى:(وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).
2/ استعاذة التسبب. وهي أسباب يفعله المستعيذ ليصرف شرا دون أن يقوم في قلبه عبادة قلبيه للمستعيذ به. ومثال ذلك: وهو ما يفعله الرجل في استعذته بعصبته من إخوانه أو قبيلته حتى يصرفوا عنه ما يخافه.وليس هي من الشرك، قال العلماء: حكمها بحسب المقاصد والأسباب جوازا أو منعا.
جاء في الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذ فليعذ به). رواه البخاري ومسلم.
والحكمة من مشروعية الاستعاذة:
· أن في الاستعاذة بيان للعبد بعظيم افتقاره لربه سبحانه وتعالى.
· أن في الاستعاذة من العبد وقصده ربه والتجاؤه إليه وتضرعه بين يديه دليل على عظمة الخالق وكمال قدرته وشمول علمه، وهو عين إيمانه بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فلا يمكن أن يكون ذلك القصد ‘لا لعظيم كملت عظمته وقدرته وشمل جميع مخلوقاته
· أن في صدق استعاذة العبد بربه واعتصامه به إعمال قلبية عظيمة ما كانت لتأتي دون الاستعاذة به سبحانه مثل الرجاء والخوف والرغبة والرهبة وغيرها من العبادات القلبية التي يحبها الله.
ومما سبق يتبين الحكمة من وجود ما يستعاذ به، إذ فيها يتبين صدق المستعيذ من غيره، وما تثمره تلك الاستعاذة من عبادات قلبية عظيمة.
وحتى يتم تحقيق الاستعاذة وتأتي بثمارها للمستعيذ لا بد من استيفائها أمرين:
1/ الإخلاص والصدق في طلب الاستعاذة، فمن لم يكن صادقا في استعاذته، أو مخلصا فيها، فإن استعاذته لا شك أنها غير نافعة له، وبقدر صدقه واخلاصه تكون ثمرة استعاذته.
2/ المتابعة لكل ما جاء به الشرع مما أمر الله به، فيحرص قدر استطاعته وجهاده في القيام بذلك، وان يجتنب كل مما شأنه أن سخط الله مما جاء به هذا الشرع، بعيدا عن الابتداع والاستحداث.
والناس في الاستعاذة تختلف مراتبهم ودرجاتهم إلى أربعة:
الأول: من كانت استعاذتهم باطلة وهي التي أخلت بأحد أمري الاستعاذة من الإخلاص أو المتابعة، وهؤلاء قد يدعون الله في الضراء وينسونه في السراء، وقد خالفوا المنهج الحق في الاتباع وهم أصحاب البدع، وسماهم الله كفارا قال تعالى:(وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)
الثاني: من كانت استعاذتهم ناقصة، وهم من التزموا فيها باتباع المنهج الحق فحرصوا على اتباع الأوامر واجتناب النواهي، لكن لديهم ضعف في إخلاصهم أو صدقهم، وهؤلاء ثمرتهم من الاستعاذة بقدر صدقهم ويقينهم.
جاء في الحديث: عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل). حسنه الألباني.
الثالث: من كانت استعاذتهم مستوفية للأمرين، وهي هنا استعاذة المتقين، فجمعوا بين الصدق والإخلاص في طلب الاستعاذة، واجتهدوا وحرصوا قدر طاقتهم في فعل ما أمر الله به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وجمعوا بين استعاذة القلب وذلك بصدقهم واخلاصهم، وبأقوالهم فيستعيذون به بما شرع من الأذكار، وبالعمل في اتباعهم هدي ربهم كما جاءت به النصوص الصحيحة. وهي هنا الاستعاذة التي يتقبلها الله وتؤتي ثمارها.

الرابع: من بلغوا في استعاذتهم مرتبة الاحسان بحسن عبادتهم وصدقهم واخلاصهم وأفرغوا كل طاقتهم في عبادة ربه واتباع شرعه، فيسارعون ويتسابقون في فعل النوافل بعد الفرائض، ويكثرون في كل ما من شأنه أن يقربهم إلى ربهم سبحانه وتعالى، فاستحقوا ولاية الله، وحق على هؤلاء أن يحقق الله استعاذتهم ويكرمهم بما يأملون وينجيهم عما يخافون ويرهبون جعلنا الله منهم.

من الشيطان: هو ذلك المتمرد على شرع الله وأقسم على غواية بني آدم، كما دلت بذلك عدد من النصوص قال تعالى:(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين)، وقد بين الله عدواته وحذر من اتباعه قال تعالى:(أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وغاية أمانيه هو اضلال بني آدم وانحرافهم عن المنهج الحق الذي يستوجب دخولهم النار.
وتتعدد أنواع شرور الشيطان ودرجات كيده للناس:
فمن أنواع شروره: الوسوسة والنزغ والهمز واللمز والنفث ويزين الشهوات المحرمة ويثير الشبهات ويخوف ويُمَني، بل إنه يحضر في كل أمور العبد، جاء في الحديث: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الشيطان يحضر عند كل شيء من شأنه). رواه مسلم.
وكيده على درجات:
_أن يبدأ بالوسوسة وهي أصل كيده وهو بلاء عام لم يسلم منه حتى الأنبياء في عصمتهم، وهذا غير ضار للخلق ما داموا متبعين لهدي ربهم، قال تعالى:(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
_ثم يتدرج في التسلط الناقص وهو على نوعين:
1/ الاستزلال الذي يكون لبعض عصاة المسلمين، فيتسلط عليهم بمعاصيهم فيرتكبون بعض ما يغضب الله سواء كان بفعل المنهيات أو ترك المأمورات، فيحرمون أنفسهم من خير عظيم جزاء فعلهم ما يغضب الله، ويعرضونها لعقاب الله وأليم عذابه، قال تعالى:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
2/ الابتلاء. وهو ما يكون من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين فيسلط عليهم الشيطان فيصيبهم بإيذائه من التخويف والفزع والسحر وأنواع الضرر يطول أو يقصر كل ذلك اختبارا لهم، قال تعالى:(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب).
_ثم يتدرج بعدها إلى التسلط التام وهذا لا يكون إلا لمن تمرد على ربه وخرج عن طاعته وهو بذلك قد خرج من ولاية ربه إلى ولاية الشيطان، فاستولى واستحوذ عليه الشيطان، قال تعالى:(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله).
ومما يعصم من الشيطان وينجي من شروره ويحفظ من كيده:
_اليقين بعظيم حاجة العبد إلى ربه وأنه لا غنى له عن ربه طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولا يتحقق اليقين إلا بأمرين:
1/ علم العبد بضعفه وبصيرته بنفسه ألا يملك لها ضرا ولا نفعا إلا بعون الله وحوله وقوته.
2/ علم العبد بعظمة ربه وكمال قدرته، وشمول علمه وتمام أمره، فلا يخرج شيء عن سلطانه، ولا يكون إلا ما يريده سبحانه.
_ الحرص على اتباع هدي ربه فيلتزم بما أمر الله به، وينتهي عما نهى الله عنه. ويدخل في ذلك سائر الاعتقاد والأقوال والأعمال التي جاء بها هذا الدين العظيم.
_اليقظة والتفطن في كل أمره والتي يمكن أن تكون مدخلا من مدخل الشيطان من الفرح أو الحزن أو الغفلة وغيرها من المواضع التي قد تكون مظنة دخول الشيطان منها فيتحصن بأذكاره ويلتزم باتباع هدي مستعينا به في كل أموره.
وجاءت عدد من الآيات آمرة بالاستعاذة من الشيطان، قال تعالى:(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وقال تعالى:(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
وفي هذا بيان أنه لا سلامة من كيد الشيطان وسائر أنواع شروره إلا بالاعتصام به سبحانه وتعالى وصدق الالتجاء إليه.
فيستعيذ المسلم بربه في سائر أحواله أن يحفظه من الشيطان وشروره، وهي عند
قراءة القرآن آكد كما دلت النصوص السابقة.
ومن صيغ الاستعاذة:
_أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهي أصح أنواع الاستعاذة وآكدها وهي اختيارات كثير من القراء. قاله الجزري.
_أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بها.
_ وقد جاء عن ابن قدامة قوله: وهذا كله واسع وكيفما استعاذ فهو حسن.
ومما يجدر التنبيه عليه أنه ينبغي الاختيار من الصيغ المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وصحابته والتابعين ففي ذلك الكفاية.

وحكم الاستعاذة عند قراءة القرآن: اختلف فيها على أقوال ثلاثة:
_أنها سنة في الصلاة وخارجها. وهذا قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح والأوزاعي والشافعي وغيرهم.
وجاءت أقوالهم كالتالي:
1/منهم من اكتفى بقراءتها في الركعة الأولى. قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح ورواية أحمد.
2/ ومنهم من قال بقراءتها في كل ركعة. وهو قول الشافعي.
3/ ومنهم من قال أن الاستعاذة للإمام والمنفرد دون المأموم. وهو قول سفيان الثوري.
_أن الاستعاذة في صلاة النافلة دون الفريضة. وهو قول مالك.
_وجوب الاستعاذة لقراءة القرآن. وهو منسوب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري.
ورجح العلماء بسنية الاستعاذة لمن أراد قراءة القرآن الكريم سواء ذلك في الصلاة أو خارجها.
وحكم الجهر بالاستعاذة:
_فإن كان في الصلاة فيسر بها. قال ابن قدامة: يسر بالاستعاذة ولا يجهر بها لا أعلم فيه خلافا.
_وإن كان في غير الصلاة فيجهر بها على نحو ما يجهر بقراءته.
قال ابن الجزري: المختار عند الأئمة القراء هو الجهر بها عند جميع القراء، لا نعلم في ذلك خلافا عن أحد منهم إلا ما جاء عن حمزة وغيره. وهو الراجح.

س6: ماالحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
· أن تبين للعبد ضعفه وشديد افتقاره لربه عزوجل.
· أن تورث القلب عبادات قلبية ما كانت لتأتي لولا وجود ما يستعاذ به.
· أن تجعل العبد يعظم الله حق تعظيمه ويقدره حق قدره ويحقق إيمانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
· أنها تجعل العبد حذرا متيقظا في كل شؤونه من الحزن والفرح والغفلة وغيرها.


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 02:22 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسيرالفاتحة
المجموعة الخامسة

أجب على أسئلة المجموعة إجابة وافية:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
ج1: الضعف في المرويات يأتي على قسمين:
الأول:ضعف من جهة الإسناد.
الاسناد هو ما يتعلق برواة الأحاديث ويأتي على نوعين:
النوع الأول: الضعف الشديد. ويرجع ذلك إلى أن أصحاب هذه الروايات هم من متروكي الحديث، سواء كانوا كذابين أو متهمين بالكذب، فأمثال هؤلاء لا يمكن أن تقبل روايتهم أو ينظر إليها.
أمثلة هذا النوع: حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها).
قال الطبراني في هذا الحديث: لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الاسناد، تفرد به سليم بن مسلم.
*والحسن بن دينار هو واصل التيمي، ودينار زوج أمه متروك الحديث.

النوع الثاني: الضعف غير الشديد. وهذا النوع إما أن يكون من رواية خفيفي الضبط أو المدلسين أو يكون فيها بعض الانقطاع أو غيره من العلل اليسيرة التي تقبل التقوية، ويمكن أن تقبل روايتهم بشرط ألا يكون في المتن نكارة، ولا يصل الإسناد إلى الضعف الشديد.
الثاني:ضعف من جهة المتن.
المتن هو نص الحديث الذي يبين ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه المتون من ناحية ضعفها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: التي تكون صحيحة في معناها، لموافقتها ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، وأمثال هذا النوع من المتن قد يقبل إذا لم يصل الاسناد إلى الضعف الشديد، والأصل أن أمثال هذه المتون لا يحتاج إلى الالتفات إليها أو الاستدلال بها ويكتفى بالأحاديث الصريحة الصحيحة.
أمثلة هذا النوع:
1/حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها).
قال الطبراني في هذا الحديث: لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الاسناد، تفرد به سليم بن مسلم.
_والحسن بن دينار هو واصل التيمي، ودينار زوج أمه متروك الحديث.

*وقد جاءت أحاديث صحيحة بهذا المعنى، ومن ذلك الحديث الصحيح، وفيه عن عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع المثاني). رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

2/في الحديث عن محمد بن خلاد الإسكندراني ثنا أشهب بن عبد العزيز حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن هاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت مرفوعا:(أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض). رواه الدار قطني.
*هذا الحديث تفرد بروايته محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة. ذكره الدار قطني.
_قال العلماء في محمد بن خلاد: مختلف فيه، وكانت كتبه قد احترقت فصار يحدث مما يحفظ، فيقع في حديثه ما ينكر عليه.

_وقد وردت أحاديث صحيحة بهذا المعنى، في الحديث الذي هو من رواية سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت ونصه:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). رواه البخاري ومسلم.


النوع الثاني:المتون التي يكون في معناها ما يتوقف عنه، فلا يمكن نفيه ولا يمكن اثباته إلا إذا ورد في ذلك حديث صحيح، فإما ما لم يرد نص صحيح يوافق المعنى، فترد أمثال هذه المتون لضعف السند، ولا يقتضي ذلك الرد أن يكون رد للمعنى، إلا إذا ظهر لأهل العلم ما ينفي ذلك المعنى أو يثبته من أوجه الاستدلال.
مثال هذا النوع:
1/حديث أبان، وفيه عن شهر بن حوشب عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:(فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن).
*وقد اختلف العلماء في هذا الحديث، لاختلافهم في أحد رواته _أبان بن أبي عياش_
_فقال جماعة منهم(البوصيري) أن أبان بن أبي عياش هو أبان بن صمعة وكان ثقة قبل أن يدركه الكِبر، فحسن اسناد الحديث تبعا لذلك.

_وقال ابن حجر: الرقاشي يقصد بذلك أبان بن أبي عياش، أو يزيد الرقاشي، وكلاهما متروكي الحديث. فضعف الحديث تبعا لذلك.

_أما الألباني فقد ضعفه جدا، حجته في ذلك: أن أبان بن أبي عياش، وشهر بن حوشب كانا متروكان الحديث.


2/وفي الحديث عن أبي الأحوص الكوفي عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة قال:(رنّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة). الطبراني في الأوسط، وابن عربي في معجمه.
*وقال العلماء في هذا الحديث: رجاله ثقات إلا أن رواية مجاهد عن أبي هريرة فيها انقطاع، ومجاهد لم يدرك أبي هريرة.
*وقد صح هذا الأثر عن مجاهد من روايات أخرى.


النوع الثالث: وهي المتون التي يكون فيها نكارة في المعنى أو خالفت أحاديث صحيحة، أو جاء من رواة الضعفاء واشتملت على معنى عظيما لا يمكن أن يقبل به.
مثال هذا النوع:
1/حديث يوسف بن عطية وفيه عن سفيان عن زاهر الأسدي عن أبي الدرداء مرفوعا:(فاتحة تجزئ ما لا يجزئ شيئا من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات). مسند الفردوس.
_وقد رد العلماء هذا الحديث، لأحد رواته_ يوسف بن عطية_ قال عنه البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث وليس بثقة. وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

2/وفي الحديث عن سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن). الطبراني في الأوسط.
_وقد تعددت رواية هذا الحديث من سليمان بن أحمد الواسطي.
ورد العلماء هذا الحديث، لسليمان بن أحمد الواسطي وكان متروك الحديث.

والذي يجب الإشارة إليه أنه قد ترد بعض الروايات على نوعين مما سبق.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
ج2:جاءت أربع أقوال في بيان نزول هذه السورة وهي:
القول الأول: هي سورة مكية. وهو مروي عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
دليله: قول الله تعالى:(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم).
وجاءت أحاديث صحيحة في أن السبع المثاني والقرآن العظيم هي فاتحة الكتاب.
قال البغوي: هي مكية على قول أكثر المفسرين.
وقال ابن عطية: ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير (الحمد لله رب العالمين).

القول الثاني: أنها مدنية. وهو قول مجاهد بن جبر.
وقد نسب هذا القول إلى أبي هريرة والزهري وعطاء بن يسار وهو خطأ.
قال أبو حجر العسقلاني: وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزهري وعطاء بن يسار.
القول الثالث: أنها نزلت مرتين، مرة بمكة ومرة بالمدينة. وهو منسوب إلى الثعلبي والواحدي والبغوي والقشيري والحسين بن الفضل البجلي وهو من كبار المفسرين.
والخلاصة في هذا القول أنه ضعيف، ونسبته إلى الحسين بن الفضل غير مقبول إذ أن كتابه في التفسير مفقود.

القول الرابع:أن نصفها الأول نزل بمكة، ونصفها الثاني نزل بالمدينة.قاله أبو الليث السمرقندي في تفسيره بحر العلوم.
قال ابن كثير:وهو غريب جدا.
وجمهور أهل العلم على القول الأول، وأن الفاتحة مكية وهو الصواب.

س3: اشرح الخلاففي مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج3:الخلاف الذي ورد عن المفسرين وأهل العلم في عد البسملة، أنه هل هي تعد آية من سورة الفاتحة وقد جاء على قولين:
1/ أنها آية من سورة الفاتحة. قاله الشافعي رواية عن أحمد وكذلك جاء في العد الكوفي والعد المكي.
دليلهم:
_ما جاء عن أسباط بن نصر عن السدي عن عبد خير قال: سئل علي رضي الله عنه عن السبع المثاني فقال:(الحمد لله) فقيل له: إنما هي ست آيات. فقال:(بسم الله الرحمن الرحيم) آية. رواه الدار قطني.
_ما جاء عن أم سلمة رضي الله عنها أنه سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) (الرحمن الرحيم) (مالك يوم الدين). أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والدار قطني.
قال الدار قطني: إسناده صحيح وكلهم ثقات.
2/ أنها لا تعد بآية من سورة الفاتحة. قاله أبو حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
دليلهم:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمينقال الله تعالى: حمدني عبدي،وإذا قال:(الرحمن الرحيمقال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:(مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي،فإذا قال:(إياك نعبد وإياك نستعينقال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل،فإذا قال:(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالينقال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). رواه البخاري ومسلم.
والصواب في ذلك: أن كلا القولين واردان في البسملة، والاختلاف فيها كالاختلاف في القراءات، لما دلت عليه النصوص الصحيحة في كلا القولين، وكلاهما متلقيان عن القراء المشتهرة أسانيدهم.
_فمنهم من يقول أن البسملة آية منها فيقرؤها.
_ومنهم من يرى أن البسملة ليس بآية منها، وأن قول الله تعالى:(أنعمت عليهم) هي الآية السابعة.
س4: كيف يكون تحقيقالاستعاذة؟
ج4: الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله والتحصن والاعتصام به من سائر الشرور، ومنها الشيطان، فيستعاذ منه لما يريده من بني آدم من إلحاق الضرر والأذى سواء كان بارتكابهم ما يسخط الله، أو ترك ما يحب الله ويأمر به.
وحتى يتم تحقيق تلك الاستعاذة لا بد من اشتمالها على أمرين، من استوفاها فقد استلزم عصمة الله له وحمايته، ومن قصّر فيها كان النقص في تحقيق الاعتصام بقدر نقصه، ويتفاوت الناس في ذلك تفاوتا ظاهرا، وهي كالتالي:
الأول: الإخلاص والصدق في الالتجاء إلى الله تعاليفيوافق ظاهره باطنه، مع تمام الاعتقاد بأن النفع والضر بيده سبحانه، فلا يكون شيء إلا بأمره، فإنه إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
الثاني:الاتباع في كل ما جاء به الشرع، فيجتهد ويحرص على فعل ما أمر الله به، وينتهي عما نهي الله عنه. فإن الدين كامل لا يحتاج أن يحدث فيه أو يبتدع.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج5:أعوذ: من العوذ والعياذ، ومعناها التجأ واعتصم، قال أبو منصور الأزهري:(يقال: عاذ فلان بربه يعوذ عوذا إذا لجأ إليه واعتصم به.
وفي الاصطلاح: هو الالتجاء بالله والاعتصام به من شر كل ذي شر.
والاستعاذة على قسمين:
1/ استعاذة العبادة. وهي الأعمال التعبدية التي تقوم في قلب صاحبها للمستعاذ به. مثل الرجاء والخوف والرغبة والرهبة وغيرها من العبادات القلبية التي هي دليل افتقار العبد إلى ربه وتضرعه إليه.
وهذه لا تكون إلا لله، ويجب إفراد الله بها فتزيد العبد عبودية لربه وسببا لقربه من مولاه.
ومن صرف منها شيئا لغيره فقد أشرك، وناله الذل والهوان. قال تعالى:(وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا).

2/ استعاذة التسبب. وهي أسباب يفعله المستعيذ ليصرف شرا دون أن يقوم في قلبه عبادة قلبيه للمستعيذ به. ومثال ذلك: وهو ما يفعله الرجل في استعذته بعصبته من إخوانه أو قبيلته حتى يصرفوا عنه ما يخافه.وليس هي من الشرك، قال العلماء: حكمها بحسب المقاصد والأسباب جوازا أو منعا.
جاء في الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذ فليعذ به). رواه البخاري ومسلم.

والحكمة من مشروعية الاستعاذة:
· أن في الاستعاذة بيان للعبد بعظيم افتقاره لربه سبحانه وتعالى.
· أن في الاستعاذة من العبد وقصده ربه والتجاؤه إليه وتضرعه بين يديه دليل على عظمة الخالق وكمال قدرته وشمول علمه، وهو عين إيمانه بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فلا يمكن أن يكون ذلك القصد ‘لا لعظيم كملت عظمته وقدرته وشمل جميع مخلوقاته
· أن في صدق استعاذة العبد بربه واعتصامه به إعمال قلبية عظيمة ما كانت لتأتي دون الاستعاذة به سبحانه مثل الرجاء والخوف والرغبة والرهبة وغيرها من العبادات القلبية التي يحبها الله.
ومما سبق يتبين الحكمة من وجود ما يستعاذ به، إذ فيها يتبين صدق المستعيذ من غيره، وما تثمره تلك الاستعاذة من عبادات قلبية عظيمة.
وحتى يتم تحقيق الاستعاذة وتأتي بثمارها للمستعيذ لا بد من استيفائها أمرين:
1/ الإخلاص والصدق في طلب الاستعاذة، فمن لم يكن صادقا في استعاذته، أو مخلصا فيها، فإن استعاذته لا شك أنها غير نافعة له، وبقدر صدقه واخلاصه تكون ثمرة استعاذته.
2/ المتابعة لكل ما جاء به الشرع مما أمر الله به، فيحرص قدر استطاعته وجهاده في القيام بذلك، وان يجتنب كل مما شأنه أن سخط الله مما جاء به هذا الشرع، بعيدا عن الابتداع والاستحداث.
والناس في الاستعاذة تختلف مراتبهم ودرجاتهم إلى أربعة:
الأول: من كانت استعاذتهم باطلة وهي التي أخلت بأحد أمري الاستعاذة من الإخلاص أو المتابعة، وهؤلاء قد يدعون الله في الضراء وينسونه في السراء، وقد خالفوا المنهج الحق في الاتباع وهم أصحاب البدع، وسماهم الله كفارا قال تعالى:(وما دعاء الكافرين إلا في ضلال).

الثاني: من كانت استعاذتهم ناقصة، وهم من التزموا فيها باتباع المنهج الحق فحرصوا على اتباع الأوامر واجتناب النواهي، لكن لديهم ضعف في إخلاصهم أو صدقهم، وهؤلاء ثمرتهم من الاستعاذة بقدر صدقهم ويقينهم.
جاء في الحديث: عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل). حسنه الألباني.

الثالث: من كانت استعاذتهم مستوفية للأمرين، وهي هنا استعاذة المتقين، فجمعوا بين الصدق والإخلاص في طلب الاستعاذة، واجتهدوا وحرصوا قدر طاقتهم في فعل ما أمر الله به، وانتهوا عما نهى الله عنه، وجمعوا بين استعاذة القلب وذلك بصدقهم واخلاصهم، وبأقوالهم فيستعيذون به بما شرع من الأذكار، وبالعمل في اتباعهم هدي ربهم كما جاءت به النصوص الصحيحة. وهي هنا الاستعاذة التي يتقبلها الله وتؤتي ثمارها.

الرابع: من بلغوا في استعاذتهم مرتبة الاحسان بحسن عبادتهم وصدقهم واخلاصهم وأفرغوا كل طاقتهم في عبادة ربه واتباع شرعه، فيسارعون ويتسابقون في فعل النوافل بعد الفرائض، ويكثرون في كل ما من شأنه أن يقربهم إلى ربهم سبحانه وتعالى، فاستحقوا ولاية الله، وحق على هؤلاء أن يحقق الله استعاذتهم ويكرمهم بما يأملون وينجيهم عما يخافون ويرهبون جعلنا الله منهم.

من الشيطان: هو ذلك المتمرد على شرع الله وأقسم على غواية بني آدم، كما دلت بذلك عدد من النصوص قال تعالى:(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين)، وقد بين الله عدواته وحذر من اتباعه قال تعالى:(أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وغاية أمانيه هو اضلال بني آدم وانحرافهم عن المنهج الحق الذي يستوجب دخولهم النار.

وتتعدد أنواع شرور الشيطان ودرجات كيده للناس:
فمن أنواع شروره: الوسوسة والنزغ والهمز واللمز والنفث ويزين الشهوات المحرمة ويثير الشبهات ويخوف ويُمَني، بل إنه يحضر في كل أمور العبد، جاء في الحديث: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الشيطان يحضر عند كل شيء من شأنه). رواه مسلم.

وكيده على درجات:
_أن يبدأ بالوسوسة وهي أصل كيده وهو بلاء عام لم يسلم منه حتى الأنبياء في عصمتهم، وهذا غير ضار للخلق ما داموا متبعين لهدي ربهم، قال تعالى:(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
_ثم يتدرج في التسلط الناقص وهو على نوعين:
1/ الاستزلال الذي يكون لبعض عصاة المسلمين، فيتسلط عليهم بمعاصيهم فيرتكبون بعض ما يغضب الله سواء كان بفعل المنهيات أو ترك المأمورات، فيحرمون أنفسهم من خير عظيم جزاء فعلهم ما يغضب الله، ويعرضونها لعقاب الله وأليم عذابه، قال تعالى:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).

2/ الابتلاء. وهو ما يكون من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين فيسلط عليهم الشيطان فيصيبهم بإيذائه من التخويف والفزع والسحر وأنواع الضرر يطول أو يقصر كل ذلك اختبارا لهم، قال تعالى:(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب).

_ثم يتدرج بعدها إلى التسلط التام وهذا لا يكون إلا لمن تمرد على ربه وخرج عن طاعته وهو بذلك قد خرج من ولاية ربه إلى ولاية الشيطان، فاستولى واستحوذ عليه الشيطان، قال تعالى:(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله).

ومما يعصم من الشيطان وينجي من شروره ويحفظ من كيده:
_اليقين بعظيم حاجة العبد إلى ربه وأنه لا غنى له عن ربه طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولا يتحقق اليقين إلا بأمرين:
1/ علم العبد بضعفه وبصيرته بنفسه ألا يملك لها ضرا ولا نفعا إلا بعون الله وحوله وقوته.
2/ علم العبد بعظمة ربه وكمال قدرته، وشمول علمه وتمام أمره، فلا يخرج شيء عن سلطانه، ولا يكون إلا ما يريده سبحانه.

_ الحرص على اتباع هدي ربه فيلتزم بما أمر الله به، وينتهي عما نهى الله عنه. ويدخل في ذلك سائر الاعتقاد والأقوال والأعمال التي جاء بها هذا الدين العظيم.


_اليقظة والتفطن في كل أمره والتي يمكن أن تكون مدخلا من مدخل الشيطان من الفرح أو الحزن أو الغفلة وغيرها من المواضع التي قد تكون مظنة دخول الشيطان منها فيتحصن بأذكاره ويلتزم باتباع هدي مستعينا به في كل أموره.

وجاءت عدد من الآيات آمرة بالاستعاذة من الشيطان، قال تعالى:(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) وقال تعالى:(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).

*وفي هذا بيان أنه لا سلامة من كيد الشيطان وسائر أنواع شروره إلا بالاعتصام به سبحانه وتعالى وصدق الالتجاء إليه.

فيستعيذ المسلم بربه في سائر أحواله أن يحفظه من الشيطان وشروره، وهي عند
قراءة القرآن آكد كما دلت النصوص السابقة.

ومن صيغ الاستعاذة:
_أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهي أصح أنواع الاستعاذة وآكدها وهي اختيارات كثير من القراء. قاله الجزري.

_أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ بها.

_ وقد جاء عن ابن قدامة قوله: وهذا كله واسع وكيفما استعاذ فهو حسن.
ومما يجدر التنبيه عليه أنه ينبغي الاختيار من الصيغ المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وصحابته والتابعين ففي ذلك الكفاية.


وحكم الاستعاذة عند قراءة القرآن: اختلف فيها على أقوال ثلاثة:
_أنها سنة في الصلاة وخارجها. وهذا قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح والأوزاعي والشافعي وغيرهم.
وجاءت أقوالهم كالتالي:
1/منهم من اكتفى بقراءتها في الركعة الأولى. قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح ورواية أحمد.
2/ ومنهم من قال بقراءتها في كل ركعة. وهو قول الشافعي.
3/ ومنهم من قال أن الاستعاذة للإمام والمنفرد دون المأموم. وهو قول سفيان الثوري.

_أن الاستعاذة في صلاة النافلة دون الفريضة. وهو قول مالك.

_وجوب الاستعاذة لقراءة القرآن. وهو منسوب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري.
ورجح العلماء بسنية الاستعاذة لمن أراد قراءة القرآن الكريم سواء ذلك في الصلاة أو خارجها.

وحكم الجهر بالاستعاذة:
_فإن كان في الصلاة فيسر بها. قال ابن قدامة: يسر بالاستعاذة ولا يجهر بها لا أعلم فيه خلافا.

_وإن كان في غير الصلاة فيجهر بها على نحو ما يجهر بقراءته.
قال ابن الجزري: المختار عند الأئمة القراء هو الجهر بها عند جميع القراء، لا نعلم في ذلك خلافا عن أحد منهم إلا ما جاء عن حمزة وغيره. وهو الراجح.

س6: ماالحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
· أنها تبين للعبد ضعفه وشديد افتقاره لربه عزوجل.
· أنها تورث القلب عبادات قلبية ما كانت لتأتي لولا وجود ما يستعاذ به.
· أنها تجعل العبد يعظم الله حق تعظيمه ويقدره حق قدره ويحقق إيمانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
· أنها تجعل العبد حذرا متيقظا في كل شؤونه من الحزن والفرح والغفلة وغيرها.






لقد احتوت السابقة على أخطاء....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 جمادى الأولى 1438هـ/12-02-2017م, 05:15 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات
الضعف في المرويات إما أن يكون ضعفا في السند أو ضعفا في المتن ...
🔹فضعف السند قسمين :
1- الضعف الشديد الذي لا يقويه تعدد الطرق ، وهو غالبا ما يكون لمطعن في عدالة الرواة أو الضعف الشديد في الضبط ...
فهو ما رواه متروكو الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب ، أو الوضاعين أو كثيرو الخطأ في الرواية ، فهؤلاء لا تكتب رواياتهم ولا يعتبر بها ولا يعول عليها ولا تتقوى بغيرها .

2- الضعف غير الشديد وهو ضعف يمكن تقويته بتعدد الشواهد والمتابعات ويعضده تعدد الروايات وهو قد يكون لعدم اتصال السند أو لضعف في الرواة كأن يكون الراوي خفيف الضبط أو رواه بعض المدلسين فهذه علل توجب ضعف الإسناد لكن يمكن تقويتها بغيرها ما لم يكن في متنه نكارة ... فما تعددت طرق رواياته ولم يكن في متنه نكارة حكم بصحته .
وما لم تتعدد طرقه مع عدم نكارة المتن فأهل العلم بين مشدد وموسع في روايته خصوصا ما كان في الفضائل .
وأما منكر المتن أو شديد الضعف في الإسناد ترد الرواية ولا تقبل .

🔹واما الضعف من جهة المتن مع ضعف السند فهي أنواع :
1- متون صحيحة المعنى لا نكارة في معناها ، فإن كان ضعف إسنادها غير شديد قويت بغيرها وصححت ، وإن كان ضعف الإسناد شديدا فيستغنى عن الضعيف بصحيح الروايات التي تحمل نفس المعنى .
🔸ومثال هذا النوع مما ورد في الفاتحة :
وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت. قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه. ولعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه. فقد ورد هذا الحديث ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، فاستغني بالرواية الصحيحة عن الضعيفة .

2- متون يتوقف في معناها فلا تنكر ولا تثبت إلا بدليل صحيح ، فهذه المرويات ترد لضعف إسنادها ، ولكن معناها لا يحكم على صحته أو نفي صحته إلا بدليل صحيح أو استدلال بالطرق المعتبرة لأحد أهل العلم فيحكم على إثبات المعنى أو نفيه ... وما لم يتبين فيه حكم يبقى على التوقف فيه ويكل علمه إلى الله
🔸مثال ذلك :
حديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فاتحة الكتاب شفاء من السُّمّ». رواه سعيد بن منصور ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان، وقال: (وعندي أن هذا الاختصار من الحديث الذي رواه محمد بن سيرين عن أخيه، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب).
سلام الطويل متّهم بالكذب، وزيد العمي ضعيف، وقد حكم الألباني على هذا الخبر بالوضع في السلسلة الضعيفة.

3- متون منكرة لمخالفتها صحيح النصوص ... أو لاحتوائها على مجازفات بعظيم كلام لا يحتمل من ضعفاء الرواة . وهذه مردودة .
-🔸مثال ذلك
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى منزله فقرأ {الحمد لله}سورة الفاتحة و{قل هو الله أحد} نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه». رواه الحافظ السمرقندي في فضائل {قل هو الله أحد} كما في الدر المنثور.


س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.
اختلف في نزول سورة الفاتحة هل هي مكية أو مدنية ... وذلك على أقوال :
1- القول الأول أنها مكية : وهو قول أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس ومروي عن ابن مسعود وابن عباس وعلي والحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء بن رباح وقتادة وغيرهم ...

🔹واستدلوا على قولهم :
- بتفسير قوله تعالى ( ولقد آيتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وهي آية من سورة الحجر وهي سورة متفق على مكيتها ... وقد ورد في تفسيرها أحاديث صحيحة في أن السبع المثاني هي الفاتحة

- كحديث أبي سعيد بن المعلى المروي في البخاري الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم له : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) قال ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ( ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ) قال ( الحمد لله رب العالمين ) ( هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )

- وحديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) رواه البخاري
وغيرها من الروايات التي تصرح أن الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي ذكر في سورة الحجر فهي مكية

🔹وهذا هو قول جمهور المفسرين :
- فقال الثعلبي: (وعلى هذا أكثر العلماء).
- وقال البغوي: ( وهي مكية على قول الأكثرين).
- وقال الثعلبي: (ومعلوم أن الله تعالى لم يمتنّ عليه بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة، ثم أنزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بمكة يصلي عشر سنوات بلا فاتحة الكتاب، هذا ممّا لا تقبله العقول).
- وقال ابن عطية: (ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وفاتحة الكتاب نزلت بمكة بلا ريب كما دل عليه قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وسورة الحجر مكية بلا ريب).
- قال: (وكذلك قول من قال: الفاتحة لم تنزل إلا بالمدينة غلط بلا ريب. ولو لم تكن معنا أدلة صحيحة تدلنا على ذلك لكان من قال إنها مكية معه زيادة علم )

2- الثاني أنها مدنية : وهو قول مجاهد بن جبر ، وقد نسب خطأ إلى غيره فنسب إلى أبي هريرة ومحمد بن مسلم الزهري وعبد الله بن عمير وعطاء بن يسار وعطاء الخراساني
قال ابن حجر العسقلاني : ( وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزهري وعطاء بن يسار )
وما روي منسوبا لأبي هريرة ( أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة ) هو منقطع ، لأن مجاهدا لم يسمع من أبي هريرة ...
وأما النسبة إلى الزهري ففي إسناد ماروي عنه الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث
وأما عبد الله بن عمير وعطاء الخراساني فقد روى عنهما ابن جرير ما يوافق قول الجمهور في مكية الفاتحة
وأما عطاء بن يسار فليس شيء يروى عنه في مدنية الفاتحة.
فإذن القول بأنها مدنية هو قول مجاهد تفرد به ، قال الحسن بن الفضل ( لكل عالم هفوة وهذه منكرة من مجاهد لأنه تفرد بها والعلماء على خلافه ) ذكره الثعلبي .

3- الثالث : أنها نزلت مرتين مرة بمكة وثانية في المدينة وهو منسوب في البغوي والواحدي والثعلبي للحسين بن الفضل البجلي
قال الواحدي : ( وقال الحسن بن الفضل : سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن ومرة بالمدينة )

وفي نسبة هذا القول للحسن بن الفضل - وهو من كبار المفسرين - نظر ، فهو من انتقد رأي مجاهد في نزول الفاتحة بالمدينة ، وهو من كبار المفسرين والأرجح أنه يورد قولا لغيره فنسب القول إليه ...
وقد ذكر هذا القول بعده جمع من المفسرين كالزمخشري وابن كثير والكرماني ، وبين الشوكاني أنه قول للجمع بين القولين الأول والثاني ، لكن القول بتكرار النزول دون دليل صحيح لا يصح ...
فهذا القول هو قول ضعيف .

4- الرابع : نصفها نزل بمكة ونصفها في المدينة وهو قول منسوب لأبي الليث السمرقندي وهو قول باطل لا أصل له ...

والصحيح من كل تلك الأقوال أن الفاتحة سورة مكية :
1- لكثرة الروايات الصحيحة التي تفسر السبع المثاني والقرآن العظيم في سورة الحجر بالفاتحة وسورة الحجر مكية كما هو معلوم ومتفق عليه فهي إذن مكية إذ كيف يمتن الله على نبيه بما لم يؤته بعد
2- لأن الصلاة قد فرضت قبل الهجرة كما هو معلوم ، ولا صلاة بغير فاتحة الكتاب ، وهذا يقتضي مكيتها .

س3: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة سبع آيات ... أجمع على ذلك القراء والمفسرون ... ودل عليه تفسيره صلى الله عليه وسلم لآية الحجر ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) أنها الفاتحة ... فهي سبع آيات مثان .
وكذلك أجمع أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين على أنها سبع آيات ... فقد قال بذلك ابن جرير وابن المنذر والنحاس والداني والبغوي وابن عطية والشاطبي وابن الجوزي والسخاوي وابن تيمية وابن كثير وغيرهم .... واتفق علماء عد الآي على أنها سبع آيات .
قال أبو عمرو الداني : ( (اعلم أيدك الله بتوفيقه أنَّ الأعداد التي يتداولها الناس بالنقل، ويعدُّون بها في الآفاق قديماً وحديثاً ستة: عدد أهل المدينة الأوَّل، والأخير، وعدد أهل مكة، وعدد أهل الكوفة، وعدد أهل البصرة، وعدد أهل الشام)
وبناء على ذلك اختلفوا في عد البسملة هل هي آية من الفاتحة أم منفصلة عنها ، والخلاف على قولين :
1- الأول : أن البسملة آية من الفاتحة وهو العد الكوفي والمكي وهو قول الشافعي وأحمد
والعد الكوفي مروي عن أبي عبد الرحمن السلمي وتنتهي نسبته إلى علي بن أبي طالب ، والمكي مروي عن عبد الله بن كثير وهو منسوب لأبي بن كعب ...
- عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.

🔹واستدل لهذا القول بـ : عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).

2- الثاني : أن البسملة لا تعد أية من الفاتحة ، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد وقول أصحاب العدد ممن يخالفون القول الأول ... وهؤلاء عدو السورة تبدأ بالحمد ، و( أنعمت عليهم ) رأس آية ...

🔹واستدل لهذا الرأي بـ :
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما. فالسورة تبدأ بالحمد لا بالبسملة ... حسب هذا الحديث

2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.

خلاصة القول :
الخلاف في البسملة في سورة الفاتحة كالخلاف في القراءات بين القراء ، إذ أن أدلة القولين صحيحة ، والقولان متلقيان عن القراء ، والقراء لم يأتوا بشيء من عندهم بل القراءات متلاقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فمن اختار أحد القولين كان كمن اختار قراءة من القراءات ...
قال ابن جرير ( والذي نعتقده أن كليهما صحيح وأن ذلك حق فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات ... )

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة
تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
1- الأول :صدق التوجه إلى الله تعالى واللجوء إليه والخضوع والتذلل له وحده ليعيذ العبد من شر ما استعاذه منه ... وذلك لأنه يعلم أنه لن يضره أحد بشيء إلا بإذن الله ولن ينفعه أحد بشيء إلا بإذن الله فبيده وحده الضر والنفع وله الأمر ... يدبر الأمر كله سبحانه ... وذلك هو إخلاص القلب لله ... فتكون الاستعاذة بالله وحده لا بالسحرة والمشعوذين وغيرهم ممن يعوذ بهم الناس ظانين أنهم جلبون لهم خيرا أو يدفعون عنهم شرا .

2 الثاني : الاتباع ... اتباع أمر الله في الاستعاذة واتباع نهج رسوله صلى الله عليه وسلم والاستعاذة مما كان يستعيذ منه صلوات ربي وسلامه عليه ... مع بذل الأسباب التي أمر الله بها . واتباع الصيغ التي وردت في الاستعاذة ،

فالاستعاذة ككل عمل حتى يكون تاما متحققا متقبلا لا بد أن يكون خالصا صائبا ... موافقا للسنة ...

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
معنى الاستعاذة عموما هو الاعتصام والالتجاء إلى الله تعالى لدفع ضر ما يستعاذ منه ... لأنه وحده سبحانه من بيده الأمر كله فبيده جلب النفع ودفع الضر ...
- وكلمة أعوذ : أي ألتجئ وأعتصم وألوذ وأحتمي ...
فهي طلب للحماية من الله تعالى والتجاء إلى ركنه الشديد سبحانه والامتناع بمنعته وعزته وجبروته وقهره لكل شر وباطل ...

- وقد أمر الله بالاستعاذة في قوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ، وقال ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) و ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون )

- والاستعاذة :
إما استعاذة عبادة باللجوء إلى الله وحده مباشرة ،
أو استعاذة تسبب بفعل الأسباب التي تدفع عنه الضر ، كالاستعاذة بشخص قوي لينصره على خصمه ...

- ولا تحقق الاستعاذة معناها وحقيقتها إلا بإخلاص التوجه إلى الله وصواب ما يستعاذ منه ...فمن استعاذ بربه وهو مدرك حقيقة الاستعاذة بقلبه موقنا بمن بيده ملكوت كل شيء فإن الله سيعيذه ( ولئن استعاذني لأعيذنه )

- بالله : أي أن احتمائي ولجوئي واعتصامي إنما يكون بالله وحده لا شريك له ... فإن العبد فقير إلى ربه مهما كان قويا ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) ... فمتى تيقن العبد ضعفه وقلة حيلته علم أنه لن يعيذه من الشر إلا هو سبحانه ... فاستعاذ به ... من كل شر ...

- من الشيطان الرجيم ...: والشيطان من شطن وهو البعد والشطط ، والرجيم قيل المرجوم وقيل المطرود من رحمة الله ... فيستعيذ المسلم من كيد الشيطان وحبائله ... فإن أخطر ما يدخل على إيمان العبد ما تسلل خفية من الذنوب حتى لا يتفطن لها العبد ... من وسوسات الشيطان وأعوانه ..، فلذلك وجهنا الله للاستعاذة به سبحانه ... وأخبرنا أنه مع اللجوء له سبحانه لا يبقى للشيطان سلطان على الناس ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون )
وشرور الشيطان التي يستعاذ منها كثيرة ... قال تعالى ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) وقال ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) وكما ورد في الحديث ( اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ) فهو ينزغ العبد ويوسوس له ليغريه بالمعصية أو يثنيه عن طاعة ، وهو يزين له الباطل ويلبس عليه الحق ... ويعد ويمني ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) وهو يحضر العبد عند النزع ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون )

- فهو يبدأ العبد بالوسوسة ولا ينجو من الوسوسة إنسان ... فمتبع وسواسه أو متبع الهدى من الله ...
ثم إنه ينتقل من الوسوسة إلى أن يستزل المسلمين خطوة خطوة ، فيزين له أمرا حتى إذا ما تهاون فيه جره إلى خطوة تالية وهكذا يتبع خطوات الشيطان فيهوي ... ( إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا )
فالاستعاذة تكون بالله تعالى القادر على دفع كل تلك الشرور وجلب النفع مكانها ...
وبعض كيده إنما يبتلي الله به عباده المؤمنين كما يبتليهم بالخوف والجوع والفقر والمرض وغيرها ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ) ... وأولئك يبقى ارتباطهم بالله ومحابه أكبر من كل ما أصابهم ... فيكون ذلك الابتلاء مزيد تذلل وافتقار فمزيد رفعة ودرجات ...
ثم إنه بعد تلك الوسوسة إن لم يدفعها العبد ويستعين بحول الله وقوته عليها تستحيل تلك الوسوسة تسلطا تاما .... فيكون تحكمه الشياطين ... ولا يدفع شره إلا الاستعاذة ... فقد ورد في حديث الغاضبين الذين تسابا من الصحابة قال صلى الله عليه وسلم ( إن لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
وإن كيد الشيطان كما قال تعالى ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )
ولا يقع في حبائله إلا من سلم نفسه له واتبع خطوات الشيطان وانقاد لما يطلبه ، فهذا سيجد يوم القيامة جزاء اتباعه عدوه الذي حذره الله منه وبالا ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )

و ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) بالاتفاق ليست آية من القرآن ... ولها من عظيم الفضل الكثير ... وهي الصيغة الأشهر والتي يختارها معظم القراء لورود نصها في آية النحل ، وإن كان الاختيار بين صيغ الاستعاذة واسع ... بشرط أن تكون مما أثر من الصيغ دون ابتكار ما يخرج عنها ...

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه
لذلك حكم كثيرة ...
1- أولها هي حكمة وجود كل شر في هذا الكون ... أنه يجعل المسلم دائم الافتقار إلى الله دائم التذلل له ليصرف عنه كل سوء وشر ... فهذا التذلل يرفع من مقام النفس المؤمنة ويطامن من كبريائها ويذكرها أنها مهما بلغت من قوة وعدة فإنها ضعيفة على مواجهة الشرور حتى أبسطها دون معونة الله تعالى ...

2- أن وجود ما يستعاذ منه تدفع المؤمن إلى عبادات عظيمة ... وأجلها تلك العبادات القلبية من صدق وإخلاص وحب وخوف ورجاء وتوكل وخشية وإنابة وغيرها ... فيخاف المؤمن ربه وحده ويعلم أنه ما دام في جناب ربه لن يصيبه ضر ولا أذى ... ويرجو ربه أن يصرف عنه كل سوء وشر ... ويتوكل عليه في لجوئه فيبذل الأسباب ما وسعه ذلك ... ثم إذا رفع يديه إلى السماء بعد ذلك يعرف أنه أتم ما يملكه العبد من أسباب ورفع أمره لمالك الأسباب ومجريها ومصرفها ...

3- أن وجود ما يستعاذ منه تجعل المسلم دائم الاستعاذة من كل شر ... وهو في ذلك يستعيذ بالله الواحد ... فتذكر الاستعاذة بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى ... فهو سبحانه النافع الضار وهو مالك الملك ... وهو الرازق الوهاب ... فإيمانه بهذه الأسماء والصفات يعرفه بخالقه أكثر ويقوي إيمانه ... ويجعله يحب ربه ويتقرب إليه بكل ما يحب .

4- وجود الشر الذي يستعاذ منه يجعل المسلم يقظا حذرا متنبها لكل شر ... آخذا أهبته لمواجهة الشرور والباطل ...وإحقاق الحق وإقامة العدل ... وحارسا لقلبه وإيمانه من أن يسرق منه ... ولولا وجود ذلك الشر ومعرفته به لما تعهد إيمانه كما يتعهده ولما استعد للباطل وانتفاشه بكل ما أوتي من أسباب القوة كما أمر .

5- أن وجود ما يستعاذ منه هو نوع ابتلاء ، والابتلاء رفعة ومكانة ، فهي تعرف العبد بخالقه ، وتجرد التوجه له وحده سبحانه . كما أن الاستعاذة هي نوع من العبادة ... جليلة المعاني خفيفة على اللسان ، فهي من القربات التي يتقرب فيها المؤمن إلى ربه وحده سبحانه ويستشعر عظمة من يلتجئ إليه ... ( وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون )
وقد تعهد الله للمؤمنين إذا حققوا الاستعانة أن يعينهم فيما استعانوه به ويعيذهم مما استعاذوا منه فقال في الحديث القدسي المشهور ( ولئن استعاذني لأعيذنه )

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 جمادى الأولى 1438هـ/14-02-2017م, 01:37 AM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة
المجموعة الثانية


س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.

جاء في تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب قولان هما :
القول الأول : لأنه أول ما يستفتح من الكتاب أي يبدأ به .
فقد قال ابن جرير الطبري ( وسمّيت فاتحة الكتاب، لأنّه يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها الصّلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة )
القول الثاني : أنها أول سورة نزلت من السماء ، ذكره العيني في شرحه على صحيح البخاري، وهو قول ضعيف مخالف لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من أن أول ما نزل من القرآن صدر سورة "اقرأ".
وقد ورد هذا الاسم في أكثر الأحاديث والآثار الصحيحة منها حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري وأبي قتادة وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم.
فجاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) متفق عليه.

ب. السبع المثاني
المراد بالسبع آياتها، ولذلك خالفت المعدود في بالتذكير ، وجاء في معنى تسمية الفاتحة بالمثاني أقوال لأهل العلم:
القول الأول: لأنها تثنى أي تعاد في كل ركعة، بل هي أكثر ما يعاد ويكرر في القرآن، وهو قول مروي عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، رواية عن ابن عباس.
قال قتادة ( فاتحة الكتاب تثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع ). رواه عبد الرزاق وابن جرير.
وقال ابن جرير رحمه الله: (وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبعَ بأنهنَّ مَثانٍ، فلأنها تُثْنَى قراءتها في كل صلاة وتطوُّع ومكتوبة. ) وكان الحسن البصري يتأوّل ذلك أيضا .
وقاله أيضا عدد من المصنفين منهم : الفراء، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وابن قتيبة، وابن جرير، وابن الأنباري، وأبو منصور الأزهري، ومكي بن أبي طالب، والبغوي، وغيرهم.
القول الثاني: لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحدا قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس، وحكاه جماعة من المفسّرين.
قال ابن جريج: (أخبرني أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، أنّه أخبره أنّه، سأل ابن عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: " أمّ القرآن "، قال سعيدٌ: ثمّ قرأها، وقرأ منها: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، قال أبي: قرأها سعيدٌ كما قرأها ابن عبّاسٍ، وقرأ فيها {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم}، قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟ قال: " هي أمّ القرآن، استثناها اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحدٍ قبله . رواه ابن جرير.
القول الثالث: لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى .
قال تعالى في سورة الزمر { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم }
وهو قول أبي عبيدة معمر بن المثنى إذ قال: (وإنما سميت آيات القرآن مثاني لأنها تتلو بعضها بعضاً فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهي كذا وكذا آية ).
والقول الرابع: لأنها مما يثنى به على الله تعالى .
قال الزجاج ( ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين )
وذكر ابن الجوزي في زاد المسير والواحدي في البسيط أقوالا أخرى لكنها غير مشهورة وبعضها غريب.

والأقوال الأربعة مستندة على أصول لغوية صحيحة، وهي معان صحيحة، لكن حملها على القول الأول أرجح وأولى، وهو قول جمهور العلماء.

إذ يطلق لفظ "المثاني" في اللغة على معانٍ منها :
1. ما كان بعد المبادئ، وأثناء الشيء .
2. وما انعطف وانحنى وإن لم يرد آخره على أوَّله ، مثاله : مثاني الوادي أي ما انعطف وانحنى منه .
3. يطلق على الحبال لأنّها تُثْنَى على بعضها عند فَتْلِها ، وهو أكثر ما يرد في كلام العرب وأشعارهم .
وهذه المعاني لها شواهدها في كتب اللغة، وترجع إلى أصول متقاربة.

كما أن لفظ "المثاني" ورد في النصوص وفي استعمال كلام أهل العلم على ستة معان؛ إذ أنه اسم مشترك لمعان متعددة لا تعارض بينها، وأكثرها صحيح لا خلاف فيه، ومنه ما استخرج فهما لا نصا، والسياق هو الذي يحدد المعنى المراد:
المعنى الأول: القرآن كله مثان ، واستدلّ له بقول الله تعالى { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }
وقال حسان بن ثابت:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
ونُسب هذا البيت لابنه عبد الرحمن.
المعنى الثاني: آيات سورة الفاتحة، التي بها فسر قوله تعالى{ ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} وهو أحد الأقوال.
والمعنى الثالث: السور السبع الطوال، واختلف في تعيين أسمائها على أربعة أقوال.
والمعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال .
واستدل بحديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن أبي المليح عن واثلة، وهو حديث حسن .
قال إبراهيم النخعي ( قدم علقمة مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم صلى عند المقام ركعتين قرأ فيهما بالسبع الطول.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمئين.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمثاني.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمفصل )
و(طاف أسبوعاً) أي سبعة أشواط. رواه أبو عبيد في غريب الحديث عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي، وهذا إسناد صحيح رجاله أئمّة ثقات.
قال ابن جرير( وأما "المثاني": فإنَّها ما ثَنَّى المئيَن فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني) وهذا المعنى راجع إلى تسمية ما بعد المبادئ بالمثاني.
والمعنى الخامس: أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل .
واستدل بقول ابن عباس: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى من طريق عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي ذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ولعل الراجح أنه ممن لا يقبل تفرّده بمثل هذا الخبر. ذكره البيهقي في شعب الإيمان .
والمعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء ، واستدل بقول الله تعالى { ولقد آتيناك سبعاً من المثاني }
قال زياد بن أبي مريم في تفسير الآية ( أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن ) رواه ابن جرير

إلا أن تفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا يوجد دليل لحصر معاني القرآن في هذه الأنواع من أثر ولا نظر، وبعضها داخل في بعض.
من هنا يتبين لنا أنه استدل لهذا الاسم بقوله تعالى { ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
وبتفسير النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم أن المراد بالسبع المثاني في هذه الآية هي سورة الفاتحة.
وبما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري. وهذا القول مروي عن عمر وعلي وأبي هريرة وهو رواية عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، وقال به من التابعين: الحسن البصري وأبو العالية الرياحي وقتادة، وهو رواية عن مجاهد وسعيد بن جبير.
وأيضا ما ورد من حديث أبي سعيد بن المعلّى وحديث أبيّ بن كعب.

واسم (السبع المثاني) مشترك مع السبع الطوال وهو يقع كثيرا ، واختلف في تعيينها على أقوال ، وقد فسّرت هذه الآية بها، وهو قول ابن مسعود ورواية عن ابن عباس، والمشهور عن مجاهد وسعيد ابن جبير.
كما أن الترجيح للمراد بالسبع المثاني في آية الحجر لا يقتضي نفي تسمية السبع الطوال بالسبع المثاني. هذا والله أعلم

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
أسباب انتشار المرويات الضعيف والواهية في فضل سورة الفاتحة :
1. أن بعض المرويات شاع وانتشر بين الناس ظنا منهم أنها صحيحة وعند التحقيق تبين أنها ضعيفة ، بل ومنه ما همو منكر مخالف للصحيح من النصوص .
2. ومنه ما اجتهد به بعض الرواة وحملت عنهم فاشتهرت واشتهرت .
3. ومنه أن كثيرا ممن ينشر ويشيع المرويات الضعيفة إنما يبتغي بذلك الأجر ظنا منهم أنها صحتها وحسنها .

يخطئ من يتسرع في نشر ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير أن يتثبت أو من غير أن يسأل أهل العلم ، وقد وردت الكثير من الأحاديث تحذر من الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فجاء عن علي بن أبي طالب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكذبوا عليَّ، فإنه من كذب عليَّ يلج النار( . رواه البخاري ومسلم والترمذي .
وعن سلمة بن الأكوع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من تقوّل عليَّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعده في النار ) رواه البخاري
وعن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن كذباً عليّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري ومسلم
فعلى طالب علم التفسير أن يكون على دراية ومعرفة بما شاع وذاع وانتشر من تلك المرويات، وأن يتحقق ويتبين سبب ضعفها ومرتبتها، وما يُتساهل فيه وما لا يُتساهل فيه منها ، فيتنبه بما يروي من أحاديث وآثار .

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟

اسم السورة : ما وضع لتعيينها والدلالة عليها.
لقب السورة : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها.
فإذا اجتمع الاسم واللقب كان الأفصح تقديم الاسم لتقدمه في الوضع ولدفع الالتباس إلا أن يكون اللقب أشهر من الاسم وأكثر تداولا مثل ( الفاروق عمر بن الخطاب ) أو إذا أريد التشويق بذكر الوصف ثم التعريف بذكر الاسم.
ومما صح أن اللقب يعد اسما كما جاء في حديث محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد». ثبت في الصحيحين .
وهذه ألقاب وأوصاف في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أسماؤه أيضا باعتبار دلالتها على المسمى.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وغيرهم.
تدل نزول سورة الفاتحة على مدى فضلها وعظمها مما يدل على أهميتها وأنه ينبغي أن تتلقى بالقبول والتكريم
فقد جاء في الحديث أن جبريل عليه السلام أبلغ أن الله أنزل من السماء ملكا كريما لم ينزل من قبل ، ليبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ببشارات عظيمة لكل منها كرامات له ولأمته تستوجب شكره تعالى ومحبته ورضوانه ، ومن هذه البشارات الخاصة في سورة الفاتحة :
1) أنها نور ، فبركتها عظيمة وهدايتها واسعة وبصائرها جليلة واضحة ، فهو النور الذي يبصر به العبد ربه فيعرفه به وبأسمائه وصفاته ، وهي النور الذي يعرف به الحكمة من إيجاده وخلقه ، وهي النور الذي يرشد المؤمن إلى حاجته إلى الاستعانة بربه في كل شؤونه ، وهي نور لأسباب الهداية ومصادرها وسبيلها ، فهي نور العلم النافع والعمل الصالح فيتبين مآل ومصير من فرط بهما ، فينتظم بهذه الأمور حال المؤمن من خلال التفكر والتدبر والتبصر بمعاني هذه السورة الجليلة والاهتداء بهداياتها وفوائدها ومقاصدها .
2) أنها كرامة خاصة لهذه الأمة ، لم تعطها غيرها من الأمم ، وفي ذلك تشريف وتكريم لها ، يقتضي تقديم المحبة لله تعالى والقيام بشكره ورضوانه باتباعه ، فمن شكر كانت هذه البشارت نعمة له في الدنيا والآخرة ، فيجد من فضلها وكرامتها على قدر اتباعه لهداياتها ومقاصدها الصحيحة ، ومن كفر بها كانت عليه حسرة فخسر وهلك .
3) أنها دعاء الداعي بها مستجاب ، من خلال أسلوب الحصر والاستغراق (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ).
فقوله: (لن تقرأ) أن القراءة المقصودة والمعتبرة والمقبولة والنافعة هي القراءة التي يحبها ويرضاها الله والتي تشتمل على شرطي القبول وهما الإخلاص والمتابعة ، فالإخلاص في القراءة لله والمتابعة فيها لنبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم جاء اللفظ نكرة في سياق النفي ( بحرف ) ودخول الباء عليها يفيد استغراق العموم ، فلا يستثنى منه حرف ، والمقصود بالحرف هو كل جملة طلبية كانت أو خبرية؛ فالجملة الطلبية عطاؤها الإجابة، والجملة الخبرية الذكر والإثابة، والمراد بـ ( إلا أعطيته) هو تأكيد للعطاء بأسلوب الحصر (إلا ) الذي يدل على إعطاء جميع المطلوب.
فعلى المسلم أن يسعى لمعرفة قدر وفضل هذه البشارات ، وأن يحرص على ما ينفعه من النور والهدى في هذه السورة العظيمة والجليلة ، وأن يحذر بعدم انتفاعه من هذه البشارات فيتحسر ويخسر .

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
ينبغي لطالب علم التفسير أن يعلم أن الأقوال المنسوبة إلى المفسرين على نوعين:
النوع الأول:أقوال منصوصة ، تدل بنصها على ما استدل بها عليه، وهذه الأقوال فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛لم يقولوا بنصها ؛إلا إنها عرفت من قصة وقعت لهم أو من نص آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.

واستخراج الأقوال على قسمين:
1. استخراج ظاهر؛ لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، وهو النوع الذي عمل العلماء على نسبته، ويفضل عند السعة والبسط أن يبين أنه قول مستخرج.
2. ستخراج غير ظاهر؛ إما بسبب خفاء وجه الدلالة، أو لعدم ظهور وجه اللزوم، أو لوجود نص آخر له يعارض هذا اللزوم، وهذا القسم لا يصح أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه؛ وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، ومنهم من يستخرج القول؛ فينقل عنه ويشيع وينتشر .

وقد يجتمع في الرواية عدم صراحة الدلالة وعدم صحتها ، فينتشر القول في كتب المفسرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض إلى أن يتنبه بعض العارفين بالأسانيد من أهل الحديث والتفسير؛ إلا إنه قد يخفى هذا التنبيه على بعض طلاب العلم ، وعليه يجب على طالب علم التفسير التحقق والتثبت والتقصي من نسبة الأقوال إلى قائليها، وتمييز الصحيح من غير الصحيح مما فيه إشكال، مع بيان علل الأقوال الضعيفة وأسباب ضعفها ما أمكنه ذلك، ثم يلخص ما ترجح ، وأن يتجاوز الحديث عن كثير من التفصيل في صحة نسبة الأقوال وبيان عللها.

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
الاستعاذةُ نوع من أنواع الدعاء ، فأمر الله عباده بالاستعاذة به ، وعليه وعدهم بإعاذته لهم ، والاستعاذة الصحيحة تكون بصدق الالتجاء له ويكون ذلك بالقلب واللسان معا باتباع أوامره واجتناب نواهيه للفوز بالجنة والنجاة من النار ، فكلما أحسن العبد استعاذته كان أثرها أنفع وأحسن، ولذلك يتبين أن الناس يتفاضلون في الاستعاذة على درجات ، بل يتفاضل أصحاب كل درجة فيما بينهم :
الدرجة الأولى : أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي التي فقدت أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة ؛ فهم :
• من يشركون بالله ويدعون معه غيره ، فيستعيذون بالله وبغيره؛ قال تعالى {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}، ففقد شرط الإخلاص لله .
• أو هم أصحاب الاستعاذات البدعية فيما يحدثونه من التعويذات المبتدعة، مما لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة النبوية ،جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) ففقدت بذلك شرط المتابعة .
[color="sienna"]الدرجة الثانية:[/color] أصحاب الاستعاذة الناقصة، وهي التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها ناقصة وضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه؛ فمنهم من يستعيذ وقلبه في غفلة ولهو عن الالتجاء والاستعانة به .
جاء في حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل ) حسَّنه الألبانيّ رحمه الله.
قال ابن القيّم رحمه الله كلاماً معناه: أن الدعاء دواء نافع مزيل للداء لكن غفلة القلب عن الله تضعف قوَّته. [ ذكره في الجواب الكافي ]
ومن كان ضعيفا ومتهاونا ومفرطا في اتباع ما أمر الله وإن كان قلبه مستعيذا به ، فتكون بذلك استعاذته ناقصة ، فلا ينتفع صاحبها بها كل النفع .
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة والمقبولة والتي تنفع أصحابها بإذن الله تعالى، وتكون بالقلب والقول والعمل:
1. الاستعاذة بالقلب؛ تكون بالالتجاء الصادق في قلب صاحبها ، فيكون إيمانه بأن الله هو الذي يعيذه لا غيره ، ويتوكل عليه وحده ويحسن الظن به ويصبر على المصائب والابتلاءات ، فلا ينقضها أو يضعفها ترك الدعاء أو الاستعجال أو الاعتراض أو التسخط .
2. الاستعاذة بالقول؛ فتكون بما جاء وصح من التعويذات المأثورة وما صح في معناها شرعا .
3. الاستعاذة بالعمل؛ وذلك باتباع ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم من الاستعاذةوهديها .
[color="sienna"]الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين؛[/color] وهي أعلى درجات الاستعاذة وأفضلها أثرا، كما وأوجب الله على نفسه لهذه الفئة أن يعيذهم إذا استعاذوه وحققوا صفات الولاية له.
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال : من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه) ورد في صحيح البخاري وغيره .

وهم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم؛ كأنهم يرون الله جل وعلا حينما يستعيذون ، وأكثروا من ذكره واتبعوا هداه ؛ فأسرعوا إلى الخيرات وتقربوا إليه بالنوافل بعد أداء الفرائض ، وتورعوا عن الشبهات ، فظهرت آثار استعاذتهم سريعا بقدر سرعة استجاتهم لله تعالى ، وكيف لا ؟ وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

تم بحمد الله تعالى

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 جمادى الأولى 1438هـ/14-02-2017م, 05:17 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة


أحسنتم جميعا بارك الله فيكم وأيّدكم يتأييده.

المجموعة الأولى
1: رضوى محمود أ+
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.

2: مريم حجازي أ+

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: على القول الثاني في سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب فلأن العرب تسمّي الجامع لأمر أُمًّا، وهو ما اتّصفت به سورة الفاتحة كما وضّحتِ.
ج3: قلتِ في أول جوابك: "لا تصحّ عنهم"، والصواب أن القول صحّت نسبته إلى مجاهد رحمه الله، وإن كان خطأ في نفسه.

3: منى مدني أ+

أحسنتِ بارك الله فيك وزادك هدى ونورا.

4: منيرة الخالدي أ

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لم تذكري تخريج الدليل الثاني.
ج2:
على القول الأول في سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب فلأن العرب تسمّي الجامع لأمر أُمًّا، وهو ما اتّصفت به سورة الفاتحة كما وضّحتِ.
ج3: بل صحّت النسبة إلى مجاهد، وإن كان القول خطأ في نفسه، ولذا يجب تعديل آخر الجواب أيضا بما يثبت صحة النسبة إلى مجاهد وخطأها عن أبي هريرة والزهري.

5: ندى علي أ+

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الثانية
6: فاطمة صالح أ

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
- ج1 أ: "جاء في تسمية الفاتحة بفاتحة الكتاب".
- ج1 ب: أحسنتِ بارك الله فيك، ولكنك استطردتِ كثيرا في معنى المثاني عموما.
واجتهدي -كما تعودنا منك- على تلخيص الجواب بأسلوبك.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الرابعة
7: حنان علي محمود أ+

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الخامسة
8: سناء عثمان أ+

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.

9: هناء محمد علي أ+

أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.




بارك الله فيكم وبلّغكم رضوانه

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 جمادى الأولى 1438هـ/14-02-2017م, 06:36 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الأول: القسم الأول من تفسير سورة سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة
المجموعة الثانية:

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:

أ. فاتحة الكتاب.

هي من أكثر الأسماء ورودا، حيث يفتتح بها الكتاب، و قال صل الله عليه و سلم:" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" متفق عليه.و هناك عدة أحاديث صحيحة وردت في هذا الإسم؛ عن طريق ابن عباس و سعيد الخدري و عائشة و غيرهما رضي الله عنهم. و قال ابن جرير الطبري"سميت بفاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها الصلوات و القراءة فهي فواتح لما بعدها.

ب. السبع المثاني

وقد استُدّل لهذا الاسم بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ،و قد ورد تفسير الرسول صل الله عليه و سلم لهذه الآية من حديث أبو هريرة:" أم القرآن هي السبع المثاني و القرآن العظيم". صحيح البخاري.واسم السبع المثاني مشترك مع السبع الطوال.و قد رجح ابن جرير الطبري قول أن السبع المثاني هن الآيات السبع في الفاتحة.
و معنى تسمية سورة الفاتحة بهذا الإسم:

•القول الأول: أنها تثنى في كل ركعة؛ أي تعاد، هي أكثر ما يعاد و يكرر في الصلاة. قال به عمر ابن الخطاب و البصري. و قال قتادة:" (فاتحة الكتاب تثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع). رواه عبد الرزاق وابن جرير. قال ابن جرير رحمه الله: (وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبعَ بأنهنَّ مَثانٍ، فلأنها تُثْنَى قراءتها في كل صلاة وتطوُّع ومكتوبة.
القول الثاني: أن الله سبحانه و تعالى استثناها للرسول صل الله عليه و سلم، و لقد رواه ابن جرير في تفسيره. عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:قال: " هي أمّ القرآن، استثناها اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحدٍ قبله). رواه ابن جرير.
القول الثالث: ذكر أبي عبيدة معمر المثني أنها سميت بهذا الإسم لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى ، ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة. و استشهد بالآية في سورة الزمر:"الله نزل أحسن الحديث كتاب متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم".
القول الرابع: ما ذكره الزجاج في تفسيره أنه يجوز أن السورة سميت بهذا الإسم لأنها تحمل الثناء على الله من الحمد لله إلى التوحيد و ذكر أنه وحده الملك ليوم الدين .
•و اٌوال السابقة مستندة إلى اللغة و لكن ما رجحه العلماء هو القول الأول.

و معنى مثاني وردت في اللغة على عدة معاني فهو لفظ مشترك لعدة معان.

•المعنى الأول: أن القرآن كله مثانٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
•المعنى الثاني: هي آيات سورة الفاتحة، و قد قال الله تعالى:ولقد آتيناك سبعا من المثاني".
المعنى الثالث: السور السبع الطوال، وبه فسرت آية"و لقد آتيناك سبعا من المثاني"على أحد الأقوال
•المعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل، و منه حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي و غيرهما.حديث حسن
•المعنى الخامس: ما ذكره البيهقي في شعب الإيمان؛ إنها ما كانت آياتها دون المائة و ليست من المفصل، و استدل على هذا القول سؤال ابن عباس لعثمان ابن عفان؛ على ما حملهم على إقران الأنفال و هيى من المثاني مع براءة و مهي من المئين و عدم الفصل بينهما، و عدم وضع "بسم الله الرحمن الرحيم". بتصرف.
•المعنى السادس: أنها تشمل أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء. وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن).
وتفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟

هناك من الأحاديث التي رويت في فضل سورة الفاتحة من رواه متهمون بالضعف، و هناك من الآثار الضعيفة و الواهية في فضل سورة الفاتحة، و هناك من الأخطاء التي وقع فيها الثقات،ومنها ما انتشر و ذاع صيته بين العامة من الناس و ظنوا أنه من الصحاح، و لعل ذلك مرجعه إرادتهم في حب الخير و تسرعهم في نشره دون الوقوف على مدى صحته.بل هناك من المرويات ما هو مخالف لما صح من النصوص. و على طالب العلم و بالأخص طالب علم التفسير أن يمتلك الملكة و المقدرة و يكون من الحرص على الوقوغف على الصحيح من الروايات و تنقيتها و تخريجها عن الضعيف.

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟

اسم السورة ما وضع لتعيينها و الدلالة عليها.

و لقبها هو ما اشتهرت به بين الناس من وصف و مدح بعد تقرر اسمها.
و من الأفصح تقديم الإسم على اللقب إلا إذا اللقب هو أكثر ما اشتهرت به السورة؛أو لزيادة التشويق. و قد يجتمع الاسم و اللقب معاً؛ كما ورد في الصحيحين من حديث محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد». وهذه ألقابٌ وأوصافٌ مدح له صلى الله عليه وسلم، وهي أسماؤه باعتبار دلالتها على المسمَّى.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.

كان نزول سورة الفاتحة شأن خاص مما يدل على عظم شأنها و مكانتها الكريمة في القرآن، و معلوم أن عظم مكانة السورة إشارة إلى كل ذي لب أن يتلاقها بكثير من التدبر و التلاوة و العناية العظيمة.
و لقد ورد في صحيح مسلم ؛روى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم وابن أبي شيبة والنسائي في الكبرى وغيرهم.
و مما يدل الحديث عليه عظم شأن سورة الفاتحة و خواتيم سورة البقرة، حتى تفتح لها باب من أبواب السموات لم يفتح من قبل و نزول ملك خاص يحمل البشارة للرسول صل الله عليه و سلم و لأمته من بعده، فمن بشارات هذا الحديث:

البشارة الأولى: أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر:

فهي نور يبصر به العبد ربه من الأسماء و الصفات و افراد الله بالعبودية من حب و رجاء و خوف.
و هي نور يتيقن العبد بها المغزى من خلقه وهي أن يكون خليفة الله في الأرض لإعمار الأرض.
و هي نور للعبد ليعلم كم هو ضعيف وأنه عليه أن يستعين بالله في شؤون حياته، فمن استعان بالله لا يضل و لا يشقى.
وهي نور من البصائر الإلحاح على الله لطلب الهداية و العون على الثبات علىى الطريق المستقيم.
و هي بصائر لمعرفة العواقب الوخيمة لمن غضب الله عليهم و طردهم من رحمته، لتفادي سلوكهم و مسلكهم في الحياة. و هي نور من البصائر لمن نسي آيات الله و أعرض عنها؛فضل السبيل.و هي من الأهمية لحياة المؤمن.

والبشارة الثانية: أنّ هذه السورة كرامة خاصّة لهذه الأمّة ؛إن من أسمائها السبع المثاني ومن الأقوال في هذا المعنى أن الله قد استثناها لهذه الأمة و خصها بها لما لهذه السورة من فضائل مكانة، و لذلك وجب علىنا أن نتقبلها بمزيد من الحب و التدبر لهذه الآية. كل لبيب عليه أن يتعلم هذه السورة و يستشعر أنها تكريم من الله لهذه الأمة عامة و له خاصة.

والبشارة الثالثة: أنَّ دعاء الداعي بها مستجاب؛ وأكّد هذه البشارة بتأكيد جامع بين أسلوبي الحصر والاستغراق؛ (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
هي نكرة في سياق النفي؛ ودخلت عليها الباء لإفادة استغراق العموم؛ فلا يُستثنى منه حرف، والحرف هنا كلّ جملة طلبية كانت أو خبرية.فعطاء الجملة الطلبية الإجابة، و عطاء الجملة الخبرية هي الذكر و الإثابة.و جاء أسلوب الحصر في "إلا أعطيته"بمعن الإجابة لكل طلب و ذكر. فحري على كل من علم هذه البشارات ان يحرص عليها أيما الحرص مخافة ان تنقلب عليه حسرات. فالمؤمن الفطن هو الذي يحرص على أن يقرأ الفاتحة القراءة المعتبرة التي يحبها الله و يرضاها.

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
على طالب علم التفسير أن يتعلم كيفية التمييز بين أقوال المفسرين التي هي على نوعين:

النوع الأول : أقوال منصوصة ذكرت بنصها و نسبت إلى أصحابها من العلماء. و يكون منها ما الصحيح و الضعيف من جهة الإسناد أو من جهة المتن.
و النوع الثاني: هي أقوال مستخرجة لم تذكر بالنص ؛و لكن فهمت من سياق قصة رويت عنهم أو مسالة كان لهم رأي فيها.

واستخراج الأقوال على قسمين:

منه استخراج ظاهر؛ لظهور دلالته و لزومه لقول صاجب القول و التزامه به، و عند العمل به يفضل بيان أنه قول مستخرج.
ومنه استخراج غير ظاهر؛ و ذلك لثلاثة أسباب: إما لخفاء وجه الدلالة، و أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو ظهور نص يعارض هذا اللزوم. و في هذا لا يصح النقل للنص الذي ينسب إلى هذا العالم.
و يتضح من هذا أنه على من يتصدى لهذا العلم من نقل و تحرير هو التقصي و التثبت من نسبة القول و تميييز الصحيح من الضعيف.و بيان علة الضعف و تفنيد الأسباب مع التلخيص و الترجيح للصحيح.

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

أمر الله تعالى المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان في الحديث القدسي:" ولئن استعاذني لأعيذنه"، و لكن يجب ان يكون فيها صدق الالتجاء من قلب مؤمن و مخلص و ليس عن قلب لاه و في غفلة.و الناس في الاستعاذة على أربع درجات:

الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ وهؤلاء استعاذتهم لا يوجد بها اخلاص لأنهم على حالين إما الشرك فهم يستعيذون بالله أو بغيره ،وإما من الاستعاذات التي يوجد به بدعة من التعويذات و المحدثات و كل بدعة هي ضلالة و كل ضلالة في النار.

والدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله،والقلب به من الضعف و الغفلة التي لا ترتقي به لصدق الالتجاء إلى الله و السؤال. لأن الله تعالى لا يستجيب لقلب غافل و لقد شبه ابن القيم الدعاء بالدواء فهو لا يقضي على مرض القلب إذا كان الدعاء من قلب غافل.

الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:و ذلك بصدق الالتجاء و حسن التوكل و الظن بالله و الصبر و انتظتر الفرج عبادة و عدم استعجال الإجابة و التسخط.و الاتباع بالقول من الحرص على استخدام المأثور عن الرسول صل الله عليه وسلم.و الاتباع من العمل باتباع هدي الله من القرآن و سنة النبي صل الله عليه و سلم.

الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).

و هؤلاء هم يستعيذون بالله كأنهم يرون الله تعالى، و هم من يحسنون التباع و السابقون في الخيرات و الذاكرين الله كثيراو الذاكرات الله و الذين ينفقون في السراء و الضراء و الذين يوفون بعهدهم إذا عاهدوا، و الصابرين في السراء و الضراء و حين البأس.
و في ذلك يتفاضل الناس و يتنافسونن و على المؤمن الكيس أن يكون صاحب همة و كل إنسان عالم بحاله مع ربه و نحن الضعفاء الذين في أمس الحاجة إلى الالتجاء و الاعتصام بالله تعالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11 جمادى الآخرة 1438هـ/9-03-2017م, 12:46 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الحديث الأول
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
الحديث الثاني:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه
الحديث الثالث
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجابر ابن عبد الله ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن
قالت – أي جابر –" " بلى يا رسول الله
قال إقرأ { الحمد لله رب العالمين } حتى تختمها (. رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة ورواه البيهقي في شعب الإيمان)

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ودليل هذه التسمية
ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
وفي معنى تسميتها بأم الكتاب قولان ::
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم الكتاب باعتبار أنها تضمنت معاني جامعة أو أصول المعاني يرجع إليها سائر القران
القول الثاني: وسميت أم الكتاب لتقدمها على سائر سور القران ؛ كتابة في المصاحف ؛ وقراءة في الصلاة
والعرب تسمي ما يتقدما "أما " لأن ما يخلفه يؤمه
وكلا المعنيين صحيح ؛ والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.


ب. الوافية
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
القول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
أما نسبة القول إلى مجاهد فهي صحيحة لما رواه
ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة
فالأثر ثابت عن مجاهد .
وقال الحسين بن الفضل البحلي: (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه).ذكره الثعلبي

أما نسبة القول بمدنية الفاتحة لأبي هريرة رضي الله عنه فلا يصح ، فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة) أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه . وهذا الأثر و إن كان رجاله ثقات إلا أنه منقطع فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة
.
- وأما نسبة القول للزهري فلا تصح ،وسب تلك النسبة ما روي عنه في كتاب " تنزيل القرآن "أنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.


س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم يثبت في ذلك شيء ؛ وما ورد في ذلك من أحاديث فهي ضعيفة لا تصلح للاحتاج بها .. وبمقابل ذلك فالذي ثبت نزوله من تحت العرش هو خواتيم سورة البقرة .

ذكر ما ورد من أحاديث

وأما نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.



س5: بيّن دلالة النصّ على أن سورة الفاتحة سبع آيات
. سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القرَّاء والمفسّرين، وقد دلّ على ذلك النص كما دلَّ عليه الإجماع:
- فأما دلالة النصّ
فقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
هذا مع ما صح بيانه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالسبع المثاني فاتحة الكتاب ؛ فيكون العدد سبعا منصرف إلى عدد آيات فاتحة الكتاب

وقال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.

-
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

الحكمة من مشروعية الاستعاذة
منها: شعور العبد بشدة افتقاره إلى ربه وحاجته إليه و أنه لا غنى له عنه ؛و إقراره بضعفه و تذلله له

ومنها : الاستعاذة تستلزم قوة إيمان العبد بأسماء الله وصفاته العلا .فإن العبد لم يقدم على هذه العبادة العظيمة ألا وهي عبادة الاستعاذة إلا لقوة إيمانه بقدرة الله عزوجل على إعاذته وبرحمته به أنه سيرحمه ويعيذه مما استعاذ منه ؛ و بإيمانه بعزة الله وقهره وغلبته وجبروته و سعة ملكه و أنه لا يعجزه شيء .. و بقربه و سرعة استجابته و بسمعه و علمه وإحاطته ..
: ومنها: أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق لأنه صادق في طلب الإعاذة من الله والإخلاص لأنه يستعيذ باله وحده دون ما سواه وحسن الظن به وصدق التوكل عليه وغيرها من العبادات القلبية إلى يحبها الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir