المجموعة الثانية :
س1: كيف يتحلى طالب العلم بعزّة العلماء؟ وما التوجيه في أمر دعوة أهل الدنيا؟
بصيانة العلم وتعظيمه ومعرفة عظيم قدره ومنزلته، وأن لا يطلب بعلمه الدنيا ومناصبها ، وصيانته عن الدناءة وعن ما يخل بمروءة صاحبه ، وأن لا يتخلى عن العلم بتطلعه لما عند الناس، وعدم تقديمه إلا لمن يستحقه، ويعرف قدره ومنزلته، فالعلم ميراث الأنبياء.
وأما ترك دعوة أهل الدنيا، فهو على حالين:
الحالة الأولى: إذا كان في دعوتهم امتهان للعلم، وسخرية به وبما جاء به، وصد وتكبر على العلم الشرعي، فهؤلاء مما لا ينبغي لطالب العلم دعوتهم ومجالستهم، فالعلم عز وشرف لمن ناله، فلا تقبل الإهانة له.
الحالة الثانية: إذا وجد في دعوتهم بحكمة وموعظة حسنة اطمئنانا وسكينة وتأثر، فهؤلاء مما لاينبغي لطالب العلم ترك دعوتهم لما في ذلك من إحياء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبتركها قد يحصل الضرر الكبير على المجتمع، لما فيها من جلب مصالح ودرء مفاسد دينية ودنيوية.
س2: التعامل مع الكتاب يكون بأمور لتتحقق لك الاستفادة منه، اذكرها.
الأول: أن يبدأ بجمع الكتب الأهم منها فالأهم، وأن لا يكلف نفسه ما لاتطيقه إذا كان قليل ذات اليد، فليصبر ويبدأ بجمع الأهم من الكتب، وما لايقدر على شرائه يمكنه استعارته من أحد المكتباتلثاني: الحرص على الكتب الأمهات الأصول، فهي خير وأفضل من الكتب الحديثة، لرسوخ علم السابقين، وفصاحة ألسنتهم، وفيها من العلم الراسخ، والمعاني العميقة ما لاتجده في المؤلفات الحديثة، فهي كالماء الذي يمكث في الأرض، وبعض المؤلفات الحديثة بعباراتها الطويلة وقلة فائدتها وعلمها كالزبد الذي يذهب جفاء.
الثالث: احذر من ضم الكتب التي لاخير فيها ولا شر في مكتبتك، واحذر كذلك من كتب الشر ككتب المبتدعة في العقيدة والكتب التي تضر المنهج.
س3: ما المقصود باللحن؟
الميل سواء أكان في قواعد الإعراب أو في قواعد التصريف، فيجب أن يكون عند طالب العلم علم بالنحو والصرف لكي لا يقع في اللحن في كلامه أو في كتاباته.
س4: ما موقفك من وهم من سبقك؟
أن لايفرح إذا وجد وهم أو خطأ ممن سبقه، ويسعى لرفع اللوم عنه، وإحسان الظن به، والذب عنه، وينبغي تصحيح الخطأ، فالحق متى تبين فهو أحق أن يتبع ويبين، وبيانه أمر واجب، وبالسكوت عنه قد لا يظهر الحق، وأما بالنسبة هل الأفضل التصريح باسم من أخطأ ووهم، فينظر له إلى المصلحة الراجحة، فلا يصرح باسمه، ويبين الخطأ بصيغة المجهول، إذا كان العالم مشهود له بالعلم ومشهور عند الناس وموثوق به، لأنه بالتصريح باسمه قد يؤدي إلى عدم قبول الحق من القائل ، ويراعي بذلك الفئة المخاطبة ودرجتها العلمية، والمجلس الذي ذكر فيه هذا الخطأ.
وأما إذا كان الرجل المتوهم لا يتبعه إلا القليل من الناس، وليس له قبول عند الناس، فالأفضل أن يصرح باسمه لئلا يغتر الناس به، ويصحح ما قاله من خطأ.
وأن ينوي ويقصد بيان الحق ورد الباطل، لا الانتقاص من القائل، مبتغ بذلك وجه الله تعالى، فلا يتتبع خطؤه في المسائل المختلفة حسدا وحقدا، فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، بل يحمل كلامه على حسن نية، ويقول لعله التبس عليه الأمر أو تأول، وإن أخطأ فلا أحد معصوم من الخطأ.