المجموعة الرابعة:
1 فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}.
قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا.
إِنَّ للتوكيد وهي تنصب الاسم وترفع الخبر.
الَّذِينَ : في محل نصب اسم إِنَّ.
كَفَرُوا : أي غطوا الحق وستروه والكفر مأخوذ من التغطية والستر ومنه قول لبيد بن ربيعة:
في ليلة كفر النجوم غمامها . ومنه قيل للزراعِ كفارًا لأنهم يغطون الحب .
قوله تعالى :
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ : معناه معتدل عندهم.
قال الأعشى :
وليل يقول الناس من ظلماته ....... سواء صحيحات العيون وعورها
قوله تعالى
أَأَنْذَرْتَهُمْ : الهمزة للاستفهام ومعناها الاخبار أي سواء عليهم إنذارك لهم أو عدم إنذارك .فأفاد التسوية بين الأمرين.
والمعنى فلتتاكد أن الكفار الذي سبقت لهم عند الهل تعالى الشقاوة سواء عليهم إنذارك إياهم وعدمه فهم لا يؤمنون بما جئتهم به فإنما عليك البلاغ ومن ءامن لك فله الحظ الأوفر، ومن تولى فلا تحزن عليه.
ذكر الزجاج ورد فيها قرائتين إما تحقيق الهمزتين أو تحقيق الأولى وتغير الثانية بإبدال أو تخفيف وقد خطّئ الزجاج الابدال لسببين الاول التقاء الساكنين والثاني قال أن حق الهمزة - لأنها حركت- أن تجعل بنيها وبين حركتها، لا أن تبدل ألفا.وذكر ابن عطية أنها قراءة أبي عمرو وابن كثير ونافع والكسائي في احدى روايته (التخفيف) فلا وجه لتخطئتها .
وذكر
الزجاج وابن عطية قراءات لكني لم أتمكن من ترتيبها وتاخر الوقت جدا فاضطررت للاستعانة بمراجع اخرى.
جاء في البدور الزاهرة :
اقتباس:
وَقَرَأَ قَالُونُ وَأَبُو عَمْرٍو وَأَبُو جَعْفَرٍ بِتَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأَلِفِ مَعَ إِدْخَالِ أَلِفٍ بَيْنَهُمَا .
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَرُوَيْسٌ بِتَسْهِيلِ الثَّانِيَةِ مِنْ غَيْرِ إِدْخَالٍ ،
وَلِوَرْشٍ وَجْهَانِ : الْأَوَّلُ مِثْلُ الْمَكِّيِّ وَرُوَيْسٍ
وَالثَّانِي إِبْدَالُهَا أَلِفًا ، وَحِينَئِذٍ يَلْتَقِي سَاكِنَانِ هَذِهِ الْأَلِفُ وَالنُّونُ الَّتِي بَعْدَهَا فَيُمَدُّ مَدًّا مُشْبَعًا بِقَدْرِ ثَلَاثِ أَلِفَاتٍ
وَلِهِشَامٍ وَجْهَانِ كَذَلِكَ وَهُمَا : التَّحْقِيقُ وَالتَّسْهِيلُ مَعَ الْإِدْخَالِ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْقِيقِ بِدُونِ إِدْخَالٍ ".
|
بقي كلام عن مذهب حمزة لكني لم أفهمه .
تلخيص
-
هشام قالون وأبي عمر بتسهيل الثانية مع الادخال .
-
ولهشام التحقيق مع الادخال وجه آخر .
-
ولابن كثير ورويس التسهيل بلا إدخال .
-
وورش له وجهين
التسهل بلا إدخال أو الابدل.
- و
للبقية التحقيق .
قوله تعالى
لَا يُؤْمِنُونَ : جملة مؤكدة لما قبلها
ويجوز أن يكون {
لا يؤمنون} خبر "إنّ"، كأنه قيل: "إنّ الذين كفروا لا يؤمنون، سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم".
ذكره االزجاج وابن كثير .
سبب النزول :
- قيل هي تعم كل من سبق في علم الله أنه لا يؤمن أراد لله تعالى إعلامنا بهذا.
ذكره ابن عطية.
- قيل نزلت في قادة الأحزاب المقصودين في قوله تعالى : ألم تر إلى الّذين بدّلوا نعمة اللّه كفرًا وأحلّوا قومهم دار البوار * جهنّم يصلونها} وهو
قول أبي العالية ذكره ابن كثير.
- قيل : في حيي بن أخطب وأبي ياسر وابن الأشرف ونظرائهم .
نسب لابن عباس رضي الله عنه .
ذكره ابن عطية.
- نزلت في قادة الأحزاب أهل قليب بدر قاله الربيع بن أنس.
ذكره ابن عطية.
- نزلت لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره صلى الله عليه وسلم أنه لايومن إلا من سبق له السعادة وأن من سبق له الشقاوة لن يومن ولو حرص على دعوته كل الحرص فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
ورجح ابن عطية رحمه الله الأول وخطئ الثاني و
رجح ابن كثير رحمه الله تعالى الأخير .
2. حرّر القول في:
معنى الختم في قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.
أ- من حمله على الحقيقة :
1-ختم وطبع في اللغة بمعنى واحد
قاله الزجاج ومعناه التغطية باحكام لاستيثاق عدم التسرب .
وذكره ابن كثير عن السدي و مجاهد.
2-
قال ابن عطية وذهبت طائفة من المتأولين أن القلب على هيئة الكف ينقبض مع زيادة الضلال والإعراض إصبعا إصبعا .
ولعله يقصد مجاهد فد
نقل ابن كثير رحمه الله عن الاعمش قال: أرانا مجاهدٌ بيده فقال: «كانوا يرون أنّ القلب في مثل هذه -يعني: الكفّ-فإذا أذنب العبد ذنبًا ضمّ منه»، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، «فإذا أذنب ضمّ»، وقال بأصبعٍ أخرى،«فإذا أذنب ضمّ»، وقال بأصبعٍ أخرى وهكذا، حتّى ضمّ أصابعه كلّها، ثمّ قال:«يطبع عليه بطابعٍ»..
وهذا عند من حمله على الحقيقة.
ب -أما على المجاز :
فقال ابن عطية أن الختم هنا هو كناية عما اخترع له في قلوبهم من الكفر والضلال والإعراض عن الإيمان..
وأما عن إسناد الختم إلى الله تعالى : فقد
نقل ابن جرير وابن عطية عن اقوام تأويله : فقالوا هو إخبار من الله تعالى عن تكبرهم كما يقال أهلك المال فلانا وإنما أهلكه سوء تصرفه فيه .
قال ابن كثير : "وهذا لا يصح؛ لأن الله قد أخبر أنّه هو الذي ختم على قلوبهم وأسماعهم". وقد
رده ابن جرير أيضا .
3. بيّن ما يلي:
1: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.
قال الزجاج أن فيه ثلاث تعليلات :
- أن السمع في معنى المصدر لهذا وحد كما يقال لجماعة يتحاورون يعجبني حديثكم.
- لم يحتج لجمعه لأنه دل على الأسماع لكونه مضافا إلى الذين كفروا .
ذكره ابن عطية أيضا.
- الثالث لم أجده .
2: معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.
-
النفاق: هو إظهار الخير والايمان وإبطان الشر والكفر وهو نوعان:
-
اعتقادي: يخلد صاحبه في النار.
-
عملي : وهو من الكبائر
أما عن الغرض من التنبيه على صفات المنافقين فللتحذير سواء للمتصف أو لغيره من شره ومنن الاتصاف بمثل صفاته .
فالسورة مدنية فلم يكن في مكة منافقين ، ولكن بعد الهجرة للمدينة وانتصار المسلمين في وقعة بدر الكبرى، قويت شوكتهم ، فأظهر أقوام الاسلام خوفا مع إبطانهم الكفر.وكان على رأسهم ابن سلول. فنبه الله تعالى المؤمنين عن صفاتهم لئلا يغتروا بهم ويطمئنوا لهم فيأمنوا مكرهم .. ومن أعظم المحذورات أن يظن بأهل الفجوروالفسوق والكفر خيرا .