السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
-الحث على .الاستماع الحسن للقران؛ لأننا إذا استمعنا للقران سماع المتدبر كان سبباً لهدايتنا وإيماننا وعدم إشراكنا
- عجائب للقران لا تنتهي.فعلى الطالب أن يجتهد في استخراج عجائبه
-الإيمان بوجود الجن وهم مخلوقون لعبادة الله؛ وأن منهم مسلمون؛
وأنهم لا يعلمون الغيب وأنهم كالأنس في التكليف.
- الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الجن كما أرسل إلى الإنس
-القرآن كتاب رشد وهداية لجميع الناس متى ما استرشدوا به
" يهدي إلى الرشد فآمنا به " من اتبع نور القرآن هداه إلى طريق الحق فلا يضل ولا يشقى.........من أراد الهداية فعليه بالقرآن
- من رام تحقيق الإيمان والتوحيد الله عزوجل و البعد عن الشرك؛ وتعظيم الله وتمجيده فليكثر من تلاوة القران وسماعه وتدبره
- الحذر من مخالطة السفهاء فإنهم يضلون عباد الله عن الطريق المستقيم.
-الاهتمام بجمالياته وبلاغاته وأسراره لأنها من الوسائل التي تقرب الناس وتحببهم بالقرآن ﴿فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا﴾
-) الحرص على دعوة الغير إلى الإيمان بالله تعالى ونبذ الشرك ..
- كثرة حدوث الكذب على الله من السفهاء فليكن الداعي إلى الله تعالى على بينة من أمرهم و ليحذر منهم
- الحذر من تقليد الأعمى دون بينة ولا برهان.خاصة ما يتعلق بالعقائد { وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}
- الرد على النصارى على لسان الجن ؛ وبيان فساد عقيدتهم
-
-
المجموعة الثانية:
أ: فسّرقوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) }
يخبر الجن عن أنفسهم ؛أن منهم الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ أي مؤمنين. ومنهم غير ذلك ؛ أي فُسَّاقٌ وفُجَّارٌ وكُفَّارٌ،وأنهم كانوا جماعات مُتَنَوِّعَةً وأهواءً متَفَرِّقَةًوفِرَقاًشتى، فمنا المؤمن والفاسق والكافر كما هي الحال في الإنس.
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
أي وأنا علمنا أن لن نعجز الله في الأرض أينما كنا في أقطارها، ولن نعجزه هربا إن طلبنا، فلا نفوته بحال.فتبين لنا أن الله قادر علينا حيث كنا، فمهما اجتهدنا في الحصول على أسباب الفرار و
والخروجِ عن قُدرتِه، ؛فلا نفوته هربا . .لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
وأنا لما سمعنا القرآن الذي يهدى إلى الطريق المستقيم صدقنا به وأقررنا بأنه من عند الله، ومن يصدق بالله وبما أنزله على رسله فلا يخاف نقصا من حسناته، ولا ذنبا يحمل عليه من سيئات غيره
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) }
أي وأنا منا المسلمون المنقادون لأمر الله تعالى المؤمنون الذين أطاعوا الله وأخبتوا إليه وعملوا صالح الأعمال، ومنا الجائِرُونَ العادِلُونَ عن الصراطِ المستقيمِوهو الإيمان بالله وطاعته.
ومن آمن بالله وأطاعه فقد سلك وأصاب الطريق الموصل إلى السعادة و جنات النعيم ؛ وقصد ما ينجيه من العذاب.
{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} .
و أما الجائرون العادلون عن الإيمان بالله والطريق المستقيم فقد كانوا حطبا لجهنم توقد بهمو تسعّر بهم؛ وذلك جزاءٌ على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم)
ب:اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى
:{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
اختلف المفسّرون في معنى الآية؛ وذلك لاختلافهم في المراد بالطريقة على قولين؛
1- الطريقة هي الطريقة المثلي وهي طريقة الإسلام و طريقة الهدى وطريق الحق
وهو قول ابن عباس ومجاهد سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وعطاء و السدي و محمد بن كعب القرظي وقتادة. ذكره ذلك ابن كثير عنه وهو قول السعدي والأشقر
والمعنى
ولو استقام القاسطون على الطريقة الإسلام و طريقة الهدى فعدلوا إليها واستمروا عليها؛ لآتَيْنَاهم مَّاءً كثيرًا.و خَيْراً كَثيراً واسِعاً وإنما عبر عن الخير بالماء ؛ لأن الخير كله يكون بالمطر ، فأقيم مقامه إِذ كان سببه { لِنَفْتِنَهم } أي : لنختبرَهم { فيه } فننظر ما هو فاعلون ؛ هل يشكرون نعمة الله تعالى و يصرفونها في مراضيه ؛ أم أنهم يحصل لهم طغيان و منع لحقها { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى }
وهذا كقوله تعالى :{ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] .
وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] .
.
2- الطريقة : هي الضلالة
والمعنى لو استمروا على الضلالة لأوسعنا عليهم في الرزق
و لأكثرنا لهم المال عقوبة واستدارجاً..
وهو قول أبي مجلز لاحق بن حميد...ذكره ابن كثير
وهو كقوله تعالى{فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44]
وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
قال ابن كثير و هذا القول له تأييد واتجاه لقوله تعالى بعده ( لنفتنهم فيه )
ذكر ابن كثير القولين ولم يرجح بينهما
والذي يظهر أن القولين تحتملهما الآية و يصح تفسير الآية بهما؛ وخاصة أنه يوجد من النصوص ما يؤيد المعنيين.
ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
بين الله عزوجل الحكمة من الأمر بالصلاة بعد النوم بقوله تعالى :{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا }.
ومعنى ذلك أن:
- في الليل تتوقف الحركة و يسكن الناس فيه ؛ ويفرغون من أشغالهم؛ فيكون فيه القلب والذهن فارغا؛ فكان وقت الليل من أفضل وقات العبادة؛ وأنسبها لأن يقوم العبد و يصلى فيناجى ربه . لأنه أقرب في حصول المقصود وهو المواطأة بين القلب واللّسان.
- فقيام الليل بعد النوم أدعى لتدبر القران والانتفاع به و تفهمه لحضور القلب والفراغ من الشواغل
- -كما أن صلاة الليل أعونُ على تذكّر القرآن ، و السلامة من النسيان .
- كما أن قيام الليل يسكب في القلب أنساً قد لا يجده في صلاة النهار
-. - من الأمور التي تساعد على تحمل أعباء الدعوة قيام الليل و قراءة القران فيه ؛
لذلك لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل بقوله {"يأيها المزمل قم الليل إلا قليلا}.... أخبره أنه سيلقى عليه قولا ثقيلا..
كما أن الأذى الذي يلقاه الداعية في طريقه لن يلطفه ويهونه شيء مثل مناجاة الرب بالقرآن في جوف الليل
.
د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.
قوله تعالى :{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ}
والمعنى أنهم أخبروا أن سبب مصيرهم إلى النار هو أنهم كانوا يخالطون أهل الباطل في باطلهم .
فكان مخالطة أهل السوء سبب للهلاك وحصول العذاب.