دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 02:28 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك تفسير سور (الجن والمزمل والمدثر)

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.



السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية.
المجموعة الأولى:
أ:
فسّر قوله تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
ب:
اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
د: بيّن بالدليل حكم قيام الليل.

المجموعة الثانية:
أ: فسّر قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.

د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.

المجموعة الثالثة:
أ: فسّر
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.
ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في معنى
قوله تعالى: {
فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} الجن.
ج: بيّن مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.
د: استدلّ مما درست على حفظ الوحي.

تعليمات:
- قبل الشروع في إجابة الأسئلة نؤكد على أهمية الاطّلاع على الإرشادات العامّة لطريقة الإجابة على أسئلة مجالس المذاكرة الموضوعة هنا.
- يسمح بالرجوع للتفاسير في إجابة أسئة مجالس المذاكرة لأن الهدف من هذه المجالس تدريب الطلاب على طريقة الإجابة الصحيحة والوافية لكل سؤال بحسب المطلوب فيه.
- يوصى بأن لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع جوابه.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة ولصقها، ولا تقبل المشاركة.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 09:38 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

السؤال الأول:
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
1- الإنصات للحق وأهله وعدم الغفلة فالله خلق لنا سمعا ليكون سببا وطريقا للهداية.
مستفاد من قول الله تعالى:( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا).
2- تعليم العلم لمن لا يعلمه فنشر العلم زكاة له.
مستفاد من قول الله تعالى:( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا).فبلغوا ما سمعوه من علم لمن لم يسمع.
3- سرعة الاستجابة لله ولرسوله في أي أمر يتبين لنا فيه الحق.
مستفاد من قول الله تعالى: (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).
4- العزم على الخير دائما واحتساب النوايا.
مستفاد من قول الله تعالى: (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) فعزمت الجن على ألا تشرك بالله أحدا بعد ما تبين لهم الحق.
5- تعلم أسماء الله وصفاته وتعليمها للناس فهو من أسباب الثبات وزيادة الإيمان.
مستفاد من قول الله تعالى: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا).
6- أن نسلك طريق الحق ولا يغرنا قلة السالكين وأن لا ننخدع بالباطل ولا يغرنا كثرة الهالكين.
مستفاد من قول الله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) فكانوا أول الأمر يرون الإنس والجن متمالئون على الكذب على الله فخدعوا بهم حتى تبين لهم كذبهم.
السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية.
المجموعة الأولى:
: ا- فسّر قوله تعالى
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)
(وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) يذكر الله تعالى في الآية أن أصحاب النار أي خزنتها من الملائكة ليبين للكافرين قوتهم وشدتهم فهؤلاء الخزنة لا يقاومون ولا يغالبون ردا على أبي جهل حين قال: أمَا لِمُحَمَّدٍ مِن الأعوانِ إلا تِسعةَ عشرَ؟ أفَيُعْجِزُ كلَّ مائةِ رجُلٍ منكم أنْ يَبْطِشُوا بوَاحدٍ منهم ثم يَخرجونَ مِن النارِ؟
(وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) أي ماذكر الله عددهم إلا اختبارا للناس ليؤمن به من آمن ويزداد عذاب المكذبين به بما قالوا على الله بغير علم وقيل فتنة هنا بمعنى عذاب أي لعذابهم في الآخرة.
(لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) وهم اليهود والنصارى يزيدون يقينا أنه الحق حينما يجدوه مطابقا لما نزل عليهم .
(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا) ويزداد إيمان المؤمنين كلما تليت عليهم آية وصدقوها وآمنوا بها ويزداد إيمانهم لما يروه من موافقة أهل الكتاب لهم.
(وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) لا يرتابون في الدين ويزول عنهم الشك.
(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي نفاق وشك (وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) أي ماذا أراد الله من ذكر هذا العدد.
(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) أي بمثل هذا يهدي الله أقواما فيكون ما أنزل الله سببا في زيادة إمانهم وتثبيتهم على الحق ويضل آخرين فيكون ماأنزل الله زيادة في ضلالهم .
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) ما يعلم جنود الله من الملائكة أو غيرهم إلا هو سبحانه وتعالى فيجب الناس الإيمان والتصديق بما أخبر سبحانه وتعالى .
(وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) وما النار وخزنتها إلا موعظة للناس ليعلموا قدرته سبحانه وتعالى ويعظموه ويوحدوه.
ب- اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قوله تعالى : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن
القول الأول:
المراد المساجد كلها. ذكره ابن كثير عن عكرمة وذكره السعدي والأشقر
القول الثاني:
المراد كل البقاع لأن الأرض كلها مسجد.ذكره الأشقر
القول الثالث:
المراد أعضاء السجود.ذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير
وذكروا الحديث الصحيح عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة - أشار بيديه إلى أنفه- واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين).
والرأي الأول اختاره السعدي وذكره كل من ابن كثير والأشقر.
ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
المقصود النفقة في سبيل الله من زكاة و صدقات من مال طيب ابتغاء وجه الله.
د: بيّن بالدليل حكم قيام الليل.
قيام الليل نافلة وقد كانت واجبة أول الأمر ثم نسخ الحكم بعد نزول قول الله تعالى:(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
الدليل:
عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.أخرجه أحمد ومسلم
وحينما سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلوات المفروضة قائلا :هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ:( لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ) دل على عدم وجوب غيرها، فارتفع بهذا وجوب قيام الليل .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 01:12 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثانية


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.

1- يوقن المؤمن أن القرآن كتاب هداية ، يفتح الله به قلوبا غلفا وآذانا صما وذلك ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) ، يدل على ذلك قول الجن بعد سماعهم للقرآن ( يهدي إلى الرشد فآمنا به )

2- يحرص المؤمن على الاستماع إلى القرآن والإنصات له وقد فرغ له قلبه وعقله وروحه فيستمع له استماعا واعيا مدركا ... فالجن من مرة واحدة آمنوا وأدركوا أنه الحق وأدركوا من عجائب عظمته ومكانته وإعجازه ، فكيف لو استمع له المؤمن كل يوم من حياته موقنا به باحثا عن سقيا قلبه فيه .... دل على ذلك قوله تعالى ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ) والاستماع هو طلب للسمع مع الإنصات لا مجرد سمع الآذان ...

3 - يؤمن المؤمن بالجن وأنهم خلق من خلق الله تعالى مكلفون ومأمورون باتباع الهدى مثلنا ويحاسبون مثلنا ، وإن كنا لا نراهم وهم يروننا ... ولا نسمعهم وهم يسمعوننا ... دل على ذلك استماعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ...) وكذلك قوله تعالى ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) فهم مكلفون بالإيمان وتوحيد الله وتنزيهه عن كل ما لا يليق به وعبادته وحده سبحانه
...
4 - يحرص المؤمن على تفقد إيمانه وتصحيح عقيدته من أي شائبة تشوبها ... ويدعو الناس إلى ذلك فيبدأ بتصحيح العقيدة أولا وبناء أساس إيماني سليم ومتين ... فإن الجن أول إيمانهم صححوا عقيدتهم فآمنوا بالله ووحدانيته ، ونزهوه عن الولد والصاحبة ( ولن نشرك بربنا أحدا ، وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا )

5 - يتحقق المسلم من كل ما يسمعه خصوصا في أمر دينه ، فلا يسلم نفسه لأي كان ، فقد يكون الداعي كاذبا على الله في ثياب صادق محسن ، دل على ذلك قول الجن ( وأنا ظننا ألن تقول الإنس والجن على الله كذبا ) فلم يتخيلوا أن هناك من يجرؤ على الكذب على الله ...

6 - يعلم المؤمن أنه لا يقول على الله الشطط إلا السفهاء من الناس ضعيفي الأحلام خفيفي العقول ، أما العقلاء الذين اكتمل عقلهم وفهمهم لا بد أن يقودهم عقلهم إلى الإيمان بالله وتوحيده وعبادته ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا )

المجموعة الثانية:

أ: فسّر قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.

التفسير :
🔹وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا :
يقول الجن عن أنفسهم بعد أن استمعوا القرآن وآمنوا به أن منهم الصالح الذي يؤمن بالله ومنهم غير الصالح الذي لا يؤمن بكلام الله ويكفر بما جاء به ...( كنا طرائق قددا ) فهم فرق وطرق مختلفة وآراء متفرقة ومذاهب متباينة ، فمنهم مؤمن وكافر و فاسق وفاجر ...

🔹وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا
من يؤمن بالله ويعرف له قدره ؛ يعرف ضآلة حجمه ومكانه الحقيقي ... فهكذا الجن لما سمعوا كلام الله وأيقنوا أنه الحق ظنوا بمعنى أيقنوا أنهم لو كفروا بالله فلن يستطيعوا الهروب منه تعالى ولن يعجزوه ... فهو تعالى قادر عليهم وعلى الإتيان بهم مهما حاولو هربا فلن يعجزوه مهما فعلوا سبحانه ... ( ولن نعجزه هربا ) فأيقنوا أنهم لن يستطيعوا هروبا ...

🔹وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا
وهؤلاء الجن لما سمعوا الهدى وهو القرآن ( آمنا به ) فلم يكن أمامهم إلا الإيمان لعلمهم أنه الحق والهدى ، فهم يفخرون بسرعة استجابتهم وإيمانهم وحق لهم ذلك ... وقد علموا أنه من يؤمن بالله ( فلا يخاف بخسا ) تبخيسا وإنقاصا من حقه ، ( ولا رهقا ) أي عدوانا أو طغيانا ... وهو كقوله تعالى ( فلا يخاف ظلما ولا هضما ) فلا انتقاص حق ولا طغيان عليه .

🔹وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا
ثم يذكرون أن منهم المسلم الذي آمن ، ومنهم ( القاسطون ) والقاسط هو الجائر والظالم الذي حاد عن الطريق ...
( فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) فالمسلم هو الذي وفق وهدي إلى طريق الرشد بعد بحثه وسعيه ... وهو طريق الخير الذي سيوصله إلى الجنة ونعيمها

🔹وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا
وأما أولئك القاسطون الجائرون الذين ظلموا أنفسهم بالكفر فإنهم كما وصفهم ( فإنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) فهم لجهنم ( حطبا) تسعر بهم والعياذ بالله ، جزاء كفرهم وعدلهم عن طريق الرشد إلى طريق الضلال ...

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن
المراد بالطريقة :
اختلف فيها على قولين :
1- الطريقة : هي الإسلام وطريق الحق ...
- قال ابن عبّاسٍ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يعني بالاستقامة: الطّاعة.
- قال مجاهد : ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) قال : الإسلام . وكذا قال سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب - وعطاء والسدي ومحمد بن كعب القرظي ...
- وقال قتادة ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) يقول : لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا
- وقال مجاهد : على الطريقة : طريق الحق ... وقال مثله الضحاك
واستشهد على ذلك بقوله تعالى {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96]

فيكون معنى الآية أن لو استقام هؤلاء القاسطون على أمر الله وآمنوا به لفتح الله عليهم بركات السماء والأرض ووسع لهم في الرزق ، وذلك ابتلاء من الله ليعلم من يشكر ممن يكفر ...
ذكر تلك الأقوال ابن كثير وقال الأشقر بهذا القول ... وذكر السعدي أنها الطريقة المثلى ... وهي بلا ريب طريق الإسلام

2- الطريقة هي الضلالة : فيصير المعنى أنهم لو استمروا على ضلالهم لأوسعنا عليهم الرزق استدراجا ...
قال أبو مجلز لاحق بن حميد في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ

- قال ابن كثير : وهو كقوله تعالى {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] ...
- وقال أن هذا القول له تأييد واتجاه لقوله تعالى بعده ( لنفتنهم فيه )

** ذكر ذلك ابن كثير ولم يرجح بينهما واكتفى بذكر أن الثاني له تأييد واتجاه ... والقولان محتملان بلا تناقض واختلاف والله تعالى أعلم ... فعلى الأول يكون أن لو استقامةا على الإيمان لوسع لهم في الرزق وابتلاهم الله بذلك ليرى من يشكر فيزيده ومن يكفر فيمحقه له ... وعلى الثاني يكون أن لو استمروا على كفرهم لاستطرجناهم بمزيد عطاء ورزق فتنة واستدراجا لهم ..

ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
بين الله الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل بقوله تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) أي إن الصلاة في الليل بعد النوم هي أشد مواطأة بين القلب واللسان وأجمع للقلب ليتدبر ويتفكر في كلام الله فيفهم مقصوده ... فهذه الصلاة وتلك القراءة يحصل بها المقصود من قراءة القرآن وتدبر معانيه ما لا يحصل في وقت آخر ... فإن النهار للمعاش ويكثر فيه حركة الناس وتشويشهم ، بخلاف الليل وهدأته وسكونه مما يجمع القلب والسمع على كلام الله فيفهمه ويتدبره ... وذلك أصوب وأقوم وأسد مقالا وأثبت استقامة واستكانة ...

والغرض من قراءة القرآن أن يحصل به التقوي على الحمل الثقيل والأمانة التي اصطفاه الله للقيام بها .( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ) فكأن الله يخبره أن هذا القول الثقيل يحتاج إلى زاد روحي هائل ، يعينه في دعوته ويثبته ... وكان ذلك الزاد في خلوته مع ربه في قيام الليل ... وترتيل كلامه سبحانه بفؤاد خاشع ... وقلب واع ... لذلك أخبره بعدها عن ناشئة الليل ...

د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.
🔹قال تعالى عن الوليد بن المغيرة { إنه فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ( 24) إن هذا إلا قول البشر (25) سأصليه سقر}
ورد في نزولها :
🔸عن عبّاد بن منصورٍ، عن عكرمة: أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. فنزلت: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} [قال قتادة: خرج من بطن أمّه وحيدًا] حتّى بلغ: {تسعة عشر} ... رواه ابن جرير

🔸وفي رواية أخرى عن ابن عبّاسٍ قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة فسأله عن القرآن، فلمّا أخبره خرج على قريشٍ فقال: يا عجبًا لما يقول ابن أبي كبشة. فواللّه ما هو بشعرٍ ولا بسحرٍ ولا بهذي من الجنون، وإنّ قوله لمن كلام اللّه. فلمّا سمع بذلك النفر من قريشٍ ائتمروا فقالوا: واللّه لئن صبا الوليد لتصبونّ قريشٌ. فلمّا سمع بذلك أبو جهل بن هشامٍ قال: أنا واللّه أكفيكم شأنه. فانطلق حتّى دخل عليه بيته فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصّدقة؟ فقال: ألست أكثرهم مالًا وولدًا. فقال له أبو جهلٍ: يتحدّثون أنّك إنّما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه. فقال الوليد: أقد تحدّث به عشيرتي؟! فلا واللّه لا أقرب ابن أبي قحافة، ولا عمر، ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلّا سحرٌ يؤثر. فأنزل اللّه على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} إلى قوله: {لا تبقي ولا تذر} رواه العوفي

فدلت هذه الحادثة على أثر صاحب السوء وجلساء السوء على صاحبهم ... فإن الوليد قد رق لكلام الله وعلم أنه الحق وأنه كلام الله وليس بكلام بشر . لكن رؤوس قريش لم يزالوا به يثنونه ويخذلونه ويعيرونه بأقوال قريش لو آمن حتى عاد شرا مما ذهب ، فبعد معرفته الحق افترى الكذب وادعى أن كلام الله سحر يفرق بين المرء وزوجه ...
فبينت هذه الحادثة خطر رفيق السوء وأثره ...

🔹وكذلك قوله تعالى عن أهل النار ( وكنا نخوض مع الخائضين ) فكان من أسباب دخولهم النار أنهم يخوضون فيما يخوض فيه جلساؤهم فإن خاضوا بكفر أو باطل خاضوا معهم فاستحقوا العذاب بذلك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 03:04 AM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي


-المجموعة الثالثة -

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.

من قوله تعالى : قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
1- الإيمان بوجود الجن وأن لهم حواس وقلوب تمكنهم من الاهتداء بهدى القرآن وأنهم مكلفون كما يكلف الإنس .
2- إلقاء السمع من قبل الجن دليل على ذكائهم وحرصهم على الاستماع ومن ثم التدبر والاستفادة من القرآن ، وبالفعل قد توصلوا مما سمعوه إلى عجيب بلاغته وهدايته وبركته ، وأن فيه صلاح دينهم ودنياهم ، فحرىٌّ ببنى آدم أن يعمل ذكاءه فيما ينفعه ، فيلقى سمعه ويحضر قلبه عند سماع القرآن ؛ حتى ينال بركته وينتفع ويهتدى بهداه .
3- زيادة اليقين بصدق رسالة النبى صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى ، فهو ما علم باستماع الجن له إلا من خلال الوحى .


من قوله : فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
1- بمجرد استماع الجن للقرآن لمرة واحدة سارعوا و بادروا بالإيمان وتوحيد الله عز وجلّ وترك الشرك ، ونحن نستمع للقرآن ليل نهار فهلّلا بادرنا ؟؟؟
2- أول اهتداء يُهتَدى به من القرآن هو توحيد الله تبارك وتعالى والانخلاع عن الشرك والتبرؤ منه .


وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)
- التعرف على عظمة الرب تبارك وتعالى وكونه غنى سبحانه عن الصاحبة والولد ؛ لا يأتي إلا من كلام الله ، فلا أعرف بالله غير الله ، ومن أراد التعرف على الخالق وصفاته وقدرته فعليه بكلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)
- من ادعى الباطل أو الزور على الله عز وجل فهو حتماً سفيه لا يعقل ، فلو عقل علم قدر الله عز وجل ، وتلمس عظمته ؛ من جليل مخلوقاته ، وعظيم قدرته .


وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)
1- من لا يعلم لا يستطيع تمييز الحق من الباطل ، ولا الصدق من الكذب ، فبالعلم تحيى القلوب وتستنير العقول بنور البصيرة .
2- من ذاق حلاوة الإيمان وعلم عن ربه ؛ لا يتخيل أن يكذب أحد على الله ، أو يتقول ما ليس بحق ، ولا ولن يصدق زوراً أو بهتاناً أو جوراً يُنسب إلى الله .



أ: فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)} المزمل.


يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) :يخاطب الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف المزمل ؛ وهو الوصف الذى كان منه حين أتاه جبريل بالوحى فخاف وتزمل في ثيابه ؛ أي تغطى بها ، ويأمره بأن ينهض لربه ويقوم لعبادته كما قال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا وممّا رزقناهم ينفقون} وبالفعل امتثل النبى أمر ربه .

قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) : يبين الله لنبيه المقدار الذى يقوم فيصلى فيه ؛ وهو الليل كله إلا قليلا منه ، وذلك من رحمة الرب بعبده أنه ما أمره بقيام الليل كله .

نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ : أي : نصف الليل أو أنقص منه أو أزيد ، كأنه يقول قُمْ ثُلُثَيِ الليلِ، أو نِصْفَه أو ثُلُثَهُ .أخرج مسلِمٌ, عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.

وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) : أي اقرأه بتمهل وتؤده ؛حتى يحصل لك التفكر ، والتدبر، وتحريك القلب ، والتهيؤ له ، ولما فيه من العبادات دون تنطع أو تكلف .

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) : قيل : ثقيل وقت نزوله من عظمته ,ففي البخارى عن عائشة: أنّ الحارث بن هشامٍ سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثّل لي الملك رجلًا فيكلّمني فأعي ما يقول". قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي صلّى اللّه عليه وسلّم في اليوم الشّديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقًا .
وقيل: ثقيل عظيمة معانيه وأوصافه

وثقيل : العمل به من القيام بالفرائض والحدود والحلال والحرام ، فلا يقوم به ألا من كان له قلب مؤيد بالتوفيق من عند المولى تبارك وتعالى .والمعنى يحتمل الأقوال جميعاً.

إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) : ثم ذكر الحكمة من الأمر بقيام الليل فقال :
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ : وهي القيام للصلاة بعد النوم ، أَشَدُّ وَطْئًا : قيل هي أشد مواطأة بين القلب واللسان ، وقيل لأنها أثقل من صلاة الليل على المصلى لأن الليل للنوم ، وَأَقْوَمُ قِيلًا : أقرب إلى تحصيل المراد من القرآن ؛ ففي الليل تقل الشواغل ويقل لغط الناس ، وذلك أجمع للقلب وأفضل للتلاوة وتفهم معانى القرآن وتدبره وتعقله .ولذلك قال :
إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) :أي تردداً فى مشاغلك ، وتصرفاً في حوائجك ومعاشك فالأفضل الصلاة بالليل ، وهذا حين كانت صلاة الليل فريضة ، ثم خفف الله عن نبيه وأمته ووضعها عنهم فقال : {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا}

وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) :أي أكثر من ذكر ربك ليلاً ونهاراً وأخلص له وتفرغ لعبادته والإنابة إليه ، وقيل : تفرغ لعبادته متى انتهيت من مشاغل دنياك كقوله تعالى : {فإذا فرغت فانصب} ، ولا تعارض بين القولين .

رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)بما أنه وحده سبحانه الرب المالك المتصرف في المشارق والمغارب كلها وما فيها من مخلوقات ، وأنه وحده الإله المستحق للعبادة ، والمستحِقُّ أنْ يُخَصَّ ويفرد بالْمَحَبَّةِ والتعظيمِ والإجلالِ والتكريمِ ؛ فلابد من افراده وحده بالتوكل والقيام بتدبير أمورك كلها .


ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في معنى قوله تعالى: {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)} الجن.
يختلف معنى { رهقًا} حسب المراد من مرجع واو الضمير فى (زادوهم ) على أقوال :
أولاً : عندما يكون المراد بمرجع واو الضمير ( الإنس ) :
أي زاد الإنس الجن (رهقا )أي : طُغياناً وتَكَبُّراً وجرأة لَمَّا رَأَوُا الإنسَ يَعبُدُونَهم ويَستعِيذُونَ بهم ......ذكره ابن كثير عن إبراهيم كما ذكره السعدى .
ثانيا : المراد بمرجع الضمير؛ ( الجن ) :فيها قولان في معنى (رهقاً) :
القول الأول : خوفًا وإرهابًا وذعرًا وبلاءً وضعفاً ، حتى يبقوا أكثر مخافة منهم وأكثر تعوذاً بهم .... حاصل ما ذكره السدى وعكرمة وزيد ابن أسلم وذكره عنهم ابن كثير واستدل بما رواه ابن أبي حاتمٍ: عن عكرمة قال: كان الجنّ يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو أشدّ، وكان الإنس إذا نزلوا واديًا هرب الجنّ، فيقول سيّد القوم: نعوذ بسيّد أهل هذا الوادي.
فقال الجنّ: نراهم يفرقون منّا كما نفرق منهم. فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون، فذلك قول اللّه: {وأنّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجنّ فزادوهم رهقًا}..كما ذكر هذا القول السعدى والأشقر واستدلّا بأن العرَبُ كانوا إذا نَزَلَ الرجُلُ بِوَادٍ قالَ: أَعوذُ بسَيِّدِ هذا الوادِي مِن شَرِّ سُفهاءِ قَوْمِه. فيَبِيتُ في جِوَارِه حتى يُصْبِحَ. .
القول الثانى : إثماً وطغيانً وكفراً ....حاصل ما روى ابن عباس وقتادة ومجاهد وذكره عنهم ابن كثير كما ذكره الأشقر .
ولا تعارض بين الأقوال جميعاً فالمعنى يحتملها كلها .والله أعلم

ج: بيّن مناسبة الأمر بالاستغفار بعد فعل الصالحات.

أمر الله تبارك وتعالى بالاستغفار بعد فعل الصالحات لجبر النقص الوارد فيها ، ففعل العبد للطاعات والعبادات إما أن يتقاعس عنه بالكلية وإما أن يفعله على وجه النقص والتقصير ، ومهما بلغ العبد من الاحسان في العبادة فلن يوفى حق الله عليه فيها ، ولن تليق بالملك الغنى الذى يتغمده بالنعم والعطايا ، فالاستغفار عن ذلك يجلب مغفرة الرب ورحمته وعفوه ، ويرقع ما نقص من العبادات.

د: استدلّ مما درست على حفظ الوحي.
قال تعالى : وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9)
فالله تبارك وتعالى حفظ الوحى من استراق سمع الجن حتى لا يلقوه إلى الكهنة ويتلبس على المسلم من الصادق ومن الكاذب وذلك من كمال رحمة الله عز وجل بعباده .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 02:17 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

📚مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.

🔦السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
🔶 الفوائد السلوكية من الآيات :
1- القلب السليم الخالي من الشهوات و الشبهات سريع الاستجابة لكلام الله تعالى ، فيؤمن به و يصدقه و ينقاد له
2- إن الإنصات لسماع آيات القرآن الكريم مع حضور قلب أكبر معين في تدبر معانيه و فهمها و وصول حقائقها إلى القلوب
3- إلى كل من يريد السعادة و إلى كل من يريد مصلحته في دينه و دنياه و آخرته ؛ عليك بالقرآن
الكريم قراءة و فهمًا و عملاً
3- الجن سمعوا كلام الله تعالى و لم يكتفوا بالسماع
ففيه تنبيه على أن أثر القرآن يكون بالعمل به .
4- إن مجرد سماع الجن للقرآن كان كافيًا لهدايتهم ، فعلى الدعاة الحرص على إيصاله للناس و إسماعهم كلام ربّهم ، فلا تخلو المحاضرات و الدروس من آيات القرآن الكريم .
◀الآيات : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجبا * يهدي إلى الرشد ..}

1- إن الإيمان الصحيح هو الإيمان الجامع بين أعمال الخير و بين التقوى المتضمنة لترك الشر
2- الإيمان لوحده لا يكفي إذا لم يصاحبه عدم الشرك بالله تعالى
3- إن أعظم ما في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، بل و جميع الأنبياء توحيد الله و خلع الشرك و أهله ، فإن معرفة ذلك تبين لنا أهمية التوحيد و خطر الشرك فنحرص على تعلم التوحيد و مايضاده أشد حرص .
4- إن خير مرشد للإيمان الصحيح و توابعه هو إرشادات القرآن و ما اشتمل عليه من المصالح و الفوائد و اجتناب المضار
◀الآية : { يهدي إلى الرشد فآمنا به و لن نشرك بربنا أحدا}
1- إن استشعار العبد لعظمة الله و كمال صفاته و غناه عن أي أحد حتى الصاحبة و الولد ، يورث تعظيمه في القلوب و التعلق به و محبته و التزام شرعه و رجاء رضاه و محبته و عظيم ثوابه
2- الجن لما سمعوا القرآن آمنوا و تأثروا به ، فأعلنوا ذلك غير خائفين و لا مترددين ، فعلى من آمن بالله ووحده أن لا يخاف من الدعوة إلى الله و توحيده
◀{ و أنه تعالى جدّ ربنا ما اتّخذ صاحبة و لا ولدا *
و أنه كان يقول سفيهنا على الله شططا}
3- إن ما جعلهم ينقادون لسفهائهم أنهم كانوا يحسبون أنه لن يجتريء أحد الكذب على الله
فبينوا سبب انقيادهم لسفهائهم ، فعلى العبد أن لا ينغر بكل دعوى أو لكل داعٍ خاصة في عصرنا
حتى يتبين و يتأكد أنه موافق للحق الذي عليه الكتاب و السنة .
{ و أنه كان يقول سفيهنا على الله شططا}
🔸والله أعلم 🔸

🔦السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية.
المجموعة الأولى:
أ: فسّر قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
بسم الله الرحمن الرحيم
لما نزل قوله تعالى : { عليها تسعةَ عشر} قال أبو جهل : يا معشر قريش أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر ؟ أفيعجز كل مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ، ثم يخرجون من النار ؟
-و قيل إن أبا الأشدين -و اسمه : كَلَدَة بن أسيد ابن خلف- قال : يامعشر قريش ، اكفوني منهم اثنين و أنا أكفيكم سبعة عشر ، و كان معروفًا بالقوة
فنزلت { و ما جعلنا أصحٰب النّار إلا ملائكة}
أي خزانها لشدتهم و قوتهم و غلظهم ، فمن يطيق الملائكة و من يغلبهم ، و هم أقوم خلق الله بحقّه و الغضب له ، و أشدهم بأسًا ، و أقواهم بطشًا
{ و ما جعلنا عدّتهم إلا فتنةً للذين كفروا }
يحتمل أن المراد :* إلا لعذابهم و عقابهم في الآخرة ، و لزيادة نكالهم فيها ،و العذاب يسمى فتنة ، كما قال تعالى : { يومَ همْ على النّارِ يفتنون}
و يحتمل أن المراد : * أنا ما أخبرناكم بعدتهم أنهم تسعةَ عشرَ اختبارًا منا للناس لنعلم من يصدق و من يكذب ، و يدل على هذا ما ذكره بعده في قوله :
{ ليستيقن الّذين أُوتُوا الكتٰب و يزداد الّذين آمنوا إيمٰنًا } فإن أهل الكتاب من اليهود و النصارى ، إذا وافق ما عندهم في كتبهم و طابقه بأنّ عدة خزنة جهنم تسعة عشر ، ازداد يقينهم بالحق ، و علموا أن الرسول حق؛ فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله .
و المؤمنون كلما أنزل الله آية ، فآمنوا بها و صدقوا ازداد إيمانهم ، و أيضاً يزيد بما يشهدون من صدق إخبار نبيّهم محمد عليه الصلاة و السلام من موافقة أهل الكتاب لهم .
{ ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتٰب و المؤمنون }
أي حتى لا يقعوا في ريب و شك فهؤلاء و هؤلاء سيجدون في عدد الحراس ما يدعو بعضهم إلى اليقين و بعضهم إلى زيادة الإيمان ، فتثبت الحقيقة في قلوبهم و لا يرتابون بعدها فيما يأتيهم من عند الله ، فهذه مقاصد جليلة يعتني بها أولو الألباب ، و هي السعي في اليقين ، و زيادة الإيمان في كل وقت ، و في كل مسألة من مسائل الدين .
{ و ليقول الّذين في قلوبهم مرض } أي من المنافقين
{ و الكفروم ماذا أراد الله بهذا مثلا } من أهل مكة و غيرهم ؛ يقولون على وجه الحيرة و الشك ، و الكفر منهم بآيات الله ؛ أي شيء أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل ؟
و هذا و ذاك من هداية الله لمن يهديه ، و إضلاله لمن يضل قال :{ كذلك يضلّ الله من يشاء و يهدي من يشاء} فمن هداه الله ، جعل ما أنزله على وسوله رحمة في حقّه ، و زيادة في إيمانه و دينه
و من أضله ، جعل ما أنزله على رسوله زيادة شقاء عليه و حيرة ، و ظلمه في حقّه
و الواجب : تلقي ما أخبر الله به رسوله بالتسليم ، فإنه { لا يعلم جنود ربّك إلا هو } و خزنة النار و إن كانوا تسعة عشر فلهم من الأعوان و الجنود من الملائكة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه ، فإذا كنتم جاهلين بجنوده ، و أخبركم العليم الخبير بها ، فصدقوا خبره من غير شك و ارتياب
{ و ما هي إلا ذكرى للبشر } أي : و ما سقر و ما ذكر من عدد خزنتها إلا تذكرة و موعظة للعالم ، ليعلموا كمال قدرة الله و عدم احتياجه للأعوان و الأنصار ،
فيتذكروا ما ينفعهم فيفعلوه ، و ما يضرهم فيتركوه.

🔶ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
1- نزلت في المساجد التي هي أعظم محال العبادة .قاله عكرمة: نزلت في المساجد كلها
قال قتادة : كانت اليهود و النصارى إذا دخلوا كنائسهم و بيعهم ، أشركوا بالله ، فأمر الله نبيّه صلى الله عليه و سلم أن يوحدوه وحده.
قال ابن عباس : لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ، و مسجد إيليا: بيت المقدس .
و يتضمن قول السعدي و الأشقر
2- المساجد كل البقاع ، لأن الأرض كلها مسجد ... قاله الأشقر
3- نزلت في أعضاء السجود ، أي : هي لله فلا تسجدوا بها لغيره . و ذكروا حديث النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة - و أشار بيده إلى أنفه - و اليدين و الركبتين و أطراف القدمين )) رواه البخاري و مسلم
🌟الراجح و الله أعلم : المراد المساجد المعدة لعبادة الله تعالى و هو ما ذكره المفسرون الثلاث و عليه أكثر المفسرين
و ممكن الجمع بين الأقوال و الله أعلم و حمل الآية عليهم : لا تدعوا غير الله ، و لا تسجدوا لغير الله
و خاصة في المساجد التي لم تبن إلا لإفراد الله بالعبودية ، و كذلك لا يدعى غير الله و لا يسجد لغيره
في سائر البقاع ( اجتهاد و الله أعلم هل يصح الجمع )

🔶ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
المقصود به : الخالص لوجه الله ، من نيةٍ صادقة ، و تثبيتًا من النفس ، و مال طيب ، و يدخل في هذا ، الصدقة الواجبة و المستحبة .

🔶د: بيّن بالدليل حكم قيام الليل.
سنة مؤكدة ، و ليس فرضًا
قال تعالى : { علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن } أي : قوموا من الليل ما تيسر
وجه الدلالة :
إن الله تعالى علم أنكم لن تطيقوا قيام الليل { فتاب عليكم } أي فعاد عليكم بالعفو ، و رخص لكم ترك القيام ، إذا عجزتم .
فرجع بكم من التثقيل إلى التخفيف ، و من العسر إلى اليسر. فاقرؤوا ما خفّ عليكم و تيسر لكم منه من غير أن توقّتوا وقتًا
و هذه الآية نسخت وجوب قيام الليل عن الأمة .

✨_ و الحسن البصري -رحمه الله -كان يراه حقًّا واجبًا على حملة القرآن أن يقوموا و لو بشيء منه في الليل ؛ و لهذا جاء في الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن رجل نام حتى أصبح ، فقال :(( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ))
فقيل : نام عن المكتوبة
و قيل : عن قيام الليل
* و في السنن :(( أوتروا يا أهل القرآن))
و في حديث آخر :(( من لم يوتر فليس منا ))

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 03:33 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميعالطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قولهتعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُتَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
1) الانتفاع بالقرآن و أثره يكون بالاستماع و الإنصات إليه
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)
2) الدعوة إلى الله بالقرآنلفَصاحتِه وبَلاغتِه و مَوَاعِظِه و بَرَكَتِه
(إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)
3) أهمية اللجوء للقرآن لتحقيق مصالح الدنيا و الآخرة و معرفة الحق و الصواب
(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ )
4) شهود الله و جلاله و عظمته وأمره وقدرته يورث الإيمان فلايَنْسِبَ إلى اللهِ الصاحبةَ والولَدَ(وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) )
5) الحذر من السَفَهُ وضعْفُ العَقْلِ الذر يحمل غلى الظلم و تعدى الحدود
(وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) )
المجموعةالثانية:
أ: فسّرقوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّادُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَاللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَاالْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَارَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْأَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوالِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
تفسير قولهتعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَقِدَدًا (11) )
يقول مخبرًا عن الجنّ: أنّهم قالوا مخبرين عن أنفسهممنّا المؤمن ومنّا الكافر.و منا طرائق متعدّدةً مختلفةً وآراء متفرّقةً وأهواءً متَبايِنَةً
وقالَ سعيدٌ: كانوا مُسلمينَويَهوداً ونَصارى ومَجوساً
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِيالْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )
وأَنَّا في وَقْتِنا الآنَ تَبَيَّنَ لنا كَمالُ قُدرةِ اللَّهِ وكمالُ عَجْزِنا، وأنَّ نَوَاصِيَنا بِيَدِ اللَّهِ فعلمنا أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ علينا و لن نَفوتَه إنْ أَرادَ بِنا أمْرًا ولو أمعنّا في الهربوسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه، لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه ،فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِفَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )
يقولون مفتخرين لَمَّا سَمِعْنَا القرآنَصَدَّقْنَا أنه مِن عندِاللهِ، ولم نُكَذِّبْ به كما كَذَّبَتْ به كَفَرَةُ الإنس فَمَن يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فلا يخاف لا نَقْصاً من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته ولا طُغياناً ولا أَذًى يَلْحَقُه. فإذا سَلِمَ مِن الشرِّ حَصَلَ له الخيرُ
تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّاالْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )
و أنا منّا المسلم ومنّا القاسط الجائر الذى حاد عن الصراطِ المستقيمِ و الحقّ النّاكب عنه
فالذين قَصَدُوا طريقَ الحقِّ والخيرِ واجْتَهَدوا في البحْثِ عنه و طلبوا لأنفسهم النّجاة حتى وُفِّقُوا له الْمُوَصِّلَ لهم إلى الجَنَّةِونَعِيمِها فأَصَابُوا طريقَ الرَّشَدِ
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَحَطَبًا (15) )
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فلهم وقودًا تسعّر بهمكما تُوقَدُ بكَفَرَةِ الإنسِ وذلك جزاءٌ على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِناللَّهِ لهم

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قولهتعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
1) لو استقامَ الجنُّ أو الإنسُ أو كلاهما طريقةِ الإسلامِ بالطاعة و اتباع الحقوعدلوا إليها واستمرّوا عليهالآتَيْنَاهم خَيْراً كَثيراً بسعة الرّزق ولم يَمْنَعْهُم ذلك إلاَّ ظُلْمُهم وعُدوانُهم
قاله العوفيّ و مجاهدٌ و سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ و قتادة ك س ش
الدليل
· قوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهملأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66]
· قوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنواواتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض}
· و يأييده ما تليها من آية قوله: {لنفتنهم فيه})أي: لنختبرهم ولنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية.
· قال مقاتلٌ: فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين.

2) لو استقامالجنُّ أو الإنسُ أو كلاهما على الطّريقة الضّلالة لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا
رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسانك
الدليل
· قوله: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44]
· قوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
· و يأييده ما تليها من آية قوله: {لنفتنهم فيه}).

ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيامالليل.
· حتى يُتَهَيَّأَ له ويُرَتَّلَ ويُتَفَكَّرَ فيما يَشْتَمِلُ منفَرائضُه وحُدودُه، وحَلالُه وحَرامُه
· لأنّ قيام اللّيل هو أشدّ مواطأةً بين القلب واللّسان،
· لأن وقت الليل أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهّمها من قيام النّهار؛ لأنّه وقت انتشار النّاس ولغط الأصوات وأوقات المعاش.
· لأن وقت الليل يتحقق فيه الفراغ التام فى حين ينشغل بالنهار بقضاء الحوائج و المعاش
· لأن وقت الليل أَثْبَتُ قِراءةً، لحضورِ القلْبِ فيها، وأشَدُّ استقامةً؛ لأنَّ الأصواتَ فيها هادئةٌ والدنيا ساكنةٌ
· حتى ينقطعَ إلى اللَّهِ بانفصالُ القلْبِ عن الخلائقِ و مخالطة الناس
· ليكون عوناً له فى تحمل الثقيلِ مِن الأعمالِ من الصَّبْرِ على ما يقولُ فيه المعانِدونَ له ويَسُبُّونَه ويَسُبُّونَ ما جاءَ به، وأنْ يَمْضِيَ على أمْرِ اللَّهِ، لا يَصُدُّه عنه صادٌّ، ولا يَرُدُّه رادٌّ، وأنْ يَهْجُرَهم هَجْراً جَميلاً

د: استدلّ ممادرست على خطر رفقة السوء.
ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
فقد صرفه رفقة السوء من أبو جهل و أصحابه عن الحقّ،فبعد أن علم الحق فكان يقول: فواللّه ما هو بشعرٍ ولا بسحرٍ ولا بهذي من الجنون، وإنّ قوله لمن كلام اللّه .
رجع عن قوله مستكبرًا عن الانقياد للقرآن و قالَ: ليس هذا القرآنُ إلا سِحْراً يَنْقُلُه محمَّدٌ عن غيرِه ويَرْوِيهِ عنه ليس بكلام اللّه

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 06:35 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الثانية

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
-الحث على .الاستماع الحسن للقران؛ لأننا إذا استمعنا للقران سماع المتدبر كان سبباً لهدايتنا وإيماننا وعدم إشراكنا
- عجائب للقران لا تنتهي.فعلى الطالب أن يجتهد في استخراج عجائبه
-الإيمان بوجود الجن وهم مخلوقون لعبادة الله؛ وأن منهم مسلمون؛
وأنهم لا يعلمون الغيب وأنهم كالأنس في التكليف.
- الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الجن كما أرسل إلى الإنس
-القرآن كتاب رشد وهداية لجميع الناس متى ما استرشدوا به
"
يهدي إلى الرشد فآمنا به " من اتبع نور القرآن هداه إلى طريق الحق فلا يضل ولا يشقى.........من أراد الهداية فعليه بالقرآن
- من رام تحقيق الإيمان والتوحيد الله عزوجل و البعد عن الشرك؛ وتعظيم الله وتمجيده فليكثر من تلاوة القران وسماعه وتدبره
- الحذر من مخالطة السفهاء فإنهم يضلون عباد الله عن الطريق المستقيم.
-الاهتمام بجمالياته وبلاغاته وأسراره لأنها من الوسائل التي تقرب الناس وتحببهم بالقرآن ﴿فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا﴾
-) الحرص على دعوة الغير إلى الإيمان بالله تعالى ونبذ الشرك ..
- كثرة حدوث الكذب على الله من السفهاء فليكن الداعي إلى الله تعالى على بينة من أمرهم و ليحذر منهم
- الحذر من تقليد الأعمى دون بينة ولا برهان.خاصة ما يتعلق بالعقائد { وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}
- الرد على النصارى على لسان الجن ؛ وبيان فساد عقيدتهم
-
-
المجموعة الثانية:
أ: فسّرقوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) }
يخبر الجن عن أنفسهم ؛أن منهم الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ أي مؤمنين. ومنهم غير ذلك ؛ أي فُسَّاقٌ وفُجَّارٌ وكُفَّارٌ،وأنهم كانوا جماعات مُتَنَوِّعَةً وأهواءً متَفَرِّقَةًوفِرَقاًشتى، فمنا المؤمن والفاسق والكافر كما هي الحال في الإنس.
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)}
أي وأنا علمنا أن لن نعجز الله في الأرض أينما كنا في أقطارها، ولن نعجزه هربا إن طلبنا، فلا نفوته بحال.فتبين لنا أن الله قادر علينا حيث كنا، فمهما اجتهدنا في الحصول على أسباب الفرار و
والخروجِ عن قُدرتِه، ؛فلا نفوته هربا . .لا مَلجأَ منه إلاَّ إليه
{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}
وأنا لما سمعنا القرآن الذي يهدى إلى الطريق المستقيم صدقنا به وأقررنا بأنه من عند الله، ومن يصدق بالله وبما أنزله على رسله فلا يخاف نقصا من حسناته، ولا ذنبا يحمل عليه من سيئات غيره
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) }
أي وأنا منا المسلمون المنقادون لأمر الله تعالى المؤمنون الذين أطاعوا الله وأخبتوا إليه وعملوا صالح الأعمال، ومنا الجائِرُونَ العادِلُونَ عن الصراطِ المستقيمِوهو الإيمان بالله وطاعته.
ومن آمن بالله وأطاعه فقد سلك وأصاب الطريق الموصل إلى السعادة و جنات النعيم ؛ وقصد ما ينجيه من العذاب.
{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} .
و أما الجائرون العادلون عن الإيمان بالله والطريق المستقيم فقد كانوا حطبا لجهنم توقد بهمو تسعّر بهم؛ وذلك جزاءٌ على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم)

ب:اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى
:{وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
اختلف المفسّرون في معنى الآية؛ وذلك لاختلافهم في المراد بالطريقة على قولين؛
1- الطريقة هي الطريقة المثلي وهي طريقة الإسلام و طريقة الهدى وطريق الحق
وهو قول ابن عباس ومجاهد سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وعطاء و السدي و محمد بن كعب القرظي وقتادة. ذكره ذلك ابن كثير عنه وهو قول السعدي والأشقر
والمعنى
ولو استقام القاسطون على الطريقة الإسلام و طريقة الهدى فعدلوا إليها واستمروا عليها؛ لآتَيْنَاهم مَّاءً كثيرًا.و خَيْراً كَثيراً واسِعاً وإنما عبر عن الخير بالماء ؛ لأن الخير كله يكون بالمطر ، فأقيم مقامه إِذ كان سببه { لِنَفْتِنَهم } أي : لنختبرَهم { فيه } فننظر ما هو فاعلون ؛ هل يشكرون نعمة الله تعالى و يصرفونها في مراضيه ؛ أم أنهم يحصل لهم طغيان و منع لحقها { إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى }
وهذا كقوله تعالى :{ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] .
وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] .
.
2- الطريقة : هي الضلالة
والمعنى لو استمروا على الضلالة لأوسعنا عليهم في الرزق
و لأكثرنا لهم المال عقوبة واستدارجاً..
وهو قول أبي مجلز لاحق بن حميد...ذكره ابن كثير
وهو كقوله تعالى{فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44]
وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
قال ابن كثير و هذا القول له تأييد واتجاه لقوله تعالى بعده ( لنفتنهم فيه )
ذكر ابن كثير القولين ولم يرجح بينهما
والذي يظهر أن القولين تحتملهما الآية و يصح تفسير الآية بهما؛ وخاصة أنه يوجد من النصوص ما يؤيد المعنيين.

ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
بين الله عزوجل الحكمة من الأمر بالصلاة بعد النوم بقوله تعالى :{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا }.
ومعنى ذلك أن:
- في الليل تتوقف الحركة و يسكن الناس فيه ؛ ويفرغون من أشغالهم؛ فيكون فيه القلب والذهن فارغا؛ فكان وقت الليل من أفضل وقات العبادة؛ وأنسبها لأن يقوم العبد و يصلى فيناجى ربه . لأنه أقرب في حصول المقصود وهو المواطأة بين القلب واللّسان.
- فقيام الليل بعد النوم أدعى لتدبر القران والانتفاع به و تفهمه لحضور القلب والفراغ من الشواغل
- -كما أن صلاة الليل أعونُ على تذكّر القرآن ، و السلامة من النسيان .
- كما أن قيام الليل يسكب في القلب أنساً قد لا يجده في صلاة النهار
-. - من الأمور التي تساعد على تحمل أعباء الدعوة قيام الليل و قراءة القران فيه ؛
لذلك لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل بقوله {"يأيها المزمل قم الليل إلا قليلا}.... أخبره أنه سيلقى عليه قولا ثقيلا..
كما أن الأذى الذي يلقاه الداعية في طريقه لن يلطفه ويهونه شيء مثل مناجاة الرب بالقرآن في جوف الليل
.
د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.
قوله تعالى :{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ}
والمعنى أنهم أخبروا أن سبب مصيرهم إلى النار هو أنهم كانوا يخالطون أهل الباطل في باطلهم .
فكان مخالطة أهل السوء سبب للهلاك وحصول العذاب.


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 12:04 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن،والمزمل،والمدثر.

السؤال الأول: (عامّ لجميعالطلاب(
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قولهتعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُتَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.


· القرآن الكريم، كلام الله، ومعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بلغه نبيه صلى الله عليه وسلم للجن كما بلغه للأنس، فلنسعى لتبليغه أحسن بلاغ، قدوتنا في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. دلالة ذلك قول الله تعالى:(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا)
· القرآن العظيم أودعه الله عز وجل حِكَما وهدايات ومواعظ، فمن هدي إليها فقد هدي إلى صراط مستقيم، فلنستمع إليه سماعا تعيه قلوبنا قبل أسماعنا حتى نظفر بهداياته، ونعمل بها، فنفوز برضوان جل وعلا. دلالة ذلك قول الله تعالى:(يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).
· أعظم ما جاء به القرآن وأصل الدين، توحيد الله عز وجل، والنهي عن الشرك بالله، لا سيما ما حوته آياته من بيان لعظيم قدرته ورحمته وكرمه وفضله ولطفه، تجعل المؤمن موحدا لله مخلصا له في جميع أموره، فلنلتزم بهدي القرآن ونعمل بآياته ونقف عند حدوده. فإن في ذلك نجاة المؤمن وفلاحه. دلالة ذلك قول الله تعالى:( يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا).
· في استجابة الجن وخضوعهم وإيمانهم بالخالق العظيم، وثنائهم وتعظيمهم له سبحانه، تجعل المؤمن يبحث عن أثر القرآن فيه، ومدى استجابته والتزامه لما جاء به القرآن، فإن كان محسنا يستمر في إحسانه ويزداد، وإن كان غير ذلك فيسعى لفلاح نفسه ونجاتها، فإن إهمالها يعرض النفس لغضب الله وأليم عقابه. دلالة ذلك قول الله تعالى:(وَأَنَّهُتَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا).
· أن في القرآن فصل لما يكون من اختلاف بين الناس، وقد سماه الله فرقان، وسماه نورا، فعلى المؤمن أن يرجع لحكم القرآن وبيانه فيما أشكل عليه من أمور دينه ودنياه، ويسأل الله عزوجل أن يرزقه فهم كتابه، فإن في فهم القرآن والعمل به صلاح الدنيا والآخرة. دلالة ذلك قول الله تعالى:(وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا*وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا).
· حجج القرآن وهداياته وأحكامه، تبين للمؤمن الحق، وتملأ القلب إيمان ويقينا بصدق ما جاءت به آياته، وتعطي المؤمن قوة وحجة في مقابلة الباطل، فتجعل من المؤمن قويا في كل أموره. دلالة ذلك قول الله:(وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا* وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا).

السؤال الثاني:
المجموعة الأولى:

أ: فسّر قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
أ:سبب نزول الآية:
*نزلت هذه الآية ردا على المشركين حين ذكر عدد الملائكة، في قوله تعالى:(عليها تسعة عشر). قال أبو جهل: يا معشر قريش، أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد فتغلبونهم؟ فقال الله تعالى:(وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة)، وقيل: أن أبا الأشدين-واسمه كليد بن أسيد بن خلف- قال: يا معشر قريش، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر، وقد كان معجبا بقوته. ذكره ابن كثير.
*وذكر الأشقر: أنه لما نزل قوله تعالى:(عليها تسعة عشر)، قال أبو جهل: أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر؟ أفيعجز كل مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار؟ فنزلت: (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة..)
التفسير:
قال تعالى:(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً..) يخبر تعالى عن أصحاب النار وهم خزنتها من الملائكة الذين يقومون على أمرها، فلا يُقاومون ولا يغالبون، وذلك لما في خلقهم من الشدة والغلظة، (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا ....) وما ذكرنا ذلك العدد في الآيات السابقة وهو إشارة لقوله تعالى:(عليها تسعة عشر) إلا اختبار وامتحانا للناس، لنعلم من تزيده إيمانا، ومن تكون سببا في ضلاله وزيادة كفره، فيشتد غضب الله عليه ويورد نفسه العذاب والهلاك يوم القيامة، (‏لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ...) فأهل الكتاب، وهم أصحاب الكتب السماوية من اليهود والنصارى فيعلمون علما يقينا تطمئن به قلوبهم أن هذا الرسول حق وما جاء به من القرآن حق لأنه موافقا ومطابقا لما عندهم في كتبهم، (وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا ...)لمارأوا من تصديق أهل الكتاب بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فازداد يقينا وصدقا بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، (وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ...) فإن في ذكر هذه الموافقة والمطابقة بين الكتب السماوية تزيل من قلوب أهل والمؤمنين الشك والريب في أي أمر من أمور الدين، وتملأ قلوبهم يقينا وصدقا وطمأنينة بما أن عليه هو الحق، فيكون الدين قويا في قلوبهم، ويقومون به أحسن قيام، طاعة وعبادة وامتثالا ودعوة، (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا...)وأما المنافقين الذين في قلوبهم شك وريبة وحيرة، والكافرون الذين خلت قلوبهم من الإيمان يستنكرون ما ذكر من العدد، ويستغربون منه متسائلين عن حكمة الله في ذلك، وقد رد الله عز وجل بقوله:(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ....) فإن في ذكر ذلك هداية لمن يريد الله هدايتهم فيزداد إيمانهم ويعظم يقينهم وتطمئن قلوبهم، وضلالا وبعدا لمن يريد الله ضلالهم من المنافقين والكافرين فيعتريهم الشك والحيرة ويزداد كفرهم وعصيانهم فيكون سببا في عذابهم وعقابهم في الآخرة وهو سبحانه له الحكمة البالغة يهدي من يشاء بكرمه وفضله، ويضل من يشاء بعدله وحكمته، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ....)جنود الله من ملائكة النار الذين ذكر عددهم أو غيرهم من ملائكة الله فإنه لا يعلم بعددهم إلا هو سبحانه، وقد اختص نفسه بعلمه بهم،فالواجب عليكم الإيمان والتسليم في ذلك، (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ) وما ذكر من أمر النار وعدد خزنتها تذكرة لكم، لتعملوا ما يبعدكم عنها من طاعته والتزام ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعرض عن هدى ربه ولم يتذكر ويتعظ أورد نفسه موارد الهلاك، وعرضها لسخط الله، فيدخل النار ويقاسي حرها ولا ناصر له ولا منجى له منها.
ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قولهتعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَاللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ج: فيها أقوال:
الأول: أن المراد بذلك: المساجد التي هي محال العبادة. ذكره ابن كثير والسعدي.
وإن لم يكن وقت نزول الآية إلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى. كما قال ابن عباس: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام، ومسجد إيليا ببيت المقدس. ذكر ذلك ابن كثير.
الثاني: أن المراد الأرض كلها مسجد، وليس مختصة بالمساجد، فحيثما صلى الإنسان بعيدا عن الناس فهو مسجد. مفهوم من كلام ابن كثير والأشقر.
لقوله عليه الصلاة والسلام:(صلوا، ولا تخالطوا الناس).
الثالث: أن المراد أعضاء السجود، قاله سعيد بن جبير. ذكره ابن كثير.
وقد جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة – أشار بيده إلى أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين).

ج: ما المقصود بالقرضالحسن؟
الأول: الصدقات. ذكره ابن كثير.
الثاني: هو كل ما كان خالصا لوجه الله، سواء كان نية صادقة وتثبيت النفس وصبرها على طاعة الله ومال طيب ينفق في سيبل الله، ويدخل فيها الصدقات، سواء في ذلك الواجبة والمساحة. ذكره السعدي.
الثالث: هو إنفاق الأموال في سبيل الخير إنفاقا حسنا، سواء كان الإنفاق مما افترض عليه مثل النفقة على الأهل أو الزكاة الواجبة، أو كان ذلك من المستحبات فينفق في الجهاد رفعا لراية الدين وإعلاء لكلمة الحق. ذكره الأشقر.
وقول السعدي أعم وأشمل.

د: بيّن بالدليل حكم قيامالليل.
د: قال الله تعالى:(يأيها المزمل* قم الليل إلا قليلا) في هذه الآية أمر للنبي صلى الله عليه بقيام الليل، أي: قم للصلاة في الليل، وصلِ الليل كله إلا يسيرا منه، والأمر هنا للوجوب. وقد جاء في الحديث الصحيح، عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة رضي الله عنها، انبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: أليست تقرأ هذه السورة (يا أيها المزمل)؟ قلت: بلى. فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا، حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء أثنى عشر شهرا، ثم أنزل الله التخفيف في خاتمة هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فرضه.
وقال ابن عباس، في قوله تعالى:(يا أيها المزمل* قم الليل إلا قليلا* نصفه أو انقص منه قليلا* أو زد عليه وتل القرآن ترتيلا).
*فدل الأمر على وجوب قيام الليل في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وأمته، ودوام ذلك والحرص عليه، إذ أن الخطاب للنبي صلى عليه وسلم خطابا لأمته، وهو الأصل ما لم يكن هناك تخصيص. وأيضا لما جاء في حديث عائشة المتقدم. وهو حاصل قول المفسرين الثلاثة- ابن كثير والسعدي والأشقر-.

--------------------------------------------
وما جاء في آخر هذه السورة من قوله تعالى:(إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك....) إلى آخر الآية.
فإن في هذه الآية قولان:
1/ نسخ لما جاء في أول السورة من وجوب القيام والمداومة عليه، وقد جاء عن ابن كثير: الفرض الذي أوجبه عليكم من قيام الليل والمواظبة عليه، فإن فيه مشقة فقوموا ما تيسر لكم من غير تحديد بوقت، وعبر بالقراءة في الآية وهو يريد الصلاة، قال تعالى:(فاقرؤوا ما تيسر منه) كما قال تعالى:(ولا تجهر بصلاتك) أي: بقراءتك. وكل ذلك من التخفيف على الأمة فقد علم سبحانه أنه سيكون من هذه الأمة أصحاب أعذار لا يطيقون قيام الليل والمداومة عليه.
وقال بذلك عدد من السلف فإن المصلي بالليل مأمور بالصلاة ما دام نشيطا فإذا فتر أو نعس أو كسل، فلا بأس بالتخفيف، واستدلوا له بقوله تعالى:(علم أن سيكون منكم مرضى). وأنكروا من نام الليل كله، خاصة حملة القرآن، لما جاءت به السنة ففي الحديث (أوتروا يا أهل القرآن)، وفي حديث آخر (من لم يوتر فليس منا).
وقد جاء أن أبا رجاء محمد، قال: قلته الحسن: يا أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه ولا يقوم به؟ قال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك، وكان الحسن البصري يقول في قوله تعالى:(فاقرؤوا ما تيسر من القرآن)، ولو خمس آيات -يقصد قيام الليل- فإن مذهب الحسن كان يرى أنه حقا واجبا على حملة القرآن قيام الليل ولو بشيء يسير. حاصل قول ابن كثير والسعدي.
2/أن هذه الآية نسخت وجوب قيام الليل بالكلية، فلأجل ما يعترض بعضهم من المسافر والمريض وغيرهم خفف على الأمة بترك الأمر بالصلاة ليلا من الوجوب إلى التطوع.
وجاءت أحاديث صحيحة صريحة، ومن ذلك، قول السائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل علي غيرها؟ يعني الصلوات الخمس، فقال:(لا، إلا أن تطوع). ذكره الأشقر.
والقول الثاني هو الراجح لدلالة الحديث الصحيح عليه والله أعلم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 01:37 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير جزء تبارك تفسير سور (الجن والمزمل والمدثر)




مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.



السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.


آية (1)/
- الحرص على تدبر القرآن، والرجوع في المشاكل الدنيوية أيضاً لشموله لمصالح الدين والدنيا.
- اليقين بكفاية القرآن في جميع الأمور وهدايته فيها للتي هي أقوم.
- مراجعة توحيدنا ومعتقدنا على ضوء القرآن والسنة وتصحيح الفاسد، لأن منها دى بالقرآن انتفى عنه الشرك، وخلص توحيده. وكل خلل في ذلك فهو راجع إلى عدم الاهتداء بالقرآن.
- الإنصات للقرآن لتتحقق الثمرة.

آية (2)/
- الاستهداء بالقرآن وفهم معانيه؛ لتعميق الإيمان.
- ترتيب الأولويات في التعلم والدعوة، وهي البدء بتوحيد الله وتخليصه، والحرص على تكميله وتحقيقه.

آية (3)/
- الحرص على معرفة الله بأسمائهم وصفاته، لنعظمه وننزهه.
- الحرص على العلم.

آية (4)/
- الرجوع للكتاب والسنة وسؤال الراسخين في العلم عند ورود الشبهات، وعدم الاستناد على قول السفهاء.

آية (5)/
- عدم الالتفات إلى الناس عند القول أو التفكير لئلا يؤدي ذلك إلى الانحراف عن الصواب.

-------------------



السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية.

المجموعة الثانية:
أ: فسّر قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.

يقول تعالى مخبرًا عن الجن: أنهم قالوا مخبرين عن أنفسهم:(وأنا منا) أي: كنا قبل استماع القرآن منا (الصالحون) الموصوفون بالصلاح، وقيل: المراد بهم المؤمنين (ومنا دون ذلك) أي: ومنا قوم غير ذلك، بل هم فساق وفجار وكفار (كنا طرائق قددًا) أي: فرقا وأهواءً وآراء متنوعة ومتباينة، قال سعيد: كانوا مسلمين ويهودا ونصارى ومجوسا. (وأنا) الآن (ظننا) أي: تبين لنا وعلمنا أنا (لن نعجز اللّه في الأرض) أي: لن نفوته إن أراد بنا أمرا (ولن نعجزه هربًا) ولو أمعنّا في الهروب وسعينا بأسباب الفرار، فلا خروج لنا عن قدرته، ولا ملجأ منه إلا إليه. (وأنا لما سمعنا الهدى) وهو القرآن، أثر في قلوبنا ف(آمنا به) صدقنا أنه من عند الله. يفتخرون بذلك؛ وحق لهم، ثم ذكروا ما أيقنوا به وهو أنه (من يؤمن بربه فلا يخاف بخسًا) أي:نقصا (ولا رهقا) عدوانا أو طغيانا يقع عليه. ومن سلم من الشر حصل له الخير. (وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون) الجائرونَ عن الحق، العادلون عن الصراط المستقيم (فمن أسلم فأولئك تحرّوا) اجتهدوا في البحث عن طريق الخير، وطلب النجاة حتى وفقوا له وأصابوه. (وأما القاسطون فكانوا لجهنّم حطبًا) أي: وقودًا تسعّر بهم النار؛ جزاء على أعمالهم.



ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.

اختلف المفسّرون في المراد ب (الطريقة) على قولين:
- أحدهما: حاصل ما قيل فيه:
أن المراد به الطريقة المثلى، وطريق الحق الذي هو الإسلام والإيمان.
وهو قول ابن عبّاس ومجاهد وقتادة والضّحّاك ومقاتل وذكره عنهم ابن كثير، وذكر ذلك السعدي والأشقر.
-وإذا استقام القاسطون، والباقي هم بالأصل صالحون مستقيمون؛ كان الجميع مستقيم على الطاعة والإيمان-
وجميع من قال بهذا القول -أو أكثرهم- قالوا في معنى (لنفتنهم فيه): نختبرهم ونبتليهم. أي: لنعلم كيف شكرهم على تلك النِّعَم، وليظهر الصادق من الكاذب، وهو كقوله تعالى: (ولو أنهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) وكقوله: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض) .

- والقول الثاني: أن المراد بالطريقة: الضلالة.
وهذا القول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان وذكره ابن كثير.

وقالوا في (لنفتنهم فيه): لنستدرجهم. كقوله: (فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون) وكقوله: (أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).


*وسببُ الاختلافِ: هو الاشتراكُ اللغويُّ.
ونوعُ الاختلافِ: اختلافُ تنوُّعٍ، وهو يرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى.
وكلا القولَيْن محتملانِ، والراجِحُ هو القولُ الأول بأنَّ الطريقةَ هي الدين؛ لأنه الأشهرُ في استعمالِ الطريقةِ في اللغةِ والقرآن.



ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.

لأن الصلاة بالليل أقرب إلى تحصيل المقصود من القرآن حيث يتواطأ عليه أثناء قراءته القلب و اللسان، وذلك لأن في الليل تقل الشواغل، وتهدأ الأصوات وتكون الدنيا ساكنة فيكون ذلك أجمع للتلاوة.


د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.

الآيات من سورة المدثر التي نزلت في الوليد بن المغيرة.
لأنه أيقن أنه كلام الله، وعدل عن ذلك إرضاء لأبي جهل وقومه، وهي من قوله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيدا) إلى قوله: ( لا تبقي ولا تذر)

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 05:39 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميعالطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُول َالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
1- على المؤمن أن يكثر من تلاوة القرآن وتدبره وتلاوته لينال من بركته وينتفع بمواعظه , وذلك يؤخذ من قول المفسرين في الآية (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا ) عجبا في مواعظه وعجبا في بركته.
2- على المؤمن أن يهتدي بهذا القرآن في أقواله وأفعاله لأنه يهدي لكل رشد وخير ونفع , ويدل على ذلك قوله تعالى (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا)
3- وكذلك يؤخذ من الآية (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) أن المؤمن لا يتخذ مع الله شريكا في عبادته ويخلص العبادة لله وحده .
4- وقوله تعالى : (وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ) يؤخذ منه أن العبد يحسن القول فلا يقول إلا الحق و مافيه خير ومصلحة ولا يشطط في قوله مجاوزا الحد فيه .
5- وقوله : (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) يؤخذ منه أن المؤمن لا يقول إلا الصدق ولا يكذب في قوله وفيه نهي عن الجرأة على الله .

المجموعة الأولى:
أ: فسّر قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
لما ذكر الله عدد الخزنة قال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكملواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فأنزل الله الآية .
قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً) يرد الله على الكفار المتعنتين أنه سبحانه جعل خزنة النار ملائكة شداد غلاظ لا يجاريهم أحد من البشر ولا يغلبهم منهم أحد .
وقوله : (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) أي ما ذكرنا عدد الخزنة إلا لحكمة منها أن يكون ابتلاء واختبار للكفار فيرى الله من يؤمن منهم ومن يكفر
وليزداد أهل الكتاب يقينا بصدق النبي صلى الله عليه وسلم لموافقته لما في كتبهم .
ويزداد إيمان المؤمنين لما يرون من صدق إخبار محمد صلى الله عليه وسلم
ولكيلا يبقى في قلوب أهل الكتاب والمؤمنين شك في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
وليقول المنافقين الذين في قلوبهم ريب وشك لماذا يذكر الله هذا العدد و ما لحكمة منه ؟
وقوله : (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ ) أي مثل هذا يختبر الله عباده فيهتدي ويوفق للحق أناس ويضل ويكفر آخرين .
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) أي لا يعلم جنود الله وأعوانه من الملائكة وغيرهم من خلقه ولا يحصي عددهم ولا يعلم بقوتهم أحد إلا الله وحده , فلا يظن ظان أنه ليس لله جنود سوى ما سلف ذكر عددهم كما ظن أهل الكفر من مشركي قريش .
(وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ) أي وما هذه الموعظة وما ذكر من شأن النار إلا ليتذكر الناس ويتعظوا بها ويعتبروا .

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قولهتعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَاللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ق1: المساجد كلها (و هي ما أعدّ لإقامة الصلاة من بناء ) , وفي وقت نزول الآية قصد بها المسجد الحرام ومسجد بيت المقدس ( إيليا) لأنه لم يكن على الأرض غيرها . قال به قتادة وعكرمة نقله ابن كثير, وذكره السعدي والأشقر .
ق2: أعضاء السجود فلا يسجد لله بها لغيره. وهو قول سعيد بن جبير نقله ابن كثير , واستدل له بحديث ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين").
ق3 : كل البقاع لأن الأرض كلها مسجد . نقله الأشقر.
لعله يمكننا الجمع بين الأقوال : أن كل البقاع وما يكون فيها من جميع المساجد يعبد الله فيها بهذه الأعضاء السبعة لله وحده فلا يجوز استعمالها في الشرك .
ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
أي الإنفاق الواجب والمستحب بنية خالصة ومال طيب .
د: بيّن بالدليل حكم قيامالليل.
كان في أول الأمر واجبا بقوله تعالى : (قم الليل إلا قليلا) وبقوله (ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا(
نسخ حكم الوجوب بقوله تعالى : )إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِوَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوامَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَىوَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِوَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُوَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًاوَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَخَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فصار سنة مؤكدة .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 06:05 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

يسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول:
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
الفوائد السلوكية :
- أن سماع القرآن سبب عظيم لتدبره والانتفاع به ووصول حقائقه للقلب ، فعلى من أراد الانتفاع بآياته أن يكثر من سماعه ويكرر سماعه مرة تلو المرة بقلب حاضر ومن يجرب هذا يجد فهما عميقا لآياته
وجه الدلالة :
انتفاع الجن بسماعهم لكلام الله في قوله {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
- أن من أراد السداد والنجاح والوصول إلى مصالح الدنيا والدين فعليه بتدبر القرآن فيجد فيه كل ماينفعه في أمر الدين والدنيا والقرآن يرشده للمصالح كلها.
وجه الدلالة :
يؤخذ من قوله (يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) والآية واضحة في هداية القرآن للرشد .
- أن تأمل معاني القرآن سبب لزيادة الأيمان بالله وتعظيمه ومعرفة جميل أسمائه وصفاته ،فكل من أراد أن يعرف الله ويعظمه فعليه بالقرآن
وجه الدلالة :
يؤخذ من قوله (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) فالجن قالوا مقالته هذه لما سمعوا القرآن فوقع في قلوبهم تعظيم الله
- أن فهم القرآن وتأمل معانيه سبب عظيم لرد الأقوال الباطلة ،وهنا قالت الجن (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)
وجه الدلالة :
فهم الجن لآيات القرآن كان سببا لرد هذا القول الباطل
- سرعة الرجوع إلى الحق عند تبين الباطل
وجه الدلالة :
أن الجن تركوا الشرك بالله لما تبين لهم الحق وكانوا يظنون من قبل أن الانس والجن لايكذبون فلما تبين لهم الحق وحدوا الله وتركوا الشرك به
(يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)}


المجموعة الثانية
السؤال الثاني:
أ: فسّر قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11)
يبين الله في الآيات أن الجن يخبرون عن أنفسهم بأن منهم الصالحون المسلمون ومنهم الكفار الفجار ، وهم طرائق قددا أيْ: جَماعاتٍ متَفَرِّقَةً، وأَصنافاً مُخْتَلِفَةً، وأهواءً متَبايِنَةً.
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12)
قالت الجن وأَنَّا علمنا أن قدرة الله حاكمة عليناوأَنَّا لن نعجزه في الهرب لكمال قدرته وعجزنا لن نستطيع الفرار والهروب منه
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)
يفتخر الجن بصفة حسنة امتازوا بها وهي أنهم لما سمعوا القرآن الهادي إلى الحق وإلى الصراط المستقيم وإلى مافيه الخير والفلاح صدقوا به وآمنوا ومما يرغب في الإقبال والإيمان بهذا الكتاب أن المؤمن لايخاف من ربه بخساًوالبَخْسُ النُّقصانُ، والرَّهَقُ العُدوانُ والطُّغيانُ فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته وبذلك يفوز بكل خير وينجو من الشر .
( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14)
يذكر الجن أن منهم صنف مسلم وصنف قاسط والقاسط، هو الجائر عن الحقّ النّاكب عنه، فمن أسلم منهم وأجتهد في قصد طريق الحق والرشد يوفق له ويكون مصيره إلى الجنة
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
يبين الله مصير القاسطين وهم الجائِرُونَ العادِلُونَ عن الصراطِ المستقيمِ يكونوا لجهنم وقوداً تسعر بهم جزاء على أعمالهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
للعلماء في معنى الطريقة قولان :
القول الأول: المراد بالطريقة طريقة الإسلام والطاعة فمن استقام وسع الله له في رزقه ويكون في التوسيع اختبار له
كقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96] وعلى هذا يكون معنى قوله: {لنفتنهم فيه} أي: لنختبرهم
القائلين بهذا القول:
وهذا القول مروي عن ابن عبّاسٍ و مجاهدٌ و سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ و قتادة والضّحّاك ومقاتلٌ ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثّاني: المراد بالطريقة الضلالة فيوسع الله له في رزقه استدراجاً له
كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
القائلين بهذا القول:
أبي مجلز لاحق بن حميد رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان ذكره ابن كثير وعقب عليه بقوله وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه}ذكره ابن كثير
القول الراجح :
*ذكر ابن كثير أن المراد بالطريقة الإسلام وذكر هذا القول السعدي والأشقر ولم يذكر السعدي ولا الأشقر غيره فيظهر والعلم عند الله أنه القول الذي يترجح عندهم
فيكون الراجح عند السعدي والأشقر الطريقة الإسلام
*وأما ابن كثير لم يصرح بالترجيح وذكر القولين وعقب على القول الثاني بقوله وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه}
*قال الطبري في تفسيره للآية :وأن لو استقام هؤلاء القاسطون على طريقة الحقّ والاستقامة (لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) يقول: لوسعنا عليهم في الرزق، وبسطناهم في الدنيا (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) يقول: لنختبرهم فيه،واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه فيظهر من قوله (فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه)انه يختار القول الأول.
وعليه فالقول الراجح هو القول الأول لترجيح الطبري والسعدي والأشقر وقد ذكره ابن كثير .
الجمع بين القولين :
للدكتور سلمان العودة كلام جميل في الجمع بين القولين حيث قال:
السياق يُعزز المعنيين يعني كأن المعنى -والله تعالى أعلم بمراده وبكتابه- كأن المعنى أن الناس لو اجتمعوا كلهم -هذا معنى (اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ)- لو اجتمع الناس كلهم أولهم وآخرهم، إنسهم وجنهم على طريقة واحدة من إيمان أو كفر لسقاهم الله تعالى (مَاًء غَدَقًا) يعني: في الدنيا؛ لماذا؟ قال: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)، فلو آمن الناس كلهم أجمعون -كما في الآيات التي ذكرها الله تعالى في شأن أهل الكتاب- فإن المقصود هنا (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) يعني: لنختبرهم من يثبت منهم على الإيمان، ومن لا يثبت، من يشكر ومن يكفر، وأما إن كانوا كافرين فإن المعنى: حتى يملي لهم الله سبحانه وتعالى، كما قال: ((إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ))[آل عمران:178]، ولكن اقتضت حكمة الله عز وجل أنه لا يزال في هذه الدنيا البر والفاجر والمؤمن والكافر، وهذا سر من أسرار الابتلاء الإلهي واختلاف الناس، ولهذا قال سبحانه: ((وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ))[هود:118-119]، ففيهم البر والفاجر والمؤمن والكافر، وعلى هذا يكون المقصود بقوله: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) يعني: لو أجمع الناس كلهم على طريقة من الطرق؛ إما إيمان أو كفر، هدى أو ضلال؛ لسقاهم الله تعالى ماءً غدقاً، وبذلك يجتمع القولان المنقولان عن السلف رضي الله عنهم في تفسير هذه الآية، وهذا أيضاً يتعزز بقوله: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) يعني: في هذا الماء الغدق، في الخير في الرزق في العطاء.
والله أعلم

ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
قيام الليل يكون عونًا على فهم القرآن وتدبّره.
يَحْصُلُ التدَبُّرُ والتفَكُّرُ، وتحريكُ القلوبِ بالقؤآن ، والتعَبُّدُ بآياتِه والتَّهَيُّؤُ والاستعدادُ التامُّ له
تزداد به سريرته زكاء يقوي استعداده لتلقي الوحي
فيه كثرة الإِقبال على مناجاة ربه في وقت فراغه
د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.
(كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
وجه الدلالة :
المقصود في الآية الوليد بن المغيرة وسبب مقالته هذه أبو جهل بن هشام وهذا مما يبين الخطر العظيم لرفقة السوء على الإنسان .
تفاصيل القصة :
أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. فنزلت: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} [قال قتادة: خرج من بطن أمّه وحيدًا] حتّى بلغ: {تسعة عشر}.
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)
أيْ: نُخالِطُ أهْلَ الباطِلِ في باطِلِهم كلَّمَا غَوَى غاوٍ غَوَيْنَا معه وهذا ايضا مما يبين الخطر العظيم لرفقة السوء .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م, 01:41 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.


- أثني على أدائكم جميعا في إجابة السؤال الأول، نفع الله بكم وفتح على قلوبكم.
وأخصّ منكم من استدلّ على فوائده، وأوصيكم دوما بالاستدلال حتى لو لم يطلب ذلك منكم في السؤال، إذ لا يخفى عليكم أهميّة الدليل على القول وخاصّة في باب التدبّر.

- كما أثني على من فسّر الآيات بأسلوبه الخاصّ، ونحثّ البقية على ذلك، مع التأكيد على أننا لا نقصد بذلك ألا يستفيد الطالب من عبارات المفسّرين وأساليبهم بل نحثّه على ذلك، إنما القصد ألا يكون مجرّد عمله هو النسخ واللصق، فإذا سئل عن شيء مما درسه بعيدا عن مراجع الدراسة نجده لا يحسن التعبير.

- في المجموعة الثانية: السؤال قبل الأخير عن الحكمة من الأمر بالقيام وهو الاستعدد لحمل أمانة الرسالة فإنه معين على تقوية النفس وتحمّلها للصعاب، وليس القصد السؤال عن سبب تفضيل الليل على النهار للقيام وإن كان الكلام عليه من تمام الإجابة لكن يقدّم الأول، ونظرا لاشتباه السؤال على بعض الطلاب لم ننقص من درجة من اقتصر على المعنى الثاني.


المجموعة الأولى:
1: رضوى محمود أ+

2: مريم حجازي أ+


3: سناء بنت عثمان أ+

4: ندى علي أ+
- اشتبه علي اختيارك لقوله تعالى: {ومن الليل فتهجّد به نافلة لك} أحكم به على الوجوب أم على التطوّع، وهو في الثاني لا شكّ.


المجموعة الثانية:
5: هناء محمد علي أ+

6: محمد حسين داود أ+

7: عقيلة زيان أ+

8: منيرة جابر الخالدي أ+

9: منى مدني أ+



المجموعة الثالثة:
10: حنان علي محمود أ+
أحسنتِ بارك الله فيك وزادك توفيقا.
- ذكرتِ الدليل على حفظ الوحي في السماء، والدليل على حفظه في الأرض قوله تعالى: {إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا}.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11 ذو الحجة 1437هـ/13-09-2016م, 12:18 AM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

المجموعة الأولى:
أ: فسّر قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
سبب نزول الآية :
-لَمَّا نَزَلَ قولُه سُبحانَه: {عَلَيْهَا تِسْعَةَعَشَرَ}قالَ أبو جَهلٍ: أمَا لِمُحَمَّدٍ مِن الأعوانِ إلا تِسعةَ عشرَ؟ أفَيُعْجِزُ كلَّ مائةِ رجُلٍ منكم أنْ يَبْطِشُوا بوَاحدٍ منهم ثم يَخرجونَ مِن النارِ؟ فنَزلتْ: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً}ذكره ابن كثير والأشقر
-وقيل: إنّ أبا الأشدّين -واسمه: كلدة بن أسيد بن خلفٍ-قال: يا معشر قريشٍ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر، إعجابًا منه بنفسه، وكان قد بلغ من القوّةفيما يزعمون أنّه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرةٌ لينتزعوه من تحت قدميه،فيتمزّق الجلد ولا يتزحزح عنه ذكره ابن كثير
تفسير الآية :
*(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً ) ما جعلنا خزنة جهنم من الملائكة إلا لشدتهم وقوتهم.(وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) ما أخبرناكم بعدتهم إلا اختبارا لكم أو ما جعلناهم ملائكة إلا ليزيد هذا من عذاب الكفار والتنكيل بهم فلا أحد له طاقة بالملائكة(لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) يزدادوا يقينا بالحق –وهو صدق النبي صلى الله عليه وسلم - لموافقته ما عندهم في كتبهم أن عددهم تسعة عشر(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا) فهذا حالهم مع الآيات تزيدهم إيمانا أو موافقة أهل الكتاب لهم تزيدهم إيمانا(وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أي يزول من قلوبهم كل شك وريبة فهم يسعون في تكميل إيمانهم وزيادة يقينهم وهذا من مقاصد ما أنزله الله (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) أي الذين في قلوبهم الشك والريبة والنفاق والذين كفروا من أهل مكة وغيرها يقولون ذلك متحيرين شاكين بآيات الله ما الحكمة من ذكر هذا ؟؟(كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ) فحال الفريقين من الآيات إنما هو بمشيئة الله ؛ يجعل الآيات رحمة على المؤمنين وحيرة وشقاء على المنافقين والكفار بحكمته البالغة.
(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) فصدقوا بما أخبركم به عنهم فانتم لا تعلمونهم ولأن خزنة جهنم لهم من الأعوان ما لا يعلم عدده إلا الله فقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة مثل حديث الإسراء المرويّ في الصّحيحين وغيرهما فلا يتوهم أنهم تسعة عشر فقط .(وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ (31) التذكرة و الموعظة بالنار وخزانها ما هي إلا للانتفاع والإقبال على العمل النافع والتسليم لما جاء به الوحي والإيمان بكمال قدرة الله .
ملخص من تفسير ابن كثير والسعدي والأشقر

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قولهتعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَاللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ورد فيها ثلاثة أقوال :
القول الأول : محال العبادة ؛ وهي المساجد كلها فالأرض كلها مسجد وهو قول الأعمش وابن جرير وعكرمة ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
القول الثاني : المسجد الحرام وبيت المقدس وهو قول ابن عباس رواه عنه أبو حاتم ذكره ابن كثير
القول الثالث :أعضاء السجود وهو قول سعيد بن جبير واستدلوا بحديث قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين"). حديث صحيح من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ ذكره ابن كثير
الترجيح
لم يذكر المفسرون الثلاثة ترجيحا بين الأقوال.

ج: ما المقصود بالقرضالحسن؟
القرض الحسن :القرض يشمل كل النفقات الواجبة مثل الزكاة والنفقة على الأهل وغيرها والمستحبة مثل النفقة فوجوه الخير والبر ؛ ويكون القرض حسنا إذا أُنفق خالِصاً لوجْهِ اللَّهِ، مِن نِيَّةٍ صادِقَةٍ، وتَثْبِيتاً مِن النفْسِ ومالٍ طَيِّبٍ.
قال عبد اللّه:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّكم ماله أحبّ إليه من مال وارثه؟ ". قالوا: يا رسول اللّه، ما منّا من أحدٌ إلّا ماله أحبّ إليه من مال وارثه. قال: "اعلموا ما تقولون". قالوا: ما نعلم إلّا ذلك يا رسول اللّه؟ قال: "إنّما مال أحدكم ما قدّم ومال وارثه ما أخّر". رواه الحافظ أبو يعلى الموصليّ قال حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم،عن الحارث بن سويد ورواه البخاريّ من حديث حفص بن غياثٍ، والنّسائيّ من حديث أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به.خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

د: بيّن بالدليل حكم قيامالليل.
حكمه : قيام الليل تطوع وليس بفرض.
الدليل :قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًاوَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَخَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) )سورة المزمل
وجه الدلالة :
قول تعالى (علم أن لن تحصوه ) أي لا تقدرون المواظبة على ما فرضه عليكم من قيام الليل (فاقرءوا ما تيسر منه ) من غير تحديد وقت قوموا ما تيسر لكم من الليل وعبر عن الصلاة بالقراءة ؛وأيضا لحكمة أخرى وهي أن سيكون منكم أصحاب أعذار من مرضى ومجاهدين وغيرهم يشق عليهم قيام الليل وهذا من رحمة الله بعباده.
وهذه الآية ناسخة لفرض قيام الليل المتقدم في بداية السورة قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِانْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)والدليل قول السيدة عائشة لسعيد بن هشام حين سألها عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم (.....ألست تقرأ هذه السّورة: {يا أيّها المزّمّل}؟ قلت: بلى. قالت: فإنّ اللّه افترض قيام اللّيل في أوّل هذه السّورة، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه حولًا حتّى انتفخت أقدامهم، وأمسك اللّه خاتمتها في السّماء اثني عشر شهرًا، ثمّ أنزل اللّه التّخفيف في آخر هذه السّورة، فصار قيام اللّيل تطوّعًا من بعد فريضةٍ...)
قال سعيد بن هشام( فأتيت ابن عبّاسٍ فحدّثته بحديثها، فقال: صدقت، أما لو كنت أدخل عليها لأتيتها حتّى تشافهني مشافهةً).رواه الإمام أحمد في مسنده حيث قال: حدّثنا يحيى، حدثنا سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعيد بن هشامٍ وقد أخرجه مسلمٌ في صحيحه، من حديث قتادة، بنحوه.
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
1*من فهم معاني القرآن وأنصت له بقلبه انقاد له ووصلت حقائقه إلى قلبه ؛ ففي القرآن من الإرشادات و المصالح والفوائد ما يدعو إلى الإيمان والتقوى .
2*من أراد الهداية عليه بسؤال الله فالهداية بيده؛ فالجن سمعوا القرآن مرة واحدة فآمنوا به و رؤساء قريش سمعوه مرارا وتكرارا وهم أهل اللغة والفصاحة واستكبروا عن الانقياد له والإيمان به
3*الإيمانُ النافعُ المُثمِرُ لكلِّ خيرٍ هو الإيمان الْمَبْنِيُّ على هدايةِ القرآنِ، بخِلافِ إيمانِ العوائدِ والْمُرَبِّي والإلْفِ ونحوِ ذلك؛ فإِنَّهُ إيمانُ تَقليدٍ تحتَ خَطَرِ الشُّبُهاتِ والعوارِضِ الكثيرةِ .
4*رحم الله عباده من الإنس والجن بإرسال الرسل ليعرفوا ربهم ولتقوم عليهم الحجة فصرف الجن لسماع القرآن ليؤمنوا وينذروا قومهم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 ذو الحجة 1437هـ/15-09-2016م, 02:48 AM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.
المجموعة الأولى


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب (
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.

يستفاد من قوله تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) }
1) ينبغي على المسلم الإيمان بعالم الجن وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالقرآن إلى الإنس والجن هداية لهم .
2) المسلم مطالب بتدبر القرآن الكريم وفهمه ، ليكون دستورا ومرجعا له في الأمور الدينية والدنيوية .
3) الاستماع الجيد للقرآن سبب في تحقيق الهداية الموصلة للعقيدة الصحيحة .
4) سبب تحقيق الثمرات المرجوة من القرآن الإنصات له .
5) الحث على تعلم القرآن وتعليمه من خلال الاستماع له وتبليغه للغير .
6) الحرص على تعلم اللغة العربية لبلاغتها وفصاحتها لأنها لغة القرآن وأهل الجنة .

يستفاد من قوله تعالى : { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ( 2) }
1) التمسك بالقرآن وفهم ألفاظه ومعانيه سبب إلى طريق الهداية الحقة .
2) توحيد الله وعدم الشرك به يكون باتباع القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
3) اتباع طريق الخير والهدى لتحقيق المصالح الدنيوية والأخروية من خلال اللجوء للقرآن الكريم والعمل به .
4) على المسلم من الجن والإنس سرعة الاستجابة لله والإيمان به بمجرد سماع القرآن.
5) الفلاح والفوز بالجنة يكون بالإيمان بالله وعدم الشرك به .

يستفاد من قوله تعالى : { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3 ) }
1) الحرص على العلم الشرعي حتى نعبد الله حق عبادته .
2) الإيمان بالله وعدم الشرك به يكون بتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته ومعرفة أسمائه وصفاته .
3) تنزيه الله من كل نقص من خلال معرفة ربنا تعالى وأنه غني عن الصاحبة والولد .
4) سبب ضلال الكثير وهلاك المبطلين سلوكهم طريق الباطل واتباع الهوى .

يستفاد من قوله تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) }
1) تنزيه الله من الأقوال والادعاءات الكاذبة وذلك بالرجوع إلى الكتاب والسنة الصحيحة وأهل العلم .
2) كل من ادعى على الله الباطل فهو سفيه غير عاقل يستحق العقاب والنكال .

يستفاد من قوله تعالى : { وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5 ) }
1) الانحراف العقدي لا يكون إلا من خلال الانحراف الفكري في العقول المريضة .
2) لتمييز الصدق من الكذب ، والحق والباطل ، علينا بسلوك طريق العلم والعلماء للرد على أصحاب الباطل والشبهات.
3) لا ينخدع بالأكاذيب إلا أصحاب العقول الضعيفة وأصحاب الأهواء المنحرفة ، فطريق الله واضح مبين لا لبس فيه .

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية.
أ: فسّر قوله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.


في قوله تعالى : { ومَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } أنه لما أنزل الله قوله تعالى : { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } قال أبوجهل : أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر ؟ أيعجز كل مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار فنزلت هذه الآية ، وقيل أنها نزلت كَلَدَة بن أسيد بن خلف- أبا الأشدين - قال : يامعشر قريش ، اكفوني منهم اثنين و أنا أكفيكم سبعة عشر ، و كان معروفًا بالقوة .
{ ومَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } أي وما جعلنا أصحاب النار يستطيعون أن يغلبوا الملائكة لشدتهم وقوتهم ، فهم أقوم خلق الله بحقّه و الغضب له ، و أشدهم بأسا ، و أقواهم بطشا

{ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا } أي وما جعلنا هذا العدد المذكور من الملائكة إلا لإضلال واختبار الكافرين فيقولون ما قالوا ، ويتضاعف عذابهم ومن ثم يزيد غضب الله عليهم.
وقد ورد في لفظ الفتنة قولان وهما : إما العذاب والعقاب والنكال في الآخرة ، والدليل قوله تعالى : { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ } ، أو اختبارا للناس ليتبين الصادق من الكاذب ، والدليل أنه ذكر بعده قوله :
{ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً } فأهل الكتاب من اليهود والنصارى يزيد يقينهم لموافقة ما نزل من القرآن لما في كتبهم عن عدد خزنة جهنم تسعة عشر ، والمؤمنون يزيد إيمانهم كلما أنزل الله آية فآمنوا وصدقوا بها ، ويزيد إيمانهم أيضا بما يشهدون من صدق ما يخبر به نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم من موافقه أهل الكتاب لهم .

{ وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ } أي حتى يذهب الله تعالى بهذه الآيات عن أهل الكتاب والمؤمنون الشك والريب والأوهام في الدين أو في عدد خزنة جهنم ، فيزداد اليقين في قلوب بعضهم ، ويزيد الإيمان في قلوب آخرين ، فيزداد بذلك الإيمان واليقين في كل مسائل ومقاصد الدين ، فنميز بين الكاذب والصادق .

{ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ } أي وليقول المنافقون ، الذين في قلوبهم شك وريب وشبهات. {وَالْكَافِرُونَ } ويقول الكافرون من أهل مكة وغيرهم الذين جحدوا بالله وعصوه .

{ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً } يسألون أي شيء أراد الله بهذا العدد المستغرب منه ، فيقولون على وجه الحيرة والشك .

{ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } وذلك كله من عند الله تعالى ، فالذي يريد أن يضله تعالى يجعل ما أنزله على رسوله زيادة في الشقاء والحيرة والضلال ، والذي يريد أن يهديه يجعل ما أنزله على رسوله زيادة له في الإيمان والرحمة وهدى له.

{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ } هنا يتبين لنا أنه يجب على المسلم الاستسلام لله ورسوله فيما أخبرا به ، فلا نعلم من جنود الله من من خزنة النار – وإن كانوا تسعة عشر - أو من يعاونهم من الملائكة إلا منه سبحانه وتعالى فنصدقه فيما أخبر قطعا ويقينا دون شك أو ريب .

{ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } وما هذه المواعظ والعبر والتذكرة إلا ليعلموا قدرة الله وأنه لا حاجة له لأعوان وأنصار ، بل هو لنفع الناس ولمصلحتهم لا لضرهم أو للعبث واللعب ، فيتذكروا ما ينفعهم فيفعلوه ، وما يضرهم فيتركوه .


ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
ذكر المفسرون أقوال في المراد من قوله تعالى المساجد :
1. المساجد كلها ، أعظم محال العبادة .حاصل ما ذكره ابن كثير عن ابن عباس وعكرمة وقتادة ، وذكره أيضا السعدي والأشقر .
استدل ابن كثير بأكثر من قول ، منه قول ابن عباس : لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجد إلا المسجد الحرام ، و مسجد إيليا: بيت المقدس .
2. كل بقاع الأرض ، لأن الأرض كلها مسجد . حاصل ما ذكره ابن كثير الأشقر
3. أعضاء السجود ، أي : هي لله فلا تسجدوا بها لغيره . قاله سعيد بن جبير وذكره ابن كثير .
واستدل ابن كثير بحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة - و أشار بيده إلى أنفه - و اليدين و الركبتين و أطراف القدمين ) رواه البخاري و مسلم

والراجح القول الأول وهو اختيار المفسرون الثلاثة ، كل من ابن كثير والسعدي والأشقر.


ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
هو انفاق المال الطيب في سبيل الله خالصا لوجه الله تعالى بنية صادقة وطاعة له، ، فيدخل بذلك كل الصدقات الواجبة والمستحبة .

د: بيّن بالدليل حكم قيام الليل.
قيام الليل سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد أن كانت واجبة ثم نسخت بعد قوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ....} أي : قوموا من الليل ما تيسر منه ، و هذه الآية نسخت وجوب قيام الليل عن الأمة .
وجه الاستدلال :
علم الله أنكم لن تطيقوا قيام الليل { فتاب عليكم } فعفا عنكم ورخص لكم إن عجزتم ترك قيام الليل .
واستدل الأشقر بحديث :
سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.أخرجه أحمد ومسلم

وحينما سأل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلوات المفروضة قائلا :هل علَيَّ غيرُها؟ يَعنِي الصلواتِ الخمسَ، فقالَ: ( لاَ, إِلاَّ أَن تَطَّوَّعَ ) ، فارتفع بهذا وجوب قيام الليل . ودل على عدم وجوب غيرها

واستدل ابن كثير بمذهب الحسن البصري -رحمه الله -كان يراه حقًّا واجبًا على حملة القرآن أن يقوموا و لو بشيء منه في الليل .
وجاء في الحديث : أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سئل عن رجلٍ نام حتّى أصبح، فقال: "ذاك رجلٌ بال الشّيطان في أذنه". فقيل معناه: نام عن المكتوبة. وقيل: عن قيام اللّيل. وفي السّنن: "أوتروا يا أهل القرآن." وفي الحديث الآخر: "من لم يوتر فليس منّا".


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25 ذو الحجة 1437هـ/27-09-2016م, 11:37 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي حل مجلس سور الجن و المزمل ز المدثر

مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)
• ضرورة الاستماع إلى القرآن بإنصات و بقلوب واعية ؛ حيث تجد فيه من أعاجيبه اللغوية و بلاغته و تناسق أفكاره.
• رسالة الإسلام للأنس و الجن.
• حرص الجن على الاستماع للقرآن فنحن يجب علينا الحرص لسماعه.
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
• من أراد النجاح و السداد في هذه الحياة الدنيا عليه بالقرآن فهو دستور حياة عليه تدبر معانيه و العمل به.
• علينا التحلي بالذكاء كما كان الجن من الذكاء باتباع القرآن
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)
• إذا استعنت فاستعن بالله فهو الغني عن عباده و هم الفقراء إليه.
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)
• إياك و مصاحبة السفهاء فلا رأي لهم و لا بصيرة
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
• الإنسان يرى الآخر من منظوره الشخصي لذاته فالصادق يرى الصدق في الناس،فعليك بنفسك تهذبها.
• الاعتراف بالحق من شيم النبلاء.

المجموعة الأولى:

أ: فسّر قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

• نزلت الآيات في ابو جهل عندما نزلت الآية" عليها تسعة عشر" فقال أيعجز مائة منكم واحداٍ منهم؛ فنزلت "و ما جعلنا اصحاب النار إلا ملائكة " أي ملائكة شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون.
• وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً: يحتمل المراد به العدة و شدتهم أو الفتنة هنا العذاب
• وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ: لنعلم الصادق و الكاذب ؛ و ليتيقن اهل الكتاب بصدق القرآن إذا جاء بذكر أحوالهم
• وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ: فالمؤمن و صاحب كل ذي لب عليه التحري و النظر في الأمور حتي يتيقن الحق.
• وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
المرض هنا المقصود به الشبهة و النفاق كذلك يضل الله الفلوب التي فيها زيغ و نفاق.
• وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
فإنه لا يعلم جنود ربك من الملائكة إلا الله تعالى، و هي تذكرة للبشر وحجة عليهم.


ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.


• كان اليهود و النصارى إذا دخلوا كنائسهم جعلوا لله شركاء فأمر الله تعالى نبيه صل الله عليه و سلم أن يذكر اسم الله في المساجد تأكيدا لوحدانيته.
• و قيل عند نزول الاية لم يكن في الأرض إلا المسجد الحرام و مسجد بيت المقدس.
• و سألت الجن رسول الله صل الله عليه وسلم أن يصلوا معه فنزلت الآية و قال: صلوا و لا تخالطوا الناس.
• و المراد المساجد جميعا التي تختص بالسكينة و الوحداني و الدعاء لله وحده.
• وقيل المراد أعضاء السجود.
• و قد رجح السعدي و الأشقر؛ أنه لا دعاء عبادة أو دعاء مسألة ولا تطلب العون إلا من الله و أن المساجد مبنية على الإخلاص و الوحدانية.

ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
من الصّدقات، فإنّ اللّه يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره على أن يكون خالصا لوجه الله تعالى.

د: بيّن بالدليل حكم قيام الليل.
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَن. بين أن قيام الليل بعد أن كان فريضة أصبح نافلة.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 12 محرم 1438هـ/13-10-2016م, 10:37 AM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا نصر زيدان مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة تفسير سور: الجن، والمزمل، والمدثر.
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1)
• ضرورة الاستماع إلى القرآن بإنصات و بقلوب واعية ؛ حيث تجد فيه من أعاجيبه اللغوية و بلاغته و تناسق أفكاره.
• رسالة الإسلام للأنس و الجن.
• حرص الجن على الاستماع للقرآن فنحن يجب علينا الحرص لسماعه.
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)
• من أراد النجاح و السداد في هذه الحياة الدنيا عليه بالقرآن فهو دستور حياة عليه تدبر معانيه و العمل به.
• علينا التحلي بالذكاء كما كان الجن من الذكاء باتباع القرآن
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)
• إذا استعنت فاستعن بالله فهو الغني عن عباده و هم الفقراء إليه.
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4)
• إياك و مصاحبة السفهاء فلا رأي لهم و لا بصيرة
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.
• الإنسان يرى الآخر من منظوره الشخصي لذاته فالصادق يرى الصدق في الناس،فعليك بنفسك تهذبها.
• الاعتراف بالحق من شيم النبلاء.

المجموعة الأولى:

أ: فسّر قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.

• نزلت الآيات في ابو جهل عندما نزلت الآية" عليها تسعة عشر" فقال أيعجز مائة منكم واحداٍ منهم؛ فنزلت "و ما جعلنا اصحاب النار إلا ملائكة " أي ملائكة شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون.
• وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً: يحتمل المراد به العدة و شدتهم أو الفتنة هنا العذاب
• وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ: لنعلم الصادق و الكاذب ؛ و ليتيقن اهل الكتاب بصدق القرآن إذا جاء بذكر أحوالهم
• وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ: فالمؤمن و صاحب كل ذي لب عليه التحري و النظر في الأمور حتي يتيقن الحق.
• وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
المرض هنا المقصود به الشبهة و النفاق كذلك يضل الله الفلوب التي فيها زيغ و نفاق.
• وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)} المدّثر.
فإنه لا يعلم جنود ربك من الملائكة إلا الله تعالى، و هي تذكرة للبشر وحجة عليهم.


ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.


• كان اليهود و النصارى إذا دخلوا كنائسهم جعلوا لله شركاء فأمر الله تعالى نبيه صل الله عليه و سلم أن يذكر اسم الله في المساجد تأكيدا لوحدانيته.
• و قيل عند نزول الاية لم يكن في الأرض إلا المسجد الحرام و مسجد بيت المقدس.
• و سألت الجن رسول الله صل الله عليه وسلم أن يصلوا معه فنزلت الآية و قال: صلوا و لا تخالطوا الناس.
• و المراد المساجد جميعا التي تختص بالسكينة و الوحداني و الدعاء لله وحده.
• وقيل المراد أعضاء السجود.
• و قد رجح السعدي و الأشقر؛ أنه لا دعاء عبادة أو دعاء مسألة ولا تطلب العون إلا من الله و أن المساجد مبنية على الإخلاص و الوحدانية.

ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
من الصّدقات، فإنّ اللّه يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره على أن يكون خالصا لوجه الله تعالى.

د: بيّن بالدليل حكم قيام الليل.
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَن. بين أن قيام الليل بعد أن كان فريضة أصبح نافلة.
الدرجة: ج+
ــ إجاباتك مختصرة، وبعضها ناقصة؛ فراجعي إجابات الأخت سناء للاستفادة.
ــ تم خصم نصف درجة للتأخر.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12 محرم 1438هـ/13-10-2016م, 03:18 PM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.

ج/ 1) على الإنسان أن يتعظ باتعاظ باقي المخلوقات وهدايتها واتباعه لنبي من جنسه فعليه اتباعه.
2) على الداعية أن يستعين بقراءة القرآن في دعوته لما له من بركة الهداية.
3) وجوب الحذر من السفهاء والجهلة وعدم أخذ أمور الدين عنهم ، وأخذها من أهل العلم الشرعي الثقاة.

المجموعة الثانية:
أ: فسّر قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
ج/
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدً) : يخبر الجن أن منهم مؤمنين صالحين وفجار وفسقة وكفار.
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا) : أي قد علمنا أنه ما من مهرب أو ملجأ من الله إلا إليه.
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ ) يفخرون بأنهم آمنوا بالقرآن لما سمعوه.
(فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) : أي لا يخاف ظلماً ولا هضماً فلا ينقص من حسناته ولا يحمل عليه غير سيئاته.
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) : أي منا مسلمون ومنا جائرون عن الحق ظالمون حادوا عن طريق الحق.
(فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا): أي أن من أسلم فقد طلب النجاة لنفسه.
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) : أي كانوا وقوداً للنار جزاء لهم كما تسعر النار بكفرة الإنس.

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
ج/ 1) أي لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام واستمروا عليها لوسع لهم في رزقهم وهو الراجح.
2) لو استمروا في طريق ضلالتهم لوسع لهم في رزقهم استدراجاً (لنفتنهم فيه).

ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
ج/ قال تعالى (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا)
أي أن قيام الليل هو أشد مواطئة بين القلب واللسان وأجمع للخاطر في أداء القراءة وفهمها من قيام النهار لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش.
وقال تعالى (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) أي أكثر من ذكره وانقطع لعبادته وهذا يتحصل في قيام الليل.

د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.
ج/
قال تعالى في سورة المزمل : (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً)
وقال تعالى في سورة المدثر : (وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين)

والله أعلم وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 محرم 1438هـ/23-10-2016م, 06:50 PM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الشواف مشاهدة المشاركة
السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)} الجن.

ج/ 1) على الإنسان أن يتعظ باتعاظ باقي المخلوقات وهدايتها واتباعه لنبي من جنسه فعليه اتباعه.
2) على الداعية أن يستعين بقراءة القرآن في دعوته لما له من بركة الهداية.
3) وجوب الحذر من السفهاء والجهلة وعدم أخذ أمور الدين عنهم ، وأخذها من أهل العلم الشرعي الثقاة.

المجموعة الثانية:
أ: فسّر قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)} الجن.
ج/
(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدً) : يخبر الجن أن منهم مؤمنين صالحين وفجار وفسقة وكفار.
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا) : أي قد علمنا أنه ما من مهرب أو ملجأ من الله إلا إليه.
(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ ) يفخرون بأنهم آمنوا بالقرآن لما سمعوه.
(فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا) : أي لا يخاف ظلماً ولا هضماً فلا ينقص من حسناته ولا يحمل عليه غير سيئاته.
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) : أي منا مسلمون ومنا جائرون عن الحق ظالمون حادوا عن طريق الحق.
(فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا): أي أن من أسلم فقد طلب النجاة لنفسه.
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) : أي كانوا وقوداً للنار جزاء لهم كما تسعر النار بكفرة الإنس.

ب: اذكر الخلاف مع الترجيح في المراد بالطريقة في قوله تعالى: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16)} الجن.
ج/ 1) أي لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام واستمروا عليها لوسع لهم في رزقهم وهو الراجح.
2) لو استمروا في طريق ضلالتهم لوسع لهم في رزقهم استدراجاً (لنفتنهم فيه).

ج: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل.
ج/ قال تعالى (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا)
أي أن قيام الليل هو أشد مواطئة بين القلب واللسان وأجمع للخاطر في أداء القراءة وفهمها من قيام النهار لأنه وقت انتشار الناس ولغط الأصوات وأوقات المعاش.
وقال تعالى (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) أي أكثر من ذكره وانقطع لعبادته وهذا يتحصل في قيام الليل.

د: استدلّ مما درست على خطر رفقة السوء.
ج/
قال تعالى في سورة المزمل : (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً)
وقال تعالى في سورة المدثر : (وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين)

والله أعلم وجزاكم الله خيراً
الدرجة: ب+
ــ قد اختصرت في جواب الفوائد السلوكية، كما يحسن بك ذكر وجه الدلالة من الآيات على الفوائد المستخرجة.
ــ تم خصم نصف درجة للتأخر.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir