دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ذو الحجة 1436هـ/14-09-2015م, 08:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي مجلس خاص بمقرر دراسة التفسير

مجلس مقرر دراسة التفسير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المجلس خاص بمقرر دراسة تفسير الفاتحة وجزء عمّ.
نناقش فيه بإذن الله ما يتعلق بطريقة دراسة المقرر عموما، وكيفية إجابة أسئلة مجالس المذاكرة وأسئلة الاختبارات خصوصا، فنأمل منكم متابعة هذا المجلس باستمرار وطرح ما يشكل عليكم في خطة الدراسة، وطرح ما ترونه نافعا ومعينا عليها.

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ذو الحجة 1436هـ/15-09-2015م, 03:39 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع نافع ومهم جدا بإذن الله نرجو من جميع الطلاب الاطّلاع عليه، وهو:
- استخراج الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية.

واستخراج الفوائد السلوكية سؤال أساسي ومهم في مجالس المذاكرة والاختبارات.
وذلك لما قاله الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله: "إن من أهمّ ما ينبغي للمفسّر أن يعتني به أن يعقل خطاب الله له، ويستخلص الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية التي درس تفسيرها، وعرف معانيها؛ ليزداد بتلاوته علماً وإيمانا وهداية وثباتاً؛ ولينتقل من المعرفة المجرّدة إلى الاستفادة العلمية والسلوكية من دراسته".
فنرجو منكم العناية بهذا الموضوع جيدا، والسؤال عما يشكل عليكم فيه، وفقكم الله.

* يتبع إن شاء الله بتعريف بطريقة الأسئلة الواردة في الاختبارات ومجالس المذاكرة، وإرشادات عامّة في طريقة الإجابة عليها.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 03:02 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موعدنا في هذه المشاركة إن شاء الله مع التعريف بأنواع الأسئلة التي ترد في مجالس المذاكرة والاختبارات، وبيان طريقة الإجابة الصحيحة والوافية عليها بإذن الله.
وقبل البيان رأينا التقديم بتعريف مختصر عن المفسّرين الثلاثة الذي ندرس من تفاسيرهم في هذا المستوى بإذن الله، وهم الإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي والشيخ محمد بن سليمان الأشقر رحمهم الله جميعا، لما في التعريف بهم من شحذ للهمم للاقتداء بسيرهم والتأدب بآدابهم.

أولا: نبذة عن سيرة الحافظ ابن كثيره ومنهجه في التفسير.
اسمه ونسبه ومولده:
هو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع، الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء ابن الشيخ شهاب الدين أبي حفص القرشي البصروي الدمشقي الشافعي، المعروف بابن كثير[1]، وُلد رحمه الله باتفاق المؤرخين عام سَبْعمِائة للهجرة[2]، وُلد بقرية شرقي بصرى من أعمال دمشق، ومات والده وهو في الرابعة[3]، وقال ابن العماد: " ولما بلغ السابعة من عمره توفي والده"[4]، وقال ابن حجر رحمه الله: "مَات أَبوهُ سنة 703هـ، وَنَشَأ هُوَ بِدِمَشْق"[5]، وقيل: ولد في قرية صغيرة من قرى مدينة بصرى من أرض حوران في بلاد الشام، اسمها "مجدل" وذلك سنة سبعمائة من الهجرة، لما كان أبوه خطيبا بها[6]، وقال الزركلي: "ولد في قرية من أعمال بصرى الشام، وانتقل مع أخ له إلى دمشق سنة 706 هـ ورحل في طلب العلم، وتوفي بدمشق، تناقل الناس تصانيفه في حياته"[7].

نشأته وحياته، ومكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
نشأ رحمه الله في بيت متدين فقد كان والده خطيباً كما تقدم، وكان ذلك له الأثر الكبير في نبوغه، ونشأ يتيماً حيث مات والده وهو في الرابعة وقيل السابعة من عمره كما تقدم، وتحولت أسرته إلى دمشق، ونزلت في الدار المجاورة للمدرسة النورية[8]، رباه أخوه الشيخ عبد الوهاب وبه تفقه في مبدأ أمره[9]، ويحدثنا عن نفسه رحمه الله فيقول: "وكانت وفاة الوالد في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمائة، في قرية مجيدل القرية، ودفن بمقبرتها الشمالية عند الزيتونة، وكنت إذ ذاك صغيراً ابن ثلاث سنين أو نحوها، لا أدركه إلا كالحلم، ثم تحولنا من بعده في سنة سبع وسبعمائة إلى دمشق صحبة الأخ كمال الدين عبد الوهاب، وقد كان لنا شقيقاً، وبنا رفيقاً شفوقاً، وقد تأخرت وفاته إلى سنة خمسين، فاشتغلت على يديه في العلم، فيسر الله تعالى منه ما يسر، وسهل منه ما تعسر، والله أعلم"[10].

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله مبيناً مكانته العلمية: "قدم دمشق وله نحو سبع سنين سنة ست وسبعمائة مع أخيه بعد موت أبيه وحفظ التنبيه، وعرضه سنة ثماني عشرة، وحفظ مختصر ابن الحاجب، وتفقه بالبرهان الفزاري والكمال ابن قاضي شهبة، ثم صاهر المزي، وصحب ابن تيمية، وقرأ في الأصول على الأصبهاني، وألف في صغره أحكام التنبيه، فيقال: إن شيخه البرهان أعجبه وأثنى عليه... وكان كثير الاستحضار قليل النسيان جيد الفهم، وكان يشارك في العربية ويستحضر التنبيه ويكرر عليه إلى آخر وقت وينظم نظماً وسطاً، قال ابن حجى: ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه، وقد لازمته ست سنين، وقد ذكره الذهبي في معجمه المختص فقال: الإمام المحدث المفتي البارع، ووصفه بحفظ المتون وكثرة الاستحضار جماعة منهم الحسيني وشيخنا العراقي وغيرهما، وسمع من الحجار والقاسم بن عساكر وغيرهما، ولازم الحافظ المزي وتزوج بابنته، وسمع عليه أكثر تصانيفه، وأخذ عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية فأكثر عنه، وصنف التصانيف الكثيرة في التفسير والتاريخ والأحكام. وقال ابن حبيب فيه: إمام ذوي التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بقوله وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط"[11].

وقال عنه ابن العماد رحمه الله: "وكان كثير الاستحضار قليل النسيان جيد الفهم، حفظ "التنبيه" وعرضه سنة ثمان عشرة، وحفظ "مختصر ابن الحاجب"، ثم أقبل على الحديث، فاشتغل بمطالعة متونه ورجاله، فسمع "الموطأ للإمام مالك"، و "الجامع الصحيح للإمام البخاري"، و"الجامع الصحيح للإمام مسلم"، و "سنن الدارقطني"، وشيئاً من "السنن الكبرى للبيهقي"، وسمع "مسند الشافعي"، وغير ذلك من المصنفات الحديثية وهو لا يزال في مقتبل العمر"[12].

قال الذهبي رحمه الله: "الفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي، ولد بعد السبعمائة أو فيها وسمع من ابن الشحنة وابن الزراد وطائفة، وله عناية بالرجال والمتون والفقه، خرج وألف وناظر وصنف وفسر وتقدم"[13].

وقال عنه أيضاً: "الإمام الفقيه المحدث البارع عماد الدين درس الفقه وأفتى وتفهم العربية والأصول، ويحفظ جملة صالحة من المتون والرجال وأحوالهم، وله حفظ ومعرفة"[14].

وقال ابن تغري: "الحافظ المفسر المؤرخ المعروف بابن كثير، ...، دأب وحصل وكتب، وبرع في الفقه والتفسير والحديث،...، وجمع وصنف ودرس وحدث وألف، وكان له إطلاع عظيم في الحديث والتفسير والفقه والعربية وغير ذَلِكَ"[15].

وقال السيوطي رحمه الله: "الإِمَام الْمُحدث الْحَافِظ ذُو الْفَضَائِل، ...، لَهُ التَّفْسِير الَّذِي لم يؤلف على نمطه مثله، ...، الْعُمْدَة فِي علم الحَدِيث معرفَة صَحِيح الحَدِيث وسقيمه وَعلله وَاخْتِلَاف طرقه وَرِجَاله جرحا وتعديلاً"[16].

ومن قرأ في كتب هذا الإمام عرف قدره وعلو مكانته في العلم ورسوخه رحمه الله رحمة واسعة.

شيوخه:
تلقى العلم رحمه الله تعالى على يد ثلة من أهل العلم والتقى منهم:
عيسى المطعم وأحمد بن الشيخة، والقاسم بن عساكر، وابن الشيرازي، وَإِسْحَاق الْآمِدِيّ ، ومحمد بن الزراد، وأجاز له من مصر أبو الفتح الدبوسي، وعلي بن عمر الواني، ويوسف الخنتي وغر واحد واحد، ولازم الحافظ جمال الدين المزي كثيراً، وبه انتفع، وتخرج، وتزوج بابنته، وقرأ أيضاً عَلَى ابن تيمية كثيراً، وسمع منهم ومن غيرهم[17].

مؤلفاته:
ساهم رحمه الله تعالى في خدمة الدين بكتابة كثير من المؤلفات المفيدة التي انتفع بها الناس من هذه الكتب ما يلي:
1- تفسير القرآن العظيم.
2- طبقات الفقهاء.
3- ومناقب الشافعي.
4- البداية والنهاية.
5- اختصار علوم الحديث.
6- التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.
7- خرج أحاديث مختصر ابن الحاجب.
8- وَشرع فِي كتاب كَبِير فِي الْأَحْكَام لم يتمه.
9- ورتب مُسْند أَحْمد على الْحُرُوف وَضم إِلَيْهِ زَوَائِد الطَّبَرَانِيّ وَأبي يعلى
[18]. وغيرها.

وفاته:
توفي في شهر شعبان من سنة أربع وسبعين وسبعمائة[19]، وَكَانَ قد أضرّ فِي أَوَاخِر عمره[20]، ودفن عند شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية خارج باب النصر من دمشق[21]، ورثاه بعض طلبته:
لفقدك طلاَّب العلوم تأَسفوا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة *** وجادوا بدمْع لا يبيد غزيرِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولو مزجُوا ماء المدامع بالدِّما نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة*** لكان قليلاً فيك يا ابن كثيرِ"[22]. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

منهجه في التفسير:
إن الناظر في تفسير هذا الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله يعلم رسوخه في العلم، فامتاز هذا التفسير بميزات متعددة توضح منهج الحافظ في كتابه فمنها:
1- امتاز هذا التفسير بسهولة العبارة وجزالتها، بأسلوب مختصر.

2- يذكر الروايات بأسانيدها في الغالب، ويحكم على الروايات في الغالب، فإن كانت ضعيفة بين علتها، ويسكت عن بعض الروايات فلم يذكر لها حكماً.
3- يفسر القرآن بالقرآن، حتى يتبين المراد، وأحياناً يذكر الآيات المتشابهة، ويذكر القراءات، وأسباب النزول.
4- ثم إنه في آيات الصفات سلك مسلك الحق والصواب بخلاف كثير من المفسرين.
5- فإن لم يجد ما يفسره بالقرآن فسره بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وينقل أقوال الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، ويذكر أقوال التابعين ومن تبعهم، بل إنه ينقل حتى عن الإمام الطبري رحمه الله.
وهذه الأمور لا تخفى على طالب علم قرأ في هذا الكتاب العظيم.
وسنقتبس شيئاً من كلامه رحمه الله يبين منهجه في التفسير فقال رحمه الله: "إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، ...، وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه"[23].

وبين منهجه من الإسرائيليات فقال رحمه الله: "هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني؛ ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدتهم، وعصا موسى من أي الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم. ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز، ...، فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم فالأهم، فأما من حكى خلافا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، إذ قد يكون الصواب في الذي تركه. أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضًا. فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ، وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالاً متعددة لفظاً ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور، والله الموفق للصواب"[24].

ثم بين أنه إذا لم يجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فإنه يُرجع إلى أقوال التابعين خاصة كبارهم فقال رحمه الله: إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير...، ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق ابن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم، فتذكر أقوالهم في الآية فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ، يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالا وليس كذلك، فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في كثير من الأماكن، فليتفطن اللبيب لذلك، والله الهادي"[25].
ثم ذكر قول شعبة بن الحجاج وغيره بأن أقوال التابعين في الفروع ليست حجة "أقوال التابعين في الفروع ليست حجة؟ فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني: أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم، وهذا صحيح، أما إذا أجمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك"[26].

وبين رأيه في تفسير القرآن بمجرد الرأي وأن هذا حرام لا يجوز[27].

قال السيوطي رحمه الله: "لَهُ التَّفْسِير الَّذِي لم يؤلف على نمطه مثله"[28]، وصدق رحمه الله، نسأل الله العظيم أن يغفر له ويرفع درجته في عليين، والحمد لله رب العالمين.
________________________

[1] انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 67)، والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/414)، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 445)، وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص: 534)، والأعلام للزركلي (1/320).
[2] المصادر السابقة.
[3] المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 415).
[4] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/68).
[5] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 445).
[6] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 67)، والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 414).
[7] الأعلام للزركلي (1/ 320).
[8] انظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/68).
[9] المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 415).
[10] البداية والنهاية (18/ 42).
[11] إنباء الغمر بأبناء العمر (1/ 39)
[12] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 68).
[13] تذكرة الحفاظ، للذهبي (4/ 201).
[14] نقلاً عن المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 416).
[15] المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 414-415).
[16] طبقات الحفاظ للسيوطي (ص: 534)
[17] المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 415)، وانظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/445)، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 68).
[18] انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/445)، والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 415)، وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص:534)، والأعلام للزركلي (1/320-321).
[19] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 68)، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 446)، وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص: 534).
[20] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (1/ 446).
[21] شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1/ 68).
[22] المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي (2/ 415).
[23] تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 7)، بتصرف يسير.
[24] تفسير ابن كثير (1/ 9).
[25] تفسير ابن كثير ت سلامة (1/10)، بتصرف يسير.
[26] المصدر السابق.
[27] انظر: المصدر السابق (1/10).
[28] طبقات الحفاظ للسيوطي (ص:534).


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 03:41 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ثانيا: نبذة عن سيرة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ومنهجه في التفسير
اسمُه ومولدُه ونشأتُه:
هو الشيخ أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر آل سعدي، من قبيلة تميم.
وُلد في بلدة " عُنيزة " في القصيم، وذلك بتاريخ 12 محرم عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة النبوية، وتُوفيت أمه وله أربع سنين، وتوفي والده وله سبع سنين، فتربى يتيمًا، ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في العلوم.
وقد قرأ القرآن بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره إحدى عشرة سنة. ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى مَن قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد؛ حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم.
ولما بلغ من العمر ثلاثًا وعشرين سنة: جلس للتدريس، فكان يتعلم ويُعلِّم ويقضي جميع أوقاته في ذلك، حتى إنه في عام ألف وثلاثمائة وخمسين؛ صار التدريس ببلده راجعًا إليه، ومعوَّل جميع الطلبة في التعلُّم عليه.

مشائخه:
أ- أخذ عن الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر -وهو أول مَن قرأ عليه-، وكان المؤلف [يعني السعدي] يصف شيخَه بحفظه للحديث، ويتحدث عن ورعه ومحبته للفقراء ومواساتهم، وكثيرًا ما يأتيه الفقير في اليوم الثاتي [ولعلها: الشاتي]؛ يخلع أحد ثوبيه ويُلبسه الفقير مع حاجته إليه، وقلة ذات يده رحمه الله (ت 1342هـ).
ب- ومِن مشايخه: الشيخ محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الشبل، قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما. (ت 1343هـ).
ج- الشيخ صالح بن عثمان القاضي -قاضي " عنيزة "- قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه -أصوله وفروعه- وعلوم العربية، وهو أكثر مَن قرأ عليه المؤلف ولازمه ملازمة تامة حتى توفي رحمه الله سنة (1351هـ).
د- الشيخ عبد الله بن عايض العويضي الحربي (ت 1322هـ).
هـ- الشيخ صعب بن عبد الله بن صعب التويجري (ت 1339هـ).
و- الشيخ علي بن محمد بن إبراهيم السناني.
ز- الشيخ علي بن ناصر بن محمد أبو وادي، قرأ عليه في الحديث، وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها، وأجازه في ذلك. (ت1361هـ).
ح- الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز بن محمد المانع -مدير المعارف في المملكة العربية السعودية سابقًا-، وقد قرأ عليه المؤلف في "عنيزة ". (ت 1385هـ).
ط- الشيخ محمد الأمين محمود الشنقيطي -نزيل الحجاز قديمًا، ثم الزبير-. لما قدم " عنيزة " وجلس فيها للتدريس؛ قرأ عليه المؤلف في التفسير والحديث ومصطلح الحديث وعلوم العربية، كالنحو والصرف وغيرهما. (ت 1351هـ).

تلاميذه:
التف إلى حلقاته طلبة كثيرون، من أبرزهم: سليمان بن إبراهيم البسام، وعبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، ومحمد الصالح العثيمين، وعبد العزيز المحمد السلمان، وابنه عبد الله بن عبد الرحمن السعدي ... وآخرون لا يحصرهم العد.

نماذج مِن صفاته وأخلاقه وما كان عليه من حب التعلُّم والتعليم:
كان على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة، متواضعًا للصغير والكبير والغني والفقير، وكان يقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره، فيكون مجلسهم ناديًا علميًّا، حيث إنه يحرص أن يحتوي على البحوث العلمية والاجتماعية، ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية عبادة ومجالس علمية، ويتكلم مع كل فرد بما يناسبه، ويبحث معه في الموضوعات النافعة له دنيا وأخرى، وكثيرًا ما يحل المشكلات برضاء الطرفين عن طريق الصلح العادل.
وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء، مادًّا يد المساعدة لهم بحسب قدرته، ويستعطف لهم المحسنين ممن يُعرف عنهم حب الخير في المناسبات، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله.
وكان من أحسن الناس تعليمًا وأبلغهم تفهيمًا، مرتِّبًا لأوقات التعليم، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصِّلين؛ لشحذ أفكارهم، ويجعل الجعل لمَن يحفظ بعض المتون، وكل مَن يحفظ؛ أُعطي الجعل، ولا يُحرم منه أحد.
ويتشاور مع تلاميذه في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، ويرجِّح ما عليه رغبة أكثرهم، ومع التساوي؛ يكون هو الحكم.
ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال؛ لأنهم يتلذذون من مجالسته، ولذا حَصَل له من التلاميذ المُحصِّلين عدد كثير، رحمه الله رحمة واسعة.

مكانته العلمية:
كان ذا معرفة تامة في الفقه -أصوله وفروعه-، وفي أول أمره متمسكًا بالمذهب الحنبلي؛ تبعًا لمشائخه، وحفِظ المتون من ذلك، وكان له مصنف في أول أمره في الفقه؛ نظَم رجزًا نحو أربعمائة بيت، وشرحه شرحًا مختصرًا، ولكنه لم يرغب ظهوره؛ لأنه على ما يعتقده أولا.

وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة. وبسبب استنارته بكتب الشيخين المذكورين؛ صار لا يتقيَّد بالمذهب الحنبلي، بل يرجِّح ما ترجَّح عنده بالدليل الشرعي، ولا يطعن في علماء المذاهب ولا ينتقصهم ويقلل من شأنهم، بل يحترمهم ويقدرهم وينزلهم منزلتهم اللائقة بهم.

وله اليد الطولى في التفسير؛ إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيه، وألَّف تفسيرًا جليلا في عدة مجلدات، فسَّره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت لتصنيف كتاب تفسير ولا غيره.

ودائمًا يقرأ -هو والتلاميذ- في القرآن الكريم، ثم يفسِّره ارتجالا، ويستطرد ويبيِّن من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة، حتى إن سامعه يودُّ أن لا يسكت؛ لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص.

ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه؛ عرف مكانته في المعلومات، وكذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه.


مصنفاته:
يعد الشيخ ابن سعدي رحمه الله من البارعين والبارزين في التعليم والتدريس؛ ولذلك فقد شغل جل وقته فيهما ومن أجلهما.
ومع هذا: فإنه لم يغفل جانب التأليف والتدوين، مع حرصه على الكتابة بخطه، وقد خلَّف الكثير من المصنفات في فنون شتى؛ كالتفسير والحديث والعقيدة والفقه وأصوله واللغة والنظم والمناظرات وغيرها، وقد وجدت القبول والحرص عليها من قبل العلماء وطلاب العلم؛ وذلك لما تميزت به من الأصالة والقوة العلمية والمنهجية السليمة، والصدور عن الأدلة من الكتاب والسنة وما أُثر عن السلف الصالح وعلماء الأمة، ووضوح العبارة وسهولتها، ومعالجتها للقضايا والنوازل الحادثة والمستجدة وفق قواعد الشريعة وأصولها ومقاصدها.
ويمكن حصر مؤلفاته في الآتي:
أ- القرآن وعلومه:
. " تيسير الكريم الرحمن في تفسير [كلام] المنان ".
. " تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن ".
. " القواعد الحِسان لتفسيرِ القرآن ".
. " المواهب الربانيَّة من الآيات القرآنية ".
. " فوائد مستنبطة من قصة يوسف [عليه الصلاة والسلام] ".
. " الدلائل القرآنية في أن العلوم النافعة العصرية داخلة في الدين الإسلامي ".

ب- الحديث:
. " بهجة قلوب الأبرار، وقرة عيون الأخيار؛ من شرح جوامع الأخبار".

ج- العقيدة والآداب والمواعظ:
. " طريق الوصول إلى العلم المأمول؛ بمعرفة القواعد والضوابط والأصول ".
. " القول السديد في مقاصد التوحيد ".
. " الرياض الناضرة، والحدائق النيرة الزاهرة؛ من العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة ".
. " الأدلة القواطع والبراهين في إبطال أصول الملحِدين ".
. " تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله ".
. " الدُّرة المختصرة في محاسن دين الإسلام ".
. " الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين ".
. " التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ".
. " توضيح الكافية الشافية ".
. " الدُّرة البهيَّة شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية ".
. " سؤال وجواب في أهم المهمات ".
. " انتصار الحق، محاورة دينينة اجتماعية ".
. " الدين الصحيح يحل جميع المشاكل ".
. " فتح الرب المجيد في أصول عقائد التوحيد ".
. " مجموعة الفوائد، واقتناص الأوابد ".
. " التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه ( الواسطيَّة ) من المباحث المنيفة".
. " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ".
. " منظومة في السير إلى الله والدار الآخرة ".
. " رسالة عن يأجوج ومأجوج ".

د. الفقه وأصوله:
. " المختارات الجلية من المسائل الفقهية ".
. " المناظرات الفقهية ".
. " الفتاوى السعدية ".
. " إرشاد أولي البصائر والألباب؛ لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب؛ بطريق مرتب على السؤال والجواب ".
. " حكم شرب الدخان ".
. " الجهاد في سبيل الله ".
. " وجوه التعاون بين المسلمين، وموضوع الجهاد الدينيِّ، وبيان كليَّات مِن براهين الدين ".
. " الجمع بين الإنصاف ونظم ابن عبد القوي ".
. " منظومة في أحكام الفقه ".
. " القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة ".
. " رسالة في القواعد الفقهية ".
. " منظومة في القواعد الفقهية مع شرحها ".
. " رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة ".
. " حاشية على الفقه "، وهي استدراك على جميع الكتب المعتمدة في المذهب الحنبلي.

هـ- الخطب:
. " الخُطَب المِنبرية على المناسبات ".
. " مجموع الخُطب في المواضيع النافعة ".
. " الفواكه الشهيَّة في الخُطَب المنبرية ".

و- اللغة العربية:
. " التعلييق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب ".

وله فوائد منثورة وفتاوى كثيرة على أسئلة شتى ترِد إليه من بلده وغيرها ويجيب عليها، وله تعليقات شتى على كثير مما يمر عليه من الكتب.
وكانت الكتابة سهلة يسيرة عليه جدًّا، حتى إنه كتب من الفتاوى وغيرها شيئًا كثيرًا.
ومما كتب نظم ابن عبد القوي المشهور، وأراد أن يشرحه شرحًا مستقلا؛ فرآه شاقًّا عليه؛ فجمع بينه وبين " الإنصاف " بخط يده؛ ليساعد على فهمه؛ فكان كالشرح له.

غرضه من التصنيف:
وكان غاية قصده من التصنيف: هو نشر العلم والدعوة إلى الحق؛ ولهذا يؤلِّف ويكتب ويطبع ما يقدر عليه مِن مؤلفاته، لا لينال منها عرضًا زائلا، أو يستفيد منها عرض الدنيا، بل يوزعها مجانًا؛ ليعم النفع بها. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

وفاتـه:
أصيب الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في آخر حياته بمرض (ضغط الدم)، وهو مرض خطير من أكثر أسبابه الإجهاد والتعب، وقد ضرب ابن سعدي في ذلك سهمًا وافرًا؛ حيث كان كثير التفكير وإجهاد النفس في المسائل المعضلة، والمشكلات المعقدة والقضايا المتعددة؛ يفكر في هذه المسائل ويكتب جواب تلك، ويبحث عن دليل ثالثة، ويناقش مع تلاميذه جوانب رابعة، وهكذا لا يهدأ له بال، ولا يرتاح له خاطر، بل حياته كلها حياة تعلُّم وتعليم.
ومَن كانت هذه حاله في اهتمامه بأمور المسلمين، وانصرافه عن الاهتمام بحاله وصحته؛ لا بُد أن ينتابه ما ينتاب غيره، ولكن همم الرجال على قدر عقولهم.
ولذا أصيب الشيخ قبل وفاته بخمس سنوات بهذا المرض -ضغط الدم-، وكان لا بد لعلاجه من السفر خارج " عُنيزة "؛ فاهتم الملك سعود رحمه الله بأمره، وأرسل له طائرة خاصة نقلته إلى بيروت؛ فعولِج بها، وبقي هناك قرابة الشهر حتى شفاه الله -وذلك عام 1372هـ-.
وبعد رجوعه إلى بلدِهِ " عنيزة "؛ عاود التدريس والإفتاء والتعليم والإمامة والخطابة، وزاول نشاطه العلمي السابق تمامًا، رغم نهي الأطباء له عن الإجهاد، وتأكيدهم عليه أن يعطي جسمه قسطًا من الراحة. ولذا أخذ مرض (ضغط الدم) يعاوده بين الحين والآخر.
وفي سنة 1376هـ: عاوده المرض، لكنه أحس بالثقل، واستمر معه فترة وجيزة.
وفي ليلة الأربعاء 22/6/1376هـ، بعد أن صلى العشاء في الجامع الكبير في " عنيزة "، وبعد أن أملى الدرس المعتاد على جماعة المسجد؛ أحس بثقل وضعف حركة. فأشار إلى أحد تلاميذه بأن يمسك بيده ويذهب به إلى بيته؛ ففعل، لكنه أغمي عليه حال وصوله البيت!
ثم أفاق، وحمد الله، وأثنى عليه، وتلكم مع أهله ومَن حضرهم بكلام حسن طيَّب به قلوبهم، وقال لهم: إني طيِّب؛ فلا تنزعجوا من أجلي. ثم سكت وعاد إليه الإغماء؛ فلم يتكلم بعدها حتى توفاه الله.
وفي صباح الأربعاء 22/6/1376هـ: دعوا له الطبيب؛ فقرر أن فيه نزيفًا في المخ، وأشعرهم أنه على خطر، وحثهم على تدارك الأمر وفِعل الأسباب.
فأبرقوا لسمو ولي العهد فيصل بن عبد العزيز؛ فأصدر أمره بإسعافه بكل ما يلزم.
فأقلعت طائرة خاصة من مطار الرياض إلى مطار " عنيزة "، وعلى متن الطائرة طبيب خاص بالمخ لإسعافه بما يحتاجه.
لكن قَدَر الله نافذ، ولا رادَّ لقضائه سبحانه.
ولكنْ إذا تَمَّ المَدَى نَفَذَ القَضَا .. ومَا لامرئٍ عما قضى اللهُ مهربُ

فلما وصلت الطائرة مطار " عنيزة "؛ حال دون نزولِها السحاب الكثيف والأمطار الغزيرة التي لم تشهدها بلدان نجد مِن قبل، حيث استمرت الأمطار ما يزيد على أربعين يومًا لم ير الناس فيها الشمس! ولذا لم تستطع النزول في مطار " عنيزة "؛ فرجعت حيث أتت!!
ثم عادت الطائرة صباح الخميس لعلها تتمكن من الهبوط، لكنها تلقت المكالمة وهي في الجو بنبأ وفاته! فرجعت إلى الرياض.
وكانت وفاته قبيل فجر الخميس الموافق 23/6/1376هـ عن تسع وستين سنة قضاها في العلم والتعليم والتوجيه والتدريس والإمامة والخطابة والتأليف والإفتاء. وقد أخرت الصلاة عليه إلى صلاة الظهر لعل أحد أبنائه يدركه؛ فلم يتمكن منهم أحد نظرًا لبعد المسافة، ووجود الأجواء غير الطبيعية من الأمطار والسيول.

وقد صلى عليه خليفته عبد العزيز بن محمد البسام في الجامع الكبير في حشد كبير لم تشهد له " عنيزة " مثيلا من قبل، حيث اجتمع أهلها ومن جاورها من القرى والهجر والبوادي ومن علم بخبر وفاته، وشيع جثمانه إلى مقابر " الشهوانية " شمال " عنيزة "، ودفن هناك، وصلي عليه في مناطق كثيرة صلاة الغائب.
وقد تركت وفاته فراغًا كبيرًا؛ حيث كان المعلِّم والمرشِد والمفتي والموجِّه والناصح والمشير؛ يستفيد منه الصغير والكبير والرجال والنساء.

كانت له صدَقات جارية على أُسَرٍ فقيرة لم يُعلم عنها إلا بعد وفاته، ولقد دخلت أحاديثه كل بيت؛ فقَلَّ أن يوجد بيت في " عنيزة " إلا ولابن سعدي آثار عليه من قريب أو بعيد، ولا يزال ذِكره على الألسن، ومحبته في القلوب، وأحاديثه وإرشاداته وفتاويه هي حديث المجالس وأنس المحافل.

وصدق الشاعر:
فلو كان يُفدَى بالنفوسِ وما غَلا .. لَطِبْنا نفوسًا بالذي كان يطلبُ

ثناء العلماء عليه:
كان ابن سعدي رحمه الله لا يحب الثناء من الآخرين عليه؛ ولذا كان ثناء طلابه ومحبيه عليه بعد وفاته؛ وذلك لِما عرفوه مِن كريم خصاله، وجميل فعاله، وعظيم سجاياه.
وحُق لرجل جمع بين العلم والورع والزهد والصدق والإخلاص والحرص على نفع الناس أن يثني عليه العلماء والفضلاء.
ولستُ -هنا- بصدد حصر مَن أثنوا عليه، وذكروه ببعض ما يستحق، لكنني أذكر طرفًا من أقوالهم ليستدل بها على الباقي.

1- قال عنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
" ... كان -رحمه الله - كثير الفقه والعناية بمعرفة الراجح من المسائل الخلافية بالدليل، وكان عظيم العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم، وكان يرجِّح ما قام عليه الدليل، وكان قليل الكلام إلا فيما تترتب عليه فائدة.
جالستُه غير مرة في مكة والرياض، وكان كلامه قليلا إلا في مسائل العلم، وكان متواضِعًا، حسن الخلق، ومن قرأ كتبه؛ عرف فضله وعلمه وعنايته بالدليل. فرحمه الله رحمة واسعة ".

2- وقال عنه الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله-:
" ... فإن من قرأ مصنفاته -ابن سعدي- وتتبع مؤلفاته وخالطه وسبَر حالَه أيام حياته؛ عرف منه الدأب في خدمة العلم -اطلاعًا وتعليمًا-، ووقف منه على حُسن السيرة، وسماحة الخلُق، واستقامة الحال، وإنصاف إخوانه وطلابه من نفسه، وطلب السلامة فيما يجر إلى شرٍّ أو يفضي إلى نزاع أو شقاق. فرحمه الله رحمة واسعة ".

وقال لي بعض تلامذة الشيخ عبد الرزاق -رحمه الله - أنه كان يقول: "إن أقرب علماء الدعوة اسلفية في العصر الحديث شبهًا بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله- في العلم والفقه والإدراك والتحليل والتفصيل والاستنباط والاستدلال: الشيخ ابن سعدي -رحمه الله - ".

وقال: " ... عرفتُ فيه العالِم السلفي الذي فهم الإسلام الفهم الصادق وعرف فيه دعوته القوية الصادقة إلى الأخذ بكل أسباب الحياة العزيزة القوية الكريمة النقية... ".

3- وقال عنه شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:
" ... إن الرجل قل أن يوجد مثله في عصره، في عبادته وعلمه وأخلاقه. حيث كان يعامل كلا من الصغير والكبير بحسب ما يليق بحاله، ويتفقد الفقراء؛ فيوصل إليهم ما يسد حاجتهم بنفسه، وكان صبورًا على ما يلم به من أذى الناس، وكان يحب العُذر ممن حصلت منه هفوة؛ حيث يوجِّهها توجيهًا يحصل به عذر مَن هفا... ".

وكنتُ دائمًا أسمعُ ثناء شيخنا على شيخه ابن سعدي -رحمهما الله- في ديانته وإخلاصه، وعلميته المتميزة، وفقهه، وصبره واحتسابه مع ذكره لآرائه والتعويل عليها، وتأثره به في حياته وأخلاقه، بل وحتى في بعض حركاته.

وقال لنا شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله - في إحدى الدروس: كان خطي في الكتابة في بداية حياتي يختلف عن خطي الحالي؛ وما ذاك إلا لأنني ذهبتُ أقلد خط شيخي؛ فصار كما ترونه الآن!

هذا إضافة إلى ما يكنه شيخنا -رحمه الله - من محبة كبيرة للشيخ ابن سعدي -رحمه الله -.

4- وقال عنه الشيخ محمد حامد الفقي -رحمه الله -:
" ... عرفتُ الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي من أكثر من عشرين سنة. فعرفت فيه العالِم السلفي المدقِّق المحقق الذي يبحث عن الدليل الصادق، وينقب عن البرهان الوثيق؛ فيمشي وراءه لا يلوي على شيء ".

مميزات كتابه: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.

أثنى الشيخ ابن عثيمين على كتب شيخه، ومنها تفسيره، وميّزه على كثير من كتب التفاسير بسيره فيه على منهج السلف الصالح في العقيدة، حيث قال رحمه الله - في تقديمه لإحدى طبعات التفسير المجموعة في مجلد واحد كبير - بعد حمد الله والثناء عليه:

((..أما بعد: فإن تفسير شيخنا عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى المسمى "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" من أحسن التفاسير حيث كان له ميزات كثيرة:
منها سهولة العبارة ووضوحها حيث يفهمها الراسخ في العلم ومَنْ دونه.
ومنها تجنب الحشو والتطويل الذي لا فائدة منه إلا إضاعة وقت القارئ وتبلبل فكره.
ومنها تجنب ذكر الخلاف إلا أن يكون الخلاف قوياً تدعو الحاجة إلى ذكره وهذه ميزة مهمة بالنسبة للقارئ حتى يثبت فهمه على شيء واحد.
ومنها: السير على منهج السلف في آيات الصفات فلا تحريف ولا تأويل يخالف مراد الله بكلامه فهو عمدة في تقرير العقيدة.
ومنها دقة الاستنباط فيما تدل عليه الآيات من الفوائد والأحكام والحكم وهذا يظهر جلياً في بعض الآيات كآية الوضوء في سورة المائدة حيث استنبط منها خمسين حكماً وكما في قصة داود وسليمان في سورة ص.
ومنها: أنه كتاب تفسير وتربية على الأخلاق الفاضلة كما يتبين في تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف ﴿ خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ﴾. ومن أجل هذا أشير على كل مريد لاقتناء كتب التفسير أن لا تخلو مكتبته من هذا التفسير القيم.

وأسأل الله تعالى أن ينفع به مؤلفه وقارئه إنه كريم جواد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان. كتبه محمد الصالح العثيمين في 15 رمضان 1413هـ[3])).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 03:52 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

ثالثا: ترجمة الشيخ محمد بن سليمان الأشقر رحمه الله:

- ولد ببرقة قرية من قرى نابلس في 16 من أيلول سنة 1930 م .
- تخرج من الابتدائية سنة 1944 م .
- درس الثانوية بمدرسة الصالحية بنابلس ، ومكث أربع سنين .
- رحل إلى المملكة العربية السعودية وعمل بالتدريس في المدرسة الفيصلية ببريدة سنة 1369هـ .
- عمل في التجارة بالرياض سنة 1370هـ
- التحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1371هـ
- أسندت إليه أمانة مكتبة دار الإفتاء 1372هـ مع الاستمرار في الدراسة بالمعهد العلمي ، ثم بالكلية الشرعية .
- تخرج من الكلية الشرعية 1376 هـ في الفوج الأول من خريجيها .
- أخذ التفسير وأصول الفقه على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - ، والفقه والعقيدة على الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله ، والفرائض على الشيخ عبد العزيز بن رشيد – رحمه الله ، والحديث على الشيخ عبد الرحمن الإفريقي – رحمه الله - ، والنحو على الشيخ عبد اللطيف سرحان ، والشيخ يوسف الضبع .
- عمل بالتدريس في معهد شقراء العلمي ، وأسندت إليه إدارته سنة 1377هـ
- نقل للتدريس بالكلية الشرعية ، وكان من أوائل المدرسين فيها ، وبقي بها من 1378 – 1383هـ ، أي أنه مكث خمس سنوات .
- التحق بالتدريس في الجامعة الإسلامية فبقي بها سنتان .
- انتقل بعدها إلى الكويت .
- أسند إليه أمانة مكتبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من سنة 1385 – 1397هـ .
- حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة الأزهر .
- عمل في مشروع الموسوعة الفقهية الكويتية .
- وشارك عضوا في لجنة الفتوى بالكويت من سنة 1969م إلى أن وقعت أحداث الخليج عام 1990م .
- رجع بعدها إلى الأردن ، وتفرغ هناك للبحث والتأليف .

وإنتاج الشيخ تأليفا وتحقيقا وتعليقا كثيرة.
وفي لقاء ​أجري مع الشيخ د. محمد الأشقر قبل عام أوضح فيه أعز مؤلفاته لديه قائلا : " لدي تفسير أعتز به وهو " زبده التفسير " ، وهو على اسمه زبدة ، أي : ليس فيه حشو مطلقا ، وإنما التفسير على قدر المطلوب بالضبط، فيكشف معنى الآية بكل يسر وسهولة ووضوح وهو ميسر للناس وقد أخليته من أي مصطلح يشق على المطالع الذي لا معرفة لديه بالمصطلحات فأي مثقف عادي يستطيع أن يفهم المراد من الآية فهما سليما فهذا أكثر كتاب اعتز به .

وهناك كتاب " الواضح " في أصول الفقه أيضا كتاب ميسر للمبتدئين والحمد لله يدرس في العالم الإسلامي في مواضع كثيرة في معاهد علمية إسلامية الحمد الله كان ميسرا جدا ، وأصل عمله أظن أن جمعية الإصلاح طلبت مني أن ألقي دروسا على طلبتها في أصول الفقه فألقيت هذه باختصار ، ثم توسعت بها وحررت الكتاب، ثم بعد ذلك طلبت مني جمعية إحياء التراث الإسلامي أن ألقي عليهم دروسا فألقيت دروسا فيه وكان ذلك مؤدياً إلى تحرير المسائل تحريرا كاملا والحمد الله فهذان الكتابان خير ما اعتز به " .ا.هـ.

وكتاب " زبدة التفسير " هو مختصر لكتاب " فتح القدير الجامع بين فنّي الدِّراية والرواية من علم التفسير " للإمام الشوكاني ( ت 1250 ) ، قال في مقدمته : " وقد كنتُ توليتُ تدريس تفسير الشوكاني – رحمه الله – لطلبة العلم في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فأخذتُ بفضله وتحقيقه ... " .ا.هـ.
وقد عُرف الشيخ د. محمد الأشقر بهذا الكتاب فإذا أطلق اسم كتاب " زبدة التفسير " في أواسط طلبة العلم فيتبادر للذهن اسم مؤلفه الشيخ د. محمد الأشقر .

وقد طبع الكتاب طبعات عديدة آخرها " زبدة التفسير بهامش مصحف المدينة المنورة " ، وكُتب على طُرة الكتاب " الطبعة الشرعية الوحيدة " ، طبعة " دار النفائس " بالأردن ، راجعها وقدم لها الشيخ د. الأشقر بعد أن رغب إليه كثير من طلبة العلم أن يطبع الكتاب بهامش مصحف المدينة ، واستجاب لطلبهم بهذه النسخة المعتمدة في عام 1421هـ .
ينصح كثير من العلماء وطلبة العلم بكتاب " زبدة التفسير " للمبتدئين في طلب العلم ، وأيضا للقراءة منه في المساجد لسهولة عبارته ، وتلخيص الأقوال في تفسير الآية .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 05:59 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

إرشادات في طريقة الإجابة على أسئلة مجالس مذاكرة التفسير



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجدون بإذن الله في مجلس مذاكرة اليوم سبعة أنواع مختلفة من الأسئلة تتنوع ما بين أسئلة لقياس مستوى التحصيل وأسئلة مهارات وأسئلة تتعلق بالتدبر.

وكما تدربنا من قبل، فإننا في استخلاص المسائل وتلخيص كلام المفسرين في كل مسألة نعتني بثلاثة أشياء ثابتة ومتكررة معنا في كل مسألة وهي: جمع الأقوال في المسألة - إسناد كل قول - الاستدلال لكل قول، وذكر ما يعقب به المفسر من تصحيح أو تضعيف أو ترجيح ونحو ذلك.

النوع الأول: ذكر المعنى اللغوي للمفردة القرآنية.
والمطلوب في هذا النوع من الأسئلة كما هو موضح ذكر معنى اللفظة في اللغة، فلا نخلط بينه وبين المراد باللفظة كما أشرنا من قبل في الدرس الثاني من دروس مهارات التفسير.
- قد يكون للمفردة أكثر من معنى في اللغة، فيذكر كل وجه مع بيان الراجح منها.
- ويعتنى بالشواهد اللغوية التي يستشهد بها المفسّر على كلامه.

النوع الثاني من الأسئلة: استخلاص المسائل من الآيات.
وقد تدربنا على هذه المهارة في الدرسين الثاني والثالث من دروس مهارات التفسير، ونوصي الطالب أن تكون هذه عادته في مذاكرة التفسير أن يكون لديه إلمام حسن بالمسائل التي اشتملت عليها الآيات التي يدرسها فإن ذلك يكسبه عمقا ورسوخا في فهم الآيات، ويراعى:
- الاقتصار في هذا النوع من الأسئلة على المطلوب فقط وهو استخلاص المسائل الواردة في تفسير الآية.
- مراعاة ترتيب المسائل على الآيات، ووضع رموز المفسرين بجوار كل مسألة تناولوها كما تدربنا من قبل.
- العناية بحسن العرض والإخراج لقائمة المسائل.
- ويراجع الدرسين الثاني والثالث للاستزادة من الإرشادات.

النوع الثالث من الأسئلة: ذكر الأقوال الواردة في المسألة والترجيح بينها.
- هذا النوع يعتبر أدق وأطول الأسئلة إجابة، وقد تدربنا عليه بحمد الله في الدرسين الرابع والخامس من دروس مهارات التفسير.
- وفيه تعرض جميع الأقوال الواردة مع أدلتها ونسبتها، ثم مناقشتها وبيان الراجح منها إذا ترجح منها شيء، أو الجمع بينها ما أمكن الجمع.
- وننبه أنه في هذه المرحلة إذا سكت المفسّر فلم يرجح أو يجمع صراحة بين الأقوال فللطالب أن يتجاوز هذه الفقرة من السؤال ويكتفي بعرض الأقوال.
- ويراعى العناية بحسن طريقة العرض والإخراج.

النوع الرابع من الأسئلة: سؤال التفسير.
وهو سؤال في تفسير آية أو عدة آيات تفسيرا مختصرا، وهو أخف من السؤال السابق لكن بضوابط.
- ونعني بالاختصار ذكر خلاصة أقوال المفسّرين مباشرة دون التعرض للخلاف، والاقتصار على الراجح من الأقوال فقط عند تفسير الآية أو الجمع بينها إذا أمكن الجمع، كما يمكن الاختصار كذلك في إيراد الأدلة بالاكتفاء بأهمها في المسألة، والاقتصار على موضع الشاهد منها تيسيرا، وتحذف كذلك الاستطرادات وما لا تعلق له بالمسألة مباشرة.
- ولا يعني بالاختصار تقليل ألفاظ شرح الآية، وغياب بعض المسائل المهمة بحجة الاختصار، بل لابد من استيفاء الكلام على كل مسألة.
- ونوصي بالاقتداء بطريقة الشيخ الأشقر رحمه الله في التفسير، وهو تقسيم الآية إلى مفردات أو جمل قصيرة بحسب المقام، ووضع تفسير كل جملة بجوارها، فإن ذلك أقرب للتنظيم وأدعى لضمان الكلام على كل مسألة وعدم فوات شيء منها.
- ولا نقصد بتقسيم الآية إلى جمل قصيرة تجزيء تفسيرها وتفريقه، بل للطالب أن يربط بين فقرات التفسير أو يعقب عليها أو على بعضها بما يراه مناسبا للمقام.

النوع الخامس: أسئلة منوعة
وهي أسئلة مفتوحة تتعلق بنواح شتى في الآية، والكلام عليها يختلف بحسب نوع السؤال، لكن ما نؤكد عليه هو الاجتهاد في عرض المسألة عرضا علميا صحيحا باستعياب جميع ما ورد فيها ونسبته والاستدلال له ومناقشته وبيان القول الصحيح في المسألة.

النوع السادس: الاستدلال.
وهو أن يطلب منك الدليل على مسألة أو قاعدة معينة، والدليل على المسألة: أي ما يشهد لها ويؤيدها من الآيات التي درستها في مقرر الأسبوع.

النوع السابع: استخلاص الفوائد السلوكية من الآيات.
وأرجو أن تكون قد وضحت لكم سابقا في الرابط الذي وضعناه.


وأخيرا، أرجو أن تكون هذه الإرشادات واضحة لكم، ومن لديه استفسار فليتفضل بطرحه في هذا المجلس.
وسنتابع لاحقا إن شاء الله بطريقة الإجابة على أسئلة الاختبارات.

* ملحوظة: ربما يستصعب بعض الطلاب الدراسة من تفسير ابن كثير؛ خاصّة من يدرس منها لأول مرة، فربما يرى أنه يطيل كثيرا في بعض المسائل، وقد يتعجب من إيراده لبعض الأحاديث الضعيفة ونحو ذلك، فنوصي هؤلاء الطلاب بالصبر على القراءة في هذا التفسير القيّم، ونخبرهم أن ما يشكل عليهم الآن سيتبين لهم مستقبلا إن شاء الله.


وفقكم الله.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 01:49 PM
أبوبكر إسماعيل حسين الجلاد أبوبكر إسماعيل حسين الجلاد غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 141
افتراضي

ذكرتم -بارك الله فيكم- :

النوع السابع: استخلاص الفوائد السلوكية من الآيات.
وأرجو أن تكون قد وضحت لكم سابقا في الرابط الذي وضعناه.



أين أجد الرابط -لو تكرمتم- ؟!

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 02:20 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
جزاكم الله خيرا على هذه التنبيهات والملاحظات القيمة ولكن اين أجد رابط الفوائد السلوكية؟

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 ذو الحجة 1436هـ/17-09-2015م, 08:27 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرابط موضوع في في المشاركة الثانية من هذا المجلس
- استخراج الفوائد السلوكية من الآيات القرآنية.
وفقكم الله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 ذو الحجة 1436هـ/18-09-2015م, 07:07 AM
غادة محمد علي غادة محمد علي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 25
افتراضي

السلام عليكم
لدي اشكال بخصوص ((الفرق بين المعنى اللغوي للفظ ,والمراد باللفظ ))
فمثلا في كلمة ((أعوذ)) ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره :: والاستعاذة معناها : هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر ، والعياذة تكون لدفع الشر ، واللياذ يكون لطلب جلب الخير

وفي موضع آخر قال ((معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أي : أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي))
هل يعتبر الموضع الأول ((المعنى اللغوي))
والموضع الثاني ((المراد بالكلمة))؟
وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 ذو الحجة 1436هـ/20-09-2015م, 06:04 AM
غدير حسين محمد غدير حسين محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 62
افتراضي

السلام عليكم .. عند إيراد الأقوال في المسألة ولا يوجد قول نرجحه حيث أن كل قول مستقل بذاته .. هل يلزم بعد تعداد الأقوال أن نقوم بجمعها جميعا بصيغة نها~ية مختصرة ونستثني من ذلك الأدلة الواردة ونسبة الأقوال لأصحابها ؟

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 ذو الحجة 1436هـ/7-10-2015م, 09:46 AM
أمل عبدالرحمن الرفاعي أمل عبدالرحمن الرفاعي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 36
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غادة محمد علي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
لدي اشكال بخصوص ((الفرق بين المعنى اللغوي للفظ ,والمراد باللفظ ))
فمثلا في كلمة ((أعوذ)) ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره :: والاستعاذة معناها : هي الالتجاء إلى الله والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر ، والعياذة تكون لدفع الشر ، واللياذ يكون لطلب جلب الخير

وفي موضع آخر قال ((معنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أي : أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي))
هل يعتبر الموضع الأول ((المعنى اللغوي))
والموضع الثاني ((المراد بالكلمة))؟
وجزاكم الله خيرا
نفس السؤال ؟

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24 ذو الحجة 1436هـ/7-10-2015م, 10:18 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي

بارك الله فيكم..
الأسئلة العلمية تكتب هنا لتدرج في مجلس يوم الثلاثاء ليجاوب عليها الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله بإذن الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, خاص

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir