بسم الله, والصلاة والسلام على رسول الله..
المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» .
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب:
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
ويقال في معنى "أم الكتاب" ما قيل في معنى: "أم القرآن", القولان:
- تضمنها لأصول معاني القران الكريم.
- تقدمها على سائر سور القرآن الكريم.
والصحيح أن يجمع بين القولين بلا تعارض.
وهذا الاسم من العشر الثابتة.
ب. الوافية:
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا يصحُّ عنهم, ونُسِبَ خطأً.
أما ما نُسب لأبي هريرة فخطأٌ لأنَّ إسناد نصه وإن كان رجالهُ ثقات إلا أنه منقطع, فمجاهد لم يسمع عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم تنزل من كنز تحت العرش؛ لأنه لم يصح الحديث الوارد فيه ذكر هذا الفضل, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول:{وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر», وهذا الحديث من النوع الثالث الذي يقع الضعف في متنه مع روايته بالإسناد " ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة. "
- وكذلك وقع الضعف فيما ورد عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش), وهو ما يُصنَّف ضعفهُ للنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
فالحديث الأول: (أربع آيات نزلن... الحديث) أكدَّ ضعف الحديث الثاني المتوقف فيه.
س5: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} مع ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1. افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.
2. أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة.
3. أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبادة الاستعاذة من العبادات الجليلة التي يُحبّها الله تعالى ويثيب عليها، ويبغض من أعرض عن التعبّد له بها.
والحمدلله..