دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شوال 1437هـ/20-07-2016م, 03:11 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق


اختر إحدى المجموعات التالية وأجب عليها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
2: متى نزلت المعوذتان؟
3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟


المجموعة الثانية:
1: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
2: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.

3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.

المجموعة الثالثة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بالتفصيل.
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟


المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.


المجموعة الخامسة:
1
: اذكر أقوال العلماء في المراد بالغاسق، مع بيان القول الراجح.
2: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.


المجموعة السادسة:
1: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

2: تكلّم عن أنواع الغواسق التي قد تغسق على الفرد والجماعة وسبيل العصمة منها.


المجموعة السابعة:
1: بيّن معنى "النفث" لغة، واذكر أقوال العلماء في المراد بالنفّاثات في العقد، مع مناقشة كل قول وبيان الراجح منها.
2: اذكر معنى الحسد وأنواعه، والفرق بينه وبين الغبطة.

المجموعة الثامنة:
1: اذكر أقوال المفسّرين في المراد بالحاسد في السورة، مع بيان القول الراجح.

2: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟
3: ما المراد بشر الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.


المجموعة التاسعة:
7: تكلّم عن أصل معنى الحسد في اللغة ووجه تسميته بذلك.
8: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 شوال 1437هـ/20-07-2016م, 11:17 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

المجموعة الخامسة:

1: اذكر أقوال العلماء في المراد بالغاسق، مع بيان القول الراجح.
قيل: الليل . ودليله: قوله تعالى:(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل). وغسق الليل فيه ثلاثة أقوال أيضاً: أول ظلمته عند غروب الشمس، وأول العشاء عند غياب الشفق، وحين اشتداد ظلمة الليل واجتماعها، وذلك نصف الليل.وقوله تعالى:(إذا وقب) قيل معناه: الليل إذا دخل ،وقيل:الليل إذا غاب. فكأن الوقوب وصف لدخوله وخروجه ، ومما يقوي هذا أن المعوذتين تقرآن عند دخول الليل وعند خروجه (أذكار الصباح والمساء).
وقيل:القمر. دليله: حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أحمد والنسائي في السنن الكبرى وغيرهما من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال: ((تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب)) ).
وقيل:الكوكب . وقيل:الثريا. وقيل: النجم. دليله: ماروي مرفوعا عن النبي في حديث أبي هريرة: (النجم الغاسق) رواه ابن جرير في تفسيره، وقال عنه ابن كثير: لا يصح رفعه للنبي.
وقيل: الذكر، فيكون المعنى الاستعاذة من شر الذكر إذا دخل في الفرج ، وقد قال به ابن عباس ، وذلك أن الفرج من أكثر ما يدخل الناس النار بسبب الوطء المحرم.
وقيل: النهار. وقيل: الأسود من الحيات.
القول الراجح:
هو القول الجامع والذي ذكره الماوردي: أن أصل الغسق : الجريان بالضرر. يقال: غسقت القرحة إذا جرى صديدها. وغسقت العين: إذا جرى دمعها.
فبهذا القول الكلي يكون معنى الغسق: شيء ينتقل ويجري وربما يتغشى وربما يكون فيه ما يكون من الأخلاط والآفات والشرور، فيشمل بذلك كل الأقوال المذكورة فيه ، ويؤكد هذا القول أن مفردة الغاسق وردت منكرة مما يدل على العموم والشمول.

2: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.
لأن أشد ما يخشى من شر الغاسق عند وقوبه ،
؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بكفِّ الصبيان عند بدء الإظلام كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كفّوا صِبيانكم حتى تذهب فَحْمَةُ -أو فورة- العشاء ساعةَ تهبُّ الشياطين)). رواه البخاري في الأدب المفرد.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 02:12 PM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي

المجموعة الثامنة:
1: اذكر أقوال المفسّرين في المراد بالحاسد في السورة، مع بيان القول الراجح.

القول الأول: المراد كل حاسد مفهوم قول قتادة وعطاء الخراساني ونص عليه ابن جرير واختاره البغوي في شرح السنة وبه قال الجمهور.
القول الثاني: المراد بالحاسد هنا اليهود وهو قول عبد الرحمن بن زيد ومقاتل بن سليمان واختاره البغوي في تفسيره
القول الثالث: المراد به لبيد بن الأعصم لأنه هو الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم حسدا وبغيا قاله الفراء وبعض من أتى بعده من المفسرين .
الترجيح القول الأول قول جمهور المفسرين هو الصواب إن شاء الله
لأن {حاسدٍ} نكرة في سياق الشرط فأفادت العموم.
2: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟
معنى التقييد أن الحسد يكون في طبع المرء لكنه لا يضر أحدا إلاإذا حسد فقد يصادف الحاسد شخصا آخر صاحب نعم وخير ولا يحسده إما لأن نفسه لا تتطلع إلى تلك النعمة أو لعدم وجود عداوة بينه وبين ذلك المنعم عليه.
3: ما المراد بشر الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
اما ان يكون المراد
1- شر نفسه وشر عينه وهو قول قتادة
أو المقصود :
2- ما ينشأ عن الحسد من الكيد والبغي وقول السوء والسحر .
وأما انو الحاسدين فهم كثر:
-إبليس وذريته من الشياطين.
-الكفار من أهل الكتاب كاليهود والنصارى .
-المشركين من كفار قريش وغيرهم .
- المنافقين.
- السحرة .
-الحساد من المسلمين من ذوي الأنفس الخبيثة.
والحسد عموما يكون على نوعين صرف الخير عن المحسود فيتمنى زوال ذلك الخير الذي استحسنه منه أو إلحاق الضرر به وعليه يمكن أن يقسم الحساد أيضا تحت كل صنف إلى هذين النوعين.


5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
حكمه محرم باجماع كما نقل ذلك الامام النوي رحمه الله
وقد ورد النهي الصريح عنه كما في حديث أنس بن مالك الذي في البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم "لاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا .." وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين والحديث حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب 2888
ولاشك أن في قوله صلى الله عليه وسلم تحلق الدين كفاية في التحذير منه والترهيب ما يجعل العبد يخاف ويجاهده من نفسه.

وأما الأسباب التي تحمل عليه فقد ذكرها الشيخ عطية سالم فقال : الحامل على الحسد أصله أمران:
الأول: ازدراء المحسود.
والثاني: إعجاب الحاسد بنفسه
- أما عن كيفية حماية المسلم لنفسه فأن يعلم ابتداء أن هذا الخير وهذه النعم وهذه المميزات التي رآها في خلق الله إنما هي عطاء من رب العالمين فضل محض من الله لايسأل عما يفعل فلله الفضل والمنة وله الحكمة البالغة يعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بحكمته وعدله وفي كل خير للعبد لايحرم الا لمصلحة العبد فهو اعلم سبحانه بما يصلح لعباده ومن سينتفع بالعطاء ومن سينتفع بالمنع بل ومن مفسدة حصوله على ذلك الخير أكبر من مفسدة منعه فقد يصيبه من الحسد ما يخلو منه جسد وهو قادر على دفعه ومجاهدة نفسه بينما قد لايمكنه مقاومة فتننته بتلك النعم فكيف يحسد بعد ذلك الناس على ما آتاهم الله من فضله وكيف يزدري هو بعد ذلك أحدا قد شاء الله أن يخصه بفضله أهو أعلم من الله بمن يستحق عطاءه فعليه مجاهدة نفسه وان لايعجب بها وأن لايزدري نعمة الله عليه ولو نظر لنفسه وغدارته وكثرة معاصيه وعظم تقصيره لاستحيا من الله تعالى على ما هو فيه من النعم الكثيرة التي لايستحقها فكيف يظن انه احق بالآخر بذلك الخير
وأيضا ينبغي عليه أن لايحقر أحدا وأن لايزدري نعمة الله عليهم وليعلم أن للناس فضائل وخبايا بينهم وبين الله قد لايكون اطلع عليها مخلوق استجلبت لهم ذلك فأنى له أن يدرك أو يفهم هو يعقله القاصر كيف بلغ ذلك الذي ازدراه واستصغره هذه المنازل والخيرات فعليه أن يجاهد ذلك من نفسه وينشغل بنفسه وعيوبها ويسأل الله الذي يعطي أن يعطيه من فضله دون ان يتمنى زوال الخير عن عباد الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 05:22 PM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بالتفصيل.

الفلق:الشق وخروج ما في المشقوق كفلق الصبح يشق نوره الظلمة.
ومن معاني الفلق الصبح وهو تقريب لصورة معنى الكلمة لا قصرها على هذا المعنى.
ومن معانيها الخلق كفلق النوى وتكوين النبات.
وكلمة الفلق تصدق كل ما تقع فيه،فكل ما يفلقه الله هو الفلق.



2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

سبب اختيار هذه الربوبية لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه
لأن الذي يفلق الأشياء لا يعجزه أن يفرّج الكرب ويمحي الشر كقصة موسى حين وثق برب الفلق ولم يخف الأعداء فلق الله له البحر فرجاً لهم.
ولأن الفلق لها تأثير على المستعيذ عند ذكرها يستحضر عظمة الله حين يفلق الصبح والنوى والأجنة وغير ذلك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 02:11 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجموعة الأولى:

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المراد بالمعوذتين سورة الفلق وسورة الناس وهذه التسمية مشهورة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم
الدليل: ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده). أخرجه البخاري.
== ومن فضلهما:
= أنهما لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلهما.
الدليل: حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((
ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})). رواه مسلم.
= أنهما عوذتان لم يتعوذ متعوذ بمثلهما.
الدليل: ما ورد عن عقبة بن عامر أيضاً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ(أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: ((يا عقبة ، تعوَّذ بهما؛ فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما)).
قال: (وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة). رواه أبو داوود والطحاوي والطبراني وغيرهم.
= أمر النبي ج عقبة بن عامر أن يقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة.
الدليل: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه: قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة). رواه أحمد والنسائي.
= أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة المعوذات عند حين نصبح وحين نمسي.
الدليل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)). أخرجاه.


=============================================================================================
2: متى نزلت المعوذتان؟
في نزولهما قولان:
= القول الأول:
أنهما نزلا بمكة، وممن قال به الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور.
= القول الثاني:
أنهما نزلتا بالمدينة ، وممن قال به الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم.
== والراجح:
أنهما نزلتا بالمدينة لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ومنها حديث عقبة بن عامر عند مسلم والنسائي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
=وحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
وأبو سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الأنصار.

=============================================================================================
3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
=حادثة سَحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم صحيحة ثابتة، وقد ثبتت في الصحيحين وغيرهما .
=ففي الحديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب. [مسحور]
قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم.
قال: في أي شيء؟
قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر.
قال: وأين هو؟
قال: في بئر ذروان)).
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه.
قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
فأمر بها فدفنت.
= والحديث رواه جمع من الأئمة في مصنفاتهم وهو حديث صحيح لا مطعن فيه.
= والذي سحره هو يهودي من بني زريق منافق.
= وكان هذا السحر يجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشئ وهو لم يفعله وقد جاء تفسير ذلك في رواية أخرجها البخاري في صحيحه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
---------------------------------------------------------
والرد على من أنكرها من المعتزلة بأمور منها:
= أن أصحاب الصحيحين متفقون على تصحيح الحديث ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمه واحده كما قال ابن القيم.
= أن بعضهم أنكرها لإنكاره للسحر أصلاً، وهو ثابتٌ بالكتاب والسنة.
= أن بعضهم أنكرها لاعتقاده أن إثبات ذلك فيه طعن في الرسالة، والرد عليهم أن سحره كان في جسده ولم يكن في عقله ولا في تبليغه رسالته صلى الله عليه وسلم.

==============================================================================================
4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
في إثبات ذلك خلاف لورودهما في حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم وأنهما نزل بهما جبريل علي النبي وأخبره بمكان السحر
وذكر نزولهما زيادة، وهذه الزيادة انفرد بها أحمد بن يونس عن أبي معاوية -وهو إمام ثقة- مخالفاً الثقات كأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري وهم رووه عن أبي معاوية أيضاً ولذلك وقع الخلاف
فمن رأي هذه الزيادة من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني عليه رحمة الله،
ومن رأي أنه خالف الثقات حكم عليها بالشذوذ وحكم بأن حادثة السحر لم تكن سبب النزول.

والله اعلم وصلى الله علي نبينا محمد.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 05:42 AM
رزان المحمدي رزان المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
يقصد بالمعوذات: سور الإخلاص والفلق والناس.
كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مَرِضَ أحد من أهله نفث عليه بالمعوّذات؛ فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظمَ بركةً من يدي).

واما فضلهما :
ثبت في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
-وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف.
فقال: ((لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})) ).
وفي رواية عند النسائي والحاكم : (قال: ((يا عقبة اقرأ بـ{قل أعوذ برب الفلق} فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها؛ فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل)) ).



2: متى نزلت المعوذتان؟
الصحيح أن المعوذتين مدنيتان؛ ويدل على ذلك حديثان صحيحان:
فعن عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.

وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة)) يدل على حداثة نزولها عند التحديث.
والحديث الآخر: حديث أبي سعيد الخدري المتقدم آنفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.



3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
قد ثبت في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة المعروفة من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب.
قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم.
قال: في أي شيء؟
قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر.
قال: وأين هو؟
قال: في بئر ذروان)).
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه.
قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
فأمر بها فدفنت.
وأما من أنكرها فنرد عليه :
قال السهيلي (ت:581هـ): (الحديث ثابت خرَّجه أهل الصحيح ، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض) ا.هـ.
الأُخذَة: السحر.






4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

الخلاصة أن الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.

وأمثل ما يستدل به على ذلك هو ما رواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
فذكر نزول المعوذتين هنا والرقية بهما من السحر، مما تفرّد بذكره أحمد بن يونس وهو إمام ثقة، لكنه خولف في هذه الزيادة فقد حدَّث بهذا الحديث عن أبي معاوية: أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة.
والحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 01:01 PM
الصورة الرمزية ابتهال عبدالمحسن
ابتهال عبدالمحسن ابتهال عبدالمحسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 399
افتراضي

المجموعة الثانية:

1: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وللمؤمنين تبعاً.
الحكمة من إثبات (قل) في التلاوة :
أنها من القرآن مأمورون بتلاوته كما أنزل ، فهو كلام الله تعالى ، ولو حذفت تحولت الاستعاذة من الله تعالى وهو متنزه عن ذلك سبحانه، وقد قال زرُّ بن حبيش رحمه الله: سألت أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه- عن المعوذتين فقال: (سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: (( قيل لي فقلت)) فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه البخاري.

2: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة : هو الالتجاء والاعتصام والإجارة ، وحقيقتها طلب الأمان مما يخاف منه.
شروط الاستعاذة الصحيحة: صدق التجاء القلب إلى الله تعالى، واتباع هداه، فيما يأمر به العبد وينهاه، فمن اتبع هداه واتقاه نجاه الله تعالى ، ومن كملت استعاذته كملت إعاذته وكان له عهد رباني: [ولئن استعاذني لأعيذنه].

3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
أربع درجات وهم :
الدرجة الأولى : الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ مثل استعاذة بغير الله تعالى، ومثل أصحاب الاستعاذات البدعية مما يحدثه بعض الناس من التعويذات المبتدعة.
الدرجة الثانية : الاستعاذة الناقصة، وهي استعاذة خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به، والتفريط في اتباع هداه؛ فيستعيذ أحدهم وقلبه فيه غفلة ولهو عن الاستعاذةِ.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل، من صدق الالتجاء لله تعالى وقول مما شرعه الله تعالى من غير بدعة أو مخالفة ،واتباع هدى الله تعالى فيما يرضاه ويحبه.
الدرجة الرابعة : وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها ، وهي استعاذة المحسنين، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم؛ حتى إنهم يستعيذون بالله كأنهم يرون الله جل وعلا، ويكثرون من ذكر الله، ويحسنون اتباع هدى الله تعالى؛ فتراهم يسارعون في الخيرات، ويتورعون عن الشبهات، ويحسنون التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض، فهم أولياء الله.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 03:36 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الأولى:

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المعوِّذتان هما: سورتا الفلق والناس {قل أعوذ برب الفلق} ، و{قل أعوذ برب الناس}.
المعوّذتان كرامة من الله تعالى لهذه الأمة وردت عدة أحاديث في فضلهما
جاء فيها:
1- أنه لم ير مثلهن قط.
2- أنه لن يقرأ بشيء أبلغ عند الله منهما
3- أنه ما تعوذ متعوذ بمثلهما
4- أنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلهما.

-ثبت في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
-وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف.
فقال: ((لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})) ). .
- وعن عقبة بن عامر أيضاً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ(أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: ((يا عقبة ، تعوَّذ بهما؛ فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما)).
قال: (وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة). صححه الألباني.
- جاء في حديث عقبة بن عامر قوله ( لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي: ((يا عقبة بنَ عامر! ألا أعلمك سوراً ما أنزلت في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثلهن؟!! لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).رواه أحمد وصححه الألباني.

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتهما في مواضع مخصوصة وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ بهما
ومن هذه المواضع
1- دبر الصلوات
2- في الصباح والمساء
3- في الوتر
4- عند النوم
- قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة). رواه أحمد والنسائي.
- ولهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)).
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما أوتر بالمعوذت، وكان يقرأ بهما في الصلاة.
- جاء في حديث عقبة بن نافع قوله: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرَّ بي؛ قال: «كيف رأيت يا عقيب؟! اقرأ بهما كلما نِمْتَ ، وكلما قُمْتَ». قوله: ((اقرأ بهما كلما نِمت)): أي كلما أردت النوم. رواه الإمام أحمد

2: متى نزلت المعوذتان؟
نزلتا بالمدينة على الصحيح والدليل:
- حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة)) يدل على حداثة نزولها عند التحديث.
- حديث أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
وأبو سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الأنصار من لدات أنس بن مالك وعبد الله بن عمر قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو غلام.
وقد قال بذلك من المفسرين والقراء: الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم.

وذهب بعض المفسرين إلى أنهما مكيتان، وهو قول ضعيف لا يصح.
وممن قال بذلك: الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور.

3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟


ملخص الحادثة :
- حادثة سَحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم صحيحة ثابتة ولا خلاف بين السلف في ثبوت هذه القصة
- لا خلاف في أنها غير مؤثرة في تبليغه صلى الله عليه وسلم للرسالة
- الذي سحره هو لبيد بن الأعصم وهو من بني زريق من حلفاء اليهود
- جاءت روايات بأنه لبث مسحورا لمدة ستتة أشهر، وجاءت روايات أخرى بأنه لبث أربعين يوما، ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه، والأربعين يوما من استحكامه.
الأدلة :
ثبت في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة المعروفة من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب.
قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم.
قال: في أي شيء؟
قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر.
قال: وأين هو؟
قال: في بئر ذروان)).
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه.
قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
فأمر بها فدفنت.
والحديث رواه جمع من الأئمة في مصنفاتهم وهو حديث صحيح لا مطعن فيه.

الرد على من أنكر الحادثة:
أنكر هذه الحادثة بعض المعتزلة ، وزعموا أن الإقرار بها قدح في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه موافقة للكفار في قولهم فيما حكى الله عنهم: {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً}.
ونرد عليهم بما يلي:
1. أن المراد بالمسحور في هذه الآية، الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبَّله السحر وأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه ومنطقه فغير مراد هنا
2. أن العصمة إنما وجبت للأنبياء في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل
3. أن السحر الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف.
4. أن أصحاب الصحيحين اتفقوا على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين

4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسبب تلك الحادثة فيه خلاف ولبس.
وأمثل ما يستدل به على ذلك هو ما رواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة، كما أن الحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ
- لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية
- و مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى
ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 04:40 PM
الصورة الرمزية أم أسامة بنت يوسف
أم أسامة بنت يوسف أم أسامة بنت يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 613
افتراضي

المجموعة السادسة:
1: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

الوقوب لغة: الدخول في الوقبة.
والوقبة تطلق على النقرة التي تكون في الحجر فيجتمع فيها الماء، هذا المشتهر وقيل أن الوقبة كل خرق متسع في أي كان، ومنه وقب العين أي تجويفها.
والمقصود بوقوب الغواسق في الآية: بحسب ما فسرت به الغواسق، فكل غاسق منها له وقبة يقب فيها أو من خلالها، فالليل وقوبه دخوله أو خروجه، والسحر والعين إذا أصابت العبد فلها فيه وقبة ومحل في جسده.
2: تكلّم عن أنواع الغواسق التي قد تغسق على الفرد والجماعة وسبيل العصمة منها.
الغواسق قد تغسق على الفرد أو على الجماعة وغسوقها في الفرد قد تكون في جسده أو في بعض جسده أو في روحه، وقد تغسق في الأفق عامة.
فالغواسق الكونية كالقمر والليل تغسق في الأفق عامة، ويكون شرها على الجميع بحلول الظلمة وما فيها.
والغاسق من الدواب أو الجن، يقب في الفرد في بدنه أو بعض بدنه أو في روحه بما يبثه.
وسبيل العصمة من الغواسق أيا ما كانت ومهما كان أذاها فرديا أم جماعيا، يكون بالاستعاذة بالله من شرها جميعا، والناظر في السنة النبوية يرى كم من المواضع يسن للإنسان فيها التعوذ بسورة الفلق وفيها الاستعاذة من الغواسق جميعها ولعلها لذلك نكرت، فشرع للعبد التعوذ منها عدة مرات في يومه.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 شوال 1437هـ/22-07-2016م, 07:53 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصارهومعرفته؟
يمنع العبد من رؤية الحق ما يُجعل على بصره من غشاوة سببها الجهل الأصلي للإنسان كما قال تعالى في الحديث القدسي : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم .. ) .
السبيل إلى إبصاره هو أن يستهدي العبد ربه فيفلق الله له الحجاب الذي يحول بينه وبين رؤية الحق فيؤمن به ويشكر نعمة الله عليه أن هداه وبيّن له فيزيده الله هدى ومعرفة للحق.
أما إذا كفر بالحق ولم يشكر نعمة الله عليه عوقب بالغشاوة الشديدة التي هي أشد من الغشاوة الأولى.
والمسلم الذي يكون له نور الإسلام وظلمة المعاصي يكون توفيقه لرؤية الحق بقدر ما معه من النور.

2:
اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كلنوع.
1- شرور امساك وحجب: فيقف هذا الشر حائلا بين العبد وبين ما ينفعه ويكون في الأمور الحسية والمعنوية.
2- شرور هجوم واعتذاء وهس شرور تهجم على العبد فتؤذيه وتضره وربما تمرضه وتقتله.
لا يحصل النجاة من هذه الشرور إلا بالقيام بأمر الله فقد ضمن الله لمن يقوم بأمره أن ينجيه من أنواع الشرور وأن يهديه وينصره كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ) .

3:
وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.
استحضار معاني المعوذتين له اثر مهم في الرقية وقوة التاثير بها فالرقية كلام مؤثر تأثير معنوى يخلص إلى الأمور الحسية بإذن الله بقدر قوة تاثيرها وتأثيرها ليس بطولها ولا كثرتها وإنما بقوة الرقية وبقوة عقل المعاني واستحضارها وإرادة التأثير إذا أراد الله النفع بها.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 شوال 1437هـ/23-07-2016م, 02:13 PM
إحسان التايه إحسان التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 178
افتراضي المجموعة الرابعة


المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟

مايمنع العبد عن رؤية الحق مما يجعل على بصره من الغشاوة قد تكون بسبب الجهل الأصلي للإنسان كما قال تعالى عن الإنسان: (( إنه كان ظلوماً جهولا))، وقال الله جل جلاله في الحديث القدسي: (( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)).
وحتى يتجلى الحق للعبد فلا بد أن يفلق الله له الحجاب الذي يحول بينه وبين رؤيته، فإذا انفلق الحجاب أبصر الله له الحق وإن آمن وشكر زاده الله هدى ومعرفة بالحق، وجعل له فرقاناً يلازمه ويفلق له الحجب التي تحول بينه وبين رؤية الحق كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً)) وقد ذكر جماعة من أئمة اللغة أن عاني الفلق في اللغة: بيان الحق بعد إشكاله، ومن شواهد هذا المعنى حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوَّل ما بدئ به من أمر الوحي الرؤيا الصادقة في المنام فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. رواه البخاري. أي واضحة كوضوح الصبح لا تلتبس عليه، فبيان الحق للمؤمنين هو من آثار ربوبية الله تعالى للفلق، فإذا وفق العبد شكر نعمة الله تعالى واتبع هداه ولا يزال يزداد من الهدى ومعرفة الحق حتى يبلغ الدرجات العالية، نسأل الله ن فضله.


2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
أنواع الشرور:
1. شرور حجب وإمساك: وهي ما يحجب عن العبد ما يحتاج إليه، فيقف هذا الشر حائلا بين العبد وبين ما ينفعه. وهذا يكون في الأمور الحسية والأمور المعنوية.
2. شرور هجوم وإعتداء: هي الشرور التي تهجم على العبد فتؤذيه وتضره وربما تمرضه وتقتله.

التغلب على كل نوع هام لان الشر على الجسد والروح يحجب ماينفع ويجلب مايضر، فما يحجب عن النفس ما ينفعها هي الشرور المعنوية من الجهل والضلال وعقوبات الذنوب التي ترين على القلب فتحجب عنه معرفة الهدى بعدما كانت تبصره، فيدخل العبد في أنواع من الظلمات ويخرج من أنواع من النور كلما أوغل في الغي والضلال والإعراض عن هدى الله.
حاجة العبد ماسة إلى ان يفلق عنه هذا الحجاب الذي يحول بينه وبين ما ينفعه من العلم والهدى، ليخرج من الظلمات إلى النور، ولا يفلق عنه هذا الحجاب إلا رب الفلق جلا جلاله.
قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)
الخذلان والمخالفة آفات تحجب النصر وتكون على درجات من أنواع عدة من الأعداء كل يخالف على درجته. ومن أصحاب الشرور من يجمع الآفتين ( الخذلان ومالخالفة) كأهل الحسد والبغي الذين يظن فيهم النصر والتأييد فإذا هم أهل خذلانو مخالفة.
وفي الحديث ضمانة من الله تعالى لمن يقوم بأمره أن لايضره من يخذله ولا من يخالفه مهما كانت درجة الخذلان ومهما كانت درجة المخالفة، والفهم الجيد لهذه المسألة يفيد كل مؤمن وكل جماعة قائمة بأمر الله تعالى، فمن يقوم بأمر الله كما يحب لم يضره من خذله ولا من خالفه، فإن الله تعالى ينصره ويهديه ويفلق له سببا للنصر. قال تعالى: ((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً)) فالمؤمنون هم أتباع الأنبياء ينالهم من جنس ما ينال الأنبياء، وقد جعلهم الله أسوة لنا وأمرنا أن نقتدي بهم.


3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.
استحضار المعاني التي تضمنتها سورة الفلق مهم في الرقية بها وقوة الـتأثير بها، فإن الرقية كلام مؤثر، وتأثيره معنوي يخلص إلى الأمور الحسية بإذن الله بحسب ما يقدره الله من قوة هذا التأثير.
ليس تأثير الرقية بكثرتها وطولها إنما بقوتها وقوة عقل المعاني واستحضارها وإرادة التأثير، ولا ينتفع مع هذا إلا إذا أذن الله بنفعها.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 شوال 1437هـ/24-07-2016م, 12:22 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الأولى:

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.

المعوذتين هما سورة الفلق وسورة الناس
- ثبت في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
- وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: ((ما تعوّذ الناس بأفضل منهما)). رواه النسائي.
- وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)) رواه أحمد والنسائي .

2: متى نزلت المعوذتان؟
الصحيح أن المعوذتين مدنيتان؛ وهذا قول أغلب المفسرين والقراء منهم ابن كثير والطبري والبغوي والفراء ويدل على ذلك :
الأول: حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقال بعض المفسرين منهم الزجاج وابن عطية بأنهما مكيتان وهذا غير صحيح بدليل ما قدمنا .

3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
حادثة سَحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فهي صحيحة ثابتة ، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان)). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه , قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً)) فأمر بها فدفنت.
والذي سحر الرسول صلى الله عليه وسلم من زريق بطن من الخزرج وكانوا حلفاء اليهود فتربى حجر اليهود ولما كبر تهود
وأنكر المعتزلة هذه الحادثة بحجة أنها تقدح في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وتؤلوا بها قول الله تعالى ( وقالوا إن تتبعون إلا رجلا مسحوراً )
وهذا باطل لأن السحر لم يؤثر على تبليغ النبي للرسالة ولم يؤثر في عقله وغاية ذلك أنه يخيل إليه الشيء يفعله ولم يفعله , كما أن المراد بالآية هو الجنون بسبب السحر , والحديث الذي ثبتت به الحادثة صحيح ولا مطعن فيه , والعصمة ابلتي ثبتت للأنبياء فهي عصمة لعقولهم وأديانهم وأما أبدانهم فإنهم يبتلون فيها كغيرهم من البشر ليكونوا لهم قدوة

4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟

فيه خلاف بين العلماء والخلاف منشؤه من رواة أحمد بن يونس التي رواه الطحاوي و رجال الحديث رجال الصحيح والرواية هي
روى الطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود. قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.قال: فأرسل علياً فجاء به. قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة،
- فمن اعتبرها زيادة الثقة أقر بأن هذه الحادثة هي سبب نزول المعوذتين .
- ومن اعتبر أن هذه الزايدة شاذة مخالفة للثقات لم يثبت بأن هذه الحادثة هي سبب نزول المعوذتين .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 شوال 1437هـ/24-07-2016م, 10:04 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة التاسعة:
1: تكلّم عن أصل معنى الحسد في اللغة ووجه تسميته بذلك.

أصل لفظ الحسد مشتق من ( القَشر ) ،
وقيل أن القُراد سمي ( حِسدلاً ) لهذا المعنى ، ذكره ابن الأعرابي وابن منصور الأزهري والبغوي وغيرهما .
قال ابن الأعرابي : الحِسدِل القُراد ، ومنه أُخذ الحسد لأنه يقشر القلب كما يقشر القراد الجلد فيمتص دمه .

وجه تسميته بذلك :
1- شبه التصاق الحسد بقلب صاحبه بالتصاق القراد بالجلد ، حتى يكاد يفعل به كما يفعل ، فيمتص دم صاحبه ويودعه الحُرق والضيق حتى تضيق حاله ويتنكد عيشه .
2- شبه تعلق صاحبه بصاحب النعمة بتعلق القراد بالجلد ، فهو دائم التفكير به ونفسه نهمة لأن يُسلب هذه النعمة وأن تُستخرج من صاحبها كما يستخرج القراد الدم ويمتصه .

2: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.
1- أن الحسد عملٌ قلبي ، لأن حقيقته هي تمني زوال النعمة عن المحسود ، والتمني عمل قلبي ، ولا يعارضه القول بنسبته إلى النفس لأن القلب لا حياة له إلا بالنفس .
2- أن الحسد فيه شرٌّ متعدٍّ ، ويُستفاد هذا من قوله تعالى : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) لتقييده بالظرف - إذا حسد - وبذلك نردّ على القول القائل بإنكار تعدي شر الحسد .
3- أن الحسد مرض من الأمراض التي يمكن أن يتعافى منها الإنسان إذا اتّبع هدى الله وشرعه ، لأنه مامن داء إلاّ وأنزل الله له دواء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله .
4- أنه ينبغي على المسلم أن يحرص على تزكية نفسه وتطيرها من الغل والحقد والحسد ، وأن يكف شره عن المسلمين ، وعلى المُبتلى بالحسد أن يعلم أن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء ، فإن كان عقوبة فهو شر من جهة ، وفتنة وابتلاء من جهة أخرى ، لأنه إذا تاب وأناب توبة صحيحة من الظلم والعدوان رُفعت عنه العقوبة لزوال مُوجبها ، ويكون ما أصابه مكفراً لسيئاته ، أما من استمر على أذاه وإعراضه عن التوبة والندم فهو على خطر أن يُطبع على قلبه فلا يهتدي للتوبة .
ومن المؤمنين المتقين من يُصيبه ذلك ابتلاءً واختبارا فيكون ذلك إحسان من الله إليه ورفعة لدرجاته .
5- أن الحسد من البلاء الذي لا اختيار للعبد في نوعه ، ولا في دفعه ورفعه وإنّما مردّ ذلك إلى الله سبحانه وتعالى ، والمطلوب من العبد فعل الأسباب في اتباع هدى الله الذي يحبه ، وهذا الهدى له طرق تدلّ عليه ووتبينه وأولها صدق الإنابة إلى الله ، قال تعالى : ( الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) ، فإذا سار العبد في هذا الطريق صار له نور وفرقان واضمحلّ عنه كيد الشيطان وتثبيطه وتحزينه وحلّ محلّه السكينة والرضا والاستبشار بنعمة الله وهدايته .
6- على المسلم أن يكون وسطاً بين الغلو والتفريط ، فلا يهوّل من شأن الحسد حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والثقة في حفظه ووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ، فهذا يُخشى أن يصيبه شر لضعف تعلقه بالله ، ولا يهوّن من شأن الحسد والعين ويفرّط في تحصين نفسه فيصيبه البلاء والشر ، لكن السعيد من يتبع هدى الله في عافيته وبلائه .
7- أن الحسد من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الروح فتصيب الروح في الأصل وتؤثر في الجسد تبعاً بإذن الله تعالى ، و أرواح الناس منها أرواح قوية فيها عزيمة على المقاومة فلا تستسلم بل تقاوم البلاء حتى تدفعه بإذن الله أو تخفف أثره ، ومنها ضعيفة تتضرر بأدنى آفة .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 شوال 1437هـ/25-07-2016م, 11:34 AM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق


أحسنتم جميعا بارك الله فيكم، ونثني على اجتهادكم وحرصكم، نفعكم الله بما تعلمتم ونفع بكم وزادكم علما.
وأداؤكم في هذا المجلس ممتاز والحمد لله، وتبقى ملاحظات يسيرة نرجو أن تستدرك مع الوقت بإذن الله.
وهنا ننبه على الملاحظات التي لابد من الاهتمام بها :
1 - الاهتمام بتلخيص أقوال العلماء المتقاربة في المعنى ، وعدم ذكر قول كل عالم على حدة .
2- بعض الطلاب لم يذكروا الدليل على المطلوب ، فالرجاء الانتباه لذكر الدليل ووجه الاستدلال .
3- بعض الطلاب أغفل ذكر بعض الأقوال المهمّة اختصارا منه للإجابة ولكن هذا نقص في الإجابة وليس اختصارا .
4: بعض الطلاب قد يفوّت بعض المطلوب في السؤال، فنرجو منكم مزيدا من الانتباه.
5- نؤكد على ضرورة صياغة الجواب بأسلوب الطالب، ومجانبة النسخ واللصق إلا فيما فيه ضرورة وسعة.
6- إحسان
عرض الجواب وتنظيم الأقوال وفصلها.

وإليكم بيان بتقويمات أدائكم في هذا المجلس، والمجال مفتوح للاستفسار عمّا أشكل عليكم في الملاحظات المذكورة أعلاه:

المجموعة الأولى:
1:
علاء عبد الفتاح أ+
2: ضحى الحقيل أ+

3: ماهر غازي القسي أ+
- لم تستدلّ على مكيّة المعوذتين بحديث أبي سعيد الخدري، والاختصار في الأدلّة في هذ الموضع ليس مناسبا لأنها قليلة.
4: رزان المحمدي أ
- المطلوب في السؤال الأول معنى المعوذتين وليس المعوذات.
- عند إجابة السؤال الثاني لابد من ذكر القول الثاني وهو أنهما مكيتان والرد على هذا القول.

المجموعة الثانية:
5: ابتهال عبد المحسن أ+

المجموعة الثالثة:
6: منيرة خليفة أبو عنقة أ+

المجموعة الرابعة:
7: سها حطب أ+
8: احسان التايه أ+


المجموعة الخامسة:
9: نورة الأمير أ+

المجموعة السادسة:
10: أم أسامة بنت يوسف ب
- يلاحظ الاختصار في الجواب خاصّة في السؤال الأول.


المجموعة الثامنة:
11: أم البراء الخطيب أ
- لم تشيري إلى رأي المعتزلة في المراد بشر الحاسد.
- كذلك لم تذكري الأدلة على أنواع الحاسدين .

المجموعة التاسعة:
12: سارة المشري أ
- تم خصم نصف درجة بسبب التأخير .


بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم علما.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25 شوال 1437هـ/30-07-2016م, 11:55 PM
سرور صالحي سرور صالحي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 335
افتراضي

المجموعة الثانية:

1: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم عموما و لكل مؤمن من بعده.
أما الحكمة من إثبات { قل} فأولا القرآن هكذا أنزل على النبي عليه الصلاة و السلام و قد أمرنا باتباع كلام الله عز و جل و ثانيا أنها لو حذفت لأوهم أن الإستعاذة من الله عز و جل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

2: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.

الاستعاذة هي الإلتجاء و الإعتصام و هي طلب الأمان مما يخاف منه.
أما شروطها فهي صدق الإلتجاء إلى الله عز و جل و ابتاع هداه فيما أمر و ترك ما نهى عنه و زجر.

3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.

الدرجة الأولى: هي الاستعاذة الباطلة و هي التي فقدت أحد شروطها أو الشرطين معا، و أصحاب هذا النوع مشركون بالله عز و جل لأنهم استعاذوا بغيره أو هم أصحاب بدعة.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة و هي التي خلت من الشرك أو البدعة ولكن فيها ضعف و نقص في الاتباع.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين ، هي الاستعاذة الصحيحة التي تنفع أصحابها بإذن الله و هي التي تكون بالقلب و القول و العمل فيكون صاحبها صاحب قلب مؤمن بالله متوكل عليه و متعبدا لله بالتعوذات المأثورة عن النبي عليه الصلاة و السلام و صاحبها أيضا متبعا لهدى الله عز و جل.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، و هي أعلى درجات الاستعاذة و أصحابها هم الذين أحسنوا الاستعاذة بقلوبهم و حققوا الولاية لله عز و جل.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 ذو القعدة 1437هـ/8-08-2016م, 12:09 PM
موضي الخزيم موضي الخزيم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 338
افتراضي

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المعوِّذتان هما سورتا الفلق والناس {قل أعوذ برب الفلق} ، و{قل أعوذ برب الناس}.
وتسميتهما بالمعوذتين مشهورة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).
فضلهما بإيجاز //
1/ في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
2/ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف.
فقال: ((لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})) ).
وفي رواية عند النسائي والحاكم : (قال: ((يا عقبة اقرأ بـ{قل أعوذ برب الفلق} فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها؛ فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل)) ).
ففي هذه الرواية تخصيص لسورة الفلق بمزيد فضل.
3/ عن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نَقْب من تلك النقاب؛ إذ قال لي: « يا عقبة ! ألا تركب؟! ».
قال: فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه.
ثم قال: «يا عُقيب ! ألا تركب؟!».
قال: فأشفقت أن تكون معصية.
قال: فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم وركبت هُنيَّة ، ثم ركب.
ثم قال: «يا عقيب ! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟!».
قال: قلت : بلى يا رسول الله
قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}.
ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرَّ بي؛ قال: «كيف رأيت يا عقيب؟! اقرأ بهما كلما نِمْتَ ، وكلما قُمْتَ».
قوله: ((اقرأ بهما كلما نِمت)): أي كلما أردت النوم.
- وعن عقبة بن عامر أيضاً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ(أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: ((يا عقبة ، تعوَّذ بهما؛ فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما)).
قال: (وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة).
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة). رواه أحمد والنسائي.
ولهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما أوتر بالمعوذت، وكان يقرأ بهما في الصلاة.
فيجب على المسلم أن يحرص عليهما وأن يتعوذ بهما وأن نعلمها أولادنا وأهلنا .
.......................................................
2: متى نزلت المعوذتان؟
ورد في نزولها ثلاث أقوال :
1/ القول الأول أنهما مدنيتان وهو الصحيح
ويدل على ذلك حديثان صحيحان:
الأول: حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة)) يدل على حداثة نزولها عند التحديث.
والحديث الآخر: حديث أبي سعيد الخدري المتقدم آنفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
2/ القول الثاني /
أنهما مكيتان / وهو قول ضعيف
وممن قال بذلك: الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور.
3/ من المفسرين من حكى الخلاف ولم يرجّح.
..........................................
3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
وأما حادثة سَحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فهي صحيحة ثابتة ، فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة المعروفة من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب.
قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم.
قال: في أي شيء؟
قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر.
قال: وأين هو؟
قال: في بئر ذروان)).
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه.
قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
فأمر بها فدفنت.
وهو حديث صحيح ..

في الحديث الأول أن الذي سحره رجل من بني زريق.
وفي الحديث الثاني: الذي سحره رجل من اليهود.
والجمع بينهما ما بينته روايات صحيحة في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زريق).
وبنو زريق بطن مشهور من الخزرج وهم من الأنصار، وقد أسلم أكثرهم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية في صحيح البخاري أن الذي سحره لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً.
فيكون هذا الخبيث قد جمع أوصاف الخبث؛ فهو يهودي منافق ساحر.
وقول عائشة: (حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله) جاء مفسراً من رواية أخرجها البخاري في صحيحه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا.
وقد أنكر هذه الحادثة بعض المعتزلة ....
جواب أهل العلم على ماورد من كلامهم المعتزلة/// بأن المسحور في هذه الآية المراد به الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبَّله السحر وأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه ومنطقه فغير مراد هنا ولا حجة لهم في المنع من تصديق قوله بسبب هذا السحر.
والسحر الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بين أهل العلم.
قال ابن القيم: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين) ا.هـ.
المتكلمين: المعتزلة
وفيهم من أنكر السحر أصلا
.......................................................
4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف
الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسببها فيه خلاف ...
مايستدل به / عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
فذكر نزول المعوذتين هنا والرقية بهما من السحر، مما تفرّد بذكره أحمد بن يونس وهو إمام ثقة، لكنه خولف في هذه الزيادة فقد حدَّث بهذا الحديث عن أبي معاوية: أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة.
والحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 5 ذو القعدة 1437هـ/8-08-2016م, 08:01 PM
أماني مخاشن أماني مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 176
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب في الأصل للنبي صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن بعده .
الحكمة من إثبات "قل" في التلاوة :
- نزولها هكذا ، فهي من كلام الله ومن القرآن الذي أمرنا بتلاوته .
فعن زرُّ بن حبيش رحمه الله: أنه سأل أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه- عن المعوذتين فقال: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: ((قيل لي فقلت(( فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
- أنها لو حذفت لأوهم ذلك أن المستعيذ هو الله -تعالى الله عن ذلك - فإنه سبحانه أمر عباده بالاستعاذة فيُستعاذ به ولا يستعيذ جل وعلا بأحد .

2: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام والتحصن بالله تعالى .
وشروط صحتها :
- أن يكون القلب صادقا في التجائه إلى الله تعالى ولا يستعيذ بلسانه فقط وقلبه مُعرض .
- أن يتبع العبد هدى الله فيما يأمر به وينهى عنه ، أما إن أعرض عن هداه فاستعاذته كاذبة .
- أن يجتهد في تصحيح استعاذته وإحسانها .
فبذلك ينتفع المسلم بإذن الله ، والمسلمون يتفاضلون في إحسان الاستعاذة، ومن كملت استعاذته كملت إعاذته .
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
هم على أربع درجات:
الدرجة الأولى: الاستعاذة الباطلة، وهي التي افتقدت أحد شرطي قبول العمل ، إما الإخلاص وإما المتابعة ، فأصحاب هذا القسم لا تغني عنهم استعاذتهم شيئا
ومنهم أصحاب الاستعاذات البدعية ، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الخالية من الشرك والبدع ، لكنها ضعيفة بسبب غفلة قلب المستعيذ وضعف التجائه إلى الله ، والاستعاذة نوع من أنواع الدعاء وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )
وقد يكون ضعفها ونقصها بسبب التفريط في اتباع هدى الله .
والاستعاذة الناقصة تنفع أصحابها بعضَ النفع بإذن الله تعالى.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل
فاستعاذة المتقين هي التي جمعت شروط الصحة من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب وصدق التجائه إلى الله واتّبع صاحبها هدى الله وصبر على ماأصابه،ولم يسخط ولم يستعجل وهي التي يترتب عليها أثرها بإذن الله تعالى.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وأصحابها هم من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه ، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى من كثرة التقرب إليه بالنوافل بعد الإحسان في أداء الفرائض ، وأحسنوا في اتباع هدى الله وسارعوا في الخيرات وتورعوا عن الشبهات ، وأحسنوا في استعاذتهم بقلوبهم .
وهذه الدرجة هي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً .

ومما سبق يظهر تفاوت الناس في الاستعاذة على أربع درجات ، بل كل درجة يكون أهلها فيها على مراتب ، وكلما كان العبد أحسن استعاذةً كانت استعاذته أنفع بإذن الله تعالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 16 ذو الحجة 1437هـ/18-09-2016م, 07:48 PM
هدى مخاشن هدى مخاشن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 240
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بالتفصيل.
في اللغة هو بيان الحق بعد إشكاله
المقصود بالفلق/ اسم لكل ما يفلق بمعنى يشق فيخرج منه ما شقّ عنه، فهي لفظة عامة تشمل معانً كثيرة حسية ومعنوية منها:
خروج الصبح بعد اشتداد الظلمة، خروج النبات من الحبة المصمتة خروج النخل من النوى حيث أن الله يفلقها ويجعل لها مخرجًا تخرج منه قال تعالى: {إنَّ الله فالق الحبِّ والنوَى}، خروج الجنين من بطن أمه حيث يفلق الله له مخرجا يسهل له خروجه سليما، يفلق للإنسان مخرجا يخرجه من كربه، وفلق البحر لموسى عليه السلام فنجى هو ومن معه من المسلمين، أما قول العلماء بأنه الصبح فهذا تفسير بالمثال وليس هو المقصود بالفلق فقط
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟
- حسن مناسبتها دون ما سواها لما يستعاذ منه.
- إذا تأملها الصادق المستعيذ لها أثر عظيم في نفسه فهو الذي يخرج الحي من الميت.
- أن الله هو مالكه والمتصرف فيه، وأن الشرور الحسية والمعنوية لا يفلقها إلا ربها ومالكها والمتصرف فيها

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 ذو الحجة 1437هـ/20-09-2016م, 07:47 PM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضي الخزيم مشاهدة المشاركة
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المعوِّذتان هما سورتا الفلق والناس {قل أعوذ برب الفلق} ، و{قل أعوذ برب الناس}.
وتسميتهما بالمعوذتين مشهورة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).
فضلهما بإيجاز //
1/ في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
2/ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (اتبعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه؛ فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف.
فقال: ((لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})) ).
وفي رواية عند النسائي والحاكم : (قال: ((يا عقبة اقرأ بـ{قل أعوذ برب الفلق} فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها؛ فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل)) ).
ففي هذه الرواية تخصيص لسورة الفلق بمزيد فضل.
3/ عن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنه، قال: بينا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم في نَقْب من تلك النقاب؛ إذ قال لي: « يا عقبة ! ألا تركب؟! ».
قال: فأجللت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أركب مركبه.
ثم قال: «يا عُقيب ! ألا تركب؟!».
قال: فأشفقت أن تكون معصية.
قال: فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم وركبت هُنيَّة ، ثم ركب.
ثم قال: «يا عقيب ! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟!».
قال: قلت : بلى يا رسول الله
قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}.
ثم أقيمت الصلاة ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ بهما، ثم مرَّ بي؛ قال: «كيف رأيت يا عقيب؟! اقرأ بهما كلما نِمْتَ ، وكلما قُمْتَ».
قوله: ((اقرأ بهما كلما نِمت)): أي كلما أردت النوم.
- وعن عقبة بن عامر أيضاً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ(أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: ((يا عقبة ، تعوَّذ بهما؛ فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما)).
قال: (وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة).
قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات في دبر كل صلاة). رواه أحمد والنسائي.
ولهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ربما أوتر بالمعوذت، وكان يقرأ بهما في الصلاة.
فيجب على المسلم أن يحرص عليهما وأن يتعوذ بهما وأن نعلمها أولادنا وأهلنا .
.......................................................
2: متى نزلت المعوذتان؟
ورد في نزولها ثلاث أقوال :
1/ القول الأول أنهما مدنيتان وهو الصحيح
ويدل على ذلك حديثان صحيحان:
الأول: حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة)) يدل على حداثة نزولها عند التحديث.
والحديث الآخر: حديث أبي سعيد الخدري المتقدم آنفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
2/ القول الثاني /
أنهما مكيتان / وهو قول ضعيف
وممن قال بذلك: الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور.
3/ من المفسرين من حكى الخلاف ولم يرجّح.
..........................................
3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
وأما حادثة سَحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فهي صحيحة ثابتة ، فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة المعروفة من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب.
قال: من طبه؟
قال: لبيد بن الأعصم.
قال: في أي شيء؟
قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر.
قال: وأين هو؟
قال: في بئر ذروان)).
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه.
قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً))
فأمر بها فدفنت.
وهو حديث صحيح ..

في الحديث الأول أن الذي سحره رجل من بني زريق.
وفي الحديث الثاني: الذي سحره رجل من اليهود.
والجمع بينهما ما بينته روايات صحيحة في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يهوديٌّ من يهود بني زريق).
وبنو زريق بطن مشهور من الخزرج وهم من الأنصار، وقد أسلم أكثرهم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية في صحيح البخاري أن الذي سحره لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً.
فيكون هذا الخبيث قد جمع أوصاف الخبث؛ فهو يهودي منافق ساحر.
وقول عائشة: (حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله) جاء مفسراً من رواية أخرجها البخاري في صحيحه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن.
قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا.
وقد أنكر هذه الحادثة بعض المعتزلة ....
جواب أهل العلم على ماورد من كلامهم المعتزلة/// بأن المسحور في هذه الآية المراد به الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبَّله السحر وأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه ومنطقه فغير مراد هنا ولا حجة لهم في المنع من تصديق قوله بسبب هذا السحر.
والسحر الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بين أهل العلم.
قال ابن القيم: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخ والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين) ا.هـ.
المتكلمين: المعتزلة
وفيهم من أنكر السحر أصلا
.......................................................
4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف
الحادثة صحيحة لكن نزول المعوذتين بسببها فيه خلاف ...
مايستدل به / عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، لكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث من غير هذه الزيادة.
فذكر نزول المعوذتين هنا والرقية بهما من السحر، مما تفرّد بذكره أحمد بن يونس وهو إمام ثقة، لكنه خولف في هذه الزيادة فقد حدَّث بهذا الحديث عن أبي معاوية: أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة.
والحديث له نحو أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن اعتبر هذه الزيادة مخالفة؛ حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ثم مخالفة هذه الزيادة لطرق الحديث الأخرى، ومن اعتبرها من باب زيادة الثقة؛ صححها كما فعل الألباني .
الدرجة أ
س2: لم تذكري وجه الدلالة من حديث أبي سعيد الخدري على مدنية المعوذتين،

حكاية الخلاف وعدم الترجيح لا يعد قولا ثالثا؛ فهو حكاية للخلاف وعدم الترجيح في القولين المذكورين.
ــ تم خصم درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 18 ذو الحجة 1437هـ/20-09-2016م, 07:59 PM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني مخاشن مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟
الخطاب في الأصل للنبي صلى الله عليه وسلم وكل مؤمن بعده .
الحكمة من إثبات "قل" في التلاوة :
- نزولها هكذا ، فهي من كلام الله ومن القرآن الذي أمرنا بتلاوته .
فعن زرُّ بن حبيش رحمه الله: أنه سأل أُبيَّ بن كعب -رضي الله عنه- عن المعوذتين فقال: سألت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ: ((قيل لي فقلت(( فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
- أنها لو حذفت لأوهم ذلك أن المستعيذ هو الله -تعالى الله عن ذلك - فإنه سبحانه أمر عباده بالاستعاذة فيُستعاذ به ولا يستعيذ جل وعلا بأحد .

2: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام والتحصن بالله تعالى .
وشروط صحتها :
- أن يكون القلب صادقا في التجائه إلى الله تعالى ولا يستعيذ بلسانه فقط وقلبه مُعرض .
- أن يتبع العبد هدى الله فيما يأمر به وينهى عنه ، أما إن أعرض عن هداه فاستعاذته كاذبة .
- أن يجتهد في تصحيح استعاذته وإحسانها .
فبذلك ينتفع المسلم بإذن الله ، والمسلمون يتفاضلون في إحسان الاستعاذة، ومن كملت استعاذته كملت إعاذته .
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
هم على أربع درجات:
الدرجة الأولى: الاستعاذة الباطلة، وهي التي افتقدت أحد شرطي قبول العمل ، إما الإخلاص وإما المتابعة ، فأصحاب هذا القسم لا تغني عنهم استعاذتهم شيئا
ومنهم أصحاب الاستعاذات البدعية ، فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، وهي الخالية من الشرك والبدع ، لكنها ضعيفة بسبب غفلة قلب المستعيذ وضعف التجائه إلى الله ، والاستعاذة نوع من أنواع الدعاء وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )
وقد يكون ضعفها ونقصها بسبب التفريط في اتباع هدى الله .
والاستعاذة الناقصة تنفع أصحابها بعضَ النفع بإذن الله تعالى.
الدرجة الثالثة: استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل
فاستعاذة المتقين هي التي جمعت شروط الصحة من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب وصدق التجائه إلى الله واتّبع صاحبها هدى الله وصبر على ماأصابه،ولم يسخط ولم يستعجل وهي التي يترتب عليها أثرها بإذن الله تعالى.
الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنين، وأصحابها هم من أوجب الله على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه ، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى من كثرة التقرب إليه بالنوافل بعد الإحسان في أداء الفرائض ، وأحسنوا في اتباع هدى الله وسارعوا في الخيرات وتورعوا عن الشبهات ، وأحسنوا في استعاذتهم بقلوبهم .
وهذه الدرجة هي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً .

ومما سبق يظهر تفاوت الناس في الاستعاذة على أربع درجات ، بل كل درجة يكون أهلها فيها على مراتب ، وكلما كان العبد أحسن استعاذةً كانت استعاذته أنفع بإذن الله تعالى.
الدرجة: أ
تم خصم درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 18 ذو الحجة 1437هـ/20-09-2016م, 08:18 PM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى مخاشن مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بالتفصيل.
في اللغة هو بيان الحق بعد إشكاله
المقصود بالفلق/ اسم لكل ما يفلق بمعنى يشق فيخرج منه ما شقّ عنه، فهي لفظة عامة تشمل معانً كثيرة حسية ومعنوية منها:
خروج الصبح بعد اشتداد الظلمة، خروج النبات من الحبة المصمتة خروج النخل من النوى حيث أن الله يفلقها ويجعل لها مخرجًا تخرج منه قال تعالى: {إنَّ الله فالق الحبِّ والنوَى}، خروج الجنين من بطن أمه حيث يفلق الله له مخرجا يسهل له خروجه سليما، يفلق للإنسان مخرجا يخرجه من كربه، وفلق البحر لموسى عليه السلام فنجى هو ومن معه من المسلمين، أما قول العلماء بأنه الصبح فهذا تفسير بالمثال وليس هو المقصود بالفلق فقط
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟
- حسن مناسبتها دون ما سواها لما يستعاذ منه.
- إذا تأملها الصادق المستعيذ لها أثر عظيم في نفسه فهو الذي يخرج الحي من الميت.
- أن الله هو مالكه والمتصرف فيه، وأن الشرور الحسية والمعنوية لا يفلقها إلا ربها ومالكها والمتصرف فيها
الدرجة: أ
س2: إضافة: الذي يفلق الصبح فيزيل به الظلمات؛ فينتفع به الناس في تحصيل معاشهم، ويفلق الحبة فيخرج منها النبات؛ فيأكل منه الناس والأنعام، ويفلق للجنين مخرجا من بطن أمه؛ فيخرج منه حيا سليما تبتهج به النفوس؛ الذي يفعل هذه الأشياء قادر على أن يفلق للعبد من كل هم مخرجا.
ــ تم خصم درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir