المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
المعوذتين هما سورة الفلق وسورة الناس
- ثبت في صحيح مسلم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
- وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المعوذتين: ((ما تعوّذ الناس بأفضل منهما)). رواه النسائي.
- وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن خبيب: (( {قل هو الله أحد}، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء)) رواه أحمد والنسائي .
2: متى نزلت المعوذتان؟
الصحيح أن المعوذتين مدنيتان؛ وهذا قول أغلب المفسرين والقراء منهم ابن كثير والطبري والبغوي والفراء ويدل على ذلك :
الأول: حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقال بعض المفسرين منهم الزجاج وابن عطية بأنهما مكيتان وهذا غير صحيح بدليل ما قدمنا .
3: تكلم عن حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلّم، وكيف تردّ على من أنكرها؟
حادثة سَحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم فهي صحيحة ثابتة ، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ؛ ثم قال: (( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجُفّ طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان)). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: ((يا عائشة كأنّ ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)).
قلت: يا رسول الله؛ أفلا أستخرجه , قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شراً)) فأمر بها فدفنت.
والذي سحر الرسول صلى الله عليه وسلم من زريق بطن من الخزرج وكانوا حلفاء اليهود فتربى حجر اليهود ولما كبر تهود
وأنكر المعتزلة هذه الحادثة بحجة أنها تقدح في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وتؤلوا بها قول الله تعالى ( وقالوا إن تتبعون إلا رجلا مسحوراً )
وهذا باطل لأن السحر لم يؤثر على تبليغ النبي للرسالة ولم يؤثر في عقله وغاية ذلك أنه يخيل إليه الشيء يفعله ولم يفعله , كما أن المراد بالآية هو الجنون بسبب السحر , والحديث الذي ثبتت به الحادثة صحيح ولا مطعن فيه , والعصمة ابلتي ثبتت للأنبياء فهي عصمة لعقولهم وأديانهم وأما أبدانهم فإنهم يبتلون فيها كغيرهم من البشر ليكونوا لهم قدوة
4: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
فيه خلاف بين العلماء والخلاف منشؤه من رواة أحمد بن يونس التي رواه الطحاوي و رجال الحديث رجال الصحيح والرواية هي
روى الطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود. قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.قال: فأرسل علياً فجاء به. قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
لكن ذكر نزول المعوذتين والرقية بهما من ذلك تفرد به أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة،
- فمن اعتبرها زيادة الثقة أقر بأن هذه الحادثة هي سبب نزول المعوذتين .
- ومن اعتبر أن هذه الزايدة شاذة مخالفة للثقات لم يثبت بأن هذه الحادثة هي سبب نزول المعوذتين .