دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شوال 1437هـ/20-07-2016م, 03:00 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره

مجلس مذاكرة منهج ابن كثير في تفسيره
للدكتور: محمد الفالح - حفظه الله -



اختر إحدى المجموعات التالية وأجب عليها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

1: ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله.
2: تكلم عن ثناء أهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثير.


المجموعة الثانية:
1:
وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن.
2: بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير.

المجموعة الثالثة:
1: تكلم بإيجاز عن موارد ابن كثير رحمه الله في تفسيره.

2: اذكر أشهر طبعات تفسير ابن كثير.


المجموعة الرابعة:
1: كيف تعامل ابن كثير مع الإسرائليات في التفسير؟

2: تكلم عن اختصار أحمد شاكر رحمه الله لتفسير ابن كثير.

المجموعة الخامسة:
1: تكلم بشيء من التفصيل عن منهج ابن كثير في تفسيره.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.
- يُسمح بمراجعة المحاضرة أو تفريغها ليستعين بها الطالب على صياغة أجوبته، وليس لأجل أن ينسخ الجواب ويلصقه، فهذا المجلس ليس موضع اختبار، وإنما هو مجلس للمذاكرة والتدرب على الأجوبة الوافية للأسئلة العلمية، والاستعداد للاختبار.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 شوال 1437هـ/20-07-2016م, 03:14 PM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1:
تكلم بإيجاز عن موارد ابنكثير رحمه الله في تفسيره.
· كتب التفسير
§ إمام المفسرين محمد بن جريرالطبري لكنه نقل البصير، ويكثر عن الطبري
§ ابن أبي حاتم
§ الرازي و الزمخشري فيستفيد منها في جوانب يعلّق عليها إما استفادة، أو أنه ينقدها ويوجّه
§ المفسّرين أخرين
§ تفاسير لم نجدها الآن مثل تفسير ابن مردويه
ابن عطية و الماوردي،و المكي بن أبي طالب
· كتب علوم القرآن
الباقلاني في كتاب (إعجاز القرآن)،وأبو عمرو الداني في كتابه (البيان)، وينقل كثيرا عن أبي عبيد القاسم بن سلام فيكتابه (فضائل القرآن) ويبجّله يقول: الإمام العلم، و (المصاحف) لابن أبي داوود،وأيضا (الناسخ والمنسوخ) لأبي عبيد القاسم بن سلام.
· كتب السنة
§ دواوين السنة: لاشك أنها الأمهات الست، وكأنه استظهر مسند الإمام أحمد،فكثيرا ما يذكره ويقدّمه في الذكر قبل الصحيحين.
§ كتاب (الإشراف على معرفة الأطراف) لابن عساكر، و (التمهيد) لابن عبد البر، ودواوينالسنة المتعددة.
· كتب اللغة (: لا يذكر في التفسير فيما يتعلق باللغة إلا ما يتوقف عليه في بيان المعنى)
(إعراب القرآن) للنحّاس، و (الزّاهر) لابن الأنباري، و (الصحاح) لأبي نصر الجوهري، ويكثر من الأخذعنه، و (معاني القرآن) لابن الزجاج.
· كتب الأحكام
§ (الأحكام الكبير) لابن كثير
§ (الأم) للشافعي، تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي، ينقل عن ابن بطة في جزئهالخلع وإبطال الحيل، ينقل عن الطحاوي (مشكل الآثار).
· مصادرأخرى:
الإشراف لابن هبيرة، تاريخ ابن يونس، تاريخ مكة للأزرقي، فضائل الصحابة لأبيبكر بن زنجويه، والمغازي لابن إسحاق.
· علماءيصرّح بأسمائهم لكن ما ذكر لهم كتب
كأمثال: أبي الحسن الأشعري، والخليل بن أحمد،وسفيان الثوري، والحافظ السمعاني، وسيبويه، وابن عبد البر، وابن عساكروغيرهم.
2: اذكر أشهر طبعات تفسير ابن كثير.
- الأولى :الطبعة الأميرية طبعة ألف وثلاثمائة (1300 هــ): في ستةمجلدات، وقد طبعت على هامش تفسير صديق حسن خان، المسمّى: (فتح البيان في مقاصدالقرآن)، فأول طبعة لهذا التفسير 1300 هــ، ولم أجد ذكرا لأصولهاالخطيّة.
-
الثانية: طبعة المنارفي تسع مجلدات، قام رشيد رضافي تصحيح الكتاب والتعليق عليه بإشراف وعناية محمد رشيد رضا بأمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمنالفيصل –رحمة الله على الجميع-، وقد بذل جهدا في تصحيح الكتاب والتعليق عليه و جعل الفضائل في الأخير.
-
الثالثة لتفسير ابنكثير: طبعة المكتبة التجارية، أو المطبعة التجارية، لمحمد مصطفى سنة 1356هــ، في أربع مجلدات
-
الرابعة: طبعة دار إحياءالتراث، أو إحياء الكتاب العربية، وتسمى الحلبي وشركاه، في سنة 1372 هــ، في أربعمجلدات، سيئة الإخراج، ولم ترقّم فيها آيات القرآن، وملحق بها فضائل القرآن،.
-
الخامس:طبعة مطبعة الفجالةالجديدة، سنة 1384 هــ، في أربع مجلدات، آيات القرآن مرقمة، وملحق بها فضائلالقرآن، وعلّق عليها عبد الوهاب عبد اللطيف، ومحمدالصديق.
-
السادسة: طبعة دار الأندلس، دارالفكر ودار الأندلس، سنة 1385 هــ، في سبع مجلدات، حسنة الإخراج نوعا ما، بها كتابفضائل القرآن، وفهرس للأحاديث النبويّة الواردة في الكتاب،
-
السابعة : طبعة دار الشعب 1390 هــ: في ثمان أجزاء، وتختلف عن كلالطبعات السابقة، إذ هي معتمد فيها على نسخة الأزهر الخطيّة فقط، يعني الأعلام فيهالا بأس، لكن يكثر فيها التحريف والسقط
-
الثامنة : طبعة دار الأرقم في الكويت،التي اعتنى بها الشيخ مقبلالوادعي، لكنها لم يكمل إلا مجلد واحد.
-
التاسعة : طبعة دار طيبة في الرياض 1418 هــ: في ثمان مجلدات، تحقيقسامي محمد سلامة، وهي تعتبر من أفضل الطبعات إلى حدّ ما فيما يخصّ التخريج، واعتمدفيها على طبعة الشعب كما صرّح بذلك، واعتماده على طبعة الشعب، وما وُجد من نقص فيطبعة الشعب أضافه من أجزاء خطية

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 12:50 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:

وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن.
يمكن إجمال طريقة ابن كثير في تفسيره للقرآن في عدة نقاط :
1- يبدأ بذكر الآية ثم يفسّرها بعبارة سهلة موجزة , فيفسر الآية بمعناها وأحيانا يفسرها باللفظ.
2- ثم يقوم بتبيين الآية بآية أخرى إن أمكنه ذلك، ويعارض ما بين الآيتين.
3- ثم يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية، ويبيّن ما يُحتجّ به وما لا يُحتجّ به منها.
4- ثم يورد آثار الصحابة والتابعين وأقوال السلف في تفسير الآية .
5- ثم يقوم بترجيح بعض الأقوال على بعض إن تيسر .
6- وعندما يشرح آية من آيات الأحكام فإنه يدخل في المناقشات الفقهية من دون إطالة.
7- كما يذكر ما يُحتاج إليه في بيان المعنى من مسائل القراءات , والمسائل اللغوية دون تطويل .

بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير.
تفسير ابن كثير من أشهر التفاسير ويسمى بتفسير القرآن العظيم.
ومن خصائصه ومزاياه :
1- أنه يمتاز بشدة العناية بتفسير القرآن بالقرآن .
2- أنه يعَّد من أشهر وأصحّ ما دوّن في التفسير بالمأثور .
3- أنه يتحدّث عن رتبة الأحاديث والآثار الواردة في التفسير, وذلك لامتياز ابن كثير بالمعرفة الواسعة بفنون الحديث ومعرفة الرجال.
4- أنه ينبه على الإسرائيليات في كثير من الأحاديث .
5- أنه يمتاز بحسن البيان مع عدم التعقيد وعدم التشعب في المسائل .
6- أنه يفسر الآية بمعناها جريا على طريقة المتقدمين , وأحيانا يفسرها باللفظ .



والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 06:30 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

🔶 بسم الله الرحمن الرحيم 🔶
💡المجموعة الأولى :
◀1- ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله .
1⃣اسمه و نسبه :
الإمام الحافظ الشيخ المفسر و عمدة المحدثين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي
* و نسبته إلى قريش ؛ ذكر هذا الكلام له شيخه المزّي ففرح بها و أصبح الحافظ ابن كثير يثبتها في نسبه .
2⃣ مولده :
ولد سنة سبعمائة ، و بعضهم يقول سنة سبعمائة و واحد ، و كانت ولادته في بصرى الشام التي تسمى الآن درعا ، في إحدى القرى التي هناك يقال لها المسيفرة ، و يطلق عليها اليوم اسم الشويك .
3⃣ نشأته و تعلمه :
توفي والده و هو صغير ، ثم انتقل إلى دمشق حاضرة العلم ، و قام برعايته أخوه الأكبر عبد الوهاب كما ذكر هو ذلك في كتابه البداية و النهاية
بدأ بحفظ القرآن و طلب العلم و ثنى الركب على العلماء ، و كانت دمشق في ذلك الوقت تعجّ بكثير من العلماء من مختلف المذاهب
فتتلمذ ابن كثير- رحمه الله- في تلك المدارس ، و قرأ في سائر الفنون : في القرآن، و التجويد ، و النحو على عدد كبير من الشيوخ ، لكنّه تأثر بشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تأثراً كبيراً ، مع أنه لم يذكر أنه درس عليه فن من الفنون ، كما تأثر بقرينه ابن القيم

4⃣ معتقده :
على معتقد أهل السنة و الجماعة في :
- الأسماء و الصفات
- و في أهل البيت ، و في كل ما يتعلق بذلك

5⃣مشايخه :
منهم : الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي
و الإمام الذهبي ، و الرزالي

6⃣ مكانته العلمية :
- تولّى التدريس سنة سبعمائة و ست و ثلاثين ، فدل على أنه نبغ مبكراً ،
- كما أنه درّس في الجامع الأموي
- و تولّى التدريس في تربة أم الصالح عوضاً عن شيخه الذهبي.
- و كان له مشاركة فاعلة في أمر الفتوى ، حيث كانت ترد إليه الفتاوى من الحكام و غيرهم .

7⃣ تلامذته :
- ابن الجزري
- و الزركشي
- و العراقي

8⃣ كتبه :
ترك لنا ما يقارب ستين مؤلفاً ؛ منها ما هو مطبوع ، و منها ما هو مخطوط ، و منها ما هو مخطوط مفقود....
و من تلك المؤلفات :
كتابه العظيم ( جامع المسانيد و السنن الهادي لأقوم السنن ) رتب فيه قرابة عشرة مؤلفات في السنة على مسانيد الصحابة
- و كتابه تفسير القرآن العظيم

9⃣ وفاته :
توفي سنة سبعمائة و أربع و سبعين رحمه الله

⏪2- تكلم عن ثناء أهل العلم قديماً و حديثاً على تفسير ابن كثير .
🌟 للعلماء قديماً و حديثاً ثناء عاطر على هذا التفسير
💡قال الإمام السيوطي في طبقات الحفاظ :
إنه التفسير الّذي لم يؤلف على نمطه مثله .
💡و قال الشوكاني في البدر الطالع :
و هو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها .
💡و قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية :
أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير هذه الثلاث:
- تفسير أبي جعفر محمد بن جرير
- و تفسير الحسين بن مسعود البغوي
- و تفسير العماد إسماعيل بن كثير
⏪ فهذه أجلّ التفاسير
💡و قال الإمام المحدث أحمد شاكر - رحمه الله - في كتابه ( العمدة ) الذي هو اختصار لتفسير ابن كثير:
إن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا و أجودها و أدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري ، و لسنا نوازن بينهما و بين أي تفسير آخر مما بأيدينا ، فما رأينا مثلهما و لا ما يقاربهما ، فكتابه بجانب أنه تفسير للقرآن معلم و مرشد لطالب الحديث يعرف به كيف ينقد الأسانيد و المتون و كيف يميز الصحيح من غيره ، فهو كتاب في هذا المعنى تعليمي عظيم ، و نفعه جليل .
💡و قال الإمام ابن باز - رحمه الله - له كلام مثل كلام السابقين ؛ إلا أنه يضيف :
في مجال معتقد أهل السنة و الجماعة يقرره على المنهج الصحيح ، و أنه في جانب الأحاديث و الكلام عنها لا يُجارى و لا يشقّ له غبار .
💡و مثلهرالشيخ صالح الفوزان
💡و محمد لطفي الصباغ .
و الحمد لله على التيسير ، و جزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 11:06 AM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الأولى:


ترجمة ابن كثير .. - بحث لي كنت أنجزته سابقا -
نسبه
هو الإمام الحافظ، الحجة ؛ المحدث، المؤرخ، المفسر الفقيه ذو الفضائل؛ عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي النسب البصروي الأصل ؛الدمشقي النشأة و التربية و التعليم ؛ الشافعي المذهب.
مولده:
ولد – رحمه الله - بقرية "مِجْدَل". " مَجْدِل ".من أعمال مدينة " بُصْرَى " ، بلد بالشام من أعمال دمشق و كان أبوه من أهل بصرى و أمه من أ قرية مجدل .
و اختلف المترجمون له فى سنة مولده و كل هذه الأقوال تتراوح بين سنة سبعمائة 700هـ و احدى و سبعمائة 701هـ ؛ قال الذهبي: و لد سنة 701 هـ و قال ابن حجر : و لد سنة 700 هـ أو بعدها بيسير و قال السيوطى: و لد سنة 700هـ.

نشأته:
نشأ الحافظ ابن كثير في بيت علم فقد كان أبوه أبو حفص عمر بن كثير خطيبا فقيها عاملا عني بالعربية و النحو و حفظ أشعار العرب و قد ترجم له ابنه الحافظ في تاريخه الكبير المشهور ( البداية و النهاية) ؛ وتوفى أبوه وعمره ثلاث سنواتأو نحوها، وانتقلت الأسرة بعد موت والد ابن كثير إلى دمشق في سنة (707 هـ)، وخلفوالده أخوه عبد الوهاب، فقد بذل جهدا كبيرا في رعاية هذه الأسرة بعد فقدها لوالدها،
و ندع ابن كثير يحكى لنا تلك الأحداث قال :(( و توفي والدي في جمادى الأول من سنة 703 هـ في قرية ((مجدل )) و دفن بمقبرتها الشمالية عند الزيتون ؛ و كنت إذ ذاك صغيرا؛ ابن ثلاث سنين أو نحوها لا أدركه إلا كالحلم ثم تحولنا من بعده في سنة 707هـ إلى دمشق صحية كمال الدين عبد الوهاب و قد كان لنا شقيقا و بنا رفيقا شفوقا ؛ و قد تأخرت وفاته إلى سنة خمسين[يقصد سنة 750هـ] فاشتغلت على يديه بالعلم ؛ فيسر الله تعالى منه ما يسر و سهل من ما تعسر.
حياته العلمية
طلبه العلم و شيوخه: اتجه بن كثير في دراسته إلى علوم الدين و اللغة العربية و بدأ بالاشتغال في بالعلم على يدي أخيه عبد الوهاب و اجتهد في تحصيل العلوم على كبار العلماء في عصره وقد حفظ القران و سن مبكرة و ذكر في تاريخه انه ختم في سنة إحدى عشرة يقصد 711
و قرأ بالقراءات حتى اعتبره الداودي من القراء فترجم له في طبقات القراء.
و قرأ صحيح مسلم في تسعة مجالس على الشيخ نجم الدين بن العسقلاني
و سمع الموطأ ؛ و قرأ ( تهذيب الكمال ) للمزّي في تاريخ الرجال ؛ و حفظ ( التنبيه ) للشيرازي في الفروع الفقه الشافعي؛ و (( مختصر ابن الحاجب )) في الأصول ؛ و برع في الحديث و التفسير و التاريخ و الأصول و النحو؛ ودرس الحساب؛ و قد منحه الله حافظة قوية و فهما ثاقبا و علما جما و اطلاعا واسعا شهد له بذلك شيوخه و تلامذته.

شيوخه:
لقد درس ابن كثير على شيوخ كثير في فنون شتى أخد عنهم العلم و تأثر بهم:
و قد سمى بعض شيوخه في كتابه البداية النهايةنذكر بعضهم
*ابن السويدي، البدر محمد بن إبراهيم المتوفى 711 هـ
* بهاء الدين القاسم بن عساكر
*أبو نصر الشيرازي ت723 هـ
*محيى الدين أبو زكريا يحيى بن الفاضل جمال الدين ت 724 هـ
*إسحاق بن يحيى الآمدي شيخ دار الحديث الظاهرية ت 725هـ
*و منهم الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي مؤرخ الشام ت 739هـ
*و منهم الشيخ الحافظ الكبير أبو الحجاج جمال الدين يوسف المزي ت 742هـ
و قد لازمه و قرأ عليه مؤلفه العظيم في الرجال " تهذيب الكمال "
* و منهم شيخه الحافظ المؤرخ أبو عبد الله شمس الدين الذهبى محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ت748هـ
* و منهم الامام شمس الدين محمد بن أبى بكر بن أيوب بن سعد الزرعى ابن قيم الجوزية ت 751هـ
وذكر ابن قاضى شهبه في طبقاته: أنه كانت له خصوصية بابن تيمية، ومناضلة عنه، واتباع له في كثير من آرائه، وكان يفتى برأيه في مسألة الطلاق وامتُحِن بسبب ذلك وأُوذِى.
تلاميذته
و قد سمع درس عنه كثر و تخرج عليه تلاميذ ليس من السهل حصرهم لكثرتهم و تعددهم
أذكر ممن اشتهر منهم
1 – الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي ؛ و صاحب كتاب " البرهان في علوم القران " ت 794هـ
2- الحافظ الكبير زين الدين العراقى عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمان الكردي ؛ الشهير بالعراقي الشافعي ت 806هـ
3- العلامة احمد بن علاء الدين بن حجي بن موسى بن احمد الدمشقي الشافعي الحافظ ؛ مؤرخ الإسلام ؛ لازم الحافظ ست سنين ت 818 هـ
4- أبو زرعة العراقى أحمد بن الحسين بن عبد الرحمان العراقى الشافعى ت 862هـ.
5- ابن الجزري المقري محمد بن محمد بن على بن يوسف المعروف بابن الجزري الشافعي ت 833هـ
مذهبه العقدي
يعتبر الحافظ ابن كثير سلفي العقيدة يظهر ذلك من خلال شدة تمسكه بعقيدة السلف و تقريره لها فى مؤلفاته و خصوصا التفسير حيث نجد أن في تفسيره يقرر أصول العقيدة الإسلامية
من ذلك بيان الأركان الإيمان الستة و قرر أصول عقيدة السلف في بيان اتصاف الله بكمال الأسماء و الصفات و بيان وجوب إفراد الله بالعبادة و استحقاق العبادة له و حده لا شريك له كما انه قرر عقيدة السلف بوجوب الإيمان بجميع الأمور الغيبية التي اخبر عنها القران و السن و مثل الإيمان بوجود النار و الجنة و ثبوت رؤية المؤمنون ربهم يوم القيامة .. و غير ذالك و بالإضافة إلي ذالك فقد دافع ابن كثير عن عقيدة السلف و ذب عنها و رد عن طوائف البدع من الدهرين و المشركين و المعتزلة و الخوارج و غيرهم
مذهبه الفقه
يعد الإمام ابن كثير شافعي المذهب؛ و مع ذلك لم يكن من العلماء الأتباع المقلدين بل اهتم بالمذاهب الثلاثة فكان من المجتهدين الذين ينظرون في الأدلة ويختارون من الأقوال ما ترجحه تلك الأدلة؛ فلم يتعصب لمذهب الشافعي فكان بعض الأحيان يخالف مذهبه و يأخذ بقول غيره و سيأتي بينان ذلك.
ثناء العلماء عليه
وقال الداودي في طبقات المفسِّرين: "كان قدوه العلماء والحُفَّاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ،
وَلِىَ مشيخة أم الصالح بعد موت الذهبى - وبعد موت السبكي مشيخة الحديث الأشرفية مدة يسيرة، ثم أُخِذت منه"

قال عنه ابن حجر: "اشتغل بالحديث مطالعة في متونه ورجاله، وجمع التفسير، وشرع في كتاب كبير في الأحكام لم يكمل، وجمع التاريخ الذي سمَّاه البداية والنهاية، وعمل طبقات الشافعية، وشرع في شرح البخاري.. وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، وصارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته، ولم يكن على طريق المحدِّثين في تحصيل العوالي، وتمييز العالي من النازل، ونحو ذلك من فنونهم، وإنما هو من محدثي الفقهاء، وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح، وله فيه فوائد".

وقال الذهبي عنه في المعجم المختص: "الإمام المفتى، المحدِّث البارع، فقيه متفنن، مُحَدِّث متقن، مُفَسِّر نقَّال، وله تصانيف مفيدة"، يدري الفقه ويفهم العربية والأصول ويحفظ جملة صالحة من المتون والتفسير والرجال وأحواله ، سمع مني ،-ـ يقوله الذهبي-ـ وله حفظ ومعرفة "
و قال أيضا في تذكرة الحفاظ : (( سمعت مع الفقيه المفتي المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي له عناية بالرجال و المتون و الفقه خرج و ناظر و صنف و فسر و تقدم ))
وذكره صاحب شذرات الذهب فقال: "كان كثير الاستحضار، قليل النسيان، جيد الفهم".
وقال ابن حبيب فيه: " إمام ذوى التسبيح و التهليل ؛وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنَّف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنَّف، وحدَّث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه في البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم فى التاريخ والحديث والتفسير))
وقال تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني : (( صاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه وأفتى و درس و ناظر و برع في الفقه و التفسير و النحو ؛ و أمعن النظر في الرجال و العلل ))
وقال فيه أحد تلاميذه شهاب الدين ابن حجى: " كان أحفظ مَنْ أدركناه لمتون الحديث، وأعرفهم بتخريجها ورجالها، وصحيحها وسقيمها، وكان أٌقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر كثيرا في التفسير و التاريخ قليل النسيان و كان فقيها الفهم صحيح الذهن يحفظ التنبيه إلى وقت آخر و يشارك في العربية مشاركة جيدة و ينظم الشعر و ما أعرف أنى اجتمعتُ به على كثرة تردي عليه إلا واستفدتُ منه و قد لا زمته ست سنين".
و قال العلامة العينى: (( كان قدوة العلماء و الحفاظ و عمدة أهل المعاني و الألفاظ؛ و سمع و جمع وصنف و درس و حدث و ألف ؛ وكان له اطلاع عظيم في الحديث و التفسير و التاريخ و اشتهر بالضبط و التحرير و انتهى إليه علم التاريخ والحديث و التفسير و له مصنفات عديدة مفيدة ))

وفاته
كان رحمه الله قد كف بصره في آخر عمره و مات يوم الخميس منتصف شعبان و قيل يوم الخميس السادس و العشرين منه سنة 774 هـ -1373م عن أربع و سبعين سنة و قال ابن ناصر الدين : و كانت له جنازة حافلة مشهورة و دفن بوصية منه في تربة شيخ السلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية خارج باب النصر من دمشق
لما مات رثاه بعض طلبته بقوله :
لفقدك طلاب العلوم تأسفوا و جادوا بدمع لا يبيد غزيز
و لو مزجوا ماء المدامع بالدما لكان قليلا فيك يا ابن كثير
مؤلفاته:
لقد خلف الحافظ ابن كثير رحمه الله للمكتبة الإسلامية ثروة علمية كبيرة في شتى فنون المعرفة من تفسير و حديث و تاريخ و غير ذلك غير أن هذه الثروة التي خلفها لم تصل كلها إلى المكتبة الإسلامية بل إنه لم يصل إلا بعض منها أما البعض الأخر و هو القسم الأكبر منها فلم يهتد إلى مكانه و إنما الذي وصل إلينا هو نسبة هذه المؤلفات إليه ؛ كما أن من بين القسم الموجود مؤلفات لازالت مخطوطة تحتاج إلى طباعة بعد دراسة و تحقيق .

أ- المؤلفات المطبوعة:
1- تفسير القرآن العظيم
2- فضائل القرآن.
3- البداية والنهاية.
4- جامع المسانيد والسنن.
5- الاجتهاد في طلب الجهاد.
6 - اختصار علوم الحديث: اختصر فيه مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث و قد أضاف إليه فوائد كثيرة و رتبه.
7- أحاديث التوحيد والردّ على الشرك: ذكره بروكلمان في ملحق تاريخ الأدب العربي (2/ 48) وأشار إلى أنه طبع في دلهي سنة 1297 هـ.
ب- المؤلفات المخطوطة:
8- طبقات الشافعية:
منه نسخة خطية مصورة بمعهد المخطوطات بالقاهرة تحت رقم (789) صورت عن نسخة الكتاني بالرباط، الموجود منها الى الطبقة الثامنة من اصحاب الشافعي؛ وهناك مخطوطة أخرى في شستربتي رقمها (3390) .
9 - تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فروع الشافعية:
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 125) والبغدادي في هدية العارفين (1/ 215) .
و يسمى إرشاد الفقيه إلى معرفة أدله التنبيه وهو مخطوط بتركيا ؛ و في مكتبة فيض الله تحت رقم 783 و صورة منه بالجامعة العربية بالقاهرة
ج-المؤلفات المفقودة:
10- التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل:
ورد ذكره في كشف الظنون (1/ 471) وطبقات المفسرين للداودي (1/ 110) وذيل تذكرة الحافظ للسيوطي (ص 85) .
جمع فيه (( تهذيب الكمال)) للمزي و(( ميزان الاعتدال)) للذهبي مع زيادات مفيدة في الجرح و التعديل و قد أشار إليه في كتابه (( جامع المسانيد و السنن)) و أنه في عدة عشرة مجلدات قال : ( و جعلته كالمقدمة لكتابي هذا يشير إلى ((جامع المسانيد)) قال الحسيني في ((ذيل التذكرة الحفاظ )) :: و هو في خمس مجلدات و يوجد الجزء التاسع في مجلدين كبيرين بدار الكتب المصرية تحت رقم 24227 ب.
11- الكواكب الدراري في التاريخ:
ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 1521) .
12- سيرة الشيخين أو ( مسند الشيخين أبى بكر و عمر )
ورد ذكره في البداية والنهاية (7/ 18) وذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي (ص 361) .
13- الواضح النفيس في مناقب الإمام محمد بن إدريس:
ذكر في كشف الظنون (2/ 1840) وطبقات المفسرين (1/ 111) .
14- كتاب الأحكام:
وهو كتاب كبير لم يكمله وصل فيه إلى الحجّ وقد ورد ذكره باسم «الأحكام الصغرى في الحديث» في كشف الظنون (1/ 550) .
15- الأحكام الكبيرة:
ذكر في البداية والنهاية (3/ 253) وطبقات المفسرين (1/ 110) .
16- اختصار كتاب المدخل إلى كتاب السنن للبيهقي:
ورد ذكره في اختصار علوم الحديث لابن كثير (ص 4) .
17- شرح صحيح البخاري:
لم يتمه؛ ذكر في البداية والنهاية (3/ 3، 11/ 36) ، وكشف الظنون (1/ 550) وطبقات المفسرين (1/ 110) .
18- السماع:
ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (2/ 1002) .

ومما يلاحظ القاري عند استعراضه لهذه المؤلفات أن الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى أجاد في العلوم الإسلامية كلها من تفسير و حديث و أحكام و تاريخ و أصول و عقائد ؛ و هذا نتاج حصيلته العلمية التى استفادها من مشاهير العلماء في عصره كابن تيمية و ابن القيم و المزي و الذهبي و غيرهم.



ثناء العلماء على التفسير :

قال الإمام السيوطي: (( لم يؤلف على نمط مثله ))
و قال الزرقانى: (( و تفسيره هذا من أصح التفاسير بالمأثور ؛ ان لم يكن أصحها ))
وقال الشوكاني صاحب فتح القدير " له تصانيف منها التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع فأوعى ، ونقل المذاهب والأخبار والآثار "
وقال الشيخ أحمد بن شاكر رحمه الله: .. فإن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا ، وأجودها وأدقها ، بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري ، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بين أيدينا فما رأينا مثلهما ولا يقاربهما

وكذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية يقول: أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير هذه الثلاثة: تفسير أبي جعفر محمد بن جرير، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد إسماعيل بن كثير، فهذه أجل التفاسير.

- - وإمام العصر ومحدث العصر الألباني رحمه الله لما سئل ما أحسن ما يقرأ طالب العلم في الحديث وفي الرقائق والتفسير والحديث وعدد مجموعة من الفنون، فقال: أما ما يتعلق بالرقائق وتزكية النفس وكذا فعلى السائل أن يقرأ في رياض الصالحين، وفي المعتقد لا يغفل عن العقيدة الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز الأذرعي، أما التفسير فإنني أنصح السائل أن يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير فما رأينا مما في أيدينا الآن من التفاسير مثل تفسير ابن كثير، وإن كان فيه بعض التطويل أو الطول فعلى السائل أن يعود ويمرن نفسه على القراءة والنظر فيه.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 12:06 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الرابعة:

1: كيف تعامل ابن كثير مع الإسرائليات في التفسير؟
- الإسرائليات هي الأخبار التي تروى عن بني إسرائيل ... ويتم إيرادها في التفاسير كزيادة توضيح أو استئناس أو ذكر تفصيلات لم ترد إلا من أخبار بني إسرائيل ... والأصل في التعامل معها عدم تصديقها ولا تكذيبها كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذلك فيما لا يخالف ما صح عندنا من معتقد أوحديث ... أما فيما خالف ثابتا عندنا فلا يقبل خبرهم ....
**و قد تعامل ابن كثير مع الإسرائيليات في تفسيره بطريقتين رئيسيتين :
1- الإعراض التام عنها
فلا يذكرها ضمن تفسير الآية التي يفسرها مع أن غيره قد يذكرها ، لكنه يعرض عنها دون إشارة إليها ...
ومثال ذلك الحديث الطويل الذي روي عن أبي بن كعب في فضائل سور القرآن سورة سورة ، وقد ذكره من المفسرين الثعلبي والواحدي والزمخشري والبيضاوي ، وأعرض عنه ابن كثير في فضائل السور ... ( وقد تبين بالتحقيق أن الحديث من الموضوعات كما ذكر ذلك ابن الجوزي رحمه الله ) .

2- الإيراد لها ...
- وما يورده من الإسرائيليات يتعامل معه بإحدى ثلاث طرق :
أ. النقد الإجمالي العام
وذلك كما في تفسيره لقوله تعالى : ( فخسفنا به وبداره الأرض ) قال : ذكر ههنا إسرائيليات غريبة أضربنا عنها صفحا .
وكذلك في تفسيره لقوله تعالى :( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ) ، حيث قال ابن كثير : قد ذكر المفسرون ههنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه .... ولكن روي عن ابن أبي حاتم حديث لا يصح سنده لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه ، ويزيد وإن كان من الصالحين لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة .... فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله عزوجل - وهي قصة داود عليه السلام - ... ثم قال : فإن القرآن حق وما تضمن فهو حق أيضا ...

ب . النقد التفصيلي الخاص
ومنه تفسيره لقوله تعالى ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) فقد ذكر قصة البقرة ثم قال : وهذه السياقات عن عبيدة وأبي العالية والسدي وغيرهم فيها اختلاف ؛ الظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل وهي مما يجوز نقلها ولكن لا تصدق ولا تكذب . فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا والله أعلم ...
وكذلك في تفسيره لقصة الملكين هاروت وماروت فقد ذكر قصصا في منتهى الغرابة ثم قال : ( روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي والحسن وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل وغيرهم وقصها خلق من المفسرين المتقدمين والمتأخرين

** ثم إنه لخص علل القصص في ثلاث نقاط :
- حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل
- ليس فيها حديث مرفوع صحيح الإسناد إلى الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى
- وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فيها ... فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله ، والله أعلم بحقيقة الحال ...

ج . السكوت وعدم النقد
بعض ما يورده من أخبار ليس لها أثر على تفسير الآية ولا يضر ذكرها كطول آدم عليه السلام ، مهبط آدم عليه السلام أنه أهبط بالهند وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض ... وكقوله في ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) قال : وضع الله البيت مع آدم ...
وعند تفسيره ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه ) فقد ذكر القصة ولم يعلق عليها أو يعقب
وكذلك في ( فألقاها فإذا هي حية تسعى ) ... فقد سكت ولم يعقب على ما أورده

ولعل سكوته عن بعض ما روى من الإسرائيليات أنه رأى أن ذكرها لا يؤدي إلى خلل في العقائد ... وهي مع ذلك كما ذكر مما يحتمل الصدق والكذب ... ولا يعتمد عليها إلى فيما وافق الحق ... وإن كان من الأفضل ترك ذكر مثلها أيضا ...


2: تكلم عن اختصار أحمد شاكر لتفسير ابن كثير
** مختصر أحمد شاكر لتفسير الحافظ ابن كثير والمسمى ( عمدة التفسير ) هو أفضل اختصار لتفسير ابن كثير ... حيث اختصر فيه التفسير كله . وعلق عليه من أول التفسير إلى الآية الثامنة من سورة الأنفال ... تعليقا لا مزيد عليه ...

وما بعد الآية الثامنة من سورة الأنفال من التعليقات هي من تعليقات أحمد شاكر التي أُخذت من تفسيره، ومن كلامه على مسند الإمام أحمد، ومن كتابه على الترمذي، ومن بعض التعليقات التي أخذت من الشيخ الألباني، فالتخريجات التي في آخر اختصار أحمد شاكر على تفسير ابن كثير ليست له، إنما أُخذت من تعليقات له في مواضع أخر .... و هي مما أضافه من أخرج التفسير؛ دار الوفاء بالتعاون مع دار طيبة ...
وقد قيل عن اختصاره لتفسير ابن كثير : لا اختصار بعد اختصار أحمد شاكر ... فكل ما اختصر بعده هو عالة عليه ...

** وقد حافظ أحمد شاكر في مختصره على منهج ابن كثير في تفسير القرآن بالقرآن وجمع الآيات الدالة على معنى الآية أو المفسرة له ، ثم التفسير بصحيح السنة ثم ذكر أقوال السلف في تفسير الآية ...
وحذف أسانيد الأحاديث اختصارا مكتفيا بذكر الصحابي وتخريج ابن كثير له ، وحذف الحديث الضعيف أو المعلول في تقديره ... وحذف المكرر من أقوال الصحابة والتابعين.... كما حذف حذف الإسرائيليات وما أطال به ابن كثير في بعض الفروع الفقهية والأبحاث الكلامية وما لا يتصل بالتفسير اتصالا وثيقا .... واقتصر في كثير من من الأحداث التاريخية على موضع الشاهد منها ...
وقد حافظ في مختصره على آراء ابن كثير وترجيحاته ....

** وأما عن قصة اختصاره لتفسير الحافظ ابن كثير فيروي الشيخ محمد بن عبدالله الفالح قال : حدثني الشيخ صالح الأطرم –رحمة الله عليه- 1409 هـــ، : أن أحمد شاكر أتى إلى محمد بن إبراهيم، وقال أنه يريد اختصار تفسير ابن كثير، قال: اختصر واعرض علينا؛ فاختصر ثم عرض على محمد بن إبراهيم، فقال له : قف و لا تكمل .
سألت الشيخ صالح الأطرم ( والكلام للشيخ الفالح ) : لم طلب منه أن يتوقف ، فقال: يخشى أن ينصرف الناس إلى المختصر ويتركون الأصل ...
وقد تكون هذه نظرة صائبة ... إذ أوصى الشيخ الألباني من سأله عن أفضل التفاسير ليقرأها أن يقرأ في تفسير ابن كثير، قال: وإن كان مطوّلا، فعليه أن يتمهّر فيه ويتعلّم، وسيجد في ذلك الفائدة الكبرى.
فأحمد شاكر –رحمة الله عليه- اختصر تفسير ابن كثير من أوّله إلى آخره، وعلّق عليه من الأوّل إلى آية ثمان من الأنفال، تعليقا لا مزيد عليه، وقد أتعب من جاء بعده.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 09:28 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الثانية
1: وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن
طريقته في تفسيره:
- يذكر الآية ويذكر معناها بعبارة سهلة موجزة .
- يستدل لها بآية أخرى إن أمكنه ذلك ويعارض بين الآيتين.
- يذكر الأحاديث المرفوعة المتعلقة بالآية ويبين ما يحتج به منها وما لا يحتج به .
- بعد تفسير القرآن بالقرآن والقرآن بالسنة يفسر الآية بأقوال الصحابة والتابعين وعلماء السلف ويرجح بين الأقوال .
- وإن كانت من آيات الأحكام يفسرها دون إطالة في النقاشات الفقهية.
2: بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير
خصائص ومزايا تفسيره:
- من أصح وأشهر ما دون في التفسير بالمأثور إن لم يكن أصحها فهو يجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية والكلام على رتبتها غالبا.
- يمتاز بحسن البيان وعدم التعقيد وعدم التشعب في المسائل.
- التنبيه على الاسرائيليات.
- سعة المعرفة بأحوال الرجال.
- العناية والاهتمام بتفسير القرآن بالقرآن.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 شوال 1437هـ/21-07-2016م, 10:32 PM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة منهج ابن كثير في تفسيره
للدكتور: محمد الفالح - حفظه الله
المجموعة الأولى:

1: ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله.
ج1: ابن كثير من أشهر مؤلفاته تفسير القرآن الذي عرف باسمه واشتهر به تفسير ابن كثير، واسم كتابه (تفسير القرآن العظيم).
فمن هو ابن كثير؟؟
اسمه: -
هو الإمام الحافظ الشيخ المفسر وعمدة المحدثين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي. ونسبته إلى قريش نُقل هذا الكلام عن شيخه الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي لابن كثير ففرح بها وأثبتها في نسبه.
مولده ونشأته:
ولد ابن كثير سنة سبعمائة وقيل سبعمائة وواحد في بصرى الشام التي تعرف اليوم ب (درعا) في مزرعة أحد القرى اسمها المسيفرة ويقال لها أيضا شَرْكة واسمها اليوم الشُويك‘ ثم انتقل بعد ذلك إلى مجيدل القرية من أعمال بصرى الشام من حوران نفس منطقته التي ولد فيها وكانت نشأته بها. قبل أن ينتقل إلى دمشق ويكمل نشأته فيها. وابن كثير نشأ في أسرة كان لها نصيب من العلم، فقد كان والده خطيبا في قريته.
طلبه للعلم:-
ذهب إلى دمشق حاضرة العلم بصحبة أخيه الأكبر واسمه عبد الوهاب الذي قام على رعايته وذلك بعد وفاة والده في شهر جمادى الأولى من سنة ثلاث وسبعمائة. يقول ابن كثير:(وكنت إذ ذاك صغيرا لا يتجاوز عمري ثلاث سنوات).واستقر به المقام في الصاغة العتيقة ظاهر دمشق.
فبدأ أول طلبه بحفظ القرآن الكريم، وهكذا كانت عادة العلماء يبدؤون أول الطلب بحفظ القرآن، ثم تتلمذ على عدد من المشايخ والعلماء في دمشق التي كانت تعج بالعلم من مختلف المذاهب الأربعة ونهل من علمهم سواء في التجويد والحديث والفقه والآداب وسائر الأحكام، وكان شافعي المذهب ولم يمنعه ذلك من أن يقف مع الدليل وإن خالف مذهبه.
مشائخه:
درس على عدد من العلماء في زمانه وأخذ عنهم العلم، وتأثر بهم تأثرا كبيرا.
💡فمنهم الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي شيخ ابن كثير في الحديث. وهو من أهل حلب قدم إلى دمشق ثم انتقل إلى المزة وسكن بها فنسب إليها.
💡ومن العلماء ممن كان لهم أثر كبير عليه في علمه شيخ الإسلام ابن تيمية عاصره ولم يقرأ عليه كتابا من كتب العلم كما جاء ذلك في ترجمة ابن كثير. فقد توفي ابن تيمية في سنة سبعمائة وثمان وعشرين ويرجع ذلك إلى أن ابن تيمية قد قضى آخر عمره في السجن بين مصر والقلعة بدمشق. فرحمة الله على الجميع رحمة واسعة.
💡 ومنهم أيضا قرين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم استفاد منه كثيرا في فكره وصياغته العلمية، ومنهم أيضا الحافظ الذهبي والرزالي.
ابن كثير عالما:
نبغ ابن كثير في العلم مبكرا، فقد تولى التدريس في سنة سبعمائة وست وثلاثين، ودرس في الجامع الأموي. وعمل بالتدريس أيضا في تربة أم الصالح عوضا عن شيخه الذهبي.
وفي صبيحة يوم الأربعاء من سنة سبعمائة وسبع وستين كان يوما مشهودا في تاريخ ابن كثير حيث بدأ بتفسير القرآن وشرع بتفسير سورة الفاتحة في الجامع الأموي حضره عدد كبير من القضاة والأعيان.
وكانت ترد إليه الفتاوى من الحكام وغيرهم مما يدل على رسوخه في العلم وثقة المجتمع فيه.
مواقف من حياته:
مما ذكر له من المواقف، أنه في حادثة الإسكندرية لما اعتدى النصارى على المسلمون وقاموا بالتنكيل بهم أراد والي دمشق أن يفعل بنصارى دمشق بمثل ما فُعل بالمسلمين هناك، فكانت لابن كثير وقفة جميلة بفتوى له أن قال: لا يجوز هؤلاء من أهل الذمة ومازالوا على العهد ولم يصدر منهم ما يوجب الأخذ بهم ومعاقبتهم فلِمَ يُؤخذون بجريرة غيرهم فقبل والي دمشق برأيه وتركهم.
معتقده وأخلاقه:
🔦كان ابن كثير سليم المعتقد على منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وأهل البيت ومن رماه بالتفويض أو قال إنه أشعري فلا يصح نسبة ذلك إليه، بل هي دعاوى مغرضين، ومن أراد أن يتبين في ذلك فليرجع إلى تفسيره خاصة في آيات الأسماء والصفات.
🔦 أما أخلاقه فما الظن برجل أخذ بالقرآن منذ نعومة أظفاره وصحبه حفظا وتفسيرا وارتبط بسنة النبي صلى الله عليه وسلم تعلما وتعليما وتتلمذ على علماء أجلاء أفاضل من أمثال الشيخ الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي وابن القيم والحافظ الذهبي والرزالي وغيرهم. فقد كان ابن كثير على قدر كبير من الأخلاق رحمه الله.
وفاته:
رحل العالم الجليل والشيخ المفسر وعمدة المحدثين عمر بن كثير القرشي سنة سبعمائة وأربع وسبعين عن عمر قضاه معلما ناشرا لإرث النبوة عالما معلما وخلف وراءه عددا كبيرا من المؤلفات ما بين مطبوع ومخطوط فرحمة الله عليه.
مؤلفاته:
كان لابن كثير عدد كبير من المؤلفات بلغ ما يقارب الستين مؤلفا. أعظمها كتابان سارت بهما الركبان وعلم بهما القاصي والداني. وهما:
🔔 تفسير القرآن العظيم. جمع فيه تفسير القرآن كاملا في عدد من المجلدات. واستغرق في كتابته أربع سنوات فقط. وقد أثنى عليه العلماء قديما وحديثا ثناءً عاطراً لِما امتاز به واختص بأمور قل أن تجتمع في غيره من التفاسير وذلك لسعة علمه وفقهه.
🔔 البداية والنهاية. أيضا في عدد من المجلدات. نال شهرة واسعة وحوى تراجم لعدد كبير جدا من الفضلاء والأعيان مرتبة على السنين والأعوام.
وله أيضا عدد من مؤلفاته منها ما هو موجود ومنها مفقود فمنها:
🔔كتابه العظيم (جامع المساند والسنن والهادي لأقوم سنن) في عدد من المجلدات جمع فيه مسانيد الصحابة وكانت عشرة مؤلفات وأخرج جزءً منها وأتى تلميذه من بعده قلعجي وأكملها.
🔔 ومن كتبه كذلك (الرفع والتنكيل في الثقات والضعفاء والمجاهيل) في عدد من المجلدات يوجد منها مجلد واحد(الثالث).
🔔 ومن مؤلفاته كذلك كتاب (الأحكام الكبير) لم يكمل كتابته والموجود منه ثلاثة أجزاء فقط.
رحم الله الإمام الحافظ ابن كثير رحمة واسعة وأفاض عليه من فضله بقدر ما استفاد الناس من علمه.
2: : تكلم عن ثناء أهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثير.
ج2: تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير أثنى عليه العلماء قديما وحديثا ثناءً عاطراً فقد تميز بخصائص واشتمل على أمور قل أن تجتمع في غيره.
من أثنى عليه من العلماء السابقين:
يقول الإمام السيوطي في طبقات الحفاظ:(إنه التفسير الذي لم يؤلف على نمط مثله).
وقال الإمام الشوكاني في البدر الطالع:(هو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها).
قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية:(أفضل ما في أيدي الناس هذه التفاسير الثلاثة، تفسير أبي جعفر محمد بن جرير، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد لابن كثير. فهذه أجل التفاسير).
وللإمام محمد بن شاكر الذي اختصر تفسير ابن كثير وسماه (عمدة التفسير) ثناء على تفسير ابن كثير فقد قال:(إن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا وجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بين أيدينا، فما رأينا مثلهما ولا ما يقاربهما، فكتابه بجانب أنه تفسير للقرآن فهو معلم ومرشد لطالب علم الحديث يعرف به كيف ينقد الأسانيد والمتون وكيف يميز الصحيح من غيره، فهو كتاب في هذا المعنى تعليمي عظيم، ونفعه جليل كثير).
ومن العلماء المعاصرين:
الإمام ابن باز رحمه الله. له كلام مثل كلام من سبقه ويضيف عليهم قائلا:(أنه في مجال معتقد أهل السنة والجماعة يقرره على المنهج الصحيح، وأنه في جانب الأحاديث والكلام عنها لا يُجارى ولا يُشق له غبار). وللشيخ صالح الفوزان ومحمد لطفي الصباغ كلام مثله.
الإمام الألباني محدث العصر رحمه الله، لما سُئل:(ما أحسن ما يقرأ طالب العلم في الحديث والرقائق والتفسير وعدد مجموعة من الفنون؟ فأجاب إجابة شافية، ونذكر الشاهد من كلامه (وأما في التفسير فإنني أنصح السائل أن يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير فإننا لم نرى مما في أيدينا الآن من التفاسير مثل تفسير ابن كثير، وإن كان فيه الطويل، فعلى السائل أن يعود ويمرن نفسه على القراءة والنظر فيه).




المجموعة الثانية:

1: وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن.
ج1: منهج ابن كثير وطريقته التي سار عليها في تفسيره تتمثل في الآتي:
تفسير القرآن بالقرآن.
تفسير القرآن بالسنة.
تفسير بأقوال الصحابة.
ثم بأقوال التابعين ومن يليهم من علماء السلف.
ثم يقوم بترجيح بعض الأقوال على بعض سواء كان في أقوال السلف واجتهاداتهم أو فيما نُقل عن بني إسرائيل.
فعند تفسيره للآية، يفسرها بعبارة سهلة موجزة، ثم يقوم بتوضيح الآية بآية أخرى إن أمكن ذلك، ويعارض بين الآيتين، ثم يسرد الأحاديث الواردة في الآية مبينا ما يحتج به منها وما لا يحتج به.
وإذا كانت الآية من آيات الأحكام شرع في بيان المناقشات الفقهية من دون إطالة.
أمثلة في تفسير الآيات :
v قال تعالى:(وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى) قال ابن كثير في تفسيره: يُبين تعالى اغترار اليهود والنصارى بما هم فيه حيث ادعت كل طائفة من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها إلى آخر تفسير الآية...
ففي تفسير هذه الآية نهج على بيان المعنى وهذه غالب طريقته في التفسير، وليس على اللفظ التي هي طريقة المتقدمين.
v وأحيانا يقوم ببيان معنى الكلمة كما في قوله تعالى:(يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغٌوتِ) قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان.
v وفي بعض المواضع يطيل في التفسير وذلك حتى يتم إيضاح المعنى، أو بيان أحكام وردت في الآية. كما جاء في آية التيمم فقد أطال فيها وذلك حتى يتم إيضاح المعنى.
v ويوجز ويختصر في بعض المواضع، كما جاء في قوله تعالى:(مَن كَانَ عَدُواً لِلّهَ وَمَلَائِكَتِهِ وجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌ لِلْكَافِرِين) يقول ابن كثير: وفي جبريل وميكائيل قراءات تذكر في كتب اللغة والقراءات ولم نطول كتابنا هذا بسرد ذلك، إلا أن يدور فهم المعنى عليه. ومثله في قوله تعالى:(وَأنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً) قال: أي آلة يتطهر بها، كالسحور والوجور، وما جرى مجراها. واكتفى بذلك ولم يدخل في مسائل لغوية كما دخل غيره عند تفسيرهم لهذه الآية.

2:
بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير.
ج2: تفسير القرآن العظيم لابن كثير نال شهرة واسعة وانتشارا كبيرا ويرجع ذلك لتميزه بخصائص ومزايا قل أن تجتمع في غيره من التفاسير فمن ذلك:
📌 أنه من أشهر ما دُوِّن في التفسير بالمأثور، بعد تفسير الطبري، فجمع أصح الآثار الواردة في تفسير الآية، والكلام على رتبتها غالبا، فظهر في ذلك شدة عنايته في تفسير القرآن بالقرآن.
📌 أنه ينبه على الإسرائيليات في كثير من الأحاديث.
📌 معرفة ابن كثير الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.
📌 حسن البيان وعدم التعقيد وعدم التشعب في المسائل.


هذه إجاباتي لمجلس المذاكرة. واعتذر من الأولى بسبب المتصفح.










رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 شوال 1437هـ/23-07-2016م, 06:32 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثانية
1- وضح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن
- تفسير ابن كثير للقرآن من أنواع التفسير بالمأثور فيفسر القرآن بالقرآن ، ويفسره بالسنة ، وبأقوال الصحابة والتابعين ومن يليهم من علماء السلف
فيورد الآية المراد تفسيرها ثم يشرع في تفسيرها بأوجز وأيسر عبارة ثم يبدأ في تفسيرها بآية أخرى إن وجد ويباين بين الآيتين ، ثم يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بمعنى الآية ويبين مدى الاحتجاج بها ، ثم يورد أقوال السلف من صحابة وتابعين ومن بعدهم الواردة في الآية ويوازن بين الأقوال ويرجح بعضها - لا يذكر في التفسير فيما يتعلق باللغة إلا ما يعين على فهم معنى الآية دون حشو أو تطويل
- ينبه على الاسرائيليات
- يتعرض للقراءات التي تخدم معنى الآية
- عند التعرض لآية من آيات الأحكام فإنه يدخل في المناقشات الفقهية دون إطالة
2- بين خصائص ومزايا تفسير ابن كثير
تفسير الحافظ ابن كثير من أفضل كتب التفسير التي بين أيدينا ، فقد احتل مكانةً عالية بشهادة أهل العلم المتقدمين منهم والمتأخرين ، فهو من عمدة مدرسة تفسير القرآن بالمأثور، وقرر المنهج الصحيح لمعتقد أهل السنة والجماعة ، فهو ليس مجرد كتاب تفسير للقرآن وإنما هو معلم ومرشد لطالب الحديث يعرفه كيفية نقد الأسانيد والمتون والتمييز بين صحيحها من غيره ، وقد خلا من الحشو والإطالة والتعقيد في مسائل اللغة والقراءات والأحكام
أما عن خصائص تفسير ابن كثير :
1- شدة عنايته بتفسير القرآن بالقرآن بذكر الآيات التي تتعلق بالآية محل التفسير والموازنة بينهما
2- المعرفة الواسعة بفنون الحديث والأسانيد والتمييز بين صحيحها وضعيفها وأحوال الرجال
3- التنبيه على الاسرائيليات : فقد تعامل معها على طريقتين :
الأولى : الإعراض عنها دون الإشارة إليهار
مثاله : الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة، وقد ذكره من المفسرين: الثعلبي، والواحدي، والزمخشري، والبيضاوي
الثانية: إيرادها ، وما أورده تعامل معه على ثلاث مواقف
1- نقده نقداً عاماً إجمالياً
مثاله : عند قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} قال: ذُكر ها هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا
2- نقده نقداً تفصيلياً
مثاله : عند قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم، وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبرّ الناس بأبيه، قالوا هذه السياقات عن السلف فيها اختلاف ما، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدّق ولا تكذّب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحقّ عندنا، والله أعلم.
3- ذكرها والسكوت عنها وعدم نقدها
مثاله : مثل طول آدم عليه السلام، كم كان طوله
، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال: وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرضالهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، إلى آخره.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 شوال 1437هـ/24-07-2016م, 12:16 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى
1: ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله.
ولادته:
ولد سنة السبعمائة، وبعضهم يقول سبعمائة وواحدفي بصرى الشام التي تسمى الآن درعا وهي مكان الإمام النووي وابن الصلاح
اسمه:
الإمام الحافظ الشيخ المفسر وعمدة المحدثين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، ونسبته إلى قريش ذكر هذا الكلام له شيخه المزّي ففرح بها وأصبح الحافظ ابن كثير يثبتها في نسبه
نشأته:
ولد في مزرعة أحد القرى التي يقال لها المسيفرة، وكان يطلق عليها اسم شَرْكة، ويطلق عليها اليوم أهل تلك البلاد اسم الشويك، انتقل بعد ذلك إلى مجيدل القرية من أعمال بصرى الشام من حوران التي فيها ولادته، وبها نشأ،بعد ذلك لما توفي والده وهو صغير انتقل إلى دمشق حاضرة العلم، وقام برعايته أخوه الأكبر عبد الوهاب .
طلبه للعلم:
حفظ القرآن الكريم وختم حفظه في سنة (711هـ) ، وقرأ القراءات وبرع في التفسير ، وحفظ متن " التنبيه " في الفقه الشافعي سنة (718هـ) ، وحفظ مختصر ابن الحاجب ، وتفقه على الشيخين برهان الدين الفزاري ، وكمال الدين ابن قاضي شهبة .
ثم صاهر الحافظ أبا الحجاج المزي ، فتزوج ابنته زينب ، ولازمه ، وأخذ عنه ، وأقبل على علم الحديث فتخرج عليه فيه ، وصحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية ، وكانت له به خصوصية ، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق ، وامتحن بسبب ذلك وأوذي .
وقرأ الأصول على الأصفهاني وسمع علي أبي نصر ابن الشيرازي ، وأبي القاسم بن عساكر ، وآخرين كثيرين جدا .
وأقبل على حفظ المتون ، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتاريخ ، حتى برع في ذلك وهو شاب ، وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو ، وأمعن النظر في الرجال والعلل
المكانة العلمية لابن كثير:
تولّى التدريس سنة سبعمائة وست وثلاثين فيدل على أنه نبغ مبكرا، كما أنه درّس في الجامع الأموي، فقد ورد في البداية والنهاية قال: في صبيحة يوم الأربعاء سنة سبعمائة وسبع وستين حضر العلامة عماد الدين ابن كثير درس التفسير، الذي أنشأه ملك الأمراء (منك لي بغى)، وحضر واجتمع القضاة والأعيان وأخذ في أول تفسير الفاتحة، وكان يوما مشهودا، وقد تولّى التدريس في تربة أم الصالح عوضا عن شيخه الذهبي.
مما يدلّ على رسوخه في العلم وثقة المجتمع فيه مشاركته الفاعلة في أمر الفتوى، حيث كانت ترد إليه الفتاوي من الحكام وغيرهم، وذكر في حادثة الاسكندرية، لما أن النصارى اعتدوا على المسلمين في الاسكندرية، وأراد الوالي في دمشق أن ينكل بالنصارى الذين في دمشق، فقال: لا يجوز؛ هؤلاء مازالوا على الذمة ولم يصدر منهم ما يوجب ذلك فما يحقّ لنا أن نأخذهم بجريرة غيرهم، فقبل منه هذا الرأي.
ولي العديد من المدارس العلمية في ذلك العصر ، منها : دار الحديث الأشرفية ، والمدرسة الصالحية ، والمدرسة النجيبية ، والمدرسة التنكزية ، والمدرسة النورية الكبرى .
شيوخه:
1-شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية، رحمه الله.
2-الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي، رحمه الله.
3-الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، رحمه الله.
4-الشيخ أبو العباس أحمد الحجار الشهير بـ "ابن الشحنة".
5-الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الفزاري، رحمه الله.
6-الحافظ كمال الدين عبد الوهاب الشهير بـ "ابن قاضي شهبة".
7-الإمام كمال الدين أبو المعالي محمد بن الزملكاني، رحمه الله.
8-الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني، رحمه الله.
9-الإمام علم الدين محمد القاسم البرزالي، رحمه الله.
10-الشيخ شمس الدين أبو نصر محمد الشيرازي، رحمه الله.

تلاميذه:
1-الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي، رحمه الله.
2-محمد بن محمد بن خضر القرشي، رحمه الله.
3-شرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي، رحمه الله.
4-محمد بن أبي محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات، رحمه الله.
5-ابنه محمد بن إسماعيل بن كثير، رحمه الله.
6-الإمام ابن أبي العز الحنفي، رحمه الله.
7-الحافظ أبو المحاسن الحسَيني، رحمه الله.
8- الزركشي
9- العراقي.
معتقد ابن كثير:
ابن كثير على معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وفي أهل البيت، وفي كل ما يتعلّق بهذه المسألة
مذهبه .
تفقه الإمام ابن كثير على فقهاء الشافعية في زمانه ، فحفظ كتبهم ، ودرس علومهم ، بل وكتب الكتب المختصة بهم ، فقد كان مذهب الشافعية هو المذهب المنتشر في بلاد الشام ومصر .
أخلاق ابن كثير:
كانت أخلاق ابن كثير رحمه الله حميدة، ويلتزم الفضائل والقيم، وسعة الصدر، والحلم، والصداقة المخلصة، والتقدير لشيوخه؛ فقد ترجم لعدد كبير منهم في تاريخه، وأثنى عليهم خيرًا، وعدَّد مناقبهم، وأثبت فضائلهم، واعترف بالأخذ عن الأساتذة، وحسن الصحبة للزملاء والمعاصرين
مؤلفات ابن كثير:
خلّف لنا من هذه المؤلفات ما يقارب ستين مؤلفا منها ما هو مطبوع، ومنها ما هو مخطوط، ومنها ما هو مخطوط مفقود:
- (تفسير القرآن العظيم)
- (البداية والنهاية)
- (التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) جمع فيه كتابي شيخيه المِزِّي والذهبي وهما: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" و"ميزان الاعتدال في نقد الرجال"، مع زيادات مفيدة في الجرح والتعديل.
- (تخريج أحاديث أدلة التنبيه في فروع الشافعية)،
- كتاب (الهَدْي والسَّنَن في أحاديث المسانيد والسُّنَن) وهو المعروف بجامع المسانيد، جمع فيه بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى ومعجمي الطبراني مع الكتب الستة: الصحيحين والسنن الأربعة، ورتبه على الأبواب.
- (طبقات الشافعية) مجلد وسط، ومعه مناقب الشافعي
- (قصص الأنبياء)
ثناء العلماء عليه :
كان ابن كثير، رحمه الله، من أفذاذ العلماء في عصره، أثنى عليه معاصروه ومن بعدهم الثناء الجم:
فقد قال الحافظ الذهبي في طبقات شيوخه: "وسمعت مع الفقيه المفتي المحدِّث، ذى الفضائل، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي.. سمع من ابن الشحنة وابن الزراد وطائفة، له عناية بالرجال والمتون والفقه، خرَّج وناظر وصنف وفسر وتقدم".
وقال عنه أيضًا في المعجم المختص: "الإمام المفتي المحدِّث البارع، فقيه متفنن، محدث متقن، مفسر نقال".
وقال تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني: "صاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر، وأفتى ودرس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال والعلل".
وقال العلامة ابن ناصر الدين: "الشيخ الإمام العلامة الحافظ عماد الدين، ثقة المحدثين، عمدة المؤرخين، علم المفسرين".
وقال ابن تغري بردي: "لازم الاشتغال، ودأب وحصل وكتب وبرع في الفقه والتفسير والفقه والعربية وغير ذلك، وأفتى ودرس إلى أن توفى".
وقال ابن حجر العسقلاني: "كان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة، سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع الناس بها بعد وفاته" .
وفاته:
اتفق المؤرخون على أن ابن كثير -رحمه الله- تُوفِّي بدمشق يوم الخميس، السادس والعشرين من شعبان سنة 774هـ/ 1373م عن أربع وسبعين سنة، وكانت جنازته حافلة ومشهودة، ودُفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية لمحبته له، وتأثره به؛ لينعم بجواره حيًّا وميتًا

2: تكلم عن ثناء أهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثير.


اثنى أهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثيرومما ورد عنهم :
- قول الإمام السيوطي في طبقات الحفاظ: إنه التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله.
- وقول الشوكاني في البدر الطالع: وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.
- وقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية: أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير هذه الثلاثة: تفسير أبي جعفر محمد بن جرير، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد إسماعيل بن كثير، فهذه أجل التفاسير.
- وقول الإمام المحدّث أحمد شاكر رحمه الله في كتابه (العمدة) الذي هو اختصار لتفسير ابن كثير: إن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بأيدينا، فما رأينا مثلهما ولا ما يقاربهما، فكتابه بجانب أنه تفسير للقرآن معلم ومرشد لطالب الحديث يعرف به كيف ينقد الأسانيد والمتون وكيف يميز الصحيح من غيره، فهو كتاب في هذا المعنى تعليمي عظيم، ونفعه جليل كثير.
-وقول الإمام ابن باز رحمه الله : أنه في مجال معتقد أهل السنة والجماعة يقرره على المنهج الصحيح، وأنه في جانب الأحاديث والكلام عنها لا يُجارى ولا يُشقّ له غبار.
- وإمام العصر ومحدث العصر الألباني رحمه الله لما سئل ما أحسن ما يقرأ طالب العلم في الحديث وفي الرقائق والتفسير والحديث وعدد مجموعة من الفنون، فقال: أما ما يتعلق بالرقائق وتزكية النفس وكذا فعلى السائل أن يقرأ في رياض الصالحين، وفي المعتقد لا يغفل عن العقيدة الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز الأذرعي، أما التفسير فإنني أنصح السائل أن يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير فما رأينا مما في أيدينا الآن من التفاسير مثل تفسير ابن كثير، وإن كان فيه بعض التطويل أو الطول فعلى السائل أن يعود ويمرن نفسه على القراءة والنظر فيه.
-قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:( ينبغي أن تقتني « تفسير ابن كثير» فهو من أكبر المراجع ، لأنه ربما ينقل من كتب ليست في متناولنا ونجد النقل بالسند ويصحح ويضعف فهو ينبغي أن يحرص على اقتنائه )
-قال الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى :( والذي أنصح به إخواني هو تفسير ابن كثير فإنه من أعظم التفاسير وأحسنها طريقة ومنهجاًفهو تفسير متقن وموثوق)
-يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي -حفظه الله تعالى :( يعد تفسير ابن كثير من أشهر التفاسير المشهورة والمتداولة بين طلبة العلم والعوام)
- قال الشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله تعالى:(من أراد أقوال السَّلَف في التفسير فعليه بتفسير ابن كثير : تفسير متوسط).

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 شوال 1437هـ/24-07-2016م, 01:43 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الخامسة:
1: تكلم بشيء من التفصيل عن منهج ابن كثير في تفسيره.



منهج ابن كثير في "تفسيره" يمكن حصره في التالي :

- اعتماده تفسير القرآن الكريم على المأثور؛ فهو أولاً يفسر الآية بآية أخرى إن أمكنه ذلك، ويعارض بين الآيتين وهو في هذا شديد العناية، وبارع إلى أقصى غاية في سرد الآيات المتناسبة في المعنى الواحد. ثم بعد ذلك يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة المتعلقة بالآية المراد تفسيرها، ويذكر الروايات بأسانيدها في الغالب، ويحكم على الروايات في الغالب، ويبين ما يُحتجّ به من تلك الأحاديث وما لا يُحتجّ به منها. ويسكت عن بعض الروايات فلا يذكر لها حكماً. ثم يشفع هذا وذاك بذكر أقوال الصحابة والتابعين، ومَن يليه من علماء السلف، ويرجِّح ما يراه الأرجح، ويُعْرِض عن كل نقل لم يصح ثبوته، وعن كل رأي لم ينهض به دليل.

- ومن منهجه -وهو مما امتاز به- أن ينبِّه إلى ما في التفاسير من منكرات المرويات الإسرائيلية؛ وتعامله مع الإسرائيليات على شكلين:
الأول: الإعراض عنها، كما أعرض عن الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة.
الثاني: الإيراد، وما أورده له منه ثلاثة مواقف:
*النقد العام الإجمالي، كما قد ما ورد في قصة قارون قال: ذكر هنا إسرائيليات غريبة، أضربنا عنها صفحا وكما في قصة داوود عليه السلام.
* النقد التفصيلي، كما قال عند تفسيره لقصة البقرة، وبعد أن سرد الروايات الواردة فيها: "والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا تصدق ولا تكذب، فلهذا لا يعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا". وكما تعقب قصة هاروت وماروت.
* السكوت وعدم النقد،ولعله رأى أن ذكرها لا يؤدي إلى خلل في العقائد، وهي ذلك مما يحتمل الصدق والكذب. وإن كان الأولى به ترك مثل هذه الأخبار؛لأن الاشتغال بمثل هذا من قبيل تضييع الأوقات فيما لا فائدة فيه، كما قرر هو ذلك أكثر من مرة في تفسيره.

وقد حدد موقفه من الروايات الإسرائيلية، فقال: " وإنما أباح الشارع الرواية عنهم، في قوله صلى الله عليه وسلم: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فيما قد يُجوِّزه العقل، فأما فيما تحيله العقول، ويحكم فيه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه فليس من هذا القبيل".

- منهجه في آيات الأحكام: ينقل أقوال أهل العلم في مسائل الأحكام، مشفوعة بأدلة كل منهم، ثم يُرجِّح من أقوالهم ما يرى أن الدليل يدعمه، أو أن السياق يؤيده؛ وهو في كل ذلك مقتصد غير مسرف، ومعتدل غير مفرط.

- ومن منهجه: التفسير بالمعنى وليس باللفظ جريا على عادة المتقدمين كفي قوله تعالى:( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) قال: يبين تعالى اغترارِ ليهود والنصارى بما هم فيه من حيث ادعت كل طائفة مناليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها ، وأحيانا يذكر الكلمة ومعناها؛ مثل تفسيره للجبت أو الطاغوت بالسحر،عند تفسيره لقوله تعالى:(يؤمنون بالجبت والطاغوت) قال عمر: أما الجبت السحر، والطاغوت: الشيطان، قلت:هذا من معانيه،وليس خاصا به.

- وفي آيات الصفات يسلك مسلك الحق والصواب.

- منهجه في القراءات: لا يسرد القراءات إلا إذا ترتب عليها بيان معنى، أو حكم.
كما في قوله عند تفسيره (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) قال: وفي جبريل وميكائيل قراءات تذكر في كتب اللغة والقراءات، ولم نطول كتابنا هذا بسرد ذلك؛ إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه، وبالله الثقة وهو المستعان.
- وسلك مثل هذاالصابط فيما يورد عند تناوله للنواحي اللغوية: فيورد مايحتاج إليه لإيضاح المعنى، ويتحاشى التطويل إلا ماكان له سبب ظاهر، كما أطال في آية التيمم.

وقد قرر هذا المنهج في مقدمته والتزمه.

والحافظ ابن كثير على قراءة أبي عمرو البصري، وفسر تفسيره على قراءته.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 شوال 1437هـ/25-07-2016م, 02:04 PM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن.

ج/ طريقته بأن يذكر الآية (بقراءة أبي عمرو البصري) ثم يفسرها بعبارة موجزة ثم يوضحها بآية أخرى إن أمكن ويقارن بين الآيتين ويذكر الأحاديث المتعلقة بالآية ويبين مدى حجية كل منها ، وبعد ذلك يورد أقوال الصحابة والتابعين ومن تبعهم ويرجح بين الأقوال ويدخل في المناقشات الفقهية في آيات الأحكام دون إطالة ، وينبه على الإسرائيليات.
كما تميز بأنه يفسر بالمعنى وليس باللفظ مثل طريقة المتقدمين ، وهو يورد ما يحتاج لإيضاح المعنى ويتحاشى التطويل إلا ما كان له سبب ظاهر كما أطال في آية التيمم.

2: بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير.
1/ التنبيه على الإسرائيليات وهو على شكلين:
أولا: الإعراض عنها؛ فيترك من الإسرائيليات ما أورده غيره إعراضا عنها دون إشارة إليها.
الثاني: الإيراد، وما أورده الحافظ ابن كثير من الإسرائيليات، له منه ثلاثة مواقف: النقد العام الإجمالي ، النقد الخاص التفصيلي ، السكوت وعدم النقد.
2/ المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال. وله كتاب اسمه: الرفع والتكميل في الثقات والضعفاء والمجاهيل.
3: شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن.

والله أعلم وجزاكم الله خيراً ،،

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 شوال 1437هـ/25-07-2016م, 07:51 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره.


حياكم الله طلاب المستوى الثالث الكرام، كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ونبارك لكم تقدّمكم في المستوى الثالث، بارك الله فيكم ونفعكم بما تعلمتم وزادكم علما.
قد أحسنتم جميعا فى أداء هذا المجلس، ونسأل الله لكم المزيد من التوفيق والهدى والسداد.
ونوصيكم بالاستمساك بهذا الثغر، فأنتم كما عهدناكم من أهل الإحسان والتميّز، وقد قيل من قبل: "من بورك له في شيء فليزمه".

وقبل عرض التقويم نشير إشارة مختصرة إلى الفرق بين طريقة المفسّر ومنهجه في التفسير:
- طريقة المفسّر يراد بها غالبا كيفية ترتيبه للكلام في تفسير آيات المقطع، كما رأينا مع ابن كثير أنه يذكر الآية، ثم يفسّرها تفسيرا إجماليا، ثم يشرع في تفسيرها بالقرآن، ثم بالسنة..
...
- أما منهج المفسّر فهو ما يلتزم به غالبا في تفسيره ويعرف بأمور، منها:
نوع عنايته التفسيرية هل هي لغوية أو أثرية أو غيرها.
وكذلك منهجه في جملة من الأمور التي تختلف فيها مناهج المفسرين كتناول آيات الاعتقاد، والتعامل مع الإسرائيليات، ومنهجه في إيراد الآثار، والقراءات، وغيرها.
ومنهج المفسّر يعرف باستقراء وتتبّع طريقته في التفسير، كيف هو تناوله لآيات الاعتقاد وإيراده للآثار والقراءات وتناوله لمسائل اللغة، والإسرائيليات ونحو ذلك، ومنها نستطيع الجزم بأن منهج هذا المفسّر في التفسير كذا وكذا.
وأحيانا ينصّ المفسّر على شرطه في التفسير في أول تفسيره أو في مواضع متفرّقة منه كما فعل ابن كثير ، فنجده يقول في مقدمة تفسيره:
"إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، ...".
ويقول عند تفسيره لقوله تعالى: {واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} الآية: "وفي جبريل وميكائيل قراءات تذكر في كتب اللغة والقراءات، ولم نطوّل كتابنا هذا بسرد ذلك؛ إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه، وبالله الثقة وهو المستعان".
و
إليكم تقويمات هذا المجلس:

المجموعة الأولى:
أحسنتم جميعا، بارك الله فيكم.
1:مريم أحمد حجازي أ+

2: عقيلة زيان أ+
3: منى مدني أ+


المجموعة الثانية:

أحسنتم جميعا، بارك الله فيكم.
4: ندى علي أ+
5: رضوى محمود أ+
6: سناء بنت عثمان أ+
7: حنان علي محمود أ+
8: أحمد الشواف أ
تم خصم نصف درجة بسبب التأخير، وفقك الله.


المجموعة الثالثة:
9: محمد حسين داوود أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.



المجموعة الرابعة:
10: هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك سدادا وتوفيقا.

المجموعة الخامسة:
11: منيرة جابر الخالدي أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك سدادا وتوفيقا.


نفتقد بقية الطلاب..
رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح.


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 9 ذو القعدة 1437هـ/12-08-2016م, 01:39 AM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

المجموعة الأولى:
1:
ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله.
اسمه ونسبه :
هو: الإمام الحافظ الشيخ المفسر وعمدة المحدثين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، ونسبته إلى قريش ذكر هذا الكلام له شيخه المزّي ففرح بها وأصبح الحافظ ابن كثير يثبتها فينسبه.
مولده :
ولد سنة سبعمائة، وبعضهم يقول سبعمائة وواحد، ، مستنبط هذا من قوله فيما يحكي عن أبيه: (وتوفي في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمائة، وكنت إذ ذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوها لاأدركه) .
أماولادته فكانت في بصرى الشام التي تسمى الآن درعا في مزرعة أحد القرى التي هناكيقال لها المسيفرة، وكان يطلق عليها اسم شَرْكة، ويطلق عليها اليوم أهل تلك البلاد اسم الشويك، انتقل بعد ذلك إلى مجيدل القرية من أعمال بصرى الشام من حوران التي فيها ولادته، وبها نشأ.
نشأته :
بعد وفاة والده وهو صغير انتقل إلى دمشق حاضرة العلم، وقام برعايته أخوه الأكبر عبد الوهاب كما ذكر ذلك هو وردده كثيرا في البداية والنهاية.
طلبه للعلم :
-بدأ بحفظ القرآن و تتلمذ على علماء دمشق من مختلف المذاهب فهو وإن كان شافعيا إلا أنه في الأخير يلتزم الدليل وإن خالف المذهب الشافعي.
-ذكر في ترجمته عدد من الشيوخ الذين قرأ عليهم سواء في القرآن أو في التجويد أو في النحو أو في سائر الفنون.
-تأثربابن تيمية وإن لم يتتلمذ عليه مباشرة لكنه تأثر به وبتلميذه ابن القيم
شيوخه وتلاميذه:
مثال من شيوخه في الحديث –حريّ أن يشار به- الذي هوالحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي، كان من أهل حلب ثم هاجر إلى دمشق واستقرّ فيالمزّة التي هي ظاهر دمشق، فتتلمذ عليه وتزوّج ابنته كذلك.
من تلاميذه: ابن الجزري، والزركشي،والعراقي.
مكانته العلمية :
-قدم ابن كثير من بصرى إلى دمشق وسكن الصاغة العتيقة،والمحيط الذي تربى فيه ابن كثير بدءا من قريته الأولى التي كان والده يتولى فيها الخطابة إلى جانب أخيه عبد الوهاب، ونشأته في دمشق في كنف تلك المدارس، و المشيخة الذين أخذ منهم تدل على مكانته العلمية الرفيعة.
-تولّى التدريس سنة سبعمائة وست وثلاثين فيدل على أنه نبغ مبكرا، كما أنه درّس فيالجامع الأموي، فقد ورد في البداية والنهاية قال: (في صبيحة يوم الأربعاء سنةسبعمائة وسبع وستين حضر العلامة عماد الدين ابن كثير درس التفسير، الذي أنشأه ملكالأمراء (منكلي بغا)، وحضر واجتمع القضاة والأعيان وأخذ في أول تفسير الفاتحة، وكانيوما مشهودا، وقد تولّى التدريس في تربة أم الصالح عوضا عن شيخه الذهبي.)
-مما يدلّ على رسوخه في العلم وثقة المجتمع فيه مشاركته الفاعلة في أمر الفتوى، حيث كانت ترد إليه الفتاوى من الحكام وغيرهم، وذكر في حادثةالإسكندرية، لما أن النصارى اعتدوا على المسلمين في الإسكندرية، وأراد الوالي في دمشق أن ينكل بالنصارى الذين في دمشق، فقال:( لا يجوز؛ هؤلاء مازالوا على الذمة ولم يصدر منهم ما يوجب ذلك فما يحقّ لنا أن نأخذهم بجريرة غيرهم) ، فقبل منه هذاالرأي.
معتقده:
-ابن كثير على معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وفي أهل البيت، وفي كل ما يتعلّق بهذه المسألة، من قال إنه عنده تفويض ومن قال إنه أشعريّ،كلّ هذه دعاوى مغرضين ولا تصحّ نسبة ذلك إلى ابن كثير، ومن قال بغير ذلك فعليه أن يثبت من خلال تفسيره بالآيات التي فيها آيات وأحاديث الأسماءوالصفات.
أخلاقه :
أما عن أخلاق ابن كثير؛ فحدّث ولا حرج بعالم نشأمع كتاب الله عزوجل وارتبط بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ألّف كتابهالعظيم (جامع المسانيد والسنن والهادي لأقوم سنن) الذي رتّب فيه قرابة عشرة مؤلفات في السنة على مسانيد الصحابة: الكتب الستة إلى جانب مسند الإمام أحمد وأبو يعلى، وكتب أخرى ، رتّبهاعلى مسانيد الصحابة وبلغ قرابة ثلاثين مجلدا.
مؤلفاته :
خلّف من المؤلفات ما يقارب ستين مؤلفا منها ما هومطبوع، ومنها ما هو مخطوط، ومنها ما هو مخطوط مفقود.
وفاته :
توفي سنة سبعمائة وأربع وسبعين للهجرة
2: تكلم عن ثناءأهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثير.
ثناء العلماء على تفسير ابن كثير :
- قال
الإمام السيوطي في طبقات الحفاظ:) إنه التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله (.
- قال
الشوكاني في البدر الطالع: )وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.(
- قال
الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الدرر السنية يقول: )أفضل ما في أيدي الناس من التفاسير هذه الثلاثة: تفسير أبي جعفر محمد بن جرير، وتفسير الحسين بن مسعود البغوي، وتفسير العماد إسماعيل بن كثير، فهذه أجل التفاسير.(
-قال الإمام
المحدّث أحمد شاكر رحمه الله في كتابه (العمدة) الذي هو اختصار لتفسير ابن كثير يقول: )إن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بأيدينا، فما رأينا مثلهما ولا ما يقاربهما، فكتابه بجانب أنه تفسير للقرآن معلم ومرشد لطالب الحديث يعرف به كيف ينقد الأسانيد والمتون وكيف يميز الصحيح من غيره، فهو كتاب في هذا المعنى تعليمي عظيم، ونفعه جليل كثير(.
-قال الإمام
ابن باز رحمه الله) : له كلام مثل كلام السابقين؛ إلا أنه يضيف أنه في مجال معتقد أهل السنة والجماعة يقرره على المنهج الصحيح، وأنه في جانب الأحاديث والكلام عنها لا يُجارى ولا يُشقّ له غبار(.
ومثله الشيخ
صالح الفوزان، ومحمد لطفي الصباغ.
- قال إمام العصر ومحدث العصر
الألباني رحمه الله لما سئل ما أحسن ما يقرأ طالب العلم في الحديث وفي الرقائق والتفسير والحديث وعدد مجموعة من الفنون، فقال:)) أما ما يتعلق بالرقائق وتزكية النفس وكذا فعلى السائل أن يقرأ في رياض الصالحين، وفي المعتقد لا يغفل عن العقيدة الطحاوية مع شرحها لابن أبي العز الأذرعي، أما التفسير فإنني أنصح السائل أن يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير فما رأينا مما في أيدينا الآن من التفاسير مثل تفسير ابن كثير، وإن كان فيه بعض التطويل أو الطول فعلى السائل أن يعود ويمرن نفسه على القراءة والنظر فيه.(
هذا ما يتعلق بمكانة هذا التفسير؛ الذي هو تفسير الحافظ ابن كثير وكلام العلماء عنه.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م, 04:00 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة منهج ابن كثير في تفسيره
المجموعة الثانية


وضّح طريقة ابن كثير رحمه الله في تفسيره للقرآن.
يمكن توضيح طريقة ابن كثير في تفسيره للقرآن بالآتي :
1. يذكر الآية ثم يفسّرها بعبارة سهلة موجزة .
2. ثم يقوم بتوضيح الآية بآية أخرى إن أمكنه ذلك، ويعارض ما بين الآيتين .
3. ثم يشرع في سرد الأحاديث المرفوعة التي تتعلق بالآية، ويبيّن ما يُحتجّ به وما لا يُحتجّ به منها.
4. بعد تفسير القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة، يتبع ذلك بأقوال الصحابة، والتابعين ومن يليهم من علماء السلف .
5. يقوم بترجيح بعض الأقوال على بعض .
6. عندما يشرح آية من آيات الأحكام فإنه يدخل في المناقشات الفقهية من دون إطالة.

بيّن خصائص ومزايا تفسير ابن كثير.
يعتبر تفسير ابن كثير من أشهر التفاسير ويسمى بتفسير القرآن العظيم.
أهم مزايا تفسير ابن كثير :
1. يعتبر من أشهر وأصح ما دوّن في التفسير بالمأثور .
2. ينبّه على الإسرائيليّات في كثير من الأحاديث.
3. يمتاز بحسن البيان وعدم التعقيد، وعدم التشعب في المسائل.
أهم خصائص تفسير ابن كثير هي:
1. شدّة العناية بتفسير القرآن بالقرآن
2. .التنبيه على الإسرائيليّات.
3. المعرفة الواسعة بفنون الحديث وأحوال الرجال.




رد مع اقتباس
  #16  
قديم 2 ذو الحجة 1437هـ/4-09-2016م, 05:29 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الأول: مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره

المجموعة الرابعة:

1. تعامل ابن كثير مع الإسرائليات في التفسير:

تعامل ابن كثير مع الإسرائليات على شكلين:
الأول: الإعراض عنها، فيترك من الإسرائليات التي وردت دون الإشارة إليها: مثال ذلك، الحديث المطول المروي عن أبي ابن كعب في فضائل القرآن سورة سورة، و قد ذكره مفسرون آخرون كالثعلبي و الزمخشري.

الثاني: أورده ابن كثير و كان له ثلاث مواقف:
النقد العام الإجمالي؛ مثال ذلك تفسيره لقوله تعالى:" و هل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب" ذكر في تفسيره أن المفسرون أوردوا أكثر من قصة مأخوذة من الإسرائليات و لم تثبت عن الرسول صل الله عليه و سلم المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، و قال أن القرآن حق و ما ورد فيه حق فلا يفسر ما هو واضح و بيّن في القرآن فتفسيره لقوله تعالى في قصة داوود:" هذا أخي له تسع و تسعون نعجة" فتعامل مع حديث ابن أبي حاتم أنه غير صحيح السند.

و الثاني هو النقد التفصيلي: كما في قوله تعالى:" و إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" ذكر قصة بني إسرائيل و كيف أنهم وجدوا البقرة عند رجل بار بأبيه، و كيف أن بعض من السلف قد ساقها مثل أبي العالية و السدي و قال إنها من القصص المأخوذة من بني إسرائيل و لا يوجد دليل على صدقها من عدمه فيجوز نقلها و لكن لا تصدق و لا تكذب و لا يعتمد عليها. و ايضا لما تكلم عن قصة هاروت و ماروت ذكر أن التابعين ذكروا فيها أقاويل عدة فتعامل معها ابن كثير من خلال محاور ثلاث: أولها إن هذه الأخبار مصدرها أخبار بني إسرائيل. الثاني أنه لا يوجد حديث صحيح السند يفصل القول فيها. الثالث؛ أن ما ورد في القرآن هو الحق و قذ ذكرت القصة من غير بسط و لا إطالة فعلينا أن نتعامل مع القصة من خلال ما ذكر في القرآن فقط.

الثالث هو السكوت و عدم النقد مع الإسرائليات؛ فهناك من الأخبار التي وردت في التفسير و لم يتعرض لها ابن كثير مثل طول آدم عليه السلام و أنه لما هبط إلى الأرض كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض.و لعله ذكره من هذه الأخبار التي لا تؤثر على العقيدة و لكنها قد تضيع الوقت فيما لا يجدي.

2. اختصار أحمد شاكر رحمه الله لتفسير ابن كثير

الشيخ أحمد شاكر هو أحد علماء الأزهر ولد سنة 1892م و توفي سنة 1958م و كتابه "عمدة التفسير" هو من أجلّ الكتب التي تناولت تفسير ابن كثير بمنهجية علمية و قد قال الدكتور فالح فيما نقله عن الشيخ الألباني رحمه الله أن الكتب التي تناولت تفسير ابن كثير عالة على هذا الكتاب الذي هو مختصر لتفسير ابن كثير.وقد قال الألباني أنه على من أراد أن يخوض في الماء العميق في البحر فعليه أن يتعلم و يأخذ الوسائل. ومن هذه الوسائل أنك تقرأ على طالب علم راسخ أو عالم و تبدأ بالمختصرات. و قد اختصر أحمد شاكر تفسير ابن كثير و علق عليه حتى الآية الثامنة من سورة الأنفال؛ و أما الاختصار فقد اختصره إلى آخره ومن قرأ اختصار أحمد شاكر مع التعليقات اكتسب ملكة غي الاختصار و صار لديه الحنكة.
و قد أخذت التعليقات من بعد الآية الثامنة من سورة الأنفال من تفسيره ومن كلامه على مسند الإمام أحمد، و من كتابه على الترمذي قفد كان الشيخ رحمه الله لديه كتب في الحديث؛و لكن التخريجات التي جاءت في آخر المختصر ليست له و إنما أخذت من تعليقاته في مواضع أخرى. و الأمر يحتاج إلى مجاهدة و مثابرة.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 5 ذو الحجة 1437هـ/7-09-2016م, 10:57 PM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

المجموعة الخامسة:
1:
تكلم بشيء من التفصيل عن منهج ابن كثير في تفسيره.

أولا: كان يفسر القرآن بالقرآن ثم يفسره بالسنة ثم بما جاء من الآثار.

ثانيا: موقفه من إيراد الإسرائليات في التفسير:كان على شاكلتين:
الأول: الإعراض؛ فيعرض عما يورده غيره من المفسرين في تفسير الآيات بالإسرائليات.
مثاله: إعراضه عن الحديث الطويل الذي وراه أبي ابن كعب في فضائل القرآن سورة سورة، وقد ذكره غيره من المفسرين مثل الواحدي، الثعلبي، الزومخشري، والبيضاوي.
الثاني: الإيراد؛ وما أورده من الإسرائليات في التفسير له منه ثلاثة مواقف:
1. النقد العام الإجمالي
مثاله: في تفسير قوله تعالى {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب}، قال ابن كثير: "قد ذكر المفسرون قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم حديث لا يصح سنده".
2. النقد الخاص التفصيلي
نقده للقصص الواردة في قصة هاروت وماروت في تفسير قوله تعالى {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، استغرب ابن الكثير القصص الواردة في تفسير هذه الآيات على الرغم من روياتها عن جماعة من التابعين مثل: مجاهد ، السد، الحسن البصري، وقتادة، وقصها غيرهم من المتقدمين والمتأخرين. ثم إن ابن كثير لخصها في ثلاثة أشياء:
- الأول: حاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل.
- الثاني: ليس فيها حديث مرفوع صحيح الإسناد إلى الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى.
- الثالث: ظاهر سياق القرآن إجمال القصة من بسط ولا إطناب فيها، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
3. السكوت وعدم النقد
مثاله: ذكره لطول آدم عليه السلام فقد ذكر ما جاء من الإسرائليات في ذلك ولم ينقدها.

ثالثا: كان يفسر بالمعنى وليس باللفظ جريا على طريقة المتقدمين
مثاله: عند تفسيره لقوله تعالى: {يؤمنون بالجبت والطاغوت}قال عمر: أما الجبت السحر، والطاغوت: الشيطان، قلت: هذا من معانيه، وليس خاص به

رابعا: كان يربط الحكم بالقراءات وكذلك يربط المعنى بها
مثاله: عند تفسير قوله تعالى: {من كان عدوّا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدوّ للكافرين} ، قال في جبريل وميكائيل قراءات تُذكر في كتب اللغة والقراءات، ولم نطول كتابنا هذا بذكر ذلك؛ إلا أنه يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في ذلك إليه.

خامسا: يورد ما يحتاج إليه لإيضاح المعنى ويتحاشى التطويل إلا إذا كان له سبب ظاهر
مثاله: أطال في آية التيمم للحاجة إلى ذلك.

سادسا: حسب ما استنبط الشيخ محمد الفالح أن القراءة التي اعتمدها ابن كثير كانت قراءة أبي عمرو البصري لكن الخطأ أن تفسير ابن كثير المطبوع طبع على قراءة حفص عن عاصم، وقد أحصى الشيخ ما يقارب من ثمان وأربعين موضعا مما يشهد لذلك
دليله: أن ابن كثير فسر آية {فأزلّهماالشيطان}على قراءة أبي عمرو البصري " فأزالهما "

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir