مجلس مذاكرة تفسير سور: الانشقاق والبروج والطارق.
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:
أ: البروج:فيها أقوال وهي :
· النجوم ، قاله ان عباس ومجاهد والضحّاك والحسن وقتادة والسدِّي ، ذكره عنهم ابن كثير واستدل بقوله تعالى : {تبارك الّذي جعل في السّماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً }وبمثله قال الأشقر.
· البروج التي فيها الحرس ، قاله مجاهد أيضا ،ذكره عنه ابن كثير.
· قصور في السماء ، قاله يحي بن رافع، ذكره عنه ابن كثير.
· الخلق الحسن ، قاله المنهال ابن عمرو ذكره عنه ابن كثير.
· المنازل للكواكب المشتملة على منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا
، اختاره ابن جرير وذكره عنه ابن كثير وبمثله قال السعدي والأشقر.
ب : الأخدود:جمعه أخاديد، وهي الحفير في الأرض.
ج: رويدا: قليلًا أو قريبًا.
السؤال الثاني: فسّر قوله تعالى:-
أ: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)) الانشقاق.
ج2/( (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10))يخبر الله تعالى عن حال الكافر المكذب بالبعث يوم القيامة حين يُعطى كتاب أعماله فيأخذه بشماله من وراء ظهره حيث تكون يده اليمنى مغلولة إلى عنقه ،
() فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11))فعندما يراه ويجد ما قدّمه من أعمال فيها معاصي وشر فيدعو بالهلاك والخسران قائلا: يا ويلاه يا ثُبوراه
((وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) ) ويُدخل النار فيُقاسي حرها ويُقلب على عذابها وتُحيط به من كل جانب وذلك أنه كان قبل ذلك في الدنيا أشِرا بطِرا باتباع هواه وركوب شهوته لايُفكر في العواقب لأن الآخرة - وما فيها من البعث والحساب والوقوف بين يدي الله عزوجل- لم تكن منه على بال كما قال تعالى في الآيه ((إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13)) ، فقد كان فرحه وأشره بسبب عدم اعتقاده برجوعه إلى الله بعد موته للحساب والعقاب كما قال في الآية( (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14))،،
فيرد الله عليه ظنه الخاطئ هذا فيقول ((بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)) أي عليما خبيرا بأعماله خيرها وشرها لا يخفى عليه شئ منها سيُعيده كما بدأه فيجازيه على أعماله فالله لم يخلقه سدى لايؤمر ولا يُنهى ولا يُثاب ولا يُعاقب.
السؤال الثالث:
أ: بيّن مرجع هاء الضمير في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)) الانشقاق.
ج أ/ فيها قولان:
· عائد على العمل ؛ أي أنك ستلقى ما عملت من خير أو شر ،قاله العوفي عن ابن عباس و ذكره ابن كثير واستدل له بالحديث عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((قال جبريل: يا محمّد، عش ما شئت؛ فإنّك ميّتٌ، وأحبب من شئت، فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت، فإنّك ملاقيه)).
· عائد على قوله "ربك" أي فملاق ربك ، ومعناه: فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك،
ذكره ابن كثير وبمثله قال السعدي والأشقر.
# وعلى هذا فكلا القولين متلازمٌ.
ب: ما المقصود بالحساب اليسير في قوله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)) الانشقاق؟ استدلّ لما تقول
.
ج ب/وهوَ العرضُ اليسيرُ على اللهِ، أي: لا يحقّق عليه جميع دقائق أعماله، فإنّ من حوسب كذلك يهلك لا محالة؛ فتُعْرَضَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتُهُ، ثُمَّ يقرِّرُه اللهُ بذنوبهِ، حتىَّ إذا ظنَّ العبدُ أنَّهُ قدْ هلكَ، قالَ اللهُ لهُ : ((إنِّي قدْ سترتهُا عليكَ في الدنيا، فأنا أسترهَا لكَ اليومَ )) فيَغْفِرَهَا اللَّهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنَاقِشَهُ الْحِسَابَ ، وهذا حاصل ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر واستدل عليه ابن كثير والأشقر بالحديث في الصحيحين عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((من نوقش الحساب عذّب)). قالت: فقلت: أليس اللّه قال: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}؟ قال : ((ليس ذاك بالحساب، ولكنّ ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذّب )).
ج: بيّن فائدة اقتران اسمي الله "الغفور" و"الودود" في سورة البروج
ج/ ليدلَّ ذلكَ على أنَّ أهلَ الذنوبِ إذا تابُوا إلى اللهِ وأنابُوا، غفرَ لهمْ ذنوبهمْ وأحبَّهمْ، فلا يقالُ: بلْ تغفرُ ذنوبهمْ، ولا يرجعُ إليهمُ الودُّ، كما قالهُ بعضُ الغالطينَ ،بذلك قال السعدي ،، فالله تعالى يفتح لعباده باب التوبة ويوفقهم إليها ويتقبلها منهم ويفرح بها وهذا من آثار ودُّه سبحانه بعباده.
السؤال الرابع: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)) الطارق
ج4 / الفوائد السلوكية من الآيات:
1) نِعم الله تعالى على عباده برجوع السماء بالمطر كل عام وتصدع الأرض بالنات والثمار والأشجار ، فلولا ذلك لهلكوا ولهلكت مواشيهم مما يوجب على العبد شكر هذه النعم باللسان والجِنان والأركان.
2) قَسم الله عز وجل بآياته العظيمة في الكون يدل على عظمة المُقسم عليه وهو هذا القرءان العظيم الذي هو الحق والصدق الذي يفصل بين الحق والباطل وهو الحكم العدل بين العباد بما شرعه الله فيه من الأحكام فحريُّ بالعبد أن يتخذه فرقانا وحكما له في كل أموره فيرجع إليه في شؤون دينه ودنياه .
3) القرءان هو كلام حق وجد ليس بالهزل فلا يجوز الهزل فيه ولا الاستهزاء بما جاء به كما قال تعالى في سورة التوبة في ذم صفات المنافقين ((قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم..))
4) كيد العبد مهما كان قويًا لا يُقارن بكيد الله لعباده الكافرين ؛ فإنَّ الآدميَّ أضعفُ وأحقرُ منْ أنْ يغالبَ القويَّ العليمَ في كيدهِ مما يورث العبد المؤمن طمأنينة وتوكل واعتماد على الله القويّ الغالب في ردّ كيد أعدائه عنه.
5) سنة الله الإمهال والاستدراج للكافرين وهذا ليس خيرا لهم بل هو شرّ لهم ُ وسيعلمون عاقبة ذلك حين ينزِل بهم العقاب فحريُّ بالعبد المؤمن ألا يغتر بإمهال الله له حين يعصاه فهو قادر أن يعاقبه ولكنه يمهله لعله يتوب ويرجع فليبادر بالتوبة والاستغفار قبل أن يُغلق باب التوبة.