سؤال عن «الإتباع» و«المشبه بالمضاف»

[أم إسماعيل هاجر بنت محمد]

أحسن الله إليكم،،

موضوع: النداء

تَقَدَّمَ أنَّ المنادَى إذا كانَ مُفْرَداً معْرِفَةً أو نَكِرَةً مَقصودةً يُبْنَى على ما كانَ يُرفَعُ به، وذَكَرَ هنا أنَّه إذَا كانَ مُفرَداً نَكِرَةً؛ أي: غيرَ مَقصودةٍ أو مُضافاً أو مُشْبَّهاً به نُصِبَ.
فمِثالُ الأوَّلِ قولُ الأَعْمَى: "يا رَجُلاً خُذْ بِيَدِي"، وقولُ الشاعِرِ:

306- أَيَا راكِباً إمَّا عَرَضْتَ فبَلِّغَنْ = نَدَامَايَ مِن نَجْرَانَ أنْ لا تَلاَقِيَا([10])

ومِثالُ الثاني قولُك: "يا غُلامَ زَيدٍ"، و"يا ضارِبَ عَمْرٍو".
ومِثالُ الثالثِ قولُكَ: "يا طالِعاً جَبَلاً، ويا حَسَناً وَجْهُه، ويا ثلاثةً وثَلاثينَ" فيمَن سَمَّيْتَه بذلكَ.

كيف هذا مشبه بالمضاف؟

ونحوَ زيدٍ ضُمَّ وافْتَحَنْ مِنْ = نحوِ أَزَيْدُ بنَ سعيدٍ لاَ تَهِنْ " ([11])

أيْ: إذا كانَ المنادَى مُفرَداً عَلَماً ووُصِفَ بـ"ابنٍ" مضافٍ إلى علَمٍ، ولم يُفْصَلْ بينَ المنادَى وبينَ "ابنٍ" جازَ لكَ في المنادَى وَجهانِ: البناءُ على الضمِّ، نحوُ: "يا زيدُ بنَ عمرٍو"، والفتْحُ إتْبَاعاً، نحوُ: "يا زيدَ بنَ عمرٍو"، ويَجِبُ حذْفُ ألِفِ "ابنٍ" والحالةُ هذه خَطًّا([12]).

كيف هذا الاتباع؟ "زيد" يفتح اتباعا لـ"ابن" التالي له؟

[أبو مالك العوضي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم إسماعيل

أحسن الله إليكم،
موضوع: النداء

كيف هذا مشبه بالمضاف؟

لأن الثلاثة كأنها مضافة إلى الثلاثين، بدليل التصريح به في المعنى؛ لأن قول القائل (ثلاثة وثلاثون) معناه (ثلاثة مضاف إليها ثلاثون) أو (ثلاثون مضاف إليها ثلاثة)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم إسماعيل

كيف هذا الاتباع؟ "زيد" يفتح اتباعا لـ"ابن" التالي له؟

الإتباع قد يكن للتالي كما يكون للسابق، لأن المتكلم يتصور المنطوق قبل النطق به، ويتصرف فيه بناء على هذا التصور.
فمثلا عندما نبني (قال) للمجهول، فإننا نقول (قِيل) فلماذا كسرنا القاف؟ كسرناها لمكان الياء التي بعدها لأنه يصعب النطق بضم القاف مع الياء التي بعدها.
فالمقصود أننا تصرفنا في القاف بسبب شيء سيأتي بعدها، وهذا فيه شبه من الإتباع.
والخلاصة أن الإتباع لا يلزم أن يكون لشيء سابق، بل قد يكون لشيء لاحق.

والله أعلم