دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول تدبّر القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 24 ربيع الثاني 1441هـ/21-12-2019م, 01:58 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

الصنف الثالث: إفادة الاسم للثبات والدوام والتمكن
يؤتى بالاسم المتضمن لوصف فعل لإفادة ثبوت الفعل ودوامه، أو تمكنه، أو الجزم بتحقق وقوعه في المستقبل.
فمثال الأول: قول الله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون (103)} فعل الشرط "آمنوا"، وعدل في جوابه عن صيغة الفعل "لأثيبوا" إلى الاسم "لمثوبة"، وهذا فيه إشعار بثبات الثواب ودوامه.
- قال الزمخشري: (أوثرت الجملة الاسمية في جواب (لو) على الفعلية لما في ذلك من الدلالة على ثبات المثوبة واستقرارها، كما عدل عن النصب إلى الرفع في {سلام عليكم} لذلك).
- قال ابن عاشور: (ومراده أن تقدير الجواب "لأثيبوا مثوبة من الله خيرا لهم مما شروا به أنفسهم"، أو "لمثوبةً" بالنصب على أنه مصدر بدل من فعله، وكيفما كان فالفعل أو بدله يدلان على الحدوث فلا دلالة له على الدوام والثبات، ولما كان المقام يقتضي حصول المثوبة وثباتها وثبات الخيرية لها ليحصل مجموع معانٍ عُدِلَ عن النصب المؤذن بالفعل إلى الرفع لأن الجملة الاسمية لا تفيد الحدوث بل الثبوت، وينتقل من إفادتها الثبوت إلى إفادة الدوام والثبات).

وكذلك قول الله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
فعدل عن أعرضوا إلى "وهم معرضون"، وهذا فيه إفادة لمعنى ثبات اتصافهم بهذا الوصف وإصرارهم عليه.

ومثال التمكن قول الله تعالى: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)}
فعدل عن العطف بالمماثل فلم يقل واتكئوا، إلى الحال بصيغة اسم الفاعل "متكئين" وفي ذلك من الإشعار بالتمكّن ما لا تفيده الجملة الفعلية.
ونظيره قول الله تعالى: {قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنّين}، وقوله تعالى: {فلما رآه مستقرّا عنده}، وقوله تعالى: {يدعون فيها بكل فاكهة آمنين}.

ومثال الجزم بالتحقق قول الله تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة} وقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون}، وقوله: {إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً} وقوله: {إن الله مبتليكم بنهر}، وقوله: {ذلكم وأنّ الله موهن كيد الكافرين} وقوله: {قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون}
فأفاد الإتيان بالاسم الجزمَ بتحقق وقوع الفعل وإن لم يكن قد حدث وقتَ الخطاب.
وما قيل في الإثبات يقال نظيره في النفي كما في قول الله تعالى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)}
ففيه إفادة قوة استبعاد العذاب ما داموا يستغفرون؛ وقد اجتمع في هذه الآية النفي باسم الفاعل ودخول كان الدالة على الاستبعاد في هذا الموضع.
تقول: "لم أفعل" لنفي الفعل في الزمن الماضي، و"لا أفعل" لنفيه في الزمن الحاضر، و"لن أفعل" لنفيه في الزمن المستقبل، و"ما كنت لأفعل"، لاستبعاد وقوع الفعل في الماضي والحاضر والمستقبل.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التاسع, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir