المجلس الأول: مجلس مذاكرة دورة بيان فضل طلب العلم

[عبد الرزاق علي]

س 1 : بين خطر الاشتغال بالعلوم التي لا تنفع .
الاشتغال بالعلم الذي لا ينفع ضرره كبير ومفاسده كبيرة ،وهو فتنة على طالب العلم ، قد يؤدي به الى السقوط في مستنقع الضلال والبعد عن سبيل الله تعالى والانحراف عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ،ومن العلوم التي تبعد طالب العلم عن الخط المستقيم السحر والتنجيم وعلم الكلام وهو من القول على الله بغير علم ،وقد يندفع طالب العلم الى قراءة شئ لا ينفع فيفتتن به وينحرف قال تعالى:(فاليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) وقد ضل وافتتن بعض من سار على هذا الطريق،فمنهم من ادركه الموت وهو على هذا الضلال ومنهم من ادركته التوبة في نهاية حياته فندم على ما فرط وضيع كالجوينى الذي مات على عقيدة عجائز نيسابور في نهاية حياته ،والرازي الذي ناح في اخر حياته وتحسر على ما فرط وان الطرق الكلامية التي ضيع حياته فيها ما روت غليله ولا شفت عليلا ثم قرأ في الاثبات (الرحمن على العرش استوى ،واليه يصعد الكلم الطيب )
س 2 بين خطر الاشتغال بالوسيلة عن الوصول الى الغاية .
ان خطرالاشتغال بالوسيلة وصرف الكثير من الوقت على حساب الغاية لهو الحرمان الكبير والخروج عن الهدف ،ومثال ذلك ان يعمل بالتجارة ليكسب مالا يعينه في طلب العلم ويسد به حاجته ،لكن تراه بعد ذلك قد انخرط في هذا الميدان وافتتن به وسرقه بريق المادة فحرفته عن الغاية التي من أجلها عمل في التجارة ،ومنها أن يشتغل ببعض النوافل على حساب الفرائض التي افترضها الله سبحانه
وتعالى واوجبها عليه ، فادعو الله الثبات على الحق .
س 3 بين حكم طلب العلم .
لا شك ان طلب العلم عبادة بل هو من أجل العبادات وأفضلها حتى أن الله سبحانه وتعالى جعله في كتابه قسيما للجهاد في سبيل الله فقال : ( لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) وقال صلى الله عليه وسلم _ طلب العلم فريضة على كل مسلم . لكن العلم الشرعي منه ما هو فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية . ففرض العين هو ما يتأدى به الواجب المتعلق بعبادات العبد ومعاملاته من صيام وصلاة وبيع وشراء فيجب على العبد ان يتعلم ما يقوم به من أداء الواجب ويكف به نفسه عن الوقوع في المحرم ،فالتاجر يجب عليه ان يتعلم أحكام الشريعة من بيع وشراء ،والطبيب في عمله والعامل في مهنته كل بحسب حاله بالقدر الواجب وما زاد عن القدر الواجب من العلوم الشرعية فحكم الشرع فيه أنه فرض كفاية يسقط فرضه
على أهل ذلك
الموضع كما يقول الامام ابن عبد البر .
س 4 بين معالم العلوم وأهمية عناية الطالب بمعرفتها .
لكل علم ثلاثة معالم مهمة على طالب العلم معرفتها .
1_أبواب ذلك العلم ومسائل كل باب منه،ولهذا المعلم كتب منهجيه متدرجه يبدأ الطالب بدراستها حتى يكون على علم ودراية بجميع أبوابه ،فلا يبدأ بالكبير قبل الصغير .
2_أن لهذا المعلم كتبه التي ينهل أهل العلم منها علمهم ويرجعون إليها بمعرفة مراتبها و مؤلفيها.
3_أما المعلم الثالث فهم الأئمة العلماء البارزين الذين شهد لهم أهل العلم والفضل بالسيادة واﻹمامة فعلى طالب العلم أن يعرف طبقاتهم وسيرهم وأخبارهم وطرقهم في تعلم العلم وبمعرفة هذه المعالم يستفيد طالب العلم ويتحصل على فوائد عظيمة وعالية القدر والنفع تعينه على المعرفة بذلك العلم والتمكن منه.
س5_وجه رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحثه فيها على النهمة في طلب العلم.
_أخي طالب العلم اعلم رحمني الله وإياك أن النهمة في طلب العلم ركيزة عظيمة من ركائز الطريق الصحيح والمنهج القويم لطالب العلم فإن النهمة في طلب العلم هي أعظم الدوافع للازديادة من طلب العلم ،فلتكن النهمة مطلبك وهدفك ونصب عينيك فقد سار على هذا الطريق كبار العلماء وماوصلو إلى تلك المراتب إلا بلسان سؤول وقلب عقول كما ورد عن ابن عباس حين سأل كيف أصبحت ؟
اطلب العلم وقدمه على مرغوبات النفس وما تشتهيه من المتاع ورغد العيش ،انظر الى البخاري رحمه الله فقد بلغ به مبلغا في طلب العلم ومحبته حتى أنه لينسى بعض أسماء أقاربه ويحفظ ويضبط أسماء الرواة على كثرتهم .
ومما يشحذ الهمم ويعينك على طلب العلم محبة أهل العلم والتأسي بهم وبأحوالهم.. بهم ترتقي بطلب العلم وتسمو نفسك .أخلص في الطلب وتأسى بهدي نبيك صلى الله عليه وسلم وانهل من علوم أسلافك تنل رضى ربك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته