علمه وقراءته وفقهه
كان من علماء الصحابة وقرائهم وفقهائهم، حسنَ الصوت بقراءة القرآن، حفظ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وجمع القرآن في عهده، وعرضه عليه مراراً، حتى روي أنه عرضه عليه في العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين؛ فأنبأه أنه محسن.
وكان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وشهد له بإحسان القراءة، وكان من أعلم الصحابة بنزول القرآن,
- قال مسروق بن الأجدع: كنا نأتي عبد الله بن عمرو فنتحدث إليه؛ فذكرنا يوماً عبد الله بن مسعود، فقال: لقد ذكرتم رجلاً لا أزال أحبّه بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد فبدأ به، ومعاذ بن جبل، وأبيّ بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة )). رواه البخاري ومسلم.
- وقال إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: «أحسنت»رواه البخاري وابن أبي شيبة.
- وقال الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، قال: كنا بحمص فقرأ ابن مسعود سورة يوسف؛ فقال رجل: ما هكذا أنزلت!!
قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أحسنت» ووجد منه ريح الخمر، فقال: (أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر فضربه الحد). رواه البخاري.
- وقال عبد الملك بن ميسرة: سمعت النزال بن سبرة الهلالي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رجلا قرأ آية، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها، فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعرفت في وجهه الكراهية، وقال: «كلاكما محسنٌ، ولا تختلفوا، فإنَّ من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا». رواه البخاري في صحيحه.
- وقال عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعبد الله يصلي، فافتتح بسورة النساء فَسَحَلَها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد))، ثم قعد، ثم سأل، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سل تعطه، سل تعطه)).
فقال فيما يقول: (اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبينا محمد في أعلى جنة الخلد)
(فأتى عمر عبد الله ليبشره، فوجد أبا بكر قد سبقه). رواه أحمد، والنسائي في السنن الكبرى، وابن حبان.
- وقال عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث بن المصطلق رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» رواه الإمام أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد.
- وقال الأعمش: حدثنا شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعود فقال: «والله لقد أخذتُ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم» رواه البخاري ومسلم.
- وقال الأعمش: حدثنا مسلم [بن صبيح]، عن مسروق، قال: قال عبد الله رضي الله عنه: «والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله، تبلغه الإبل لركبت إليه» رواه البخاري.
- وقال إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: نُبّئت أن ابن مسعود، قال: «لو أعلم أنَّ أحداً تبلغنيه الإبل أحدث عهداً بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه». رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن، والواسطة بين ابن سيرين وابن مسعود لم تُسمَّ، لكن يشهد لهذا الخبر ما رواه الإمام أحمد والبخاري في خلق أفعال العباد والنسائي في الكبرى والحاكم وغيرهم من طريق الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: أيّ القراءتين تعدون أوَّل؟
قالوا: قراءة عبد الله.
قال: (لا، بل هي الآخرة، كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة؛ فلما كان العام الذي قبض فيه عرض عليه مرتين، فشهد عبد الله؛ فعلم ما نُسخ وما بُدِّل).
- وقال الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبيدة، قال: سمعت أبا موسى، يقول: «لمجلسٌ كنت أجالسه عبد الله أوثق من عمل سنة». رواه ابن أبي شيبة.