معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   علماء الأمصار في القرون الفاضلة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1076)
-   -   الدرس التاسع عشر: علماء الشام في القرون الفاضلة [ طبقة التابعين] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=44650)

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:27 PM

الدرس التاسع عشر: علماء الشام في القرون الفاضلة [ طبقة التابعين]
 
الدرس التاسع عشر: علماء الشام في القرون الفاضلة
طبقة التابعين
عناصر الدرس:
● تمهيد.
1: كعب بن ماتع ابن ذي رُعين الحميري(ت:32هـ).
2: كُريب بن سيف الأنصاري(ت: 50هـ تقريباً).
3: أبو مسلم عبد الله بن ثُوَب الخولاني(ت: 52هـ تقريباً).
4: أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي(ت:55هـ تقريباً).
5: عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري التميمي(ت: قبل 60هـ).
6: مالك بن يخامر السكسكي الألهاني(ت:69هـ).
7: نوف بن فضالة البكالي الحميري(ت: 75هـ تقريباً ).
8: يزيد بن عَمِيرة الزبيدي(ت: 75هـ تقريباً ).
9: عبد الرحمن بن عُسيلة بن عسل بن عسال المرادي الصنابحي(ت:75هـ تقريباً).
10: عبد الرحمن بن غنم بن كريز الأشعري(ت:78هـ).
11: جبير بن نُفير بن مالك الحضرمي(ت:80هـ).
12: أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني(ت:80هـ).
13: كثير بن مرة الحضرمي(ت: 80هـ تقريباً ).
14: يعلى بن شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري.
15: أمّ الدرداء الصغرى جهيمة بنت حُيَيّ الوصابية(ت: بعد 81هـ).
16: خليد بن سعد السلاماني.
17: أبو راشد أخضر بن خوط الحبراني(ت:85هـ تقريباً).
18: عبد الملك بن مرون بن الحكم الأموي(ت:86هـ).
19: قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي(ت:86هـ).
20: بلال بن أبي الدرداء الأنصاري(ت: 93هـ ).
21: عبد الله بن محيريز بن جنادة الجمحي(ت: 100هـ تقريباً ).
22: شهر بن حوشب الأشعري(ت:100هـ).
23: عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي(ت:101هـ).
24: تبيع بن عامر الكلاعي الحميري(ت:101هـ).
25: خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي(ت:104هـ).
26: أبو سلام ممطور الحبشي الأسود(ت:105هـ تقريباً).
27: بُسْر بن عبيد الله الحضرمي(ت: 105هـ تقريباً ).
28: القاسم بن مخيمرة الهمداني(ت:111هـ).
29: أبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي(ت:112هـ).
30: مكحول بن شهراب بن شاذل الشامي(ت:113هـ).
31: سليمان بن موسى الدمشقي الأشدق(ت:115هـ).
32: بلال بن سعد بن تميم السكوني(ت:115هـ تقريباً).
33: أبو أيوب ميمون بن مهران الجزري(ت: 117هـ ).
34: عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي(ت:117هـ).
35: أبو عمران عبد الله بن عامر يزيد اليحصبي(118هـ).
36: عبادة بن نُسي الكندي(ت:118ه).
37: أبو فروة عديّ بن عديّ بن عميرة الكندي(ت:120هـ).
38: عطية بن قيس الكلابي(ت:121هـ).
39: نمير بن أوس الأشعري(122هـ).
40: ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي (ت:123هـ).

41: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري(ت:124هـ).
42: سليمان بن حبيب المحاربي(ت:126هـ).
43: أبو الزاهرية حدير بن كريب الحضرمي(ت: 129هـ).
44: حسان بن عطية المحاربي(ت:130هـ تقريباً).
45: يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني(ت:130هـ).
46: أبو عثمان عطاء بن أبي مسلم البلخي الخراساني(ت:135هـ).
47: أبو القاسم عروة بن رويم اللخمي(ت:135هـ تقريباً).
48: يحيى بن الحارث الذماري الغساني(ت:145هـ).
49: يزيد بن أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي الأنصاري(ت:145هـ تقريباً).
50: حريز بن عثمان بن جبر الرحبي(ت:163هـ).
51: أبو الخطاب معروف بن عبد الله الخياط الدمشقي(ت: 175هـ تقريباً).

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:28 PM

تمهيد:

.....................

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:32 PM

1: كعب بن ماتع ابن ذي رُعين الحميري(ت:32هـ):
المعروف بكعب الأحبار، أصله من نجران، ولد قبل الهجرة بنحو سبعين سنة، وكان من أحبار اليهود، وأسلم في خلافة أبي بكر، وقيل: في خلافة عمر، وقدم المدينة في زمان عمر، وكان يحدّث بما في كتب أهل الكتاب؛ فمنه ما يصيب فيه ويصوّبه علماء الصحابة، ومنه ما يخطئ فيه، وقد ردّ عليه عبد الله بن سلام بعض خطئه، وللخطأ أسباب.
وهو رجل صالح صدوق غير متّهم، لكن كثير من يُروى عنه من الإسرائيليات لا يصحّ عنه.
روى عن: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وروى عنه: أبو هريرة، وابن عمر، ومعاوية، وابن عباس، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وأسلم مولى عمر، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وأبو سلامٍ الحبشي، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، وتبيعٌ الحميري ابن امرأة كعبٍ، ونوف البكالي.
وأكثر ما يروى عنه ما كان يحدّث به عن أهل الكتاب.
وقد عُمّر حتى أدرك خلافة عثمان بن عفّان، ومات بحمص سنة 34 هـ، وقد جاوز المائة، والله تعالى أعلم.
- قال البخاري: (كنيته أبو إسحاق).
- وقال أبو مصعب الزهري: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم أنه قال: جاء كعب الأحبار إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقام بين يديه، فاستخرج من تحت يده مصحفاً قد تشرَّمت حواشيه، فقال: يا أمير المؤمنين في هذه التوراة فأقرؤها؟
فقال عمر: (إن كنتَ تعلمُ أنها التوراة التي أنزلت على موسى يوم طور سيناء، فاقرأها آناء الليل وآناء النهار، وإلا فلا).
قال: (فراجعه كعب، فلم يزده على ذلك).
- وقال ابن سهاب الزهري: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة، وذكر كعب الأحبار فقال: «إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب» رواه البخاري.
ليس مراده أنه يتعمّد الكذب، ولكن يقع في بعض ما يخبر به اختلاف.
- قال الحسن بن واقع، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن عياش قال: (مات كعب لسنة بقيت من خلافة عثمان).
- وقال أبو حاتم الرازي: (مات لست بقيت من خلافة عثمان).

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:34 PM

2: كُريب بن سيف الأنصاري(ت: 50هـ تقريباً):
من علماء الشام، كان قاضياً على الأردن، في زمن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وكان معاوية يجلّه ويعظّم شأنه.
- قال دحيم، عن محمد بن شعيب، عن سعيد بن عبد العزيز: (أن عمر استعمل كريب بن سيف الأنصاري على قضاء الأردن). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم الخولاني، عن سعيد بن هانئ قال: قال معاوية: (إنما المصيبة كل المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني، وكريب بن سيف الأنصاري). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، أن رجلاً من حمص يقال له: كريب بن سيف أو سيف بن كريب جاء إلى عثمان فقال: «ما جاء بك؟ أبإذن جئت أم عاص؟».
قال: بل نصيحة أمير المؤمنين.
قال: «وما نصيحتك؟»
قال: (لا تكل المؤمن إلى إيمانه حتى تعطيه من المال ما يصلحه - أو قال: ما يعيشه -، ولا تكلْ ذا الأمانة إلى أمانته حتى تطالعه في عملك، ولا ترسل السقيم إلى البريء ليبرئه، فإن الله يبرئ السقيم، وقد يسقم السقيمُ البريءَ).
قال: «ما أردت إلا الخير»
قال: (فردهم وهم زيد بن صوحان وأصحابه).
قلت: لعله تصحيف، والصواب: صعصعة بن صوحان، وكان عثمان قد أمر بنفيه هو وعامر بن عبد قيس ومذعور البصري إلى الشام بسبب وشاية؛ فلما تبيّنت له براءتهم أذن لهم بالرجوع؛ فرجعوا إلا عامر بن عبد قيس فإنه اختار البقاء في الشام.

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:43 PM

3: أبو مسلم عبد الله بن ثُوَب الخولاني(ت: 52هـ تقريباً ):
أصله من اليمن، واختلف في اسمه على أقوال أصحها: عبد الله بن ثُوَب.
أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وروي أنّ الأسود العنسي لما ادّعى النبوة وظهر باليمن أنكر عليه أبو مسلم؛ فأوقد له ناراً وقذفه فيها؛ فخرج أبو مسلم منها لم يمسسه سوء؛ فأخرجه الأسود من اليمن، فوفد إلى المدينة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ارتحل إلى الشام، وسكن داريا.
روى عن: عمر، وأبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبي ذر، وعبادة بن الصامت، وعوف بن مالك الأشجعي، وغيرهم.
وروى عنه: أبو إدريس الخولاني، وعمير بن هاني العنسي، وعطية بن قيس الكلابي، ومكحول الدمشقي، وغيرهم.
كان قارئاً فقيهاً حكيماً مجاب الدعاء، تروى عنه كرامات، وأخبار عجيبة، ووصايا نافعة.
وكان معاوية يدنيه ويسمع مواعظه، ويقبل منه.
- قال الوليد بن عتبة الدمشقي: حدثنا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول:(اسم أبي مسلم الخولاني عبد الله بن ثُوَب). رواه يعقوب بن سفيان.
- قال إسماعيل بن عياش: حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أنَّ الأسود بن قيس بن ذي الخمار تنبَّأ باليمن؛ فبعث إلى أبي مسلم الخولاني؛ فأتاه فقال له: أتشهد أني رسول الله؟
قال: ما أسمع.
قال: أتشهد أنَّ محمداً رسول الله؟
قال: نعم.
قال: فأمر بنار عظيمة ثم ألقى أبا مسلم فيها؛ فلم تضرَّه.
فقيل للأسود بن قيس: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتبعك؛ فأمره بالرحيل؛ فقدم المدينة، وقد قُبض النبي صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر؛ فأناخ راحلته بباب المسجد، ودخل المسجد؛ فقام يصلّي إلى ساريه؛ فبصر به عمر بن الخطاب؛ فقام إليه فقال: ممن الرجل؟
فقال: من أهل اليمن.
فقال: ما فعل الذي حرّقه الكذاب بالنار؟
قال: ذاك عبد الله بن ثوب.
قال: فنشدتك بالله أنت هو؟
قال: اللهم نعم.
قال: فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر الصديق؛ فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من صنع به كما صنع بإبراهيم خليل الرحمن.
قال ابن عياش: فأنا أدركتُ رجالاً من الأمداد الذين مدّوا من اليمن من عنس وخولان؛ فكان الخولانيون يقولون للعنسيين: (صاحبكم الكذاب الذي أحرق صاحبنا بالنار فلم تضرَّه). رواه ابن عساكر.
- قال محمد بن إسماعيل البخاري: (عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولاني قارئ أهل الشام).
- قال سليمان بن المغيرة القيسي: حدثنا حميد قال: قيل لأبي مسلم الخولاني حين كبر: إنك قد كبرت ورققت فلو رفقت بنفسك!
قال: (إذا أرسلت الحلبة قيل لفرسانها ارفقوا بها وسددوا بها، فإذا دنوتم من الغاية فلا تستبقوا منها شيئاً؛ فقد رأيتُ الغاية؛ فدعوني). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سليمان أيضاً: حدثنا حميد قال: قال أبو مسلم الخولاني: (ما عملت عملاً أبالي من رآه إلا أن يخلو الرجل بأهله أو يقضي حاجة غائط). رواه يعقوب بن سفيان.

مات أبو مسلم غازياً في أرض الروم، واختلف في تاريخ وفاته:
- فقال أبو زرعة الدمشقي: مات في خلافة معاوية، وجزم به ابن عساكر.
- وقال ابن سعد: (توفي في خلافة يزيد بن معاوية).
- وقال المفضل بن غسان: حدثنا أبي قال: (وفي سنة اثنتين وستين مات علقمة وأبو مسلم الخولاني).
- قال ابن عساكر: (هذا وهم، بل مات قبل ذلك).
- قال ابن عائذ: حدثنا الوليد، حدثنا سعيد بن عبد العزيز أنَّ أبا مسلم الخولاني كان ممن شتى مع بسر بن أبي أرطأة؛ فأدركه أجله بها؛ فأتاه بسر في مرضه؛ فقال له أبو مسلم: (اعقد لي على من مات معك من المسلمين في هذه الغزاة فإني أرجو أن آتي بهم يوم القيامة على لوائهم). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن عائذ أيضاً: حدثني عبد الأعلى بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا مسلم الخولاني قال لبسر بن أبي أرطأة وقد حضرته الوفاة بأرض الروم: (اعقد لي على من مات هاهنا).
قال: (رجاء أن يبعث عليهم). رواه ابن عساكر.
- قال أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز (أن أبا مسلم الخولاني توفي بأرض الروم، وعلى الناس بسر بن أبي أرطأة، بحُمَةِ بسر). رواه أبو زرعة الدمشقي، وقال: (في خلافة معاوية).
- قال إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم الخولاني عن سعيد بن هانئ قال: قال معاوية بن أبي سفيان: (إنما المصيبة كلّ المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني، وكريب بن سيف الأنصاري). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال هشام بن عمار: حدثنا ابن عياش، حدثنا شرحبيل بن مسلم، عن سعيد بن هانئ قال: توفي ابن لعتبة بن أبي سفيان؛ فقام ناس إلى معاوية؛ فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، أعظم الله أجرك في ابن أخيك، وجعل ثوابك من مصيبتك به الجنة؛ فأسكت عنهم.
فردوا عليه الكلام؛ فقال: (إن موتَ غلام من آل أبي سفيان قبضه الله إلى جنته وكرامته ليس بمصيبة، إنّ المصيبة كلَّ المصيبة على مثل أبي مسلم الخولاني وكريب بن سيف الأزدي). رواه ابن عساكر.
- وقال الذهبي: (فعلى هذا يكون أبو مسلم مات قبل معاوية، إلا أن يكون هذا هو معاوية بن يزيد).
قلت: لو كان معاوية بن يزيد لقالوا ابن عمّك، وكذلك في رواية أبي زرعة النصّ على أن القائل هو معاوية بن أبي سفيان.
وقد ذكر أصحاب المغازي والتاريخ أن بسر بن أبي أرطأة شتى بأرض الروم سنة ثلاث وأربعين، وقيل: أربع وأربعين، وشتى سنة اثنتين وخمسين، وهو أقرب التواريخ.

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 10:44 PM

4: أبو عياض عمرو بن الأسود العنسي(ت:55هـ تقريباً):
من العلماء العبّاد، والحكماء الزهّاد، سكن داريا، وتولى القضاء، ويقال: له: عُمير، وبه اشتهر ابنه حكيم بن عُمير.
روى عن: عمر، ومعاذ بن جبل، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وأمّ حرام بنت ملحان، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، والعرباض بن سارية، وشرحبيل بن السمط، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه حكيم بن عمير، ويونس بن سيف العنسي، وخالد بن معدان، وأبو راشد الحبراني، وعبد الله بن بريدة، ومجاهد، وعطاء بن السائب، وإبراهيم بن مسلم الهجري، وغيرهم.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (وهو مخضرم أدرك الجاهلية).
- قال إسماعيل بن عياش: حدثني ابن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن عمرو بن الأسود العنسي قال: مررتُ على عمر سائراً إلى الشام؛ فدخلت على عمر، فلما خرج من عند عمر.
قال: (من أحبَّ أن ينظرَ إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود). رواه يعقوب بن سفيان.
ورواه أحمد من طريق أبي بكر ابن ابي مريم عن ضمرة بن حبيب وحكيم بن عُمير مرسلاً.
- وقال موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي: حدثنا أبي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال: حج عمرو بن الأسود، فلما انتهى إلى المدينة نظر إليه عبد الله بن عمر وهو قائمٌ يصلّي، فسأل عنه، فقيل: رجل من أهل الشام يقال له: عمرو بن الأسود.
فقال ابن عمر: (ما رأيتُ فتىً أشبهَ صلاةً ولا هدياً ولا خشوعاً ولا لبسةً برسول الله صلى الله عليه وسلم، من هذا الرجل). رواه الطبراني في مسند الشاميين، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد الوهاب بن نجدة الحوطي: حدثني بقية بن الوليد، عن أرطاة بن المنذر قال: حدثنا رزيق أبو عبد الله الألهاني، أن عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه عبد الله بن عمر يصلّي فقال: (من سرَّه أن ينظر إلى أشبه الناس صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هذا).
ثم بعث إليه ابن عمر بقرى وعلف ونفقة؛ فقبل القرى والعلف، ورد النفقة.
فقال ابن عمر: «قد ظننت أنه سيفعل ذلك». رواه الطبراني في مسند الشاميين، وابن عساكر في تاريخه، وقد تصحّفت العبارة في مسند الشاميين
- وقال إبراهيم بن العلاء الحمصي: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي: أنه كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله؛ فسئل عن ذلك فقال: (مخافة أن تنافق يدي).رواه أبو بكر الفريابي في "صفة النفاق"، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام، وزادا: (يعني لئلا يخطر بها في مشيته، فيكون ذلك نفاقاً).
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثني شرحبيل بن مسلم قال: لما بُعث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان استشار الناس في قتلهم؛ فمنهم المشير، ومنهم الساكت؛ فدخل معاوية إلى منزله؛ فلما صلَّى الظهرَ قام في الناس خطيباً؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم جلس على منبره؛ فقام المنادي؛ فنادى: أين عمرو بن الأسود العنسي؟
فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (ألا إنا بحصن من الله حصين، لم نؤمر بتركه، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق، ألا وأنت الراعي ونحن الرعية، ألا وأنت أعلمنا بدائهم، وأقدرنا على دوائهم، وإنما علينا أن نقول: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}).
فقال معاوية: (أما عمرو بن الأسود؛ فقد تبرأ إلينا من دمائهم، ورمى بها ما بين عينيَّ). رواه صالح ابن الإمام أحمد في مسائل أبيه.
- وقال أبو داود السجستاني: «عمرو بن الأسود ولي القضاء»
- وقال محمد بن نصر المروزي: (اشترى عمرو بن الأسود رحمه الله حلة بثمانين وصبغها بدينار، وكان يخمرها النهار كله ويقوم فيها الليل كله).
- وقال ابن حبان: (عمرو بن الأسود العنسي، أبو عياض، كان يقسم على الله فيبرّه).

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 11:04 PM

5: عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري التميمي(ت: قبل 60هـ):
تقدّمت ترجمته في علماء البصرة، وكان عثمان رضي الله عنه قد نفاه إلى الشام مع جماعة من العُبَّاد بسبب أمر بلغه عنهم، فلما تبيّن له أنهم براء منه أذن لهم في الرجوع؛ فرجع من رجع، واختار عامر بن عبد الله بن عبد قيس البقاء في الشام، وسكن بيت المقدس، وروي أنه كان يخرج لغزو الروم ثم يرجع.
- قال جعفر بن سليمان: حدثنا سعيد الجريري قال: لما سُيّر عامر بن عبد الله تبعه إخوانه، فكان بظهر المربد فقال: «إني داع فآمنوا»
قالوا: هات، فقد كنا ننتظر هذا منك.
قال: «اللهم من وشى بي، وكذب علي، وأخرجني من مصري، وفرّق بيني وبين إخواني، اللهم أكثر ماله وولده، وأصحّ جسمه، وأطل عمره» رواه ابن سعد.
- وقال سليمان التيمي: حدثنا أيوب السختياني قال: (لما سُيّر أولئك الرهط إلى الشام كان فيهم مذعور وعامر بن عبد قيس وصعصعة بن صوحان؛ فلمّا عَرفوا براءتهم أُمروا بالانصراف فانصرف بعضهم، وكان فيمن أقام مذعور وعامر، وكان فيمن انحدر صعصعة بن صوحان). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال أزهر بن سعد السمّان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال: كتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد قيس: (بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله إلى عامر بن عبد الله الذي يدعى عبد قيس؛ أما بعد: فإني عهدتك على أمرٍ؛ فإن كنتَ على الذي عهدتُ فاتّق الله ودُمْ، وإن كنت تغيَّرتَ فاتّق الله وعُدْ). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عمرو بن عاصم: حدثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال: لما رأى كعب عامرا بالشام قال: «من هذا؟» قالوا: عامر بن عبد قيس العنبري البصري قال: فقال كعب: «هذا راهب هذه الأمة» رواه ابن سعد.
- وقال بشر بن عمر الزهراني: حدثنا همام، عن قتادة أن عامر بن عبد الله لما حضر جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: «ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وعلى قيام ليل الشتاء» رواه ابن سعد.
- قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة: أن قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس، وبها قبر عامر بن عبد قيس.

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 11:08 PM

6: مالك بن يخامر السكسكي الألهاني(ت:69هـ):
روى عن: معاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن السعدي، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبد الرحمن، جبير بن نفير، وخالد بن معدان، وعطاء الخراساني، ومكحول الشامي، وكثير بن مرة، وغيرهم.
- قال أبو بكر بن أبي خيثمة: أخبرني أبو محمد صاحب لي من بني تميم ثقة، قال: قال أبو مسهر: (وكان أصحاب معاذ بن جبل - يعني كبارا - أكبرهم مالك بن يخامر السكسكي وكان رأس القوم، ويزيد بن عميرة الزبيدي وكان من رؤوسهم، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري). رواه ابن عساكر.

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 11:09 PM

7: نوف بن فضالة البكالي الحميري(ت: 75هـ تقريباً ):
ابن امرأة كعب الأحبار، عالم عابد، صاحب قصص وأخبار، ويروي الإسرائيليات.
روى عن: عليّ بن أبي طالب، وأبي أيوب الأنصاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وثوبان، وغيرهم.
وروى عنه: أبو طعمة نُسير بن ذعلوق، وخالد بن صبيح، وأبو إسحاق الهمداني، وأبو هارون العبدي، وشهر بن حوشب الأشعري، وغيرهم.
- قال موسى بن إسماعيل، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني قال: (كان نوف ابن امرأة كعب أحد العلماء).
- وقال هارون بن معروف: حدثنا ضمرة، قال: قال السيباني: كان نوف البكالي إماماً لأهل دمشق؛ فكان إذا أقبل على الناس بوجهه قال: (من لا يحبكم لا أحبَّه الله، ومن لا يرحمكم فلا رحمه الله). رواه ابن عساكر.
- وقال عبد الله بن المبارك، عن صفوان بن عمرو قال: أخبرني ابن أبي عتبة الكندي قال: كنّا نختلف إلى نوف البكالي إذ أتاه رجل وأنا عنده فقال: يا أبا يزيد رأيت رؤيا، كأنك تسوق جيشاً، ومعك رمح طويل في سنانه شمعة تضئ للناس.
فقال: (لئن صدقت رؤياك لأستشهدنَّ).
قال: (فلم يكن إلا أن خرجت البعوث مع محمد بن مروان على الصائفة؛ فلما حضر خروجه ذهبتُ أودّعه؛ فلما وضع رجله في الركاب قال: "اللهم أرملِ المرأة، وأيتم الولد، وأكرم نوفا بالشهادة).
قال: فغزا فلما انصرفوا فكانوا بقباقب خرج العدو على السَّرح؛ فكان أوَّلَ من ركب؛ فلما رآهم شدَّ عليهم؛ فقتل رجلاً ثم رجلاً ثم قُتل؛ فقال بعض من معه: (فانتهينا إليه وقد اختلط دمه بدم فرسه قتيلين). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق بهذا السياق، ورواه البخاري في التاريخ الكبير مختصراً.
لم أقف على تاريخ وفاته، لكن ذكره البخاري فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين.

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 11:09 PM

8: يزيد بن عَمِيرة الزبيدي(ت: 75هـ تقريباً ):
ويقال: السكسكي، من أصحاب معاذ بن جبل، ومن المقدّمين فيهم، وحضر وفاته.
روى عن أبي بكر وعمر ومعاذ بن جبل وابن مسعود، غيرهم.
وروى عنه: أبو إدريس الخولاني، وأبو قلابة الجرمي، وشهر بن حوشب، وعطية بن قيس، وغيرهم.
- قال ابن سعد: وقد لقي أبا بكر وعمر.
- وقال البخاري: (وقدم الكوفة وسمع ابن مسعود).
- قال معاوية بن صالح: أخبرني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذا الموت قيل: يا أبا عبد الرحمن أوصنا.
قال: «أجلسوني»
ثم قال: «إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما - يقولها ثلاث مرات- فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا، فأسلم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة» رواه أحمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى وابن حبان والطبراني والحاكم، وغيرهم.
وفي رواية في مستدرك الحاكم من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن يزيد بن عميرة أنه قال: لما مرض معاذ بن جبل مرضَه الذي قُبضَ فيه كان يُغشَى عليه أحيانا، ويفيق أحيانا، حتى غُشِيَ عليه غَشيةً ظننَّا أنه قد قُبض، ثم أفاق وأنا مقابِلُه أَبكي، فقال: «ما يبكيك؟»
قلت: والله لا أبكي على دنيا كنت أنالها منك، ولا على نسب بيني وبينك، ولكن أبكي على العلم والحكم الذي أسمع منك يذهب.
قال: «فلا تبك فإن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما فابتغه حيث ابتغاه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فإنه سأل الله تعالى وهو لا يعلم وتلا: {إني ذاهب إلى ربي سيهدين} .. » وذكر الوصية.
وروي ذلك عن مالك بن يخامر.

عبد العزيز الداخل 11 صفر 1443هـ/18-09-2021م 11:23 PM

9: عبد الرحمن بن عُسيلة بن عسل بن عسال المرادي الصنابحي(ت:75هـ تقريباً):
من الصنابح، وهم بطن من مراد من اليمن.
روى عن: أبي بكر، وعمر، ومعاذ بن جبل، وبلال بن رباح، وعبادة بن الصامت، وعمرو بن عبسة، وعائشة، وشداد بن أوس، وغيرهم.
وروى عنه: محمود بن لبيد الأنصاري، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وأبو عبد الرحمن الحبُلّي، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، وربيعة بن يزيد الدمشقي، ومكحول الشامي، عدي بن عدي الكندي، وقيس بن الحارث الغامدي، وغيرهم.
- قال ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير [مرثد اليزني] عن الصنابحي أنه قيل له: متى هاجرت؟
فقال: متوفَّى النبيّ صلى الله عليه وسلم، لقيني رجلٌ عند الجحفة فقلت: الخبر يا عبد الله.
قال: إي والله، الخبر جليل، دفنّا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من أمس). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي قال: ما فاتني النبي صلى الله عليه وسلم إلا بخمس ليال، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بالجحفة، فقدمت على أصحابه وهم متوافرون، فسألت بلال عن ليلة القدر؛ فقال: (ليلة ثلاث وعشرين لم يقم). رواه يعقوب بن سفيان.
- قال ابن عساكر: (هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم المدينة بخمس أو ست، وصلى خلف أبي بكر الصديق).
- وقال سعيد بن أسد: حدثنا ضمرة، عن رجاء، عن عبد الحميد الدمشقي قال: كان أبو عبد الله الصنابحي يحدّث الواحد والاثنين فإذا نظر إلى الثالث قال: (لا سبيل إلى الحديث سائر اليوم). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز عن الصنابحي قال: دخلت على عبادة بن الصامت وهو في الموت؛ فبكيت فقال: مَهْ لم تبكي؟! فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لأشفعن لك، ولئن استطعت لأنفعنك، ثم قال: والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثاً واحداً وسوف أحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من شهد أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار).
- وقال عبد الله بن المبارك: أخبرنا ابن عون، عن رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع قال: كنا عند عبادة بن الصامت واشتكى؛ فأقبل الصنابحي فقال عبادة: (من سرَّه أن ينظر إلى رجلٍ كأنما رُقي به فوق سبع سماوات؛ فعمل بما عمل على ما رأى؛ فلينظر إلى هذا).
فلما انتهى الصنابحي قال عبادة: (لئن استشهدتُ لأشهدنَّ لك، ولئن شُفّعتُ لأشفعنَّ لك، ولئن استطعت لأنفعنَّك).رواه يعقوب بن سفيان.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:34 PM

10: عبد الرحمن بن غنم بن كريز الأشعري(ت:78هـ)
رأس التابعين في الشام، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، واختُلف في صحبته، والراجح أنه تابعي، وروي أنّ عمر بعثه إلى الشام ليفقّه أهلها.
روى عن: عمر، وعثمان، وأبي عبيدة، ومعاذ، وأبي مالك الأشعري، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وعبادة بن الصامت، وثوبان، وشداد بن أوس، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه محمد، وأبو إدريس الخولاني، ورجاء بن حيوة، وعبادة بن نُسي الكندي، وأبو سلام ممطور الحبشي، وعطية بن قيس الكلابي، وشهر بن حوشب، ومكحول الشامي، وأبو قبيل المعافري المصري، وغيرهم.
- قال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو اليمان عن شعبة عن عبد الله بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم- وهو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس- أن معاذ بن جبل حدثه.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: وناظرتُ عبد الرحمن بن إبراهيم، قلت: أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تره، وأدركت أبا بكر وعمر، ومن بعدهما، مِن أهل الشام، مَن المقدم منهما: الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم؟
قال: (ابن غنم المقدَّم عندي، وهو رجل أهل الشام، ورآه مقدَّماً لمكانه من أمير المؤمنين، وحديثه عن عثمان ومعاوية، وابنه، وعبد الملك).
قلت: ولا تقدم عليهم الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال، ولفضله في نفسه؟
قال: (المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري).
- وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: أخبرني أبو محمد صاحب لي من بني تميم ثقة قال: قال أبو مسهر: (وكان أصحاب معاذ بن جبل يعني كباراً، أكبرهم مالك بن يخامر السكسكي، وكان رأسَ القوم، ويزيد بن عميرة الزبيدي، وكان من رؤوسهم، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري).
قال أبو مسهر: (وكان بها - يعني بفلسطين - عبد الرحمن بن غنم، وهو رأس التابعين، وكان من أصحابه عبادة بن نسي الكندي).
- وقال ابن سعد: (بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس، وكان قد لقي معاذ بن جبل، وروى عنه، وأبوه غنم بن سعد ممن قدم مع أبي موسى الأشعري من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل في بعض المغازي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم).

- وقال محمد بن عبيد: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث قال: حُدّثتُ عن عبد الرحمن بن ضباب الأشعري، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري - وكانت له صحبة - قال: كنا جلوساً في المسجد مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنا ناس من أهل المدينة وهم أهل النفاق، إذ بدت سحابة فأبَدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه...). الحديث، رواه البخاري في التاريخ الكبير، وهو منقطع.
- قال أبو مسهر: (مات عبد الرحمن بن غنم - هو الأشعري- أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، في خلافة عبد الملك). رواه البخاري في التاريخ الصغير.
- قال أبو مسهر الغساني: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ورآه.
- وذكر ابن منده عن يحيى بن بُكير، والليث بن سعد، وابن لهيعة أن لعبد الرحمن بن غنم صحبة.
- قال أبو القاسم البغوي، وأبو نعيم الأصبهاني: مختلف في صحبته.
- وقال أبو حاتم الرازي: (عبد الرحمن بن غنم الأشعري شامي جاهلي ليست له صحبة).
- وقال ابن حبان: (زعموا أن له صحبة وليس ذلك بصحيح عندي).
- وقال الدارقطني: (تابعي ثقة).
- وقال يعقوب بن شيبة: (عبد الرحمن بن غنم مشهور من ثقات الشاميين، وقد حدّث عن غير واحد من الصحابة، وعبد الرحمن بن غنم قد أدرك عمر وسمع منه).

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:35 PM

11: جبير بن نُفير بن مالك الحضرمي(ت:80هـ)
مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، ووفد أبوه على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وأما جبير فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم، وأدرك جماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم، وحفظ عنهم علماً كثيراً، وسكن حمص، وهو من كبار التابعين وثقاتهم.
روى عن: أبيه نفير بن مالك، وعن معاذ بن جبل، وعمرو بن عبسة السلمي، وأبي الدرداء، وأبي ذرّ الغفاري، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وأبي ثعلبة الخشني، والعرباض بن سارية، والنواس بن سمعان الكلابي، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ومالك بن يخامر السكسكي، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبد الرحمن، وخالد بن معدان، وربيعة بن يزيد، ومكحول الشامي، وأبو الزاهرية الحمصي، وغيرهم.
- قال ابن حبان: (جبير بن نفير بن مالك الحضرمي أدرك الجاهلية ولا صحبة له، سكن الشام، وبها مات سنة ثمانين).
- وقال ابن عساكر: (من أهل حمص. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقدم دمشق وسمع بها).
- قال عبد الله بن صالح عن معاوية عن سليم بن عامر عن جبير بن نفير، قال: (لقد استقبلتُ الإسلامَ من أوَّله؛ فلم أزل أرى في الناس صالحاً وطالحاً). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- قال ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس يحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أحمد بن صالح المصري: (ما شبَّهت جبير بن نفير إلا بأبي عثمان النهدي وقيس بن أبي حازم). ذكره مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال.
- وقال أبو عبد الرحمن النسائي: (ليس أحد من كبار التابعين، أحسن رواية عن الصحابة من ثلاثة: قيس بن أبي حازم، وأبي عثمان النهدي، وجبير بن نفير). ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
قال أبو حسان الزيادي: مات سنة 75هـ.
وقال ابن سعد، وخليفة بن خياط، وابن حبان، والذهبي: مات سنة 80هـ.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:36 PM

12: أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني(ت:80هـ)
ولد يوم حنين سنة 8 للهجرة، وكان مع الخولانيين الذين أمدّوا أهل الشام، وأخذ عن جلّة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحفظ ويتفهّم حتى عدّ من رؤوس علماء التابعين في الشام، وكان حسن القراءة بارعاً في القصص، واسع المعرفة، إذا أخذ في باب من العلم في مجلس أمضى المجلس في ذلك الباب من كثرة ما يحفظ فيه ويبسط الحديث عنه، وكان محبوباً معظّماً عند أهل الشام، وله وصايا جليلة.
ولاه عبد الملك بن مروان قضاء الشام؛ فكان يقضي ويقصّ، ثمّ عزله عن القصص، وأقرّه على القضاء.
روى عن: أبي الدرداء، وأبي ذر، وأبي ثعلبة الخشني، وحذيفة بن اليمان، والمغيرة بن شعبة، وأبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عباس، وعقبة بن عامر، وعوف بن مالك الأشجعي، والنواس بن سمعان، وأبي أمامة، وغيرهم.
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ولد أبو إدريس الخولاني عام حُنين.
- قال سفيان بن عيينة: حدثنا الزهري عن أبي إدريس قال: (أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه، وأدركت عبادة ووعيت عنه، وفاتني معاذ). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال أبو زرعة الدمشقي: (أحسن أهل الشام لقيّاً لأجلّة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: جبير بن نفير، وأبو إدريس، وكثير بن مرة).
- قال محمد بن أسد الخشني: سألت الوليد [يعني ابن مسلم] هل لقي أبو إدريس الخولاني معاذ بن جبل؟
فقال: نظن أنَّ أبا إدريس الخولاني لقي معاذاً وأبا عبيدة بن الجراح وهو ابن عشر سنين). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال ابن وهب: أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: (حدثني أبو إدريس يعني الخولاني وكان من فقهاء أهل الشام). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثني أبي، حدثني الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: كان مكحول إذا ذكر أبا إدريس الخولاني قال: (ما رأيت مثله).
قال: (وكان مولده يوم حنين). رواه ابن عساكر.
- قال أبو عامر موسى بن عامر: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه قال: كنا نجلس إلى أبي إدريس الخولاني؛ فيحدّثنا في الشيء من العلم لا يقطعه بغيره حتى يقوم أو تقام الصلاة حفظا لما سمع.
قال: فحدّث يوماً عن بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استوعب الغزاة.
فقال له رجل من ناحية المجلس: أحضرت هذه الغزاة؟
قال: فقال: لا.
فقال الرجل: قد حضرتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنت أحفظ لها مني). رواه ابن عساكر.
- قال دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر أن أبا إدريس الخولاني كان يلي القضاء والقصص.
- قال سعيد بن عبد العزيز: قال أبو إدريس، وكان قاضياً: (ما عزلوني حتى أزحفت). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أبو زرعة: فحدثني أبي عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر أن عبد الملك بن مروان عزل أبا إدريس عن القصص وأقره على القضاء فقال أبو إدريس: (عزلتموني عن رغبتي، وتركتموني في رهبتي).
- قال مروان بن محمد الدمشقي: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته؛ فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا؛ فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أنّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلَّ إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا؛ فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك؛ فلا يلومن إلا نفسه».
قال سعيد: (كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدث بهذا الحديث، جثا على ركبتيه). رواه مسلم.
- وقال العباس بن الوليد: حدثنا عقبة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان أبو إدريس يقول: (عُفّوا رحمكم الله؛ فإنه ما عف نساء قوم قطّ حتى تعف رجالهم). رواه ابن عساكر.
- قال خليفة بن خياط: (أبو إدريس الخولاني اسمه عايذ الله بن عبد الله مات سنة ثمانين دمشقي).
وكذلك قال يحيى بن معين، وأبو عبيد القاسم بن سلام.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:36 PM

13: كثير بن مرة الحضرمي(ت: 80هـ تقريباً )
أبو شجرة، من علماء الشام ومحدّثيهم، سكن حمص.
روى عن: معاذ بن جبل، وعمرو بن عبسة، وعبادة بن الصامت، وتميم الداري، وعقبة بن عامر، وشرحبيل بن السمط، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعوف بن مالك الأشجعي، وغيرهم.
وروى عنه: خالد بن معدان، ومكحول، وأبو الزاهرية، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير.
- قال معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة الحضرمي: دخلت المسجد يوم الجمعة، فمررت بعوف بن مالك الأشجعي وهو باسط رجليه.
قال: فضم رجليه، ثم قال: (يا كثير ابن مرة أتدري لم بسطتُ رجليَّ؟ بسطتهما رجاءَ أن يجئ رجل صالح فأجلسه، وإني أرجو أن تكون رجلاً صالحاً). رواه ابن عساكر
- وقال عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد قال: (حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى كثير بن مرة الحضرمي، وكان قد أدرك بحمص سبعين بدرياً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال: (فكتب إليه أن يكتب إليه بما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديثهم إلا حديث أبي هريرة فإنه عندنا). رواه ابن سعد.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: وناظرت عبد الرحمن بن إبراهيم، قلت: أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تره، وأدركت أبا بكر وعمر، ومن بعدهما، من أهل الشام، من المقدم منهما، الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم؟ قال: ابن غنم المقدم عندي، وهو رجل أهل الشام.
ورآه مقدما لمكانه من أمير المؤمنين، وحديثه عن عثمان ومعاوية، وابنه، وعبد الملك. قلت: ولا تقدم عليهم الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال: ولفضله في نفسه؟ قال: المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
قلت له: فأي الرجلين عندك أعلم: جبير بن نفير الحضرمي أو أبو إدريس الخولاني؟
قال: أبو إدريس عندي المقدم، ورفع من شأن جبير لإسناده، وأحاديثه ثم ذكر أبا إدريس فقال: له من الحديث ما له، ومن اللقاء، واستعمال عبد الملك إياه على القضاء بدمشق.
قلت: فمن يكون معه من أصحابنا في طبقتهم؟
فقال: كثير بن مرة، فذاكرته سنه، ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام، وقول عوف فيه: أرجو أن تكون يا كثير رجلاً صالحاً، فرآه معهما في طبقتهما).
- قال يزيد بن هارون: أنبأنا حريز بن عثمان، حدثنا سلمان بن سمير قال: سمعت كثير بن مرة الحضرمي، يقول: (لا تَحَدّث بالحكمة عند السفهاء فيكذبونك، ولا تحدّث بالباطل عند الحكماء فيمقتونك، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تحدث به غير أهله فتُجَهَّل، إنَّ عليك في علمك حقاً كما إنَّ عليك في مالك حقاً). رواه البيهقي في شعب الإيمان، وفي المدخل إلى السنن، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال المفضل بن غسان: حدثنا أبي قال: قال أبو مسهر:(أدرك كثير بن مرة عبد الملك). رواه ابن عساكر، وعلّقه البخاري في التاريخ الصغير.
قلت: يريد أنه بقي إلى أن أدرك خلافة عبد الملك بن مروان.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:37 PM

14: يعلى بن شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري
روى عن أبيه، وعبادة بن الصامت، ومعاوية بن أبي سفيان، وأمّ حرام بنت ملحان.
وروى عنه: ابنه عبد الرحمن، وجسر بن الحسن اليمامي، وسليمان بن عبد الله بن الزبرقان، وسليمان بن يسير، وهلال بن ميمون المكي، وغيرهم.
لم أقف على تاريخ وفاته.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:37 PM

15: أمّ الدرداء الصغرى جهيمة بنت حُيَيّ الوصابية(ت: بعد 81هـ)
قال ابن عساكر: (والأوصاب بطن من حمير)، وكانت فقيهة عالمة زاهدة.
روت عن زوجها أبي الدرداء فأكثرت عنه، وكانت تحبّه جداً، ولما مات لم تتزوّج بعده، وقد خطبها معاوية بن أبي سفيان.
وروت عن عائشة، وأبي هريرة.
روى عنها: جبير بن نفير، وأبو قلابة، ورجاء بن حيوة، ومولاها خليد، وصالح بن زيتون، وميمون بن مهران، وغيرهم.
- قال العباس بن الوليد بن صبح: سمعت أبا مسهر يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: (اسم أم الدرداء جهيمة بنت حُيَيّ الوصابية).
- قال أبو زرعة الدمشقي: (سمعت أبا مسهر يقول: أم الدرداء هجيمة بنت حيي الوصابية، وأمّ الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو الحسن الدارقطني: (أم الدرداء الصغرى هجيمة بنت حيي الأوصابية، هي التي خطبها معاوية بعد وفاة أبي الدرداء فأبت أن تزوجه).
- قال إبراهيم بن المنذر: حدثنا الوليد قال: حدثنا عثمان بن أبي العاتكة وابن جابر قالا: كانت أم الدرداء يتيمة في حجر أبي الدرداء، تختلف مع أبي الدرداء في ثوبين تصلي في صفوف الرجال، وتجلس في حلق القراء، تعلَّم القرآن حتى قال لها أبو الدرداء يوماً: (الحقي بصفوف النساء). رواه البخاري في التاريخ الأوسط، وابن عساكر.
- وقال أحمد بن الفرج، عن بقية بن الوليد أنَّ إبراهيم بن أدهم قال: قال أبو الدرداء لأم الدرداء: (إذا غضبتِ أرضيتُك، وإذا غضبتُ فأرضيني؛ فإنك إنْ لم تفعلي ذلك؛ فما أسرع ما نفترق). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- قال عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت: إنك خطبتني إلى أبويَّ في الدنيا؛ فأنكحوك وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة.
قال: (فلا تنكحي بعدي فخطبها معاوية بن أبي سفيان؛ فأخبرتُه بالذي كان فقال: (عليك بالصيام). رواه ابن عساكر.
- وقال قتيبة بن سعيد: حدثنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر عن أمّ الدرداء أنها قالت: اللهم إنَّ أبا الدرداء خطبني؛ فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك؛ فأسألك أن تزوجنيه في الجنة".
فقال لها أبو الدرداء: (فإن أردت ذلك؛ فكنتُ أنا الأول فلا تتزوجي بعدي).
قال: (فمات أبو الدرداء، وكان لها جمالٌ وحُسْن؛ فخطبها معاوية؛ فقالت: (لا والله لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتى أتزوّج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة). رواه ابن عساكر.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا ابن عياش عن عبد ربّه بن سليمان بن عمر بن زيتون قال: (رأيت أم الدرداء تلبس السواد). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثني ابن جابر قال: (كانوا يجتمعون في بيت أم الدرداء، يقرأ عليهم خليد بن سعد وكان رجلا قارئاً). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الوليد بن مسلم: أخبرني ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال: (كانت أم الدرداء فقيهة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: سمعت عبد الحليم بن محمد بن عبيد الله ابن أخي إسماعيل بن عبيد الله يحدّث عن عمه إسماعيل بن عبيد الله قال: قالت أم الدرداء: يا إسماعيل كيف نام رجلٌ تحت وسادته عشرة آلاف؟
قال قلت لها: بل كيف ينام إن لم يكن تحت رأسه عشرة آلاف؟
فقالت: (سبحان الله! ما أراك إلا ستبلى بالدنيا).
قال أبو مسهر: (فابتلي بالدنيا). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال علي بن عياش: حدثنا حريز بن عثمان عن سليم بن عامر قال: (خرجت أريد بيت المقدس، فمررت بأم الدرداء، فسقتني طلا، وأمرت لي بدينار). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو الوليد رديح بن عطية القرشي، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدرداء أن رجلاً أتاها فقال لها: إنه قد نال منك رجل عند عبد الملك.
قالت: (إن نُؤبن بما فينا؛ فطال ما زُكِّينا بما ليس فينا). رواه ابن عساكر.
- قال إسماعيل بن عياش: حدثني عبد ربه بن سليمان قال: (حججت مع أم الدرداء سنة إحدى وثمانين). رواه البخاري في التاريخ الأوسط.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (كانت لأم الدرداء حرمة وجلالة عجيبة).
- قال إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني: حدثني أبي عن جدي قال: (كان عبد الملك بن مروان كثيراً ما يجلس إلى أمّ الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق وهو خليفة؛ فجلس إليها مرّةً من المرار؛ فقالت له: يا أمير المؤمنين بلغني أنك شربت الطلاء بعد العبادة والنسك! قال: إي والله يا أمَّ الدرداء، والدماء قد شربتها). رواه ابن عساكر.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:37 PM

16: خليد بن سعد السلاماني
ويقال: السلامي، من سلامان من قضاعة، وهو مولى أبي الدرداء، وتلميذه، قرأ عليه القرآن، وكان حسن الصوت.
- قال محمد بن إسماعيل البخاري: (خليد مولى أبي الدرداء).
- وقال أبو الحسن بن سميع: حدثنا أحمد بن عمير قال: (خليد بن سعد السلامي من بني سلامان من قضاعة). رواه ابن عساكر.
روى عن: أبي الدرداء، وأمّ الدرداء.
وروى عنه: طلحة بن نافع، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وغيرهم.
- قال أبو مسهر بن غسان: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثني ابن جابر قال: (كانوا يجتمعون في بيت أمّ الدرداء، يقرأ عليهم خليد بن سعد وكان رجلا قارئاً). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال العباس بن الوليد العذري: حدثني أبي، حدثنا ابن جابر قال: (كان خليد بن سعد رجلاً قارئاً حسن الصوت، وكانوا يجتمعون في بيت أم الدرداء؛ فتأمره أم الدرداء أن يقرأ عليهم). رواه أبو عوانة في مستخرجه.
- وقال هشام بن عمار: (حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، عن خليد بن سعد وكان حسن الصوت بالقرآن؛ فكان يقرأ على أمّ الدرداء في بيتها، ويجتمع إليها أهل المسجد يقرأون عليه بأمر أم الدرداء). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن حبان: (كان يسكن بيت المقدس).
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: مجهول يترك.

- قال هارون بن معروف: حدثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عقبة بن أبي نسيبة، قال: رأيتُ خليدَ بن سعد في منامي بعد موته؛ فقلت: ما صنعت؟
قال: (أفلتنا ولم نكد).
قلت: متى عهدكم بالقرآن؟
قال: (لا عهد لنا به منذ فارقناكم). رواه ابن عساكر.
لم أقف على تاريخ وفاته.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:38 PM

17: أبو راشد أخضر بن خوط الحبراني(ت:85هـ تقريباً)
روى عن: عليّ بن أبي طالب، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والمقداد بن الأسود، وعبد الرحمن بن شبل الأنصاري، وأبي أمامة الباهلي، وكعب الأحبار، وغيرهم.
وروى عنه: عبد الله بن بسر الحبراني، وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي، وأبو سلام ممطور الحبشي،
- قال ابن سعد: (أبو راشد الحَبراني من حِمْيَر).
- وقال العجلي: (أبو راشد الحبراني شامي تابعي ثقة لم يكن بدمشق في زمانه أفضل منه).
- وقال ابن حبان: (أبو راشد الحبراني اسمه أخضر رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عداده في أهل الشام روى عنه أهلها).
- وقال أبو الحسن الدارقطني: (أبو راشد الحبراني اسمه أخضر بن خوط، ذكر ذلك محمد بن إبراهيم بن سميع في تاريخه).

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:38 PM

18: عبد الملك بن مرون بن الحكم الأموي(ت:86هـ)
أبو الوليد، ولد سنة 26هـ في خلافة عثمان، ونشأ بالمدينة على صلاح وعبادة وعلم، وكان صديقاً لقبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وطلب العلم وتفقّه بالمدينة حتّى عُدّ من الفقهاء والعبّاد، وأُخرج مع أبيه من المدينة قبيل وقعة الحرة، وعاد إليها بعدها، ثم خرج مع أبيه إلى الشام بعد موت يزيد بن معاوية، وبويع له بعد موت أبيه في شهر رمضان من سنة 65هـ، واستوسق له الحكم بعد مقتل ابن الزبير سنة 73هـ، ومات سنة 86هـ.
روى عن: عثمان، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأمّ سلمة، وابن عمر، ومعاوية، وبريرة مولاة عائشة. وغيرهم.
وروى عنه: عروة بن الزبير، وخالد بن معدان، وحريز بن عثمان، ورجاء بن حيوة، وابن شهاب الزهري، وعلي بن رباح اللخمي، وغيرهم.

- قال ابن سعد: (ولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين، وحفظ أمرهم وحديثهم).
- وقال ابن سعد: (شتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين، وهو أوّل مشتى شتوه بها؛ فاستعمل معاويةُ على أهلِ المدينةِ عبد الملك بن مروان، وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة؛ فركب عبد الملك بالناس البحر).
- قال سعيد بن أسد: حدثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نسي، قال: قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ قريش توشكون أن تنقرضوا، فمن نسأل بعدكم؟
فقال: (إنَّ لمروان ابنا فقيها فسلوه). رواه يعقوب بن سفيان، والخطيب البغدادي.
- وقال وهب بن جرير بن حازم: حدثنا أبي عن نافع قال: (لقد رأيت عبد الملك بن مروان وما بالمدينة شاب أشد تشميراً ولا أطلب للعلم منه). رواه ابن سعد من هذا الطريق، ورواه الخطيب البغدادي من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي عن جرير بن حازم به.
- وقال هشام بن عمار: حدثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، قال: قدم علينا أبو الزناد الكوفة، فقلت: من كان بالمدينة من الفقهاء؟
قال: (سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة بن الزبير، وعبد الملك بن مروان). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبيد الله بن محمد ابن عائشة التيمي: سمعت أبي يحدث عن جعفر بن عطية مولى خزاعة عن ابن قبيصة بن ذؤيب، عن أبيه قال: (كنّا نسمع نداء عبد الملك بن مروان من وراء الحجرات: يا أهل النعم! لا تَقَلَّلُوا شيئاً منها مع العافية). رواه ابن سعد.
- وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني: حدثني أبي عن جدي قال: (كان عبد الملك بن مروان كثيراً ما يجلس إلى أمّ الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق وهو خليفة؛ فجلس إليها مرّةً من المرار؛ فقالت له: يا أمير المؤمنين بلغني أنك شربت الطلاء بعد العبادة والنسك! قال: إي والله يا أمَّ الدرداء، والدماء قد شربتها). رواه ابن عساكر.
وضعت عليه الشيعة أخباراً كثيرة للتشنيع عليه.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:38 PM

19: قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي(ت:86هـ)
روى عن: عثمان بن عفان، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وزيد بن ثابت، وتميم الداري.
وروى عنه: ابنه إسحاق، وابن شهاب الزهري، ورجاء بن حيوة، وجعفر بن ربيعة، وعبد الله بن موهب، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وغيرهم.
كان أبوه من الصحابة.
- قال أبو عبد الله الذهبي: (يقال: إنه ولد عام الفتح، وأتي به النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أبيه ليدعو له).
- وقال ابن وهب، عن ابن لهيعة قال: أخبرني يزيد بن أبي حبيب: (أن قبيصة بن ذؤيب ولد عام الفيل). رواه يعقوب بن سفيان، ولا يصحّ، ولعلّه أراد أباه.
لقي جماعةً من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتفقّه بهم، حتى صار من كبار فقهاء أهل المدينة ومفتيهم، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة ما يتعلق بأحكام القرآن.
وكان كثير السفر إلى الشام للتجارة والغزو، وكان مقرباً من عبد الملك بن مروان، وهو الذي أدخل الزهريَّ على عبد الملك بن مروان.
- قال البخاري: (كنية قبيصة بن ذؤيب أبو سعيد الخزاعي الكعبى، سمع أبا الدرداء وزيد بن ثابت، كناه المقرئ، ويقال: أبو إسحاق، وله ابن يقال له: إسحاق).
- قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: (عبد الله بن الحارث كان معلماً، وقبيصة بن ذؤيب كان معلماً، وعمرو بن الحارث كان معلم ولد صالح بن علي، يعني الهاشمي).
- وقال أبو الزناد: (كان فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير، وعبد الملك بن مروان). رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه.
- وقال عامر الشعبي: (قبيصة بن ذؤيب أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت).رواه البخاري في التاريخ الكبير، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
- وقال محمد بن راشد: حدثنا حفص بن عمر بن نبيه الخزاعي، عن أبيه (أن قبيصة بن ذؤيب كان معلم كتّاب). رواه ابن أبي خيثمة.
أصيبت عينه يوم الحرة، واختلف في سنة وفاته على أقوال متقاربة والأكثر على أنه توفي سنة 86هـ.

- قال ابن سعد: (تحوَّل إلى الشام؛ فكان آثرَ الناسِ عند عبد الملك بن مروان، وكان على خاتم عبد الملك، وكان البريد إليه؛ فكان يقرأ الكتب إذا وردت، ثم يدخلها على عبد الملك، فيخبره بما فيها).

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:39 PM

20: بلال بن أبي الدرداء الأنصاري(ت: 93هـ )
ولي قضاء دمشق بعد النعمان بن بشير رضي الله عنهما، فلما استخلف عبد الملك بن مروان عزله، وولّى أبا إدريس الخولاني.
روى عن أبيه، وأمّ الدرداء.
وروى عنه: حميد بن مسلم، وأبو بكر بن أبي مريم، وخالد بن محمد الثقفي.
قال البخاري في تاريخه: (بلال بن أبي الدرداء الأنصاري أمير الشام).
= وقال ابن عساكر: (بلال بن عويمر أبي الدرداء أبو محمد الأنصاري القاضي، ويقال: كان أميراً ببعض الشام، وهو في عداد أهل دمشق).
- قال أبو مسهر: كان أسنّ من أمّ الدرداء.
قلت: يريد أمّ الدرداء الصغرى.
- قال ابن حبان: (مات بلال بن أبي الدرداء في آخر سنة ثلاث وتسعين).
وكذلك قال أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو حسان الزيادي: مات سنة 93هـ.
وقال ابن زبر الربعي: مات سنة 92هـ.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:40 PM

21: عبد الله بن محيريز بن جنادة الجمحي(ت: 100هـ تقريباً )
نزيل بيت المقدس
روى عن أبي محذورة المؤذن، وعبادة بن الصامت، وأبي سعيد، وطائفة
وعنه: عبد الملك بن أبي محذورة، ومكحول، والزهري، وآخرون
- وقال هشام بن عمار: حدثنا مغيرة بن مغيرة عن رجاء بن أبي سلمة عن خالد بن دريك قال: (كانت في ابن محيريز خصلتان، ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة: كان أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له تكلم فيه، غضب فيه من غضب، ورضي من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة عن رجاء بن حيوة قال: أتانا نعي ابن عمر ونحن في مجلس ابن محيريز؛ فقال ابن محيريز: (والله إن كنتُ لأعدّ بقاءَ ابنِ عمر أماناً لأهل الأرض).
فقال رجاء بن حيوة بعد نعي ابن محيريز: (وأنا والله لقد كنتُ أعد بقاء ابن محيريز أماناً لأهل الأرض). رواه يعقوب بن سفيان وأبو زرعة الدمشقي.
- وقال رباح بن الوليد الذماري: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال رجاء بن حيوة: (إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر، فإنا نفخر عليهم بعبد الله بن محيريز). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال سعيد بن أسد بن موسى: حدثنا ضمرة عن رجاء قال: (كان ابن محيريز يجيء بالكتاب إلى عبد الملك فيه النصيحة، فيقريهِ إيَّاه، ثم لا يقرّه في يده). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ضمرة بن ربيعة: حدثنا عباد بن عباد، عن يحي بن أبي عمرو السيباني قال: قال ابن محيريز: (إني أحدثكم فلا تقولوا: حدثنا ابن محيريز؛ فإني أخشى أن يصرعني ذلك يوم القيامة مصرعا يسوءني). رواه يعقوب بن سفيان وأبو زرعة الدمشقي.
- قال العجلي: (ثقة من خيار الناس).

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:40 PM

22: شهر بن حوشب الأشعري(ت:100هـ)
مولى أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، وهو شامي من أهل حمص.
روى عن: مولاته أسماء بنت يزيد، وعائشة، وأبي هريرة، وأمّ سلمة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عباس وقرأ عليه القرآن، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبي إدريس الخولاني، وغيرهم.
وروى عنه: الحكم بن عتيبة، وقتادة، وثابت البناني، ومعاوية بن قرة، وداوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وأبو بشر اليشكري، وسماك بن حرب، وشمر بن عطية، وليث بن أبي سليم، وعبد الحميد بن بهرام، وغيرهم كثير.
وثّقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وتركه يحيى بن سعيد القطان، وشعبة.
وقال أبو زرعة الرازي: لا بأس به.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
- وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت النضر، يقول: سُئل ابن عون عن حديث لشهرٍ وهو قائم على أسكفة الباب، فقال: «إنَّ شهراً نزكوه، إنَّ شهراً نزكوه». رواه مسلم في مقدّمة صحيحه، وقال: يقول: (أخذته ألسنة الناس، تكلموا فيه).
وأصل النَّزك هو الطَّعن بالنيازك، وهي الرماح القصيرة.
قال الشاعر:
فَيَا مَن لِقَلبٍ لا يزالُ كأنه ... من الوَجْدِ شكَّتْهُ صدورُ النيازِكِ
- وقال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المديني، وقيل له: ترضى حديث شهر بن حوشب؟
فقال: أنا أحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، وأنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعبد الرحمن، يعني على تركه).
قال يعقوب: وسمعت علي ابن المديني يقول: (كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن شهر).
- قال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد بن حنبل: شهر بن حوشب؟
قال: (ما أحسن حديثه! – ووثقه – وهو شامي من أهل حمص).
- وقال العجلي: (شامي، تابعي، ثقة).
- وقال صالح بن محمد البغدادي: (شهر بن حوشب شامي قدم العراق على الحجاج بن يوسف، روى عنه الناس من أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل الشام، ولم يوقف عنه على كذب. وكان رجلا يتنسك إلا أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد).
وقال أيضاً: (شهر يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في القراءات لا يأتي بها غيره).
- وقال حرب بن سريج، عن زينب بنت يزيد بن واشق: سمعت عائشة تقول، فذكرت عنها حديثاً قالت فيه: قال رجل من نُسّاك أهل الشام يقال له: شهر بن حوشب: ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين؟
قالت: القرآن يا بني.
فقال: شهر: حسبكم! ومن يطيق القرآن؟
قالت: (من طوقه الله يا بني).
- قال يحيى بن أبي بكير الكرماني، عن أبيه قال: (كان شهر بن حوشب على بيت المال؛ فأخذ خريطة فيها دراهم؛ فقال القائل:لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القراء بعدك يا شهر). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أبو بكر الباهلي: كان شهر بن حوشب على خزائن يزيد بن المهلب؛ فرفعوا عليه أنه أخذ خريطة، فسأله يزيد عنها، فأتاه بها، فدعا يزيد الذي رفع عليه فشتمه، وقال لشهر: (هي لك، لا حاجة لي فيها). رواه ابن جرير في تاريخه.
- قال أبو عبد الله الشامي: قلت لعبد الحميد بن بهرام: متى مات شهر بن حوشب؟
قال: (سنة ثمان وتسعين). رواه ابن سعد.
وأكثر العلماء على أنه مات سنة 100هـ

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:41 PM

23: عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي(ت:101هـ)
تقدّمت ترجمته في علماء المدينة.
- قال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: (كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال مبشر بن إسماعيل عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: (أتينا عمر بن عبد العزيز ونحن نرى أنه يحتاج إلينا، فما كنا معه إلا تلامذة). رواه أبو زرعة الدمشقي.

عبد العزيز الداخل 13 صفر 1443هـ/20-09-2021م 10:41 PM

24: تبيع بن عامر الكلاعي الحميري(ت:101هـ)
ابن امرأة كعب الأحبار، من المخضرمين، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم إلا في عهد أبي بكر، وهو ابن امرأة كعب الأحبار، رويت عنه أخبار إسرائيلية في كتب التفسير، ووقعت له قصص وأعاجيب.
روى عن: أبي الدرداء وكعب الأحبار.
وروى عنه: مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وشفيّ بن ماتع الأصبحي، ورشيد بن كيسان الفهمي، وأبو قبيل المعافري المصري، وغيرهم.
والرواية عنه قليلة.
- قال ابن سعد: (تبيع ابن امرأة كعب الأحبار، وكان عالماً، قد قرأ الكتب، وسمع من كعب علماً كثيراً).
- قال ابن عساكر: (قرأ القرآن على مجاهد بأرواد، جزيرة في البحر، قريب من القسطنطينية، وكانا غازيين بها).
- وقال أبو بكر البغدادي في تاريخ الحمصيين: (أبو عبيدة تبيع بن عامر، كان رجلاً مرجلاً، كان دليلاً للنبي صلى الله عليه وسلم، فعرضَ عليه الإسلام، فلم يسلم، حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم مع أبي بكر، وقد كان يقصّ عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). ذكره أبو الحجاج المزي.
- قال ابن وهب: حدثني الليث بن سعد، عن رشيد بن كيسان الفهمي قال: كنا برودس وأميرنا جنادة بن أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: إنه الشتاء، ثم الشتاء فتأهبوا له؛ فقال تبيع بن امرأة كعب الأحبار: تقفلون الى كذا وكذا.
فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية: انه الشتاء ثم الشتاء.
فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال: "ما يسميك الناس إلا الكذاب لما تذكر لهم من القَفْل الذي لا يرجونه".
فقال تبيع: (فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا، من شهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريح فتقلع هذه التينة التي في مسجدهم هذا).
فانتشر قوله فيهم؛ فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك، وكان يوماً لا ريحَ فيه، فانتظروا حتى احتاجوا الى المقيل والغداء وملوا؛ فانصرفوا إلى مساكنهم أو إلى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس؛ فأقبلت ريح إعصار، فأحاطت بالتينة فاقتلعتها، وتصايح الناس في منازلهم: خرت التينة، خرت التينة.
فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل، فرأوا شيئاً لائحاً يتجول في الماء حتى تبين لهم أنه قارب، فأتاهم بموت معاوية وبيعة يزيد ابنه، وإذنهم بالقفل، فشكروا تبيعاً وأثنوا عليه خيراً.
ثم قالوا: وأخرى قد بقيت قد دخل الشتاء، ونحن نخاف أن تنكسر مراكبنا، فقال تبيع: (لا ينكسر لكم عود يضرّكم، ولا ينقطع لكم حبل يضرّكم حتى تردوا بلادكم).
قال: (فساروا فسلَّمهم الله عز وجل). رواه يعقوب بن سفيان.

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 12:30 AM

25: خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي(ت:104هـ)
من علماء الشام الكبار، والمتعبّدين الزهّاد، كان كثير الذكر والصلاة والجهاد، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، سكن حمص ثم انتقل إلى طوس، ومات بها.
روى عن: ثوبان، وأبي أمامة، والمقدام بن معدي كرب، وعبد الله بن بسر المازني، وجبير بن نفير، وكثير بن مرة، وغيرهم.
وروى عنه: ابنته عبدة، وبحير بن سعد، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، وصفوان بن عمرو، وغيرهم.
- قال يزيد بن عبد ربه: حدثنا بقية عن بحير بن سعد قال: (ما رأيتُ أحداً ألزَم للعلم من خالد بن معدان، كان علمه في مصحف له أزرار وعرى). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر: حدثنا إسماعيل بن عياش عن أم عبد الله بنت خالد، وأم الضحاك - مولاته - قالتا: (أدرك خالد بن معدان سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الوليد بن عتبة: حدثنا بقية بن الوليد قال: كان الأوزاعي يعظم خالد بن معدان، فقال لنا: له عقب؟
فقلنا: له ابنة.
قال: ائتوها فسلوها عن هدي أبيها.
قال: (فكان سبب إتياننا عبدة بسبب الأوزاعي). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الوليد بن عتبة: حدثنا الوليد بن مسلم قال: (كان الأوزاعي يفضل خالد بن معدان). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال خالد بن خلي: حدثنا بقية عن ثور بن يزيد قال: (كتبتُ لخالد بن معدان إلى بعض الخلفاء، فبدأ بنفسه). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال حيوة بن شريح عن بقية عن بجير قال: (كتب الوليد بن عبد الملك إلى خالد بن معدان في مسألة، فأجابه، فحمل القضاة على قوله). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو: (رأيت خالد بن معدان إذا عظمت حلقته قام كراهة الشهرة). ذكره أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي.
- وقال أبو إسحاق الفزاري، عن صفوان بن عمرو قال: (كان خالد بن معدان إذا أمر الناس بالغزو كان فسطاطه أوَّلَ فسطاط بدابق).
- وقال محمد بن حمير: حدثني محمد بن زياد الألهاني قال: كنا في المسجد إذ مُرّ بمعبد الجهني إلى عبد الملك بن مروان، فقال الناس: إن هذا لهو البلاء.
قال: فسمعت خالد بن معدان يقول: (إن البلاء كلَّ البلاء إذا كانت الأئمة منهم). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال يزيد بن عبد ربه: قرأت في ديوان العطاء: (مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة، ومات عبد الأعلى بن عدي سنة أربع ومائة).
- وقال أبو زرعة: حُدّثت عن يحيى بن صالح عن إسماعيل بن عياش قال: (مات خالد بن معدان سنة أربع ومائة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 12:31 AM

26: أبو سلام ممطور الحبشي الأسود(ت:105هـ تقريباً)
الحبشي نسبة إلى حيٍّ من حِمْيَر لا إلى الحبشة، وكان من علماء الشام وعُبَّادهم ومحدّثيهم، سكن حمص مدّة ثمّ انتقل إلى دمشق، وأدرك السماع من جماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم.
روى عن: عليّ بن أبي طالب، وعبادة بن الصامت، وعمرو بن عبسة، وثوبان بن بجدد، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة الباهلي، وكعب الأحبار، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبي إدريس الخولاني، وأبي أسماء الرحبي، وعبد الله بن عامر اليحصبي، وابن محيريز، وغيرهم.
وروى عنه: حفيداه: زيد ومعاوية ابنا سلام بن أبي سلام، ومكحول الدمشقي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويحيى بن الحارث الذماري، والأوزاعي، وغيرهم.
- قال أبو بشر الدولابي: سمعت العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: (زيد بن سلام بن أبي سلام، وأبو سلم ممطور الحبشي حي من حمير).
- وقال أبو نصر ابن ماكولا: (أبو سلام الحبشي ممطور الأسود ينسب إلى حبش بطن من حمير).
- قال أبو مسهر الغسّاني: قلت لمعاوية بن سلام: ما اسم جدك؟ قال: ممطور.
قلت: لمن الولاء عليك؟
(فغضب، يعني أنه عربي). رواه ابن عساكر.
- قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق: قلت لأبي مسهر: وأبو سلام سمع من عبادة بن صامت ومن كعب؟
قال: نعم حدّثنيه عباد الخواص، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن محيريز، عن أبي سلام قال: (كنتُ إذا قدمتُ بيتَ المقدس نزلت على عبادة بن الصامت؛ فدخلتُ المسجدَ فوجدته وكعباً جالسَين؛ فسمعت كعباً يقول: "إذا كانت سنة ستين فمن كان عزباً فلا يتزوَّج".
قلت لأبي مسهر: فسمع من كعب؟
قال: (نعم).
- وقال ابن سعد: أبو سلام الأسود، انتقل من حمص إلى دمشق، وقال: (البركة تضعف فيها مرتين).
- وقال دحيم: حدثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن الحارث، عن أبي سلام قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى صاحب دمشق أن: (سلْ أبا سلام عما سمع من ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوض؛ فإن كان يثبته، فاحمله على مركبة من البريد). رواه أبو زرعة الدمشقي.

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 12:31 AM

27: بُسْر بن عبيد الله الحضرمي(ت: 105هـ تقريباً )
روى عن: واثلة بن الأسقع، وسنان بن عرفة، وأبي إدريس الخولاني، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وغيرهم.
وروى عنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعطية بن قيس، وثور بن يزيد الحمصي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وزيد بن واقد القرشي، وغيرهم.
وكان من كبار أصحاب أبي إدريس الخولاني.
- قال محمود بن خالد الدمشقي: سمعت مروان بن محمد يقول: (بسر بن عبيد الله من كبار أهل المسجد، ثقة من أهل العلم). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال معن بن الوليد بن هشام الغساني: سمعت أبو مسهر يقول: (أحفظ أصحاب أبي إدريس عنه: بسر بن عبيد الله). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: قال بسر بن عبيد الله: (إن كان ليبلغني الحديث في المصر فأرحل فيه مسيرة الأيام). رواه أبو زرعة الدمشقي.

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 12:31 AM

28: القاسم بن مخيمرة الهمداني(ت:111هـ):
الفقيه المحدّث العابد، أصله من الكوفة، ونزل دمشق.
روى عن: عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عكيم الجهني، وأبي أمامة الباهلي، وعلقمة بن قيس، وغيرهم.
وروى عنه: حسان بن عطية، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويزيد بن أبي مريم، وغيرهم.
- قال أحمد بن ثابت: حدَّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعيّ، قال:(جلستُ إلى القاسم بن مُخَيمِرَة، وأنا غلامٌ، حين احتلمتُ). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال أبو إسحاق، عن أبي بكر بن عبد الله، عن منصور بن نافع قال: كان القاسم بن مخيمرة يأمرنا بجهازه للغزو ثم يقول: (لا تماكسوا في جهازنا فإن النفقة في سبيل الله مضاعفة).
- وقال أبو عروبة: حدثنا أيوب بن محمد، حدثنا ضمرة، عن علي بن أبي حملة قال: ذكر الوليدُ بن هشام القاسمَ بن مخيمرة لعمر بن عبد العزيز فأرسل إليه فدخل عليه؛ فقال: سل حاجتك.
قال: (يا أمير المؤمنين! قد علمت ما يقال في المسألة).
قال: (ليس أنا ذاك، إنما أنا قاسم، سل حاجتك).
قال: (تلحقني في العطاء).
فقال: (قد ألحقناك في خمسين؛ فسل حاجتك).
قال: (تقضي عنّي ديني).
قال: (قد قضينا عنك دينك؛ فسل حاجتك).
قال: (تحملني على دابة).
قال: (قد حملناك على دابة؛ فسل حاجتك).
قال: (تلحق بناتي في العيال).
قال: (قد ألحقنا بناتك في العيال؛ فسل حاجتك).
قال: (قد ألحقتني في العطاء، وقضيت الدين عني، وحملت على الدابة، وألحقت البنات في العيال؛ فأيّ شيء بقي؟).
قال: (قد أمرنا لك بخادم؛ فخذها من عند أخيك الوليد بن هشام). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن القاسم بن مخيمرة قال: (دخلتُ على عمر بن عبد العزيز؛ فقضى عني سبعين ديناراً، وحملني على بغلة، وفرض لي في خمسين.
قال: قلت: (أغنيتني عن التجارة).
قال: فسألني عن حديث.
فقلت: هنني يا أمير المؤمنين.
قال سعيد: (كأنّه كره أن يحدّثه على هذا الوجه). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال: القاسم بن مخيمرة: (ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلق بابي ولي خلفه من همّ). رواه أبو زرعة الدمشقي، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال الهيثم بن خارجة: حدثنا المعافى بن عمران، عن الأوزاعي قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: (إني لأغلق بابي وما يجاوزه همّي). رواه ابن عساكر.
- وقال الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن القاسم قال: (إذا رأيتَ الرجلَ لجوجاً ممارياً معجباً برأيه؛ فقد تمت خسارته). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال أبو عمير الرملي: حدثنا ضمرة، عن الأوزاعي، قال: (كان القاسم يقدم علينا مرابطاً متطوعاً؛ فلا ينصرف حتى يستأذن؛ فكان يتأوّل هذه الآية: {وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه}). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال ابن حبان: (كان القاسم بن مخيمرة من صالحي أهل الكوفة ثم انتقل منها إلى الشام وسكنها مرابطاً).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 12:37 AM

29: أبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي(ت:112هـ)
عالم الشام في زمانه، كان كبير القدر عند أهل الشام، ثقة ثبتاً عابداً صالحاً.
روى عن: عبد الله بن عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي أمامة الباهلي، ومحمود بن الربيع، وأبيه حيوة الكندي، وعمر بن عبد العزيز، وقبيصة بن ذؤيب، وأمّ الدرداء، وغيرهم.
روى عنه: ثور بن يزيد، ورجاء بن أبي سلمة، وابن شهاب الزهري، وعبد الله بن عون، والحكم بن عتيبة، وعبد ربه بن سليمان ابن زيتون، وعدي بن عديّ بن عميرة الكندي،
- قال ابن أبي الأسود: حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن الحكم قال: (كان رجاء بن حيوة قاصاً). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال حيوة بن شريح: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر [الوراق] قال: (ما رأيت شاميا أفقه من رجاء بن حيوة). رواه ابن أبي حاتم.
- قال محمد بن أبي أسامة الحلبي: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال مكحول: (ما زلت مستقلاً بمن بغاني حتى أعانهم علي رجاء بن حيوة، وذاك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم). رواه أبو زرعة الدمشقي، ويعقوب بن سفيان.
وفي رواية عند ابن عساكر من طريق أبي عمير ابن النحاس عن ضمرة به بلفظ: (ما زلت مضطلعاً على من ناوأني).
- وقال الوليد بن عتبة: حدثنا ابن أبي السائب عن أبيه قال: (ما رأيت أحسن اعتدالاً في الصلاة من رجاء بن حيوة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال نعيم بن سلامة: (ما بالشام أحدّ أحب إليَّ أن أقتدي به من رجاء بن حيوة). رواه أبو زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان.
- قال محمد بن أبي أسامة الحلبي: حدثنا ضمرة عن السيباني قال: (كان رجاء بن حيوة مع عبد الملك بن مروان بالصنبرة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال ابن وهب وابن لهيعة، عن ابن عجلان عن رجاء بن حيوة قال: (يقال: ما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان! وما أحسن الإيمان ويزينه التقوى! وما أحسن التقوى ويزينه العلم! وما أحسن العلم ويزينه الحلم! وما أحسن الحلم ويزينه الرفق!). رواه ابن عساكر.
- وقال صفوان بن صالح: حدثنا عبد الله بن كثير القاري عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا مع رجاء بن حيوة؛ فتذاكرنا شكر النعم؛ فقال: (ما أحد يقوم يشكر نعمه)
وخلفُنا رجلٌ على رأسه كساء فكشف الكساء عن رأسه فقال: "ولا أمير المؤمنين؟"
قلنا: وما ذكر أمير المؤمنين ها هنا؟!! إنما أمير المؤمنين رجلٌ من الناس.
فغفلنا عنه فالتفت رجاء؛ فلم يره فقال: أُتيتم من صاحب الكساء، ولكن إن دعيتم فاستحلفتم؛ فاحلفوا؛ فما علمنا إلا وهو بحرسي قد أقبل؛ فقال: أجيبوا أمير المؤمنين.
فأتينا باب هشام؛ فأذن لرجاء من بيننا؛ فلما دخل عليه قال: هيه يا رجاء! يُذكر أمير المؤمنين؛ فلا تحتج له؟!
قال: فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟
قال: ذكرتم شكر النعم؛ فقلتم ما أحدٌ يقوم بشكر نعمه، قيل لكم: ولا أمير المؤمنين؛ فقلتم أمير المؤمنين رجل من الناس.
قلت: لم يكن ذاك.
قال: آلله.
قلت: آلله.
قال رجاء: فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطاً، وخرجتُ وهو متلوّث في دمه؛ فقال: هذا وأنت ابْن حيوة!!
قلت: سبعون سوطا في ظهرك خير من دم مؤمن.
قال ابن جابر: وكان رجاء بن حيوة بعد ذلك إذا جلس في مجلس التفت؛ فقال: (احذروا صاحب الكساء). رواه ابن عساكر.
- وقال سعيد بن أسد: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال: (ما لقيت أكفَّ من ثلاثة: رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز، وابن سيرين بالعراق).
يقول: (لم يجاوزوا ما علموا، ولم يتكلفوا أن يقولوا برأيهم). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال الأصمعي: سمعت ابن عون يقول: (أدركت ستة، منهم ثلاثة يشدّدون في الحروف، وثلاثة يرخّصون في المعاني، وكان من أصحاب الحروف: القاسم بن محمد، ورجاء بن حيوة، ومحمد بن سيرين، وكان من أصحاب المعاني: الحسن، والشعبي، والنخعي). رواه يعقوب بن سفيان.
أصحاب الحروف الذين يحدّثون بالحديث كما سمعوه بلفظه، وأصحاب المعاني الذين يتجوّزون في رواية الحديث بمعناه.
- وقال سعيد بن أسد بن موسى: حدثنا ضمرة عن رجاء عن إبراهيم بن يزيد النصري قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز بحلل بعث بها صاحب اليمن عروة بن محمد، فعزل منها حلة وقال: (هذه لخليلي رجاء بن حيوة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن حبان: (رجاء بن حيوة الكندي أبو المقدام من عبّاد أهل الشام وزهادهم وفقهاء التابعين وعلمائهم مات سنة اثنتي عشرة ومائة).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (ورجاء هو الذي نهض بأخذ الخلافة لعمر بن عبد العزيز، وكان كالوزير لسليمان بن عبد الملك، ومناقبه كثيرة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 12:38 AM

30: مكحول بن شهراب بن شاذل الشامي(ت:113هـ)
فقيه أهل الشام، ومحدّثهم، وأحد قرّائهم، كان مولى لامرأة من هذيل؛ فأُعتق، ثمّ جدّ في طلب العلم، وطوَّف في البلدان حتى حوى علماً غزيراً، وتصدّر في الشام زمناً طويلاً.
روى عن: أنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وأبي أمامة الباهلي، ومحمود بن الربيع، وحبيب بن مسلمة الفهري، وروى عن: سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وطاووس بن كيسان، والشعبي، وشريح القاضي، وعبد الرحمن بن غنم، وجبير بن نفير، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وكثير بن مرة الحضرمي، ومالك بن يخامر السكسكي، وأبي أسماء الرحبي، وأبي مسلم الخولاني، وأبي إدريس الخولاني، وأبي سلام الحبشي، وأمّ الدرداء الصغرى، وعمرو بن شعيب، وغيرهم كثير.
وأرسل عن: أبيّ بن كعب، وعبادة بن الصامت، وعائشة، وغيرهم.
وروى عنه: الهيثم بن حُميد الغساني وهو من أخصّ أصحابه، وسليمان بن موسى الدمشقي، ويزيد بن يزيد بن جابر، وابن شهاب الزهري، وثور بن يزيد الحمصي، ويحيى بن يحيى الغساني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعكرمة بن عمار اليمامي، وقيس بن سعد المكي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وعبد الله بن عون، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وخلق كثير.

- قال دحيم، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال: سمعت مكحولاً يقول: (كنتُ عبداً لسعيد بن العاص؛ فوهبني لامرأة من هذيل؛ فأنعم الله عليَّ بها، يعني بمصر). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: سمعت مكحولا، يقول: «كنت لعمرو بن سعيد بن العاص، فوهبني لرجل من هذيل بمصر، فأنعم علي بها، فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة، فما خرجت منها حتى ظننت أنه ليس بها علم إلا وقد سمعته، ثم لقيت الشعبيَّ فلم أر مثله). رواه ابن سعد.
- قال ابن حبان: (مكحول بن عبد الله أبو عبد الله كان هندياً من سبى كابُل لسعيد بن العاص؛ فوهبه لامرأةٍ من هذيل؛ فأعتقته بمصر، ثم تحوَّل إلى دمشق فسكنها).
- وذكر ابن ماكولا في الإكمال أنه مكحول بن شهراب بن شاذل.
- وقال ابن عساكر: (فقيهُ أهلِ دمشقَ، وأحد قراء الشام).
- وقال مروان بن محمد الطاطري عن يحيى بن حمزة عن أبي وهب عن مكحول قال: (عتقتُ بمصرَ فلم أدع بها علماً إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق لم أدع بها علماً إلا حويتُ عليه فيما أرى، ثم أتيت المدينة فلم أدع بها علماً إلا حويت عليه فيما أرى، ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النفل، فلم أجد أحداً يخبرني عنه، حتى مررت بشيخ من بني تميم يقال له: زياد بن جارية، جالساً على كرسي فسألته؛ فقال: حدثني حبيب بن مسلمة قال: (شهدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفل في البداءة الربع، وفي الرجعة الثلث). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا مسهر يُسأل عن مكحول: هل لقي أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال: (لم يلق منهم أحداً، غير أنس بن مالك).
فقلت له: إنهم يزعمون أنه لقي أبا هند الداري؟
فقال: (ما أدري).
قال أبو زرعة: فذكرت كلام أبي مسهر هذا لأحمد بن صالح - مقدمه دمشق سنة سبع عشرة ومائتين، وهو يومئذ باقٍ؛ فحدّثني عن ابن وهب عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال: (دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع).
- وقال محمد بن المبارك الصوري: حدثنا الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان - وكان ثقة - عن مكحول قال: (دخلت أنا وابن أبي زكريا وسليمان بن حبيب على أبي أمامة بحمص، فسلمنا عليه). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (لم يكن عندنا أحد أحسن سمتاً في العبادة من مكحول، وربيعة بن يزيد). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن خالد: سمعت مروان بن محمد يحدّث عن سعيد بن عبد العزيز قال: (كان مكحول أفقه من الزهري، وكان مكحول أفقه أهل الشام). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال عبد الله بن أحمد بن ذكوان عن عمرو بن أبي سلمة أنه حدثه قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (إنما العلم عندنا ما سمعنا من الزهري ومكحول؛ فأما سوى ذلك فهو هكذا، يعني ضعيفا). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال بقية بن الوليد: حدثنا الأوزاعي قال: كان الزهري ومكحول يقولان: (أمرّوا الأحاديث كما جاءت). رواه ابن عساكر.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول: أنه كان إذا سئل لا يجيب حتى يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا رأيي، والرأي يخطئ ويصيب). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الوليد بن مسلم: حدثني نمير بن عقبة العبسي قال: سمعت مكحولاً يقول: «اختلفت إلى شريح ستة أشهر، لم أسأله عن شيء، أكتفي بما أسمعه يقضي به» رواه ابن سعد.
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد عن مكحول أنه كتب إلى محمد بن هانئ وهو على بعلبك: من مكحول بن عبد الله إلى محمد بن هانئ. ثم قال: (الحمد لله الذي رفع مكحولاً). رواه يعقوب بن سفيان وأبو زرعة الدمشقي.
- وقال عمر بن سعيد الدمشقي وبجير بن سعد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: سمعت مكحولاً يقول: (رأيت رجلاً يصلي فلما ركع وسجد بكى؛ فاتهمته أنه يرائي ببكائه فحُرمت البكاء سنة). رواه ابن عساكر.
وقال ضمرة بن ربيعة عن كريز بن سليمان قال: كان مكحول يقول: (اللهمَّ انفعنا بالعلم، وزينا بالحلم، وجملنا بالتقوى، وكرمنا بالعافية). رواه ابن عساكر.

اتّهم بالقول بالقدر، ولا يثبت ذلك عنه، وإنما كان غيلان القدري يحضر مجالسه؛ وكان يُسأل أن يخرجه فيأبى، ثمّ بدرت من مكحول كلمة أنكرها عليه أهل العلم، وهي كلمة مجملة، وذلك أنّه سمع قاصاً يدعو فكان يقول في دعائه؛ "اللهم ارزقنا طيّباً" فقال مكحول: (إن الله لا يرزق إلا طيباً) فأنكرها عليه رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي، وتوسّع بالتحديث بأحاديث ثم لحقته محنة بسبب ذلك.
- قال مروان بن محمد الطاطري، عن الأوزاعي قال: (لم يبلغنا أنَّ أحداً من التابعين تكلّم في القدر إلا هذين الرجلين: الحسن ومكحول؛ فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل).
- وقال محمد بن أبي أسامة الحلبي: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عاصم بن رجاء بن حيوة قال: جاء مكحول إلى أبي فقال: يا أبا المقدام، إنهم يريدون دمي؟
فقال له: (قد حذرتك القرشيين ومجالستهم، ولكنهم أدنوك وقربوك، فحدثتهم أحاديث؛ فلما أفشوها عليك كرهتها).
فما زاد على أن راح، فجاء أولئك الذين يعيبون مكحولاً، فأخذوا في ذكر مكحول؛ فقال أبي: (دعوا عنكم ذكرَ مكحول؛ فقد كنتم حديثاً وأنتم تحسنون ذِكْرَه).
قال عاصم: (فكفّوا). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو داود: حدثنا إبراهيم بن مروان قال: قال أبي: قلت لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمد إنَّ الناس يتّهمون مكحولاً بالقدر؛ فقال: (كذبوا، لم يكن مكحولاً بقدري). رواه ابن عساكر.
- وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: (كان مكحول قدرياً ثم رجع).

اختلف في سنة وفاته:
- قال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: (توفي مكحول بعد الجرّاح). رواه أبو زرعة الدمشقي، وقال: (فحدثني محمود بن خالد عن أبي مسهر قال: عام الجرّاح سنة ثنتي عشرة ومائة، جاء قتله في شهر رمضان).
والجرّاح هو ابن عبد الله الحكمي كان من أمراء الدولة الأموية، وكان رجلاً صالحاً من أهل العلم، وولاه عمر بن عبد العزيز إمارة أذربيجان وأرمينية وله صولات في الجهاد ووقائع في الخزر، ثم قتلته الخزر في رمضان سنة 112هـ.
- قال الخطيب البغدادي: (وكان الجرّاح على أرمينية، وكان رجلاً صالحاً، فقتله الخزر، ففزع الناس لقتله في البلدان).
- وقال أبو زرعة أيضاً: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن راشد عن خاله، وقد أدرك مكحولاً قال: (توفي مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة).
- وقال دحيم وأبو نعيم وقعنب بن المحرر الباهلي: مات سنة 112هـ.
- وقال أبو مسهر الغساني وأبو عبيد القاسم بن سلام وغير واحد: مات سنة 113هـ.
- وقال ابن زبر الربعي: سنة 116هـ.
- وقال ابن سعد عن عمر بن سعيد: مات سنة 118هـ
- وقال ابن يونس: يُقال مات سنة 118هـ

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 02:43 AM

31: سليمان بن موسى الدمشقي الأشدق(ت:115هـ)
مولى آل أبي سفيان بن حرب.
روى عن أبي أمامة الباهلي، وواثة بن الأسقع، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، ومكحول الشامي، وأبي الزبير المكي، وعمرو بن شعيب، وغيرهم.
روى عنه: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وابن جريج، وابن لهيعة، ومحمد بن راشد المكحولي الحبراني، وغيرهم.
- قال أبو مسهر الغساني: (كان سليمان بن موسى مولى لآل أبي سفيان، وكان منزله بناحية الفراديس من ربض دمشق).
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثني المطعم بن المقدام، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: (سيد شباب أهل الحجاز عبد الملك بن جريج، وسيد شباب أهل العراق الحجاج بن أرطأة، وسيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى). رواه ابن عساكر.
- وقال مروان بن محمد الطاطري: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان عطاء بن أبي رباح إذا جاءه سليمان بن موسى يقول لأصحابه: (كفوا عني المسألة فقد جاءكم من يكفيكم المسألة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال يحيى بن معين: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت برد بن سنان قال: (كان الناس يجتمعون على عطاء والذي يلي لهم المسألة سليمان بن موسى).
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا معتمر عن برد قال: (كانوا يجتمعون على عطاء في الموسم؛ فكان سليمان بن موسى هو الذي يسأل لهم).
- وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني محمود بن خالد، عن مروان بن محمد أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: قال سليمان بن موسى: (حسن المسألة نصف العلم).
- وقال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: (الذي يأخذ كلّ ما سمع ذاك حاطب ليل). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان: (لا يؤخذ العلم من صحفي). رواه أبو زرعة الدمشقي، وقال: فذكرته لهشام [بن عمار] فأخبرني عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان: (لا يؤخذ العلم من صحفي).
- وقال بقية بن الوليد: حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال: قال لي الزهري: (إنَّ مكحولاً يأتينا وسليمان بن موسى، وأيم الله إن سليمان لأحفظ الرجلين). رواه أبو نعيم في الحلية، والبيهقي في السنن الكبرى، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال سليمان بن موسى: (سألنا الناسُ عن الإسناد وقد مضى أصحابنا، ولو سألونا عنه وهم أحياء لوجدوه قائماً). رواه ابن عساكر.
- وقال الحسن بن محمد بن بكار: قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز: (كان سليمان بن موسى أعلم أهل الشام بعد مكحول). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن يوسف الفريابي: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: (لو قيل لي: من أفضل الناس؟ لأخذت بيد سليمان بن موسى). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو مسهر الغساني: (كان أعلى أصحاب مكحول سليمان بن موسى، ومعه يزيد بن يزيد بن جابر).
- وقال محمود بن خالد الدمشقي، عن مروان بن محمد الطاطري، عن أبي مسهر قال: (لما مات مكحول جلس يزيد بن يزيد بن جابر؛ فكان نزر الكلام؛ فجالسوا سليمان بن موسى).
قال محمود: قال مروان: (فجاءهم بما يريدون وما لا يريدون، يعني من سعة العلم)
قال أبو مسهر: (فلما مات سليمان جلسوا إلى العلاء بن الحارث). رواه أبو زرعة الدمشقي وابن عدي في الكامل، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال زيد بن واقد: عاش سليمان بن موسى بعد مكحول سنتين، وكنا نجلس إليه بعد مكحول، وكان يأخذ كل يوم في باب من العلم فلا يقطعه حتى يفرغ منه، ثم يأخذ في باب غيره). رواه ابن عساكر.
- قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لدحيم: فسليمان بن موسى فوق يزيد بن يزيد؟
قال: نعم.
قلت: وهو المقدم من أصحاب مكحول؟
قال: (نعم).
- وقال أبو زرعة أيضاً: (كنت أرى أبا مسهر يقدم كل التقديم من أصحاب مكحول ثلاثة: سليمان بن موسى، ويزيد بن يزيد بن جابر، والعلاء بن الحارث).
- وقال يعقوب بن سفيان: سألت هشام بن عمار، قلت له: أي أصحاب مكحول أرفع؟
قال: سليمان بن موسى.
قلت: فمن يليه؟
قال: العلاء بن الحارث.
قلت له: فسعيد بن عبد العزيز؟
قال: (نعم هؤلاء الثلاثة أعلى أصحاب مكحول).
- وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبي قال: سمعت دحيماً يقول: (أوثق أصحاب مكحول سليمان بن موسى).
- وقال ابن سعد: (كان ثقة، أثنى عليه ابن جريج).
- وقال البخاري: (عنده مناكير).
- وقال أبو حاتم الرازي: (سليمان بن موسى الأشدق محلّه الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه، ولا أثبت منه).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (أختار من أهل الشام بعد الزهري ومكحول الفقيه سليمان بن موسى).
- وقال النسائي: (أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث).
- وقال معتمر بن سليمان عن برد قال: (كانوا يجتمعون على عطاء في المواسم؛ فكان سليمان بن موسى هو الذي يسأل لهم). رواه ابن سعد معلقاً.
- قال ابن سعد: (مات سليمان سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك).
- وقال سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا عبد الله بن كثير القارئ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: (قدم سليمان بن موسى على هشام بن عبد الملك الرصافة، فسقاه طبيب لهشام شربة دواء فقتله، فسقى هشام ذلك الطبيب من ذلك الدواء فقتله). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أبو الحجاج المزي: (فقيه أهل الشام في زمانه).
- قال دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي: (الذي لا أشك فيه أن سليمان بن موسى مات سنة خمس عشرة ومائة).رواه ابن عساكر.
- وقال أبو عبيد وابن سعد وخليفة بن خياط وابن زبر الربعي: مات سنة 119هـ.

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 02:43 AM

32: بلال بن سعد بن تميم السكوني(ت:115هـ تقريباً):
شيخ أهل دمشق في زمانه، وإمام المسجد الجامع الأموي، وكان قارئاً حسن القراءة، كثير التعبّد، بليغ الموعظة إذا وعظ.
روى عن: أبيه وله صحبة، وعن معاوية، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
وروى عنه: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعمرو بن شراحيل، وعبد الله بن العلاء، وغيرهم.
قال البخاري: قال حماد بن سلمة: هو الأشعري.
- قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي قال: سمعت أبا مسهر يقول: (بلال بن سعد بالشام مثل الحسن بالعراق، وكان أبوه سعد بن تميم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قارئ الشام، وكان جهير الصوت).
- وقال محمد بن حاتم المروزي: حدثنا حبان بن موسى قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: (كان محلّ بلال بن سعد بالشام ومصر كمحلّ الحسن بن أبي الحسن بالبصرة). رواه ابن عساكر.
- وقال العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي: أخبرني أبي، أنبأنا الأوزاعي قال: (كان بلال بن سعد من العبادة على شيء لم نسمع بأحدٍ قوي عليه، كان له كل يوم وليلة ألف ركعة). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو الزرقاء عبد الملك بن محمد الدمشقي: سمعت الأوزاعي
يقول: (سمعت بلال بن سعد ولم أسمع واعظاً قط أبلغَ منه). رواه ابن عساكر.
- وقال الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول:(لا تكن ولياً لله في العلانية عدواً لله في السر). رواه الإمام أحمد في الزهد، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد: أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: (إنَّ المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها، وإذا أعلنت فلم تُغيّر ضرت العامة). ورواه ابن عساكر أيضاً.
- وقال عبد الله بن المبارك: أخبرنا الأوزاعي، قال: سمعت بلال بن سعد يقول: «لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت». ورواه النسائي في السنن الكبرى.
- وقال إسماعيل بن عياش: حدثني الأوزاعي قال: سمعت بلال بن سعد يقول: (إنَّ الله عزَّ وجلَّ ليس إلى عذابكم بسريع، يقيل العثرة، ويقبل من المقبل، ويدعو المدبر). رواه ابن عساكر.
- وقال الوليد بن مسلم: قال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم: سمعت بلال بن سعد يقول: (يا أهل الخلودِ! يا أهل البقاء! إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في جنة أو نار). رواه الحسين بن الحسن المروزي في كتاب الزهد لابن المبارك، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال ابن المبارك: أخبرنا الأوزاعي عن بلال بن سعد، قال: «أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهباناً» ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والنسائي في السنن الكبرى.
- وقال العباس بن الوليد بن مزيد: أخبرني أبي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال بلال بن سعد: (الذكر ذكران: ذكر الله باللسان حسن جميل، وذكر الله عند ما أحلّ أو حرّم أفضل). رواه البيهقي في شعب الإيمان.
- وقال العباس بن الوليد بن مزيد: سمعت أبي عن الأوزاعي قال: قال بلال بن سعد: (إذا رأيتَ الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته). رواه ابن حبان في روضة العقلاء.

رُمي بالقدر، وهو بريء منه، ولعل ذلك لكلام صدر منه يحتمل وجوهاً فحُمل على أنه يقول بالقدر، كما وقع ذلك للحسن البصري رحمه الله.
- قال مروان بن محمد: حدثني سعيد بن عبد العزيز قال: رمي بلال بن سعد بالقدر؛ فأصبح فتكلّم في قصصه فقال: « ربَّ مسرور مغبون، والويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب، وقد حقَّ عليه في علم الله أنه من أهل النار، أو نحوه». رواه البيهقي في القضاء والقدر، وقد روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد لأبيه من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي عنه.
- وقال العباس بن الوليد بن مزيد: حدثني أبي قال: حدثنا الأوزاعي قال: هلك ابن لبلال بن سعد بقسطنطينية؛ فجاء رجلٌ يدّعي عليه بضعة وعشرين ديناراً؛ فقال له بلال: ألك بينة؟
قال: لا.
قال: ألك كتاب؟
قال: لا.
قال: فتحلف؟
قال: نعم.
فدخل منزله فأعطاه الدنانير؛ فقال: (إن كنتَ صادقاً فقد أديت عن ابني، وإن كنتَ كاذباً فهي عليك صدقة). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو زرعة الدمشقي: (بلال بن سعد أحد العلماء في خلافة هشام، وأخبرني بعض ولده أنه توفي في خلافة هشام، وكان قاصاً، حسن القصص، يحدّث عنه الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جابر، وغيرهم من أجلّة أهل العلم).
- وقال ابن حبان: (من عبّاد أهل الشام وقرائهم، وزهاد أهلها وصالحيهم، ممن أُعطي لساناً وبياناً وعلماً بالقصص، مات في ولاية هشام بن عبد الملك، ولأبيه صحبة).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (الإمام، الرباني، الواعظ، أبو عمرو الدمشقي، شيخ أهل دمشق .. وكان بليغ الموعظة، حسن القصص، نفّاعاً للعامة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:23 AM

33: أبو أيوب ميمون بن مهران الجزري(ت: 117هـ )
مفتي أهل الجزيرة وفقيههم، وقاضيهم زمن عمر بن عبد العزيز، ووالي الخراج بها، نشأ بالكوفة، ثم لما حدثت فتنة ابن الأشعث انتقل إلى الجزيرة، وبقي بها.
روى عن: عائشة، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن الزبير، وابن عمر، والضحاك بن قيس، وأمّ الدرداء، وسعيد بن المسيّب، وسعيد بن جبير، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عمرو بن ميمون، وجعفر بن برقان، الحكم بن عتيبة، والحجاج بن أرطأة، وأبو بشر اليشكري، وأيوب السختياني، وحميد الطويل، والأوزاعي، وعبد الكريم بن مالك الجزري، وغيرهم.
- قال عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا أبو المليح قال: سمعت ميمون بن مهران يقول: (وُلدتُ سنة الجماعة سنة أربعين). رواه ابن سعد.
- وقال محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري: ميمون بن مهران كنيته أبو أيوب، نزل الرَّقة وعقبه بها، سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران يقول: (نحن من سبي اصطخر). رواه ابن عساكر.
- وقال جعفر بن برقان: حدثنا ميمون بن مهران أن عمر بن عبد العزيز سأله: من مواليك؟
فقال: (كانت أمي مولاة للأزد وكان أبي مكاتبا لبني نصر بن معاوية، فولدت وأبي مكاتَب).
فقال عمر: (مواليك موالي أمك). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي.
- وقال الهيثم بن عدي: أخبرنا عمرو بن ميمون بن مهران قال قلت لأبي: ممن أنت؟
فقال: كان أبي مكاتباً لبني نصر بن معاوية فعتق، وكنتُ أنا مملوكاً لامرأة من الأزد من ثمالة يقال لها أم نمر؛ فأعتقتني؛ فلم أزل بالكوفة حتى كان هيج الجماجم فتحوَّلتُ إلى الجزيرة، وكان أول أمر الجماجم في سنة ثمانين؛ فكانت وقعة دجيل في آخر سنة إحدى وثمانين، وكانت آخر الجماجم في أول اثنتين وثمانين). رواه ابن سعد.
- وقال أحمد بن الخليل: حدثنا كثير بن هشام قال: (كانت بنت سعيد بن جبير امرأة ميمون). رواه يعقوب بن سفيان وابن عساكر.
- وقال محمد بن أبي أسامة الحلبي: حدثنا مبشر بن إسماعيل عن جعفر بن برقان قال: قال ميمون بن مهران: (أدركتُ الناس على عهد المغيرة بن شعبة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: (سئل ابن عباس وميمون عنده...). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال حسين بن عياش: حدثنا جعفر، حدثنا ميمون قال: أتيت المدينة فسألتُ عن أفقه أهلها؛ فدُفعت إلى سعيد بن المسيب؛ فجعلت أسأله؛ فقال: (إنك تسأل مسألة رجل كأنه قد تبحّر ما هاهنا هذا اليوم). رواه ابن حبان في الثقات وابن عساكر.
- وقال يعلى بن عبيد الطنافسي: حدثنا هارون البربري قال: كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز إني شيخ كبير رقيق كلفتني أن أقضي بين الناس، وكان على خراج الجزيرة وقضائها؛ فكتب إليه: (إني لم أكلّفْك ما يعنّيك، اُجْبُ الطيّب من الخراج، واقضِ بما استبان لك؛ فإذا لبّس عليك فارفعه إليَّ؛ فإن الناس لو كانوا إذا كَبُر عليهم أمرٌ تركوه لم يقمْ دين ولا دنيا). رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر.
- وقال دحيم، عن مبشر بن إسماعيل، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال:
قال عمر بن عبد العزيز: (إذا ذهب هذا وضرباؤه، فلم يبق من الناس إلا رُجاجة، يعني ميمون). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: (إن جاءنا العلم من الشام عن مكحول قبلناه، وإن جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه، وإن جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، وإن جاء من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه؛ فكل هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام). رواه ابن حبان في الثقات وابن عساكر.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: (إن جاءنا العلم من ناحية الجزيرة عن ميمون - يعني ابن مهران – قبلناه). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال: (من أساءَ سراً فليتب سراً، ومن أساءَ علانية فليتب علانية؛ فإنَّ الناس يعيّرون ولا يغفرون، والله يغفر ولا يعيّر). رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر.
- وقال أبو المليح أيضاً: قال ميمون بن مهران: (إذا أتى رجلٌ باب سلطان فاحتجب عنه؛ فليأت بيوت الرحمن؛ فإنها مفتحة؛ فليصل ركعتين، وليسأل حاجة). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو الحسن الميموني: قال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ( يا أبا الحسن! إني لأشبّه وَرَع جدّك بورع ابن سيرين).
- وقال عبد الله بن جعفر عن أبي المليح قال: (مات ميمون بن مهران سنة سبع عشرة ومائة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال ابن أبي حاتم: سُئل أبو زرعة عن ميمون بن مهران فقال: (كوفيٌّ سكن الجزيرة ثقة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:24 AM

34: عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي(ت:117هـ)
روى عن: أمّ الدرداء، وأرسل عن أبي الدرداء، وسلمان، وعبادة بن الصامت.
وروى عنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعلي بن أبي حملة، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.
- قال أبو حاتم الرازي: (اسم أبي زكريا: إياس بن يزيد من خزاعة).
- وقال أبو زرعة الدمشقي: سمعت أبا مسهر ينسب عبد الله بن أبي زكريا، قال: (عبد الله بن إياس بن يزيد من خزاعة).
- قال الحسن بن عبد العزيز الجروي: حدثنا أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، قال: لم يكن بالشام رجلٌ يُفضَّل على ابن أبي زكريا، قال: (عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي). رواه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال ضمرة بن ربيعة الرملي، عن علي بن أبي حملة قال: سمعت عبد الله بن أبي زكريا قال: (عالجت الصمت عشرين سنة قبل أن أقدر منه على ما أريد).
قال: وكان لا يغتاب في مجلسه أحد، ويقول: (إن ذكرتم الله أعناكم، وإن ذكرتم الناس تركناكم). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد قال: دخلتُ مع ابن أبي زكريا على عمر بن عبد العزيز فأجلس ابنَ أبي زكريا معه على السرير.
قال: فجعلت أميل بينهما أيهما أفضل؟
قال: (وأمر لنا بعشرين دينارا عشرين دينارا ما فضل ابن أبي زكريا علينا). رواه يعقوب بن سفيان، وأبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر: (حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كانوا يؤخرون الصلاة في أيام الوليد بن عبد الملك، ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا، فأتى عبد الله بن أبي زكريا، فاستُحلف أنه ما صلى؛ فحلف أنه صلى - وقد صلى -، وأتى مكحول، فقال: فلم جئنا إذاً ؟!! فتُرك). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن ابن جابر قال: (رأيتُ ابن أبي زكرياء لا يغيّر شيبه). رواه ابن سعد.
- قال ابن سعد: (كان ثقة قليل الحديث، صاحب غزو، وكان من أهل دمشق، وتوفي سنة سبع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك).
- وقال ابن حبان: (من قراء أهل الشام وعبادهم وفصحاء أهلها وزهادهم،كنيته أبو يحيى مات في ولاية هشام بن عبد الملك).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:25 AM

35: أبو عمران عبد الله بن عامر يزيد اليحصبي(118هـ)
مقرئ أهل الشام، وأحد القراء السبعة، وقاضي دمشق بعد أبي إدريس الخولاني، نسبه في حِميَر، فيحصب هو ابن دهمان، بطن من حِمْيَر.
قرأ على: فضالة بن عبيد رضي الله عنه، وعلى المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقيل: قرأ على عثمان ولا يصحّ، وقيل: قرأ على أبي الدرداء على خلاف في ذلك.

اختلف في سنة مولده:
- فقال خالد بن يزيد المري: سمعت عبد الله بن عامر يقول: (قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان، وانتقلت إلى دمشق ولي تسع سنين). ذكره أبو عبد الله الذهبي في معرفة القراء الكبار.
- وقال أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث الذماري أنّ ابن عامر ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة.
- قال أبو عبد الله الذهبي: وهذا أشبه، وضعّف خبر قراءته على معاذ وعثمان وأنّه قرأ على أبي الدرداء، وجوّز أن يكون قرأ عليه سوراً من القرآن.
- وقال أيضا: (والذي عند هشام وابن ذكوان والكبار أن ابن عامر إنما قرأ على المغيرة صاحب عثمان، وهذا هو الحق).
- قال هشام بن عمار: حدثنا عراك بن خالد قال: حدثنا يحيى بن الحارث قال: (قرأت على ابن عامر، وقرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه). رواه أبو زرعة الدمشقي، وأبو عمرو الداني في جامع البيان.

وقرأ عليه: يحيى بن الحارث الذماري، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم.
وروى عن: فضالة بن عبيد، ومعاوية بن أبي سفيان، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة الباهلي، وواثلة بن الأسقع، وأبي إدريس الخولاني، وقيس بن الحارث المذحجي، وغيرهم.
وروى عنه: أخوه عبد الرحمن، وأبو سلام الحبشي، وربيعة بن يزيد، وجعفر بن ربيعة المصري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويحيى بن الحارث الذماري، وغيرهم.
- وقال هشام بن عمار: حدثنا عراك بن خالد بن يزيد المري قال: حدثنا يحيى بن الحارث الذماري قال: قرأتُ على عبد الله بن عامر، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب، وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفان). رواه أبو زرعة الدمشقي، وأبو بكر ابن مجاهد في السبعة، وزاد: قال هشام: (وحديث عراك هذا عندنا أصح؛ لأن الوليد بن مسلم حدثنا عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان).
- وقال وكيع الضبي في أخبار القضاة: (وإلى عبد الله بن عامر ينسب عدد أهل الشام).
- وقال هشام بن عمار: سمعت الهيثم بن عمران قال: (كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر الغساني: حدثنا سعيد بن عبد العزيز (أن عبد الله بن عامر اليحصبي ضرب خالد بن اللجلاج والعلاء بن أبي الزبير حين ارتفعت أصواتهما في العلم في المسجد). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز (أن عبد الله بن عامر اليحصبي ضرب عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أبو مسهر: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال: حدثنا عمرو بن مهاجر قال: جاءني عبد الله بن عامر يسألني أن أستأذن له على عمر بن عبد العزيز، فاستأذنت له عليه، فقال عمر: ("الذي جلد أخاه أن رفع يديه! إن كنا لنؤدَّب عليها ونحن بالمدينة"؛ فلم يأذن له). رواه يعقوب بن سفيان وأبو زرعة الدمشقي.
- وقال يحيى بن الحارث الذماري: (ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة في أولها، ومات في أول عاشوراء من المحرم سنة ثماني عشرة ومئة، وله وتسعون سنة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:36 AM

36: عبادة بن نُسي الكندي(ت:118ه)
قاضي الأردن، ومفتي أهلها.
روى عن: شداد بن أوس، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي سعيد الخدري، وأبي ريحانة، وغضيف بن الحارث، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وغيرهم.
وروى عنه: رجاء بن أبي سلمة، وبرد بن سنان، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ومكحول الشامي، وهشام بن الغاز، والوضين بن عطاء، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وغيرهم.
- قال أبو النضر إسحاق بن إبراهيم القرشي: حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي قال: (كنت عاملاً لعبد الملك على الأردن). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال ابن سميع: (ولاه عبد الملك على قضاء الأردن، فلما استخلف عمر ولاه جند الأردن).
- وقال أبو مسهر عن مغيرة بن مغيرة الرملي: قال مسلمة بن عبد الملك: (إن في كندة لثلاثة نفر، إن الله لينزل بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي). رواه ابن أبي حاتم وابن عساكر.
- قال أبو مسهر: حدثنا عبد الله بن سالم الأشعري قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: كنت عند عبادة بن نسي، فأتاه آت فقال: إن أمير المؤمنين - يعني هشاماً - قد قطع يدي غيلان ورجليه، وصلبه.
قال: ما تقول؟
قال: قد فعل.
قال: (أصاب - والله - فيه القضاء والسنة؛ لأكتبنّ إلى أمير المؤمنين، فلأحسننَّ له رأيه). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال ابن سعد: (كان ثقة، مات سنة ثماني عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك).
- وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن عبادة بن نُسي؛ فقال: سألت يحيى عن عبادة؛ فقال: (عُبادة لا يُسأل عنه من النُّبْلِ).
- وقال البخاري: (عبادة بن نسي الشامي الكندي الأردني سيدهم).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:36 AM

37: أبو فروة عديّ بن عديّ بن عميرة الكندي(ت:120هـ)
أبوه معدود من الصحابة، ولم يسمع منه عديّ لصغر سنه، وإنما يروي عنه بواسطة عمّه العرس بن عميرة.
أرسل عن أبيه.
وروى عن: عمّه العرس بن عميرة، ورجاء بن حيوة، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، وغيرهم.
وروى عنه: الأجلح بن عبد الله الكندي، وجرير بن حازم، وعمرو بن قيس الملائي، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، ومعقل بن عبيد الله الجزري، والمغيرة بن زياد الموصلي، والنعمان بن أبي بكر بن حسان الموصلي، وغيرهم.
- قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبى يقول: (عدي بن عدي بن عميرة أبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم).
- وقال أبو بشر الدولابي: (عداد أبيه عدي بن عميرة في الكوفيين وكان نزلها ثم خرج عنها بعد قتل عثمان وصار إلى الجزيرة فمات بها وله عقب بحران).
- وقال أبو مسهر، عن مغيرة بن مغيرة الرملي قال: قال مسلمة بن عبد الملك: (إن في كندة لثلاثة إن الله تبارك وتعالى لينزل بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، وعبادة بن نسي، وعدي بن عدي). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال محمد بن إياس الأزدي في كتاب "طبقات محدثي أهل الموصل" قال: (ومنهم عدي بن عدي بن عميرة الكندي ولي الموصل، وأقام بها، وكتب عنه المواصلة، وكان فقيهاً محدثاً). ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال ابن عساكر: (كان يصحب خلفاء بني أمية، واستعمله عمر بن عبد العزيز على الموصل والجزيرة ثم عزله عنها، وولاه أرمينية؛ فلم يزل عليها حتى توفي عمر).
- وقال البخاري في صحيحه: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: (إن للإيمان فرائض، وشرائع، وحدوداً، وسنناً، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعشْ فسأبيّنها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمتْ فما أنا على صحبتكم بحريص).
- وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة، عن رجاء قال: سُئل مكحول عن شيء وهو مع رجاء بن حيوة وعدي بن عدي الكندي؛ فقال: سل شيخيَّ هذين؛ فقالا له: أفتِ الرجل.
فقال مكحول: نعم؛ فأجابه).
- قال يعقوب بن سفيان: (سيّد أهل الجزيرة).
- وقال الخطيب البغدادي: (عدي بن عدي بن عميرة الكندي أبو فروة، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، وكان يقال له: سيد أهل الجزيرة).

عبد العزيز الداخل 14 صفر 1443هـ/21-09-2021م 11:37 AM

38: عطية بن قيس الكلابي(ت:121هـ)
روى عن: معاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والنعمان بن بشير، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، ويزيد بن عميرة، وبسر بن عبيد الله، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه سعد، والحسن بن عمران العسقلاني، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو بكر بن أبي مريم، وداوود بن عمرو الدمشقي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وزيد بن واقد، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهم.
- قال يعقوب بن سفيان: سألت عبد الرحمن بن إبراهيم عن عطية بن قيس، قال: (كان أسنَّهم - يعني أسنَّ أقرانه - وكان غزا مع أبي أيوب الأنصاري).
قال: (وكان هو وإسماعيل بن عبيد الله قارئي الجند).
- قال أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس الكلابي قال: (غزوت في خلافة معاوية فارساً، وعلينا عبيدة بن قيس العقيلي، ففتحنا شماسة؛ فبلغ نفلي مائتي دينار). رواه أبو زرعة الدمشقي، ويعقوب بن سفيان.
- قال أبو اليمان الحكم بن نافع: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال: (غزونا في خلافة معاوية مع مالك بن عبد الله الخثعمي). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن عمار: حدثنا الهيثم بن عمران قال: حدثني ابنه - يعني ابن عطية بن قيس - عن أبيه: (أنه كان يدخل مع مشيخة المسجد على معاوية). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي: حدثنا الوليد بن مسلم قال: ذكرت لسعيد بن عبد العزيز: قدم عطية بن قيس فقال: لقد سمعته يقول: (إنه كان فيمن غزا القسطنطينية في ولاية معاوية، وإنه ممن شهد فتح حصنهم، الذي يقال له: المدى على خليج القسطنطينية). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال هشام بن عمار: حدثنا الهيثم قال: سمعت عبد الواحد بن قيس السلمي يقول: (كان الناس يصلحون مصاحفهم على قراءة عطية بن قيس، وهم جلوس على درج الكنيسة من مسجد دمشق، قبل أن تهدم الكنيسة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز قال: (ما كان أحد يطمع أن يفتتح الدنيا في مجلس عطية بن قيس). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال هشام بن عمار: حدثنا الهيثم بن عمران قال: (رأيت عطية بن قيس أبيض الرأس واللحية). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- قال أبو مسهر الغساني: حدثني سعيد بن عطية بن قيس قال: (مات أبي سنة إحدى وعشرين ومائة، وهو ابن أربع ومائة سنة). رواه أبو زرعة الدمشقي.


الساعة الآن 06:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir