معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=957)
-   -   صفحة الطالبة إسراء خليفة لدراسة أصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23375)

إسراء خليفة 14 شوال 1435هـ/10-08-2014م 06:11 AM

صفحة الطالبة إسراء خليفة لدراسة أصول التفسير
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إسراء خليفة 10 ذو القعدة 1435هـ/4-09-2014م 03:38 AM

أصول في التفسير / تلخيص درس التفسير
 
التفسير :
التفسير لغة:من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
وفي الاصطلاح: بيان معاني القرآن الكريم.
وتعلم التفسير واجبلقوله تعالى: (كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب)
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه:والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلمأن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: (وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه) وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
والغرض من تعلم التفسيرهو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
الواجب على المسلم في تفسير القرآن
أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: (قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون)

المرجع في تفسير القرآن
أ- كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به
ب - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه.
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب.
د- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله تعالى فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.

الاختلاف الوارد في التفسير المأثور
ثلاثة أقسام:
الأول:اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية

الثاني:اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما .
القسم الثالث:اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلاله السياق أو غيره.

ترجمه القرآن
الترجمة لغة:تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
وفي الاصطلاح:التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
وترجمة القران: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما:ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
الثاني:ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.

حكم ترجمة القرآن
:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ- وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج- تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات

وعلى هذا فالترجمة الحرفيةإن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنويةللقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني:أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث:أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه.

إسراء خليفة 24 ذو القعدة 1435هـ/18-09-2014م 08:52 PM

أصول في التفسير / المشتهرون بالتفسير في الصحابة
 

المشتهرون بالتفسير من الصحابة

اشتهر بالتفسير جماعة منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة، لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير.
ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس

1- على بن أبي طالب
:
- ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
- ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله
- اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء
- روى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار،
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به.
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة
- قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه

.
2- عبد الله بن مسعود
:
- عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي
-هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد.
- تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن،وقال النبي "صلى الله عليه وسلم ": " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "
- في " صحيح البخاري " أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده
-كان يظن أنه من أهل بيت النبي لكثرة تردده وأمه على البيت
قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد
.
- توفي و دفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة

.
3- عبد الله بن عباس
:
- ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين
- لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة
- كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ ! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى: (إذا جاء نصر اللّه والفتح) (النصر: 1) حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك
تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم"
- توفي بالطائف سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة


.
المشتهرون بالتفسير من التابعين


أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة

.
1- مجاهد
:
- مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي
- ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما
- روى ابن إسحاق عنه أنه قال: "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها"
- قال الذهبي في آخر ترجمته: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة


.
2- قتادة
:
- قتادة بن دعامة السدوسي البصري
- ولد أكمة سنة إحدى وستين
- جد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة.

إسراء خليفة 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م 05:41 AM

تلخيص مسائل دليل الإيمان بالقرآن / وجوب تعظيم القرآن
 
وجوب تعظيم القرآن : http://64.202.120.189/~jamharah/showthread.php?t=23556

*بيان عظمة القرآن

من عظمة قَدْرِه:

-1
أنه كلام الله تعالى؛ الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن
-2
أنه فرقان بين الهدى والضلال، والحق والباطل
3- أنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه، فهو شامل لجميع ما يحتاجه الفرد وتحتاجه الأمة من الهداية في كل شأن من الشؤون
4- أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه،
5- كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها
6 - إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته
7- أنه أفضل الكتب المنزلة، قد اختار الله له أفضل رسله، وخير الأمم، وأفضل البقاع، وخير الليالي لنزوله
8- أن خصه الله بأحكام ترعى حرمته وتبين جلالة شأنه؛ فنُدِب إلى التطهر من الحدث عند تلاوته، وحرمت تلاوته في الأماكن النجسة ، وحرمت تلاوته في حال السجود والركوع، ومن حلف به انعقدت يمينه؛ ومن استهزأ به أو بشيء منه ولو بكلمة فقد كفر وخرج من الملة فإن مات ولم يتب حرمت عليه الجنة أبداً، وكان من الخالدين في عذاب النار
9 - أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة لا يساميها كتاب
10- أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا
11 - كلام الله صفة من صفاته اللائقة بعظمته ومجده، وهذا القرآن العظيم هو من كلامه جل وعلا
12 - فمن عظمة قدره في الآخرة: أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم حين تدنو الشمس من الخلائق
13- أنه يشفع لصاحبه، ويحاجّ عنه أحوج ما يكون إلى من يحاجّ عنه
14- أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها


من عظمة صفاته


عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذِكْرٌ وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة، تدل على عظمته دلالة ظاهرة.
فاجتماع هذه الصفات الجليلة في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته، ثم اتصافه في كل صفة من هذه الصفات بالعظمة فيها دليل آخر على عظمة تملأ قلب من يتأملها فيدرك أنه لا يحيط بمعرفة أوجه عظمة هذا القرآن العظيم لكنه يوقن أنه عظيم جد عظيم



* إجماع المسلمين على وجوب تعظيم القرآن :

= حاصل قولهم مشتمل على الجمل الآتية :
- من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما كفر
- من جحد حرفا من القرآن أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك كفر
- من جحد التوراة والإنجيل أو كتب الله المنزلة أو كفر بها أو سبها أو استخف بها كفر.
- القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول الحمد لله رب العالمين إلى آخر قل أعوذ برب الناس كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق
- من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا كفر
= اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف وعقدوا عليه للرجوع عنه والتوبة سجلا أشهدوا فيه على نفسه في مجلس الوزير أبي علي ابن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة.
= جلس الوزير أبي علي ابن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة
= أفتى محمد بن أبي زيد فيمن قال لصبي "لعن الله معلمك وما علمك"، قال: أردت سوء الأدب ولم أرد القرآن، قال: يؤدب القائل، قال: وأما من لعن المصحف فإنه يقتل.
= أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه
= لو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا
= يحرم توسد المصحف بل توسد آحاد كتب العلم حرام
= يستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به



* من النصيحة لكتاب الله تعالى تعظيمه وتنزيهه واحترامه

= قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))
= النصيحة لكتاب الله تعالى:
- الإيمان بأنه كلام الله تعالى
- تنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق
- ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم
- تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة
- الذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين
- التصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه - العمل بمحكمه و التسليم بمتشابهه - البحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه - نشر علومه والدعاء إليه



* بيان هدي السلف الصالح في تعظيم القرآن


= كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا
= يرون أن تلاوة القرآن على سبيل المزح من الاستخفاف بالقرآن
= منعوا المناظرة بالقرآن والسنة فلا يكون لمها نظيرا من القول والفعل
= كانوا يقولون ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم
= عندهم أن حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن
= قال أبو موسى الأشعري لقراء القرآن (( إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار ))




* حكم من استخف بشيء من القرآن

= من استخف بشئ من القرآن كفر
= يجب صيانته واحترامه
= يكفر من ألقاه في القاذورة والعياذ بالله
= يحرم توسده و توسد آحاد كتب العلم

* حكم من أهان المصحف

= من أهان أو لعن المصحف يقتل


* حكم من أساء الأدب مع القرآن

= يؤدب القائل و من لعن القرآن يقتل


*حكم القيام للمصحف

= استحب الإمام النووي القيام للمصحف إ ذا قدم به عليه
= ذكر ابن تيمية
- أن القيام للمصحف وتقبيله لا يعلم فيه شيئا مأثورا عن السلف
- وذكر أن السلف - وإن لم يكن من عادتهم القيام له- فلم يكن من عادتهم قيام بعضهم لبعض، اللهم إلا لمثل القادم من غيبة ونحو ذلك، ولهذا قال أنس: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك، والأفضل للناس أن يتبعوا طريق السلف في كل شيء، فلا يقومون إلا حيث كانوا يقومون .
فأما إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض، فقد يقال: لو تركوا القيام للمصحف مع هذه العادة لم يكونوا محسنين في ذلك ولا محمودين، بل هم إلى الذم أقرب، حيث يقوم بعضهم لبعض، ولا يقومون للمصحف الذي هو أحق بالقيام، حيث يجب من احترامه وتعظيمه ما لا يجب لغيره، حتى ينهى أن يمس القرآن إلا طاهر، والناس يمس بعضهم بعضًا مع الحدث، لا سيما في ذلك من تعظيم حرمات الله وشعائره ما ليس في غير ذلك.
- كان عكرمة بن أبي جهل يفتح المصحف ويضعه على وجهه ويقول " كلام ربي كلام ربي "
- ذكر بعض الفقهاء القيام للمصحف ذكر المقرر غير المنكر له



*حكم قول: سورة صغيرة


كره السلف ذلك لأن القرآن كله عظيم

محمود بن عبد العزيز 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 01:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 143961)
وجوب تعظيم القرآن : http://64.202.120.189/~jamharah/showthread.php?t=23556

*بيان عظمة القرآن

من عظمة قَدْرِه:

-1
أنه كلام الله تعالى؛ الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن
-2
أنه فرقان بين الهدى والضلال، والحق والباطل
3- أنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه، فهو شامل لجميع ما يحتاجه الفرد وتحتاجه الأمة من الهداية في كل شأن من الشؤون
4- أن من اعتصم به عُصِمَ من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه،
5- كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها
6 - إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة؛ فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته
7- أنه أفضل الكتب المنزلة، قد اختار الله له أفضل رسله، وخير الأمم، وأفضل البقاع، وخير الليالي لنزوله
8- أن خصه الله بأحكام ترعى حرمته وتبين جلالة شأنه؛ فنُدِب إلى التطهر من الحدث عند تلاوته، وحرمت تلاوته في الأماكن النجسة ، وحرمت تلاوته في حال السجود والركوع، ومن حلف به انعقدت يمينه؛ ومن استهزأ به أو بشيء منه ولو بكلمة فقد كفر وخرج من الملة فإن مات ولم يتب حرمت عليه الجنة أبداً، وكان من الخالدين في عذاب النار
9 - أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة لا يساميها كتاب
10- أن تحدَّى الله تعالى المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا
11 - كلام الله صفة من صفاته اللائقة بعظمته ومجده، وهذا القرآن العظيم هو من كلامه جل وعلا
12 - فمن عظمة قدره في الآخرة: أنه يظلّ صاحبه في الموقف العظيم حين تدنو الشمس من الخلائق
13- أنه يشفع لصاحبه، ويحاجّ عنه أحوج ما يكون إلى من يحاجّ عنه
14- أنه كرامة ورفعة عظيمة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها


من عظمة صفاته


عزيز وكريم، وعليٌّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذِكْرٌ وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة، تدل على عظمته دلالة ظاهرة.
فاجتماع هذه الصفات الجليلة في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته، ثم اتصافه في كل صفة من هذه الصفات بالعظمة فيها دليل آخر على عظمة تملأ قلب من يتأملها فيدرك أنه لا يحيط بمعرفة أوجه عظمة هذا القرآن العظيم لكنه يوقن أنه عظيم جد عظيم



* إجماع المسلمين على وجوب تعظيم القرآن :

= حاصل قولهم مشتمل على الجمل الآتية :
- من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما كفر
- من جحد حرفا من القرآن أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك كفر
- من جحد التوراة والإنجيل أو كتب الله المنزلة أو كفر بها أو سبها أو استخف بها كفر.
- القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول الحمد لله رب العالمين إلى آخر قل أعوذ برب الناس كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق
- من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا كفر
= اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف وعقدوا عليه للرجوع عنه والتوبة سجلا أشهدوا فيه على نفسه في مجلس الوزير أبي علي ابن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة.
= جلس الوزير أبي علي ابن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة
= أفتى محمد بن أبي زيد فيمن قال لصبي "لعن الله معلمك وما علمك"، قال: أردت سوء الأدب ولم أرد القرآن، قال: يؤدب القائل، قال: وأما من لعن المصحف فإنه يقتل.
= أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه
= لو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا
= يحرم توسد المصحف بل توسد آحاد كتب العلم حرام
= يستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به



* من النصيحة لكتاب الله تعالى تعظيمه وتنزيهه واحترامه

= قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))
= النصيحة لكتاب الله تعالى:
- الإيمان بأنه كلام الله تعالى
- تنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق
- ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم
- تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة
- الذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين
- التصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه - العمل بمحكمه و التسليم بمتشابهه - البحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه - نشر علومه والدعاء إليه



* بيان هدي السلف الصالح في تعظيم القرآن


= كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا
= يرون أن تلاوة القرآن على سبيل المزح من الاستخفاف بالقرآن
= منعوا المناظرة بالقرآن والسنة فلا يكون لمها نظيرا من القول والفعل
= كانوا يقولون ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم
= عندهم أن حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن
= قال أبو موسى الأشعري لقراء القرآن (( إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار ))




* حكم من استخف بشيء من القرآن

= من استخف بشئ من القرآن كفر
= يجب صيانته واحترامه
= يكفر من ألقاه في القاذورة والعياذ بالله
= يحرم توسده و توسد آحاد كتب العلم

* حكم من أهان المصحف

= من أهان أو لعن المصحف يقتل


* حكم من أساء الأدب مع القرآن

= يؤدب القائل و من لعن القرآن يقتل


*حكم القيام للمصحف

= استحب الإمام النووي القيام للمصحف إ ذا قدم به عليه
= ذكر ابن تيمية
- أن القيام للمصحف وتقبيله لا يعلم فيه شيئا مأثورا عن السلف
- وذكر أن السلف - وإن لم يكن من عادتهم القيام له- فلم يكن من عادتهم قيام بعضهم لبعض، اللهم إلا لمثل القادم من غيبة ونحو ذلك، ولهذا قال أنس: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك، والأفضل للناس أن يتبعوا طريق السلف في كل شيء، فلا يقومون إلا حيث كانوا يقومون .
فأما إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض، فقد يقال: لو تركوا القيام للمصحف مع هذه العادة لم يكونوا محسنين في ذلك ولا محمودين، بل هم إلى الذم أقرب، حيث يقوم بعضهم لبعض، ولا يقومون للمصحف الذي هو أحق بالقيام، حيث يجب من احترامه وتعظيمه ما لا يجب لغيره، حتى ينهى أن يمس القرآن إلا طاهر، والناس يمس بعضهم بعضًا مع الحدث، لا سيما في ذلك من تعظيم حرمات الله وشعائره ما ليس في غير ذلك.
- كان عكرمة بن أبي جهل يفتح المصحف ويضعه على وجهه ويقول " كلام ربي كلام ربي "
- ذكر بعض الفقهاء القيام للمصحف ذكر المقرر غير المنكر له

*حكم قول: سورة صغيرة


كره السلف ذلك لأن القرآن كله عظيم


تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 20 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 20 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10 / 10
التقييم العام: 80 / 80
وفقك الله وسددك

إسراء خليفة 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م 02:21 AM

تلخيص درس "القراءات المتواترة والآاحاد و الشاذة"
 
________________________________________
إتمام الدراية لقراء النقاية :
ما يَرْجِعُ إلى السَّنَدِ::
: المُتَوَاتِرُ، والآحادُ، والشاذُّ، الأولُ ما نَقَلَهُ السَّبْعَةُ قِيلَ: إلا ما كانَ مِنْ قَبِيلِ الأداءِ، والثانِي:كقِرَاءَةِ الثَّلاثَةِ والصَّحَابَةِ، والثالِثُ: ما لم يَشْتَهِرْ مِن قِراءةِ التَّابِعِينَ ولا يُقْرَأُ بِغَيْرِ الأوَّلِ، ويُعْمَلُ بِهِ إِنْ جَرَى مَجْرَى التَّفْسِيرِ، وإلا فقَوْلانِ؛ فَإِنْ عَارَضَهَا خَبَرٌ مَرْفُوعٌ قُدِّمَ، وشَرْطُ القُرْآنِ صِحَّةُ السَّنَدِ ومُوَافَقَةُ العَرَبِيَّةِ والخَطِّ.


الأول والثاني والثالث المتواتر والآحاد والشاذ
الأول ما نقله جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه وهو السبعة أي القراءات السبع المنسوبة إلى الائمة السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي قيل إلا ما كان من قبيل الأداء كالمدو والامالة وتحفيف الهمزة فإنه ليس بمتواتر وإنما التواتر جوهر اللفظ
الثاني ما لم يصل إلى هذا العدد مما صح سنده كقراآت الثلاثة أبي جعفر ويعقوب وخلف المتممة للعشرة وقراءات الصحابة التي صح إسنادها
الثالث ما لم يشتهر من قراءات التابعين لغرابته أو ضعف إسنادها

]شرح الشيخ عبد الكريم الخضير

مسائل متعلقة بعلوم القرآن :
النوع الأوّل، والثاني، والثالث من الأنواع الستة:
_ المـُتواتر.
_ والآحاد.
_ والشاذ.
في تقسيم الأخبار عندهم يجعلونها قسمين:
متواتر.
وآحاد.
فالشاذ يدخلونه في الآحاد، فهو قِسمٌ من الآحاد، وليس بقَسيمٍ له في الأخبار
[1-المتواتر]: ما يرويهِ عددٌ، أو جمعٌ يستحيل في العادةِ تواطئهم على الكذب
وفي القراءات: المـُتواتر ما يرويهِ السبعة فقط
فائدة: تلقي القرآن متواتر و على الراجح أن كيفية الأداء متواترة أيضا

والسبعةُ القراء هم:
نافع،وابن كثير،وأبو عمرو،وابن عامر،وعاصم،وحمزة،والكسائي.
ولكلٍ من هؤلاء السبعة راويان فيروي:
عن نافع قالون وورش.
وعن ابن كثير البزي وقُنبل.
وأبو عمرو البصري يروي عنه الدوري والسوسي.
وابن عامر يروي عنه هشام وابن ذكوان.
وعاصم يروي عنه شعبة وحفص.
وحمزة يروي عنه خلف وخلاد.
والكسائي يروي عنه الحارث وحفص الدوري.
الثلاثة الذين يرد، يأتي ذكرُهم من أهل العلم من يجعل قراءتهم مُتمة للسبعة فيَجعل العشرة كلُّهم من المتواتر.
وهم: أبو جعفر المدني، ويعقوب البصري، وخلف البزار.
وأبو جعفر يروي عنه ابن وردَان وابن جماز.
ويعقوب يروي عنه رُويس ورَوح.
وخلف يروي عنه إسحاق و[ابن ادريس] ، وادريس.
هؤلاء القرّاء الذين نُقلت قراءاتهم بالتواتر وتُلُقيت به، وتلَقوهَا كذلك.
أسئلة وأجوبة:
س: إذا خالفت قراءة سندها صحيح إلى صحابي تفسير آخر في حديث مرفوع إلى النبي ، ماذا يُقدم ؟
ج : يُقَّدم المرفوع ، لماذا؟
لأن المرفوع مقبول من غير تردد، وهذه مقبولة من جهة أنها تفسير( قراءة تفسيرية )، مردودة من جهة أنها قرآن؛ فما كان فيه القبول حتم يختلف عما كان فيه القبول من وجه دون وجه
س: قراءة الصحابي الصحيحة السند من أين قد يأتى الضعف فيها وهي متضمنة جُملتين وكلّ جملة لها مدلول حُكمي لها ما يُستنبطُ منها من حُكم ؟
ج ]: أن الجملة الأولى: لها ما يَشهَدُ لها من جملةٍ أخرى، الجملة الثانية لها ما يُخالفها مما هو أقوى منها، فنقبل الجملة الأولى باعتبار ما يشهد لها، ونرد الجملة الثانية باعتبار انّها مُخالفة، لو جئنا إلى حديث متكون من جملتين: جملة لها مُعارض راجح، وجملة لا يوجد ما يشهد لها ولا ما يردُّها ماذا يغلِب على الظن؟
الجملة الأولى مردودة بلا شك لوجود المـُعارض الراجح، الثانية: الجملة الثانية نقبلها وقد رُدَّ بعض الخبر، أما إذا كان هناك جملة لها ما يشهدُ لها فيقال إن الراوي حفظ بعض ، ولم يحفظ البعض بدليل أن الجملة الأولى وُفق عليه، فالثانية تُحمل على أنّه جاء بها من تلقاء نفسه تفسير.
______________________
2- الآحاد
وينقسم إلى : مشهور، وعزيز، وغريب تبعًا لتَعدُدِ رواته

الآحاد كالثلاثة : أبو جعفر، ويعقوب، وخلف، هذه آحاد.
وهذا على قول الناظم أن هذه القراءات الثلاث ليست من المتواترة
والبعض يقول: أن هؤلاء الثلاثة هم تتمة السبعة، فالعشرة كلّها مُتواترة.
مسألة : قراءة الصحابة إذا صحت كقراءة ابن مسعود مثلا وعارضه أحد الثلاثة قدمنا الثلاثة؛ لأنّه يقول:(تتبعها)، وما دام قراءة الثلاثة آحاد، والمروي عن ابن مسعود آحاد، لماذا قُدمت قراءة الثلاثة على قراءة ابن مسعود؟
تقدم قراءة الثلاثة؛لأنها دائرة بين الآحاد والمتواتر. لأن من أهل العلم من يرى أنها متواتر. فمادامت دائرة بين المتواتر والآحاد فهي مقدمة على ما أتفق على أنه من الآحاد.
=========================================
3- الشاذ: وهو الذي لم يشتهر: إما لمخالفته، أو لضعف إسناده، وإما لغرابته وشذوذه ومخالفته. أو لطعنٍ في إسناده
يعني: إذا تضمنت القراءة مخالفة لمن هو أرجح، وأوثق حكم عليها بالشذوذ. وحُكم على الراجح بأنه هو المحفوظ.
_____________________________________________________
- مسألة : أي القراءات التي يعمل بها من ضمن الأنواع الثلاثة السابق ذكرها ؟
الجواب : المتواتر فقط أي عن السبعة قراء فقط
- مسألة : ما شروط قبول القراءة ؟
1 . صحة الإسناد.
2. وموافقة لفظ العربية
3. وموافقة الخط-موافقة الرسم-



الشيخ محسن المساوي

العقد الثاني ما يرجع إلى السند، وهي ستة أنواع
النوع الأول والثاني والثالث: المتواتر، والآحاد، والشاذ

السبعة القراء: نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، وأبو عمرو، وابن كثير.
(ما: أي القراءة التي (قد نقلوا) ها (فـ) هو (متواتر)، وهو: ما نقله جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب عن مثلهم، إلى منتهاه، قال ابن الحاجب: إلا ما كان من قبيل الأداء: كالمد، والإمالة، وتخفيف الهمزة، فإنه ليس بمتواتر، وإنما المتواتر جوهر اللفظ، ورد، بأنه يلزم من تواتر اللفظ تواتر الهيئة (وليس يعمل بغيره) أي: بغير المتواتر (في الحكم) أي: الأحكام، متعلق بيعمل، (ما لم يجر) أي غير المتواتر (مجرى التفاسير، وإلا) أي بأن جرى مجرى التفاسير (فادر) أي فاعرف أن في العمل به (قولين) قيل يعمل به، وقيل لا يعمل به، ثم قال الناظم: و (إن عارضه) أي غير المتواتر الحديث (المرفوع) بالرفع، فاعل (قدمه) بصيغة الأمر أي: المرفوع (ذا القول) وهو تقديم المرفوع على غير المتواتر (هو المسموع) والمرضي. هذا تقرير كلام الناظم.
ومقتضاه أن القولين في الذي يجري مجرى التفاسير، وهو مخالف لما في النقاية، إذ القولان إنما هما في ما لم يجر مجرى التفاسير، ولذا قد أبدل البيت الثاني بعض الأفاضل بقوله:

بغيره إلا الذي من ذا جرى مجـرى التفاسيـر وإلا فـتـرى

يعني وليس يعمل في الأحكام بغير المتواتر من الآحاد والشاذ، إلا الذي جرى مجرى التفاسير (والثاني) من الأنواع الثلاثة مما لا يصل إلى عدد التواتر مما صح سنده (الآحاد كـ) قراءة (الثلاثة) وهم يعقوب وأبو جعفر وخلف المتممة للعشرة و(تتبعها) أي الثلاثة في كونها آحادا (قراءة الصحابة) التي صح إسنادها؛ إذ لا يظن بهم القراءة بالرأي، "واعلم" أنهم اختلفوا في الثلاثة: هل هي من المتواتر أم لا؟ فالأصح الذي عليه الأصوليون أنها منه. (والثالث) من الأنواع الثلاثة (الشاذ الذي لم يشتهر، مما قراه التابعون) لغرابته، أو ضعف إسناده.
(واستطر) بالبناء المجهول: تكملة، أي وجعل الشاذ مسطوراً في أنواع القراءات (وليس) شانية (يقرأ بغير الأول) أي بالآحاد والشاذ وجوبا، في الصلاة أو خارجها، ثم شرع الناظم في بيان شروط ثبوت القرآنية، فقال: (وصحة الإسناد) باتصاله وثقة رجاله وضبطهم وشهرتهم، كما قال الناظم بعد (شرط ينجلي له) أي للقرآن، أي لكونه قرآناً (كشهرة الرجال) و (الضبط) بالجر عطفاً على شهرة (وفاق لفظ العربي) برفع وفاق: عطفاً على صحة الإسناد، أي موافقة القواعد العربية ولو بوجه (والخط) بالجر: عطفاً على لفظ، أي ووفاق خط مصحف الإمام عثمان رضي الله عنه، بخلاف ما خالفه وإن صح سنده لأنه مما نسخ بالعرضة الأخيرة، أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني
مسألة : ما الفرق بين القرآن والقراءة ؟
: القرآن: هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز
والقراءات: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف وكيفيتها، من تخفيف وتشديد وغيرهما.
(فائدتان) الأولى: قال مكي كما في الإتقان: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء، كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطاً عظيماً، قال: ويلزم من هذا أيضاً أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة، مما ثبت عن الأئمة غيرهم، ووافق خط المصحف أن لا يكون قرآناً، وهذا غلط عظيم. وقد بسط الكلام على هذا في الإتقان فانظره، الثانية: إن أصح القراءات سندًا نافع وعاصم، وأفصحها أبو عمرو والكسائي اهـ. والله أعلم


================================================
اختلف الشيخ الخضير مع الشيخ المساوي في مراد الناظم من ذكر الشروط هل هي شرط لقبولها قرآن أم قراءة ؟ ، الشيخ الخضير على أنها شرط لقبولها قراءة ، الشيخ المساوي على أنها شروط لقبولها قرآن ، فما الصحيح ؟




إسراء خليفة 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 12:57 AM

إجابة أسئلة لقاء آداب التلاوة وأحكامها
 
إجابة السؤال الأول :



من الآداب الواجبة :
1- الطهارة عند مس المصحف فلا يمس المصحف حائض أو جنب
2- لا يضع المصحف على الأرض و- لا يمد رجله للمصحف
3- لا يدخل المصحف أماكن قضاء الحاجة والأماكن نجسة
4- تقدير المصحف
5- التجويد لأن تلاوة القرآن عبادة يتعبد بها


من الآداب المستحبة :
1-البسملة والاستعاذة
2-السواك
3-استقبال القبلة
4-التطيب ولبس جيد الثياب
5- سجود التلاوة
6- إذا مر بآية فيها تسبيح سبّح وإذا مر بآية فيها سؤال سأل لكن لا يشرع رفع الأيدي عن الدعاء أثناء التلاوة
7- الخشوع والبكاء
8- التغني والترتيل
9- مراعاة الوقف والابتداء ومراعاة المعنى

إجابة السؤال الثاني :


الاستعاذة :
من فوائدها :
- قهر الشيطان حتى لا يوسوس للإنسان أثناء القراءة ويشغله عن التدبر
- علامة على أن المتلو كلام الله فهي عنوان له
- يُعان قائلها على العمل بالقرآن ويتخلص من تثبيط الشيطان عن طاعة الله
من شروطها :
- قراءتها بقلب حاضر ومعرفة معناها ومدلولها


إجابة السؤال الثالث :



دعاء ختم القرآن :
مستحب لكن في الصلاة غير مشروع

إسراء خليفة 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 02:50 AM

فهرسة مسائل جمع القرآن :

قمت بفهرسة موضوعين
1- موضوع الجمع النبوي : لكني فهرسته من غير استناد للعناصر الموضوعة بأعلى الموضوع لعدم انتبهاي أنها من يستند عليه في الفهرسة وهذا رابطهhttp://www.afaqattaiseer.net/vb/show...90&postcount=9
2- موضوع مصاحف الصحابة بالاعتماد على العناصر وهذا رابطهhttp://www.afaqattaiseer.net/vb/show...1&postcount=10

إسراء خليفة 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 02:52 AM

فهرسة موضوع الجمع النبوي :




- أنواع جمع القرآن:

النوع الأول: جمعه حفظاً في الصدور، وقد جمعه النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وجمعه بعض حملة القرآن من الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم منهم: أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وسالم مولى أبي حذيفة، وثابت بن قيس، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن مسعود.
النوع الثاني: جمعه كتابة في مصحف واحد، وهو الجمع الذي تولاه أبو بكر بإشارة من عمر بن الخطّاب لمّا استحرّ القتل في القراء في وقعة اليمامة.
النوع الثالث: جمعه على رسم واحد، ولغة واحدة وهي لغة قريش، وهو الجمع الذي تولاه عثمان رضي الله عنه لما رأى اختلاف الناس في القراءات وخشي أن تحدث فتنة بسبب ذلك.



جمع القرآن في عهد النبي "صلى الله عليه وسلم " :

-كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب.
-كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم إذا نزلت عليه السّورة أو الآية قال: ((اجعلوها في الموضع الّذي يذكر فيه كذا وكذا))
- قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: (كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع؛ إذ قال: ((طوبى للشام)) ، فقيل له: ولم؟ قال: ((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه))رواه الحاكم والبيهقي.
-المراد بهذا التأليف جمع ما نزل من الآيات المتفرّقة في سورها؛ حتى تجمع الآيات في السورة
- وقال الحاكم: (وفيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث -وهو ترتيب السور- كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين).
- كلام الحاكم يشعر أن ترتيب السور في مصحف أبي بكر قد يكون مختلفاً عن ترتيب السور في مصحف عثمان.
- يؤيّد ما ذهب إليه الحاكم سؤال ابن عبّاس لعثمان عن جعل الأنفال بعد الأعراف وقبل براءة.
- قال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال).
-اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة يدلّ على أن ترتيب السور لم يكن توقيفياً كترتيب الآيات في السورة الواحدة.
-لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف بين أهل العلم.
- قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم).
-كان من الصحابة من جمع القرآن حفظاً في صدره على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ورد أن زيد بن ثابت عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العام الذي توفّي فيه، ولذلك ولاه أبو بكر جمع المصحف.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم"
-في البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها{غير أولي الضرر}.
- كان النبي يعرض القرآن على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.
-كان النبي يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض
- كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة.


كتاب وحي رسول الله "صلى الله عليه وسلم ":
-زيد بن، أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح، الخلفاء الأربعة، الزبير بن العوام ، خالد،أبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواح، ثابت بن قيس بن شماس، أرقم ابن أبي الأرقم،خالد بن الوليد، عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق، والمغيرة بن شعبة، عبد الله بن زيد، عبد الله بن عثمان، أبو بكر الصديق، العلاء بن الحضرمي، محمد بن مسلمة، معاوية ابن أبي سفيان، المغيرة بن شعبة الثقفي

- بلغ عدد أسماء كُتَّاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يكتبون له الوحي وغيره في ترجمته صلى الله عليه وسلم في "تاريخ دمشق" نحو خمسة وعشرين اسما.

- بمجموع الروايات يتضح أن من جمع القرآن من الصحابة هم :
عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبو حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب،وزيد بن ثابت وأبو زيد، وقيل : أبو الدرداء،عثمان وتميم الداري،سعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية، أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.
- ذكر القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" أن حملة القرآن أضعاف الأعداد المذكورة، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة ، وكذلك قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
- الآثار الواردة فيمن جمع القرآن ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره
- قد يوؤل ما ذكره القاضي بتأويلات:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
- يحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
ومنها أنه كيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.
- سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.



جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:

- أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد لمّا استحر القتل في القراء في موقعة اليمامة فتردد أبو بكر في البداية فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبو بكر لذلك
- طلب أبو بكر من زيد بن ثابت أن يتولّى جمع القرآن في مصحف واحد.
-تردد زيد بن ثابت في إجابة طلب أبي بكر لأنه أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ثم راجعه أبو بكر حتى شرح الله صدره للموافقة.
- قدم زيد لأشياء لم تجتمع لغيره؛ منها أنّه كان يكتب الوحي لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّه كان يحفظ القرآن في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، ومنها أنّ قراءته كانت على آخر عرضةٍ عرضها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السّلام
-لم يتفرّد زيد بن ثابت بمراجعة هذا الجمع بل شاركه فيه بعض قراء الصحابة ومنهم أبيّ بن كعب؛ يدلّ على ذلك قصة خزيمة بن ثابت
- كان الغرض من جمع أبي بكر أن يجمع القرآن كله في مصحف واحد، مع بقاء قراءات الصحابة كلٌّ يقرأ كما عُلّم.
-كانت الآيات والسور قبل جمع أبي بكر متفرقة في العسب واللخاف وصدور الرجال، وكانت العمدة على الرواية، وخاف الصحابة ذهاب بعض القرآن بموت حفظته.
- كان جمع أبي بكر للقرآن في مصحف واحد رحمة للأمّة وسبباً لحفظ القرآن.
- بقي هذا المصحف عند أبي بكر حتى توفّي.
-ثم حفظه عمر حتى توفّي.
- ثم بقي عند أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.
-لما أراد عثمان جمع الناس على مصحف واحد أرسل إليها لينسخه ثم ردّه إليها
- لم يجعل النبي "صلى الله عليه وسلم" القرآن في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، فلما أمن أبو بكر وسائر أصحابه ذلك التوقع واقتضت المصلحة جمعه فعلوه رضي الله عنهم.


جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:

- كان الناس يقرأون على الأحرف السبعة قبل أن يجمعهم عثمان على قراءة واحدة.
- تعددت المصاحف وكثرت، وكان القراء يكتبون المصاحف على نحو ما تعلموه.
- اتسعت الفتوحات في عهد عثمان فظهرت الاختلافات بين القراء فنبّه حذيفة بن اليمان عثمان على ذلك خشية الاختلاف في كتاب الله
- جمع عثمان الناس على مصحف واحد أي بقراءة واحدة
- أخذ عثمان المصحف الذي كان عند حفصة ونسخه نسخاً متعددة.
-
اختلف في عدد المصاحف التي أمر عثمان بنسخها؛ فقيل: أربعة، وقيل: سبعة.
-
أمر عثمان ببقية المصاحف أن تحرّق، وجمع الناس على هذا المصحف؛ خشية أن يحدث خلاف بين الأمّة في القرآن.
-
أجمع الصحابة على استحسان ما فعله عثمان رضي الله عنه.
-
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل"



هل ترتيب الآيات والسور توقيفي؟
:

- لا خلاف بين أهل العلم على أن ترتيب الآيات في السور توقيفي.
-
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم".
- ذهب النحاس إلى أن ترتيب السور توقيفي واستدل بما روي عن ابن عباس أنه قال
لعثمان بن عفّان رضي اللّه عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ووضعتهما في السّبع الطّوال ما حملكم على هذا؟ فقال: «كان رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم تنزل عليه السّور ذوات العدد فإذا نزلت عليه الآية قال اجعلوها في سورة كذا وكذا وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر ما نزل وكانت قصّتها تشبه قصّتها ولم يبيّن لنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم في ذلك شيئًا فلذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم اللّه الرّحمن الرّحيم»
واستدل أيضا بقول رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
- ذهب ابن فارس إلى أن ترتيب السور من اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم.
-
ذهب الكرماني والخازن إلى أن ترتيب السور في المصحف اليوم هو على ترتيب سور القرآن في اللوح المحفوظ، وأنه موافق للترتيب في العرضة الأخيرة.
-
قال الزركشي: (لو حلف أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزم إلا على هذا الترتيب).
- فسر بعضهم قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} بأن المعنى:اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير، وفيه نظر

قال القاضي أبو بكر بن الطيب:
قد يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم، وإن هذا القول الثاني أقرب وأشبه بأن يكون.


الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان: ( منقول )
-
-
جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حَمَلته؛ لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
- وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض؛ فخشي من تفاقم الأمر في ذلك فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة.



شبهات وأجوبتها
: ( منقول )
إذا قيل: لِم لمْ يجمع النبي صلى الله عليه وسلم المصحف في حياته؟
- حاصل أجوبة العلماء عن هذا السؤال:
1: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوماً من أن ينسى شيئاً من القرآن؛ فكانت حياته ضماناً لحفظ القرآن وإن لم يكتب.
2: أن القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يزاد فيه وينسخ منه ؛ فكان جمعه في مصحف واحد في عهده مظنّة للاختلاف وفيه مشقّة بالغة.

إذا قيل: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
- تلخيص أجوبة العلماء:
1: أن من الصحابة من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من وصّى النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ عنه القرآن.
2: أنهم لم يكونوا يخشون أن يزاد فيه ما ليس منه ولو حرفاً واحداً؛ لأن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة.
3: أن الخوف كان من أن يموت حفظة القرآن الذين أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم فينسى من بعدهم شيئا من القرآن.

إذا قيل: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع خزيمة بن ثابت؟
- الجواب: أنهم لم يجدوها مكتوبة إلا معه؛ وأما حفظها فكان من الصحابة من يحفظها، وقد قال أبيّ: "أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين" دليل على حفظه لهاتين الآيتين وعددهما وموضعهما، ولم يبق إلا التوثيق مكتوباً فحصل بكتابة خزيمة بن ثابت، واتّفق المحفوظ والمكتوب، وكان هذا هو المطلوب.
- وخزيمة بن ثابت قد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز شهادته بشهادة رجلين؛ فهو أمر من خصائصه رضي الله عنه.

إسراء خليفة 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 02:54 AM

فهرسة موضوع "مصاحف الصحابة "


مصحف أبي بكر "رضي الله عنه"

-أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد لمّا استحر القتل في القراء في موقعة اليمامة فتردد أبو بكر في البداية فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبو بكر لذلك
- طلب أبو بكر من زيد بن ثابت أن يتولّى جمع القرآن في مصحف واحد.
-تردد زيد بن ثابت في إجابة طلب أبي بكر لأنه أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ثم راجعه أبو بكر حتى شرح الله صدره للموافقة.
- جمع أبو بكر القرآن كله في مصحف واحد
- كان هذا المصحف عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
- أرسل عثمان إلى حفصة ليأخذه منها فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها.
- ظل المصحف عند حفصة وأرسل إليها مروان ليأخذه فأبت عليه حتى ماتت
- لما توفيت حفصة، أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة لترسلن بها.. فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فغسلها وحرقها، مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه.



المصاحف العثمانية

- أرسل عثمان إلى حفصة ليأخذ منها الصحف التي عندها فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها.
- بلغ عدد النسخ التي أسرل بها عثمان إلى الآفاق أربعة وقيل سبع نسخ .


مصحف أبيّ بن كعب"رضي الله عنه"

- ذكر محمد بن أبي بن كعب أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه وطلبوا منه مصحف أبيه فأخبرهم أن عثمان قبضه .
- ذكر أبو جعفر الكوفي أن تأليف مصحف كان : الحمد ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام ثم الأعراف ثم المائدة ثم يونس ثم الأنفال ثم براءة ثم هود ثم مريم ثم الشعراء ثم الحج ثم يوسف ثم الكهف ثم النحل ثم الأحزاب ثم بني إسرائيل ثم الزمر أولها حم ثم طه ثم الأنبياء ثم النور ثم المؤمنون ثم سبأ ثم العنكبوت ثم المؤمن ثم الرعد ثم القصص ثم النمل ثم الصافات ثم ص ثم يس ثم الحجر ثم حم عسق ثم الروم ثم الحديد ثم الفتح ثم القتال ثم الظهار ثم تبارك الملك ثم السجدة ثم {إنا أرسلنا نوحا}ثم الأحقاف ثم ق ثم الرحمن ثم الواقعة ثم الجن ثم النجم ثم {سأل سائل}ثم المزمل ثم المدثر ثم {اقتربت}ثم حم الدخان ثم لقمان ثم حم الجاثية ثم الطور ثم الذاريات ثم ن ثم الحاقة ثم الحشر ثم الممتحنة ثم المرسلات ثم {عم يتساءلون}ثم {لا أقسم بيوم القيامة}ثم {إذا الشمس كورت}ثم {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}ثم النازعات ثم التغابن ثم عبس ثم المطففين ثم {إذا السماء انشقت}ثم {والتين والزيتون}ثم {اقرأ باسم ربك}ثم الحجرات ثم المنافقون ثم الجمعة ثم {لم تحرم} ثم الفجر ثم {لا أقسم بهذا البلد}ثم {والليل}ثم {إذا السماء انفطرت}ثم {والشمس وضحاها}ثم{والسماء والطارق}ثم {سبح اسم ربك}ثم الغاشية ثم الصف ثم سورة أهل الكتاب وهي لم يكن ثم الضحى ثم{ألم نشرح}ثم القارعة ثم التكاثر ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم {ويل لكل همزة}ثم {إذا زلزلت}ثم العاديات ثم الفيل ثم لإيلاف ثم أرأيت ثم {إنا أعطيناك} ثم القدر ثم الكافرون ثم {إذا جاء نصر الله}ثم تبت ثم الصمد ثم الفلق ثم الناس.


مصحف ابن مسعود "رضي الله عنه "

-كره ابن مسعود أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
- قال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف
- ذكر ابن شهاب أنه كره قول ابن مسعود رجالُ من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- مصحف عبد الله بن مسعود: الطوال؛ البقرة والنساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس، والمئين؛ براءة والنحل وهود ويوسف والكهف وبني إسرائيل والأنبياء وطه والمؤمنون والشعراء والصافات، والمثاني؛ الأحزاب والحج والقصص وطس النمل والنور والأنفال ومريم والعنكبوت والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص و{الذين كفروا}ولقمان والزمر والحواميم حم المؤمن والزخرف والسجدة وحم عسق والأحقاف والجاثية والدخان و{إنا فتحنا لك}والحشر وتنزيل السجدة والطلاق ون والقلم والحجرات وتبارك والتغابن و{إذا جاءك المنافقون}والجمعة والصف و{قل أوحي}و{إنا أرسلنا}والمجادلة والممتحنة و{يا أيها النبي لم تحرم}والمفصل الرحمن والنجم والطور والذاريات و{اقتربت الساعة}والواقعة والنازعات و{سأل سائل}والمدثر والمزمل والمطففين وعبس و{هل أتى} والمرسلات والقيامة و{عم يتساءلون}و{إذا الشمس كورت}و{إذا السماء انفطرت}والغاشية و{سبح}والليل والفجر والبروج و{إذا السماء انشقت}و{اقرأ باسم ربك}والبلد والضحى والطارق والعاديات و{أرأيت} والقارعة و{لم يكن}و{والشمس وضحاها}والتين و{ويل لكل همزة}و{ألم تر كيف}و{لإيلاف قريش}و{ألهاكم}و{إنا أنزلناه}و{إذا زلزلت}والعصر و{إذا جاء نصر الله}والكوثر و{قل يا أيها الكافرون}و{تبت}و{قل هو الله أحد}و{ألم نشرح}وليس فيه الحمد ولا المعوذتان


مصحف عائشة "رضي الله عنها"

-روى النسائي عن ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال:إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي , فقال:أي أم المؤمنين , أرني مصحفك ؟. قالت: لم؟.
قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن , فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف.
قالت: ويحك , وما يضرك أيته قرأت قبل, إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام, نزل الحلال والحرام, ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر, لقالوا لا ندع شرب الخمر. ولو نزل أول شيء: لا تزنوا , لقالوا: لا ندع الزنا .وإنه أنزلت}:والساعة أدهى وأمر{ بمكة , وإني جارية ألعب على محمد .
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
قال:فأخرجت إليه المصحف , فأملت عليه آي السور)

إسراء خليفة 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 09:41 PM

واجب لقاء مسائل الاعتقاد في التفسير
 
واجب لقاء مسائل الاعتقاد في التفسير :


الواجب:
س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.
ج1: تفسير ابن كثير،ابن جرير الطبري، ابن المنذر، البغوي، صديق خان، القاسمي، رشيد رضا

س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسربن في أبواب الاعتقاد؟
- القدر - الأسماء والصفات - الإيمان

س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر


أ: عقيدة المعتزلة
تفسيرالكشّاف للزمخشري

ب: عقيدة الأشاعرة
تفسير ابن منصور،ابن عطية، الصابوني، البيضاوي، الفخر الرازي

ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات صديق خان، الشوكاني

صفية الشقيفي 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 09:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 148899)
________________________________________
إتمام الدراية لقراء النقاية :
ما يَرْجِعُ إلى السَّنَدِ::
: المُتَوَاتِرُ، والآحادُ، والشاذُّ، الأولُ ما نَقَلَهُ السَّبْعَةُ قِيلَ: إلا ما كانَ مِنْ قَبِيلِ الأداءِ، والثانِي:كقِرَاءَةِ الثَّلاثَةِ والصَّحَابَةِ، والثالِثُ: ما لم يَشْتَهِرْ مِن قِراءةِ التَّابِعِينَ ولا يُقْرَأُ بِغَيْرِ الأوَّلِ، ويُعْمَلُ بِهِ إِنْ جَرَى مَجْرَى التَّفْسِيرِ، وإلا فقَوْلانِ؛ فَإِنْ عَارَضَهَا خَبَرٌ مَرْفُوعٌ قُدِّمَ، وشَرْطُ القُرْآنِ صِحَّةُ السَّنَدِ ومُوَافَقَةُ العَرَبِيَّةِ والخَطِّ.


الأول والثاني والثالث المتواتر والآحاد والشاذ
الأول ما نقله جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه وهو السبعة أي القراءات السبع المنسوبة إلى الائمة السبعة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي قيل إلا ما كان من قبيل الأداء كالمدو والامالة وتحفيف الهمزة فإنه ليس بمتواتر وإنما التواتر جوهر اللفظ
الثاني ما لم يصل إلى هذا العدد مما صح سنده كقراآت الثلاثة أبي جعفر ويعقوب وخلف المتممة للعشرة وقراءات الصحابة التي صح إسنادها
الثالث ما لم يشتهر من قراءات التابعين لغرابته أو ضعف إسنادها

]شرح الشيخ عبد الكريم الخضير

مسائل متعلقة بعلوم القرآن :
النوع الأوّل، والثاني، والثالث من الأنواع الستة:
_ المـُتواتر.
_ والآحاد.
_ والشاذ.
في تقسيم الأخبار عندهم يجعلونها قسمين:
متواتر.
وآحاد.
فالشاذ يدخلونه في الآحاد، فهو قِسمٌ من الآحاد، وليس بقَسيمٍ له في الأخبار
[1-المتواتر]: ما يرويهِ عددٌ، أو جمعٌ يستحيل في العادةِ تواطئهم على الكذب
وفي القراءات: المـُتواتر ما يرويهِ السبعة فقط
فائدة: تلقي القرآن متواتر و على الراجح أن كيفية الأداء متواترة أيضا

والسبعةُ القراء هم:
نافع،وابن كثير،وأبو عمرو،وابن عامر،وعاصم،وحمزة،والكسائي.
ولكلٍ من هؤلاء السبعة راويان فيروي:
عن نافع قالون وورش.
وعن ابن كثير البزي وقُنبل.
وأبو عمرو البصري يروي عنه الدوري والسوسي.
وابن عامر يروي عنه هشام وابن ذكوان.
وعاصم يروي عنه شعبة وحفص.
وحمزة يروي عنه خلف وخلاد.
والكسائي يروي عنه الحارث وحفص الدوري.
الثلاثة الذين يرد، يأتي ذكرُهم من أهل العلم من يجعل قراءتهم مُتمة للسبعة فيَجعل العشرة كلُّهم من المتواتر.
وهم: أبو جعفر المدني، ويعقوب البصري، وخلف البزار.
وأبو جعفر يروي عنه ابن وردَان وابن جماز.
ويعقوب يروي عنه رُويس ورَوح.
وخلف يروي عنه إسحاق و[ابن ادريس] ، وادريس.
هؤلاء القرّاء الذين نُقلت قراءاتهم بالتواتر وتُلُقيت به، وتلَقوهَا كذلك.
أسئلة وأجوبة:
س: إذا خالفت قراءة سندها صحيح إلى صحابي تفسير آخر في حديث مرفوع إلى النبي ، ماذا يُقدم ؟
ج : يُقَّدم المرفوع ، لماذا؟
لأن المرفوع مقبول من غير تردد، وهذه مقبولة من جهة أنها تفسير( قراءة تفسيرية )، مردودة من جهة أنها قرآن؛ فما كان فيه القبول حتم يختلف عما كان فيه القبول من وجه دون وجه
س: قراءة الصحابي الصحيحة السند من أين قد يأتى الضعف فيها وهي متضمنة جُملتين وكلّ جملة لها مدلول حُكمي لها ما يُستنبطُ منها من حُكم ؟
ج ]: أن الجملة الأولى: لها ما يَشهَدُ لها من جملةٍ أخرى، الجملة الثانية لها ما يُخالفها مما هو أقوى منها، فنقبل الجملة الأولى باعتبار ما يشهد لها، ونرد الجملة الثانية باعتبار انّها مُخالفة، لو جئنا إلى حديث متكون من جملتين: جملة لها مُعارض راجح، وجملة لا يوجد ما يشهد لها ولا ما يردُّها ماذا يغلِب على الظن؟
الجملة الأولى مردودة بلا شك لوجود المـُعارض الراجح، الثانية: الجملة الثانية نقبلها وقد رُدَّ بعض الخبر، أما إذا كان هناك جملة لها ما يشهدُ لها فيقال إن الراوي حفظ بعض ، ولم يحفظ البعض بدليل أن الجملة الأولى وُفق عليه، فالثانية تُحمل على أنّه جاء بها من تلقاء نفسه تفسير.
______________________
2- الآحاد
وينقسم إلى : مشهور، وعزيز، وغريب تبعًا لتَعدُدِ رواته

الآحاد كالثلاثة : أبو جعفر، ويعقوب، وخلف، هذه آحاد.
وهذا على قول الناظم أن هذه القراءات الثلاث ليست من المتواترة
والبعض يقول: أن هؤلاء الثلاثة هم تتمة السبعة، فالعشرة كلّها مُتواترة.
مسألة : قراءة الصحابة إذا صحت كقراءة ابن مسعود مثلا وعارضه أحد الثلاثة قدمنا الثلاثة؛ لأنّه يقول:(تتبعها)، وما دام قراءة الثلاثة آحاد، والمروي عن ابن مسعود آحاد، لماذا قُدمت قراءة الثلاثة على قراءة ابن مسعود؟
تقدم قراءة الثلاثة؛لأنها دائرة بين الآحاد والمتواتر. لأن من أهل العلم من يرى أنها متواتر. فمادامت دائرة بين المتواتر والآحاد فهي مقدمة على ما أتفق على أنه من الآحاد.
=========================================
3- الشاذ: وهو الذي لم يشتهر: إما لمخالفته، أو لضعف إسناده، وإما لغرابته وشذوذه ومخالفته. أو لطعنٍ في إسناده
يعني: إذا تضمنت القراءة مخالفة لمن هو أرجح، وأوثق حكم عليها بالشذوذ. وحُكم على الراجح بأنه هو المحفوظ.
_____________________________________________________
- مسألة : أي القراءات التي يعمل بها من ضمن الأنواع الثلاثة السابق ذكرها ؟
الجواب : المتواتر فقط أي عن السبعة قراء فقط
- مسألة : ما شروط قبول القراءة ؟
1 . صحة الإسناد.
2. وموافقة لفظ العربية
3. وموافقة الخط-موافقة الرسم-



الشيخ محسن المساوي

العقد الثاني ما يرجع إلى السند، وهي ستة أنواع
النوع الأول والثاني والثالث: المتواتر، والآحاد، والشاذ

السبعة القراء: نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر، وأبو عمرو، وابن كثير.
(ما: أي القراءة التي (قد نقلوا) ها (فـ) هو (متواتر)، وهو: ما نقله جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب عن مثلهم، إلى منتهاه، قال ابن الحاجب: إلا ما كان من قبيل الأداء: كالمد، والإمالة، وتخفيف الهمزة، فإنه ليس بمتواتر، وإنما المتواتر جوهر اللفظ، ورد، بأنه يلزم من تواتر اللفظ تواتر الهيئة (وليس يعمل بغيره) أي: بغير المتواتر (في الحكم) أي: الأحكام، متعلق بيعمل، (ما لم يجر) أي غير المتواتر (مجرى التفاسير، وإلا) أي بأن جرى مجرى التفاسير (فادر) أي فاعرف أن في العمل به (قولين) قيل يعمل به، وقيل لا يعمل به، ثم قال الناظم: و (إن عارضه) أي غير المتواتر الحديث (المرفوع) بالرفع، فاعل (قدمه) بصيغة الأمر أي: المرفوع (ذا القول) وهو تقديم المرفوع على غير المتواتر (هو المسموع) والمرضي. هذا تقرير كلام الناظم.
ومقتضاه أن القولين في الذي يجري مجرى التفاسير، وهو مخالف لما في النقاية، إذ القولان إنما هما في ما لم يجر مجرى التفاسير، ولذا قد أبدل البيت الثاني بعض الأفاضل بقوله:

بغيره إلا الذي من ذا جرى مجـرى التفاسيـر وإلا فـتـرى

يعني وليس يعمل في الأحكام بغير المتواتر من الآحاد والشاذ، إلا الذي جرى مجرى التفاسير (والثاني) من الأنواع الثلاثة مما لا يصل إلى عدد التواتر مما صح سنده (الآحاد كـ) قراءة (الثلاثة) وهم يعقوب وأبو جعفر وخلف المتممة للعشرة و(تتبعها) أي الثلاثة في كونها آحادا (قراءة الصحابة) التي صح إسنادها؛ إذ لا يظن بهم القراءة بالرأي، "واعلم" أنهم اختلفوا في الثلاثة: هل هي من المتواتر أم لا؟ فالأصح الذي عليه الأصوليون أنها منه. (والثالث) من الأنواع الثلاثة (الشاذ الذي لم يشتهر، مما قراه التابعون) لغرابته، أو ضعف إسناده.
(واستطر) بالبناء المجهول: تكملة، أي وجعل الشاذ مسطوراً في أنواع القراءات (وليس) شانية (يقرأ بغير الأول) أي بالآحاد والشاذ وجوبا، في الصلاة أو خارجها، ثم شرع الناظم في بيان شروط ثبوت القرآنية، فقال: (وصحة الإسناد) باتصاله وثقة رجاله وضبطهم وشهرتهم، كما قال الناظم بعد (شرط ينجلي له) أي للقرآن، أي لكونه قرآناً (كشهرة الرجال) و (الضبط) بالجر عطفاً على شهرة (وفاق لفظ العربي) برفع وفاق: عطفاً على صحة الإسناد، أي موافقة القواعد العربية ولو بوجه (والخط) بالجر: عطفاً على لفظ، أي ووفاق خط مصحف الإمام عثمان رضي الله عنه، بخلاف ما خالفه وإن صح سنده لأنه مما نسخ بالعرضة الأخيرة، أو بإجماع الصحابة على المصحف العثماني
مسألة : ما الفرق بين القرآن والقراءة ؟
: القرآن: هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز
والقراءات: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف وكيفيتها، من تخفيف وتشديد وغيرهما.
(فائدتان) الأولى: قال مكي كما في الإتقان: من ظن أن قراءة هؤلاء القراء، كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطاً عظيماً، قال: ويلزم من هذا أيضاً أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة، مما ثبت عن الأئمة غيرهم، ووافق خط المصحف أن لا يكون قرآناً، وهذا غلط عظيم. وقد بسط الكلام على هذا في الإتقان فانظره، الثانية: إن أصح القراءات سندًا نافع وعاصم، وأفصحها أبو عمرو والكسائي اهـ. والله أعلم


================================================
اختلف الشيخ الخضير مع الشيخ المساوي في مراد الناظم من ذكر الشروط هل هي شرط لقبولها قرآن أم قراءة ؟ ، الشيخ الخضير على أنها شرط لقبولها قراءة ، الشيخ المساوي على أنها شروط لقبولها قرآن ، فما الصحيح ؟





بارك الله فيكِ أختي إسراء
تلخيص الأصول يكون بنفس طريقة تلخيص دروس التفسير تقريبًا
نستخلص المسائل التي وردت في الدرس
ثم نرتبها
ونحرر الأقوال التي وردت تحت كل مسألة
ويُفضل التلخيص بأسلوبك ، ثم تقولين أشار إلى هذا المعنى الشيخ عبد الكريم الخضير في شرحه لمنظومة الزمزمي - مثلا -.
مع الاعتناء بطريقة صياغة المسائل وطريقة العرض
مثال :
* المتواتر
- تعريف المتواتر
- هل الأداء من المتواتر
- أصحاب القراءات المتواترة

والمسائل المتفرقة أو الاستطرادية تجعلينها في نهاية التلخيص


تقييم التلخيص :
الشمول : 20 /20
الترتيب : 15 / 20
التحرير العلمي : 10 / 20
الصياغة : 12 /15
العرض : 10 / 15
_____________
= 77 %

درجة الملخص : 8 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

هيئة التصحيح 5 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 138549)
التفسير :
التفسير لغة:من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
وفي الاصطلاح: بيان معاني القرآن الكريم.
وتعلم التفسير واجبلقوله تعالى: (كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب)
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه:والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلمأن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: (وإذ أخذ اللّه ميثاق الّذين أوتوا الكتاب لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه) وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
والغرض من تعلم التفسيرهو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
الواجب على المسلم في تفسير القرآن
أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: (قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطاناً وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون)

المرجع في تفسير القرآن
أ- كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به
ب - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه.
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب.
د- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله تعالى فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.

الاختلاف الوارد في التفسير المأثور
ثلاثة أقسام:
الأول:اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية

الثاني:اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما .
القسم الثالث:اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلاله السياق أو غيره.

ترجمه القرآن
الترجمة لغة:تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
وفي الاصطلاح:التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
وترجمة القران: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما:ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
الثاني:ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.

حكم ترجمة القرآن
:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ- وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج- تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات

وعلى هذا فالترجمة الحرفيةإن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنويةللقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني:أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث:أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه.


شكر الله لك وأحسن إليك
- ذكر الأمثلة والشواهد أمر مهم في التلخيص، ولم تذكري الأمثلة في تلخيصك في جميع المواضع
- مسألة الفرق بين التدبر ولتفسير لو أضيفت للتلخيص لكان حسنًا



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 29/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) :20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 13/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
___________________
100/92
الدرجة النهائية: 10/9


وفقكِ الله وسددك

هيئة التصحيح 5 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م 12:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 142360)

المشتهرون بالتفسير من الصحابة

اشتهر بالتفسير جماعة منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة، لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير.
[color="red"]
ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس

1- على (علي) بن أبي طالب
:
- ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
- ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله
- اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء
- روى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار،
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به.
- كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة
- قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه

.
2- عبد الله بن مسعود
:
- عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي
-هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد.
- تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن،وقال النبي "صلى الله عليه وسلم ": " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "
- في " صحيح البخاري " أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه"
- كان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده
-كان يظن أنه من أهل بيت النبي لكثرة تردده وأمه على البيت
قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد
.
- توفي و دفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة

.
3- عبد الله بن عباس
:
- ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين
- لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه
- ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة
- كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ ! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى: (إذا جاء نصر اللّه والفتح) (النصر: 1) حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك
تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم"
- توفي بالطائف سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة


.
المشتهرون بالتفسير من التابعين


أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة

.
1- مجاهد
:
- مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي
- ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما
- روى ابن إسحاق عنه أنه قال: "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها"
- قال الذهبي في آخر ترجمته: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به
- توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة


.
2- قتادة
:
- قتادة بن دعامة السدوسي البصري
- ولد أكمة سنة إحدى وستين
- جد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي
- توفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة.

شكر الله لك وبارك فيك
بعض الملاحظات أدمجتها باللون الأحمر في تلخيصك ، أرجو الانتباه لها
- لو وضعت عناوين فرعية في ترجمة كل صحابي أو تابعي لكان حسنًا
مثلا: على سبيل التمثيل لا الحصر
-مولده
- سبب تميزه في التفسير أو الشاهد على ذلك (وهذه أهم النقاط في الدرس لأنه يتحدث عن التفسير)
- وفاته

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
________________________
100/98
الدرجة النهائية: 10/10


وفقك الله وسددك

إسراء خليفة 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 03:17 AM

إجابات الأسئلة :
: 1ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف : الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ
الربعة : صندوق أجزاء المصحف
الرصيع: زر عروة المصحف
( في الحقيقة أجبت هذه الأسئلة ولم أفهم ما معنى الربعة ولا الرصيع )

2:
ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟

كافر مباح الدم

3:
ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
قيل بالدفن
قيل بالحرق وكرهه النووي وجزم القاضي حسين بمنعه

قيل بالغسل
و لا يجوز وضعها في شق أو غيره؛ لأنه قد يسقط ويوطأ، ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم

والأولى - والله أعلم - الحرق كما فعله عثمان فسنته متبعة

:

الموضوع : مس المصحف على غير طهارة http://jamharah.net/showthread.php?t=25464#.VG6AqbEvxKE

المسائل :

حكم مس المصحف للحائض والجنب

- لا يجوز مس المصحف

- يجوز مس المصحف بعلاقته
- يجوز لهما النظر في المصحف، وإمرار القرآن على قلبيهما

- تحرم قرائتهم للقرآن كما ذكر السيوطي
- كره جابر والشعبى أن يكتب الجنب {بسم الله الرحمن الرحيم}





حكم مس المصحف لمن مس ذكره

- لا ينبغي / لا يجوز له حتى يتوضأ




حكم مس المصحف بغير وضوء


- أمر رسول الله ألا يمس المصحف غير طاهر
- لا بأس بالقراءة والتصفح بعود أو نحوه من غير مس المصحف
- كره جماعة أن يمس المصحف بغير وضوء ورخص فيه آخرون
- رأى البعض بجواز مس المصحف بعلاقته إذا كان على غير طهارة
- كره أنس بن مالك أن يمس المصحف وإن كان بعلاقته، أو قال: في غلافه أو كان على وسادة إلا وهو طاهر إكراما للقرآن.
- قال السيوطيُّ : مذهبنا ومذهب جمهور العلماء تحريم مس المصحف للمحدث سواء كان أصغر أم أكبر لقوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون}وحديث الترمذي وغيره ((لا يمس القرآن إلا طاهر))
- قال النَّوَوِيُّ : يحرم على المحدث مس المصحف وحمله سواء حمله بعلاقته أو بغيرها سواء مس نفس الكتابة أو الحواشي أو الجلد ويحرم مس الخريطة والغلاف والصندوق إذا كان فيهن المصحف هذا هو المذهب المختار، وقيل لا تحرم هذه الثلاثة، وهو ضعيف ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب أو كثر حتى لو كان بعض آية كتب للدراسة حرم مس اللوح
- روي عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: ({في كتابٍ مكنونٍ}[الواقعة: 78]قال: (في السّماء)، {لا يمسّه إلّا المطهّرون}[الواقعة: 79]قال: (الملائكة)، وأمّا كتابكم هذا فيمسّه الطّاهر وغير الطّاهر




حكم الدراهم البيض

- كره جماعة مس الدرهم فيه قرآن على غير وضوء ولم يرى الحسن بذلك بأسا
- كره جماعة شراء الدراهم البيض وبيع الكفار بها


تصفح المصحف بعود ونحوه للمحدث


قال النَّوَوِيّ: إذا تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض أوراق المصحف بعود أو شبهه ففي جوازه وجهان لأصحابنا:
أظهرهما:جوازه وبه قطع العراقيون من أصحابنا لأنه غير ماس ولا حامل.
والثاني:تحريمه لأنه يعد حاملا للورقة والورقة كالجميع.
وأما إذا لف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف، وغلط بعض أصحابنا فحكى فيه وجهين والصواب القطع بالتحريم لأن القلب يقع باليد لا بالكم



حكم كتابة المصحف للجنب والمحدث


قال النووي : إذا كتب الجنب أو المحدث مصحفا؛ إن كان يحمل الورقة أو يمسها حال الكتابة فحرام وإن لم يحملها ولم يمسها ففيه ثلاثة أوجه:
الصحيح جوازه.
والثاني تحريمه.
والثالث يجوز للمحدث ويحرم على الجنب





حكم مس كتب فيها آيات من القرآن للمحدث والجنب


- قال النووي : إذا مس المحدث أو الجنب أو الحائض أو حمل كتابا من كتب الفقه أو غيره من العلوم وفيه آيات من القرآن.
أو ثوبا مطرزا بالقرآن أو دراهم أو دنانير منقوشة به أو حمل متاعا في جملته مصحف أو لمس الجدار أو الحلوى أو الخبز المنقوش به فالمذهب الصحيح جواز هذا كله لأنه ليس بمصحف وفيه وجه أنه حرام
- قال أبو حسن الماوردي بجواز مس الثياب المطرزة بالقرآن ولاحرمة لبسها لكن ضعف هذا النووي وقال بجواز مسها ولبسها

- كتب تفسير القرآن فإن كان القرآن فيها أكثر من غيره حرم مسها وحملها وإن كان غيره أكثر كما هو الغالب ففيها ثلاثة أوجه:
أصحها:لا يحرم.
والثاني: يحرم.
والثالث:إن كان القرآن بخط متميز بغلظ أو حمرة أو غيرها حرم وإن لم يتميز لم يحرم.
وإذا استويا على وجهين
أحدها يحرم كما اختاره النووي

والثاني : مكروه
- كتب حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إن لم يكن فيها آيات من القرآن لم يحرم مسها والأولى أن لا تمس إلا على طهارة وإن كان فيها آيات من القرآن لم يحرم على المذهب وفيه وجه أنه يحرم وهو الذي في كتب الفقه
- المنسوخ تلاوته وغير ذلك لا يحرم مسه ولا حمله وكذلك التوراة والإنجيل


حكم مس المستحاضة للمصحف


- يجوز مس المصحف للمستحاضة و كرهه البعض




حكم مس الكافر للمصحف


- لا يمنع الكافر من سماع القرآن؛ لقول الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}، ويمتنع من مس المصحف
- أجاز البعض مسه لعلاقة المصحف
قال أبو عبيد: الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يمس القرآن إلا طاهر)) , أولى بالاتباع من هذا كله، وكيف تكون الرخصة لأهل الشرك أن يمسوه مع نجاستهم، وقد كره المسلمون أن يمسه أحد من أهل الإسلام وهو جنب أو غير طاهر




حكم تعليم الكافر القرآن


- إن كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه، وإن رجي إسلامه ففيه وجهان:
أصحهما: يجوز رجاء إسلامه
والثاني: لا يجوز





حكم بيع المصحف من الذمي


- لا يجوز بيع المصحف منه وإن رجي إسلامه، وأما إذا رُئي يتعلم فهل يمنع فيه وجهان
- يحرم بيع المصحف من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي: أصحهما لا يصح، والثاني يصح ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه.




حكم مس المصحف للمتطهر الذي أصاب بدنه نجاسة


- إذا كان بموضع النجاسة فلا يجوز بلا خلاف ولا يحرم بغيره على المذهب الصحيح





هل التيمم يبيح مس المصحف؟

- يجوز مس المصحف للمتيمم
- لا يجوز مس المصحف لمن لم يجد ماءا ولا ترابا ولو كان معه مصحف ولم يجد من يودعه عنده وعجز عن الوضوء جاز له حمله للضرورة
- إذا خاف على المصحف من حرق أو غرق أو وقوع في نجاسة أو حصوله في يد كافر فإنه يأخذه ولو كان محدثا للضرورة.


إسراء خليفة 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م 06:06 AM

المطلوب الأول :

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
-لأن المرائي بالقرآن من أول من تسعر بهم النار

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟

- مستحبة في الصلاة وخارجها

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
- إن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وأنكر ذلك النووي وقال بوجوب الرد باللفظ



المطلوب الثاني :

آداب حملة القرآن :
http://jamharah.net/showthread.php?t=19085#.VG6X7bEvxKF

المسائل

إكرام القرآن وتعظيمه
· قيام رسول الله بالقرآن منذ أوحي إليه
· تطهير الأفواه لتلاوة القرآن
· كراهة البعض أكل الكراث والبصل
· نفي تعلم القرآن لمن ليس يتدبره ولا علم له بتأويله
· تدبرالقرآن باتباع علمه
· أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يقرأه
· ثمرة التدبر العمل والخلق الحسن
· النهي عن السرعة في تلاوة القرآن
· من لا يتدبر القرآن ليس من العلماء ولا الحكماء ولا الفقهاء
· حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو من اللاهين ولا يسهو مع الساهين
· كان السلف يكرهون تلاوة الآية عند الشئ يعرض من أمر الدنيا
· النهي عن المناظرة بكتاب الله أو سنة رسوله "صلى الله عليه وسلم "
· ينبغي لحامل القرآن أن يكون على أكرم الشمائل وأكمل الأحوال وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه
· شكر نعمة الله على حفظ القرآن
· تحقير الدنيا في جنب نعمة الله بالقرآن
· عدم قراءة القرآن في المواضع القذرة
· أن يكون صاحب القرآن ذا سكينة ووقار يعرف القرآن في سمته وعمله وخلقه


وصية القراء باتباع السلف
· قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال: مبينا.


التأدّب بالقرآن
· كان خلق رسول الله "صلى الله عليه وسلم" القرآن
· حامل القرآن لا يفر من الزحف
· حامل القرآن النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه فلا يجهل ولا يتحد لأن القرآن في جوفه
· لا ينبغي لحامل القرآن أن يتهافت على الدنيا
· ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحملهأن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن
· قال الآجُرِّيُّ : ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله... أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن.
فأوّل ما ينبغي له:أن يستعمل تقوى الله عزّ وجلّ في السّر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه، ومشربه، وملبسه، ومكسبه، ويكون بصيراً بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره، حافظاً للسانه، مميّزاً لكلامه، إن تكلّم؛ تكلّم بعلمٍ إذا رأى الكلام صواباً، وإذا سكت؛ سكت بعلمٍ إذا كان السّكوت صواباً، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشدّ ممّا يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه، ليأمن من شرّه وسوء عاقبته، قليل الضّحك فيما يضحك فيه النّاس، لسوء عاقبة الضّحك، إن سرّ بشيءٍ ممّا يوافق الحقّ تبسّم، يكره المزاح خوفاً من اللّعب، فإن مزح قال حقّاً، باسط الوجه، طيّب الكلام.
لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه؟!، يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى ممّا يسخط مولاه.
لا يغتاب أحداً، ولا يحقر أحداً، ولا يسبّ أحداً، ولا يشمت بمصيبةٍ، ولا يبغي على أحدٍ، ولا يحسده، ولا يسيء الظّنّ بأحدٍ إلا بمن يستحق، يحسد بعلمٍ، ويظن بعلمٍ، ويتكلّم بما في الإنسان من عيبٍ بعلمٍ، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلمٍ.
قد جعل القرآن والسّنّة والفقه دليله إلى كلّ خلقٍ حسنٍ جميلٍ، حافظاً لجميع جوارحه عمّا نهي عنه، إن مشى؛ مشى بعلمٍ، وإن قعد؛ قعد بعلمٍ، يجتهد ليسلم النّاس من لسانه ويده.
ولا يجهل، فإن جُهِل عليه حلم، ولا يظلم، فإن ظُلِم عفى، ولا يبغي، وإن بُغِي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربّه، ويغيظ عدوه، متواضعٌ في نفسه، إذا قيل له الحقّ قبله، من صغيرٍ أو كبيرٍ



أثر العلم بالقرآن على آداب الصحبة والمجالسة
· عن عائشة، قالت: «ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه، إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فيكون هو لله عز وجل ينتقم، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما سئل شيئا فمنعه إلا أن يسأل مأثما، فكان أبعد الناس من ذلك، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة
· حسن توجيه رسول الله لمن تكلم في الصلاة
· قال الآجُرِّيُّ: ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله أن يصحب المؤمنين بعلمٍ، ويجالسهم بعلمٍ، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير، يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.


آداب عامة لحامل القرآن
· أن يكون مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار.



فيمن لاتنفعه قراءة القرآن
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجيء قومٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة على فوقه
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج في آخر الزّمان قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم
· الذي لا يعمل بالقرآن


إسراء خليفة 5 صفر 1436هـ/27-11-2014م 11:02 PM

تلخيص واجب الجزء الثاني من الزمزمي / درس : الفصل والوصل
 
تلخيص الشيخ عبد الكريم الخضير



التعريف :


- الوصل: عطف جملة على أخرى للربط بينهما ووصل أحداهما بالأخرى بحرف العطف.
- الفصل:هو ترك ما ذكر من العطف.
وهما من مباحث علم المعني قسيم البيان والبديع، ومن الثلاثة يتألف علم البلاغة، ومن علم البلاغة بأقسامه الثلاثة إضافة إلى النحو والصرف والاشتقاق والوضع وفقة اللغة ومتن اللغة تكون علوم اللغة.




أمثلة :



- مثال الوصل :

الوصل في قول الله جل وعلا }إن الأبرار لفي نعيم{مع الآية التي بعدها }وإن الفجار لفي جحيم{ وصلت الثانية بالأولى بالواو لما بينهما من الشبه بالتضاد اللفظي المقتدي للوصل،لأن الأشياء بضدها تتبين وتتميز


- مثال الفصل :

{الله يستهزأ بهم}هذه الجملة مفصولة، فهي لم تُعطف بالواو على الآية التي قبله{إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ}لأنه لو وصل لتوهم أن جملة{ الله يستهزأ بهم} من كلام المنافقين.





مسائل:



1- هل الوقف لفظا يغني عن الوصل بين الجمل التي قد يحدث لبس عند فصلها أم لا ؟

عند علماء القرآن: يغني، لأن بالوقف يستقيم المعنى، فمثلا قوله تعالى }فلا يحزنك قولهم{بعده}إن العزة{ لو وقف القارئ على (قولهم) ثم نطق ( إن العزة ) يحل الإشكال

عند علماء البلاغة: لا يغني لئلا يظن أن الجملة الثانية من قول المتكلم بالجملة الأولى فالوصل بالواو عندهم يلزم إذا أوقع الكلام بدون الواو في لبس كما إذ قيل ( تزورنا غداً ) تقول (لا ويرحمك الله ) عندهم هذي الواو لازمة لأنك لو قلت ( لا يرحمك الله ) لكانت هذه نافية للرحمة وهذا الكلام ملبس وهذه له قيمتها عندهم في علم البلاغة.
لكن الصحيح أن الوقف يحل إشكال اللبس والدليل على ذلك حديث"أرأيت شحوم الميتة فإنها تدهن بها الجلود وتطلى بها السفن وستصبح بها الناس فقال:((لا هو حرام)) ما جاء بواو مع إن الكلام قد يوقع في لبس.
كما ينبغي أن تُخضع قواعد اللغة للقرآن، ما يُتأول القرآن من أجل القواعد، ويُتكلف في تأويله من أجل القواعد ، لاقواعد العربية ولا غير العربية، بل القواعد المـُرتبطة بعلوم الدين كلّها تُخضع للقرآن لأنّه أساس العلوم كلها.



2- ما أسباب تسمية القرآن مثاني ؟


لأنه يذكر الشيء ويذكر ضده فيذكر حال الأبرار ويذكر حال الفجار يذكر حال السعداء ويعطف عليه حال الأشقياء أو العكس المقصود أن مثل هذا موجود في القرآن كثير وهو موصول.



_______________________________________________________________________________________________


تلخيص شرح الشيخ محسن المساوي :



التعريف :

الوصل : عطف جملة على أخرى
الفصل : ترك ما ذكر
وتفصيلهما مبين في فن المعاني



أمثلة :

- مثال الفصل :

قوله تعالى{الله يستهزئ بهم}فصل عما قبله، وهو قوله: {إنما نحن مستهزئون} لما بينهما من كمال الانقطاع، لأنه لو عطف ووصل، لتوهم أنه من مقول المنافقين أيضا


- مثال الوصل :

الوصل في قول الله جل وعلا {إن الأبرار لفي نعيم}مع الآية التي بعدها {وإن الفجار لفي جحيم}

إسراء خليفة 13 صفر 1436هـ/5-12-2014م 05:28 AM

إجابة أسئلة أنواع المؤلفات في علوم القرآن

الأسئلة

السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1:
المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :كل علم له تعلق بالقرآن الكريم سواء كان خادما له أو مستنبطا
المعنى الخاص :هو أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحي شتى يصلح كل منها أن يكون علما مستقلا

2:
أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ : كتب تضكنت بعض مسائل هذا العلم ( وهو الأصل ومهم جدا ).
ب: كتب مصنفة في علوم القرآن مع جمع موضوعاته.
ج: كتب أُفردت بنوع واحد من أنواع علوم القرآن.


3:
من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب فنون الأفنان في عجائب القرآن لابن الجوزي.
4:
من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس
ب: الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم السلام
ج: الإيضاح في الناسخ والمنسوخ غي القرآن الكريم لمكي ابن أبي طالب



السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1:
بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
- مفيدة من جهة البحث العلمي لأن الباحث الجاد لا يمكنه أن يكتب مسألة إلا إذا تصورها تصور كامل ولا يمكنه ذلك حتى يطلع على ما كُتب في كتب المتقدمين والمتأخرين حول هذه المسألة.
- و أيضا تعينه على فهم القرآن والانتفاع به والعمل بمقتضاه

2:
يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1- حقيقة القرآن
2- مصدره
3- نزوله
4- حفظه
5- نقله
6- بيانه / تفسيره
7- لغته / أساليبه
8- أحكامه

3:
اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثرت المؤلفات بعدما صارت علوم القرآن تدرس في الجامعات وكانت جامعة الأزهر من السابقين في هذا الأمر

السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1:
المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
1- من أحسن الكتب تحريرا وتحقيقا وترتيبا

2- كما يحكم على الآثار والروايات الواردة ب
3- به كثير من النفائس والأحكام والتحرير ما لا يكاد يوجد بغيره

2:
إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.

1- حسن التحرير
2- مناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها
3- الرد على الأشياء التي بها ضعف ونظر
4- يستعرض ما ذكره العلماء في كل موضوع وينبه على الجيد ويرد على الضعيف منها
5- يظهر فيه علم المؤلف وليس مجرد نقل

6- ويناقش بعض الرسائل التي كتبت في بعض الموضوعات



السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1:
الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

مؤلفه صوفي النزعة ، غير محرر فالتحرير والتحقيق ضعيف وكثير من الأشياء تحتاج إلى تمحيص ، يذكر الروايات دون الحكم عليها ولا يبين رأيه في بعض المسائل
2:
أسباب النزول للواحدي.
فيه كثير من الاسانيد المنقطعة والضعيفة


السؤال الخامس :
1:
اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

انفرد الزركشي بأمور منها :
معرفة على كم لغة نزل، معرفة التصريف، معرفة بلاغة القرآن كمعرفة اللفظ والتركيب وأنه أحسن وأفصح، يبين القراءات وما ذهب إليه كل قارئ، هل يجوز الاقتباس من القرآن في الخطب وغيرها
معرفه أحكامه، حكم الآيات المتشابهات، معرفة الآيات الواردة في الصفات، ومعارضة السنة للقرآن.
وانفرد السيوطي بأمور منها:
1- ما انفرد به وأصله في البرهان ولكنه بالبرهان غير صنف بنوع كالحضري والسفري
2- ما انفرد به وأصله موجود لكن ليس بالبرهان
3- أنواع مبتكرة في الاتقان كالأرضي والسمائي

أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما: اتقان البرهان في علوم القرآن لـ / فضل حسن عباس , وعلوم القرآن بين البرهان والاتقان لـ/ د حازم حيدر


2:
اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
1- أفضل ما صنف في هذا العلم بالقرن الرابع الهجري
2- أسلوبه شيق وعرضه ممتع وتحريره فائق للمسائل التي اشتمل عليها
3- مرجع لطلاب العلم ينهلون منه ويصدرون عنه
4- الاقتصار على الموضوعات الرئيسة
5- ما كتبه عن ترجمة القرآن يعتبر أنفس ما كتب في هذه المسألة
6- الرد على الشبهات ردا مفصلا
أهم الرسائل حوله:كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن دراسة وتقويم للدكتور "خالد السبت "

صفية الشقيفي 20 صفر 1436هـ/12-12-2014م 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 152688)
تلخيص الشيخ عبد الكريم الخضير



التعريف :


- الوصل: عطف جملة على أخرى للربط بينهما ووصل أحداهما بالأخرى بحرف العطف.
- الفصل:هو ترك ما ذكر من العطف.
وهما من مباحث علم المعني قسيم البيان والبديع، ومن الثلاثة يتألف علم البلاغة، ومن علم البلاغة بأقسامه الثلاثة إضافة إلى النحو والصرف والاشتقاق والوضع وفقة اللغة ومتن اللغة تكون علوم اللغة.




أمثلة :



- مثال الوصل :

الوصل في قول الله جل وعلا }إن الأبرار لفي نعيم{مع الآية التي بعدها }وإن الفجار لفي جحيم{ وصلت الثانية بالأولى بالواو لما بينهما من الشبه بالتضاد اللفظي المقتدي للوصل،لأن الأشياء بضدها تتبين وتتميز


- مثال الفصل :

{الله يستهزأ بهم}هذه الجملة مفصولة، فهي لم تُعطف بالواو على الآية التي قبله{إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحنُ مُسْتَهْزِئُونَ}لأنه لو وصل لتوهم أن جملة{ الله يستهزأ بهم} من كلام المنافقين.





مسائل:



1- هل الوقف لفظا يغني عن الوصل بين الجمل التي قد يحدث لبس عند فصلها أم لا ؟

عند علماء القرآن: يغني، لأن بالوقف يستقيم المعنى، فمثلا قوله تعالى }فلا يحزنك قولهم{بعده}إن العزة{ لو وقف القارئ على (قولهم) ثم نطق ( إن العزة ) يحل الإشكال

عند علماء البلاغة: لا يغني لئلا يظن أن الجملة الثانية من قول المتكلم بالجملة الأولى فالوصل بالواو عندهم يلزم إذا أوقع الكلام بدون الواو في لبس كما إذ قيل ( تزورنا غداً ) تقول (لا ويرحمك الله ) عندهم هذي الواو لازمة لأنك لو قلت ( لا يرحمك الله ) لكانت هذه نافية للرحمة وهذا الكلام ملبس وهذه له قيمتها عندهم في علم البلاغة.
لكن الصحيح أن الوقف يحل إشكال اللبس والدليل على ذلك حديث"أرأيت شحوم الميتة فإنها تدهن بها الجلود وتطلى بها السفن وستصبح بها الناس فقال:((لا هو حرام)) ما جاء بواو مع إن الكلام قد يوقع في لبس.
كما ينبغي أن تُخضع قواعد اللغة للقرآن، ما يُتأول القرآن من أجل القواعد، ويُتكلف في تأويله من أجل القواعد ، لاقواعد العربية ولا غير العربية، بل القواعد المـُرتبطة بعلوم الدين كلّها تُخضع للقرآن لأنّه أساس العلوم كلها.



2- ما أسباب تسمية القرآن مثاني ؟


لأنه يذكر الشيء ويذكر ضده فيذكر حال الأبرار ويذكر حال الفجار يذكر حال السعداء ويعطف عليه حال الأشقياء أو العكس المقصود أن مثل هذا موجود في القرآن كثير وهو موصول.



_______________________________________________________________________________________________


تلخيص شرح الشيخ محسن المساوي :



التعريف :

الوصل : عطف جملة على أخرى
الفصل : ترك ما ذكر
وتفصيلهما مبين في فن المعاني



أمثلة :

- مثال الفصل :

قوله تعالى{الله يستهزئ بهم}فصل عما قبله، وهو قوله: {إنما نحن مستهزئون} لما بينهما من كمال الانقطاع، لأنه لو عطف ووصل، لتوهم أنه من مقول المنافقين أيضا


- مثال الوصل :

الوصل في قول الله جل وعلا {إن الأبرار لفي نعيم}مع الآية التي بعدها {وإن الفجار لفي جحيم}


أحسنتِ باستخراج المسائل وترتيبها وتحرير الأقوال تحتها وكذلك تنسيق التلخيص
لكن ما فائدة تكرار التلخيص لشرح الشيح الخضير ثم المساوي
وما ذكره المساوي ضمن ما ذكره الشيخ الخضير ؟

كان يكفي في نهاية كل مسألة أن تقولي
ذكر ذلك الشيخ الخضير والمساوي في شرحهما لمنظومة الزمزمي.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) :30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 98 %
درجة الملخص = 10 / 10

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

هيئة التصحيح 7 22 صفر 1436هـ/14-12-2014م 03:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 153426)

إجمالي الدرجات = 95 / 100


إجابة أسئلة أنواع المؤلفات في علوم القرآن


الأسئلة

(24 / 24 ) السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1:
المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي :كل علم له تعلق بالقرآن الكريم سواء كان خادما له أو مستنبطا
المعنى الخاص :هو أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحي شتى يصلح كل منها أن يكون علما مستقلا

2:
أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ : كتب تضكنت بعض مسائل هذا العلم ( وهو الأصل ومهم جدا ).
ب: كتب مصنفة في علوم القرآن مع جمع موضوعاته.
ج: كتب أُفردت بنوع واحد من أنواع علوم القرآن.


3:
من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب فنون الأفنان في عجائب القرآن لابن الجوزي.
4:
من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس
ب: الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد القاسم السلام
ج: الإيضاح في الناسخ والمنسوخ غي القرآن الكريم لمكي ابن أبي طالب [يرجى الانتباه للأخطاء الكتابية]



(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1:
بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
- مفيدة من جهة البحث العلمي لأن الباحث الجاد لا يمكنه أن يكتب مسألة إلا إذا تصورها تصور كامل ولا يمكنه ذلك حتى يطلع على ما كُتب في كتب المتقدمين والمتأخرين حول هذه المسألة.
- و أيضا تعينه على فهم القرآن والانتفاع به والعمل بمقتضاه

2:
يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1- حقيقة القرآن
2- مصدره
3- نزوله
4- حفظه
5- نقله
6- بيانه / تفسيره
7- لغته / أساليبه
8- أحكامه

3:
اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثرت المؤلفات بعدما صارت علوم القرآن تدرس في الجامعات وكانت جامعة الأزهر من السابقين في هذا الأمر

(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1:
المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
1- من أحسن الكتب تحريرا وتحقيقا وترتيبا

2- كما يحكم على الآثار والروايات الواردة ب
3- به كثير من النفائس والأحكام والتحرير ما لا يكاد يوجد بغيره

2:
إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.

1- حسن التحرير
2- مناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها
3- الرد على الأشياء التي بها ضعف ونظر
4- يستعرض ما ذكره العلماء في كل موضوع وينبه على الجيد ويرد على الضعيف منها
5- يظهر فيه علم المؤلف وليس مجرد نقل

6- ويناقش بعض الرسائل التي كتبت في بعض الموضوعات



(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1:
الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

مؤلفه صوفي النزعة ، غير محرر فالتحرير والتحقيق ضعيف وكثير من الأشياء تحتاج إلى تمحيص ، يذكر الروايات دون الحكم عليها ولا يبين رأيه في بعض المسائل
2:
أسباب النزول للواحدي.
فيه كثير من الاسانيد المنقطعة والضعيفة .


( 15 / 20 ) السؤال الخامس :
1:
اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

انفرد الزركشي بأمور منها :
معرفة على كم لغة نزل، معرفة التصريف، معرفة بلاغة القرآن كمعرفة اللفظ والتركيب وأنه أحسن وأفصح، يبين القراءات وما ذهب إليه كل قارئ، هل يجوز الاقتباس من القرآن في الخطب وغيرها
معرفه أحكامه، حكم الآيات المتشابهات، معرفة الآيات الواردة في الصفات، ومعارضة السنة للقرآن.
وانفرد السيوطي بأمور منها:
1- ما انفرد به وأصله في البرهان ولكنه بالبرهان غير صنف بنوع كالحضري والسفري
2- ما انفرد به وأصله موجود لكن ليس بالبرهان
3- أنواع مبتكرة في الاتقان كالأرضي والسمائي
[[من الفروق بينهما:
1/ الإتقان أكثر أنواعا من البرهان.

2/ جل الأنواع في الاتقان أصلها موجود في البرهان أصلا.
3/ كثير من الأنواع في الاتقان ذكرها بناء على أحاديث لا تصح.
4/البرهان أوسع في القضايا اللغوية.
5/ بعض الأنواع في الإتقان يمكن دمجها في بعض أو الاستغناء عنها كنوع الإدغام وغيره.]]

أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما: اتقان البرهان في علوم القرآن لـ / فضل حسن عباس , وعلوم القرآن بين البرهان والاتقان لـ/ د حازم حيدر


2:
اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
1- أفضل ما صنف في هذا العلم بالقرن الرابع الهجري
2- أسلوبه شيق وعرضه ممتع وتحريره فائق للمسائل التي اشتمل عليها
3- مرجع لطلاب العلم ينهلون منه ويصدرون عنه
4- الاقتصار على الموضوعات الرئيسة
5- ما كتبه عن ترجمة القرآن يعتبر أنفس ما كتب في هذه المسألة
6- الرد على الشبهات ردا مفصلا
أين أهم ما أخذ عليه ؟
أهم الرسائل حوله:كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن دراسة وتقويم للدكتور "خالد السبت "

إجمالي الدرجات = 95 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ،ونفع بكِ .



أمل عبد الرحمن 9 ربيع الأول 1436هـ/30-12-2014م 12:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 151860)
المطلوب الأول :

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
-لأن المرائي بالقرآن من أول من تسعر بهم النار
إجابتك صحيحة لكن مختصرة، ويبدو أنك ظننت أن الاختصار هو المطلوب هنا، وليس هو المقصود
بل المقصود استيفاء الأقوال في المسألة وإيراد جميع الأدلة الواردة فيها إلا في حال كثرتها فنكتفي بأهمها، والتفصيل في جواب المسالة يكون كالتالي:
تتضح أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن من خلال:
- ورود الأحاديث والآثار الدالة على وجوبه، ومثالها ....
- ورود الأحاديث والآثار المتضمنة للوعيد الشديد وا
لذم لمن لمن يخلص، ومثالها...
- الآثار الحسنة على صاحبه في الدنيا، وما فيها من حث على التحلي به، ومثالها ....
- الآثار السيئة لتركه، وما فيها من التح
ذير من تركه، ومثالها ....
(قد تكلم الآجري رحمه الله عن العنصرين الأخيرين)
من مجموع الكلام عن تلك الجوانب المتنوعة تتبين لنا وبوضوح أهمية الإخلاص
وكما رأيت أختي الكريمة، فليس المطلوب في المسألة هو اختصار الجواب في جملة بسيطة، إنما عرض لجميع الأقوال الواردة فيها باختصار ودون إخلال المطلوب.
5/10

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟

- مستحبة في الصلاة وخارجها
إجابتك صحيحة، لكن ليس المطلوب في الإجابات عموما هو نهاية القول في المسألة فقط، بل إيراد جميع الأقوال الواردة فيها مع أدليتها، ولا بأس من الترجيح بعد كما فعلت، فيجب أن أبدأ بجمع الأقوال المختلفة في المسألة وأدونها كل قول في سطر، مع الإشارة إلى أصحابها، وحججهم التي استندوا إليها في أقوالهم سواء كانت نقلية أو عقلية، ثم أصنفها، وأرتبها، وأقوال أهل العلم في المسألة قد تنوعت، وتتضح لك من خلال التصنيف التالي:

اقتباس:

حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها

الأحاديث والآثار الواردة في الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من قال بالاستحباب في الصلاة عموما فرضا كانت أو نفلا
من قال بالاستحباب في النفل دون الفرض
من قصر الشهادة للآيات وجواب أسئلتها على ما ورد فيه النص، يستوي في
ذلك الفرض والنفل
- من قال بالمنع
حكمها للمأموم

7/10

س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
- إن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة قاله الواحدي، وأنكر ذلك النووي وقال بوجوب الرد باللفظ
10/10

الدرجة: 22/30


المطلوب الثاني :

آداب حملة القرآن :
http://jamharah.net/showthread.php?t=19085#.vg6x7bevxkf

المسائل

إكرام القرآن وتعظيمه
· قيام رسول الله بالقرآن منذ أوحي إليه
· تطهير الأفواه لتلاوة القرآن
· كراهة البعض أكل الكراث والبصل
· نفي تعلم القرآن لمن ليس يتدبره ولا علم له بتأويله
· تدبرالقرآن باتباع علمه
· أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يقرأه
· ثمرة التدبر العمل والخلق الحسن
· النهي عن السرعة في تلاوة القرآن
· من لا يتدبر القرآن ليس من العلماء ولا الحكماء ولا الفقهاء
· حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو من اللاهين ولا يسهو مع الساهين
· كان السلف يكرهون تلاوة الآية عند الشئ يعرض من أمر الدنيا
· النهي عن المناظرة بكتاب الله أو سنة رسوله "صلى الله عليه وسلم " هذه المسألة هي نفس المسألة السابقة
· ينبغي لحامل القرآن أن يكون على أكرم الشمائل وأكمل الأحوال وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه
· شكر نعمة الله على حفظ القرآن
· تحقير الدنيا في جنب نعمة الله بالقرآن
· عدم قراءة القرآن في المواضع القذرة
· أن يكون صاحب القرآن ذا سكينة ووقار يعرف القرآن في سمته وعمله وخلقه


وصية القراء باتباع السلف
· قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال: مبينا.


التأدّب بالقرآن
· كان خلق رسول الله "صلى الله عليه وسلم" القرآن
· حامل القرآن لا يفر من الزحف
· حامل القرآن النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه فلا يجهل ولا يتحد لأن القرآن في جوفه
· لا ينبغي لحامل القرآن أن يتهافت على الدنيا
· ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحملهأن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن
· قال الآجُرِّيُّ : ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله... أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن.
فأوّل ما ينبغي له:أن يستعمل تقوى الله عزّ وجلّ في السّر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه، ومشربه، وملبسه، ومكسبه، ويكون بصيراً بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلاً على شأنه، مهموماً بإصلاح ما فسد من أمره، حافظاً للسانه، مميّزاً لكلامه، إن تكلّم؛ تكلّم بعلمٍ إذا رأى الكلام صواباً، وإذا سكت؛ سكت بعلمٍ إذا كان السّكوت صواباً، قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشدّ ممّا يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه، ليأمن من شرّه وسوء عاقبته، قليل الضّحك فيما يضحك فيه النّاس، لسوء عاقبة الضّحك، إن سرّ بشيءٍ ممّا يوافق الحقّ تبسّم، يكره المزاح خوفاً من اللّعب، فإن مزح قال حقّاً، باسط الوجه، طيّب الكلام.
لا يمدح نفسه بما فيه، فكيف بما ليس فيه؟!، يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى ممّا يسخط مولاه.
لا يغتاب أحداً، ولا يحقر أحداً، ولا يسبّ أحداً، ولا يشمت بمصيبةٍ، ولا يبغي على أحدٍ، ولا يحسده، ولا يسيء الظّنّ بأحدٍ إلا بمن يستحق، يحسد بعلمٍ، ويظن بعلمٍ، ويتكلّم بما في الإنسان من عيبٍ بعلمٍ، ويسكت عن حقيقة ما فيه بعلمٍ.
قد جعل القرآن والسّنّة والفقه دليله إلى كلّ خلقٍ حسنٍ جميلٍ، حافظاً لجميع جوارحه عمّا نهي عنه، إن مشى؛ مشى بعلمٍ، وإن قعد؛ قعد بعلمٍ، يجتهد ليسلم النّاس من لسانه ويده.
ولا يجهل، فإن جُهِل عليه حلم، ولا يظلم، فإن ظُلِم عفى، ولا يبغي، وإن بُغِي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربّه، ويغيظ عدوه، متواضعٌ في نفسه، إذا قيل له الحقّ قبله، من صغيرٍ أو كبيرٍ



أثر العلم بالقرآن على آداب الصحبة والمجالسة
· عن عائشة، قالت: «ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه، إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فيكون هو لله عز وجل ينتقم، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما سئل شيئا فمنعه إلا أن يسأل مأثما، فكان أبعد الناس من ذلك، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة
· حسن توجيه رسول الله لمن تكلم في الصلاة
· قال الآجُرِّيُّ: ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله أن يصحب المؤمنين بعلمٍ، ويجالسهم بعلمٍ، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير، يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.


آداب عامة لحامل القرآن
· أن يكون مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس، مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا، متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار.



فيمن لاتنفعه قراءة القرآن
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجيء قومٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة على فوقه
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج في آخر الزّمان قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم
· الذي لا يعمل بالقرآن


أحسن الله إليك أختي وبارك فيك
يلاحظ إقلالك من ذكر الأحاديث والآثار، وهذا غير جيد، فالمسألة المستندة إلى الدليل تكون من أقوى وأنفع المسائل، وحتى ما أوردتيه من أحاديث وآثار لم تعلقي عليه، كالأحاديث التي أوردتيها تحت عنوان "من لا تنفعه قراءة القرآن"
والشأن في موضوع " آداب حامل القرآن" أنه وردت فيه أحاديث وآثار وأقوال لأهل العلم في الآداب التي ينبغي لحامل القرآن أن يتحلى بها
فالخطوة الأولى: أن أستخلص من كل حديث وأثر الأدب الدال عليه، فأجعل الأدب الذي استخلصته عنونا أورد تحته الدليل وأعلق عليه بما يتيسر، وقد لا يحتاج إلى تعليق، وهكذا أربط نوع الأدب بدليله
أما ما يتعلق بأقوال أهل العلم، فتستخلص الآداب الواردة بحيث أضع كل أدب في سطر منفصل، مع نسبتها إلى من قال بها من أهل العلم
الخطوة الثانية: قد أجد بعد ذلك مجموعة من الآداب المتشابهة، كآداب متعلقة بالتلاوة، أو العمل، أو حفظ اللسان، أو الإحسان إلى الخلق
فأصنف الآداب التي استخلصتها، كل مجموعة متشابهة أجعلها مع بعضها تحت عنوان واحد
مثال:
اقتباس:

تفهم القرآن وتدبره عند التلاوة
قد وردت الأدلة على وجوب تفهم القرآن وتدبره، والائتمار بأمره والانتهاء عن نهيه، وذم من كان حظه منه تلاوة حروفه
- عن يسير بن عمرٍو، قال: سألت سهل بن حنيفٍ: ما سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء الخوارج ؟، قال: سمعته وأشار بيده نحو المشرق: (يخرج منه قومٌ يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
- وعن الحسن قال : " إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}
وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة في نفس، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا " .رواه أبو بكر الفريابي في فضائل القرآن

- وعن سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار.
فقال: "بئس حامل القرآن أنا إذاً !" رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن

- وعن سعد بن هشام، قال: قلت لعائشة رضوان الله عليها: ما كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم ؟ .
فقالت: « قال الله جل ثناؤه:{إنك لعلى خلق عظيم }،كان خلقه القرآن»


أرجو أن تكون قد وضح لك الأمر، كما أفضل أن تعيدي كتابة الملخص لتتأكدي من استيعابك للشرح وتطبيقك له تطبيقا صحيحا
وهذا تقيمم التلخيص، ولك إعادته لتحسين الدرجة إن رغبت في ذلك

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 10 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 12 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) :9 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 56/70
الدرجة الكلية: 78/100
وفقك الله


إسراء خليفة 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م 07:33 PM

السؤال الأول: أكمل ما يلي:
أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي
النوع الثالث:تفسير القرآن بما يخبر الله به نبيه "صلى الله عليه وسلم " بالوحي مما لا يعلمه النبي إلا بالوحي


(
ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تتضمن بيان معنى الآية، ومثاله:تفسير النبي لقوله تعالى "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)"عندما أشُكل على عائشة.

النوع الثاني: أحاديث ليس فيها تفسير لمعنى الآية ولكن يستدل بها على شئ اتصل بمعنى الآية، ومثاله:

(
ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1- مجاهد

2- عكرمة
3
- عطاء بن أبي ربّاح


(
د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار ( كعب بن ماتع )
2
- محمد بن كعب القرضي
3
- محمد بن إسحاق بن يسار


(
هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1:الإنصاف في الحكم بين الكشاف والانتصاف، عبد الكريم بن علي العراقي (ت: 704هـ)
2:حاشية الشيرازي، محمود بن مسعود الشيرازي ) ت: 710ه(
3
: مدارك التنزيل وحقائق التأويل، عبد الله بن أحمد النسفي (ت: 710هـ)

4: تفسير آيات أشكلت، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني(ت: 728هـ)

السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1:
ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

- لصحّة أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن واعتبارها شروط منها: صحّة المستدلّ عليه، وصحّة وجه الدلالة.
-
يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
-
كلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسّر أو وهمه أو تمحّله.
-
قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد.
-
التفسير الاجتهادي والخاطئ من أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن لا يصحّ اعتبارهما من التفسير الإلهي، ولو ادّعي فيه أنه تفسير للقرآن بالقرآن.


2:
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟

1- بيانه بتلاوته
2- بيانه بدعوته وسيرته
3- بيانه بالعمل به
4- منها أمور يُس
أل المسلمون عنها النبي "صلى الله عليه وسلم " فيجيب
5-
جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن وما يوردونه من الشبه والاعتراضات
6- بيان المراد ببعض ما جاء في القرآن ابتداء

7- إلحاق حكم بمعنى الآية أو التنصيص على بعض أفراد ذلك المعنى
8- تخصيص معنى الآية
9-توسيع دلالة الآية
10-
التفسير المتلقّى بالوحي



3:
ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟

يقصد بها الكتب الشائعة التي صنفت في عصره في هذه العلوم والتي لا أصل لها والتي كانت تحوي الأخبار الضعيفة والواهية التي يكتبها الضعفاء من غير أصل أو دليل والذين لا يميزون صحيح المرويات من ضعيفها.

4:
ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟ ( إجابة هذا السؤال نقلته من طالبة أخرى )

- من باب استيعاب والإلمام بما قيل في تفسير الآية.
-
أحيانا المفسر قد تغيب عنه بعض الأوجه في التفسير وقد يعرض له إشكال فيستدل بالأقوال المختلفة ويستعين بها على معرفة الصحيح.





السؤال الثالث:
1:
بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

- الصحابة عاصروا نزول الوحي، فربما يسأل الواحد منهم عن مسألة فينزل القرآن بالجواب، ربما أشُكل عليهم الشئ فيجئ القرآن ليُبين لهم، وربما حدثت الحادثة فينزل القرآن بتفصيل الحكم فيها، وهكذا عاصروا القرآن وعايشوه، فكان فهمهم له أصح، استنباطهم منه أقوى، واستدلالهم به أقرب، فعلموا من القرآن ما لا يعلمه غيرهم وفهموا من القرآن ما لا يفهمه غيرهم، ولذا عند تعارض قول الصحابي مع من بعده في التفسير يُقدم الصحابي على من بعده إلا بقرينة ترجح قول الأخير( وهذا قد يحدث إذا كان الصحابي لم يحط علما بجميع الأدلة الواردة في المسألة وكانت هذه الأدلة مجموعة عند من بعده).
- تنوعت معرفة الصحابة بأحوال النبي حتى شملت أموره الخاصة والعامة، والمعرفة الحاضرة لا تقاس إطلاقا بمن نُقلت إليه فليس الخبر كالمعاينة.
- قد ربّاهم النبي "صلى الله عليه وسلم" وزكّاهم حتى فقهوا من العلم الشئ الكثير.
- كان الرجل من الصحابة إذا حفظ العشر آيات لم يتجاوزهن حتى يتعلموهن ويعملوا بهن.

- كانوا أهل فصاحة وقد أُنزل القرآن بلغتهم
- كانوا ذوي فهم حسن وعلم صحيح وعمل صالح
-
كانوا أهل حفظ ورواية

- كان لهم حرص على معرفة التفسير من النبي "صلى الله عليه وسلم"
- بعضهم خدم النبي فيعرف عنه ما لا يعرفه غيره فينقل عنه ما كان يرى منه
- معرفة ما نسخ من القرآن
- معرفة الأحرف السبعة وقد كان بعضها مفسرا لبعض القرآن
- ويضاف إلي ذلك أن الله قد بيّن في كتابه أن أهل الخشية والإنابة ينتفعون بالقرآن أكثر من غيرهم والصحابة هم أفضل الناس بعد الأنبياء في هذا .
والخلاصة أنهم أعلم الناس بالقرآن بعد النبي "صلى الله عليه وسلم "


2:
كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟

- منهم من يسأل عن تفسير الآية فيصوِّب القول الصواب ويُبين القول الخطأ
- منهم من إذا سُئل عن معنى آية يجيب عنها إن كان ذا علم بها
- ربما يجدهم بعضهم خطأ شائع عند بعض الناس فيبين لهم الخطأ، كما فعل أبو بكر الصديق عندما أوضح يوما على المنبر أن بعض الناس يضعون آية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ" على غير ما كان رسول الله يضعها.
- صغار الصحابة كانوا يتعلمون من كبارهم، فكان ابن عباس ربما يسأل عمر بن الخطاب عن التفسير


3:
اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

علقمة
الأسود
عبيدة السلماني
مسروق بن الأجدع
عمرو بن شرحبيل
الحارث بن قيس


السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
-كان عهد الصحابة ليس فيه تدوين للتفسير وإنما كان التفسير في مجالس فيحفظ من يحفظ كابن عباس وابن مسعود
- بعد ذلك كان بعض التابعين يعرض القرآن على صحابي فيسأله عن الآيات
كمجاهد بن جبر (ت:102هـ)حيث عرض القرآن كله على ابن عباس ثلاث عرضات يقفه عند كل آية ويسألها وكان قد كتب عن ابن عباس وأربدة التميمي وسعيد ابن جبير
- بعده أتى الضحاك بن مزاحم (ت: 105هـ) كتب تفسيرا في وقت لم تكن فيه التفاسير مكتوبة، أكثر من الرواية عن ابن عباس رغم أنه لم يدرك ابن عباس ورواياته تحتاج إلى تمحيص، وقد اشتهر تفسيره
- بعده عكرمة (ت: 104ه)مولى ابن عباس أخذ التفسير عن ابن عباس وكان عالما بالتفسير وله براعة فيه
- بعده الحسن بن أبي الحسن البصري (ت:110هـ) وقد جمعت مورياته في التفسير
- بعده محمد كعب بن سليم القرضي (ت: 117ه)ـ وله تفسير مجموع
- بعده قتادة السالوسي وهو ممن عرف بالتفسير وله أقوال فيه، كان يروي عن أنس بن مالك
- بعده السدي الكبير و من المعروفين بالرواية في التفسير ولكن اختلف فيه
- عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ)كان من أول من كتب في التفسير
- علي بن أبي طلحة الوالبي (ت: 143 هـ)له صحيفة في التفسير يرويها عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس
- محمد بن سهم الكلبي (ت: 246هـ) صاحب غرائب في التفسير لكنه متهم بالكذب

- بعده مقاتل بن سليمان (ت: 150 هـ) كان له تفسيرا كبيرا من أكبر التفاسير في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس، فكان أول تفسير تام، وهو من أول من جمع المرويات في التفسير، وقال أنه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلا منهم اثنا عشر رجلا من التابعين.
- بعده عبد الملك بن عبد العزيز بن جريرج (ت: 151هـ) كتب التفسير عن عطاءوكتب عن عطاء أيضا يونس بن يزيد الأيلي.
- بعده محمد بن إسحاق بن يسار - صاحب السيرة - (ت: 151 هـ) وكان قد كتب صحيفة في التفسير، وقد أخذ عليه أنه يكتب عن كل أحد ولا يجود الرواية.
- بعدهأبو النضر سعيد بن أبي عروبة بن مهران العدوي البصري (ت: 156 هـ) له تفسير مفقود.
-بعدهسفيان بن سعيد الثوري (ت: 161 هـ)له تفسير ناقص إلى سورة الطور
بعده نافع بن أبي نعيم (ت: 169 هـ) كتب تفسيره عن شيوخه عن ابن عباس، وهو تفسير مختصر جدا
.
-
بعده الإمام مالك بن أنس الأصبحي (ت: 178 هـ) أفرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير.
- بعده أتى بعد الإمام مالك السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير، لكنه ضعيف، قال ابن معين ليس بثقة.
-
بعده مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179 هـ) كتب التفسير عن ابن أبي نجيح، وهو ضعيف في الحديث.
- يحيى بن اليمان (ت: 188 هـ) له تفسير مختصر، وكله مروي عن سعيد بن جبير.
-
عبد الله بن وهب المصري (ت: 197 هـ) له كتاب مختصر: الجامع في تفسير القرآن، وهو مبني على المرويات.
-
سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198 هـ) له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان تفسيره متداولا.


- إلى نهاية القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية، إلا ما كان من تفسير مقاتل بن سليمان، ولكنه تفسير منتقد
.وكان بعض العلماء يحذر منه وبعضهم يأخذ منه الصحيح ويترك ما خلاف ذلك

- في نهاية القرن الثاني وأول القرن الثالث ظهر أثر الشافعي حيث أحيا علم القرآن و الاحتجاج بالسنة وألف كتاب الرسالة وكان لجهوده أثر كبير في علم التفسير وانتفع به العلماء كثيرا
- بعد ذلك جاء تفسير الصنعاني وهو معتمد على سرد الروايات

- بعده أتى عبيدة القاسم بن سلام وكان قد أوتي حظا من فهم القرآن وحسن الاحتجاج وهو أول من ألف في القراءات
- بعده أتى سنيد المصيصي وهو حسين بن داود (ت:226 ) صاحب التفسير الكبير وأكثر ابن جرير من الرواية عنه، لكن مروياته تحتاج إلى تمحيص
- بعده أتى سعيد بن منصور الخرساني(ت: 227 هـ)
له تفسير جار على ذكر الأسانيد
- بعده أبو بكر بن شيبة (ت: 235ه)ـ جعل في مصنفه كتاب للتفسير
- بعده الإمام أحمد (ت:241 هـ ) ذُكر أنه تفسير، لكن أنكر ذلك الذهبي ، لكن نقل ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل تفسيرية عنه وقد كان يفسر بالحديث
- إلي عهد الإمام أحمد لم تظهر كتب كاملة مصنفة في التفسير وإنما كانت صحف و روايات
- بعده ظهر تفسير عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي (ت:249هـ)
- بعده عبد الله بن عبد الرحمن التميمي( ت: 255هـ )وله تفسير مفقود وله في مسنده كتاب فضائل القرآن
- في عصره ظهر البخاري (ت: 256 ه)ـ وكان في صحيحه كتاب تفسير القرآن
- بعده
الإمام مسلم (ت: 261 هـ) في كتابه الصحيح أبواب في فضل القرآن وأحكام القرآن.
- ابن ماجة (ت: 261 هـ) له كتاب تفسير مفقود.
-
ابن قتيبة (ت: 276 هـ) من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من أنواع تفسير القرآن، وله تأويل مشكل القران٫
-
بقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276 هـ) له تفسير كبير مفقود، أثنى ابن حزم عليه ثناء جليلا عطرا.
-
محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي (أبو حاتم) (ت: 277 هـ) له تفسير مفقود.
-
محمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ)له في سننه كتاب تفسير القرآن.
- بعده ظهر تفسير حسين بن فضل البجلي ولم يقتصر فيه على الموريات وإنما زاد فيه من فهمه
- بعده إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت:282هـ) صاحب تفسير أحكام القرآن وهو تفسير مختصر
- بعده سهل بن عبد الله التستري (ت: 283ه)ـ،صاحب تفسير القرآن العظيم وهو مجموع من كتبه وليس من تأليفه






السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1)
تفسير ابن جرير الطبري.

- حصّل صحف كثيرة فصار يفرقها على الآيات يعني يجمع في كل آية الرواية من هذه الصحيفة ومن هذه الصحيفة حتى يجتمع له في كثير من الآيات أقوال من هذه الصحف

(2)
تفسير ابن عطيّة الأندلسي.

- بارع في عمال أصول التفسير
- بارع في نقد الأقوال والترجيح بينها له في ذلك براعة حسنة
- يظهر فيه أن مؤلفه يريد الحق وإن أخطأ في بعض المسائل ووافق الأشاعرة في بعض أقوالهم


(3)
معاني القرآن للزجاج.

- جامع لكثير من تفاسير اللغويين

(4)
تفسير الثعلبي.
- كثرة مصادره
- تلخيصه حسن

- يروي الأحاديث والآثار بأسانيدها
- اعتمد عليه كثير من المفسرين بعده ونقله عنه الكثير


(5)
أضواء البيان للشنقيطي

- من أجل التفاسير ( لم يذكر الشيخ عبد العزيز الداخل تفصيل فضل تفسيره )

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1)
الكشاف للزمخشري.

- فيه اعتزلات ظاهرة وأخرى خفية جدا حيث أن صاحبه معتزلي جلد سليط اللسان على أهل السنة
(2)
التفسير الكبير للرازي.

- اعتمد في تفسيره على كتب المعتزلة منها الكشاف للزمخشري وكتاب أبي حاتم الأصم ووافقهم في بعض الأقوال ورد عليها
- يكثر من إيراد الشبه والاعتراضات ويطيل الاستطرادات وتوسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط
- انتهج طريقة المتكلمين
- ضعف المعرفة بالحديث وكذلك القراءات
- لم يتمه مؤلفه


(3)
النكت والعيون للماوردي.

- كان إذا رأى ابن جرير يروي عن ابن عباس ( والإسناد ضعيف واهي) يذكر القول ويقول قال ابن عباس وليس في هذه الصفة نسبة القول إلى ابن عباس بالإسناد



(4) تفسير الثعلبي.
- منتقد في تحريره العلمي
- يروي بعض الموضوعات
-لا يميز بين صحيح الأقوال وضعيفها فيجمع بينها في سياق واحد
- فيه كثير من الاسرائيليات

(5)
تنوير المقباس.
- اعتمد رواية السدي الصغير عن الكلبي عن صالح عن ابن عباس وهي رواية ضعيفة واهية


هيئة التصحيح 7 25 ربيع الأول 1436هـ/15-01-2015م 06:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 157942)

إجمالي الدرجات = 93 / 100
(15 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي
:
أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن
النوع الثاني:تفسير القرآن بالحديث القدسي
النوع الثالث:تفسير القرآن بما يخبر الله به نبيه "صلى الله عليه وسلم " بالوحي مما لا يعلمه النبي إلا بالوحي


(
ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تتضمن بيان معنى الآية
بالنص ، ومثاله:تفسير النبي لقوله تعالى "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)"عندما أشُكل على عائشة.

النوع الثاني: أحاديث ليس فيها تفسير لمعنى الآية ولكن يستدل بها على شئ اتصل بمعنى الآية، ومثاله: [لا توجد إجابة] .

(
ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1- مجاهد

2- عكرمة
3
- عطاء بن أبي ربّاح


(
د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار ( كعب بن ماتع )
2
- محمد بن كعب القرضي
3
- محمد بن إسحاق بن يسار


(
هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1:الإنصاف في الحكم بين الكشاف والانتصاف، عبد الكريم بن علي العراقي (ت: 704هـ)
2:حاشية الشيرازي، محمود بن مسعود الشيرازي ) ت: 710ه(
3
: مدارك التنزيل وحقائق التأويل، عبد الله بن أحمد النسفي (ت: 710هـ)

4: تفسير آيات أشكلت، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني(ت: 728هـ)

(16 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1:
ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

- لصحّة أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن واعتبارها شروط منها: صحّة المستدلّ عليه، وصحّة وجه الدلالة.
-
يجب أن لا يخالف التفسير أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح.
-
كلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسّر أو وهمه أو تمحّله.
-
قد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد.
-
التفسير الاجتهادي والخاطئ من أقوال العلماء في تفسير القرآن بالقرآن لا يصحّ اعتبارهما من التفسير الإلهي، ولو ادّعي فيه أنه تفسير للقرآن بالقرآن.


2:
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟

1- بيانه بتلاوته
2- بيانه بدعوته وسيرته
3- بيانه بالعمل به
4- منها أمور يُس
أل المسلمون عنها النبي "صلى الله عليه وسلم " فيجيب
5-
جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن وما يوردونه من الشبه والاعتراضات
6- بيان المراد ببعض ما جاء في القرآن ابتداء

7- إلحاق حكم بمعنى الآية أو التنصيص على بعض أفراد ذلك المعنى
8- تخصيص معنى الآية
9-توسيع دلالة الآية
10-
التفسير المتلقّى بالوحي



3:
ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟

يقصد بها الكتب الشائعة التي صنفت في عصره في هذه العلوم والتي لا أصل لها والتي كانت تحوي الأخبار الضعيفة والواهية التي يكتبها الضعفاء من غير أصل أو دليل والذين لا يميزون صحيح المرويات من ضعيفها.

4:
ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟ ( إجابة هذا السؤال نقلته من طالبة أخرى )

- من باب استيعاب والإلمام بما قيل في تفسير الآية.
-
أحيانا المفسر قد تغيب عنه بعض الأوجه في التفسير وقد يعرض له إشكال فيستدل بالأقوال المختلفة ويستعين بها على معرفة الصحيح.





(9 / 9) السؤال الثالث:
1:
بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

- الصحابة عاصروا نزول الوحي، فربما يسأل الواحد منهم عن مسألة فينزل القرآن بالجواب، ربما أشُكل عليهم الشئ فيجئ القرآن ليُبين لهم، وربما حدثت الحادثة فينزل القرآن بتفصيل الحكم فيها، وهكذا عاصروا القرآن وعايشوه، فكان فهمهم له أصح، استنباطهم منه أقوى، واستدلالهم به أقرب، فعلموا من القرآن ما لا يعلمه غيرهم وفهموا من القرآن ما لا يفهمه غيرهم، ولذا عند تعارض قول الصحابي مع من بعده في التفسير يُقدم الصحابي على من بعده إلا بقرينة ترجح قول الأخير( وهذا قد يحدث إذا كان الصحابي لم يحط علما بجميع الأدلة الواردة في المسألة وكانت هذه الأدلة مجموعة عند من بعده).
- تنوعت معرفة الصحابة بأحوال النبي حتى شملت أموره الخاصة والعامة، والمعرفة الحاضرة لا تقاس إطلاقا بمن نُقلت إليه فليس الخبر كالمعاينة.
- قد ربّاهم النبي "صلى الله عليه وسلم" وزكّاهم حتى فقهوا من العلم الشئ الكثير.
- كان الرجل من الصحابة إذا حفظ العشر آيات لم يتجاوزهن حتى يتعلموهن ويعملوا بهن.

- كانوا أهل فصاحة وقد أُنزل القرآن بلغتهم
- كانوا ذوي فهم حسن وعلم صحيح وعمل صالح
-
كانوا أهل حفظ ورواية

- كان لهم حرص على معرفة التفسير من النبي "صلى الله عليه وسلم"
- بعضهم خدم النبي فيعرف عنه ما لا يعرفه غيره فينقل عنه ما كان يرى منه
- معرفة ما نسخ من القرآن
- معرفة الأحرف السبعة وقد كان بعضها مفسرا لبعض القرآن
- ويضاف إلي ذلك أن الله قد بيّن في كتابه أن أهل الخشية والإنابة ينتفعون بالقرآن أكثر من غيرهم والصحابة هم أفضل الناس بعد الأنبياء في هذا .
والخلاصة أنهم أعلم الناس بالقرآن بعد النبي "صلى الله عليه وسلم "


2:
كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟

- منهم من يسأل عن تفسير الآية فيصوِّب القول الصواب ويُبين القول الخطأ
- منهم من إذا سُئل عن معنى آية يجيب عنها إن كان ذا علم بها
- ربما يجدهم بعضهم خطأ شائع عند بعض الناس فيبين لهم الخطأ، كما فعل أبو بكر الصديق عندما أوضح يوما على المنبر أن بعض الناس يضعون آية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ" على غير ما كان رسول الله يضعها.
- صغار الصحابة كانوا يتعلمون من كبارهم، فكان ابن عباس ربما يسأل عمر بن الخطاب عن التفسير


3:
اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

علقمة
الأسود
عبيدة السلماني
مسروق بن الأجدع
عمرو بن شرحبيل
الحارث بن قيس


(8 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
-كان عهد الصحابة ليس فيه تدوين للتفسير وإنما كان التفسير في مجالس فيحفظ من يحفظ كابن عباس وابن مسعود
- بعد ذلك كان بعض التابعين يعرض القرآن على صحابي فيسأله عن الآيات
كمجاهد بن جبر (ت:102هـ)حيث عرض القرآن كله على ابن عباس ثلاث عرضات يقفه عند كل آية ويسألها وكان قد كتب عن ابن عباس وأربدة التميمي وسعيد ابن جبير
- بعده أتى الضحاك بن مزاحم (ت: 105هـ) كتب تفسيرا في وقت لم تكن فيه التفاسير مكتوبة، أكثر من الرواية عن ابن عباس رغم أنه لم يدرك ابن عباس ورواياته تحتاج إلى تمحيص، وقد اشتهر تفسيره
- بعده عكرمة (ت: 104ه)مولى ابن عباس أخذ التفسير عن ابن عباس وكان عالما بالتفسير وله براعة فيه
- بعده الحسن بن أبي الحسن البصري (ت:110هـ) وقد جمعت مورياته في التفسير
- بعده محمد كعب بن سليم القرضي (ت: 117ه)ـ وله تفسير مجموع
- بعده قتادة السالوسي وهو ممن عرف بالتفسير وله أقوال فيه، كان يروي عن أنس بن مالك
- بعده السدي الكبير و من المعروفين بالرواية في التفسير ولكن اختلف فيه
- عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ)كان من أول من كتب في التفسير
- علي بن أبي طلحة الوالبي (ت: 143 هـ)له صحيفة في التفسير يرويها عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وعن بعض أصحاب ابن عباس عن ابن عباس
- محمد بن سهم الكلبي (ت: 246هـ) صاحب غرائب في التفسير لكنه متهم بالكذب

- بعده مقاتل بن سليمان (ت: 150 هـ) كان له تفسيرا كبيرا من أكبر التفاسير في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس، فكان أول تفسير تام، وهو من أول من جمع المرويات في التفسير، وقال أنه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلا منهم اثنا عشر رجلا من التابعين.
- بعده عبد الملك بن عبد العزيز بن جريرج (ت: 151هـ) كتب التفسير عن عطاءوكتب عن عطاء أيضا يونس بن يزيد الأيلي.
- بعده محمد بن إسحاق بن يسار - صاحب السيرة - (ت: 151 هـ) وكان قد كتب صحيفة في التفسير، وقد أخذ عليه أنه يكتب عن كل أحد ولا يجود الرواية.
- بعدهأبو النضر سعيد بن أبي عروبة بن مهران العدوي البصري (ت: 156 هـ) له تفسير مفقود.
-بعدهسفيان بن سعيد الثوري (ت: 161 هـ)له تفسير ناقص إلى سورة الطور
بعده نافع بن أبي نعيم (ت: 169 هـ) كتب تفسيره عن شيوخه عن ابن عباس، وهو تفسير مختصر جدا
.
-
بعده الإمام مالك بن أنس الأصبحي (ت: 178 هـ) أفرد في الموطأ كتابا مختصرا فيه شيء من التفسير.
- بعده أتى بعد الإمام مالك السدي الصغير محمد بن مروان له تفسير، لكنه ضعيف، قال ابن معين ليس بثقة.
-
بعده مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179 هـ) كتب التفسير عن ابن أبي نجيح، وهو ضعيف في الحديث.
- يحيى بن اليمان (ت: 188 هـ) له تفسير مختصر، وكله مروي عن سعيد بن جبير.
-
عبد الله بن وهب المصري (ت: 197 هـ) له كتاب مختصر: الجامع في تفسير القرآن، وهو مبني على المرويات.
-
سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198 هـ) له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان تفسيره متداولا.


- إلى نهاية القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية، إلا ما كان من تفسير مقاتل بن سليمان، ولكنه تفسير منتقد
.وكان بعض العلماء يحذر منه وبعضهم يأخذ منه الصحيح ويترك ما خلاف ذلك

- في نهاية القرن الثاني وأول القرن الثالث ظهر أثر الشافعي حيث أحيا علم القرآن و الاحتجاج بالسنة وألف كتاب الرسالة وكان لجهوده أثر كبير في علم التفسير وانتفع به العلماء كثيرا
- بعد ذلك جاء تفسير الصنعاني وهو معتمد على سرد الروايات

- بعده أتى عبيدة القاسم بن سلام وكان قد أوتي حظا من فهم القرآن وحسن الاحتجاج وهو أول من ألف في القراءات
- بعده أتى سنيد المصيصي وهو حسين بن داود (ت:226 ) صاحب التفسير الكبير وأكثر ابن جرير من الرواية عنه، لكن مروياته تحتاج إلى تمحيص
- بعده أتى سعيد بن منصور الخرساني(ت: 227 هـ)
له تفسير جار على ذكر الأسانيد
- بعده أبو بكر بن شيبة (ت: 235ه)ـ جعل في مصنفه كتاب للتفسير
- بعده الإمام أحمد (ت:241 هـ ) ذُكر أنه تفسير، لكن أنكر ذلك الذهبي ، لكن نقل ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل تفسيرية عنه وقد كان يفسر بالحديث
- إلي عهد الإمام أحمد لم تظهر كتب كاملة مصنفة في التفسير وإنما كانت صحف و روايات
- بعده ظهر تفسير عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي (ت:249هـ)
- بعده عبد الله بن عبد الرحمن التميمي( ت: 255هـ )وله تفسير مفقود وله في مسنده كتاب فضائل القرآن
- في عصره ظهر البخاري (ت: 256 ه)ـ وكان في صحيحه كتاب تفسير القرآن
- بعده
الإمام مسلم (ت: 261 هـ) في كتابه الصحيح أبواب في فضل القرآن وأحكام القرآن.
- ابن ماجة (ت: 261 هـ) له كتاب تفسير مفقود.
-
ابن قتيبة (ت: 276 هـ) من اللغويين والمحدثين له كتاب غريب القرآن وهو نوع من أنواع تفسير القرآن، وله تأويل مشكل القران٫
-
بقي بن مخلد الأندلسي (ت: 276 هـ) له تفسير كبير مفقود، أثنى ابن حزم عليه ثناء جليلا عطرا.
-
محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي (أبو حاتم) (ت: 277 هـ) له تفسير مفقود.
-
محمد بن عيسى الترمذي (ت: 279 هـ)له في سننه كتاب تفسير القرآن.
- بعده ظهر تفسير حسين بن فضل البجلي ولم يقتصر فيه على الموريات وإنما زاد فيه من فهمه
- بعده إسماعيل بن إسحاق المالكي (ت:282هـ) صاحب تفسير أحكام القرآن وهو تفسير مختصر
- بعده سهل بن عبد الله التستري (ت: 283ه)ـ،صاحب تفسير القرآن العظيم وهو مجموع من كتبه وليس من تأليفه
أسهبت في ما مضى ، ثم لم تكملي إلى ابن جرير !! .





(22 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1)
تفسير ابن جرير الطبري.

- حصّل صحف كثيرة فصار يفرقها على الآيات يعني يجمع في كل آية الرواية من هذه الصحيفة ومن هذه الصحيفة حتى يجتمع له في كثير من الآيات أقوال من هذه الصحف

(2)
تفسير ابن عطيّة الأندلسي.

- بارع في عمال أصول التفسير
- بارع في نقد الأقوال والترجيح بينها له في ذلك براعة حسنة
- يظهر فيه أن مؤلفه يريد الحق وإن أخطأ في بعض المسائل ووافق الأشاعرة في بعض أقوالهم


(3)
معاني القرآن للزجاج.

- جامع لكثير من تفاسير اللغويين [وهو من أوسع ما كُتب في معاني القرآن، فتفسيره أكبر من تفسير الفرّاء.
والزجاج من أهل السنة، من أئمة اللغة فهو من كبار اللغويين].


(4)
تفسير الثعلبي.
- كثرة مصادره
- تلخيصه حسن

- يروي الأحاديث والآثار بأسانيدها
- اعتمد عليه كثير من المفسرين بعده ونقله عنه الكثير


(5)
أضواء البيان للشنقيطي

- من أجل التفاسير ( لم يذكر الشيخ عبد العزيز الداخل تفصيل فضل تفسيره ) نعم ، وللعلم : [يعتني بتفسير القرآن بالقرآن، وببيان الأحكام الفقهية، وله براعة في الاستدلال وإيضاح المعاني وتقرير العقيدة على منهج أهل السنة والجماعة والرد على المخالفين]

(23 / 25)
السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية
:
(1)
الكشاف للزمخشري.

- فيه اعتزلات ظاهرة وأخرى خفية جدا حيث أن صاحبه معتزلي جلد سليط اللسان على أهل السنة
(2)
التفسير الكبير للرازي.

- اعتمد في تفسيره على كتب المعتزلة منها الكشاف للزمخشري وكتاب أبي حاتم الأصم ووافقهم في بعض الأقوال ورد عليها
- يكثر من إيراد الشبه والاعتراضات ويطيل الاستطرادات وتوسع في هذه الطريقة وتكلف فيها ودخل في كلامه كثير من الغلط
- انتهج طريقة المتكلمين
- ضعف المعرفة بالحديث وكذلك القراءات
- لم يتمه مؤلفه


(3)
النكت والعيون للماوردي.

- كان إذا رأى ابن جرير يروي عن ابن عباس ( والإسناد ضعيف واهي) يذكر القول ويقول قال ابن عباس وليس في هذه الصفة نسبة القول إلى ابن عباس بالإسناد
-أنه يزيد أوجه في التفسير من باب الاحتمال، ويكون في بعضها تكلّف.

(4) تفسير الثعلبي.
- منتقد في تحريره العلمي
- يروي بعض الموضوعات
-لا يميز بين صحيح الأقوال وضعيفها فيجمع بينها في سياق واحد
- فيه كثير من الاسرائيليات

(5)
تنوير المقباس.
- اعتمد رواية السدي الصغير عن الكلبي عن صالح عن ابن عباس وهي رواية ضعيفة واهية


إجمالي الدرجات = 93 / 100
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

صفية الشقيفي 30 ربيع الأول 1436هـ/20-01-2015م 12:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 149691)
فهرسة موضوع "مصاحف الصحابة "


مصحف أبي بكر "رضي الله عنه"

-أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد لمّا استحر القتل في القراء في موقعة اليمامة فتردد أبو بكر في البداية فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبو بكر لذلك
- طلب أبو بكر من زيد بن ثابت أن يتولّى جمع القرآن في مصحف واحد.
-تردد زيد بن ثابت في إجابة طلب أبي بكر لأنه أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ثم راجعه أبو بكر حتى شرح الله صدره للموافقة.
- جمع أبو بكر القرآن كله في مصحف واحد
- كان هذا المصحف عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
- أرسل عثمان إلى حفصة ليأخذه منها فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها.
- ظل المصحف عند حفصة وأرسل إليها مروان ليأخذه فأبت عليه حتى ماتت
- لما توفيت حفصة، أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة لترسلن بها.. فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها عبد الله بن عمر إلى مروان فغسلها وحرقها، مخافة أن يكون في شيء من ذلك اختلاف لما نسخ عثمان رحمة الله عليه.



المصاحف العثمانية

[ سبب جمع عثمان الناس على رسم واحد ]
- أرسل عثمان إلى حفصة ليأخذ منها الصحف التي عندها فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها، فبعثت بها إليه، فنسخ عثمان هذه المصاحف، ثم ردها إليها.
- بلغ عدد النسخ التي أسرل بها عثمان إلى الآفاق أربعة وقيل سبع نسخ .


مصحف أبيّ بن كعب"رضي الله عنه"

- ذكر محمد بن أبي بن كعب أن ناسا من أهل العراق قدموا إليه وطلبوا منه مصحف أبيه فأخبرهم أن عثمان قبضه .
- ذكر أبو جعفر الكوفي أن تأليف مصحف كان : الحمد ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام ثم الأعراف ثم المائدة ثم يونس ثم الأنفال ثم براءة ثم هود ثم مريم ثم الشعراء ثم الحج ثم يوسف ثم الكهف ثم النحل ثم الأحزاب ثم بني إسرائيل ثم الزمر أولها حم ثم طه ثم الأنبياء ثم النور ثم المؤمنون ثم سبأ ثم العنكبوت ثم المؤمن ثم الرعد ثم القصص ثم النمل ثم الصافات ثم ص ثم يس ثم الحجر ثم حم عسق ثم الروم ثم الحديد ثم الفتح ثم القتال ثم الظهار ثم تبارك الملك ثم السجدة ثم {إنا أرسلنا نوحا}ثم الأحقاف ثم ق ثم الرحمن ثم الواقعة ثم الجن ثم النجم ثم {سأل سائل}ثم المزمل ثم المدثر ثم {اقتربت}ثم حم الدخان ثم لقمان ثم حم الجاثية ثم الطور ثم الذاريات ثم ن ثم الحاقة ثم الحشر ثم الممتحنة ثم المرسلات ثم {عم يتساءلون}ثم {لا أقسم بيوم القيامة}ثم {إذا الشمس كورت}ثم {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء}ثم النازعات ثم التغابن ثم عبس ثم المطففين ثم {إذا السماء انشقت}ثم {والتين والزيتون}ثم {اقرأ باسم ربك}ثم الحجرات ثم المنافقون ثم الجمعة ثم {لم تحرم} ثم الفجر ثم {لا أقسم بهذا البلد}ثم {والليل}ثم {إذا السماء انفطرت}ثم {والشمس وضحاها}ثم{والسماء والطارق}ثم {سبح اسم ربك}ثم الغاشية ثم الصف ثم سورة أهل الكتاب وهي لم يكن ثم الضحى ثم{ألم نشرح}ثم القارعة ثم التكاثر ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم {ويل لكل همزة}ثم {إذا زلزلت}ثم العاديات ثم الفيل ثم لإيلاف ثم أرأيت ثم {إنا أعطيناك} ثم القدر ثم الكافرون ثم {إذا جاء نصر الله}ثم تبت ثم الصمد ثم الفلق ثم الناس.


مصحف ابن مسعود "رضي الله عنه "

-كره ابن مسعود أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف فقال:يا معشر المسلمين، أأعزل عن نسخ كتاب الله، ويتولاه رجل، والله لقد أسلمت، وإنه لفي صلب رجل كافر؟ , يعني : زيدا.
- قال ابن مسعود: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها، فإن الله عز وجل يقول:{ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}». فألقوا إليه المصاحف
- ذكر ابن شهاب أنه كره قول ابن مسعود رجالُ من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- مصحف عبد الله بن مسعود: الطوال؛ البقرة والنساء وآل عمران والأعراف والأنعام والمائدة ويونس، والمئين؛ براءة والنحل وهود ويوسف والكهف وبني إسرائيل والأنبياء وطه والمؤمنون والشعراء والصافات، والمثاني؛ الأحزاب والحج والقصص وطس النمل والنور والأنفال ومريم والعنكبوت والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص و{الذين كفروا}ولقمان والزمر والحواميم حم المؤمن والزخرف والسجدة وحم عسق والأحقاف والجاثية والدخان و{إنا فتحنا لك}والحشر وتنزيل السجدة والطلاق ون والقلم والحجرات وتبارك والتغابن و{إذا جاءك المنافقون}والجمعة والصف و{قل أوحي}و{إنا أرسلنا}والمجادلة والممتحنة و{يا أيها النبي لم تحرم}والمفصل الرحمن والنجم والطور والذاريات و{اقتربت الساعة}والواقعة والنازعات و{سأل سائل}والمدثر والمزمل والمطففين وعبس و{هل أتى} والمرسلات والقيامة و{عم يتساءلون}و{إذا الشمس كورت}و{إذا السماء انفطرت}والغاشية و{سبح}والليل والفجر والبروج و{إذا السماء انشقت}و{اقرأ باسم ربك}والبلد والضحى والطارق والعاديات و{أرأيت} والقارعة و{لم يكن}و{والشمس وضحاها}والتين و{ويل لكل همزة}و{ألم تر كيف}و{لإيلاف قريش}و{ألهاكم}و{إنا أنزلناه}و{إذا زلزلت}والعصر و{إذا جاء نصر الله}والكوثر و{قل يا أيها الكافرون}و{تبت}و{قل هو الله أحد}و{ألم نشرح}وليس فيه الحمد ولا المعوذتان


مصحف عائشة "رضي الله عنها"

-روى النسائي عن ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك قال:إني لعند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي , فقال:أي أم المؤمنين , أرني مصحفك ؟. قالت: لم؟.
قال: أريد أن أؤلف عليه القرآن , فإنا نقرؤه عندنا غير مؤلف.
قالت: ويحك , وما يضرك أيته قرأت قبل, إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام, نزل الحلال والحرام, ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر, لقالوا لا ندع شرب الخمر. ولو نزل أول شيء: لا تزنوا , لقالوا: لا ندع الزنا .وإنه أنزلت}:والساعة أدهى وأمر{ بمكة , وإني جارية ألعب على محمد .
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده.
قال:فأخرجت إليه المصحف , فأملت عليه آي السور)




بارك الله فيكِ أختي ونفع بكِ
أغفلتِ الإشارة إلى كثير من المصاحف التي وردت في الموضوع ، ولعل السبب هو الاعتماد على العناصر الموجودة في المشاركة الأولى ، ونحنُ لا نعتمد عليها وإنما نعمل على استخراج العناصر من كلام العلماء مباشرة ،
و
لعلي إن وضعتُ لكِ عناصر الموضوع تبين لكِ ما فاتكِ منها .


عناصر الموضوع:
· مصحف أبي بكر رضي الله عنه :
· المصاحف العثمانية :
· مصاحف الصحابة :
... مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه.
... مصحف ابن مسعود رضي الله عنه.
...مصحف عائشة رضي الله عنها.
...مصحف عمر رضي الله عنه.
... مصحف علي رضي الله عنه.
... مصحف حفصة رضي الله عنها.
... مصحف أم سلمة رضي الله عنها.
... مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
.... مسألة: الصواب في قراءة قوله تعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به}.
.. مصحف عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
... مصحف عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
... مصاحف التابعين.
· اختلاف مصاحف الصحابة :
... الوجوه التي اختلفت فيها مصاحف الصحابة.
· إجماع الصحابة على المصاحف العثمانية ووجوب القراءة عليها.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 15 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 83 %

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

أمل عبد الرحمن 2 ربيع الثاني 1436هـ/22-01-2015م 10:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 151847)
إجابات الأسئلة :
: 1ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف : الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ
الربعة : صندوق أجزاء المصحف
الرصيع: زر عروة المصحف
( في الحقيقة أجبت هذه الأسئلة ولم أفهم ما معنى الربعة ولا الرصيع )
تجب الإشارة إلى من ذكر هذه المعاني، وفي أي الكتب
10/10

2:
ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟

كافر مباح الدم
من قال ذلك؟؟ لابد من تدعيم قولك بالدليل، نقول: ذكره النووي في التبيان، وابن تيمية في الفتاوى وغيرهم
8/10

3:
ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
قيل بالدفن
قيل بالحرق وكرهه النووي وجزم القاضي حسين بمنعه

قيل بالغسل
و لا يجوز وضعها في شق أو غيره؛ لأنه قد يسقط ويوطأ، ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم

والأولى - والله أعلم - الحرق كما فعله عثمان فسنته متبعة
لابد أيضا من نسبة هذه الأقوال لقائليها، لا نقول في مسألة: قيل، طالما أستطيع نسبة هذا القول إلى قائله، وهذه هي طريقة العرض العلمي للفتاوى والأحكام.
8/10
:

الموضوع : مس المصحف على غير طهارة http://jamharah.net/showthread.php?t=25464#.vg6aqbevxke

المسائل :

حكم مس المصحف للحائض والجنب

- لا يجوز مس المصحف القول بالجواز أو الإباحة لابد أن يستند لدليل، فيجب ذكر من قال بكل قول وحجته إن وجدت
- يجوز مس المصحف بعلاقته
- يجوز لهما النظر في المصحف، وإمرار القرآن على قلبيهما

- تحرم قرائتهم للقرآن كما ذكر السيوطي
- كره جابر والشعبى أن يكتب الجنب {بسم الله الرحمن الرحيم}


حكم مس المصحف لمن مس ذكره

- لا ينبغي / لا يجوز له حتى يتوضأ
نفس الملحوظة السابقة، ما دليلك على هذه المسألة؟


حكم مس المصحف بغير وضوء

- أمر رسول الله ألا يمس المصحف غير طاهر
- لا بأس بالقراءة والتصفح بعود أو نحوه من غير مس المصحف
- كره جماعة أن يمس المصحف بغير وضوء ورخص فيه آخرون
- رأى البعض بجواز مس المصحف بعلاقته إذا كان على غير طهارة
- كره أنس بن مالك أن يمس المصحف وإن كان بعلاقته، أو قال: في غلافه أو كان على وسادة إلا وهو طاهر إكراما للقرآن.
- قال السيوطيُّ : مذهبنا ومذهب جمهور العلماء تحريم مس المصحف للمحدث سواء كان أصغر أم أكبر لقوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون}وحديث الترمذي وغيره ((لا يمس القرآن إلا طاهر))
- قال النَّوَوِيُّ : يحرم على المحدث مس المصحف وحمله سواء حمله بعلاقته أو بغيرها سواء مس نفس الكتابة أو الحواشي أو الجلد ويحرم مس الخريطة والغلاف والصندوق إذا كان فيهن المصحف هذا هو المذهب المختار، وقيل لا تحرم هذه الثلاثة، وهو ضعيف ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب أو كثر حتى لو كان بعض آية كتب للدراسة حرم مس اللوح
- روي عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: ({في كتابٍ مكنونٍ}[الواقعة: 78]قال: (في السّماء)، {لا يمسّه إلّا المطهّرون}[الواقعة: 79]قال: (الملائكة)، وأمّا كتابكم هذا فيمسّه الطّاهر وغير الطّاهر، يعني سعيد بن جبير يخالف هذا القول، الذي هو حرمة مسه للمحدث

حكم الدراهم البيض

- كره جماعة مس الدرهم فيه قرآن على غير وضوء ولم يرى الحسن بذلك بأسا
- كره جماعة شراء الدراهم البيض وبيع الكفار بها، بسبب أنها منقوش عليه ذكر الله


تصفح المصحف بعود ونحوه للمحدث

قال النَّوَوِيّ: إذا تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض أوراق المصحف بعود أو شبهه ففي جوازه وجهان لأصحابنا:
أظهرهما:جوازه وبه قطع العراقيون من أصحابنا لأنه غير ماس ولا حامل.
والثاني:تحريمه لأنه يعد حاملا للورقة والورقة كالجميع.
وأما إذا لف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف، وغلط بعض أصحابنا فحكى فيه وجهين والصواب القطع بالتحريم لأن القلب يقع باليد لا بالكم



حكم كتابة المصحف للجنب والمحدث

قال النووي : إذا كتب الجنب أو المحدث مصحفا؛ إن كان يحمل الورقة أو يمسها حال الكتابة فحرام وإن لم يحملها ولم يمسها ففيه ثلاثة أوجه:
الصحيح جوازه.
والثاني تحريمه.
والثالث يجوز للمحدث ويحرم على الجنب





حكم مس كتب فيها آيات من القرآن للمحدث والجنب


- قال النووي : إذا مس المحدث أو الجنب أو الحائض أو حمل كتابا من كتب الفقه أو غيره من العلوم وفيه آيات من القرآن.
أو ثوبا مطرزا بالقرآن أو دراهم أو دنانير منقوشة به أو حمل متاعا في جملته مصحف أو لمس الجدار أو الحلوى أو الخبز المنقوش به فالمذهب الصحيح جواز هذا كله لأنه ليس بمصحف وفيه وجه أنه حرام
- قال أبو حسن الماوردي بجواز مس الثياب المطرزة بالقرآن ولاحرمة لبسها لكن ضعف هذا النووي وقال بجواز مسها ولبسها

- كتب تفسير القرآن فإن كان القرآن فيها أكثر من غيره حرم مسها وحملها وإن كان غيره أكثر كما هو الغالب ففيها ثلاثة أوجه:
أصحها:لا يحرم.
والثاني: يحرم.
والثالث:إن كان القرآن بخط متميز بغلظ أو حمرة أو غيرها حرم وإن لم يتميز لم يحرم.
وإذا استويا على وجهين
أحدها يحرم كما اختاره النووي

والثاني : مكروه
- كتب حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إن لم يكن فيها آيات من القرآن لم يحرم مسها والأولى أن لا تمس إلا على طهارة وإن كان فيها آيات من القرآن لم يحرم على المذهب وفيه وجه أنه يحرم وهو الذي في كتب الفقه
- المنسوخ تلاوته وغير ذلك لا يحرم مسه ولا حمله وكذلك التوراة والإنجيل


حكم مس المستحاضة للمصحف


- يجوز مس المصحف للمستحاضة و كرهه البعض




حكم مس الكافر للمصحف


- لا يمنع الكافر من سماع القرآن؛ لقول الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}، ويمتنع من مس المصحف
- أجاز البعض مسه لعلاقة المصحف
قال أبو عبيد: الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يمس القرآن إلا طاهر)) , أولى بالاتباع من هذا كله، وكيف تكون الرخصة لأهل الشرك أن يمسوه مع نجاستهم، وقد كره المسلمون أن يمسه أحد من أهل الإسلام وهو جنب أو غير طاهر




حكم تعليم الكافر القرآن


- إن كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه، وإن رجي إسلامه ففيه وجهان:
أصحهما: يجوز رجاء إسلامه
والثاني: لا يجوز





حكم بيع المصحف من الذمي


- لا يجوز بيع المصحف منه وإن رجي إسلامه، وأما إذا رُئي يتعلم فهل يمنع فيه وجهان
- يحرم بيع المصحف من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي: أصحهما لا يصح، والثاني يصح ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه.




حكم مس المصحف للمتطهر الذي أصاب بدنه نجاسة


- إذا كان بموضع النجاسة فلا يجوز بلا خلاف ولا يحرم بغيره على المذهب الصحيح





هل التيمم يبيح مس المصحف؟

- يجوز مس المصحف للمتيمم
- لا يجوز مس المصحف لمن لم يجد ماءا ولا ترابا ولو كان معه مصحف ولم يجد من يودعه عنده وعجز عن الوضوء جاز له حمله للضرورة
- إذا خاف على المصحف من حرق أو غرق أو وقوع في نجاسة أو حصوله في يد كافر فإنه يأخذه ولو كان محدثا للضرورة.


أحسنت بارك الله فيك
يلاحظ عدم إسنادك للأقوال، وهذا خطأ، فتنبهي لها مستقبلا إن شاء الله
كما يلاحظ عدم تعرضك للجزء الخاص بالشيخ صالح الرشيد في كتابه المتحف في أحكام المصحف وهو للأسف جزء كبير ومهم، فقد ناقش سبب الخلاف في اشتراط الطهارة وعدم اشتراطها في مس المصحف، وتعرض في مبحث خاص لحكم مس المصحف للحائض والنفساء مع بعض المسائل الأخرى كمس المتيمم للمصحف وغير ذلك.
ويفضل تقسيم مسائل هذا الجزء على عناصر كالآتي، وتحت كل عنصر ما يخصه، على أن ترتب الأحكام المتعلقة بمسائل العنصر نفسه ما بين المنع والجواز:
اقتباس:

الأحكام المتعلقة بالكافر والذمي
الأحكام المتعلقة بالحائض والجنب
الأحكام المتعلقة بالمستحاضة
ما يتعلق بغير المتوضيء
مس المتيمم للمصحف
حكم مسه لمن أصاب بدنه نجاسة
حكم مسه لمن مس ذكره
حكم مس الكتب التي في آيات من القرآن
حكم مس الثياب التي عليها آيات من القرآن
حكم مس النقود التي نقش عليها آيات من القرآن

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 14 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 13 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 18 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 60/70
الدرجة الكلية: 86/100
وفقك الله

إسراء خليفة 16 ربيع الثاني 1436هـ/5-02-2015م 05:54 AM

الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
أهميّة البناء العلمي
- هي لب التحصيل العلمي بعد إتمام مهارات التأسيس العلمي.
- من خلال هذه المرحلة يكون الطالب ذا قدرة عالية على التصنيف يمر على المسألة فيصنفها سريعا، هذه مثلا علوم قرآن، وهذه تفسير، وهذه قراءات وهكذا.
- أحد أسباب سرعة التحصيل لطالب العلم، وهي كذلك تحتاجه، وأفضل أوقاتها فترة الشباب واوائل الطلب.
صور لعناية العلماء به
- كان للعلماء عناية بالغة بالبناء العلمي - وإن لم يكن يسمى بهذا الاسم.
- كانوا يجمعون مسائل العلم ويصنوفنها على حسب عنايتهم بالعلم.
- فكان أهل الحديث لهم أصول خاصة بهم:
الإمام أحمد استخرج المسند من سبعمائة ألف حديث.
الإمام مسلم صنف الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموع.
ابو داود السجستاني - صاحب السنن - كتب عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خمسائة ألف حديث انتخب منها ما ضمنه كتاب السنن.
- بعض العلماء يظهر من كلامه وفتاويه أن له أصل علمي كبير:
الإمام الدارقطني صاحب كتاب العلل طبع في 20 مجلدا، وكان يحصر الطرق التي جاء بها الحديث،وهذا لا يمكن إلا بجمع وترتيب وتصنيف ولا يحصل هذا بقراءة متفرقة بمجرد السمع.
كان يحيى بن معين يقول: إذا كتبت فقنش وإذا حدثت ففتش، يعنى اكتب ما يقع عليه نظرك لكن عند التحديث والفتوى يجب التمييز بين الصحيح والضعيف.
-ولم تكن هذه الطريقة مقتصرة على أهل الحديث فقط، ففي التفسير:
وقف ابن تيمية على 25 تفسيرا مسندا ولخص أقوال السلف على جميع القرآن وجعلها أصلا لديه.
لازم فرحون المالكي تفسير ابن عطية حت كاد يحفظه.
- وكذلك اللغوين لهم طرقهم في البناء العلمي:
أبو العباس أحمد بن يحيى من أئمة اللغة أقبل على كتب الفراء ولم يعاصره، فقد كان الفراء من شيوخ شيوخه.
- وفي الفقه:
أقبل أبو بكر الخلال على جمع مسائل الإمام أحمد من تلاميذه ومن الصحف المتفرقةن ثم قام بترتيبها وتصنيفها فكانت كتبه من أهم مراجع الحنابلة.
وكذلك فعل الفقيه الحنبلي المفلح في مسائل الإمام أحمد، فكان له براعة حسنة في ترتيبها وتصنيفها ومعرفة حسنة بمصادرها، وكانت له ملكة حسنة فتمييز ما يُنقل عن الإمام أحمد ومعرفة خطأ ما ينسب إليه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ الطالب أصلا ( متنا ) في العلم الذي يدرسه ويدمن قراءته حتى يحفظه من كثرة المراجعة، ويستخرج مسائله ةيختار كتابا يمتاز بحسن التحرير وكثرة المسائل.
مثاله: مثل ما فعل الشيخ عبد الرزاق عفيفي، فعلى الرغم من صغر مكتبته إلا أنه حسن القراءة مجيدا لما يقرأ فكان نائب رئيس هيئة كبار العلماء.
النوع الثاني: أن يُنشئ الطالب لنفسه أصلا، وهذا الأصل يختاره من كتب عالم من العلماء الكبار واسع المعرفة حسن الفهم، فيقبل على كتبه ويلخص مسائله، ويعتني به عناية كبيرة، حتى يكون أصلا علميا من كتب ذلك العالم ويكون له ملكة حسنة في معرفة أقواله في المسائل وطريقة الاستدلال، ويستعين بطريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها.
مثاله: كما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع كتب ابن تيمية وابن القيم.
النوع الثالث: أن يقسم العلم الذي يدرسه إلى أبواب، ثم كل باب يحاول أن يجرد مسائله جردا، كل مسألة يحاول أن يلخص ما قيل فيها، وقد يمكث سنوات في ذلك ولكنه يستفيد فائدة كبيرة ويكون أصله هذا اصلا كبيرا منتفع به .
مثاله: كما فعل الإمام السبكي في كتابه جمع الجوامع جمعه من نحو ثلاثمائة كتاب في أصول الفقه.
النوع الرابع: التأليف
مثاله: ما فعله السيوطي في تصنيف لكتاب التحبير في علم التفسير.

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1- دراسة مختصر في هذا العلم
والغرض منذ لك أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في هذا العلم وأن يكون على إلمام عام بمسائل هذا العلم.
2- الزيادة على هذا المختصر بأن يدرس كتابا أوسع قليلا من المختصر
و الغرض من ذلك مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى وزيادة تفصيل عليها.
3- تكميل جوانب التأسيس - وهذا مهم جدا - فالذي لديه ضعف في باب معين من أبواب العلم فيحسن به أن يدرس مختصرا فيه وهذا لا يستغرق وقتا طويلا.
4- قراءة كتاب جامع في هذا العلم أو اتخاذ أصل علمي والزيادة عليه.
5- القراءة المبوبة وهذه تحدث قفزات لطالب العلم، فالطالب يجد أن العلم الذي يدرسه فيه أبواب، فيتخذ كتابا معينا في باب معين ويلخص مسائله، ومن ذلك الاستفادة من الدراسات الموسوعية.
6- المراجعة المستمرة والفهرسة المستمرة لهذا الأصل.


هيئة التصحيح 7 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م 11:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 165288)
الأسئلة:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
أهميّة البناء العلمي
- هي لب التحصيل العلمي بعد إتمام مهارات التأسيس العلمي.
- من خلال هذه المرحلة يكون الطالب ذا قدرة عالية على التصنيف يمر على المسألة فيصنفها سريعا، هذه مثلا علوم قرآن، وهذه تفسير، وهذه قراءات وهكذا.
- أحد أسباب سرعة التحصيل لطالب العلم، وهي كذلك تحتاجه، وأفضل أوقاتها فترة الشباب واوائل الطلب.
صور لعناية العلماء به
- كان للعلماء عناية بالغة بالبناء العلمي - وإن لم يكن يسمى بهذا الاسم.
- كانوا يجمعون مسائل العلم ويصنوفنها على حسب عنايتهم بالعلم.
- فكان أهل الحديث لهم أصول خاصة بهم:
الإمام أحمد استخرج المسند من سبعمائة ألف حديث.
الإمام مسلم صنف الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموع.
ابو داود السجستاني - صاحب السنن - كتب عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" خمسائة ألف حديث انتخب منها ما ضمنه كتاب السنن.
- بعض العلماء يظهر من كلامه وفتاويه أن له أصل علمي كبير:
الإمام الدارقطني صاحب كتاب العلل طبع في 20 مجلدا، وكان يحصر الطرق التي جاء بها الحديث،وهذا لا يمكن إلا بجمع وترتيب وتصنيف ولا يحصل هذا بقراءة متفرقة بمجرد السمع.
كان يحيى بن معين يقول: إذا كتبت فقنش [فقمش] وإذا حدثت ففتش، يعنى اكتب ما يقع عليه نظرك لكن عند التحديث والفتوى يجب التمييز بين الصحيح والضعيف.
-ولم تكن هذه الطريقة مقتصرة على أهل الحديث فقط، ففي التفسير:
وقف ابن تيمية على 25 تفسيرا مسندا ولخص أقوال السلف على جميع القرآن وجعلها أصلا لديه.
لازم فرحون المالكي تفسير ابن عطية حت كاد يحفظه.
- وكذلك اللغوين لهم طرقهم في البناء العلمي:
أبو العباس أحمد بن يحيى من أئمة اللغة أقبل على كتب الفراء ولم يعاصره، فقد كان الفراء من شيوخ شيوخه.
- وفي الفقه:
أقبل أبو بكر الخلال على جمع مسائل الإمام أحمد من تلاميذه ومن الصحف المتفرقةن ثم قام بترتيبها وتصنيفها فكانت كتبه من أهم مراجع الحنابلة.
وكذلك فعل الفقيه الحنبلي المفلح في مسائل الإمام أحمد، فكان له براعة حسنة في ترتيبها وتصنيفها ومعرفة حسنة بمصادرها، وكانت له ملكة حسنة فتمييز ما يُنقل عن الإمام أحمد ومعرفة خطأ ما ينسب إليه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
النوع الأول: أن يتخذ الطالب أصلا ( متنا ) في العلم الذي يدرسه ويدمن قراءته حتى يحفظه من كثرة المراجعة، ويستخرج مسائله ةيختار كتابا يمتاز بحسن التحرير وكثرة المسائل.
مثاله: مثل ما فعل الشيخ عبد الرزاق عفيفي، فعلى الرغم من صغر مكتبته إلا أنه حسن القراءة مجيدا لما يقرأ فكان نائب رئيس هيئة كبار العلماء.
النوع الثاني: أن يُنشئ الطالب لنفسه أصلا، وهذا الأصل يختاره من كتب عالم من العلماء الكبار واسع المعرفة حسن الفهم، فيقبل على كتبه ويلخص مسائله، ويعتني به عناية كبيرة، حتى يكون أصلا علميا من كتب ذلك العالم ويكون له ملكة حسنة في معرفة أقواله في المسائل وطريقة الاستدلال، ويستعين بطريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها.
مثاله: كما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع كتب ابن تيمية وابن القيم.
النوع الثالث: أن يقسم العلم الذي يدرسه إلى أبواب، ثم كل باب يحاول أن يجرد مسائله جردا، كل مسألة يحاول أن يلخص ما قيل فيها، وقد يمكث سنوات في ذلك ولكنه يستفيد فائدة كبيرة ويكون أصله هذا اصلا كبيرا منتفع به .
مثاله: كما فعل الإمام السبكي في كتابه جمع الجوامع جمعه من نحو ثلاثمائة كتاب في أصول الفقه.
النوع الرابع: التأليف
مثاله: ما فعله السيوطي في تصنيف لكتاب التحبير في علم التفسير.

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1- دراسة مختصر في هذا العلم
والغرض منذ لك أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في هذا العلم وأن يكون على إلمام عام بمسائل هذا العلم.
2- الزيادة على هذا المختصر بأن يدرس كتابا أوسع قليلا من المختصر
و الغرض من ذلك مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى وزيادة تفصيل عليها.
3- تكميل جوانب التأسيس - وهذا مهم جدا - فالذي لديه ضعف في باب معين من أبواب العلم فيحسن به أن يدرس مختصرا فيه وهذا لا يستغرق وقتا طويلا.
4- قراءة كتاب جامع في هذا العلم أو اتخاذ أصل علمي والزيادة عليه.
5- القراءة المبوبة وهذه تحدث قفزات لطالب العلم، فالطالب يجد أن العلم الذي يدرسه فيه أبواب، فيتخذ كتابا معينا في باب معين ويلخص مسائله، ومن ذلك الاستفادة من الدراسات الموسوعية.
6- المراجعة المستمرة والفهرسة المستمرة لهذا الأصل.


أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، وتنسيق متميز ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

إسراء خليفة 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م 07:05 PM

عناصر الدرس:
1- مقدمة.
2- المراسيل.
-
المسألة الأولى: تعريف المراسيل
-المسألة الثانية: ضوابط قبول المراسيل
-المسألة الثالثة: ثبوت تفاصيل الخبر بالمراسيل
-
المسألة الرابعة: المشتهرون بالمراسيل
-
المسألة الخامسة: أمثلة على المراسيل
3- الخلاصة


تلخيص درس المراسيل

مقدمة:
كثير من الأقوال المنقولة في التفسير ليست مرفوعة بل موقوفة أي مرسلة، وليس مجيئها على هذا النحو موجبًا لعدم تصديقها؛ ذلك لأن الصدق يتحقق بشيئين معًا:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه.

المراسيل
وفيها عدة مسائل:

المسألة الأولى: تعريف المراسيل:
هي التي رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم من لم يسمع منه إما من تابعي وهو لم يسمع منه أو صحابي.

المسألة الثانية: ضوابط قبول المراسيل:
الأول: أن تتعدد طرقه
بمعنى أن يكون الحديث رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهتين أو عدة جهات، ولا يصح قبول مرسل أتى بطريق واحد.
مثاله:
أن يرسل سعيد بن المسيب رواية في تفسير آية، ويرسل عامر بن شراحيل الشعبي رواية أخرى لنفس الآية، ويرسل قتادة رواية ثالثة فيها.

الثاني: خلوها من المواطأة

في المثال السابق هل يُقال أنهم تواطؤوا على إخراج هذه الرواية أم لا ؟
الاحتمال الأول: إما أن يكونوا تواطؤوا عليها وهذا خطأٌ أو كذب، وهذا احتمال ضعيف جدالاسيما إذا عُلِم أن نقلته ليسو ممن يتعمدوا الكذب.
الاحتمال الثاني:
أن يقال إنهم لم يتواطؤوا عليها، وهذا هو الاحتمال الراجح؛ لأن هذا هو الظن بهم أنهم لم يتواطؤوا عليها؛ ولذلك تكون رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد.
فتكون هذه المراسيل بمجموعها نقل صحيح مصدق لسببين:
الأول:
لأنه يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب.
الثاني:
يستحيل أيضاً أن يجتمعوا على الخطأ إلا إذا قيل إن الثلاثة أخذوا من شخص واحد فهذا يكون من الخطأ؛ لأنهم أخذوا من شخص واحد.
لكن إن كان مأخذهم متعدد مثل المثال السابق فإن سعيد بن المسيب في المدينة، وعامر بن شراحيل الشعبي في الكوفة، وقتادة في البصرة فيبعد أن يأخذ هذا عن هذا أو يأخذ الجميع عن شخص واحد، فمعنى ذلك أنه يشعر بالتعدد بأن النقل مصدق.


الثالث:
الاتفاق عن غير قصد
أن تكون الروايات متفقة في الجملة وليست متضادة.

الرابع:
أن تتلقاه الأمة بالقبول

وذلك لأن الأمة لا تجتمع على خطأ، فلو كان الحديث كذباً في نفس الأمر والأمة مصدقة له قابلة له لكانوا قد أجمعوا على تصديق ما هو في نفس الأمر كذب، وهذا إجماع على الخطأ وذلك ممتنع.
وعليه فإذا جاءت الروايات المرسلة ننظر فيها، فإذا علم أنها جاءت من جهتين أوعدة جهات، وقد علم أن المخبرين لم يتواطؤوا على اختلاقه، وعلم أن مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقاً بلا قصد علم أنه صحيح صدق مثل شخص يحدث عن واقعة جرت ويذكر تفاصيل ما فيها من الأقوال والأفعال، ويأتي شخص آخر قد علم أنه لم يواطئ الأول فيذكر مثل ما ذكره الأول من تفاصيل الأقوال والأفعال فيعلم قطعاً أن تلك الواقعة حق في الجملة.
وذلك لأنه لو كان كل منهما كذب بها عمداً أو خطأ لم يتفق في العادة أن يأتي كل منهما بتلك التفاصيل التي تمنع العادة اتفاق الاثنين عليها بلا مواطئة من أحدهما لصاحبه، فإن الرجل قد يتفق أن ينظم بيتاً وينظم الآخر مثله أو يكذب كذبة ويكذب الآخر مثلها، أما إذا أنشأ قصيدة طويلة لا تكونون على قافية وروي فلم تجر العادة بأن غيره ينشأ مثلها لفظاً ومعنىً مع الطول المفرط.

المسألة الثالثة: ثبوت
تفاصيل الخبر بالمراسيل:
بجمع طرق المراسيل بالضوابط السابقة يتبين صدق الواقعة في الجملة لكن قد يحدث الغلط في بعض تفاصليها.
مثاله:
حديث اشتراء النبي صلى الله عليه وسلم البعير من جابر فإن من تأمل طرقه علم قطعاً أن الحديث صحيح، وإن كانوا قد اختلفوا في مقدار الثمن،
فإذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ. ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به. وقد بين ذلك البخاري في صحيحه فإن جمهور ما في البخاري ومسلم مما يُقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله وذلك لأن:
1- غالبه من هذا النحو.
2- قد تلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق، والأمة لا تجتمع على خطأ
.

وعليه الجزم بصحة الأحاديث المرسلة يتعلق بما اتفقت عليه الروايات، أما التفاصيل المختلف فيها، فتحتاج لطرق أخرى للحكم على صحتها.
مثال آخر: غزوة بدر ثبتت بالتواتر أنها قبل أحد، بل يعلم قطعاً أن حمزة وعلياً وعبيدة خرجوا إلى عتبة وشيبة والوليد، وأن علياً قتل الوليد، وأن حمزة قتل قرنه، ثم يشك في قرنه هل هو عتبة أم شيبة؟

المسألة الرابعة: المشتهرون بالمراسيل:

مثل: أبو صالح السمان، والأعرج، وسليمان بن يسار ،وزيد بن أسلم.
وفوقهم أمثال:
محمد بن سيرين، وأبو قاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وعبيدة السلماني، والأسود.

المسألة الخامسة: أمثلة على المراسيلِ في التفسير:

1- المقصود بالبيت المعمور في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
اقتباس:

ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ، يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ، وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.


الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه:
أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وأنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
وكل ما سبق يدور على أن المراد بالبيت المعمور البيت الذي في السماء.
ولكن ورد أيضا أن المراد به الكعبة، وهو مرويٌّ عن الحسن ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ.
وعليه فإن أغلب هذه الرواياتُ قد اتَّفقَتْ على أنه بيتٌ في السماءِ ولكنها اختلفتْ في أوصافِه.
وعليه فهذا المثال الاختلاف فيه:
نوعه: اختلاف تنوع من قبيل المتواطئ.
سببه: مجئ
الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
الراجح: أنه البيتَ الذي في السماءِ؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ صحيح عن رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.

وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ.
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
فلو قيل: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ، وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ، وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ، وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ، فيُتوقَّفُ فيه.

والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.
ويلاحظ أن هذا المثال في أكثر من نوع من أنواع اختلاف التنوع :
فكون المراد بالبيت المعمور هو الراجح هذا من باب المتواطئ.
وكون أنه وُصِف بأنه
بحذاءِ الكعبةِ، وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ، وإنه يسمَّى الضراحَ هذا من باب التعبير عن المسمى بصفة من صفاته.
( هذه الملاحظة من فهمى لا أدرى مدى صحتها ؟ )


2- وصف الخيام في قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
اقتباس:

في وصفِ هذه الخيامِ أقوالٌ عن السَّلفِ:
فقال بعضُهم: دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
وزاد بعضُهم: الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
وكذلك ورَدَ عن أبي الأحوصِ أنه قال: الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ.
وبعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
ووَردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ.


وعليه فهذا المثال الاختلاف فيه:
نوعه: اختلاف تنوع.
سببه:
التعبير عن المعنى بألفاظ متقاربة، وقد يكون من باب التعبير عن المسمى بصفة من صفاته.
الجمع بينها:
أنها تحتمل المعاني كلها فهذه الأقوالِ ليس بينَها تناقض فليس بين مَن فسَّرَ الخيامَ بأنها مِن الدُّرِّ أو اللُّؤلؤِ سوى اختلافِ التعبيرِ، وإن كان الدُّرُّ يختصُّ بكبارِ اللؤلؤِ، ففي هذا التفسيرِ تقريبُ عبارة.
كونُ هذه الخيامِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ.
وكون عدَدَها أربعةُ آلافٍ هذا مرويٌّ عن ابنِ عباسٍ وأبي الأحوصِ، وخالَفَهُم خليدٌ فقال: إنها سبعونَ مِصراعًا.
هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا،، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
والحاصل
أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.

3-المقصود بــ {الذي بيده عقدة النكاح} في قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}
اقتباس:

قال ابن الجوزي في زاد المسير: في {الذي بيده عقدة النكاح} ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الزوج، وهو قول عليّ، وابن عباس، وجبير ابن مطعم، وابن المسيب، وابن جبير، ومجاهد، وشريح، وجابر بن زيد، والضحاك، ومحمد بن كعب القرظي، والربيع بن أنس، وابن شبرمة، والشافعي، وأحمد رضي الله عنهم في آخرين.
والثاني: أنه الولي، روي عن ابن عباس، والحسن، وعلقمة، وطاووس، والشعبي، وابراهيم في آخرين.
والثالث: أنه أبو البكر. روي عن ابن عباس، والزهري، والسدي في آخرين.


مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ.
والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.

وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ.
وعليه فهذا المثال الاختلاف فيه:
نوعه: اختلاف تضاد.
سببه:
لأن هذين المعنَيينِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
والراجح:
ما رجحه ابن الجوزى القول الأول؛ لأن عقدة النكاح خرجت من يد الولي، فصارت بيد الزوج، والعفو إنما يُطلق على ملك الإِنسان، وعفو الولي عفو عما لا يملك.

الخلاصة:
أن المراسيل يمكن أن تكون حجة بأربعة شروط وهي:
1-
الأول: أن تتعدد طرقه.
2-
خلوها من المواطأة.
3-
الاتفاق عن غير قصد.
4-
أن تتلقاه الأمة بالقبول.

أمل عبد الرحمن 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م 08:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 189581)
عناصر الدرس:
1- مقدمة.
2- المراسيل.
-
المسألة الأولى: تعريف المراسيل
-المسألة الثانية: ضوابط قبول المراسيل
-المسألة الثالثة: ثبوت تفاصيل الخبر بالمراسيل
-
المسألة الرابعة: المشتهرون بالمراسيل
-
المسألة الخامسة: أمثلة على المراسيل
3- الخلاصة


تلخيص درس المراسيل

مقدمة:
- كثير من الأقوال المنقولة في التفسير ليست مرفوعة بل موقوفة أي مرسلة،
- وليس مجيئها على هذا النحو موجبًا لعدم تصديقها؛
- ذلك لأن الصدق يتحقق بشيئين معًا:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه.

المراسيل
وفيها عدة مسائل:

المسألة الأولى: تعريف المراسيل:
هي التي رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم من لم يسمع منه إما من تابعي وهو لم يسمع منه أو صحابي.

المسألة الثانية: ضوابط قبول المراسيل:
الأول: أن تتعدد طرقه
بمعنى أن يكون الحديث رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم من جهتين أو عدة جهات، ولا يصح قبول مرسل أتى بطريق واحد.
مثاله:
أن يرسل سعيد بن المسيب رواية في تفسير آية، ويرسل عامر بن شراحيل الشعبي رواية أخرى لنفس الآية، ويرسل قتادة رواية ثالثة فيها.

الثاني: خلوها من المواطأة

في المثال السابق هل يُقال أنهم تواطؤوا على إخراج هذه الرواية أم لا ؟
الاحتمال الأول: إما أن يكونوا تواطؤوا عليها وهذا خطأٌ أو كذب، وهذا احتمال ضعيف جدالاسيما إذا عُلِم أن نقلته ليسو ممن يتعمدوا الكذب.
الاحتمال الثاني:
أن يقال إنهم لم يتواطؤوا عليها، وهذا هو الاحتمال الراجح؛ لأن هذا هو الظن بهم أنهم لم يتواطؤوا عليها؛ ولذلك تكون رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد.
فتكون هذه المراسيل بمجموعها نقل صحيح مصدق لسببين:
الأول:
لأنه يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب.
الثاني:
يستحيل أيضاً أن يجتمعوا على الخطأ إلا إذا قيل إن الثلاثة أخذوا من شخص واحد فهذا يكون من الخطأ؛ لأنهم أخذوا من شخص واحد.
لكن إن كان مأخذهم متعدد مثل المثال السابق فإن سعيد بن المسيب في المدينة، وعامر بن شراحيل الشعبي في الكوفة، وقتادة في البصرة فيبعد أن يأخذ هذا عن هذا أو يأخذ الجميع عن شخص واحد، فمعنى ذلك أنه يشعر بالتعدد بأن النقل مصدق.


الثالث:
الاتفاق عن غير قصد
أن تكون الروايات متفقة في الجملة وليست متضادة.
الاتفاق عن غير قصد كأن يكون جمعهم مجلس واحد، ثمّ حدّث كل واحد منهم بذلك الحديث المرسل، فإنّ ذلك مظنّة أن يكون المصدر واحدا، وقد يكون هذا الواحد ضعيفا، لكن إذا تعددت الطرق وانتفت شبهة تفرّد المصدر (المواطأة) فإنّه يحكم بصحة الحديث المرسل مع ضميمة شروط أخرى.

الرابع:
أن تتلقاه الأمة بالقبول

وذلك لأن الأمة لا تجتمع على خطأ، فلو كان الحديث كذباً في نفس الأمر والأمة مصدقة له قابلة له لكانوا قد أجمعوا على تصديق ما هو في نفس الأمر كذب، وهذا إجماع على الخطأ وذلك ممتنع.
وعليه فإذا جاءت الروايات المرسلة ننظر فيها، فإذا علم أنها جاءت من جهتين أوعدة جهات، وقد علم أن المخبرين لم يتواطؤوا على اختلاقه، وعلم أن مثل ذلك لا تقع الموافقة فيه اتفاقاً بلا قصد علم أنه صحيح صدق مثل شخص يحدث عن واقعة جرت ويذكر تفاصيل ما فيها من الأقوال والأفعال، ويأتي شخص آخر قد علم أنه لم يواطئ الأول فيذكر مثل ما ذكره الأول من تفاصيل الأقوال والأفعال فيعلم قطعاً أن تلك الواقعة حق في الجملة.
وذلك لأنه لو كان كل منهما كذب بها عمداً أو خطأ لم يتفق في العادة أن يأتي كل منهما بتلك التفاصيل التي تمنع العادة اتفاق الاثنين عليها بلا مواطئة من أحدهما لصاحبه، فإن الرجل قد يتفق أن ينظم بيتاً وينظم الآخر مثله أو يكذب كذبة ويكذب الآخر مثلها، أما إذا أنشأ قصيدة طويلة لا تكونون على قافية وروي فلم تجر العادة بأن غيره ينشأ مثلها لفظاً ومعنىً مع الطول المفرط. قد كرر هذا الكلام في الفقرة رقم 2

المسألة الثالثة: ثبوت
تفاصيل الخبر بالمراسيل:
بجمع طرق المراسيل بالضوابط السابقة يتبين صدق الواقعة في الجملة لكن قد يحدث الغلط في بعض تفاصليها.
مثاله:
حديث اشتراء النبي صلى الله عليه وسلم البعير من جابر فإن من تأمل طرقه علم قطعاً أن الحديث صحيح، وإن كانوا قد اختلفوا في مقدار الثمن،
فإذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ. ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به. وقد بين ذلك البخاري في صحيحه فإن جمهور ما في البخاري ومسلم مما يُقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله وذلك لأن:
1- غالبه من هذا النحو.
2- قد تلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق، والأمة لا تجتمع على خطأ
.

وعليه الجزم بصحة الأحاديث المرسلة يتعلق بما اتفقت عليه الروايات، أما التفاصيل المختلف فيها، فتحتاج لطرق أخرى للحكم على صحتها.
مثال آخر: غزوة بدر ثبتت بالتواتر أنها قبل أحد، بل يعلم قطعاً أن حمزة وعلياً وعبيدة خرجوا إلى عتبة وشيبة والوليد، وأن علياً قتل الوليد، وأن حمزة قتل قرنه، ثم يشك في قرنه هل هو عتبة أم شيبة؟

المسألة الرابعة: المشتهرون بالمراسيل:

مثل: أبو صالح السمان، والأعرج، وسليمان بن يسار ،وزيد بن أسلم.
وفوقهم أمثال:
محمد بن سيرين، وأبو قاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وعبيدة السلماني، والأسود.

المسألة الخامسة: أمثلة على المراسيلِ في التفسير:

1- المقصود بالبيت المعمور في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.

الأوصافُ التي ذكرَها السَّلفُ فيه:
أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وأنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
وكل ما سبق يدور على أن المراد بالبيت المعمور البيت الذي في السماء.
ولكن ورد أيضا أن المراد به الكعبة، وهو مرويٌّ عن الحسن ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ.
وعليه فإن أغلب هذه الرواياتُ قد اتَّفقَتْ على أنه بيتٌ في السماءِ ولكنها اختلفتْ في أوصافِه.
وعليه فهذا المثال الاختلاف فيه:
نوعه: اختلاف تنوع من قبيل المتواطئ.
سببه: مجئ
الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
الراجح: أنه البيتَ الذي في السماءِ؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ صحيح عن رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.

وكونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ.
وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
فلو قيل: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ، وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ، وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ، وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ، فيُتوقَّفُ فيه.

والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.
ويلاحظ أن هذا المثال في أكثر من نوع من أنواع اختلاف التنوع :
فكون المراد بالبيت المعمور هو الراجح هذا من باب المتواطئ. ورود قولين في المراد به سببه التواطؤ، أما الترجيح فبسبب الحديث الصحيح الوارد فيه.
وكون أنه وُصِف بأنه
بحذاءِ الكعبةِ، وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ، وإنه يسمَّى الضراحَ هذا من باب التعبير عن المسمى بصفة من صفاته.
ليست الفكرة هنا في أنها صفة من صفاته، إنما لماذا اعتمدنا هذه الصفة أو غيرها في تفسير "البيت المعمور"، واستبعدنا غيرها كاسم القوم الذين يدخلونه أنهم الجن أو الحن؟
اعتمدنا هذه الأقوال خاصة لتعدد الروايات الواردة في هذه الأقوال عمن يستحيل تواطؤهم على الكذب، وهذه هي صلة المثال بالدرس.

( هذه الملاحظة من فهمى لا أدرى مدى صحتها ؟ )


2- وصف الخيام في قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.

وعليه فهذا المثال الاختلاف فيه:
نوعه: اختلاف تنوع.
سببه:
التعبير عن المعنى بألفاظ متقاربة، وقد يكون من باب التعبير عن المسمى بصفة من صفاته.
الجمع بينها:
أنها تحتمل المعاني كلها فهذه الأقوالِ ليس بينَها تناقض فليس بين مَن فسَّرَ الخيامَ بأنها مِن الدُّرِّ أو اللُّؤلؤِ سوى اختلافِ التعبيرِ، وإن كان الدُّرُّ يختصُّ بكبارِ اللؤلؤِ، ففي هذا التفسيرِ تقريبُ عبارة.
كونُ هذه الخيامِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ.
وكون عدَدَها أربعةُ آلافٍ هذا مرويٌّ عن ابنِ عباسٍ وأبي الأحوصِ، وخالَفَهُم خليدٌ فقال: إنها سبعونَ مِصراعًا.
هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا،، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
والحاصل
أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.

3-المقصود بــ {الذي بيده عقدة النكاح} في قولُه تعالى: {إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ}

مَن قال بأنَّ المرادَ بالذي بِيَدِه عُقدةُ النِّكاحِ هو أبو البِكْرِ، فإنه يرجعُ إلى معنى الوليِّ؛ لأنَّ الوليَّ غالبًا ما يكونُ أبًا، فيكونُ عندَك في الآيةِ قولان:
أحدُهما: أنَّ الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ هو الزوجُ.
والثاني: أنه وليُّ المرأةِ.

وهذان القولانِ يرجعانِ إلى أكثرَ مِن معنًى كما هو واضحٌ؛ لأنه إما أن يكونَ المرادُ بالذي بيَدهِ عُقدةُ النكاحِ الزوجَ، وإما أن يكونَ المرادُ وليَّ المرأةِ.
وعليه فهذا المثال الاختلاف فيه:
نوعه: اختلاف تضاد.
سببه:
لأن هذين المعنَيينِ متضادَّانِ؛ لأنه لا يمكنُ اجتماعُهما في وقتٍ واحدٍ، فإذا قلتَ: إن الذي بيَدِه عُقدةُ النكاحِ هو الزوجُ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الوليَّ، وإذا قلتَ بأنه الوليُّ امتنعَ أن يكونَ المرادُ هو الزوجَ.
والراجح:
ما رجحه ابن الجوزى القول الأول؛ لأن عقدة النكاح خرجت من يد الولي، فصارت بيد الزوج، والعفو إنما يُطلق على ملك الإِنسان، وعفو الولي عفو عما لا يملك.

الخلاصة:
أن المراسيل يمكن أن تكون حجة بأربعة شروط وهي:
1-
الأول: أن تتعدد طرقه.
2-
خلوها من المواطأة قصدا.
3- خلوها من
الاتفاق عن غير قصد.
4-
أن تتلقاه الأمة بالقبول.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك

المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يُقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروون أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصدقه
- اختلاف الروايات في التفاصيل يُحتاج فيه إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.
- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله

إسراء خليفة 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م 12:53 PM

العناصر:
· تمهيد
· الاختلاف نوعان: تنوع وتضاد
· تعريف اختلاف التنوع
· أقسام اختلاف التنوع
· النوع الأول من اختلاف التنوع: التعبير عن المسمى بأكثر من اسم
· أمثلة ( الصراط / الذكر )
· فائدة
· معرفة مقصود السائل مهمة
· النوع الثاني من اختلاف التنوع: التعبير بالمثال ( العام الذي له أفراد )
· امثلة ( حسنة – حفدة – آية أورثنا الكتاب )
· فائدة: تفسير النبي للقرآن لا يخصص العام لكن يقدم على غيره
· تعريف اختلاف التضاد
· مثال على اختلاف التضاد
· مسائل أخر: حول قولهم نزلت في كذا
· التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ( مسألة استطرادية )




تلخيص درس أنواع الاختلاف


الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
أنواع الاختلاف:

النوع الأول: اختلاف التنوع:

تعريفه:
هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
أقسامه:
القسم الأول: التعبير عن المسمى بعبارات مختلفة
وهذا القِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ؛ فيُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ، مَعَ اتِّحادِ المسمى. وهذا ممكن إذا كان مقصود السائل معرفة المسمى فقط.
أمثلة:
المِثَالُ الأول: تَفْسِيرُهُمْ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ
قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ القُرْآنُ؛ أَي اتِّبَاعُهُ؛ لِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ منْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ: ((هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَالذِّكرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ )).
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الإسْلامُ؛ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ، وغيرُهُ: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ، وَ فِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَدَاعٍ يَدْعُو منْ فَوْقِ الصِّراطِ، ودَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ )).قَالَ: ((فَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الإسْلامُ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ، وَالأبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي علَى رَأْسِ الصِّراطِ كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّراطِ وَاعِظُ اللَّهِ في قَلْبِ كُلِّ مُؤْمنٍ ))
ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ.

ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.
فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ .
فإذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ؛ وهي الصراطُ المستقيمُ.

فائدة:
الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان لم يَذكُرْ الحديثَيْن المذكورين في القولين الأولين في مقامِ التفسيرِ إلا أنَّ بينَهما وبينَ المعنى المذكورِ في الآيةِ توافُقًا من جهةِ المعنى، ومادام الأمرُ كذلك فيُمكنُ أن يقالَ: إنَّ الصراطَ المستقيمَ الذي في الآيةِ هو الصراطُ الذي ذَكرَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في الحديثِ؛ لأنَّ السُّنةَ تُفسِّرُ القرآنَ، ولكنَّ الذي رَبَطَ بينَ المَعنَيَيْنِ هو المفسَّرُ.
المثال الثاني: المراد بالذكر في قوله تعالى"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
قيل: القرآن؛ لأن الله وصف القرآن بأنه ذكر " قال تعالى"ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم".
قيل: الذكر العام
قيل: السنة.
فهذه الأقوال من حيث الدلالة فإنها متلازمة لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.ومن أعرض عن السنة أعرض عن القرآن أعرض عن الإسلام.
ولكن الصحيح أن المراد: القرآن؛ لقوله تعالى بعد ذلك "قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى"
لكن التعبير عن القرآن هنا كان من جنس التعبير عن المسمى بصفة فيه؛ فالقرآن ذكر، والقرآن هدى.
( ها هنا إشكال عندي لأن الشيخ صالح والشيخ الطيار ذكروا هذا المثال على أنه من التعبير عن المسمى بأكثر من معنى، لكن لماذا يدخل هذا المثال تحت العام الذي له أفراد فلفظ الذكر لفظ عام، والأفراد الداخلة فيه كلها تحتملها الآية )
وهذا النوع السابق كما ذكرنا إذا كان مقصود السائل معرفة المسمى فقط، أما إذا كان مقصودُ السائِلِ معرفةَ ما في الاسمِ من صفةٍ فهذا لا بدَّ من تعريفِه بالمعنى الذي تَتَضَمَّنُه هذه الصفةُ، وذلك مِثلُ " العليمُ " فهو يسألُ عن معنى العِلمِ في هذا الاسمِ، أو " الرحيمُ " يسألُ عن معنى الرحمةِ، أو " الغفورُ " فهو يسألُ عن معنى المغفرةِ في هذا الاسمِ، وليس مرادُه معرفةَ مَن هو الغفورُ؟ فيقالَ له: هو اللَّهُ.
القسم الثاني: التعبير بالمثال ( العام الذي له أفراد )
وهو أَنْ يَذْكُرَ كُلٌّ منْهُمْ مِن الاسْمِ العَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمثيلِ، وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ عَلَى النَّوعِ، لاَ علَى سَبِيلِ الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ، مِثلُ سَائلٍ أَعْجَمِيٍّ سَأَلَ عَنْ مُسَمَّى لَفْظِ " الخُبْزِ " فَأُرِيَ رَغِيفًا، وَقِيلَ: هَذَا. فَالإِشَارَةُ إِلَى نَوْعِ هَذَا، لاَ إِلَى هَذَا الرَّغيفِ وحدَهُ.
أمثلة:
المثال الأول: قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ}
ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ. فمَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ , وهو الصلاةُ المفروضةُ , وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.
ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.

المثال الثاني:قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ.
وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ.
وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ، فما ذُكرَ لا يَدخُلُ في النَّعيمِ ويدخلُ معه غيرُه مما لم يُذكَرْ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})).فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
وقد نبَّهَ المصنِّفُ هنا إلى ما ذُكِرَ سابِقًا مِن أنَّ التعريفَ بالمثالِ قد يُسهِّلُ أكثرَ من التعريفِ بالحدِّ المطابِقِ، والعقلُ السليمُ يتفطَّنُ للنوعِ كما يَتفطَّنُ إذا أُشيرَ إلى الرغيفِ , وقيل: هذا هو الخُبزُ.

المثال الثالث: قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون؛
فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات.
وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.

فائدة: تفسير النبي للقرآن لا يخصص العام لكن يقدم على غيره
فإذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ))فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.

النوع الثاني: اختلاف التضاد

تعريفه:
هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
مثاله:
قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
________________________________ _______ _______________________________________________

مسائل أخر متعلقة بأصول التفسير:

مسألة: قولهم نزلت في كذا، هل يعني هذا أنه سبب نزولها؟

نحو هذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت، وهذا يدل له دلالة واضحة ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً))وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
{أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}هل هو لخصوص هذا الرجل؟
لا، قال النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم: ((بل لأمتـي جميعاً))فاستدل العلماء بهذا الحديث الذي في الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

_________________________________________________________________________________________


مسائل استطرادية:

المسائلة الأولى: ما هي الأسماء المتكافئة؟
الأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ، كَمَا قِيلَ في اسْمِ السَّيفِ: الصَّارمُ والْمُهَنَّدُ، وَذَلِكَ مِثْلُ أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى، وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ؛ فَإنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ كُلَّهَا تَدُلُّ عَلَى مُسَمًّى واحِدٍ. فَلَيْسَ دُعَاؤُهُ بِاسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُضَادًّا لِدُعائِهِ بِاسْمٍ آخَرَ، بَلْ إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قَالَ تعالَى: {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ} [سُورَة الإِسْرَاءِ: 110]،وَكُلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ.


المسائلة الثانية: التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية
التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
فلو قال قائلٌ مثلًا: عرِّفِ الصلاةَ. فقلتَ له: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ. فمِثلُ هذا التعريفِ هل يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ؟
وكذلك تعريفاتُ العلومِ مِثلِ علمِ الفقهِ، وعلمِ الأصولِ، وعلمِ التجويدِ، وغيرِ ذلك، ولهذا إذا أردتَ مثلًا أن تُعرِّفَ عِلمَ أصولِ الفقهِ تعريفًا جامعًا مانعًا فإنَّ هذا لا يُمكنُ؛ لأنَّ طلبَ الحدِّ المطابِقِ فيه نوعٌ من التعجيزِ، ولذلك فإنه يُكتفَى في التعريفِ بالوصفِ الذي يوضِّحُ مدلولَ العِلمِ، ولا يلزمُ ذِكرُ الحدِّ المطابِقِ تمامًا؛ لأنَّ المرادَ هو إفهامُ السامعِ، وذلك يتحقَّقُ بدونِ ذكرِ التحديدِ الدقيقِ لبعضِ المصطلحاتِ العلميَّةِ أو الشرعيةِ. وهذه فائدةٌ علميةٌ نبَّه عليها شيخُ الإسلامِ في الردِّ على المنطِقِيِّين.
وبعض الذين كتَبُوا في علومِ القرآنِ أراد أن يُعرِّفَ علومَ القرآنِ، فاعترضَ على مؤلِّفٍ سابقٍ في تعريفِه لعلومِ القرآنِ بأنَّ تعريفَه غيرُ جامعٍ ولا مانِعٍ، ولمَّا ذَكرَ هو التعريفَ المختارَ عندَه لم يَستطِعْ أن يأتيَ بتعريفٍ جامعٍ مانعٍ؛ لأنه لا يمكنُ لإنسانٍ أن يأتيَ بتعريفٍ جامعٍ مانعٍ لعلومِ القرآنِ، ومِن ثَمَّ يُكتفَى بالإشارةِ إلى أمثلةٍ لهذا العِلمِ، فيقالُ: إنه العِلمُ الذي يبحثُ في مكِّيِّ السُّوَرِ ومَدَنِيِّها وناسِخِها ومنسوخِها ومُطلَقِها ومُقيَّدِها وأسبابِ نزولِها...إلخ. فهذا كافٍ في تصوُّرِ السائلِ لما يَدورُ عليه هذا العِلمُ، وإذا فَهِمَ هذا فإنه يُريحُ نفسَه كثيرًا من بعضِ التحديداتِ الدقيقةِ المتكلَّفةِ والمعقَّدةِ التي توجدُ في تعريفاتِ بعضِ العلومِ.


إسراء خليفة 14 رجب 1436هـ/2-05-2015م 04:04 PM

عناصر موضوع معرفة أسباب النزول
 
نزول القرآن
· أقسام نزول القرآن
· نزول القرآن مفرقا
· بين أول نزوله وآخر نزوله

أهمية معرفة أسباب النزول
· فوائد معرفة أسباب النزول
· أمثلة على أهمية معرفة اسباب النزول

المؤلفات في أسباب النزول
· أشهرها
· قول الواحدي عن مصنفه
· أسباب كتابة الواحدي
· طريقة كتابة الواحدي لكتابه
· عيب مصنف الواحدي
· مميزات مصنف السيوطي
· أسباب كتابة السيوطي في أسباب النزول
· أسباب كتابة بن عاشور في النزول
· اهتمام الوادعي بذكر اسانيد اسباب النزول
· طريقة الوادعي في كتابه
· أسباب كتابة الوادعي في أسباب النزول
·
أنواع أسباب النزول
· النوع الأول من أسباب النزول
· النوع الثاني من أسباب النزول
· أقسام النوع الثاني من أنواع اسباب النزول
· سبب واحد في نزول آيات متفرقة
· أمثلة سبب واحد في نزول آيات متفرقة
· تعدد الأسباب والنازل واحد
· السياق الذي وردت فيه الآية هل يكون كالسبب أو لا ينتهي في القوة إلي ذلك؟ ومثال ذلك..

صيغ أسباب النزول واحتمالاتها
· صيغ اسباب النزول الصريحة
· صيغ اسباب النزول المحتملة
· أحوال الاختلاف في سبب النزول
· عند الاختلاف يقدم المعتمد الصريح على المستنبط المحتمل
· بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
· دليل جواز النزول قبل الحكم
قد يكون النزول سابقا على الحكم

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
· الدليل على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
· أمثلة على العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
· صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
· من صور العام الذي يراد به الخصوص

طريقة معرفة اسباب النزول
· القول في أسباب النزول موقوف على السماع
· تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
· الدليل على التحذير من القول بغير علم في أسباب النزول
أمثلة على تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
· عدم جزم بعض السلف بأسباب النزول
· أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
· الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
· أقسام ما صح من أسباب النزول
· أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول
· أمثلة للضعيف من أسباب النزول
· التحذير من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
· عدم إدخال الأخبار في اسباب النزول
· اسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف

قول الصحابة في أسباب النزول
· قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
· هل يُحمل قول الصحابي في سبب النزول على الرفع؟
· تفاسير الصحابة
· شروط إدخال أقوال الصحابة في المسند
· حكم أقوال الصحابة غير المسندة منقطعة
· حكم أقوال الصحابة الصحيحة مرفوعة

قول التابعين في أسباب النزول
· شرط قبول تفسير التابعي المرسل
· حكم ما روي عن التابعين في أسباب النزول
· معنى قول السلف نزلت في كذا
· حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند

أمل عبد الرحمن 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م 06:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 198449)
العناصر:
· تمهيد
· الاختلاف نوعان: تنوع وتضاد
· تعريف اختلاف التنوع
· أقسام اختلاف التنوع
· النوع الأول من اختلاف التنوع: التعبير عن المسمى بأكثر من اسم
· أمثلة ( الصراط / الذكر )
· فائدة
· معرفة مقصود السائل مهمة
· النوع الثاني من اختلاف التنوع: التعبير بالمثال ( العام الذي له أفراد )
· امثلة ( حسنة – حفدة – آية {ثم أورثنا الكتاب} )
· فائدة: تفسير النبي للقرآن لا يخصص العام لكن يقدم على غيره
· تعريف اختلاف التضاد
· مثال على اختلاف التضاد
· مسائل أخر: حول قولهم نزلت في كذا
· التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ( مسألة استطرادية )




تلخيص درس أنواع الاختلاف


الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
أنواع الاختلاف:

النوع الأول: اختلاف التنوع:

تعريفه:
هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
أقسامه:
القسم الأول: التعبير عن المسمى بعبارات مختلفة
وهذا القِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ؛ فيُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ، مَعَ اتِّحادِ المسمى. وهذا ممكن إذا كان مقصود السائل معرفة المسمى فقط.
هذا القسم تعود فيه الأقوال إلى أكثر من معنى لكن المسمى واحد أو نقول ذات واحدة، فالإسلام والقرآن والسنة ... معاني مختلفة لكنها تتفق في الدلالة على مسمى واحد وهو الصراط المستقيم، فاختلفت في الصفات واتفقت في الدلالة على الذات حيث هي جزء منه أو لازم من لوازمه.
أمثلة:
المِثَالُ الأول: تَفْسِيرُهُمْ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ
قَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ القُرْآنُ؛ أَي اتِّبَاعُهُ؛ لِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ، وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ منْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ: ((هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَالذِّكرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ )).
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الإسْلامُ؛ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ، وغيرُهُ: ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ، وَ فِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَدَاعٍ يَدْعُو منْ فَوْقِ الصِّراطِ، ودَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ )).قَالَ: ((فَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الإسْلامُ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ، وَالأبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي علَى رَأْسِ الصِّراطِ كِتَابُ اللَّهِ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّراطِ وَاعِظُ اللَّهِ في قَلْبِ كُلِّ مُؤْمنٍ ))
ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ.

ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.
فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ .
فإذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ؛ وهي الصراطُ المستقيمُ.

فائدة:
الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان لم يَذكُرْ الحديثَيْن المذكورين في القولين الأولين في مقامِ التفسيرِ إلا أنَّ بينَهما وبينَ المعنى المذكورِ في الآيةِ توافُقًا من جهةِ المعنى، ومادام الأمرُ كذلك فيُمكنُ أن يقالَ: إنَّ الصراطَ المستقيمَ الذي في الآيةِ هو الصراطُ الذي ذَكرَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في الحديثِ؛ لأنَّ السُّنةَ تُفسِّرُ القرآنَ، ولكنَّ الذي رَبَطَ بينَ المَعنَيَيْنِ هو المفسَّرُ.
المثال الثاني: المراد بالذكر في قوله تعالى"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
قيل: القرآن؛ لأن الله وصف القرآن بأنه ذكر " قال تعالى"ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم".
قيل: الذكر العام
قيل: السنة.
فهذه الأقوال من حيث الدلالة فإنها متلازمة لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.ومن أعرض عن السنة أعرض عن القرآن أعرض عن الإسلام.
ولكن الصحيح أن المراد: القرآن؛ لقوله تعالى بعد ذلك "قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى"
لكن التعبير عن القرآن هنا كان من جنس التعبير عن المسمى بصفة فيه؛ فالقرآن ذكر، والقرآن هدى.
( ها هنا إشكال عندي لأن الشيخ صالح والشيخ الطيار ذكروا هذا المثال على أنه من التعبير عن المسمى بأكثر من معنى، لكن لماذا يدخل هذا المثال تحت العام الذي له أفراد فلفظ الذكر لفظ عام، والأفراد الداخلة فيه كلها تحتملها الآية ) سأجيبك بالتفصيل إن شاء الله نهاية التصحيح.
وهذا النوع السابق كما ذكرنا إذا كان مقصود السائل معرفة المسمى فقط، أما إذا كان مقصودُ السائِلِ معرفةَ ما في الاسمِ من صفةٍ فهذا لا بدَّ من تعريفِه بالمعنى الذي تَتَضَمَّنُه هذه الصفةُ، وذلك مِثلُ " العليمُ " فهو يسألُ عن معنى العِلمِ في هذا الاسمِ، أو " الرحيمُ " يسألُ عن معنى الرحمةِ، أو " الغفورُ " فهو يسألُ عن معنى المغفرةِ في هذا الاسمِ، وليس مرادُه معرفةَ مَن هو الغفورُ؟ فيقالَ له: هو اللَّهُ.
القسم الثاني: التعبير بالمثال ( العام الذي له أفراد )
وهو أَنْ يَذْكُرَ كُلٌّ منْهُمْ مِن الاسْمِ العَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمثيلِ، وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ عَلَى النَّوعِ، لاَ علَى سَبِيلِ الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ، مِثلُ سَائلٍ أَعْجَمِيٍّ سَأَلَ عَنْ مُسَمَّى لَفْظِ " الخُبْزِ " فَأُرِيَ رَغِيفًا، وَقِيلَ: هَذَا. فَالإِشَارَةُ إِلَى نَوْعِ هَذَا، لاَ إِلَى هَذَا الرَّغيفِ وحدَهُ.
أمثلة:
المثال الأول: قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ}
ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ. فمَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ , وهو الصلاةُ المفروضةُ , وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.
ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.

المثال الثاني:قولُه تعالى: {وَ{ ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ.
وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ.
وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ، فما ذُكرَ لا يَدخُلُ في النَّعيمِ ويدخلُ معه غيرُه مما لم يُذكَرْ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})).فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
وقد نبَّهَ المصنِّفُ هنا إلى ما ذُكِرَ سابِقًا مِن أنَّ التعريفَ بالمثالِ قد يُسهِّلُ أكثرَ من التعريفِ بالحدِّ المطابِقِ، والعقلُ السليمُ يتفطَّنُ للنوعِ كما يَتفطَّنُ إذا أُشيرَ إلى الرغيفِ , وقيل: هذا هو الخُبزُ.
هذه العبارة يجب إفرادها في مسألة مستقلة لأهميتها، وهي: فائدة التفسير بالمثال
المثال الثالث: قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون؛
فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات.
وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.

فائدة: تفسير النبي للقرآن لا يخصص العام لكن يقدم على غيره
فإذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}.فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ))فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.

النوع الثاني: اختلاف التضاد

تعريفه:
هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
مثاله:
قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
________________________________ _______ _______________________________________________

مسائل أخر متعلقة بأصول التفسير:

مسألة: قولهم نزلت في كذا، هل يعني هذا أنه سبب نزولها؟

نحو هذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت، وهذا يدل له دلالة واضحة ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً))وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
{أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}هل هو لخصوص هذا الرجل؟
لا، قال النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم: ((بل لأمتـي جميعاً))فاستدل العلماء بهذا الحديث الذي في الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
هذه المسألة هي متصلة اتصالا وثيقا بالنوع الثاني من اختلاف التنوع وهو التفسير بالمثال، لأن السلف لما يذكروا سبب نزول للآية وهو ليس سببها الحقيقي فمقصودهم أنه مثال لما يشمله لفظ الآية لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فأصبح لفظ الآية عام وله أفراد.
_________________________________________________________________________________________


مسائل استطرادية:

المسائلة الأولى: ما هي الأسماء المتكافئة؟
الأَسْمَاءِ الْمُتَكَافِئَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَرَادِفَةِ وَالْمُتَبَايِنَةِ، كَمَا قِيلَ في اسْمِ السَّيفِ: الصَّارمُ والْمُهَنَّدُ، وَذَلِكَ مِثْلُ أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى، وَأَسْمَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وَأَسْمَاءِ القُرْآنِ؛ فَإنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ كُلَّهَا تَدُلُّ عَلَى مُسَمًّى واحِدٍ. فَلَيْسَ دُعَاؤُهُ بِاسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُضَادًّا لِدُعائِهِ بِاسْمٍ آخَرَ، بَلْ إِنَّ الأَمْرَ كَمَا قَالَ تعالَى: {قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ} [سُورَة الإِسْرَاءِ: 110]،وَكُلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ.
هذه ليست مسألة استطرادية لأنها مهمة في فهم النوع الأول من اختلاف التنوع، فيمكننا تسميتها مثلا بمسائل تمهيدية، وذكرها مهم كمدخل لفهم الدرس.

المسائلة الثانية: التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية
التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
فلو قال قائلٌ مثلًا: عرِّفِ الصلاةَ. فقلتَ له: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ. فمِثلُ هذا التعريفِ هل يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ؟ وهذه هي فائدة التعبير بالمثال دون التعبير بالحد المطابق.
وكذلك تعريفاتُ العلومِ مِثلِ علمِ الفقهِ، وعلمِ الأصولِ، وعلمِ التجويدِ، وغيرِ ذلك، ولهذا إذا أردتَ مثلًا أن تُعرِّفَ عِلمَ أصولِ الفقهِ تعريفًا جامعًا مانعًا فإنَّ هذا لا يُمكنُ؛ لأنَّ طلبَ الحدِّ المطابِقِ فيه نوعٌ من التعجيزِ، ولذلك فإنه يُكتفَى في التعريفِ بالوصفِ الذي يوضِّحُ مدلولَ العِلمِ، ولا يلزمُ ذِكرُ الحدِّ المطابِقِ تمامًا؛ لأنَّ المرادَ هو إفهامُ السامعِ، وذلك يتحقَّقُ بدونِ ذكرِ التحديدِ الدقيقِ لبعضِ المصطلحاتِ العلميَّةِ أو الشرعيةِ. وهذه فائدةٌ علميةٌ نبَّه عليها شيخُ الإسلامِ في الردِّ على المنطِقِيِّين.
وبعض الذين كتَبُوا في علومِ القرآنِ أراد أن يُعرِّفَ علومَ القرآنِ، فاعترضَ على مؤلِّفٍ سابقٍ في تعريفِه لعلومِ القرآنِ بأنَّ تعريفَه غيرُ جامعٍ ولا مانِعٍ، ولمَّا ذَكرَ هو التعريفَ المختارَ عندَه لم يَستطِعْ أن يأتيَ بتعريفٍ جامعٍ مانعٍ؛ لأنه لا يمكنُ لإنسانٍ أن يأتيَ بتعريفٍ جامعٍ مانعٍ لعلومِ القرآنِ، ومِن ثَمَّ يُكتفَى بالإشارةِ إلى أمثلةٍ لهذا العِلمِ، فيقالُ: إنه العِلمُ الذي يبحثُ في مكِّيِّ السُّوَرِ ومَدَنِيِّها وناسِخِها ومنسوخِها ومُطلَقِها ومُقيَّدِها وأسبابِ نزولِها...إلخ. فهذا كافٍ في تصوُّرِ السائلِ لما يَدورُ عليه هذا العِلمُ، وإذا فَهِمَ هذا فإنه يُريحُ نفسَه كثيرًا من بعضِ التحديداتِ الدقيقةِ المتكلَّفةِ والمعقَّدةِ التي توجدُ في تعريفاتِ بعضِ العلومِ.



بارك الله فيك ونفع بك.
قد أتيت على جميع المسائل تقريبا عذا مسائل يسيرة جدا.
وهذه مقدمة وضعناها لكل الطلاب خاصة بأول تلخيص، ربما لم تعودي بحاجة إليها لكن لا بأس من وضعها للفائدة.



سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة:


أنواع اختلاف التنوع



عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير
- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.
- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

إسراء خليفة 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م 09:57 PM

معرفة أسباب النزول
 
فهرسة مسائل معرفة أسباب النزول

أهمية معرفة أسباب النزول:
الأولى: الوقوف على المعني
الثانية: إزالة الإشكال
الثالثة: منها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات
الرابعة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم
الخامسة:تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب
السادسة: أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع
السابعة: دفع توهم الحصر.
الثامنة: التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر
التاسعة: معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
العاشرة: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع
الحادية عشر: أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال
المصنفات في أسباب النزول:
مصنف الواحدي: (أسباب النزول)
أسباب كتابة الواحدي لكتابه:
طريقة الواحدي في كتابه:
عيب مصنف الواحدي:
مصنف السيوطي ( الإتقان في علوم القرآن ):
أسباب كتابته:
مميزات كتاب السيوطي:
كتابات ابن عاشور :
أسباب كتابة ابن عاشور في أسباب النزول:
مصنف الوادعي: ( الصحيح المسند من أسباب النزول )
أسباب كتابة الوادعي:
طريقة الوادعي في كتابه:
نزول القرآن
أقسام نزول القرآن:
حال نزول القرآن:
بين أول نزول وآخر نزوله:
أنواع أسباب النزول
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول:
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
ملاحظات:
الأولى: أنه قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد
الثانية: وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد
الثالثة: السياق الذي جاء فيه السبب هل يكون كالسبب أو كالعام؟
الرابعة:قد يكون النزول سابقا على الحكم
الخامسة: عدم إدخال الأخبار في أسباب النزول
صيغ أسباب النزول واحتمالاتها
صيغ اسباب النزول الصريحة

صيغ أسباب النزول المحتملة
أحوال الاختلاف في أسباب النزول
الحالة الأولى: أن يكون هناك سببين أو اكثر، ويمكن الجمع بينهما بأن ويكون نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
الحالة الثانية:ألا يمكن أن تنزل عقب السببين لتباعدهما؛ فيحمل على تعدد النزول وتكرره.
الحالة الثالثة: إذا تعارض سببان ولم يمكن الجمع بينهما وكان أحدهما أرجح راوية من الآخر
الحالة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
الحالة الخامسة: إن تعارض سببان وصيغة كل منهما محتملة
الحالة السادسة: إن تعارض سببان وصيغة أحدهما صريحة والآخر محتملة
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
الأدلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
أمثلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
من صور العام الذي يراد به الخصوص
طريقة معرفة أسباب النزول
القول في أسباب النزول موقوف على السماع

تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
الحذر من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
قول الصحابة في أسباب النزول
قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
شرط إدخال أقوال الصحابة في المسند
مثال لقول الصحابة في أسباب النزول
قول التابعين في أسباب النزول
شروط قبول تفسير التابعي المرسل
قول السلف نزلت في كذا
معنى قول السلف نزلت في كذا

حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند


تلخيص معرفة أسباب النزول


أهمية معرفة أسباب النزول:
الأولى: الوقوف على المعني؛فأسباب النزول أولى ما تصرف العناية إليها لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها. ومنها ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز، ومنها ما يكون وحده تفسيرا.
قال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
قال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّ.
قال الشيخ أبو الفتح القشيري: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.
وهذا حاصل ما ذكره الواحدي في أسباب النزول، والسيوطي في الإتقان، والزركشي في البرهان، ابن عاشور في التحرير والتنوير.
الثانية: إزالة الإشكال، فمنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية .
ذكره السيوطي في الإتقان ولباب النقول، ابن عاشور في التحرير والتنوير.
أمثلة:
المثال الأول:عندما أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا}الآية ، وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه. أخرجه الشيخان.ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الثاني:حكي عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معد يكرب أنهما كانا يقولان: (الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}الآية [المائدة: 93])، ولو علما سبب نزولها لم يقولا ذلك، وهو أن ناسا قالوا: (لما حرمت الخمر كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت). أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الثالث:من ذلك قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر}الآية [الطلاق: 4]، فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة، حتى قال الظاهرية: بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب.
وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: (قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت). أخرجه الحاكم عن أبي.فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أو لا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أو لا فمعنى: {إن ارتبتم}إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الرابع: من ذلك قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]، فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها علم أنها في نافلة السفر أو فيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الخامس: ما روي في الموطأ عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه أنه قال:قلت لعائشة أم المؤمنين وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى:{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}فما على الرجل شيء ألا يطوف بهما، قالت عائشة: كلا، لو كان كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله عن ذلك فأنزل الله تعالى{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير، والسيوطي في الإتقان.
المثال السادس:أشكلت بعض الآيات على بعض الصحابة فمن بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}حتى أخبرهم أبو أيوب
الأنصاري رضي الله عنه بسبب نزولها فظهر لهم معناها. ومما أشكل عليهم قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثالثة: منها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات؛ فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام، ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير. الرابعة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم،ذكره الزركشي في البرهان.
الخامسة:تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ذكره الزركشي في البرهان.
السادسة: أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع، كما حكاه القاضي أبو بكر في "مختصر التقريب"؛ لأن دخول السبب قطعي، ونقل بعضهم الاتفاق على أن لتقدم السبب على ورود العموم أثرا.ولا التفات إلى ما نقل عن بعضهم من تجويز إخراج محل السبب بالتخصيص لأمرين:
أحدهما:أنه يلزم منه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولا يجوز.
والثاني:أن فيه عدولا عن محل السؤال، وذلك لا يجوز في حق الشارع لئلا يلتبس على السائل.
واتفقوا على أنه تعتبر النصوصية في السبب من جهة استحالة تأخير البيان عن وقت الحاجة وتؤثر أيضا فيما وراء محل السبب وهو إبطال الدلالة على قول والضعف على قول. ذكره الزركشي في البرهان.
السابعة: دفع توهم الحصر.
مثاله: ما قاله الشافعي في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً}الآية حيث قال ما معناه: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل. ذكره الزركشي في البرهان.
الثامنة: التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي.
مثال ذلك:قصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك))فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
التاسعة: معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
مثاله:عندما قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر: (إنه الذي أنزل فيه {والذي قال لوالديه أف لكما}الآية [الأحقاف: 17])، حتى ردت عليه عائشة وبينت له سبب نزولها.
ذكره السيوطي في الإتقان.
العاشرة: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الحادية عشر: أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين، ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
المصنفات في أسباب النزول:
أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري، ومن أحسنها وأشهرها كتاب الواحدي، ثم شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر. وكثير من أسباب النزول روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي العالية والسدي ومقاتل وغيرهم. وهذا حاصل ما ذكره البلقيني في مواقع العلوم، والسيوطي في الإتقان والتحبير.
مصنف الواحدي: (أسباب النزول)
أسباب كتابة الواحدي لكتابه:
قال الواحدي عن ذلك في أسباب النزول: "أما اليوم فكل أحد يخترع شيئًا ويختلق إفكًا وكذبًا ملقيًا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول هذا القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب".
طريقة الواحدي في كتابه:
قال عن ذلك في أسباب النزول:" لا بد من القول أولاً في مبادئ الوحي وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعهد جبريل إياه بالتنزيل والكشف عن تلك الأحوال، والقول فيها على طريق الإجمال، ثم نفرغ للقول مفصلاً في سبب نزول كل آية روي لها سببٌ مَقُول مروي منقول".
عيب مصنف الواحدي:
فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث؛ فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها.وتارة يورده مقطوعا فلا يدرى هل له إسناد أو لا؟. ذكره السيوطي في الإتقان.
مصنف السيوطي ( الإتقان في علوم القرآن ):
أسباب كتابته:
ما دفعه إلى ذلك أنه قد ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}نحو عشرة أقوال،وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين.ذكرها الوادعي في الصحيح المسند نقلا عن السيوطي في الإتقان.
مميزات كتاب السيوطي:
أحدها:الاختصار.
ثانيها:الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وقد ميزتها بصورة (ك) رمزا عليها.
ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة؛ كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي، والدارقطني، ومسانيد أحمد والبزار وأبي يعلي، ومعاجم الطبراني، وتفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم.
رابعها:تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة.
سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول.
ذكرها السيوطي في لباب النقول.
كتابات ابن عاشور :
لم يفرد ابن عاشور مصنفا في أسباب النزول لكنه تحدث عنها في مقدمة التفسير في كتابه التحرير والتنوير. ( حسب ما فهمت )
أسباب كتابة ابن عاشور في أسباب النزول:
ذكر ابن عاشور أن من دوافع كتابته في ذلك الموضوع: أنه قد أُولِعَ كثير من المفسرين بتطلّب أسباب نزول آي القرآن، وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، وأغربوا في ذلك وأكثروا حتى كاد بعضهم أن يوهم الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، وحتى رفعوا الثقة بما ذكروا.
بيد أنا نجد في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها، ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل، فكان أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف، وكان في غض النظر عنه وإرسال حبله على غاربه خطر عظيم في فهم القرآن. ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
مصنف الوادعي: ( الصحيح المسند من أسباب النزول )
أسباب كتابة الوادعي:
منها:الرغبة في التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي، وذلك كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك))فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
ومنها: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
طريقة الوادعي في كتابه:
كان لديه اهتمام شديد بذكر أسانيد روايات أسباب النزول، وبيان الصحيح منها والضعيف. وقال عن نفسه في ذلك:" لم آل جهدا في الحرص على العزو إلى أئمة الحديث وكتبهم وقد يضيق علي الوقت فأكتفي بالعزو إلى بعضهم وربما اكتفيت بعزو بعض المؤلفين إليهم وهذا قليل وربما صعب علي الوقوف على سند الحديث إذا كان في الكتب المفقودة أو العزيزة الوجود فإن صححه إمام تطمئن النفس إلى تصحيحه كتبته بدون سند وإلا توقفت فيه حتى يسهل الله بالعثور على سنده".
مثال ذلك: قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ.}
ذكر الوادعي أنه يكاد لا يوجد تفسير إلا وهذه القصة مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
ثم أورد الوادعي أقوال جهابذة علماء الحديث فقال:
- قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال: لم يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا أقبلها.
قال أبو محمد: وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان؛ فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض ألا يقرّ في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك، وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك الألهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس بالقوي ا.هـ. [ج11من المحلى ص 208]
- وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف.
- وقال الحافظ في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واهٍ، وقال في [الفتح: 3/8 ]بعد ذكر بعض القصة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ا.هـ.
- وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد:7/32] رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
- وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرَّة.
- وقال المناوي في [فيض القدير :4/527]: (قال البيهقي: "في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير" ، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال: "وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ولا أظنه يصح- هو البدري نظر" ).ا.هـ كلام المناوي.
- وقال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 3/338]: سندها ضعيف.
وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
مثال آخر: ما روي عن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقَّ لها رِقَّة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا))
قالوا: نعم يا رسول الله، وردّوا عليها الذي لها.
قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنت مسلما؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك فافدِ نفسَك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر)).
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله.
قال: (( فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلتَ لها إن أصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم )).
فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفعل)).
ففدى العباس نفسه وبني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل).
قال الوادعي بعدما ذكر هذا الحديث أن ما يلي:
أن هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ا.هـ.
وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /28]: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع)ا.هـ.
ثم بعد الاطلاع على [سنن البيهقي: 6/322]ظهر أن قصة العباس مدرجة على هذا السند.
قال البيهقي رحمه الله: كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك، ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر، وأنها مرسلة.
وقال الحافظ في[الفتح :9/382]بعد ذكره هذه القصة: (وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة والعلم عند الله)ا.هـ.
وقال في [المطالب العالية:3/337]: (وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلام ابن إسحاق وحديث عباس على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أولا فهو مسند وعلى ذلك عمل إسحاق)ا.هـ.ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
نزول القرآن
أقسام نزول القرآن:
القسم الأول: قسم نزل ابتداء بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك.
القسم الثاني:قسم نزل عقب واقعة أو سؤال.
ذكره السيوطي في الإتقان والوادعي في الصحيح المسند
حال نزول القرآن:
أنزله الله مفرقًا، قال تعالى {وَقُرآَنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلاً}، ذكره الواحدي في أسباب النزول.
بين أول نزول وآخر نزوله:
ذكر أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة أنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر وبالمدينة عشر سنين، ذكره الواحدي في أسباب النزول.
أنواع أسباب النزول
النوع الأول:أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
النوع الثاني: أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في سبب نزول آية اللعان. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
وهذه الأنواع على قسمين:
القسم الأول:المشهور، ومنه صحيح كقصة الإفك وآية السعي والتيمم والعرنيين وموافقات عمر. ومنه ضعيف كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}الآية [النساء: 58].وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع. ذكره السيوطي في التحبير.
القسم الثاني:الغريب، وهو أيضاً منه صحيح ومنه ضعيف. ذكره السيوطي في التحبير.
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول:
منها في سورة البقرة فيها ما رواه البخاري في "الصحيح" في باب:
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، قال: حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: (قال عمر رضي الله عنه: (وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت آية الحجاب.
وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن؟ فأنزل الله:
{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن}الآية [التحريم: 5])).
ومنها ما رواه البخاري في الصحيح في قوله – تعالى-:
{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]، عن عائشة رضي الله عنها: (أنها إنما نزلت في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا. بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله– تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]).
وعضده ما رواه البخاري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنه سئل عن الصفا والمروة، فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله – تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]).
ومنها ما رواه البخاري، في "الصحيح" من طريق البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله – سبحانه-:
{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم}الآية [البقرة: 187]).
ومنها ما رواه البخاري في "الصحيح" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت:
{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}الآية [198]، في مواسم الحج).
ولنقتصر على هذه الأمثلة ففيها مقنع.
ومن ذلك الوقائع المشهورة مثل قصة الإفك، وقصة التيمم، وقصة المتخلفين عن غزوة تبوك ونحو ذلك.
ذكره البلقيني في مواقع العلوم.
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
على خمسة أقسام:
الأول:هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}ونحو {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}ومثل بعض الآيات التي فيها {ومن الناس}.
والثاني:هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها، مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام}الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ومثل قول أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يغزو الرجال ولا نغزو، فنزل قوله تعالى{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية. وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا.
والثالث:هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها، فكثيرا ما تجد المفسرين وغيرهم يقولون نزلت في كذا وكذا، وهم يريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: ((من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان))فأنزل الله تصديق ذلك{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض ابن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال: في أنزلت بصيغة الحصر.
ومثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى: {ومنهم- ومنهم}ولذلك قال ابن عباس: كنا نسمي سورة التوبة سورة الفاضحة. ومثل قوله تعالى: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}فلا حاجة لبيان أنها نزلت لما أظهر بعض اليهود مودة المؤمنين. وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات.
والرابع:هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية ويدل لهذا النوع وجود اختلاف كثير بين الصحابة في كثير من أسباب النزول كما هو مبسوط في المسألة الخامسة من بحث أسباب النزول من الإتقان فارجعوا إليه ففيه أمثلة كثيرة.
وفي "صحيح البخاري" في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}بألف بعد لام السلام وقال: كان رجل في غنيمة له تصغير غنم فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام}الآية. فالقصة لا بد أن تكون قد وقعت لأن ابن عباس رواها لكن الآية ليست نازلة فيها بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}وبعدها{فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل}.
وفي تفسير تلك السورة من صحيح البخاري بعد أن ذكر نزاع الزبير والأنصاري في ماء شراج الحرة قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}الآية قال السيوطي في "الإتقان" عن الزركشي قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها. وفيه عن ابن تيمية قد تنازع العلماء في قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا، هل يجري مجرى المسند أو يجري مجرى التفسير? فالبخاري يدخله في المسند، وأكثر أهل المسانيد لا يدخلونه فيه، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلونه في المسند.
والخامس:قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد. وكذلك حديث عبد الله بن مسعود قال لما نزل قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ظنوا أن الظلم هو المعصية. فقال رسول الله: ((إنه ليس بذلك? ألا تسمع لقول لقمان لابنه {إن الشرك لظلم عظيم})).ومن هذا القسم ما لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها ولكنه يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء}الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.
- هذا وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها، وهذا الهدي قد يكون واردا قبل الحاجة، وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما، وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه، وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، والحكمة في ذلك أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها، وليمكن تواتر الدين، وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط، وإلا فإن الله قادر أن يجعل القرآن أضعاف هذا المنزل وأن يطيل عمر النبي صلى الله عليه وسلم للتشريع أكثر مما أطال عمر إبراهيم وموسى، ولذلك قال تعالى: {وأتممت عليكم نعمتي}، فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله، وقد اغتر بعض الفرق بذلك. قال ابن سيرين في الخوارج: إنهم عمدوا إلى آيات الوعيد النازلة في المشركين فوضعوها على المسلمين فجاءوا ببدعة القول بالتكفير بالذنب، وقد قال الحرورية لعلي رضي الله عنه يوم التحكيم: {إن الحكم إلا لله}فقال علي كلمة حق أريد بها باطل وفسرها في خطبة له في "نهج البلاغة".
- وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين.
ذكرها ابن عاشور في التحرير والتنوير.
ملاحظات:
الأولى: أنه قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد، ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى.
مثاله:ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت: (يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع}إلى آخر الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج الحاكم عنها أيضا، قالت: (قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء، فأنزلت:{إن المسلمين والمسلمات}والآية [الأحزاب: 35]، أنزلت:{أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج أيضا عنها، أنها قالت: (يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية [النساء: 32]، وأنزل:{إن المسلمين والمسلمات}الآية [الأحزاب: 35]).
ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه البخاري من حديث زيد بن ثابت: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين . . . والمجاهدون في سبيل الله فجاء ابن أم مكتوم، وقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى، فأنزل الله:{غير أولي الضرر}الآية [النساء: 95]).
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت أيضا، قال: (كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لواضع القلم على أذني إذ أمر بالقتال فجعل رسول الله ينظر ما ينزل عليه إذ جاء أعمى، فقال: كيف لي يا رسول الله وأنا أعمى، فنزلت:{ليس على الضعفاء}الآية [التوبة: 91]).
ومن أمثلته ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة، فقال:((إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان))فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((علام تشتمني أنت وأصحابك؟))فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا: حتى تجاوز عنهم فأنزل الله:{يحلفون بالله ما قالوا}الآية [التوبة: 74]).
وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وآخره: (فأنزل الله:{يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم}الآية. ذكره السيوطي في الإتقان.
مثال آخر: في حديث المسيب رضي الله عنه في شأن وفاة أبي طالب وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه))فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.ونزل في أبي طالب {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثانية: وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد، كما في آية اللعان وغيرها. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثالثة: تنزل الآيات على الأسباب خاصة وتوضع كل واحدة منها مع ما يناسبها من الآي رعاية لنظم القرآن وحسن السياق، فذلك الذي وضعت معه الآية نازلة على سبب خاص للمناسبة إذ كان مسوقا لما نزل في معنى يدخل تحت ذلك اللفظ العام أو كان من جملة الأفراد الداخلة وضعا تحت اللفظ العام فدلالة اللفظ عليه هل هي كالسبب فلا يخرج ويكون مرادا من الآيات قطعا؟ أو لا ينتهي في القوة إلى ذلك؟ لأنه قد يراد غيره وتكون المناسبة مشبهة به؟ فيه احتمال.
واختار بعضهم أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق العموم المجرد ومثاله قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}الآية [النساء: 58]فإن مناسبتها للآية التي قبلها وهى قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}الآية [النساء: 51]، أن ذلك إشارة إلى كعب بن الأشرف كان قدم إلى مكة وشاهد قتلى بدر وحرض الكفار على الأخذ بثأرهم وغزو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألوه: من أهدى سبيلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو هم؟ فقال: أنتم -كذبا منه وضلالة- لعنه الله، فتلك الآية في حقه وحق من شاركه في تلك المقالة، وهم أهل كتاب يجدون عندهم في كتابهم بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفته، وقد أخذت عليهم المواثيق ألا يكتموا ذلك وأن ينصروه، وكان ذلك أمانة لازمة لهم، فلم يؤدوها ، وخانوا فيها، وذلك مناسب لقوله:
{إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}الآية [النساء: 58]، قال ابن العربي: في تفسيره وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا، فكان ذلك خيانة منهم، فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات. انتهى.
ولا يرد على هذا أن قصة كعب بن الأشرف كانت عقب بدر، ونزول {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ}الآية [النساء: 58]في الفتح أو قريبا منها وبينهما ست سنين؛ لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول ولا يشترط في المناسبة؛ لأن المقصود منها: وضع آية في موضع يناسبها، والآيات كانت تنزل على أسبابها ويأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوضعها في المواضع التي علم من الله تعالى أنها مواضعها. ذكره الزركشي في البرهان.
الرابعة:قد يكون النزول سابقا على الحكم
مثاله:قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[الأعلى: 14]فإنه يستدل بها على زكاة الفطر.
روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر: (أنها نزلت في زكاة رمضان)ثم أسند مرفوعا نحوه.
وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؛ لأن هذه السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة. وأجاب البغوي في تفسيره: أنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}الآية [البلد: 1-2]فالسورة مكية، وظهور أثر الحل يوم فتح مكة حتى: قال عليه السلام: ((أحلت لي ساعة من نهار)).
وكذلك نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}
ذكره الزركشي في البرهان.
الخامسة: عدم إدخال الأخبار في أسباب النزول
الذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك.
وكذلك ذكره في قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}سبب اتخاذه خليلا فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى. ذكره السيوطي في لباب النقول.
صيغ أسباب النزول واحتمالاتها
صيغ اسباب النزول الصريحة
الأولى:إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا.
الثانية:إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا فنزلت الآية.
ذكرهما الوادعي في الصحيح المسند.
صيغ أسباب النزول المحتملة
الأولى: إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.
الثانية:إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب فهاتان صيغتان تحتملان السببية.
ذكرهما الوادعي في الصحيح المسند.
أحوال الاختلاف في أسباب النزول
الحالة الأولى: أن يكون هناك سببين أو اكثر، ويمكن الجمع بينهما بأن ويكون نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
ومثاله:ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: (أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين}الآية[النور: 6-9]).
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: (جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب المسائل فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال:((إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآنا . . .)) الحديث.
جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
وأخرج البزار عن حذيفة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟))قال: شرا، قال:((فأنت يا عمر؟))قال:((كنت أقول لعن الله الأعجز وإنه لخبيث))فنزلت).
قال ابن حجر: لا مانع من تعدد الأسباب.
وهذا حاصل ما ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير، والبلقيني في مواقع العلوم.
الحالة الثانية:ألا يمكن أن تنزل عقب السببين لتباعدهما؛ فيحمل على تعدد النزول وتكرره.
مثاله:ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال: (لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله))فقال أبو جهل: وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}الآية [التوبة: 113]).
وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال: (سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت).
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فقال: ((إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}الآية [التوبة: 113]))).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول.
ومن أمثلته أيضا ما أخرجه البيهقي والبزار عن أبي هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثل به فقال: ((لأمثلن بسبعين منهم مكانك))، فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل:{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}إلى آخر السورة [النحل: 126-128]).
وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي بن كعب قال: (لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله:{وإن عاقبتم}الآية [النحل: 126]).
فظاهره تأخير نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد.
قال ابن الحصار: ويجمع بأنها نزلت أولا بمكة قبل الهجرة مع السورة؛ لأنها مكية، ثم ثانيا بأحد، ثم ثالثا يوم الفتح تذكيرا من الله لعباده، وجعل ابن كثير من هذا القسم آية الروح.
ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة الثالثة: إذا تعارض سببان ولم يمكن الجمع بينهما وكان أحدهما أرجح راوية من الآخر
إن لم يمكن الجمع قدم ما كان سنده صحيحاً أو له مرجح ككون راويه صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية ونحو ذلك. ذكره السيوطي في التحبير والإتقان.
ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: (اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}[الضحى: 1-3]).
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال:((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني؟))فقلت: في نفسي لو هيأت البيت، وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:{والضحى}إلى قوله:{فترضى}[الضحى: 1-3]).
وقال ابن حجر في "شرح البخاري": قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، وفي إسناده من لا يعرف، فالمعتمد ما في الصحيح.
ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{فولوا وجوهكم شطره}الآية [البقرة: 144]فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب}الآية [البقرة: 142]وقال:{فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]).
وأخرج الحاكم وغيره، عن ابن عمر، قال: (نزلت:{فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع).
وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة، قال: (كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت).
وأخرج الدارقطني نحوه من حديث جابر بسند ضعيف أيضا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد، قال لما نزلت: {ادعوني أستجب لكم}الآية [غافر: 60]، قالوا: (إلى أين فنزلت) مرسل.
وأخرج عن قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه))فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت). معضل غريب جدا.
فهذه خمسة أسباب مختلفة، وأضعفها الأخير؛ لإعضاله ثم ما قبله؛ لإرساله ثم ما قبله؛ لضعف رواته، والثاني صحيح، لكنه قال: قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب، والأول صحيح الإسناد/ وصرح فيه بذكر السبب فهو المعتمد.
ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: (قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال:(({قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}الآية [الإسراء: 85]))).
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سألوه عن الروح قال: فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح}الآية [الإسراء: 85])، فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة.
ذكره السيوطي في الإتقان
الحالة الخامسة: إن تعارض سببان وصيغة كل منهما محتملة
إن عبر أحد المفسرين بقوله: (نزلت في كذا)، والآخر: (نزلت في كذا) وذكر أمرا آخر، فهذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول، فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما. ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة السادسة: إن تعارض سببان وصيغة أحدهما صريحة والآخر محتملة
إن عبر أحد المفسرين بقوله: (نزلت في كذا)، وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد، وذاك استنباط.
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال: (أنزلت {نساؤكم حرث لكم..}الآية في إتيان النساء في أدبارهن).
وجابر جاء عنه التصريح بذكر سبب خلافه، فالمعتمد حديث جابر؛ لأنه نقل، وقول ابن عمر استنباط منه وقد وهمه فيه ابن عباس، وذكر مثل حديث جابر، كما أخرجه أبو داود والحاكم. ذكره السيوطي في الإتقان.
تنبيه
قد يكون في إحدى القصتين ( فتلا ) فيهم الراوي فيقول فنزل.
مثاله:ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:{وما قدروا الله حق قدره}الآية [الأنعام: 91])، والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية).
ومن أمثلته:أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال: (سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال:((أخبرني بهن جبريل آنفا)) قال: جبريل؟ قال:((نعم))قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك}الآية [البقرة: 97]).
قال ابن حجر في "شرح البخاري": ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ، قال: وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام.
ذكره السيوطي في الإتقان.
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
اختلف أهلُ الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟
والصحيح الأول
الأدلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
الأول:أن الأنصاري الذي قبل الأجنبية ونزلت فيه {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}الآية، قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألِيَ هذا وحدي يا رسول الله؟
ومعنى هذا هل حكم هذه الآية يختص بي لأني سبب نزولها؟
فأفتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال: ((بل لأمتي كلهم)).
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثاني:اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعا ذائعا بينهم.
قال ابن جرير: حدثني محمد بن أبي معشر أخبرنا أبي أبو معشر نجيح سمعت سعيد المقبري يذاكر محمد بن كعب القرظي، فقال سعيد: إن في بعض كتب الله إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسوا لباس مسوك الضأن من اللين يجترون الدنيا بالدين، فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}الآية [البقرة: 204]، فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد.
فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم {لا تحسبن الذين يفرحون}الآية [آل عمران: 188]، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب.
وأجاب السيوطي عن ذلك في الإتقان: أجيب عن ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص.
ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في قوله تعالى: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82] بالشرك، من قوله: {إن الشرك لظلم عظيم}الآية [لقمان: 13]، مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم.
وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم، فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت، قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن أبي حماد حدثنا أبو تميلة بن عبد المؤمن عن نجدة الحنفي قال: سألت ابن عباس عن قوله: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}الآية [المائدة: 38]، أخاص أم عام؟ قال: (بل عام).
ذكره السيوطي في الإتقان.
الثالث:قال ابن تيمية: قد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية: نزلت في كذا، لاسيما إن كان المذكور شخصا كقولهم إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله: {وأن احكم بينهم} الآية [المائدة: 49]نزلت في بني قريظة والنضير، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أو في قوم من اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين: إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته". ذكرها السيوطي في الإتقان
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
-التنبيه على أن العبرة بعموم اللفظ، ذكره الزركشي البرهان ثم نقل قول الزمخشري في تفسير سورة الهمزة حيث قال ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه، فإن ذلك أزجر له وأنكى فيه.
أمثلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
مثاله: قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}الآية [النساء: 51]إلى آخره، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم فسألوهم: من أهدى سبيلا محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم، مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: أنتم أهدى سبيلا حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول التوعد عليه المفيد للأمر بمقابله المشتمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم بإفادة أنه الموصوف في كتابهم، وذلك مناسب لقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}الآية [النساء: 58].
فهذا عام في كل أمانة، وذلك خاص بأمانة، هي صفة النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق، السابق والعام تال للخاص في الرسم، متراخ عنه في النزول، والمناسبة تقتضي دخول ما دل عليه الخاص في العام، ولذا قال ابن العربي في تفسيره: وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا فكان ذلك خيانة منهم فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات. انتهى.
قال بعضهم: ولا يرد تأخر نزول آية الأمانات عن التي قبلها بنحو ست سنين؛ لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول لا في المناسبة؛ لأن المقصود منها وضع آية في موضع يناسبها والآيات كانت تنزل على أسبابها، ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها في المواضع التي علم من الله أنها مواضعها.
ذكره السيوطي في الإتقان.
صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
صورة السبب فجمهور أهل الأصول أنها قطعية الدخول في العام فلا يجوز إخراجها منه بمخصص وهو التحقيق وروي عن مالك أنها ظنية الدخول كغيرها من أفراد العام.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
من صور العام الذي يراد به الخصوص
بعض ألفاظ الآيات له عموم لكنها نزلت في معين ولا عموم للفظها وهي تقصر عليه فقط، كقوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}[الليل: 17]فإنها نزلت في أبي بكر الصديق بالإجماع.
وقد استدل بها الإمام فخر الدين الرازي مع قوله: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}الآية [الحجرات: 13]، على أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووهم من ظن أن الآية عامة في كل من عمل عمله، إجراء له على القاعدة، وهذا غلط فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم إذ الألف واللام إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أو معرفة في جمع زاد قوم: أو مفرد بشرط ألا يكون هناك عهد.
واللام في {الأتقى}الآية [الليل: 17]، ليست موصولة؛ لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعا، و{الأتقى}الآية [الليل: 17]، ليس جمعا بل هو مفرد، والعهد موجود، خصوصا مع ما يفيده صيغة أفعل من التمييز وقطع المشاركة، فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه. ذكره السيوطي في الإتقان.طريقة معرفة أسباب النزول
القول في أسباب النزول موقوف على السماع
لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها.ذكره الواحدي في أسباب النزول.
وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: (أحسب هذه الآية نزلت في كذا)، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: (خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك))فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه . . ) الحديث).
قال الزبير: (فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم..} الآية. ذكره السيوطي في الإتقان ولباب النقول نقلا عن الواحدي.
الدليل: ما رواه سعدي بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
ذكره الواحدي في أسباب النزول
تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
السلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية.
ومثال ذلك ما رواه محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادًا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن. ذكره الواحدي في أسباب النزول
أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
جمع طرق الحديث فيه فوائد كمعرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا وقد قال ابن الصلاح في [علوم الحديث :82]: وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه)ا.هـ. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
وذكر الوادعيمثال ذلك:
قال [الحاكم رحمه الله:3/324]حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقَّ لها رِقَّة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا))
قالوا: نعم يا رسول الله، وردّوا عليها الذي لها.
قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنت مسلما؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك فافدِ نفسَك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر)).
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله.
قال: (( فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلتَ لها إن أصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم )).
فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفعل)).
ففدى العباس نفسه وبني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل). هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ا.هـ.
وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /28]: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع)ا.هـ.
ثم بعد الاطلاع على [سنن البيهقي: 6/322]ظهر أن قصة العباس مدرجة على هذا السند.
قال البيهقي رحمه الله: كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك، ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر، وأنها مرسلة.
وقال الحافظ في[الفتح :9/382]بعد ذكره هذه القصة: (وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة والعلم عند الله)ا.هـ.
وقال في [المطالب العالية:3/337]: (وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلام ابن إسحاق وحديث عباس على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أولا فهو مسند وعلى ذلك عمل إسحاق)ا.هـ.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
الحذر من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
فقد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسير
ومثال ذلك: قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
أما جهابذة علماء الحديث ونقاده فإليك ما قالوه فيها:
- قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال: لم يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا أقبلها.
قال أبو محمد: وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان؛ فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض ألا يقرّ في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك، وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك الألهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس بالقوي ا.هـ. [ج11من المحلى ص 208]
- وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف.
- وقال الحافظ في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واهٍ، وقال في [الفتح: 3/8 ]بعد ذكر بعض القصة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ا.هـ.
- وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد:7/32] رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
- وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرَّة.
- وقال المناوي في [فيض القدير :4/527]: (قال البيهقي: "في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير" ، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال: "وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ولا أظنه يصح- هو البدري نظر" ).ا.هـ كلام المناوي.
- وقال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 3/338]: سندها ضعيف.
وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه.ذكره الوادعي في الصحيح المسند
قول الصحابة في أسباب النزول
قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
ما كان عن صحابي: فهو مسند مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع. أما سائر تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمعدود في الموقوفات.
شرط إدخال أقوال الصحابة في المسند
أن يصح اتصال سنده للصحابي
مثال لقول الصحابة في أسباب النزول
قول جابر رضي الله عنه: كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية

قول التابعين في أسباب النزول
شروط قبول تفسير التابعي المرسل
1-أن يكون سند متصل إلي التابعي
2-أن يكون راويه معروفا أنه لا يروي إلا عن صحابي
3- أن تعدد طرقه فيكون له شاهد من حديث آخر متصل ( ولو ضعيفا ) أو مرسل.
وهذا حاصل قول السيوطي والبلقيني والوادعي
قول السلف نزلت في كذا
معنى قول السلف نزلت في كذا
يعني أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها. ذكره الزركشي البرهان.
حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند
وجماعة من المحدثين يجعلون هذا من المرفوع المسند كما في قول ابن عمر في قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}الآية [البقرة: 223].
وأما الإمام أحمد فلم يدخله في المسند وكذلك مسلم وغيره وجعلوا هذا مما يقال بالاستدلال وبالتأويل فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع. ذكره الزركشي البرهان.

إسراء خليفة 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م 10:00 PM

معرفة أسباب النزول
 
فهرسة مسائل معرفة أسباب النزول

أهمية معرفة أسباب النزول:
الأولى: الوقوف على المعني
الثانية: إزالة الإشكال
الثالثة: منها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات
الرابعة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم
الخامسة:تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب
السادسة: أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع
السابعة: دفع توهم الحصر.
الثامنة: التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر
التاسعة: معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
العاشرة: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع
الحادية عشر: أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال
المصنفات في أسباب النزول:
مصنف الواحدي: (أسباب النزول)
أسباب كتابة الواحدي لكتابه:
طريقة الواحدي في كتابه:
عيب مصنف الواحدي:
مصنف السيوطي ( الإتقان في علوم القرآن ):
أسباب كتابته:
مميزات كتاب السيوطي:
كتابات ابن عاشور :
أسباب كتابة ابن عاشور في أسباب النزول:
مصنف الوادعي: ( الصحيح المسند من أسباب النزول )
أسباب كتابة الوادعي:
طريقة الوادعي في كتابه:
نزول القرآن
أقسام نزول القرآن:
حال نزول القرآن:
بين أول نزول وآخر نزوله:
أنواع أسباب النزول
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول:
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
ملاحظات:
الأولى: أنه قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد
الثانية: وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد
الثالثة: السياق الذي جاء فيه السبب هل يكون كالسبب أو كالعام؟
الرابعة:قد يكون النزول سابقا على الحكم
الخامسة: عدم إدخال الأخبار في أسباب النزول
صيغ أسباب النزول واحتمالاتها
صيغ اسباب النزول الصريحة

صيغ أسباب النزول المحتملة
أحوال الاختلاف في أسباب النزول
الحالة الأولى: أن يكون هناك سببين أو اكثر، ويمكن الجمع بينهما بأن ويكون نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
الحالة الثانية:ألا يمكن أن تنزل عقب السببين لتباعدهما؛ فيحمل على تعدد النزول وتكرره.
الحالة الثالثة: إذا تعارض سببان ولم يمكن الجمع بينهما وكان أحدهما أرجح راوية من الآخر
الحالة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
الحالة الخامسة: إن تعارض سببان وصيغة كل منهما محتملة
الحالة السادسة: إن تعارض سببان وصيغة أحدهما صريحة والآخر محتملة
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
الأدلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
أمثلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
من صور العام الذي يراد به الخصوص
طريقة معرفة أسباب النزول
القول في أسباب النزول موقوف على السماع

تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
الحذر من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
قول الصحابة في أسباب النزول
قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
شرط إدخال أقوال الصحابة في المسند
مثال لقول الصحابة في أسباب النزول
قول التابعين في أسباب النزول
شروط قبول تفسير التابعي المرسل
قول السلف نزلت في كذا
معنى قول السلف نزلت في كذا

حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند


تلخيص معرفة أسباب النزول


أهمية معرفة أسباب النزول:
الأولى: الوقوف على المعني؛فأسباب النزول أولى ما تصرف العناية إليها لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها. ومنها ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز، ومنها ما يكون وحده تفسيرا.
قال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
قال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّ.
قال الشيخ أبو الفتح القشيري: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.
وهذا حاصل ما ذكره الواحدي في أسباب النزول، والسيوطي في الإتقان، والزركشي في البرهان، ابن عاشور في التحرير والتنوير.
الثانية: إزالة الإشكال، فمنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية .
ذكره السيوطي في الإتقان ولباب النقول، ابن عاشور في التحرير والتنوير.
أمثلة:
المثال الأول:عندما أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا}الآية ، وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه. أخرجه الشيخان.ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الثاني:حكي عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معد يكرب أنهما كانا يقولان: (الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}الآية [المائدة: 93])، ولو علما سبب نزولها لم يقولا ذلك، وهو أن ناسا قالوا: (لما حرمت الخمر كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت). أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الثالث:من ذلك قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر}الآية [الطلاق: 4]، فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة، حتى قال الظاهرية: بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب.
وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: (قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت). أخرجه الحاكم عن أبي.فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أو لا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أو لا فمعنى: {إن ارتبتم}إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الرابع: من ذلك قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]، فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها علم أنها في نافلة السفر أو فيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الخامس: ما روي في الموطأ عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه أنه قال:قلت لعائشة أم المؤمنين وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى:{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}فما على الرجل شيء ألا يطوف بهما، قالت عائشة: كلا، لو كان كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله عن ذلك فأنزل الله تعالى{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير، والسيوطي في الإتقان.
المثال السادس:أشكلت بعض الآيات على بعض الصحابة فمن بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}حتى أخبرهم أبو أيوب
الأنصاري رضي الله عنه بسبب نزولها فظهر لهم معناها. ومما أشكل عليهم قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثالثة: منها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات؛ فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام، ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير. الرابعة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم،ذكره الزركشي في البرهان.
الخامسة:تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ذكره الزركشي في البرهان.
السادسة: أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع، كما حكاه القاضي أبو بكر في "مختصر التقريب"؛ لأن دخول السبب قطعي، ونقل بعضهم الاتفاق على أن لتقدم السبب على ورود العموم أثرا.ولا التفات إلى ما نقل عن بعضهم من تجويز إخراج محل السبب بالتخصيص لأمرين:
أحدهما:أنه يلزم منه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولا يجوز.
والثاني:أن فيه عدولا عن محل السؤال، وذلك لا يجوز في حق الشارع لئلا يلتبس على السائل.
واتفقوا على أنه تعتبر النصوصية في السبب من جهة استحالة تأخير البيان عن وقت الحاجة وتؤثر أيضا فيما وراء محل السبب وهو إبطال الدلالة على قول والضعف على قول. ذكره الزركشي في البرهان.
السابعة: دفع توهم الحصر.
مثاله: ما قاله الشافعي في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً}الآية حيث قال ما معناه: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل. ذكره الزركشي في البرهان.
الثامنة: التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي.
مثال ذلك:قصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك))فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
التاسعة: معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
مثاله:عندما قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر: (إنه الذي أنزل فيه {والذي قال لوالديه أف لكما}الآية [الأحقاف: 17])، حتى ردت عليه عائشة وبينت له سبب نزولها.
ذكره السيوطي في الإتقان.
العاشرة: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الحادية عشر: أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين، ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.

المصنفات في أسباب النزول
:

أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري، ومن أحسنها وأشهرها كتاب الواحدي، ثم شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر. وكثير من أسباب النزول روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي العالية والسدي ومقاتل وغيرهم. وهذا حاصل ما ذكره البلقيني في مواقع العلوم، والسيوطي في الإتقان والتحبير.
مصنف الواحدي: (أسباب النزول)
أسباب كتابة الواحدي لكتابه:
قال الواحدي عن ذلك في أسباب النزول: "أما اليوم فكل أحد يخترع شيئًا ويختلق إفكًا وكذبًا ملقيًا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول هذا القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب".
طريقة الواحدي في كتابه:
قال عن ذلك في أسباب النزول:" لا بد من القول أولاً في مبادئ الوحي وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعهد جبريل إياه بالتنزيل والكشف عن تلك الأحوال، والقول فيها على طريق الإجمال، ثم نفرغ للقول مفصلاً في سبب نزول كل آية روي لها سببٌ مَقُول مروي منقول".
عيب مصنف الواحدي:
فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث؛ فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها.وتارة يورده مقطوعا فلا يدرى هل له إسناد أو لا؟. ذكره السيوطي في الإتقان.
مصنف السيوطي ( الإتقان في علوم القرآن ):
أسباب كتابته:
ما دفعه إلى ذلك أنه قد ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}نحو عشرة أقوال،وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين.ذكرها الوادعي في الصحيح المسند نقلا عن السيوطي في الإتقان.
مميزات كتاب السيوطي:
أحدها:الاختصار.
ثانيها:الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وقد ميزتها بصورة (ك) رمزا عليها.
ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة؛ كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي، والدارقطني، ومسانيد أحمد والبزار وأبي يعلي، ومعاجم الطبراني، وتفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم.
رابعها:تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة.
سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول.
ذكرها السيوطي في لباب النقول.
كتابات ابن عاشور :
لم يفرد ابن عاشور مصنفا في أسباب النزول لكنه تحدث عنها في مقدمة التفسير في كتابه التحرير والتنوير. ( حسب ما فهمت )
أسباب كتابة ابن عاشور في أسباب النزول:
ذكر ابن عاشور أن من دوافع كتابته في ذلك الموضوع: أنه قد أُولِعَ كثير من المفسرين بتطلّب أسباب نزول آي القرآن، وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، وأغربوا في ذلك وأكثروا حتى كاد بعضهم أن يوهم الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، وحتى رفعوا الثقة بما ذكروا.
بيد أنا نجد في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها، ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل، فكان أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف، وكان في غض النظر عنه وإرسال حبله على غاربه خطر عظيم في فهم القرآن. ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
مصنف الوادعي: ( الصحيح المسند من أسباب النزول )
أسباب كتابة الوادعي:
منها:الرغبة في التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي، وذلك كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك))فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
ومنها: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
طريقة الوادعي في كتابه:
كان لديه اهتمام شديد بذكر أسانيد روايات أسباب النزول، وبيان الصحيح منها والضعيف. وقال عن نفسه في ذلك:" لم آل جهدا في الحرص على العزو إلى أئمة الحديث وكتبهم وقد يضيق علي الوقت فأكتفي بالعزو إلى بعضهم وربما اكتفيت بعزو بعض المؤلفين إليهم وهذا قليل وربما صعب علي الوقوف على سند الحديث إذا كان في الكتب المفقودة أو العزيزة الوجود فإن صححه إمام تطمئن النفس إلى تصحيحه كتبته بدون سند وإلا توقفت فيه حتى يسهل الله بالعثور على سنده".
مثال ذلك: قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ.}
ذكر الوادعي أنه يكاد لا يوجد تفسير إلا وهذه القصة مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
ثم أورد الوادعي أقوال جهابذة علماء الحديث فقال:
- قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال: لم يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا أقبلها.
قال أبو محمد: وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان؛ فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض ألا يقرّ في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك، وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك الألهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس بالقوي ا.هـ. [ج11من المحلى ص 208]
- وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف.
- وقال الحافظ في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واهٍ، وقال في [الفتح: 3/8 ]بعد ذكر بعض القصة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ا.هـ.
- وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد:7/32] رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
- وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرَّة.
- وقال المناوي في [فيض القدير :4/527]: (قال البيهقي: "في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير" ، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال: "وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ولا أظنه يصح- هو البدري نظر" ).ا.هـ كلام المناوي.
- وقال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 3/338]: سندها ضعيف.
وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
مثال آخر: ما روي عن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقَّ لها رِقَّة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا))
قالوا: نعم يا رسول الله، وردّوا عليها الذي لها.
قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنت مسلما؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك فافدِ نفسَك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر)).
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله.
قال: (( فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلتَ لها إن أصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم )).
فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفعل)).
ففدى العباس نفسه وبني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل).
قال الوادعي بعدما ذكر هذا الحديث أن ما يلي:
أن هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ا.هـ.
وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /28]: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع)ا.هـ.
ثم بعد الاطلاع على [سنن البيهقي: 6/322]ظهر أن قصة العباس مدرجة على هذا السند.
قال البيهقي رحمه الله: كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك، ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر، وأنها مرسلة.
وقال الحافظ في[الفتح :9/382]بعد ذكره هذه القصة: (وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة والعلم عند الله)ا.هـ.
وقال في [المطالب العالية:3/337]: (وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلام ابن إسحاق وحديث عباس على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أولا فهو مسند وعلى ذلك عمل إسحاق)ا.هـ.ذكره الوادعي في الصحيح المسند.

نزول القرآن

أقسام نزول القرآن:
القسم الأول: قسم نزل ابتداء بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك.
القسم الثاني:قسم نزل عقب واقعة أو سؤال.
ذكره السيوطي في الإتقان والوادعي في الصحيح المسند
حال نزول القرآن:
أنزله الله مفرقًا، قال تعالى {وَقُرآَنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلاً}، ذكره الواحدي في أسباب النزول.
بين أول نزول وآخر نزوله:
ذكر أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة أنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر وبالمدينة عشر سنين، ذكره الواحدي في أسباب النزول.
أنواع أسباب النزول
النوع الأول:أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
النوع الثاني: أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في سبب نزول آية اللعان. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
وهذه الأنواع على قسمين:
القسم الأول:المشهور، ومنه صحيح كقصة الإفك وآية السعي والتيمم والعرنيين وموافقات عمر. ومنه ضعيف كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}الآية [النساء: 58].وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع. ذكره السيوطي في التحبير.
القسم الثاني:الغريب، وهو أيضاً منه صحيح ومنه ضعيف. ذكره السيوطي في التحبير.
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول:
منها في سورة البقرة فيها ما رواه البخاري في "الصحيح" في باب:
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، قال: حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: (قال عمر رضي الله عنه: (وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت آية الحجاب.
وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن؟ فأنزل الله:
{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن}الآية [التحريم: 5])).
ومنها ما رواه البخاري في الصحيح في قوله – تعالى-:
{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]، عن عائشة رضي الله عنها: (أنها إنما نزلت في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا. بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله– تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]).
وعضده ما رواه البخاري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنه سئل عن الصفا والمروة، فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله – تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]).
ومنها ما رواه البخاري، في "الصحيح" من طريق البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله – سبحانه-:
{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم}الآية [البقرة: 187]).
ومنها ما رواه البخاري في "الصحيح" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت:
{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}الآية [198]، في مواسم الحج).
ولنقتصر على هذه الأمثلة ففيها مقنع.
ومن ذلك الوقائع المشهورة مثل قصة الإفك، وقصة التيمم، وقصة المتخلفين عن غزوة تبوك ونحو ذلك.
ذكره البلقيني في مواقع العلوم.
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
على خمسة أقسام:
الأول:هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}ونحو {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}ومثل بعض الآيات التي فيها {ومن الناس}.
والثاني:هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها، مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام}الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ومثل قول أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يغزو الرجال ولا نغزو، فنزل قوله تعالى{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية. وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا.
والثالث:هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها، فكثيرا ما تجد المفسرين وغيرهم يقولون نزلت في كذا وكذا، وهم يريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: ((من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان))فأنزل الله تصديق ذلك{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض ابن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال: في أنزلت بصيغة الحصر.
ومثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى: {ومنهم- ومنهم}ولذلك قال ابن عباس: كنا نسمي سورة التوبة سورة الفاضحة. ومثل قوله تعالى: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}فلا حاجة لبيان أنها نزلت لما أظهر بعض اليهود مودة المؤمنين. وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات.
والرابع:هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية ويدل لهذا النوع وجود اختلاف كثير بين الصحابة في كثير من أسباب النزول كما هو مبسوط في المسألة الخامسة من بحث أسباب النزول من الإتقان فارجعوا إليه ففيه أمثلة كثيرة.
وفي "صحيح البخاري" في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}بألف بعد لام السلام وقال: كان رجل في غنيمة له تصغير غنم فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام}الآية. فالقصة لا بد أن تكون قد وقعت لأن ابن عباس رواها لكن الآية ليست نازلة فيها بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}وبعدها{فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل}.
وفي تفسير تلك السورة من صحيح البخاري بعد أن ذكر نزاع الزبير والأنصاري في ماء شراج الحرة قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}الآية قال السيوطي في "الإتقان" عن الزركشي قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها. وفيه عن ابن تيمية قد تنازع العلماء في قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا، هل يجري مجرى المسند أو يجري مجرى التفسير? فالبخاري يدخله في المسند، وأكثر أهل المسانيد لا يدخلونه فيه، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلونه في المسند.
والخامس:قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد. وكذلك حديث عبد الله بن مسعود قال لما نزل قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ظنوا أن الظلم هو المعصية. فقال رسول الله: ((إنه ليس بذلك? ألا تسمع لقول لقمان لابنه {إن الشرك لظلم عظيم})).ومن هذا القسم ما لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها ولكنه يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء}الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.
- هذا وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها، وهذا الهدي قد يكون واردا قبل الحاجة، وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما، وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه، وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، والحكمة في ذلك أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها، وليمكن تواتر الدين، وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط، وإلا فإن الله قادر أن يجعل القرآن أضعاف هذا المنزل وأن يطيل عمر النبي صلى الله عليه وسلم للتشريع أكثر مما أطال عمر إبراهيم وموسى، ولذلك قال تعالى: {وأتممت عليكم نعمتي}، فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله، وقد اغتر بعض الفرق بذلك. قال ابن سيرين في الخوارج: إنهم عمدوا إلى آيات الوعيد النازلة في المشركين فوضعوها على المسلمين فجاءوا ببدعة القول بالتكفير بالذنب، وقد قال الحرورية لعلي رضي الله عنه يوم التحكيم: {إن الحكم إلا لله}فقال علي كلمة حق أريد بها باطل وفسرها في خطبة له في "نهج البلاغة".
- وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين.
ذكرها ابن عاشور في التحرير والتنوير.
ملاحظات:
الأولى: أنه قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد، ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى.
مثاله:ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت: (يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع}إلى آخر الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج الحاكم عنها أيضا، قالت: (قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء، فأنزلت:{إن المسلمين والمسلمات}والآية [الأحزاب: 35]، أنزلت:{أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج أيضا عنها، أنها قالت: (يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية [النساء: 32]، وأنزل:{إن المسلمين والمسلمات}الآية [الأحزاب: 35]).
ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه البخاري من حديث زيد بن ثابت: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين . . . والمجاهدون في سبيل الله فجاء ابن أم مكتوم، وقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى، فأنزل الله:{غير أولي الضرر}الآية [النساء: 95]).
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت أيضا، قال: (كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لواضع القلم على أذني إذ أمر بالقتال فجعل رسول الله ينظر ما ينزل عليه إذ جاء أعمى، فقال: كيف لي يا رسول الله وأنا أعمى، فنزلت:{ليس على الضعفاء}الآية [التوبة: 91]).
ومن أمثلته ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة، فقال:((إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان))فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((علام تشتمني أنت وأصحابك؟))فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا: حتى تجاوز عنهم فأنزل الله:{يحلفون بالله ما قالوا}الآية [التوبة: 74]).
وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وآخره: (فأنزل الله:{يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم}الآية. ذكره السيوطي في الإتقان.
مثال آخر: في حديث المسيب رضي الله عنه في شأن وفاة أبي طالب وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه))فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.ونزل في أبي طالب {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثانية: وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد، كما في آية اللعان وغيرها. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثالثة: تنزل الآيات على الأسباب خاصة وتوضع كل واحدة منها مع ما يناسبها من الآي رعاية لنظم القرآن وحسن السياق، فذلك الذي وضعت معه الآية نازلة على سبب خاص للمناسبة إذ كان مسوقا لما نزل في معنى يدخل تحت ذلك اللفظ العام أو كان من جملة الأفراد الداخلة وضعا تحت اللفظ العام فدلالة اللفظ عليه هل هي كالسبب فلا يخرج ويكون مرادا من الآيات قطعا؟ أو لا ينتهي في القوة إلى ذلك؟ لأنه قد يراد غيره وتكون المناسبة مشبهة به؟ فيه احتمال.
واختار بعضهم أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق العموم المجرد ومثاله قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}الآية [النساء: 58]فإن مناسبتها للآية التي قبلها وهى قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}الآية [النساء: 51]، أن ذلك إشارة إلى كعب بن الأشرف كان قدم إلى مكة وشاهد قتلى بدر وحرض الكفار على الأخذ بثأرهم وغزو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألوه: من أهدى سبيلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو هم؟ فقال: أنتم -كذبا منه وضلالة- لعنه الله، فتلك الآية في حقه وحق من شاركه في تلك المقالة، وهم أهل كتاب يجدون عندهم في كتابهم بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفته، وقد أخذت عليهم المواثيق ألا يكتموا ذلك وأن ينصروه، وكان ذلك أمانة لازمة لهم، فلم يؤدوها ، وخانوا فيها، وذلك مناسب لقوله:
{إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}الآية [النساء: 58]، قال ابن العربي: في تفسيره وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا، فكان ذلك خيانة منهم، فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات. انتهى.
ولا يرد على هذا أن قصة كعب بن الأشرف كانت عقب بدر، ونزول {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ}الآية [النساء: 58]في الفتح أو قريبا منها وبينهما ست سنين؛ لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول ولا يشترط في المناسبة؛ لأن المقصود منها: وضع آية في موضع يناسبها، والآيات كانت تنزل على أسبابها ويأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوضعها في المواضع التي علم من الله تعالى أنها مواضعها. ذكره الزركشي في البرهان.
الرابعة:قد يكون النزول سابقا على الحكم
مثاله:قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[الأعلى: 14]فإنه يستدل بها على زكاة الفطر.
روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر: (أنها نزلت في زكاة رمضان)ثم أسند مرفوعا نحوه.
وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؛ لأن هذه السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة. وأجاب البغوي في تفسيره: أنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}الآية [البلد: 1-2]فالسورة مكية، وظهور أثر الحل يوم فتح مكة حتى: قال عليه السلام: ((أحلت لي ساعة من نهار)).
وكذلك نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}
ذكره الزركشي في البرهان.
الخامسة: عدم إدخال الأخبار في أسباب النزول
الذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك.
وكذلك ذكره في قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}سبب اتخاذه خليلا فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى. ذكره السيوطي في لباب النقول.

صيغ أسباب النزول واحتمالاتها

صيغ اسباب النزول الصريحة
الأولى:إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا.
الثانية:إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا فنزلت الآية.
ذكرهما الوادعي في الصحيح المسند.
صيغ أسباب النزول المحتملة
الأولى: إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.
الثانية:إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب فهاتان صيغتان تحتملان السببية.
ذكرهما الوادعي في الصحيح المسند.
أحوال الاختلاف في أسباب النزول
الحالة الأولى: أن يكون هناك سببين أو اكثر، ويمكن الجمع بينهما بأن ويكون نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
ومثاله:ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: (أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين}الآية[النور: 6-9]).
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: (جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب المسائل فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال:((إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآنا . . .)) الحديث.
جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
وأخرج البزار عن حذيفة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟))قال: شرا، قال:((فأنت يا عمر؟))قال:((كنت أقول لعن الله الأعجز وإنه لخبيث))فنزلت).
قال ابن حجر: لا مانع من تعدد الأسباب.
وهذا حاصل ما ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير، والبلقيني في مواقع العلوم.
الحالة الثانية:ألا يمكن أن تنزل عقب السببين لتباعدهما؛ فيحمل على تعدد النزول وتكرره.
مثاله:ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال: (لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله))فقال أبو جهل: وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}الآية [التوبة: 113]).
وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال: (سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت).
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فقال: ((إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}الآية [التوبة: 113]))).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول.
ومن أمثلته أيضا ما أخرجه البيهقي والبزار عن أبي هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثل به فقال: ((لأمثلن بسبعين منهم مكانك))، فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل:{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}إلى آخر السورة [النحل: 126-128]).
وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي بن كعب قال: (لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله:{وإن عاقبتم}الآية [النحل: 126]).
فظاهره تأخير نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد.
قال ابن الحصار: ويجمع بأنها نزلت أولا بمكة قبل الهجرة مع السورة؛ لأنها مكية، ثم ثانيا بأحد، ثم ثالثا يوم الفتح تذكيرا من الله لعباده، وجعل ابن كثير من هذا القسم آية الروح.
ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة الثالثة: إذا تعارض سببان ولم يمكن الجمع بينهما وكان أحدهما أرجح راوية من الآخر
إن لم يمكن الجمع قدم ما كان سنده صحيحاً أو له مرجح ككون راويه صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية ونحو ذلك. ذكره السيوطي في التحبير والإتقان.
ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: (اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}[الضحى: 1-3]).
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال:((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني؟))فقلت: في نفسي لو هيأت البيت، وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:{والضحى}إلى قوله:{فترضى}[الضحى: 1-3]).
وقال ابن حجر في "شرح البخاري": قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، وفي إسناده من لا يعرف، فالمعتمد ما في الصحيح.
ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{فولوا وجوهكم شطره}الآية [البقرة: 144]فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب}الآية [البقرة: 142]وقال:{فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]).
وأخرج الحاكم وغيره، عن ابن عمر، قال: (نزلت:{فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع).
وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة، قال: (كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت).
وأخرج الدارقطني نحوه من حديث جابر بسند ضعيف أيضا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد، قال لما نزلت: {ادعوني أستجب لكم}الآية [غافر: 60]، قالوا: (إلى أين فنزلت) مرسل.
وأخرج عن قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه))فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت). معضل غريب جدا.
فهذه خمسة أسباب مختلفة، وأضعفها الأخير؛ لإعضاله ثم ما قبله؛ لإرساله ثم ما قبله؛ لضعف رواته، والثاني صحيح، لكنه قال: قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب، والأول صحيح الإسناد/ وصرح فيه بذكر السبب فهو المعتمد.
ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: (قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال:(({قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}الآية [الإسراء: 85]))).
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سألوه عن الروح قال: فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح}الآية [الإسراء: 85])، فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة.
ذكره السيوطي في الإتقان
الحالة الخامسة: إن تعارض سببان وصيغة كل منهما محتملة
إن عبر أحد المفسرين بقوله: (نزلت في كذا)، والآخر: (نزلت في كذا) وذكر أمرا آخر، فهذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول، فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما. ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة السادسة: إن تعارض سببان وصيغة أحدهما صريحة والآخر محتملة
إن عبر أحد المفسرين بقوله: (نزلت في كذا)، وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد، وذاك استنباط.
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال: (أنزلت {نساؤكم حرث لكم..}الآية في إتيان النساء في أدبارهن).
وجابر جاء عنه التصريح بذكر سبب خلافه، فالمعتمد حديث جابر؛ لأنه نقل، وقول ابن عمر استنباط منه وقد وهمه فيه ابن عباس، وذكر مثل حديث جابر، كما أخرجه أبو داود والحاكم. ذكره السيوطي في الإتقان.
تنبيه
قد يكون في إحدى القصتين ( فتلا ) فيهم الراوي فيقول فنزل.
مثاله:ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:{وما قدروا الله حق قدره}الآية [الأنعام: 91])، والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية).
ومن أمثلته:أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال: (سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال:((أخبرني بهن جبريل آنفا)) قال: جبريل؟ قال:((نعم))قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك}الآية [البقرة: 97]).
قال ابن حجر في "شرح البخاري": ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ، قال: وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام.
ذكره السيوطي في الإتقان.

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
اختلف أهلُ الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟
والصحيح الأول
الأدلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
الأول:أن الأنصاري الذي قبل الأجنبية ونزلت فيه {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}الآية، قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألِيَ هذا وحدي يا رسول الله؟
ومعنى هذا هل حكم هذه الآية يختص بي لأني سبب نزولها؟
فأفتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال: ((بل لأمتي كلهم)).
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثاني:اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعا ذائعا بينهم.
قال ابن جرير: حدثني محمد بن أبي معشر أخبرنا أبي أبو معشر نجيح سمعت سعيد المقبري يذاكر محمد بن كعب القرظي، فقال سعيد: إن في بعض كتب الله إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسوا لباس مسوك الضأن من اللين يجترون الدنيا بالدين، فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}الآية [البقرة: 204]، فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد.
فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم {لا تحسبن الذين يفرحون}الآية [آل عمران: 188]، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب.
وأجاب السيوطي عن ذلك في الإتقان: أجيب عن ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص.
ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في قوله تعالى: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82] بالشرك، من قوله: {إن الشرك لظلم عظيم}الآية [لقمان: 13]، مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم.
وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم، فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت، قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن أبي حماد حدثنا أبو تميلة بن عبد المؤمن عن نجدة الحنفي قال: سألت ابن عباس عن قوله: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}الآية [المائدة: 38]، أخاص أم عام؟ قال: (بل عام).
ذكره السيوطي في الإتقان.
الثالث:قال ابن تيمية: قد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية: نزلت في كذا، لاسيما إن كان المذكور شخصا كقولهم إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله: {وأن احكم بينهم} الآية [المائدة: 49]نزلت في بني قريظة والنضير، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أو في قوم من اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين: إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته". ذكرها السيوطي في الإتقان
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
-التنبيه على أن العبرة بعموم اللفظ، ذكره الزركشي البرهان ثم نقل قول الزمخشري في تفسير سورة الهمزة حيث قال ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه، فإن ذلك أزجر له وأنكى فيه.
أمثلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
مثاله: قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}الآية [النساء: 51]إلى آخره، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم فسألوهم: من أهدى سبيلا محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم، مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: أنتم أهدى سبيلا حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول التوعد عليه المفيد للأمر بمقابله المشتمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم بإفادة أنه الموصوف في كتابهم، وذلك مناسب لقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}الآية [النساء: 58].
فهذا عام في كل أمانة، وذلك خاص بأمانة، هي صفة النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق، السابق والعام تال للخاص في الرسم، متراخ عنه في النزول، والمناسبة تقتضي دخول ما دل عليه الخاص في العام، ولذا قال ابن العربي في تفسيره: وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا فكان ذلك خيانة منهم فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات. انتهى.
قال بعضهم: ولا يرد تأخر نزول آية الأمانات عن التي قبلها بنحو ست سنين؛ لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول لا في المناسبة؛ لأن المقصود منها وضع آية في موضع يناسبها والآيات كانت تنزل على أسبابها، ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها في المواضع التي علم من الله أنها مواضعها.
ذكره السيوطي في الإتقان.
صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
صورة السبب فجمهور أهل الأصول أنها قطعية الدخول في العام فلا يجوز إخراجها منه بمخصص وهو التحقيق وروي عن مالك أنها ظنية الدخول كغيرها من أفراد العام.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
من صور العام الذي يراد به الخصوص
بعض ألفاظ الآيات له عموم لكنها نزلت في معين ولا عموم للفظها وهي تقصر عليه فقط، كقوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}[الليل: 17]فإنها نزلت في أبي بكر الصديق بالإجماع.
وقد استدل بها الإمام فخر الدين الرازي مع قوله: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}الآية [الحجرات: 13]، على أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووهم من ظن أن الآية عامة في كل من عمل عمله، إجراء له على القاعدة، وهذا غلط فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم إذ الألف واللام إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أو معرفة في جمع زاد قوم: أو مفرد بشرط ألا يكون هناك عهد.
واللام في {الأتقى}الآية [الليل: 17]، ليست موصولة؛ لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعا، و{الأتقى}الآية [الليل: 17]، ليس جمعا بل هو مفرد، والعهد موجود، خصوصا مع ما يفيده صيغة أفعل من التمييز وقطع المشاركة، فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه. ذكره السيوطي في الإتقان.

طريقة معرفة أسباب النزول

القول في أسباب النزول موقوف على السماع
لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها.ذكره الواحدي في أسباب النزول.
وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: (أحسب هذه الآية نزلت في كذا)، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: (خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك))فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه . . ) الحديث).
قال الزبير: (فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم..} الآية. ذكره السيوطي في الإتقان ولباب النقول نقلا عن الواحدي.
الدليل: ما رواه سعدي بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
ذكره الواحدي في أسباب النزول
تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
السلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية.
ومثال ذلك ما رواه محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادًا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن. ذكره الواحدي في أسباب النزول
أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
جمع طرق الحديث فيه فوائد كمعرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا وقد قال ابن الصلاح في [علوم الحديث :82]: وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه)ا.هـ. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
وذكر الوادعيمثال ذلك:
قال [الحاكم رحمه الله:3/324]حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقَّ لها رِقَّة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا))
قالوا: نعم يا رسول الله، وردّوا عليها الذي لها.
قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنت مسلما؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك فافدِ نفسَك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر)).
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله.
قال: (( فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلتَ لها إن أصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم )).
فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفعل)).
ففدى العباس نفسه وبني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل). هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ا.هـ.
وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /28]: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع)ا.هـ.
ثم بعد الاطلاع على [سنن البيهقي: 6/322]ظهر أن قصة العباس مدرجة على هذا السند.
قال البيهقي رحمه الله: كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك، ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر، وأنها مرسلة.
وقال الحافظ في[الفتح :9/382]بعد ذكره هذه القصة: (وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة والعلم عند الله)ا.هـ.
وقال في [المطالب العالية:3/337]: (وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلام ابن إسحاق وحديث عباس على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أولا فهو مسند وعلى ذلك عمل إسحاق)ا.هـ.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
الحذر من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
فقد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسير
ومثال ذلك: قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
أما جهابذة علماء الحديث ونقاده فإليك ما قالوه فيها:
- قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال: لم يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا أقبلها.
قال أبو محمد: وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان؛ فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض ألا يقرّ في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك، وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك الألهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس بالقوي ا.هـ. [ج11من المحلى ص 208]
- وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف.
- وقال الحافظ في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واهٍ، وقال في [الفتح: 3/8 ]بعد ذكر بعض القصة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ا.هـ.
- وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد:7/32] رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
- وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرَّة.
- وقال المناوي في [فيض القدير :4/527]: (قال البيهقي: "في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير" ، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال: "وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ولا أظنه يصح- هو البدري نظر" ).ا.هـ كلام المناوي.
- وقال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 3/338]: سندها ضعيف.
وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه.ذكره الوادعي في الصحيح المسند

قول الصحابة في أسباب النزول
قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
ما كان عن صحابي: فهو مسند مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع. أما سائر تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمعدود في الموقوفات.
شرط إدخال أقوال الصحابة في المسند
أن يصح اتصال سنده للصحابي
مثال لقول الصحابة في أسباب النزول
قول جابر رضي الله عنه: كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية

قول التابعين في أسباب النزول
شروط قبول تفسير التابعي المرسل
1-أن يكون سند متصل إلي التابعي
2-أن يكون راويه معروفا أنه لا يروي إلا عن صحابي
3- أن تعدد طرقه فيكون له شاهد من حديث آخر متصل ( ولو ضعيفا ) أو مرسل.
وهذا حاصل قول السيوطي والبلقيني والوادعي

قول السلف نزلت في كذا

معنى قول السلف نزلت في كذا
يعني أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها. ذكره الزركشي البرهان.
حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند
وجماعة من المحدثين يجعلون هذا من المرفوع المسند كما في قول ابن عمر في قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}الآية [البقرة: 223].
وأما الإمام أحمد فلم يدخله في المسند وكذلك مسلم وغيره وجعلوا هذا مما يقال بالاستدلال وبالتأويل فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع. ذكره الزركشي البرهان.

أمل عبد الرحمن 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 10:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 199530)
فهرسة مسائل معرفة أسباب النزول

أهمية معرفة أسباب النزول:
الأولى: الوقوف على المعني
الثانية: إزالة الإشكال
الثالثة: منها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات
الرابعة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم
الخامسة:تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب
السادسة: أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع
السابعة: دفع توهم الحصر.
الثامنة: التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر
التاسعة: معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
العاشرة: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع
الحادية عشر: أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال
المصنفات في أسباب النزول:
مصنف الواحدي: (أسباب النزول)
أسباب كتابة الواحدي لكتابه:
طريقة الواحدي في كتابه:
عيب مصنف الواحدي:
مصنف السيوطي ( الإتقان في علوم القرآن ):
أسباب كتابته:
مميزات كتاب السيوطي:
كتابات ابن عاشور :
أسباب كتابة ابن عاشور في أسباب النزول:
مصنف الوادعي: ( الصحيح المسند من أسباب النزول )
أسباب كتابة الوادعي:
طريقة الوادعي في كتابه:
نزول القرآن
أقسام نزول القرآن:
حال نزول القرآن:
بين أول نزول وآخر نزوله:
أنواع أسباب النزول
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول:
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
ملاحظات:
الأولى: أنه قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد
الثانية: وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد
الثالثة: السياق الذي جاء فيه السبب هل يكون كالسبب أو كالعام؟
الرابعة:قد يكون النزول سابقا على الحكم
الخامسة: عدم إدخال الأخبار في أسباب النزول
صيغ أسباب النزول واحتمالاتها
صيغ اسباب النزول الصريحة

صيغ أسباب النزول المحتملة
أحوال الاختلاف في أسباب النزول
الحالة الأولى: أن يكون هناك سببين أو اكثر، ويمكن الجمع بينهما بأن ويكون نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
الحالة الثانية:ألا يمكن أن تنزل عقب السببين لتباعدهما؛ فيحمل على تعدد النزول وتكرره.
الحالة الثالثة: إذا تعارض سببان ولم يمكن الجمع بينهما وكان أحدهما أرجح راوية من الآخر
الحالة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
الحالة الخامسة: إن تعارض سببان وصيغة كل منهما محتملة
الحالة السادسة: إن تعارض سببان وصيغة أحدهما صريحة والآخر محتملة
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
الأدلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
أمثلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
من صور العام الذي يراد به الخصوص
طريقة معرفة أسباب النزول
القول في أسباب النزول موقوف على السماع

تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
الحذر من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
قول الصحابة في أسباب النزول
قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
شرط إدخال أقوال الصحابة في المسند
مثال لقول الصحابة في أسباب النزول
قول التابعين في أسباب النزول
شروط قبول تفسير التابعي المرسل
قول السلف نزلت في كذا
معنى قول السلف نزلت في كذا

حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند



تلخيص معرفة أسباب النزول


أهمية معرفة أسباب النزول:
الأولى: الوقوف على المعني؛فأسباب النزول أولى ما تصرف العناية إليها لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها. ومنها ما ليس المفسر بغنى عن علمه لأن فيها بيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز، ومنها ما يكون وحده تفسيرا.
قال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
قال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّ.
قال الشيخ أبو الفتح القشيري: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا.
وهذا حاصل ما ذكره الواحدي في أسباب النزول، والسيوطي في الإتقان، والزركشي في البرهان، ابن عاشور في التحرير والتنوير.
الثانية: إزالة الإشكال، فمنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية .
ذكره السيوطي في الإتقان ولباب النقول، ابن عاشور في التحرير والتنوير.
أمثلة:
المثال الأول:عندما أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا}الآية ، وقال: لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه. أخرجه الشيخان.ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الثاني:حكي عن عثمان بن مظعون وعمرو بن معد يكرب أنهما كانا يقولان: (الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا}الآية [المائدة: 93])، ولو علما سبب نزولها لم يقولا ذلك، وهو أن ناسا قالوا: (لما حرمت الخمر كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت). أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الثالث:من ذلك قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر}الآية [الطلاق: 4]، فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة، حتى قال الظاهرية: بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب.
وقد بين ذلك سبب النزول، وهو أنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: (قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت). أخرجه الحاكم عن أبي.فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أو لا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أو لا فمعنى: {إن ارتبتم}إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الرابع: من ذلك قوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]، فإنا لو تركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا وهو خلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها علم أنها في نافلة السفر أو فيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك. ذكره السيوطي في الإتقان.
المثال الخامس: ما روي في الموطأ عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه أنه قال:قلت لعائشة أم المؤمنين وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى:{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}فما على الرجل شيء ألا يطوف بهما، قالت عائشة: كلا، لو كان كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله عن ذلك فأنزل الله تعالى{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير، والسيوطي في الإتقان.
المثال السادس:أشكلت بعض الآيات على بعض الصحابة فمن بعدهم حتى عرفوا سبب نزولها فمما أشكل عليهم {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}حتى أخبرهم أبو أيوب
الأنصاري رضي الله عنه بسبب نزولها فظهر لهم معناها. ومما أشكل عليهم قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثالثة: منها ما ينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات؛ فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام، ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
الرابعة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم،ذكره الزركشي في البرهان.
الخامسة:تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ذكره الزركشي في البرهان.
السادسة: أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع، كما حكاه القاضي أبو بكر في "مختصر التقريب"؛ لأن دخول السبب قطعي، ونقل بعضهم الاتفاق على أن لتقدم السبب على ورود العموم أثرا.ولا التفات إلى ما نقل عن بعضهم من تجويز إخراج محل السبب بالتخصيص لأمرين:
أحدهما:أنه يلزم منه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولا يجوز.
والثاني:أن فيه عدولا عن محل السؤال، وذلك لا يجوز في حق الشارع لئلا يلتبس على السائل.
واتفقوا على أنه تعتبر النصوصية في السبب من جهة استحالة تأخير البيان عن وقت الحاجة وتؤثر أيضا فيما وراء محل السبب وهو إبطال الدلالة على قول والضعف على قول. ذكره الزركشي في البرهان.
السابعة: دفع توهم الحصر.
مثاله: ما قاله الشافعي في معنى قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً}الآية حيث قال ما معناه: إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلا منزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه قال: لا حرام إلا ما حللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه إذا القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل. ذكره الزركشي في البرهان.
الثامنة: التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي.
مثال ذلك:قصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك))فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
التاسعة: معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها.
مثاله:عندما قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر: (إنه الذي أنزل فيه {والذي قال لوالديه أف لكما}الآية [الأحقاف: 17])، حتى ردت عليه عائشة وبينت له سبب نزولها.
ذكره السيوطي في الإتقان.
العاشرة: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف. ذكره الوادعي في الصحيح المسند. هذه الفائدة تعتبر نفسها فائدة: معرفة وجه الحكمة الباعثة على التشريع.
الحادية عشر: أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين، ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.

المصنفات في أسباب النزول
:
أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ البخاري، ومن أحسنها وأشهرها كتاب الواحدي، ثم شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر. وكثير من أسباب النزول روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي العالية والسدي ومقاتل وغيرهم. وهذا حاصل ما ذكره البلقيني في مواقع العلوم، والسيوطي في الإتقان والتحبير.
مصنف الواحدي: (أسباب النزول)
أسباب كتابة الواحدي لكتابه:
قال الواحدي عن ذلك في أسباب النزول: "أما اليوم فكل أحد يخترع شيئًا ويختلق إفكًا وكذبًا ملقيًا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول هذا القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب". يفضل تلخيص كلامه في عبارة مختصرة لأن النقل بهذه الطريقة لايناسب مقام التلخيص.
طريقة الواحدي في كتابه:
قال عن ذلك في أسباب النزول:" لا بد من القول أولاً في مبادئ الوحي وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعهد جبريل إياه بالتنزيل والكشف عن تلك الأحوال، والقول فيها على طريق الإجمال، ثم نفرغ للقول مفصلاً في سبب نزول كل آية روي لها سببٌ مَقُول مروي منقول".
عيب مصنف الواحدي:
ف((( تارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث؛((( فلا شك أن عزوه إلى أحد الكتب المذكورة أولى من عزوه إلى تخريج الواحدي لشهرتها واعتمادها وركون الأنفس إليها))).وتارة يورده مقطوعا فلا يدرى هل له إسناد أو لا؟. ذكره السيوطي في الإتقان.
الكلام على طريقة الواحدي وليس ما تميز كتاب السيوطي عليه فلا نداخل بين الكلام.

مصنف السيوطي ( الإتقان في علوم القرآن ):
أسباب كتابته:
ما دفعه إلى ذلك أنه قد ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}نحو عشرة أقوال،وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين.ذكرها الوادعي في الصحيح المسند نقلا عن السيوطي في الإتقان.
أيضا يراعى اختصار مثل هذه النقول.

مميزات كتاب السيوطي:
أحدها:الاختصار.
ثانيها:الجمع الكثير فقد حوى زيادات كثيرة على ما ذكر الواحدي وقد ميزتها بصورة (ك) رمزا عليها.
ثالثها: عزوه كل حديث إلى من خرجه من أصحاب الكتب المعتبرة؛ كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان، وسنن البيهقي، والدارقطني، ومسانيد أحمد والبزار وأبي يعلي، ومعاجم الطبراني، وتفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي الشيخ وابن حبان والفريابي وعبد الرزاق وابن المنذر وغيرهم.
رابعها:تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
خامسها: الجمع بين الروايات المتعددة.
سادسها: تنحية ما ليس من أسباب النزول.
ذكرها السيوطي في لباب النقول.
كتابات ابن عاشور :
لم يفرد ابن عاشور مصنفا في أسباب النزول لكنه تحدث عنها في مقدمة التفسير في كتابه التحرير والتنوير. ( حسب ما فهمت )
أسباب كتابة ابن عاشور في أسباب النزول:
ذكر ابن عاشور أن من دوافع كتابته في ذلك الموضوع: أنه قد أُولِعَ كثير من المفسرين بتطلّب أسباب نزول آي القرآن، ((وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك،)) يستفاد من الكلام مسألة: المقصود بأسباب النزول.
وأغربوا في ذلك وأكثروا حتى كاد بعضهم أن يوهم الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، وحتى رفعوا الثقة بما ذكروا
.
بيد أنا نجد في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها، ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل، فكان أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف، وكان في غض النظر عنه وإرسال حبله على غاربه خطر عظيم في فهم القرآن. ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير.
مصنف الوادعي: ( الصحيح المسند من أسباب النزول )
أسباب كتابة الوادعي:
منها:الرغبة في التعرف على أسرار هذا التشريع العظيم وما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي، وذلك كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك))فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
ومنها: رجاء الاستفادة من مراحل التشريع فإننا في أمس الحاجة إلى أن نعتبر أنفسنا مجددين وأن نبدأ الدعوة من جديد وفي أسباب النزول الكثير الطيب من بيان مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
طريقة الوادعي في كتابه:
كان لديه اهتمام شديد بذكر أسانيد روايات أسباب النزول، وبيان الصحيح منها والضعيف. وقال عن نفسه في ذلك:" لم آل جهدا في الحرص على العزو إلى أئمة الحديث وكتبهم وقد يضيق علي الوقت فأكتفي بالعزو إلى بعضهم وربما اكتفيت بعزو بعض المؤلفين إليهم وهذا قليل وربما صعب علي الوقوف على سند الحديث إذا كان في الكتب المفقودة أو العزيزة الوجود فإن صححه إمام تطمئن النفس إلى تصحيحه كتبته بدون سند وإلا توقفت فيه حتى يسهل الله بالعثور على سنده".
مثال ذلك: قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ.}
ذكر الوادعي أنه يكاد لا يوجد تفسير إلا وهذه القصة مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
ثم أورد الوادعي أقوال جهابذة علماء الحديث فقال:
- قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال: لم يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا أقبلها.
قال أبو محمد: وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان؛ فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض ألا يقرّ في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك، وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك الألهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس بالقوي ا.هـ. [ج11من المحلى ص 208]
- وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف.
- وقال الحافظ في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واهٍ، وقال في [الفتح: 3/8 ]بعد ذكر بعض القصة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ا.هـ.
- وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد:7/32] رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
- وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرَّة.
- وقال المناوي في [فيض القدير :4/527]: (قال البيهقي: "في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير" ، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال: "وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ولا أظنه يصح- هو البدري نظر" ).ا.هـ كلام المناوي.
- وقال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 3/338]: سندها ضعيف.
وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
مثال آخر: ما روي عن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقَّ لها رِقَّة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا))
قالوا: نعم يا رسول الله، وردّوا عليها الذي لها.
قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنت مسلما؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك فافدِ نفسَك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر)).
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله.
قال: (( فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلتَ لها إن أصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم )).
فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفعل)).
ففدى العباس نفسه وبني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل).
قال الوادعي بعدما ذكر هذا الحديث أن ما يلي:
أن هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ا.هـ.
وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /28]: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع)ا.هـ.
ثم بعد الاطلاع على [سنن البيهقي: 6/322]ظهر أن قصة العباس مدرجة على هذا السند.
قال البيهقي رحمه الله: كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك، ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر، وأنها مرسلة.
وقال الحافظ في[الفتح :9/382]بعد ذكره هذه القصة: (وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة والعلم عند الله)ا.هـ.
وقال في [المطالب العالية:3/337]: (وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلام ابن إسحاق وحديث عباس على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أولا فهو مسند وعلى ذلك عمل إسحاق)ا.هـ.ذكره الوادعي في الصحيح المسند.

نزول القرآن

أقسام نزول القرآن:
القسم الأول: قسم نزل ابتداء بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك.
القسم الثاني:قسم نزل عقب واقعة أو سؤال.
ذكره السيوطي في الإتقان والوادعي في الصحيح المسند
حال نزول القرآن:
أنزله الله مفرقًا، قال تعالى {وَقُرآَنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلاً}، ذكره الواحدي في أسباب النزول.
بين أول نزول وآخر نزوله:
ذكر أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة أنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر وبالمدينة عشر سنين، ذكره الواحدي في أسباب النزول.
أنواع أسباب النزول
النوع الأول:أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
النوع الثاني: أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم فيه كما في سبب نزول آية اللعان. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
وهذه الأنواع على قسمين:
القسم الأول:المشهور، ومنه صحيح كقصة الإفك وآية السعي والتيمم والعرنيين وموافقات عمر. ومنه ضعيف كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}الآية [النساء: 58].وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع. ذكره السيوطي في التحبير.
القسم الثاني:الغريب، وهو أيضاً منه صحيح ومنه ضعيف. ذكره السيوطي في التحبير.
أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول:
منها في سورة البقرة فيها ما رواه البخاري في "الصحيح" في باب:
{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، قال: حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: (قال عمر رضي الله عنه: (وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث؛ قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}الآية [البقرة: 125]، وقلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فنزلت آية الحجاب.
وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض أزواجه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن؟ فأنزل الله:
{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن}الآية [التحريم: 5])).
ومنها ما رواه البخاري في الصحيح في قوله – تعالى-:
{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]، عن عائشة رضي الله عنها: (أنها إنما نزلت في الأنصار كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا. بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله– تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]).
وعضده ما رواه البخاري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنه سئل عن الصفا والمروة، فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله – تعالى -:{إن الصفا والمروة من شعائر الله}الآية [البقرة: 158]).
ومنها ما رواه البخاري، في "الصحيح" من طريق البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله – سبحانه-:
{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم}الآية [البقرة: 187]).
ومنها ما رواه البخاري في "الصحيح" عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت:
{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}الآية [198]، في مواسم الحج).
ولنقتصر على هذه الأمثلة ففيها مقنع.
ومن ذلك الوقائع المشهورة مثل قصة الإفك، وقصة التيمم، وقصة المتخلفين عن غزوة تبوك ونحو ذلك.
ذكره البلقيني في مواقع العلوم.
أقسام ما صحّ من أسباب النزول
على خمسة أقسام:
الأول:هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}ونحو {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}ومثل بعض الآيات التي فيها {ومن الناس}.
والثاني:هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها، مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام}الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ومثل قول أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يغزو الرجال ولا نغزو، فنزل قوله تعالى{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية. وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا.
والثالث:هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها، فكثيرا ما تجد المفسرين وغيرهم يقولون نزلت في كذا وكذا، وهم يريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: ((من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان))فأنزل الله تصديق ذلك{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا}الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض ابن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال: في أنزلت بصيغة الحصر.
ومثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى: {ومنهم- ومنهم}ولذلك قال ابن عباس: كنا نسمي سورة التوبة سورة الفاضحة. ومثل قوله تعالى: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}فلا حاجة لبيان أنها نزلت لما أظهر بعض اليهود مودة المؤمنين. وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات.
والرابع:هو حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية ويدل لهذا النوع وجود اختلاف كثير بين الصحابة في كثير من أسباب النزول كما هو مبسوط في المسألة الخامسة من بحث أسباب النزول من الإتقان فارجعوا إليه ففيه أمثلة كثيرة.
وفي "صحيح البخاري" في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}بألف بعد لام السلام وقال: كان رجل في غنيمة له تصغير غنم فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام}الآية. فالقصة لا بد أن تكون قد وقعت لأن ابن عباس رواها لكن الآية ليست نازلة فيها بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا}وبعدها{فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل}.
وفي تفسير تلك السورة من صحيح البخاري بعد أن ذكر نزاع الزبير والأنصاري في ماء شراج الحرة قال الزبير: فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}الآية قال السيوطي في "الإتقان" عن الزركشي قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها. وفيه عن ابن تيمية قد تنازع العلماء في قول الصحابي: نزلت هذه الآية في كذا، هل يجري مجرى المسند أو يجري مجرى التفسير? فالبخاري يدخله في المسند، وأكثر أهل المسانيد لا يدخلونه فيه، بخلاف ما إذا ذكر سببا نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلونه في المسند.
والخامس:قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد. وكذلك حديث عبد الله بن مسعود قال لما نزل قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم ظنوا أن الظلم هو المعصية. فقال رسول الله: ((إنه ليس بذلك? ألا تسمع لقول لقمان لابنه {إن الشرك لظلم عظيم})).ومن هذا القسم ما لا يبين مجملا ولا يؤول متشابها ولكنه يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء}الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.
- هذا وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها، وهذا الهدي قد يكون واردا قبل الحاجة، وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما، وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه، وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، والحكمة في ذلك أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها، وليمكن تواتر الدين، وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط، وإلا فإن الله قادر أن يجعل القرآن أضعاف هذا المنزل وأن يطيل عمر النبي صلى الله عليه وسلم للتشريع أكثر مما أطال عمر إبراهيم وموسى، ولذلك قال تعالى: {وأتممت عليكم نعمتي}، فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله، وقد اغتر بعض الفرق بذلك. قال ابن سيرين في الخوارج: إنهم عمدوا إلى آيات الوعيد النازلة في المشركين فوضعوها على المسلمين فجاءوا ببدعة القول بالتكفير بالذنب، وقد قال الحرورية لعلي رضي الله عنه يوم التحكيم: {إن الحكم إلا لله}فقال علي كلمة حق أريد بها باطل وفسرها في خطبة له في "نهج البلاغة".
- وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين. مكرر
ذكرها ابن عاشور في التحرير والتنوير.
ملاحظات:
الأولى: أنه قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد، ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الواقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى.
مثاله:ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت: (يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله:{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع}إلى آخر الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج الحاكم عنها أيضا، قالت: (قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء، فأنزلت:{إن المسلمين والمسلمات}والآية [الأحزاب: 35]، أنزلت:{أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الآية [آل عمران: 195]).
وأخرج أيضا عنها، أنها قالت: (يغزو الرجال ولا تغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله:{ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}الآية [النساء: 32]، وأنزل:{إن المسلمين والمسلمات}الآية [الأحزاب: 35]).
ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه البخاري من حديث زيد بن ثابت: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين . . . والمجاهدون في سبيل الله فجاء ابن أم مكتوم، وقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى، فأنزل الله:{غير أولي الضرر}الآية [النساء: 95]).
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت أيضا، قال: (كنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لواضع القلم على أذني إذ أمر بالقتال فجعل رسول الله ينظر ما ينزل عليه إذ جاء أعمى، فقال: كيف لي يا رسول الله وأنا أعمى، فنزلت:{ليس على الضعفاء}الآية [التوبة: 91]).
ومن أمثلته ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل حجرة، فقال:((إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان))فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((علام تشتمني أنت وأصحابك؟))فانطلق الرجل فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا: حتى تجاوز عنهم فأنزل الله:{يحلفون بالله ما قالوا}الآية [التوبة: 74]).
وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وآخره: (فأنزل الله:{يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم}الآية. ذكره السيوطي في الإتقان.
مثال آخر: في حديث المسيب رضي الله عنه في شأن وفاة أبي طالب وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه))فأنزل الله {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.ونزل في أبي طالب {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثانية: وقد تتعدد الأسباب والنازل واحد، كما في آية اللعان وغيرها. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثالثة: تنزل الآيات على الأسباب خاصة وتوضع كل واحدة منها مع ما يناسبها من الآي رعاية لنظم القرآن وحسن السياق، فذلك الذي وضعت معه الآية نازلة على سبب خاص للمناسبة إذ كان مسوقا لما نزل في معنى يدخل تحت ذلك اللفظ العام أو كان من جملة الأفراد الداخلة وضعا تحت اللفظ العام فدلالة اللفظ عليه هل هي كالسبب فلا يخرج ويكون مرادا من الآيات قطعا؟ أو لا ينتهي في القوة إلى ذلك؟ لأنه قد يراد غيره وتكون المناسبة مشبهة به؟ فيه احتمال.
واختار بعضهم أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق العموم المجرد ومثاله قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}الآية [النساء: 58]فإن مناسبتها للآية التي قبلها وهى قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}الآية [النساء: 51]، أن ذلك إشارة إلى كعب بن الأشرف كان قدم إلى مكة وشاهد قتلى بدر وحرض الكفار على الأخذ بثأرهم وغزو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألوه: من أهدى سبيلا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو هم؟ فقال: أنتم -كذبا منه وضلالة- لعنه الله، فتلك الآية في حقه وحق من شاركه في تلك المقالة، وهم أهل كتاب يجدون عندهم في كتابهم بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصفته، وقد أخذت عليهم المواثيق ألا يكتموا ذلك وأن ينصروه، وكان ذلك أمانة لازمة لهم، فلم يؤدوها ، وخانوا فيها، وذلك مناسب لقوله:
{إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}الآية [النساء: 58]، قال ابن العربي: في تفسيره وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا، فكان ذلك خيانة منهم، فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات. انتهى.
ولا يرد على هذا أن قصة كعب بن الأشرف كانت عقب بدر، ونزول {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ}الآية [النساء: 58]في الفتح أو قريبا منها وبينهما ست سنين؛ لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول ولا يشترط في المناسبة؛ لأن المقصود منها: وضع آية في موضع يناسبها، والآيات كانت تنزل على أسبابها ويأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوضعها في المواضع التي علم من الله تعالى أنها مواضعها. ذكره الزركشي في البرهان.
الرابعة:قد يكون النزول سابقا على الحكم
مثاله:قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}[الأعلى: 14]فإنه يستدل بها على زكاة الفطر.
روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر: (أنها نزلت في زكاة رمضان)ثم أسند مرفوعا نحوه.
وقال بعضهم: لا أدري ما وجه هذا التأويل؛ لأن هذه السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة. وأجاب البغوي في تفسيره: أنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}الآية [البلد: 1-2]فالسورة مكية، وظهور أثر الحل يوم فتح مكة حتى: قال عليه السلام: ((أحلت لي ساعة من نهار)).
وكذلك نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}
ذكره الزركشي في البرهان.
الخامسة: عدم إدخال الأخبار الماضية في أسباب النزول
الذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحو ذلك.
وكذلك ذكره في قوله: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}سبب اتخاذه خليلا فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى. ذكره السيوطي في لباب النقول.

صيغ أسباب النزول واحتمالاتها

صيغ اسباب النزول الصريحة
الأولى:إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا.
الثانية:إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال كما إذا قال حدث كذا أو سئل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن كذا فنزلت الآية.
ذكرهما الوادعي في الصحيح المسند.
صيغ أسباب النزول المحتملة
الأولى: إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.
الثانية:إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب فهاتان صيغتان تحتملان السببية.
ذكرهما الوادعي في الصحيح المسند.
أحوال الاختلاف في أسباب النزول
الحالة الأولى: أن يكون هناك سببين أو اكثر، ويمكن الجمع بينهما بأن ويكون نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
ومثاله:ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: (أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين}الآية[النور: 6-9]).
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال: (جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب المسائل فأخبر عاصم عويمرا فقال: والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال:((إنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآنا . . .)) الحديث.
جمع بينهما بأن أول ما وقع له ذلك هلال، وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
وأخرج البزار عن حذيفة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟))قال: شرا، قال:((فأنت يا عمر؟))قال:((كنت أقول لعن الله الأعجز وإنه لخبيث))فنزلت).
قال ابن حجر: لا مانع من تعدد الأسباب.
وهذا حاصل ما ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير، والبلقيني في مواقع العلوم.
الحالة الثانية:ألا يمكن أن تنزل عقب السببين لتباعدهما؛ فيحمل على تعدد النزول وتكرره.
مثاله:ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال: (لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية، فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله))فقال أبو جهل: وعبد الله يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال هو على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنك))، فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}الآية [التوبة: 113]).
وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال: (سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: تستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت).
وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فقال: ((إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي:{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}الآية [التوبة: 113]))).
فنجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول.
ومن أمثلته أيضا ما أخرجه البيهقي والبزار عن أبي هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثل به فقال: ((لأمثلن بسبعين منهم مكانك))، فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل:{وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}إلى آخر السورة [النحل: 126-128]).
وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي بن كعب قال: (لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله:{وإن عاقبتم}الآية [النحل: 126]).
فظاهره تأخير نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد.
قال ابن الحصار: ويجمع بأنها نزلت أولا بمكة قبل الهجرة مع السورة؛ لأنها مكية، ثم ثانيا بأحد، ثم ثالثا يوم الفتح تذكيرا من الله لعباده، وجعل ابن كثير من هذا القسم آية الروح.
ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة الثالثة: إذا تعارض سببان ولم يمكن الجمع بينهما وكان أحدهما أرجح راوية من الآخر
إن لم يمكن الجمع قدم ما كان سنده صحيحاً أو له مرجح ككون راويه صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية ونحو ذلك. ذكره السيوطي في التحبير والإتقان.
ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: (اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}[الضحى: 1-3]).
وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال:((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني؟))فقلت: في نفسي لو هيأت البيت، وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:{والضحى}إلى قوله:{فترضى}[الضحى: 1-3]).
وقال ابن حجر في "شرح البخاري": قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة، لكن كونها سبب نزول الآية غريب، وفي إسناده من لا يعرف، فالمعتمد ما في الصحيح.
ومن أمثلته أيضا: ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبله بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعو الله وينظر إلى السماء فأنزل الله:{فولوا وجوهكم شطره}الآية [البقرة: 144]فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب}الآية [البقرة: 142]وقال:{فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]).
وأخرج الحاكم وغيره، عن ابن عمر، قال: (نزلت:{فأينما تولوا فثم وجه الله}الآية [البقرة: 115]أن تصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوع).
وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة، قال: (كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت).
وأخرج الدارقطني نحوه من حديث جابر بسند ضعيف أيضا.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد، قال لما نزلت: {ادعوني أستجب لكم}الآية [غافر: 60]، قالوا: (إلى أين فنزلت) مرسل.
وأخرج عن قتادة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخا لكم قد مات فصلوا عليه))فقالوا: إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت). معضل غريب جدا.
فهذه خمسة أسباب مختلفة، وأضعفها الأخير؛ لإعضاله ثم ما قبله؛ لإرساله ثم ما قبله؛ لضعف رواته، والثاني صحيح، لكنه قال: قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب، والأول صحيح الإسناد/ وصرح فيه بذكر السبب فهو المعتمد.
ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة الرابعة: أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات.
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود: (قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم: لو سألتموه فقالوا: حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال:(({قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}الآية [الإسراء: 85]))).
وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا: سألوه عن الروح قال: فسألوه، فأنزل الله:{ويسألونك عن الروح}الآية [الإسراء: 85])، فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه، وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره، وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة.
ذكره السيوطي في الإتقان
الحالة الخامسة: إن تعارض سببان وصيغة كل منهما محتملة
إن عبر أحد المفسرين بقوله: (نزلت في كذا)، والآخر: (نزلت في كذا) وذكر أمرا آخر، فهذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول، فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما. ذكره السيوطي في الإتقان.
الحالة السادسة: إن تعارض سببان وصيغة أحدهما صريحة والآخر محتملة
إن عبر أحد المفسرين بقوله: (نزلت في كذا)، وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد، وذاك استنباط.
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال: (أنزلت {نساؤكم حرث لكم..}الآية في إتيان النساء في أدبارهن).
وجابر جاء عنه التصريح بذكر سبب خلافه، فالمعتمد حديث جابر؛ لأنه نقل، وقول ابن عمر استنباط منه وقد وهمه فيه ابن عباس، وذكر مثل حديث جابر، كما أخرجه أبو داود والحاكم. ذكره السيوطي في الإتقان.
تنبيه
قد يكون في إحدى القصتين ( فتلا ) فيهم الراوي فيقول فنزل.
مثاله:ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال: (مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله:{وما قدروا الله حق قدره}الآية [الأنعام: 91])، والحديث في الصحيح بلفظ: (فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصواب فإن الآية مكية).
ومن أمثلته:أيضا ما أخرجه البخاري عن أنس قال: (سمع عبد الله بن سلام مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال:((أخبرني بهن جبريل آنفا)) قال: جبريل؟ قال:((نعم))قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية{من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك}الآية [البقرة: 97]).
قال ابن حجر في "شرح البخاري": ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية ردا على قول اليهود، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ، قال: وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام.
ذكره السيوطي في الإتقان.

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
اختلف أهلُ الأصول: هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟
والصحيح الأول
الأدلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
الأول:أن الأنصاري الذي قبل الأجنبية ونزلت فيه {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}الآية، قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ألِيَ هذا وحدي يا رسول الله؟
ومعنى هذا هل حكم هذه الآية يختص بي لأني سبب نزولها؟
فأفتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن العبرة بعموم اللفظ فقال: ((بل لأمتي كلهم)).
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الثاني:اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعا ذائعا بينهم.
قال ابن جرير: حدثني محمد بن أبي معشر أخبرنا أبي أبو معشر نجيح سمعت سعيد المقبري يذاكر محمد بن كعب القرظي، فقال سعيد: إن في بعض كتب الله إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسوا لباس مسوك الضأن من اللين يجترون الدنيا بالدين، فقال محمد بن كعب هذا في كتاب الله:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}الآية [البقرة: 204]، فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد.
فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم {لا تحسبن الذين يفرحون}الآية [آل عمران: 188]، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب.
وأجاب السيوطي عن ذلك في الإتقان: أجيب عن ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص.
ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في قوله تعالى: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82] بالشرك، من قوله: {إن الشرك لظلم عظيم}الآية [لقمان: 13]، مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم.
وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم، فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت، قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن أبي حماد حدثنا أبو تميلة بن عبد المؤمن عن نجدة الحنفي قال: سألت ابن عباس عن قوله: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}الآية [المائدة: 38]، أخاص أم عام؟ قال: (بل عام).
ذكره السيوطي في الإتقان.
الثالث:قال ابن تيمية: قد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية: نزلت في كذا، لاسيما إن كان المذكور شخصا كقولهم إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس، وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله: {وأن احكم بينهم} الآية [المائدة: 49]نزلت في بني قريظة والنضير، ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أو في قوم من اليهود والنصارى أو في قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق، والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه؟ فلم يقل أحد: إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين، وإنما غاية ما يقال: إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين: إن كانت أمرا ونهيا فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته". ذكرها السيوطي في الإتقان
فائدة عموم اللفظ مع خصوص السبب
-التنبيه على أن العبرة بعموم اللفظ، ذكره الزركشي البرهان ثم نقل قول الزمخشري في تفسير سورة الهمزة حيث قال ويجوز أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه، فإن ذلك أزجر له وأنكى فيه.
أمثلة على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
مثاله: قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}الآية [النساء: 51]إلى آخره، فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود، لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم فسألوهم: من أهدى سبيلا محمد وأصحابه أم نحن؟ فقالوا: أنتم، مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم ألا يكتموه فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار: أنتم أهدى سبيلا حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول التوعد عليه المفيد للأمر بمقابله المشتمل على أداء الأمانة التي هي بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم بإفادة أنه الموصوف في كتابهم، وذلك مناسب لقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}الآية [النساء: 58].
فهذا عام في كل أمانة، وذلك خاص بأمانة، هي صفة النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق، السابق والعام تال للخاص في الرسم، متراخ عنه في النزول، والمناسبة تقتضي دخول ما دل عليه الخاص في العام، ولذا قال ابن العربي في تفسيره: وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إن المشركين أهدى سبيلا فكان ذلك خيانة منهم فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات. انتهى.
قال بعضهم: ولا يرد تأخر نزول آية الأمانات عن التي قبلها بنحو ست سنين؛ لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول لا في المناسبة؛ لأن المقصود منها وضع آية في موضع يناسبها والآيات كانت تنزل على أسبابها، ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها في المواضع التي علم من الله أنها مواضعها.
ذكره السيوطي في الإتقان.
صورة السبب قطعية الدخول في العام ومثاله
صورة السبب فجمهور أهل الأصول أنها قطعية الدخول في العام فلا يجوز إخراجها منه بمخصص وهو التحقيق وروي عن مالك أنها ظنية الدخول كغيرها من أفراد العام.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
من صور العام الذي يراد به الخصوص
بعض ألفاظ الآيات له عموم لكنها نزلت في معين ولا عموم للفظها وهي تقصر عليه فقط، كقوله تعالى: {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}[الليل: 17]فإنها نزلت في أبي بكر الصديق بالإجماع.
وقد استدل بها الإمام فخر الدين الرازي مع قوله: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}الآية [الحجرات: 13]، على أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووهم من ظن أن الآية عامة في كل من عمل عمله، إجراء له على القاعدة، وهذا غلط فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم إذ الألف واللام إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أو معرفة في جمع زاد قوم: أو مفرد بشرط ألا يكون هناك عهد.
واللام في {الأتقى}الآية [الليل: 17]، ليست موصولة؛ لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعا، و{الأتقى}الآية [الليل: 17]، ليس جمعا بل هو مفرد، والعهد موجود، خصوصا مع ما يفيده صيغة أفعل من التمييز وقطع المشاركة، فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه. ذكره السيوطي في الإتقان.

طريقة معرفة أسباب النزول

القول في أسباب النزول موقوف على السماع
لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها.ذكره الواحدي في أسباب النزول.
وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم فقال: (أحسب هذه الآية نزلت في كذا)، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال: (خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك))فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه . . ) الحديث).
قال الزبير: (فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم..} الآية. ذكره السيوطي في الإتقان ولباب النقول نقلا عن الواحدي.
الدليل: ما رواه سعدي بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدًا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار)).
ذكره الواحدي في أسباب النزول
تحرز السلف عن القول في أسباب النزول
السلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازًا عن القول في نزول الآية.
ومثال ذلك ما رواه محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادًا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن. ذكره الواحدي في أسباب النزول
أهمية جمع الطرق وفحص المرويّات
جمع طرق الحديث فيه فوائد كمعرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا وقد قال ابن الصلاح في [علوم الحديث :82]: وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه)ا.هـ. ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
وذكر الوادعيمثال ذلك:
قال [الحاكم رحمه الله:3/324]حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: لما جاء أهل مكة في فداء أساراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فداء أبي العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رقَّ لها رِقَّة شديدة وقال: ((إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا))
قالوا: نعم يا رسول الله، وردّوا عليها الذي لها.
قال: وقال العباس: يا رسول الله إني كنت مسلما؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك فافدِ نفسَك وبني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر)).
فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله.
قال: (( فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلتَ لها إن أصبتُ فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم )).
فقال: والله يا رسول الله إني أشهد أنك رسول الله إن هذا الشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أفعل)).
ففدى العباس نفسه وبني أخويه وحليفه وأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل). هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي ا.هـ.
وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /28]: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع)ا.هـ.
ثم بعد الاطلاع على [سنن البيهقي: 6/322]ظهر أن قصة العباس مدرجة على هذا السند.
قال البيهقي رحمه الله: كذا فيما حدثنا به شيخنا أبو عبد الله في كتاب المستدرك، ثم ذكره الحافظ البيهقي على الصواب مبينا أن قصة العباس لها سند آخر، وأنها مرسلة.
وقال الحافظ في[الفتح :9/382]بعد ذكره هذه القصة: (وفي طريق عطاء محمد بن إسحاق، وليست هذه القصة عنده مسندة بل معضلة وصنيع إسحاق يعني ابن راهوية وتبعه الطبراني وابن مردويه يقتضي أنها موصولة والعلم عند الله)ا.هـ.
وقال في [المطالب العالية:3/337]: (وأظن ذلك مدرجا في الخبر من كلام ابن إسحاق وحديث عباس على هذا معضل وأما على ظاهر السياق أولا فهو مسند وعلى ذلك عمل إسحاق)ا.هـ.
ذكره الوادعي في الصحيح المسند.
الصحيح معتمد بخلاف ما دونه
الحذر من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول
فقد وقع التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسير
ومثال ذلك: قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
أما جهابذة علماء الحديث ونقاده فإليك ما قالوه فيها:
- قال الإمام أبو محمد بن حزم رحمه الله بعد ذكره لها من طريق مسكين بن بكير نا معان بن رفاعة السلمي عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: جاء ثعلبة بن حاطب بصدقته إلى عمر فلم يقبلها وقال: لم يقبلها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أبو بكر ولا أقبلها.
قال أبو محمد: وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين وأمر عليه السلام عند موته ألا يبقى في جزيرة العرب دينان؛ فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد، ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض ألا يقرّ في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك، وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد وهو أبو عبد الملك الألهاني وكلهم ضعفاء ومسكين بن بكير ليس بالقوي ا.هـ. [ج11من المحلى ص 208]
- وقال السيوطي في لباب النقول إن سندها ضعيف.
- وقال الحافظ في تخريج الكشاف إن في سندها علي بن يزيد الألهاني وهو واهٍ، وقال في [الفتح: 3/8 ]بعد ذكر بعض القصة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به ا.هـ.
- وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد:7/32] رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.
- وقال فيه الذهبي في تجريد أسماء الصحابة إنه حديث منكر بمرَّة.
- وقال المناوي في [فيض القدير :4/527]: (قال البيهقي: "في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير" ، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث فإنه ساق هذا الحديث في ترجمة ثعلبة هذا ثم قال: "وفي كونه صاحب هذه القصة إن صح الخبر –ولا أظنه يصح- هو البدري نظر" ).ا.هـ كلام المناوي.
- وقال الحافظ العراقي في [تخريج الإحياء: 3/338]: سندها ضعيف.
وإنما مثلت بهذه القصة لشهرتها في كتب التفاسير ولأن كثيرا من إخواننا المشتغلين بالوعظ والإرشاد وفقني الله وإياهم يستحسنونها ويلقونها على العامة غير منتبهين مع عدم صحتها سندا فهي لا تصح معنى إذ فيها مخالفة لأصل من أصول الشريعة وهو أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه.ذكره الوادعي في الصحيح المسند

قول الصحابة في أسباب النزول
قول الصحابي نزلت في كذا هل يدخل في المسند؟
ما كان عن صحابي: فهو مسند مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع. أما سائر تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمعدود في الموقوفات.
شرط إدخال أقوال الصحابة في المسند
أن يصح اتصال سنده للصحابي
مثال لقول الصحابة في أسباب النزول
قول جابر رضي الله عنه: كانت اليهود تقول من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله عز وجل: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} الآية

قول التابعين في أسباب النزول
شروط قبول تفسير التابعي المرسل
1-أن يكون سند متصل إلي التابعي
2-أن يكون راويه معروفا أنه لا يروي إلا عن صحابي
3- أن تعدد طرقه فيكون له شاهد من حديث آخر متصل ( ولو ضعيفا ) أو مرسل.
وهذا حاصل قول السيوطي والبلقيني والوادعي

قول السلف نزلت في كذا

معنى قول السلف نزلت في كذا
يعني أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها. ذكره الزركشي البرهان.
حكم دخول معنى قول السلف نزلت في كذا في المسند
وجماعة من المحدثين يجعلون هذا من المرفوع المسند كما في قول ابن عمر في قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}الآية [البقرة: 223].
وأما الإمام أحمد فلم يدخله في المسند وكذلك مسلم وغيره وجعلوا هذا مما يقال بالاستدلال وبالتأويل فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع. ذكره الزركشي البرهان.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
انتبهي لمسألة مراعاة مقام التلخيص والاختصار
وبالنسبة لتناول كل عنصر يفضل فصل الأفكار المتعلقة به كل فكرة في سطر فإن ذلك أدعى إلى وضوحها وبيانها ولعل ذلك يتضح لك من مطالعة نموذج الإجابة.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 98 %
وفقك الله


إسراء خليفة 4 شعبان 1436هـ/22-05-2015م 09:48 PM

فهرسة موضوع: فضل علم الناسخ والمنسوخ
 
عناصر الموضوع:
ثبوت النسخ
ما روي أنا الناسخ من آيات الأحكام
تفسير قوله تعالى"يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ
اهتمام السلف بالناسخ والمنسوخ

إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ
ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ
حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه
أثر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما
أثر محمد بن سيرين
بعض الكتب المصنفة فيه
-كتاب ابن سلامة

ثبوت النسخ:

النسخ ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.
والدليل: قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا{


ما روي أنّ الناسخ من الآيات المحكمات
عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7]قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به.


تفسير قول الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب}
يبدّل من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله) {وعنده أمّ الكتاب}[الرعد: 39]يقول: (وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب النّاسخ والمنسوخ.

أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ

- هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ.
- أول ما ينبغي لمن أراد أن يعلم شيئا من علم هذا الكتاب ألا يدأب نفسه إلّا في علم النّاسخ والمنسوخ اتباعا لما جاء عن أئمّة السّلف رضي الله عنهم لأن كل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب ولم يعلم النّاسخ من المنسوخ كان ناقصا.
- معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269] قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه}[آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه.

-لا يفسر القرآن من لا يعرف الناسخ من المنسوخ
قال الأئمة: لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ.
وقد قال علي لقاص: (أتعرف الناسخ من المنسوخ؟)، قال: لا، قال: (هلكت وأهلكت"

اهتمام السلف الناسخ والمنسوخ
:



- روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد .


ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ

- يروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
وقال حذيفة بن اليمان لا يقص على النّاس إلّا أحد ثلاثة أمير أو مأمور أو رجل يعرف النّاسخ والمنسوخ والرّابع متكلف أحمق.


حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه
عن المقداد بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه (ثلاثا) ألا يوشك رجل يجلس على أريكته - أي على سريره - يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.

أثر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

قال حذيفة: " إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثةٍ: رجلٌ يعلم منسوخ القرآن وذلك عمر، ورجلٌ قاضٍ لا يجد من القضاء بدًّا، ورجلٌ متكلّفٌ فلست بالرّجلين الماضيين وأكره أن أكون الثّالث".


أثر محمد بن سيرين
عن محمّدٍ قال: جهدت أن أعلم النّاسخ من المنسوخ فلم أعلمه.

بعض الكتب المصنفة فيه
ألف ابن سلامة فيه كتابا، وذكر في سبب تأليفه أنه لما رأىالمفسّرين قد سلكوا طريق هذا العلم ولم يأتوا منه وجه الحفظ وخلطوا بعضه ببعض أحب أن يؤلف في ذلك كتابا يقرب على من أحب تعليمه وتذكارا لمن علمه، وكان عنوان الكتاب الناسخ والمنسوخ.

أمل عبد الرحمن 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م 12:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 204293)
عناصر الموضوع:
ثبوت النسخ
ما روي أنا الناسخ من آيات الأحكام (من الآيات المحكمات).
تفسير قوله تعالى"يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"
أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ
اهتمام السلف بالناسخ والمنسوخ

إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ
ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ
حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه
أثر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما
أثر محمد بن سيرين
بعض الكتب المصنفة فيه
-كتاب ابن سلامة

ثبوت النسخ:

النسخ ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.
والدليل: قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا{


ما روي أنّ الناسخ من الآيات المحكمات
عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7]قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به.


تفسير قول الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب}
يبدّل من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله) {وعنده أمّ الكتاب}[الرعد: 39]يقول: (وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب النّاسخ والمنسوخ. هذه المسألة تضم إلى المسألة الأولى ويشملهما عنوان: ثبوت النسخ بنص القرآن.
أيضا: من ذكر هذا التفسير من السلف؟

أهمية معرفة الناسخ والمنسوخ

- هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ.
- أول ما ينبغي لمن أراد أن يعلم شيئا من علم هذا الكتاب ألا يدأب نفسه إلّا في علم النّاسخ والمنسوخ اتباعا لما جاء عن أئمّة السّلف رضي الله عنهم لأن كل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب ولم يعلم النّاسخ من المنسوخ كان ناقصا.
- معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269] قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه}[آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه.

-لا يفسر القرآن من لا يعرف الناسخ من المنسوخ
قال الأئمة: لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ.
وقد قال علي لقاص: (أتعرف الناسخ من المنسوخ؟)، قال: لا، قال: (هلكت وأهلكت"

اهتمام السلف الناسخ والمنسوخ
:



- روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد .


ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ

- يروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
وقال حذيفة بن اليمان لا يقص على النّاس إلّا أحد ثلاثة أمير أو مأمور أو رجل يعرف النّاسخ والمنسوخ والرّابع متكلف أحمق.


حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه
عن المقداد بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه (ثلاثا) ألا يوشك رجل يجلس على أريكته - أي على سريره - يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه. ما علاقة هذا الحديث بموضوع الملخص؟

أثر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

قال حذيفة: " إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثةٍ: رجلٌ يعلم منسوخ القرآن وذلك عمر، ورجلٌ قاضٍ لا يجد من القضاء بدًّا، ورجلٌ متكلّفٌ فلست بالرّجلين الماضيين وأكره أن أكون الثّالث".


أثر محمد بن سيرين
عن محمّدٍ قال: جهدت أن أعلم النّاسخ من المنسوخ فلم أعلمه.

بعض الكتب المصنفة فيه
ألف ابن سلامة فيه كتابا، وذكر في سبب تأليفه أنه لما رأىالمفسّرين قد سلكوا طريق هذا العلم ولم يأتوا منه وجه الحفظ وخلطوا بعضه ببعض أحب أن يؤلف في ذلك كتابا يقرب على من أحب تعليمه وتذكارا لمن علمه، وكان عنوان الكتاب الناسخ والمنسوخ.

بارك الله فيك وأحسن إليك.
موضوع التلخيص هو: أقوال العلماء في فضل الناسخ والمنسوخ، وعليه يكون اعتبار ترتيب العناصر، فهذا هو موضوع الملخص وليس أحد عناصره فقط، وهذا ما يؤخذ على تلخيصك.
وعند ترتيب الفضائل ترتب الضائل الواردة في القرآن عن غيرها وهكذا..
كما يراعى ضم المسائل المتشابهة تحت عنصر واحد.
ويراعى أيضا قدر الإمكان تسمية الفضائل المستخلصة من هذه الآيات والأحاديث والآثار بدلا من اعتبار عنوان الحديث أو الأثر.
وينتبه دائما إلى علاقة المسألة المذكورة بموضوع الملخص مثل حديث المقداد بن معد، هل هي مما يتصل مباشرة بموضوع الملخص أم لا؟
يمكنك مطالعة نموذج الإجابة إن شاء الله هنا:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...804#post200804

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 13
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 12
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 85 %
وفقك الله

إسراء خليفة 1 رمضان 1436هـ/17-06-2015م 01:42 AM

بلغة المفسّر من علوم الحديث

مقدمات:
الكلام على نوعين منه
الإنشاء ومنه الخبر

فالإنشاء: لا يستطيع إنسان أن ينكر على آخر ما أنشأه من كلام؛ لأنه لا يحتاج إلى مبدأ التثبت؛ فهو لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
والخبر: هو الذي يحتاج إلى التثبت وإلى ما يضبطه؛ لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح، هل هو مقبول أو مردود، هل هو صدق أو كذب؛ ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها.

الكلام الوارد في التفسير:

الكلام الوارد في التفسير على نوعين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا
إذا كان إنشاءً:
يجب النظر إلى قواعد المفسرين لقبول التفسير؛ ومنها: أن يكون موافقا للغة العرب، وإذا كان ليس هناك اعتراض عليه؛ فليس هناك حاجة للتثبت.
مثاله: قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ}
جاء عن السلف في تفسيره:
-أن الصر هنا هو البْرد
-أو البَرد
- أو أنه الصوت
- أو الحركة
- أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك.
وهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.

القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن

فأولها:تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك. فلمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …}الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"
وثانيها:تفسير القرآن بالسنة.
وثالثها:تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين، ثم تفسير القرآن بلغة العرب.

غالبا تفسير القرآن بالقرآن يكون في آيات محدودة؛ ولذا نحتاج إلى تفسير القرآن بالسنة.
ومن كتب التفسير المفيدة في ذلك والتي تروي بالإسناد: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أوتفسير ابن أبي حاتم.
وكثير من كتب الأحاديث أفردت كتابًا بأكمله للتفسير مثل صحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي والسنن الكبرى للنسائي.
وبعض العلماء جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله كالحافظ ابن كثير رحمه الله.

التعامل مع مرويات التفسير

-لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يلتحق بها من أقوال الصحابة وأقوال التابعين للتثبت من صحته إلي قائله؛ كالتعامل مع المرويات الواردة في الفقه والحديث وغيره.
مثال في سبب نزول قوله تعالى{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *}
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف ابن موسى قال حدثنا عبيد الله ابن موسى قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ فأذن له فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة يعني بتلك المرأة على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هدبة، فذكر ذلك، فقال النبي: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه هذا خطأ.
وللعلماء كلام في هذا الحديث يصل إلى حد التكذيب فالإمام أحمد رحمه الله كما في كتاب العلل بن عبد الله يقول: "ما أرى هذا إلا كذابًا أو كذبًا"، وأنكره جداً.

مرويات التفسير من حيث خضوعها لقواعد المحدثين:

لا يطلق القول: (بأنه لا تطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير)، فإن إطلاق القول هكذا جزافاً؛ غلط، بل الأصل أن تطبق قواعد المحدثين على المرويات، ولكن يمكن أن يتسامح في قبول بعض المرويات.
فمنها: ما يجب أن يخضع لقواعد المحدثين ولا ينبغي التساهل فيه كالمثال السابق ذكره، وكالروايات التي تتضمن أحكاما.
ومنها: ما يمكن التساهل فيه؛ وهو مما له وجه من جهة اللغة؛ لأن العربي يفهمها مباشرة دون الحاجة إلى ما يفسرها كقوله تعالى"بسم الله الرحمن الرحيم".
وهذا مفيد في باب التدبر ما لم يؤد محذور كالقول على الله بغير علم أو الإئتيان بقول لا أصل له.
أما إذا أدى لمحذور فهذا مردود ولا يمكن أن يقال عنه أنه تدبر، كالذي يفسر قوله تعالى"يأمركم أن تذبحوا بقرة" بأن البقرة عائشة.
مثل: تسامح المحدثين من قبول رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، بل أشد من ذلك، من قبول رواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية، وذلك إذا كانت هذه الرواية ليست متضمنة أحكاما؛ لأنه إذا كانت متضمنة أحكاما فلابد من خضوعها لقواعد المفسرين.
-وقديما كانوا يطلقون على الحديث أنه حسن وإن كان فيه ضعف يمكن أن يسامح فيه وليس المقصود بذلك أنه حسن على المعنى المعروف في مصطلحات الحديث. وممن استخدم ذلك اللفظ عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي، والإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه.

الإسرائليات الواردة في التفسير:

بعض المرويات في كتب التفسير تروى كأنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أنها من أقوال الصحابة، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت}والقصة الطويلة جداً، والراجح أنها من الإسرائيليات كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير، وأنها من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما.
قبول الإسرائليات:
-منها من نقبله وهو ما يكون موافقا للشرع، ويكون هذا من الذي صح عن أهل الكتاب.
-ومنها ما يرد إذ خالف مع في شرعنا مثل قولهم أن لوطا شرب الخمر ففجر بابنتيه؛ فهذا افتراء بالقطع.
-ومنها: ما يتوقف في قبوله ورده؛ لأنه ليس هناك ما يدل على صدقها أو كذبها؛ فنطبّق معها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
وهذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها.
حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم.
ملحوظة: من المفيد جمع المرويات الواردة في تفسير كتاب الله من مصنفات الأحاديث في الأبواب المختلفة وضمها إلى كتب التفاسير.

تعامل المحدثين مع الأحاديث:

-إذا كانت الأحاديث متضمنة لأحكام وليس لهذه الأحكام أحاديث أخرى تضمنتها فهنا يجب تطبيق قواعد المحدثين وعدم التساهل.
-إذا كانت الأحاديث متضمنة أحكاما وهذه الأحاديث في شيء من الضعف وكانت ثمت شواهد من أحاديث أخرى تضمنت هذه الأحكام؛ فيمكن التساهل في قبول هذه الأحاديث.
ولكن بشرط أن تكون هذه الشواهد صحيحة، وألا يكون هذا الحديث الضعيف فيه زيادة حكم شرعي، فحينئذ إذا اتفق مع الحديث الأصل في باقي اللفظ أو في باقي المعنى فإننا نأخذ ما اتفق فيه ولا نقبل هذه الزيادة.
مثل قصة ثمامة بن أثال رضي الله تعالى عنه التي بمصنف عبد الرزاق، وأصلها في صحيح البخاري؛ في مصنف عبد الرزاق تضمنت حكما من أحكام الطهارة، لا يوجد في الرواية التي توجد في صحيح البخاري، وإنما هذا الحكم موجود في مصنف عبد الرزاق وهو يتعلق –فيما أذكر- بحكم الاغتسال لمن أسلم، فهل تقبل هذه الرواية بحذافيرها –رواية عبد الرزاق- ؟
فهنا لا نقبل منها إلا ما وافق الذي في صحيح البخاري، وأما الزيادة فهذه يحكم عليها بما يناسبها، فقد تكون زيادة شاذة أو منكرة ونحو ذلك.
-أما الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال أو الواردة في باب الترغيب والترهيب، فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وعبارتهم مشتهرة؛ مثل: سفيان الثوري، عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد وورد أيضا عن عبد الرحمن بن المهدي وغيرهم, حينما يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

تعامل المفسر مع مرويات التفسير:

أولا: لا يمكن القول بأنه لا يفسر القرآن إلاّ محدث يملك الآلة والقدرة؛ لأن هذا تجرير واسعاً.
ثانيا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، ويوضح أن هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئمة، سواء كانت موجودة في بعض الكتب التي اشترطت الصحة مثل صحيح البخاري، أو صحيح مسلم، أو وجدناها -مثلا- في (كتاب الترمذي), وحكم عليها الترمذي بالصحة ولم يُخالف من إمام آخر.
مع الانتباه إلي أن التعامل مع مستدرك الحاكم وابن حبان ينبغي أن يكون فيه جهد أكثر بالنظر إلى الأسانيد ولا نكتفي بحكمهم. وقد تعقب الذهبي الحاكم في بعض المواضع.
فالمفسر إذا لم يكن له علم بمعرفة صحيح أسانيد التفسير، فإنه إذا نظر في حديث فوجد فيها مثلا ابن لهيعة، وعرف -مثلا- ضعف ابن لهيعة مطلقاً، أو عرفه عن طريق (تقريب التهذيب)؛ فإنه لا يستشهد بهذه الرواية في حالته العجلى. كما يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث
ثالثا: ولا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة.
أما إذا كان المفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه فهذا خير إلى خير.
_____________________________________________

مسائل متفرقة في الأسئلة

حول الإسناد:


الرجل العدل الثقة قد يوهم والبعض يسمى هذا الوهم كذبا؛ لأنه نقلا لحديث خلاف الواقع.
فقد حكى عن يحيى بن سعيد القطان وغيره، حينما قال:"لم نرالصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث"، عجيب! يكون "صالحا"، ويكون "كاذبا في الحديث"؟، قال: "نعم، يجري الكذب على ألسنتهم ولا يتعمدونه".
وهذا لابد من نقد روايته وبيانه.
مثاله: كما فعل مسلم بن الحجاج أيضا، حينما نقل عن عبد الله بن المبارك، في قصته مع عباد بن كثير، وذهابه إلى شيخيه، الإمام مالك وسفيان الثوري -رحمة الله تعالى على الجميع- وقال: "إنّ عباد بن كثير ممن تعلمون حاله، وإذا حدّث حدّث بأمر عظيم، أفترون أن نبيّن حاله؟" قالا: "بلى، بيّن حاله."، فكان عبد الله بن المبارك، إذا ذكر عباد بن كثير في مجلس، أثنى عليه في دينه، ثمّ بيّن مكانته في الحديث -أو بيّن ما يؤخذ عليه في الحديث-، هذا ما يكون من باب الإخبار بخلاف الواقع لا عن عمد، وإنّما عن توهم، أمّا ما يكون عن عمد فإنّ هذا الأمر واضحٌ جدا، بأنه لا بد من ردّه، ولا بد من الحكم عليه.
علم العلل: علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات.
الضعف في الرواية:
الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته، وهذا مما أرجو أن يُتنبه له؛ لأن الذي شاع أن الطعن في الراوي إما أن يكون في العدالة أو الضبط، وهذا صحيح، لكن أيضا يُمكن أن يكون الطعن في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى كالسقط في الإسناد.


الإسناد المعنعن:
- قبوله مختلف فيه، وكان هناك من لا يقبله كشعبة بن الحجاج لكن بعد ذلك فرضت عليهم الضرورة قبول الإسناد المعنعن، و وضعوا لها شروط لكن أبرز هذه الشروط ما عُرف بأنه شرط البخاري وشرط مسلم.
- إذا جاء إسناد معنعن من طريقين وفي أحدهما زيادة على الآخر؛ فإننا نأخذ بالإسناد الزائد.
ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
والشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


أسانيد القراءات:
-بالنسبة لجهالة بعض رجال الإسناد فهذا لا ينبغي التشدد فيه.
-بالنسبة لوجود سقط في الإسناد فهذا ينبغي التنبيه عليه ولا يصح أن يكون الإسناد فيه سقط.
- ينبغي للإنسان الذي يريد أن يعتني بإسناد ويكون إسناده إسنادًا على الأقل مقبولاً أن يتعرف على رجال الإسناد بما أمكنه، وأن يعتني بسلامة هذا الإسناد خاصة بالنظر في الكتب التي يذكر فيها هذا الإسناد؛ يعني لا يكتفي مثلا بإعطاء شيخه له هذا الإسناد فإنه قد يكون هذا الشيخ ليس من الذين يميزون هذه الأسانيد، وربما كان شيخ شيخه وهلم جرا.

المراسيل في التفسير:

منها: ما يمكن أن تتقوى وتقبل خاصة إذا كانت على طريقة الإمام الشافعي.
وهذه المراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروط، ومنها مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم.
ومنها: ما لا يمكن أن تتقوى، ولا يمكن قبولها بحال؛ لأن فيها ما يخالف الشرع كقصة الغرانيق وقصة ثعلبة. ومن المراسيل الرديئة مراسيل الزهري وقتادة ومجاهد.

الوضع في الحديث:
الوضع في الحديث إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.

بالنسبة لحكم الشيخ الألباني على الحديث:

إذا صحح الشيخ الألباني حديث وكان الأئمة الكبار في الحديث الذين عرفوا بأنهم من جهابذة علم العلل، ومن النقّاد مثل: الإمام أحمد وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والدارقطني وأمثال هؤلاء أعل الحديث فإن المعتمد قولهم.
أما إذا عارض حكم الألباني آخرون كالحاكم، وابن حبان، والنووي، وأمثال هؤلاء، ثم وجدنا أحد أئمة النقد، أو عدداً من أئمة النقد يُعِلُّون ذلك الحديث مثل من سمَّيت: كالإمام أحمد، وعلي بن المديني، والبخاري، ومسلم وأمثال هؤلاء؛ فإن العمدة على تعليله مثل ما رأيناه مثلاً من تعليل حديث الأذنان من الرأس، أو البسملة في الوضوء، ونحو ذلك.
ثم يقوي هؤلاء العلماء هذا الحديث أو يصححونه أو يُحسنونه بمجموع طُرقه؛ فإن العمدة على أحكام أولئك الأئمة الكبار.

من الكتب التي ينصح طالب علم التفسير بدراستها في مصطلح الحديث:

نخبة الفكر مع بعض شروحها هذا على الأقل.

إسراء خليفة 1 رمضان 1436هـ/17-06-2015م 01:45 AM

بلغة المفسّر من علوم الحديث

مقدمات:
الكلام على نوعين منه
الإنشاء ومنه الخبر

فالإنشاء: لا يستطيع إنسان أن ينكر على آخر ما أنشأه من كلام؛ لأنه لا يحتاج إلى مبدأ التثبت؛ فهو لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
والخبر: هو الذي يحتاج إلى التثبت وإلى ما يضبطه؛ لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح، هل هو مقبول أو مردود، هل هو صدق أو كذب؛ ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها.

الكلام الوارد في التفسير:

الكلام الوارد في التفسير على نوعين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا
إذا كان إنشاءً:
يجب النظر إلى قواعد المفسرين لقبول التفسير؛ ومنها: أن يكون موافقا للغة العرب، وإذا كان ليس هناك اعتراض عليه؛ فليس هناك حاجة للتثبت.
مثاله: قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ}
جاء عن السلف في تفسيره:
-أن الصر هنا هو البْرد
-أو البَرد
- أو أنه الصوت
- أو الحركة
- أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك.
وهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر.

القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن

فأولها:تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك. فلمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …}الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"
وثانيها:تفسير القرآن بالسنة.
وثالثها:تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين، ثم تفسير القرآن بلغة العرب.

غالبا تفسير القرآن بالقرآن يكون في آيات محدودة؛ ولذا نحتاج إلى تفسير القرآن بالسنة.
ومن كتب التفسير المفيدة في ذلك والتي تروي بالإسناد: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أوتفسير ابن أبي حاتم.
وكثير من كتب الأحاديث أفردت كتابًا بأكمله للتفسير مثل صحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي والسنن الكبرى للنسائي.
وبعض العلماء جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله كالحافظ ابن كثير رحمه الله.

التعامل مع مرويات التفسير

-لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يلتحق بها من أقوال الصحابة وأقوال التابعين للتثبت من صحته إلي قائله؛ كالتعامل مع المرويات الواردة في الفقه والحديث وغيره.
مثال في سبب نزول قوله تعالى{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *}
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف ابن موسى قال حدثنا عبيد الله ابن موسى قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ فأذن له فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة يعني بتلك المرأة على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هدبة، فذكر ذلك، فقال النبي: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه هذا خطأ.
وللعلماء كلام في هذا الحديث يصل إلى حد التكذيب فالإمام أحمد رحمه الله كما في كتاب العلل بن عبد الله يقول: "ما أرى هذا إلا كذابًا أو كذبًا"، وأنكره جداً.

مرويات التفسير من حيث خضوعها لقواعد المحدثين:

لا يطلق القول: (بأنه لا تطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير)، فإن إطلاق القول هكذا جزافاً؛ غلط، بل الأصل أن تطبق قواعد المحدثين على المرويات، ولكن يمكن أن يتسامح في قبول بعض المرويات.
فمنها: ما يجب أن يخضع لقواعد المحدثين ولا ينبغي التساهل فيه كالمثال السابق ذكره، وكالروايات التي تتضمن أحكاما.
ومنها: ما يمكن التساهل فيه؛ وهو مما له وجه من جهة اللغة؛ لأن العربي يفهمها مباشرة دون الحاجة إلى ما يفسرها كقوله تعالى"بسم الله الرحمن الرحيم".
وهذا مفيد في باب التدبر ما لم يؤد محذور كالقول على الله بغير علم أو الإئتيان بقول لا أصل له.
أما إذا أدى لمحذور فهذا مردود ولا يمكن أن يقال عنه أنه تدبر، كالذي يفسر قوله تعالى"يأمركم أن تذبحوا بقرة" بأن البقرة عائشة.
مثل: تسامح المحدثين من قبول رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، بل أشد من ذلك، من قبول رواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية، وذلك إذا كانت هذه الرواية ليست متضمنة أحكاما؛ لأنه إذا كانت متضمنة أحكاما فلابد من خضوعها لقواعد المفسرين.
-وقديما كانوا يطلقون على الحديث أنه حسن وإن كان فيه ضعف يمكن أن يسامح فيه وليس المقصود بذلك أنه حسن على المعنى المعروف في مصطلحات الحديث. وممن استخدم ذلك اللفظ عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي، والإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه.

الإسرائليات الواردة في التفسير:

بعض المرويات في كتب التفسير تروى كأنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أنها من أقوال الصحابة، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت}والقصة الطويلة جداً، والراجح أنها من الإسرائيليات كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير، وأنها من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما.
قبول الإسرائليات:
-منها من نقبله وهو ما يكون موافقا للشرع، ويكون هذا من الذي صح عن أهل الكتاب.
-ومنها ما يرد إذ خالف مع في شرعنا مثل قولهم أن لوطا شرب الخمر ففجر بابنتيه؛ فهذا افتراء بالقطع.
-ومنها: ما يتوقف في قبوله ورده؛ لأنه ليس هناك ما يدل على صدقها أو كذبها؛ فنطبّق معها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
وهذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها.
حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم.
ملحوظة: من المفيد جمع المرويات الواردة في تفسير كتاب الله من مصنفات الأحاديث في الأبواب المختلفة وضمها إلى كتب التفاسير.

تعامل المحدثين مع الأحاديث:

-إذا كانت الأحاديث متضمنة لأحكام وليس لهذه الأحكام أحاديث أخرى تضمنتها فهنا يجب تطبيق قواعد المحدثين وعدم التساهل.
-إذا كانت الأحاديث متضمنة أحكاما وهذه الأحاديث في شيء من الضعف وكانت ثمت شواهد من أحاديث أخرى تضمنت هذه الأحكام؛ فيمكن التساهل في قبول هذه الأحاديث.
ولكن بشرط أن تكون هذه الشواهد صحيحة، وألا يكون هذا الحديث الضعيف فيه زيادة حكم شرعي، فحينئذ إذا اتفق مع الحديث الأصل في باقي اللفظ أو في باقي المعنى فإننا نأخذ ما اتفق فيه ولا نقبل هذه الزيادة.
مثل قصة ثمامة بن أثال رضي الله تعالى عنه التي بمصنف عبد الرزاق، وأصلها في صحيح البخاري؛ في مصنف عبد الرزاق تضمنت حكما من أحكام الطهارة، لا يوجد في الرواية التي توجد في صحيح البخاري، وإنما هذا الحكم موجود في مصنف عبد الرزاق وهو يتعلق –فيما أذكر- بحكم الاغتسال لمن أسلم، فهل تقبل هذه الرواية بحذافيرها –رواية عبد الرزاق- ؟
فهنا لا نقبل منها إلا ما وافق الذي في صحيح البخاري، وأما الزيادة فهذه يحكم عليها بما يناسبها، فقد تكون زيادة شاذة أو منكرة ونحو ذلك.
-أما الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال أو الواردة في باب الترغيب والترهيب، فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وعبارتهم مشتهرة؛ مثل: سفيان الثوري، عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد وورد أيضا عن عبد الرحمن بن المهدي وغيرهم, حينما يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

تعامل المفسر مع مرويات التفسير:

أولا: لا يمكن القول بأنه لا يفسر القرآن إلاّ محدث يملك الآلة والقدرة؛ لأن هذا تجرير واسعاً.
ثانيا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، ويوضح أن هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئمة، سواء كانت موجودة في بعض الكتب التي اشترطت الصحة مثل صحيح البخاري، أو صحيح مسلم، أو وجدناها -مثلا- في (كتاب الترمذي), وحكم عليها الترمذي بالصحة ولم يُخالف من إمام آخر.
مع الانتباه إلي أن التعامل مع مستدرك الحاكم وابن حبان ينبغي أن يكون فيه جهد أكثر بالنظر إلى الأسانيد ولا نكتفي بحكمهم. وقد تعقب الذهبي الحاكم في بعض المواضع.
فالمفسر إذا لم يكن له علم بمعرفة صحيح أسانيد التفسير، فإنه إذا نظر في حديث فوجد فيها مثلا ابن لهيعة، وعرف -مثلا- ضعف ابن لهيعة مطلقاً، أو عرفه عن طريق (تقريب التهذيب)؛ فإنه لا يستشهد بهذه الرواية في حالته العجلى. كما يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث
ثالثا: ولا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة.
أما إذا كان المفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه فهذا خير إلى خير.
_____________________________________________

مسائل متفرقة في الأسئلة

حول الإسناد:


الرجل العدل الثقة قد يوهم والبعض يسمى هذا الوهم كذبا؛ لأنه نقلا لحديث خلاف الواقع.
فقد حكى عن يحيى بن سعيد القطان وغيره، حينما قال:"لم نرالصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث"، عجيب! يكون "صالحا"، ويكون "كاذبا في الحديث"؟، قال: "نعم، يجري الكذب على ألسنتهم ولا يتعمدونه".
وهذا لابد من نقد روايته وبيانه.
مثاله: كما فعل مسلم بن الحجاج أيضا، حينما نقل عن عبد الله بن المبارك، في قصته مع عباد بن كثير، وذهابه إلى شيخيه، الإمام مالك وسفيان الثوري -رحمة الله تعالى على الجميع- وقال: "إنّ عباد بن كثير ممن تعلمون حاله، وإذا حدّث حدّث بأمر عظيم، أفترون أن نبيّن حاله؟" قالا: "بلى، بيّن حاله."، فكان عبد الله بن المبارك، إذا ذكر عباد بن كثير في مجلس، أثنى عليه في دينه، ثمّ بيّن مكانته في الحديث -أو بيّن ما يؤخذ عليه في الحديث-، هذا ما يكون من باب الإخبار بخلاف الواقع لا عن عمد، وإنّما عن توهم، أمّا ما يكون عن عمد فإنّ هذا الأمر واضحٌ جدا، بأنه لا بد من ردّه، ولا بد من الحكم عليه.
علم العلل: علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات.
الضعف في الرواية:
الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته، وهذا مما أرجو أن يُتنبه له؛ لأن الذي شاع أن الطعن في الراوي إما أن يكون في العدالة أو الضبط، وهذا صحيح، لكن أيضا يُمكن أن يكون الطعن في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى كالسقط في الإسناد.


الإسناد المعنعن:
- قبوله مختلف فيه، وكان هناك من لا يقبله كشعبة بن الحجاج لكن بعد ذلك فرضت عليهم الضرورة قبول الإسناد المعنعن، و وضعوا لها شروط لكن أبرز هذه الشروط ما عُرف بأنه شرط البخاري وشرط مسلم.
- إذا جاء إسناد معنعن من طريقين وفي أحدهما زيادة على الآخر؛ فإننا نأخذ بالإسناد الزائد.
ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
والشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


أسانيد القراءات:
-بالنسبة لجهالة بعض رجال الإسناد فهذا لا ينبغي التشدد فيه.
-بالنسبة لوجود سقط في الإسناد فهذا ينبغي التنبيه عليه ولا يصح أن يكون الإسناد فيه سقط.
- ينبغي للإنسان الذي يريد أن يعتني بإسناد ويكون إسناده إسنادًا على الأقل مقبولاً أن يتعرف على رجال الإسناد بما أمكنه، وأن يعتني بسلامة هذا الإسناد خاصة بالنظر في الكتب التي يذكر فيها هذا الإسناد؛ يعني لا يكتفي مثلا بإعطاء شيخه له هذا الإسناد فإنه قد يكون هذا الشيخ ليس من الذين يميزون هذه الأسانيد، وربما كان شيخ شيخه وهلم جرا.

المراسيل في التفسير:

منها: ما يمكن أن تتقوى وتقبل خاصة إذا كانت على طريقة الإمام الشافعي.
وهذه المراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروط، ومنها مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم.
ومنها: ما لا يمكن أن تتقوى، ولا يمكن قبولها بحال؛ لأن فيها ما يخالف الشرع كقصة الغرانيق وقصة ثعلبة. ومن المراسيل الرديئة مراسيل الزهري وقتادة ومجاهد.

الوضع في الحديث:
الوضع في الحديث إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.

بالنسبة لحكم الشيخ الألباني على الحديث:

إذا صحح الشيخ الألباني حديث وكان الأئمة الكبار في الحديث الذين عرفوا بأنهم من جهابذة علم العلل، ومن النقّاد مثل: الإمام أحمد وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والدارقطني وأمثال هؤلاء أعل الحديث فإن المعتمد قولهم.
أما إذا عارض حكم الألباني آخرون كالحاكم، وابن حبان، والنووي، وأمثال هؤلاء، ثم وجدنا أحد أئمة النقد، أو عدداً من أئمة النقد يُعِلُّون ذلك الحديث مثل من سمَّيت: كالإمام أحمد، وعلي بن المديني، والبخاري، ومسلم وأمثال هؤلاء؛ فإن العمدة على تعليله مثل ما رأيناه مثلاً من تعليل حديث الأذنان من الرأس، أو البسملة في الوضوء، ونحو ذلك.
ثم يقوي هؤلاء العلماء هذا الحديث أو يصححونه أو يُحسنونه بمجموع طُرقه؛ فإن العمدة على أحكام أولئك الأئمة الكبار.

من الكتب التي ينصح طالب علم التفسير بدراستها في مصطلح الحديث:

نخبة الفكر مع بعض شروحها هذا على الأقل.

أمل عبد الرحمن 16 رمضان 1436هـ/2-07-2015م 02:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة (المشاركة 208778)
بلغة المفسّر من علوم الحديث

مقدمات:
الكلام على نوعين منه
الإنشاء ومنه الخبر

فالإنشاء: لا يستطيع إنسان أن ينكر على آخر ما أنشأه من كلام؛ لأنه لا يحتاج إلى مبدأ التثبت؛ فهو لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
والخبر: هو الذي يحتاج إلى التثبت وإلى ما يضبطه؛ لنعلم هل هو صحيح أو غير صحيح، هل هو مقبول أو مردود، هل هو صدق أو كذب؛ ولهذا نجد أن علوم الحديث حينما وضعها المحدثون وضعوها لتكون ضوابط لقبول الأخبار وردها.

الكلام الوارد في التفسير:

الكلام الوارد في التفسير على نوعين؛ إما أن يكون إنشاءً، وإما أن يكون خبرًا
إذا كان إنشاءً:
يجب النظر إلى قواعد المفسرين لقبول التفسير؛ ومنها: أن يكون موافقا للغة العرب، وإذا كان ليس هناك اعتراض عليه؛ فليس هناك حاجة للتثبت.
مثاله: قول الله جل وعلا: {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ}
جاء عن السلف في تفسيره:
-أن الصر هنا هو البْرد
-أو البَرد
- أو أنه الصوت
- أو الحركة
- أو أنه النار؛ ريح فيها نار أو نحو ذلك.
وهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر هذا لو افترضنا أننا في مجلس الصحابي أو التابعي الذي فسر اللفظ بهذا التفسير، بخلاف لو نُقل إلينا.

القواعد التي وضعها المفسرون لتفسير القرآن

فأولها:تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك. فلمّا قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون …}الآية من سورة الأنعام؛ تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}"
وثانيها:تفسير القرآن بالسنة.
وثالثها:تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين، ثم تفسير القرآن بلغة العرب.

غالبا تفسير القرآن بالقرآن يكون في آيات محدودة؛ ولذا نحتاج إلى تفسير القرآن بالسنة.
ومن كتب التفسير المفيدة في ذلك والتي تروي بالإسناد: تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أوتفسير ابن أبي حاتم.
وكثير من كتب الأحاديث أفردت كتابًا بأكمله للتفسير مثل صحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي والسنن الكبرى للنسائي.
وبعض العلماء جمع بين الحديث وبين القدرة على تفسير كتاب الله كالحافظ ابن كثير رحمه الله.

التعامل مع مرويات التفسير

-لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يلتحق بها من أقوال الصحابة وأقوال التابعين للتثبت من صحته إلي قائله؛ كالتعامل مع المرويات الواردة في الفقه والحديث وغيره.
مثال في سبب نزول قوله تعالى{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *}
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف ابن موسى قال حدثنا عبيد الله ابن موسى قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ فأذن له فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة يعني بتلك المرأة على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هدبة، فذكر ذلك، فقال النبي: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه هذا خطأ.
وللعلماء كلام في هذا الحديث يصل إلى حد التكذيب فالإمام أحمد رحمه الله كما في كتاب العلل بن عبد الله يقول: "ما أرى هذا إلا كذابًا أو كذبًا"، وأنكره جداً.

مرويات التفسير من حيث خضوعها لقواعد المحدثين:

لا يطلق القول: (بأنه لا تطبق قواعد المحدثين على مرويات التفسير)، فإن إطلاق القول هكذا جزافاً؛ غلط، بل الأصل أن تطبق قواعد المحدثين على المرويات، ولكن يمكن أن يتسامح في قبول بعض المرويات.
فمنها: ما يجب أن يخضع لقواعد المحدثين ولا ينبغي التساهل فيه كالمثال السابق ذكره، وكالروايات التي تتضمن أحكاما.
ومنها: ما يمكن التساهل فيه؛ وهو مما له وجه من جهة اللغة؛ لأن العربي يفهمها مباشرة دون الحاجة إلى ما يفسرها كقوله تعالى"بسم الله الرحمن الرحيم".
وهذا مفيد في باب التدبر ما لم يؤد محذور كالقول على الله بغير علم أو الإئتيان بقول لا أصل له.
أما إذا أدى لمحذور فهذا مردود ولا يمكن أن يقال عنه أنه تدبر، كالذي يفسر قوله تعالى"يأمركم أن تذبحوا بقرة" بأن البقرة عائشة.
مثل: تسامح المحدثين من قبول رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، بل أشد من ذلك، من قبول رواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية، وذلك إذا كانت هذه الرواية ليست متضمنة أحكاما؛ لأنه إذا كانت متضمنة أحكاما فلابد من خضوعها لقواعد المفسرين.
-وقديما كانوا يطلقون على الحديث أنه حسن وإن كان فيه ضعف يمكن أن يسامح فيه وليس المقصود بذلك أنه حسن على المعنى المعروف في مصطلحات الحديث. وممن استخدم ذلك اللفظ عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي، والإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه.

الإسرائليات الواردة في التفسير:

بعض المرويات في كتب التفسير تروى كأنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أنها من أقوال الصحابة، مثل ما نجده في تفسير قول الله جل وعلا: {ببابل هاروت وماروت}والقصة الطويلة جداً، والراجح أنها من الإسرائيليات كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير، وأنها من الزاملتين اللتين أصابهما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما.
قبول الإسرائليات:
-منها من نقبله وهو ما يكون موافقا للشرع، ويكون هذا من الذي صح عن أهل الكتاب.
-ومنها ما يرد إذ خالف مع في شرعنا مثل قولهم أن لوطا شرب الخمر ففجر بابنتيه؛ فهذا افتراء بالقطع.
-ومنها: ما يتوقف في قبوله ورده؛ لأنه ليس هناك ما يدل على صدقها أو كذبها؛ فنطبّق معها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
وهذه التي لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها.
حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم.
ملحوظة: من المفيد جمع المرويات الواردة في تفسير كتاب الله من مصنفات الأحاديث في الأبواب المختلفة وضمها إلى كتب التفاسير.

تعامل المحدثين مع الأحاديث:

-إذا كانت الأحاديث متضمنة لأحكام وليس لهذه الأحكام أحاديث أخرى تضمنتها فهنا يجب تطبيق قواعد المحدثين وعدم التساهل.
-إذا كانت الأحاديث متضمنة أحكاما وهذه الأحاديث في شيء من الضعف وكانت ثمت شواهد من أحاديث أخرى تضمنت هذه الأحكام؛ فيمكن التساهل في قبول هذه الأحاديث.
ولكن بشرط أن تكون هذه الشواهد صحيحة، وألا يكون هذا الحديث الضعيف فيه زيادة حكم شرعي، فحينئذ إذا اتفق مع الحديث الأصل في باقي اللفظ أو في باقي المعنى فإننا نأخذ ما اتفق فيه ولا نقبل هذه الزيادة.
مثل قصة ثمامة بن أثال رضي الله تعالى عنه التي بمصنف عبد الرزاق، وأصلها في صحيح البخاري؛ في مصنف عبد الرزاق تضمنت حكما من أحكام الطهارة، لا يوجد في الرواية التي توجد في صحيح البخاري، وإنما هذا الحكم موجود في مصنف عبد الرزاق وهو يتعلق –فيما أذكر- بحكم الاغتسال لمن أسلم، فهل تقبل هذه الرواية بحذافيرها –رواية عبد الرزاق- ؟
فهنا لا نقبل منها إلا ما وافق الذي في صحيح البخاري، وأما الزيادة فهذه يحكم عليها بما يناسبها، فقد تكون زيادة شاذة أو منكرة ونحو ذلك.
-أما الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال أو الواردة في باب الترغيب والترهيب، فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وعبارتهم مشتهرة؛ مثل: سفيان الثوري، عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد وورد أيضا عن عبد الرحمن بن المهدي وغيرهم, حينما يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

تعامل المفسر مع مرويات التفسير:

أولا: لا يمكن القول بأنه لا يفسر القرآن إلاّ محدث يملك الآلة والقدرة؛ لأن هذا تجرير واسعاً (تحجير واسع).
ثانيا: أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، مثل (كتاب العلل لابن أبي حاتم)، أو (كتاب العلل للترمذي) أو يأتي لـ(كتاب العلل للدارقطني) أو غير ذلك من كتب العلل_ فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ فإذا وجد هذه الرواية مما أعله بعض الأئمة؛ فإنه قد خُدم وقد كُفي فيحمد الله على هذه النعمة أنه قد كُفي، ويوضح أن هذا الحديث أعله الإمام الفلاني ويتنبه لهذا ولا يستشهد به، ولا يستدل به؛ بل ينبه عليه، والعكس كذلك، لو وجد هذه الرواية من الروايات التي صححها بعض الأئمة، سواء كانت موجودة في بعض الكتب التي اشترطت الصحة مثل صحيح البخاري، أو صحيح مسلم، أو وجدناها -مثلا- في (كتاب الترمذي), وحكم عليها الترمذي بالصحة ولم يُخالف من إمام آخر.
مع الانتباه إلي أن التعامل مع مستدرك الحاكم وابن حبان ينبغي أن يكون فيه جهد أكثر بالنظر إلى الأسانيد ولا نكتفي بحكمهم. وقد تعقب الذهبي الحاكم في بعض المواضع.
فالمفسر إذا لم يكن له علم بمعرفة صحيح أسانيد التفسير، فإنه إذا نظر في حديث فوجد فيها مثلا ابن لهيعة، وعرف -مثلا- ضعف ابن لهيعة مطلقاً، أو عرفه عن طريق (تقريب التهذيب)؛ فإنه لا يستشهد بهذه الرواية في حالته العجلى. كما يمكن أن يستعين بمن يمكن أن يخدمه في هذا من طلبة العلم المعروفين بالقدرة على الحكم على الأحاديث
ثالثا: ولا بأس أن يتوقف عن قبول الرواية لوجود تلك العلة الظاهرة؛ (العلة الظاهرة): إما سقط ظاهر في الإسناد, وإما وجود راوٍ مطعون فيه؛ إما في عدالته أو ضبطه, وأما بالنسبة للعلل الخفية, أو الحكم الجازم على الرواية ضعفاً، أو تصحيحاً فإن هذا يحتاج إلى دقة.
أما إذا كان المفسر قد تزود من علم الحديث، بحيث صار يملك القدرة على الحكم على الحديث، وعنده الآلة التي تعينه فهذا خير إلى خير.
_____________________________________________

مسائل متفرقة في الأسئلة

حول الإسناد:


الرجل العدل الثقة قد يوهم والبعض يسمى هذا الوهم كذبا؛ لأنه نقلا لحديث خلاف الواقع.
فقد حكى عن يحيى بن سعيد القطان وغيره، حينما قال:"لم نرالصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث"، عجيب! يكون "صالحا"، ويكون "كاذبا في الحديث"؟، قال: "نعم، يجري الكذب على ألسنتهم ولا يتعمدونه".
وهذا لابد من نقد روايته وبيانه.
مثاله: كما فعل مسلم بن الحجاج أيضا، حينما نقل عن عبد الله بن المبارك، في قصته مع عباد بن كثير، وذهابه إلى شيخيه، الإمام مالك وسفيان الثوري -رحمة الله تعالى على الجميع- وقال: "إنّ عباد بن كثير ممن تعلمون حاله، وإذا حدّث حدّث بأمر عظيم، أفترون أن نبيّن حاله؟" قالا: "بلى، بيّن حاله."، فكان عبد الله بن المبارك، إذا ذكر عباد بن كثير في مجلس، أثنى عليه في دينه، ثمّ بيّن مكانته في الحديث -أو بيّن ما يؤخذ عليه في الحديث-، هذا ما يكون من باب الإخبار بخلاف الواقع لا عن عمد، وإنّما عن توهم، أمّا ما يكون عن عمد فإنّ هذا الأمر واضحٌ جدا، بأنه لا بد من ردّه، ولا بد من الحكم عليه.
علم العلل: علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات.
الضعف في الرواية:
الضعف يختلف؛ فهو إما بسبب سقط في الإسناد، وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته، وما يكون من طعن في الراوي، فإن هذا الطعن إما أن يكون إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته، وهذا مما أرجو أن يُتنبه له؛ لأن الذي شاع أن الطعن في الراوي إما أن يكون في العدالة أو الضبط، وهذا صحيح، لكن أيضا يُمكن أن يكون الطعن في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى كالسقط في الإسناد.


الإسناد المعنعن:
- قبوله مختلف فيه، وكان هناك من لا يقبله كشعبة بن الحجاج لكن بعد ذلك فرضت عليهم الضرورة قبول الإسناد المعنعن، و وضعوا لها شروط لكن أبرز هذه الشروط ما عُرف بأنه شرط البخاري وشرط مسلم.
- إذا جاء إسناد معنعن من طريقين وفي أحدهما زيادة على الآخر؛ فإننا نأخذ بالإسناد الزائد.
ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
الشرط الأول (وهو الأهم):
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
والشرط الثاني:
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


أسانيد القراءات:
-بالنسبة لجهالة بعض رجال الإسناد فهذا لا ينبغي التشدد فيه.
-بالنسبة لوجود سقط في الإسناد فهذا ينبغي التنبيه عليه ولا يصح أن يكون الإسناد فيه سقط.
- ينبغي للإنسان الذي يريد أن يعتني بإسناد ويكون إسناده إسنادًا على الأقل مقبولاً أن يتعرف على رجال الإسناد بما أمكنه، وأن يعتني بسلامة هذا الإسناد خاصة بالنظر في الكتب التي يذكر فيها هذا الإسناد؛ يعني لا يكتفي مثلا بإعطاء شيخه له هذا الإسناد فإنه قد يكون هذا الشيخ ليس من الذين يميزون هذه الأسانيد، وربما كان شيخ شيخه وهلم جرا.

المراسيل في التفسير:

منها: ما يمكن أن تتقوى وتقبل خاصة إذا كانت على طريقة الإمام الشافعي.
وهذه المراسيل التي اتفقوا على قبولها بشروط، ومنها مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم.
ومنها: ما لا يمكن أن تتقوى، ولا يمكن قبولها بحال؛ لأن فيها ما يخالف الشرع كقصة الغرانيق وقصة ثعلبة. ومن المراسيل الرديئة مراسيل الزهري وقتادة ومجاهد.

الوضع في الحديث:
الوضع في الحديث إنما نشأ بعد فتنة مقتل عثمان -رضي الله تعالى عنه- كما قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم)، فينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.

بالنسبة لحكم الشيخ الألباني على الحديث:

إذا صحح الشيخ الألباني حديث وكان الأئمة الكبار في الحديث الذين عرفوا بأنهم من جهابذة علم العلل، ومن النقّاد مثل: الإمام أحمد وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والدارقطني وأمثال هؤلاء أعل الحديث فإن المعتمد قولهم.
أما إذا عارض حكم الألباني آخرون كالحاكم، وابن حبان، والنووي، وأمثال هؤلاء، ثم وجدنا أحد أئمة النقد، أو عدداً من أئمة النقد يُعِلُّون ذلك الحديث مثل من سمَّيت: كالإمام أحمد، وعلي بن المديني، والبخاري، ومسلم وأمثال هؤلاء؛ فإن العمدة على تعليله مثل ما رأيناه مثلاً من تعليل حديث الأذنان من الرأس، أو البسملة في الوضوء، ونحو ذلك.
ثم يقوي هؤلاء العلماء هذا الحديث أو يصححونه أو يُحسنونه بمجموع طُرقه؛ فإن العمدة على أحكام أولئك الأئمة الكبار.

من الكتب التي ينصح طالب علم التفسير بدراستها في مصطلح الحديث:

نخبة الفكر مع بعض شروحها هذا على الأقل.

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 99/100
وفقك الله


الساعة الآن 03:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir