معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى) (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1039)
-   -   المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=35648)

هيئة الإدارة 19 جمادى الأولى 1438هـ/15-02-2017م 02:00 AM

المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة
 
مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية: وأجب على أسئلتها إجابة وافية

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
ب. السبع المثاني
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
ب. سورة الصلاة.
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
س4:
بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.

المجموعة الرابعة:
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
س2:
هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟

المجموعة الخامسة:

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.
س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.
س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

أبو مالك محمد عيسى 19 جمادى الأولى 1438هـ/15-02-2017م 11:05 PM

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.

الاجابة
الدليل الأول: حديث أبي سعيد بن المعلي كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صل الله عليه واله وسلم فلم أجبه فقلت يا رسول الله أني كنت أصلي فقال ألم يقل الله " استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم" ثم قال لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القران قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القران قال " الحمد لله رب العالمين" هي السبع المثاني والقران العظيم الذي أوتيته.
الدليل الثاني: حديث عن أبي هريرة قال قال صل الله عليه واله وسلم:" أم القران هي السبع المثاني والقران العظيم".
الدليل الثالث: حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صل الله عليه وال وسلم قال :" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى: سميت بأم الكتاب بسبب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف وتفتتح بها الصلاة.

ب. الوافية
سميت بالوافية لأنها تفي عن غيرها ولا تفي غيرها عنها
وقيل بأنها تقرأ وافية في كل ركعة
وقيل بأنها وافية بما في القران من المعاني.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
الاجابة
نسب القول إليهم بطريق الخطأ ولا يصح عنهم اللهم إلا مجاهد يصح عنهم كما قال الحسين بن الفضل لكل عالم هفوه وهذه منكره من مجاهد لأنه تفرد بها"
أما نسبت لابي هريرة في حديث " رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ونزلت في المدينة" فالحديث ضعيف ولا يصح
والرواية المرويه عن الامام الزهري منكرة.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الاجابة
لم يصح حديث في نزول فاتحة الكتاب من كنز تحت العرش والحديثين المرويين بهذا الشأن ضعفاء لا يستدل بهم والثابت فقط فيما نزل من كنز تحت العرش
هو حديث أواخر سورة البقرة بما صح عن أبي ذر قال قال النبي صل الله عليه واله وسلم: " أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش ولم يعطهن نبي قبلي".

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
الاجابة
اختلف العلماء على أقوال وأعظم الأقوال قولين
الأول: أنها أيه من فاتحة الكتاب وهو مروي عن الشافعي وروايه عن أحمد وهي بالعد المكي والكوفي.
وقال أهل العلم الاستناد على أنها مكتوبة برقم واحد في سورة الفاتحة فعدت أيه.
الثاني: لا تعد ايه وهذا قول مروي عن أبا حنيفة والاوزاعي ومالك .
والسبب أن فاتحة الكتاب ذكرت في جميع السور إلا بداية سورة التوبة فكانت إظهار أنها بداية سورة.
ولكن المتفق عليه أن فاتحة الكتاب سبع ايات بالاتفاق

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الاجابة
هي عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبيه وقوليه وعمليه
1- افتقار العبد إلى ربه جل وعلا وإقرار بضعفه وتذله وشده الحاجه إليه.
2- تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته.
3- المستعيذ يقوم بقلبه بأعمال جليله يحبها الله تعالى من الصدق والاخلاص والمحبة والخوف والرجاء.


محمد زكريا محمد 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م 11:31 AM

المجموعة الخامسة:*

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.*

ج1/الحمدلله .. اعلم رحمني الله وإياك ان الضعف في المرويات المسندة يكون بأمرين لا ثالث لهما , وهذين الأمرين هما ركنا الرواية .. إما في الاسناد وإما في المتن وإليك بيان ذلك:
أولا الضعف في الإسناد: وهو من حيث الجملة إما إسناد ضعيف شديد الضعف وهو الذي لا ينجبر وعلته وجود أحد الكذابين أو المتهمين بالكذب فهذا النوع من الإسناد لا يجبر ولا يتقوى بغيره .. وأنت خبير بقول العراقي في ألفيته: وإن يكن لكذب أو شذّا *** أوقوي الضعف فلم يجبر ذا.
وقد يكون الإسناد ضعيف لكن علته ضعفه ليس ما ذكر إنما هو بسبب خفة الضبط عند بعض الرواة أو التدليس أو انقطاع الاسناد بأي نوع كان فهذا النوع يقوى ويجبر إذا جاء من طرق أخرى ويحتج به.. قال: فإن يقل: يحتج بالضعيف*** فقل: إذا كان من الموصوف
رواته بسوء حفظ يجبر *** بكونه من غير وجه يذكر.
ثانيا: الضعف في المتون وعلته الشذوذ والنكارة .بأنواعها .
واعلم أخيّ: أن المتن قد يكون صحيح المعنى لاشذوذ فيه ولا مخالفة وعلته في إسناده وقد يتوقف بالجزم بصحة معناه لضعف اسناده لأن اثبات مثله لا يكون إلا بدليل صحيح.
وقد يجمع بين السوءتين ضعف الاسناد ونكارة المعنى فحري به أن يطرح ولا يعمل به.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.*
ج2/الحمدلله.. اعلم أيها الموفق: أن العلماء وأئمة التفسير اختلفوا في نزول سورة الفاتحة هل هي مكية أم مدنية
فثبت عن ابن مسعود أنها مكية ويروى ذلك أيضا عن علي وابن عباس وهو قول أكثر العلماء كما نقل ذلك البغوي. وعمدة القول بذلك ما صح في تفسير آية الحجر (ولقد آتيناك سبع من المثاني والقران العظيم ..) أن السبع المثاني سورة الفاتحة.وأيضا كون الاية في سورة الحجر وهي مكية.
وقيل مدنية ونسب ذلك عن مجاهد المكي ونسب أيضا إلى عطاء بن يسار المدني والإمام الزهري. ولم يصح عنهم ذلك.
وقيل نزلت مرتين وقيل نزلت نصفها في مكة ونصفها في المدينة ولعل الصواب أنها مكية.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.*
ج3/حكى إمام التفسير وشيخ الإسلام رحمها الله تعالى الاجماع على أن سورة الفاتحة سبع آيات اتفاقا. وعمدة ذلك نصا ما صح عن سعيد بن المعلى رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" {الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.. قال ابن جرير : (ولا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك..) واتفق على ذلك علماء العد أيضا لكن في موضع السابعة منها : فبعضهم عد البسملة منها وبعضهم وقف على أنعمت عليهم ..) وقد رويت أقوال شاذة في كونها ست وثمان ولا معول عليها.

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
ج4/تحقيق الاستعاذة يكون بالاعتقاد والاخلاص الصادق بأن الله تعالى هو النافع الضار وحده سبحانه وتعالى فلا يطلب إلا منه . ويكون بطاعته فيما أمر به وبذل الأسباب التي شرعها لذلك والانتهاء عن معصيته قولا وعملا.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج5/أما قولنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )أي ألتجأ وأعتصم وأستجير بالله ربي ومعبودي من شر جنس الشيطان الموصوف الطرد والبعد من الخير والرحمة والاحسان.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
ج6/الله سبحانه و تعالى: خلق الخلق وقدر فيه ما يكون من خير وشر وجعل سبحانه وتعالى تقدير ذلك غيبا والخلق مجبولون على الحب والميل لما ينفعهم والخوف من فقد ذلك لذا شرع الله تعالى لنا الاستعاذة به وتكفل لعباده المخلصين في ذلك ووعدهم بعصمتهم من كل ما يخافون منه قال تعالى في الحديث القدسي: ( ولئن استعاذني لأعيذنه..).

والله الموفق!!

محمد زكريا محمد 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م 11:48 AM

المجموعة الخامسة:*

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات.*

ج1/الحمدلله .. اعلم رحمني الله وإياك ان الضعف في المرويات المسندة يكون بأمرين لا ثالث لهما , وهذين الأمرين هما ركنا الرواية .. إما في الاسناد وإما في المتن وإليك بيان ذلك:
أولا الضعف في الإسناد: وهو من حيث الجملة إما إسناد ضعيف شديد الضعف وهو الذي لا ينجبر وعلته وجود أحد الكذابين أو المتهمين بالكذب فهذا النوع من الإسناد لا يجبر ولا يتقوى بغيره .. وأنت خبير بقول العراقي في ألفيته: وإن يكن لكذب أو شذّا *** أوقوي الضعف فلم يجبر ذا.
وقد يكون الإسناد ضعيف لكن علته ضعفه ليس ما ذكر إنما هو بسبب خفة الضبط عند بعض الرواة أو التدليس أو انقطاع الاسناد بأي نوع كان فهذا النوع يقوى ويجبر إذا جاء من طرق أخرى ويحتج به.. قال: فإن يقل: يحتج بالضعيف*** فقل: إذا كان من الموصوف
رواته بسوء حفظ يجبر *** بكونه من غير وجه يذكر.
ثانيا: الضعف في المتون وعلته الشذوذ والنكارة .بأنواعها .
واعلم أخيّ: أن المتن قد يكون صحيح المعنى لاشذوذ فيه ولا مخالفة وعلته في إسناده وقد يتوقف بالجزم بصحة معناه لضعف اسناده لأن اثبات مثله لا يكون إلا بدليل صحيح.
وقد يجمع بين السوءتين ضعف الاسناد ونكارة المعنى فحري به أن يطرح ولا يعمل به.

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها.*
ج2/الحمدلله.. اعلم أيها الموفق: أن العلماء وأئمة التفسير اختلفوا في نزول سورة الفاتحة هل هي مكية أم مدنية
فثبت عن ابن مسعود أنها مكية ويروى ذلك أيضا عن علي وابن عباس وهو قول أكثر العلماء كما نقل ذلك البغوي. وعمدة القول بذلك ما صح في تفسير آية الحجر (ولقد آتيناك سبع من المثاني والقران العظيم ..) أن السبع المثاني سورة الفاتحة.وأيضا كون الاية في سورة الحجر وهي مكية.
وقيل مدنية ونسب ذلك عن مجاهد المكي ونسب أيضا إلى عطاء بن يسار المدني والإمام الزهري. ولم يصح عنهم ذلك.
وقيل نزلت مرتين وقيل نزلت نصفها في مكة ونصفها في المدينة ولعل الصواب أنها مكية.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات.*
ج3/حكى إمام التفسير وشيخ الإسلام رحمها الله تعالى الاجماع على أن سورة الفاتحة سبع آيات اتفاقا. وعمدة ذلك نصا ما صح عن سعيد بن المعلى رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" {الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.. قال ابن جرير : (ولا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك..) واتفق على ذلك علماء العد أيضا لكن في موضع السابعة منها : فبعضهم عد البسملة منها وبعضهم وقف على أنعمت عليهم ..) وقد رويت أقوال شاذة في كونها ست وثمان ولا معول عليها.

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
ج4/تحقيق الاستعاذة يكون بالاعتقاد والاخلاص الصادق بأن الله تعالى هو النافع الضار وحده سبحانه وتعالى فلا يطلب إلا منه . ويكون بطاعته فيما أمر به وبذل الأسباب التي شرعها لذلك والانتهاء عن معصيته قولا وعملا.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج5/أما قولنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )أي ألتجأ وأعتصم وأستجير بالله ربي ومعبودي من شر جنس الشيطان الموصوف الطرد والبعد من الخير والرحمة والاحسان.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
ج6/الله سبحانه و تعالى: خلق الخلق وقدر فيه ما يكون من خير وشر وجعل سبحانه وتعالى تقدير ذلك غيبا والخلق مجبولون على الحب والميل لما ينفعهم والخوف من فقد ذلك لذا شرع الله تعالى لنا الاستعاذة به وتكفل لعباده المخلصين في ذلك ووعدهم بعصمتهم من كل ما يخافون منه قال تعالى في الحديث القدسي: ( ولئن استعاذني لأعيذنه..).

والله الموفق!!

محمد توفيق 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م 12:48 PM

المجموعة الرابعة:
الحدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه والتابعين أما بعد:
فنجيب على هذه الأسئلة بالله مستعينين وعليه متوكلين سائلينه أن يوفقنا للصواب أجمعين
س1. اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها؟
الجواب
أولا : حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط.
هذا الحديث (اسناده ضعفيف )؛ لأن فيه الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، وهو(متروك الحديث).
أما بالنسبة لمتنه فهو (صحيح المعنى لانكارة فيه).
ثانيا:حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم.
هذا الحديث( إسناده ضعيف) ؛ لأن فيه محمد بن خلاد وهو مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
أما بالنسبة لمتنه فهوا (صحيح المعنى لانكارة فيه ).
ثالثا: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه البيهقي وغيره.
هذا الحديث (إسناده ضعيف )؛ لأن فيه صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: (متروك الحديث).
أما بالنسبة لمتنه فهو (مما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح).

س2: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
الجواب
هذا قول لبعض العلماء وهو أن الفاتحة نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة نسبه بعضهم إلى الحسين بن الفضل البجلي ولاكن هذا القول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
والقول الصحيح أنها نزلت في مكة بدون ذكر المرتين وهذا هو قول جمهور المفسرين.
قال الثعلبي وعلى هذا أكثر العلماء.
والخلاصة : أن الفاتحة لم تنزل مرتين والقول بأنها نزلت مرتين قول ضعيف.
قلت :
نزلت بمكة مرة لانزولين لها***** قول جمـــهور فيــــه دلـــيل وتصريح
خلاف هذا قول لاعتاد لـــــه *** ضعيف يحتاج نص صحيح فيه تصريح

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها؟
الجواب
1. {فاتحة الكتاب} جاء في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
2. {أم القرآن } جاء في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
3. {أم الكتاب } جاء في البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
4.سورة {الحمد لله} عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
5.{السبع المثاني} قال تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} والسبع المثاني هي الفاتحة كما فسرها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت:
أم الكتاب سبع مثاني ثم الحمدله***أم القرآن الحمد سدس بــالــمسألة

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها؟
الجواب
معنى الاستعاذة:
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه.
قلت:
لجوء واعتصام تسمى استعاذة***وأصلها العوذ والعياذ ياطالبه
أقسامها ثنتين فاحفظ يافتــــى***عبادة وتســبب مالـــها ثالــثــة


أقسام الاستعاذة:
الاستعاذة على قسمين:
القسم الأول: وهي التي يجب فيها إفراد الله تعالى لما يقوم في قلب صاحبها من أعمال تعبّدية للمستعاذ به من الرجاء والخوف والرغبة والرهبة، وقد يصاحبها دعاء وتضرّع ونذر ، ومن صرف هذه الاستعاذة لغير الله تعالى فقد أشرك مع الله ويسمى هذا النوع بـــ(استعاذة العبادة).
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله -:
والشرك فاحذره فشرك ظاهر ... ذا القسم ليس بقابل الغفران
وهو اتخاذ الند للرحمن أيا ... كان من حجر ومن إنسان
يدعوه، أو يرجوه ثم يخافه ... ويحبه كمحبة الديان

القسم الثاني: وهي التي تجري عليها أحكام الأسباب من الجواز والمنع بحسب المقاصد والوسائل. وهي عبارة عن ما يفعله المستعيذ من استعمال الأسباب التي يُعصم بها من شر ما يخافه من غير أن يقوم في قلبه أعمال تعبدية للمستعاذ به مثل أن يستعيذ الرجل بعصبته ضد من يؤذيه ويسمى هذا النوع بــ(استعاذة التسبب).
س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه؟
الجواب
قال عمرو بن مرّة،: «وهمزه: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أحمد وأبو داوود وابن ماجه وغيرهم.
س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
الجواب
قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
فعلى هذه الأية نقول تكون الاستعاذة قبل القراءة لأن العرب تطلق الفعل على مقاربته كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو قارب الدخول إلى الخلاء.
قال ابن الجزري في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً، ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله...)
ولقد أحسن حيث قال: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى..)
قلت:
والإستعاذة من أول التلاوة***ثابتة بالنـــص فــــي القـــــراءة
ألفاظها مختلفة أصـــحهـــا***مذكورة في النحل قد حفظتها


هذا والله الموفق ولاحول ولاقوة إلا بالله والحمدلله رب العالمين.

فهد الثقفي 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م 02:26 PM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فهذه إجابات أرجو أن تكون وافية -بإذن الله- على أسئلة المجموعة الأولى


س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة. ؟
ج1:
1. ما رواه أبوهريرة –رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
2. حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال: فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}. رواه النسائي
3. حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) متفق عليه

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
ج2:
أ. أم الكتاب. قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة). وقال ابن الجوزي في زاد المسير: لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم.
ب. الوافية: قيل: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
وقيل: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج3:
لا، واستنكر ذلك ابن حجر، وربما نسب ذلك بالخطأ لوقوع تصحيف في بعض كتب التفسير، وزاد بعض المفسرين على بعض، ووقعت هذه النسبة إليهم بالخطأ.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا، والحديث الوارد في ذلك ضعيف.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج5:
الخلاف في من عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة، وكما في العدّ الكوفي والمكي، وليست آية منها عند باقي أهل العدد.
وفيمن عدّ البسملة الآية الأولى في كلّ سورة عدا سورة التوبة.
وقد اتّفقت مذاهب العدّ على عدم عدّ البسملة آية، وإن كانوا يقرؤون بها في أوّل كلّ سورة غير سورة التوبة، لكنَّهم لا يعدّونها من آيات السورة.
وفي اتفاق أهل العدد على عدم عدّها آية في أوّل كلّ سورة غير الفاتحة دليل على أنّ الآخذ بهذا القول آخذٌ بقولٍ صحيحٍ لا شكَّ فيه، مع قيام الاحتمال القويّ على أنّ الأقوال المأثورة عن بعض أهل العلم في عدّها آية من كلّ سورة قد تكون صحيحة عن بعض القراء الأوائل، وأنّها مما تختلف فيه الأحرف السبعة.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ج6:
1. إفتقار العبد لربه وحاجته اللجوء والإعتصام به.
2. تستلزم الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
3. أن فيها معاني الإخلاص بما يتعلق بالأعمال القلبية الشيء الكثير.
4. أنها تعين القارئ في قراءته على التدبر والتأمل في الآيات بعيدا عن وساوس الشيطان.

معاذ المحاسنة 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م 02:26 PM

اجابة اسئلة المجموعة الاولى:
السؤال الأول: 1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم القران هي السبع المثاني و القران العظيم. 2- حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله : ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة و لا في الزبور و لا في الأنجيل مثلها؟ قلت: بلى. قال: فأني لأرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمتها. ثم قام رسول الله , فقمت معه , فأخذ بيدي فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب قال: فذكرته فقلت يا رسول الله السورة التي قلت لي! قال: فكيف تقرأ اذا قمت للصلاة ؟ قال: فقرأت فاتحة الكتاب , قال: هي, هي,وهي السبع المثاني و القران العظيم الذي أتيت بعد.
3- حديث عبادة بن الصامت عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.
السؤال الثاني: أ- ام الكتاب : لأنه يبدى بها في كتابة المصاحف و يبدى بها للقراءة في الصلاة. ب- الوافية : في تسميتها بهذا الأسم قولان:
1- لأنها لا تقرأ الا كاملة في كل ركعة من ركعات الصلاة و هذا قول الثعلبي رحمه الله. 2- لأنها وافية بما في القران من المعاني و هذا قول الزمخشري رحمه الله.
السؤال الثالث: لا يصح هذا القول عن أبي هريرة و مجاهد و الزهري رحمهم الله تعالى و ذلك لان هذا الأثر نسب الى أبي هريرة و عطاء و الزهري خطأ و قد كى هذه الأقوال عنهم الكثير من المفسرين في كتب علوم القران و التفسير. و من يمحص هذه الأقوال يظن أن هناك خلاف كبير بينهم في أين نزلت هذه السورة. و هذه الروايات لا تصح عنهم رحمهم الله تعالى لأنه لا أصل لها فيما ورد الينا من الكتب المسندة الا ما كان من الخطأ في رواية هذه الأقوال عن أبي هريرة رضي الله عنه.
السؤال الرابع : لا يصح هذا الخبر لأن الأحاديث المروية في هذا الموضوع لاتصح لضعف فيها.
السؤال الخامس: اتفق العلماء من القراء و الفقهاء على أن آيات سورة الفاتحة سبع آيات كريمات و لكنهم اختلفوا في مسألة عد البسملة آية من آيات سورة الفاتحة , فأختلفوا على قولين لا ثالث لهما:
1- و هو قول الأمام الشافعي رحمه الله تعالى اذ قال : ( أن البسملة آية من آيات سورة الفاتحة) و هي كذلك في العد المكي و الكوفي و العد الكوفي مروي عن أبي عبد الرحمن السلمي مقرئ أهل الكوفة عن علي أبن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
2- قول الامام أبو حنيفة النعمان و الأوزاعي و الامام مالك رحمهم الله تعالى و هو ( أن البسملة لا تعد آية من آيات سورة الفاتحة . و قد ورى هذين القولين عنهم رحمهم الله تعالى الامام أحمد رحمه الله تعالى.
السؤال السادس: الحمة من مشروعية الاستعاذة عده أمور منها:
1- افتقار العبد المسلم الى الله سبحانه و تعالى واقراره بالضعف و الحاجة لله سبحانه وتعالى. 2- أن الاستعاذة تستلزم من العبد المسلم ايمانه بأسماء الله و صفاته العلى لان السبب في الاستعاذة ايمان المسام بقدرة الله سبانه على حمايته و رحمته و الايمان الكامل بعزتة و ملكه و جبروته و أن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شئ. 3- أن المسلم المستعيذ بالله ينعقد في قلبه كثير من الأعمال الجليلة التي يحبها الله ويمنح الأجر و الثواب لها كالأخلاص و الخوف و الصدق و الخشية و الرجاءو الاستعانة و التوكل و كثير غيرها و تعتبر هذه من العبادات القلبية العظيمة.
هذا و صل اللهم على سيدنا محمد و على آاله و أصحابه و سلم تسليما كثيرا و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

محمد انجاي 20 جمادى الأولى 1438هـ/16-02-2017م 09:58 PM

المجموعة الخامسة :

س1: بيّن أنواع الضعف في المرويات؟
ج: ينقسم الضعف في المرويّات إلى ما ضعفه شديد وما ضعفه غير شديد، فالذي ضعفه شديد فهو لا يصح بحال ولا يقبل الانجبار بتعدد الطرق، وأما الذي ضعفه غير شديد فيصحّ بتعدد الطرق، وهذا بالنظر إلى الإسناد، أما بالنسبة للمتن الذي يُروى بسندٍ ضعيفٍ، فهو ينقسم إلى أقسام:
الأول: متون صحيحة المعنى، لأن الحديث يمكن أن يكون ضعيفا، فلا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن معناه صحيح.
الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنكر ولا يُثبتُ إلا بدليل صحيح آخر يعاضد الحديث.
الثالث: أن يكون متن الحديث مصادماً لأصول الشريعة ومخالفاً لها، فهذا يردّ ولا يقبل .

س2: بيّن باختصار الخلاف في مكية سورة الفاتحة ومدنيتها ؟
ج: اختلف العلماء في كون سورة الفاتحة مكية أو مدنية على أقوال:
القول الأول: أنها مكية.
والثاني: أنها مدنية.
والثالث: أنها نزلت مرّتين: مرّة بمكة، ومرّة بالمدينة.
والرابع: أن بعضها نزل بمكة، وبعضها الآخر نزل بالمدينة.

س3: بيّن دلالة النص على أنّ سورة الفاتحة سبع آيات ؟
قال تعالى : { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} ولقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم السبع المثاني بالفاتحة، والسبع هي : الآيات، والمثاني فسر بتفسيرات عدّة، وأقربها إلى الصواب أن الآيات السبع للفاتحة وُصفت بالمثاني لكونها تُعاد وتُثني في كل ركعة من ركعات الصلاة. ولقد نقل ابن جرير الطبري وشيخ الإسلام ابن تيمية الإجماعَ على كون سورة الفاتحة سبع آياتٍ .

س4: كيف يكون تحقيق الاستعاذة؟
ج: تحقيق الاستعاذة يكون بأمرين:
أحدهما: أن يصدق قلب الإنسان في التجائه إلى الله، وأن يبرأ من كل حول وقوة إلا بالله العلي العظيم.
والآخر: أن يحرص الإنسان في تتبع هُدى الشارع فيما أمره به ليسلم من حبائل الشيطان، كالمداومة على قراءة القرآن، والإكثار من الأذكار صباحا ومساء ونحوها.

س5: اشرح بإيجاز معنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ج: إذا قال العبد هذه الكلمة يعني ذلك أنه التجأ واعتصم بالله العزيز ليعيذه من الشيطان الذي هو عدوّ للإنسان، ويسعى دائماً ليُفسد أعماله.

س6: ما الحكمة من وجود ما يُستعاذ منه؟
ج: شرائع الله عزّ وجز لا تخلو من حكمٍ ومنافعَ، يعلمها من علمها، ويجهلها من جهلها، وإن وجود ما يستعاذ منه يوفّر لنا عبادة صالحة لولاه لما حظنا بها، ألا هي الاستعاذة التي تتضمن عبادات قلبية كالخوف والرجاء والصدق والإخلاص والتوكل والإنابة والخشية والاستعانة ونحوها.

محمد شحاته 21 جمادى الأولى 1438هـ/17-02-2017م 12:14 AM

المجموعة الاولى:
1- سورة الفاتحة لها فضل عظيم ومن أدلة ذلك:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( أم القرآن هى السبع المثانى والقرآن العظيم)
وقال (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
وقوله لأبي ابن كعب عنها(ألا أعلمك سورة ما أنزل فى التوراة ولا فى الزبور ولا فى الانجيل ولا فى القرآن مثلها) ،

2-معنى أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ويبدأ بها في الصلاة
معنى الوافية فيه قولين:
أ- أنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة
ب- وافية بما في القرآن من معانى
3- نسبة القول بنزول الفاتحة بالمدينة لأبى هريره خطأ لأن مجاهد لم يسمع من أبى هريرة فيصح الاسناد لمجاهد فقط وفيل أنه تفرد بها
أما نسبة هذا القول للزهرى بسبب ما روى عنه في كتاب (تنزيل القرآن) ففى اسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث
4-القول بنزول الفاتحة من كنز تحت العرش فيه حديثان ضعيفان
والذى صح ان ما نزل من تحت العرش هو خواتيم سورة البقرة
5-
عدد آيات الفاتحة سبعة باجماع القراء والمفسرين
والدليل على ذلك
قول الله تعالي (ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم)
ونقل الاجماع على ذلك ابن جرير وابن المنذر وأبو عمرو الدانى والشاطبى وابن الجوزى وغيرهم
وقد اختلف فى عد البسملة آيه من الفاتحة على قولين
1-انها آية وهو قول الشافعى واحمد وفى العد المكى والكوفى
2- ليست آية وهو قول مالك وابى حنيفة ورواية عن أحمد وباقى أصحاب العدد
والصواب ان الخلاف فى ذلك كالخلاف فى القراءات وكلاهما له أسانبده المشتهرة
ومن لم يعدها آية فقد عد الآية السابعة (أنعمت عليهم ......) .
6-الحكمة من مشروعية الاستعاذة انها تستلزم عبادات قلبية وقولية وعملية
فالاستعاذة تخلص بالعبد الى الافتقار لله عز وجل واللجوء اليه والركون اليه وتحقق في القلب معانى الاخلاص والمحبة والخوف والخشية والرجاء والانابة والتوكل وغيرها
كما انها تستلزم الايمان باسماء الله الحسنى وصفاته العليا
ومن قامت في قلبه هذه العبادات كانت استعاذته سببا في حب الله له وهدايته.

مصطفى الراوي 21 جمادى الأولى 1438هـ/17-02-2017م 03:02 AM

بسم الله وصلى الله وسلم على نبيه محمد واله وصحبه
اما بعد فسأجيب عن اسئلة المجموعة الرابعة
فاما س1
فجوابه
من لأحاديث الضعيفة في هذا الباب
1 ) حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
والحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
2 ) حديث «فاتحة الكتاب شفاء من السُّمّ». رواه سعيد بن منصور ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان، وقال: (وعندي أن هذا الاختصار من الحديث الذي رواه محمد بن سيرين عن أخيه، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب).
وفي سنده متهم بالكذب (سلام الطويل عن زيد العمي ) وزيد هذا ضعيف وحكم الالباني رحمه الله بضعف هذا الحديث كما في السلسلة الضعيفة
3 ) وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
جواب س2
نسب هذا القول إلى الحسين بن الفضل البجلي(ت:282هـ). ونسله اليه الواحدي والثعالبي وغيره
قال الواحدي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني؛ لأنها نزلت مرتين اثنتين؛ مرة بمكة في أوائل ما نزل من القرآن، ومرة بالمدينة)ا.هـ.
وقال البغوي: (وقال الحسين بن الفضل: سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة كل مرة معها سبعون ألف ملك).
وقال المصنف عفى الله عنه (وذكر هذا القول بعد ذلك الكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم من غير نسبة إلى أحد.
وقد حمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين، وهو جمع فيه نظر، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
والخلاصة أن هذا القول ضعيف، وفي النفس من نسبته إلى الحسين ))
والخلاصة انها لم تنزل مرتين والله اعلم

جواب س3
أ. أم الكتاب. قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة). وقال ابن الجوزي في زاد المسير: لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم.
ب. الوافية: قيل: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
وقيل: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
ج- الفاتحة قال المصنف (( هو اسم مختصر من الاسم المشتهر لهذه السورة في الأحاديث والآثار وهو "فاتحة الكتاب".
والتعريف فيه للعهد الذهني، وهو أكثر أسمائها شهرة واستعمالاً عند المسلمين، لاختصاره ودلالته بمعنى التعريف على المراد. ))
د- سورة الحمد لله رب العالمين
ومن أدلّة هذا الاسم: حديث حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني؛ فلم آته حتى صليت ثم أتيت.
فقال: (( ما منعك أن تأتي؟ )).
فقلت: كنت أصلي.
فقال: (( ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} )) .
ثم قال: (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري والدارمي والنسائي وغيرهم.
فسمّى السورة بأوّل آية فيها.
قال المصنف (( وقد أنكر بعض فقهاء الشافعية هذا الاسم، والصواب ثبوته، وفيه أحاديث أخرى عن أنس وغيره، وآثار عن السلف ))
ه- السبع المثاني ولعل اظهر دلالة على هذا الاسم قوله تعالى (( ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم )) وقد ذكر العلماء ان المراد بالسبع المثاني سورة الفاتحة وهو من عطف الخاص على العام فالفاتحة قران وهذا يبين عظم هذه السورة

والله اعلم وباقي الاسئلةواكملها غدا باذن الله

سعود الجهوري 21 جمادى الأولى 1438هـ/17-02-2017م 08:32 AM

المجموعة الثانية:

س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.


وهذا الاسم هو أكثر الأسماء شيوعا لهذه السورة العظيمة في الأحاديث الصحيحة، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، وجاء هذا اللفظ في أحاديث أخرى من أحاديث ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما وغيرهما.
وسميت بفاتحة الكتاب لأنها أول ما يستفتح منه ويبدأ به ، فتفتتح بقراءتها الصلاة وتفتتح بكتابتها المصاحف ، كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري وقال: ( فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة ) وهو القول الراجح، وهناك قول آخر ضعفه العلماء وهو بأنها أول ما نزل من القرآن ، وهذا بلا شك مخالف للأحاديث الصحيحة في تعيين أن أول ما نزل من القرآن صدر سورة العلق.
ب. السبع المثاني
مما يدل على هذه التسمية قوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) ، وجاء في الأحاديث الصحيحة تسميتها بهذا الاسم ، ففي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) رواه البخاري.
والمراد بالسبع آيات الفاتحة وحصل بهذا الاجماع على أن آياتها سبع ، و مما يدل على أن المراد بالسبع الآيات مخالفتها للمعدود بالتذكير ، أما المثاني فالمراد بهذا اللفظ على أربعة أقوال لأهل العلم:
القول الأول: لأنها تثنى وتعاد في كل ركعة في الصلاة ، و لأنها أكثر ما يكرر ويعاد في القرآن ، وقال به جمع من الصحابة فروي عن عمر بن الخطاب ورواية لابن عباس ، وجمع من التابعين فروي عن الحسن البصري وقتادة ، واختيار الطبري والبغوي وهو قول الجمهور.
القول الثاني: لأنها مستثناة للرسول صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحد قبله ، وهذا القول فيه رواية عن ابن عباس ، وقال به جمع من المفسرين ، كما جاء حديث نزول الفاتحة: ( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ).
القول الثالث: لأنها تتلو وتتبع بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى إلى نهاية السورة ، وهذا قول معمر بن المثنى ، كما قال تعالى عن القرآن: (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم)
القول الرابع: لأنها مما يثنى به على الله ، قال الزجاج: ( ويجوز والله أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على الله ).
والأقوال الأربعة هي المشهورة ، والأقوال كلها صحيحة لغويا ، وصحيحة بمعناها ، ورجح شيخنا عبدالعزيز الداخل القول الأول وهو قول جمهور العلماء.

س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟

تسرع الكثير في نشر بعض المرويات الضعيفة سواء أكانت مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم أو موقوفة ، خاصة في باب فضائل السور وخاصة سورة الفاتحة على حسن نية منهم وابتغاء للأجر بذكر فضائل لهذه السورة العظيمة ، فدفعهم هذا إلى التساهل في الرجوع إلى أهل التحقيق في المرويات ومعرفة الأسانيد والنظر إلى متنها وهل هي تخالف الأدلة الصحيحة أم لا ، فقد تنتشر بعض الروايات انتشارا واسعا وإذا رجع إلى سندها ومتنها رأيت فيه خلل كبير ، وهم بهذا مخطئون في هذا التسرع بقول ما لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من غير تحقيق وسؤال أهل العلم والحديث والتحقيق ، فينبغي على طالب علم التفسير أن يحرص أشد الحرص عند ذكر هذه المرويات ، ويعرف ما يصح ذكره مما لا يصح ، ويميز بينها بمعرفة أسباب الضعف وعلله ، ورتبة الضعيف ، وصحة المتون ونكارتها ،ومما يمكن التساهل فيه أو لا ، وسؤال أهل العلم من أهل التحقيق فيما أشكل عليه.

س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها

اسم السورة: ما تقرر ووضع لتعيين السورة والدلالة عليها.
لقب السورة: وصف مدح اشتهر لهذه السورة بعد أن تقرر اسمها.
وفي الغالب الأفصح لغويا أن يقدم الاسم على اللقب، لأن اللقب متقدم في التقرير على اللقب ، ولدفع الالتباس، وفي بعض الحالات قد يكون اللقب أكثر شهرة من الاسم فيقدم بذلك ذكر الوصف، وقد يقدم اللقب للتشويق ويذكر بعده الاسم.
ويصح أن يكون الاسم لقبا ، كما جاء في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: ( إن لي أسماء: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ) فالماحي لقب ووصف مدح للنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الحاشر وسماه النبي صلى الله عليه وسلم اسما له ، وذلك لدلالته عليه وذكر في الحديث دلالة هذا اللقب.

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.

خص الله سبحانه وتعالى هذه السورة العظيمة بمزايا عديدة ، لعظم فضلها ، وكثرة بركتها ، واستثنائها لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ولهذه الأمة ، فهي أكثر ما يقرأ من القرآن ، وبها يبتدأ المصحف ، ولا تقبل الصلاة إلا بها ، ولخبر نزولها شأن خاص، وفي فضلها أحاديث صحيحة متواترة.
روى مسلم عن عمار بن رزيق عن عبدالله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ، سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم وقال:( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
وفي هذا الحديث بشارة من ملك لم ينزل قط إلى الأرض إلا بهذه البشارة من الله لنبينا صلى الله عليه وسلم ولأمته على سائر الأمم.
ففي قوله: ( أبشر بنورين ) بشارة بأن هذه السورة نور عظيم البركة والهدى، فهي نور بتعريفها العبد بربه وبأسمائه وصفاته، وهي نور بتعريفها العبد لمعاده والحكمة من خلقه، وهي نور بتعريفها العبد حاجته الماسة لخالقه في شؤون حياته كلها وفي عبادته بل لا تكون عبادة الله إلا بعونه سبحانه ، وهي نور بتعريفها للعبد الطريق الموصل لرضوان ربه ، وهذا لا يكون إلا بالعلم النافع والعمل الصالح.
والبشارة الثانية: في قوله: ( أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ) وأن هذا الفضل وهذه البركة العظيمة في هذه السورة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وخاصة بأمته على سائر الأمم.
والبشارة الثالثة: في قوله:( لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) فالدعاء مستجاب بها ، والمقصود بالحرف الجملة سواء أكانت دعاء طلب أو خبر ، بإعطاء المطلوب في الطلب وذكر الله والإثابة في الخبر ، إذا تحقق شرطي قبول العمل، من إخلاص ومتابعة.
أما نزولها من كنز تحت العرش فلا يصح في هذا حديث ، والأحاديث المروية في ذلك ضعيفة ، و قد صح حديث عن حذيفة بن اليمان بأن آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش.

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟

يجب أن يعلم طالب العلم أن الأقوال المنسوبة إلى المفسرين على نوعين:
- الأول: أقوال منصوصة وهي ما تدل بالنص على ما استدل عليها، وتكون صحيحة وضعيفة بالنظر إلى الإسناد والمتن.
- الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها ولم يقولوا بنصها ، ولكنها استخرجت واستنبطت وفهمت من حدث وقع بهم ، وهي على قسمين : استخراج ظاهر وغير ظاهر.
أما الظاهر فالدلالة ظاهرة على قول صاحبها والالتزام بها ظاهر، وهذا جرى العلماء على نسبة هذا القول لصاحبه ، والأفضل نسبته بأنه مستخرج ، وهذا مما ينبغي لطالب علم التفسير بيانه.
وأما غير الظاهر فوجه الدلالة غير ظاهر والالتزام بهذا القول على صاحبه غير ظاهر ، أو قد يوجد نص يعارض هذا القول عند صاحبه ، فهذا الاستخراج لا يصح نسبته لصاحبه ، ولا ينبغي التساهل في هذا من قبل طالب علم التفسير ، فقد يشيع ما لا يصح عن صاحبه.
ويجب كذلك على طالب العلم أن لا يغفل عن صحة الإسناد وضعفه في الروايات ، ومراجعة أهل الحديث والتفسير في ذلك ، وأن لا يعتمد على ما ينقل في بعض كتب المفسرين وإن شاع من غير مراجعة الأسانيد ودرجتها ، وعلى طالب العلم أن يتعلم البحث في الأسانيد وتمييزها ومعرفة درجاتها وعللها ، وما يمكن التساهل فيه مما لا يمكن غض النظر عنه ، ثم يلخص ما ترجح عنده بعد تمييزه للروايات من ناحية الإسناد والدلالة.

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

الاستعاذة عبادة قلبية وقولية وعملية عظيمة وهي الالتجاء إلى الله من شر ما يستعاذ منه ، ولذلك أمرنا الله بالاستعاذة به من الشيطان عند قراءة القرآن ، قال تعالى: ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ، والاستعاذة عبادة تتفاوت كسائر العبادات بتفاوت الإخلاص والمتابعة ، فهي بذلك متباينة في قلوب العباد على درجات مختلفة.
ودرجاتها:
الدرجة الأولى: أصحاب الاستعاذة الباطلة، وهي استعاذة بطلت لبطلان الإتيان بأحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة أو كليهما ، وأصحابها لا تقبل استعاذتهم وهي مردودة إما لأنهم أشركوا بالله في هذه العبادة العظيمة ، والله لا يقبل العمل إلا أن يكون خالصا لوجه ، وإما لأنهم تخلفوا في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الاستعاذة ، وسلكوا بذلك طرق البدع المحدثة في الاستعاذات ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبذلك لن ينالوا من هذه العبادة إلا التعب، بل قد يعذبهم الله بذلك.
الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة، هي استعاذة تحقق بها شرطي العمل من إخلاص ومتابعة ، ولكنها ناقصة لضعف الإتيان بالشرطين أو أحدهما ، فصاحبها لديه ضعف في اليقين أو الصبر في الالتجاء لله والتوكل عليه والاستعانة به ورجاء ثوابه وخشية عقابه والإنابة إليه ، أو لديه ضعف في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع هداه ، وهذه الاستعاذة قد تنفع صاحبها بعض النفع إن شاء الله، ويزيد أثرها بزيادة تحقيق الشرطين ويقل بنقصانهما.
الدرجة الثالثة: استعاذة عباد الله المتقين ، وهي استعاذة صحيحة تنفع صاحبها بإذن الله ، ويكون فيها شرطا العمل متحققين عند صاحبهما ، فصاحبها مخلص لله وحده ، صادق قوي في التجائه وتوكله وإنابته واستعانته ورجائه وخشيته ، متبعا لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم في شأنه ومتبعا للسنة في الاستعاذة الشرعية قولا وعملا.
الدرجة الرابعة: استعاذة عباد الله المحسنين، وهي أعلى درجات الإستعاذة وأفضلها أثرا وأسرعها تأثيرا، وهؤلاء حققوا درجة الإحسان في هذه العبادة ، وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، مستحضرين بعبادتهم لله أسماءه الحسنى وصفاته العليا، فقد أدوا ما فرضه الله من الفرائض، وأكثروا من النوافل، وتورعوا عن الشبهات، فهم أولياء الله وحزبه ، وهم من وعدهم الله بالإعاذة ، كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

مصطفى الراوي 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 02:40 AM

تتمة الاسئلة
س4 جوابه
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شرِّ ما يُستعاذ منه.
قال الحصين بن الحمام المري:

فعوذي بأفناء العشيرة إنما ..... يعوذ الذليلُ بالعزيز ليُعصما

قال أبو منصور الأزهري: (يقال: عاذ فلان بربّه يعوذ عَوْذاً إذا لجأ إليه واعتصم به).
والعِصمة هي المنَعَة والحماية ، قال الله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم}، وقال: {ما لهم من الله من عاصم}.
وهي قسمان
1/ تعبدية وصرفها لغير الله شرك وتزيد المستعيذ يغير الله خسرانا ((وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) وهي التي تكون فيها افتقار وخوف وتعبد للمستعاذ به وخوف ورهبة
2/سببية وهي كمن يستعيذ بعمومته لحمايته من شر ونحوه فهي مشروعة اذا خلت من معاني التعبد التي ذكرت في النوع الاول كما ذكر في الحديث (( ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
وفي رواية عند مسلم: ((فليستعذ)) ومعناهما واحد، فهي استعاذة تسبب لا استعاذة عبادة.


س5
معنى الهمز والنفخ والنفث
قال الشنقيطي: (الهَمَزَات: جمع هَمْزَة وهي المرة من فعل الهمز، وهو في اللغة: النخس والدفع، وهمزات الشياطين: نخساتهم لبني آدم ليحثّوهم ويحضوهم على المعاصي).

وفي مسند الإمام أحمد من حديث نافع بن جبير بن مطعمٍ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً. اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)).
قال: قلت: (يا رسول الله ما هَمْزُه؟).
قال: ذكر كهيئة المُوتة ، يعنى يصرع.
قلت: (فما نفخه؟) قال: ((الكِبْر)).
قلت: (فما نفثه؟) قال: ((الشِّعْر)).
وروى الأمام أحمد أيضاً بإسناده إلى يحيى بن أبي كثير أنه قال: قال أبو سلمة [بن عبد الرحمن]: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: ((اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه)) ).
قال: (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)) ).
قالوا: (يا رسول الله! وما همزه ونفخه ونفثه؟).
قال: ((أما همزه فهذه الموتة التى تأخذ بنى آدم، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر)).

س6
جوابه
هناك اربعة اقوال ثلاثة منها متفقة على انها قبل القراءة
وقول رابع بعد القراءة وهو منسوب لمالك والسجستاني وداود بن عليّ الظاهري وغيره من الائمة ونسبته لهم غير صحيحة قال ابن الجزري مبينا وقت الاستعاذة وناقلا للاجماع انها قبل القراءة في كتابه النشر (هو قبل القراءة إجماعاً، ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).
اما الاقوال الثلاثة الاول هي قول الجمهور
فالاول وممن قال به ابن جرير والبيهقي وغيره
وقال يه اهل اللغة
والقول الثاني: في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن.
(كان بعض أهل العربيّة يزعم أنّه من المؤخّر الّذي معناه التّقديم، وكأنّ معنى الكلام عنده: وإذا استعذت باللّه من الشّيطان الرّجيم فاقرأ القرآن، ولا وجه لما قال من ذلك، لأنّ ذلك لو كان كذلك لكان متى استعاذ مستعيذٌ من الشّيطان الرّجيم لزمه أن يقرأ القرآن)ا.هـ.
والقول الثالث: إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب.
{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " قال: هذا مثل الجزاء، مثل قولهم إذا قمت قمت، وإذا فعلت فعلت، وقيامى مع قيامك، أي الاستعاذة والقرآن معاً، أي اجعل مع قراءتك الاستعاذة، كقولهم: اجعل قيامك مع قيام زيد).
والقول الرابع: إذا فرغت من قراءتك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، .

محمد عبدالمنعم 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 04:25 AM

إجابة المجموعة الأولى :
ج1: ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة :
1:- حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم القرآن هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم .
2 :- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( ألا أخبرك بأفضل القرآن ) قال: فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين ) .
3:- حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : ( هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم )، فنزل منه ملك ، فقال: ( هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ) ؛ فسلم وقال: ( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) .
ج2: أ : معنى تسمية سورة الفاتحة أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة .
ب: معنى تسمية سورة الفاتحة الفاتحة الوافية قولان :
الأول : أنها لاتقرأ إلا وافية أى كاملة في كل ركعة (لاتنصف ) .
الثاني : أنها وافية بما فى القرآن من المعاني وهذا قول الزمخشري .
ج3 : لايصح نسب القول بمدنية سورة الفاتحة عن مجاهد عن أبى هريرة لأنه منقطع لأن مجاهداً لم يسمع عن أبى هريرة .
وأما نسبة هذا القول إلى محمد بن مسلم الزهري ففي إسناده الوليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث .
ج4 :نزلت خواتيم سورة البقرة وليست سورة الفاتحة من كنز تحت العرش .
ج5 : الخلاف فى عد البسملة آية من سورة الفاتحة خلاف قراءات ، لأن عدد آيات الفاتحة سبع آيات فبإعتبار عدد الآيات ست آيات والسابعة البسملة .
أو بإعتبار ( أنعمت عليهم ) آية حينها تصبح البسملة ليست آية من آيات الفاتحة ، وكلا القولين حق .
ج6 : الحكم في مشروعية الإستعاذة :
القول الأول: أنها سنة في الصلاة وخارجها .
والقول الثاني: لا يستعيذ في صلاة الفريضة، ويستعيذ في النافلة إن شاء، وفي غير الصلاة .
والقول الثالث: وجوب الاستعاذة لقراءة القرآن ، وهذا القول ينسب إلى عطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري، ولم أره مسنداً عنهما .
والراجح هو القول الأول وهو قول جمهور أهل العلم .

عبد المحسن شمس الدين 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 04:39 AM

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.

حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ، إنَّ في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله» رواه البخاري وابن حبان والدارقطني والبيهقي كلهم من طريق أبي معشر يوسف بن يزيد البراء عن عبيد الله بن الأخنس عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
قال الامام البخاري رحمه الله تعالى: سميت بأم الكتاب بسبب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف وتفتتح بها الصلاة.

ب. الوافية
سميت بالوافية لأنها تفي عن غيرها ولا تفي غيرها عنها
وقيل بأنها تقرأ وافية في كل ركعة
وقيل بأنها وافية بما في القران من المعاني.



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
سبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لها علّة ينبغي أن تُكشف ليتبيّنها طالب علم التفسير:
فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.

وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا الحديث ضعيف رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.

القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
والعدّ المكّي هو المروي عن عبد الله بن كثير المكّي مقرئ أهل مكّة عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضي الله عنهم.

والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الحكمة من مشروعية الاستعاذة
الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية:
فمنها: افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.
ومنها: أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة.

بندر الربيعي 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 10:51 AM

المجموعه الاولى ...
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
ج1:حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}).
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راقٍ، إنَّ في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله»
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
ج1 : أم الكتاب./ سميت بذلك لانه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ..وقدر ورد في هذا الاسم احاديث صحيحه ومنها قول ابن جرير / في كل صلاه قراءة فما اسمعنا النبيى صلىى الله عليه وسلم اسمعناكم وما اخفى منا اخفيناه منكم ومن قرا بأم الكتاب فقد اجزات عنه ومن زاد فهوافضل ... فيما كرها بعض السلف ومنهم بن سيرين وابن كثير وابن حجر وابن خلدون هذه التسميه لانه اسم من اسماء اللوح المحفوظ والصحيح صحة هذا الاسم لثبوت النص به
ب. الوافية/ ورد في معنى تسميتها قولان .. الاول: لانها لا تقرا الاوافيه في كل ركعه وهذا قول الثعلبي
الثاني../ لانها وافيه بما في القران من المعاني وهذا قول الزمخشري
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج3: القول بأنها مدنيه هو قول مجاهد بن جبر الذي نسبه الى ابي هريرة وعبدالله بن عبيد بن عمر وعطاء بن سيرين وعطاء الخرساني وسواده بن زياد والزهري بالخطأ كما قال ابن حجر العسقلاني (واغرب بعض المتاخرين نسب القول بذلك لابي هريره والزهري وابن عطاء وابن سيرين ... والعله في عدم صحت القول ان الاسناد منقطع فإن مجاهد لم يسمع من ابي هريره ... فالاثر ثابت عن مجاهد لكن وصوله الى ابي هريره خطأ
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ورد في ذلك حديثان الاول عن صالح بن بشير وهو ضعيف وقال النسائي متروك ... ولااخر ورد عن فضل بن عمرعن على بن ابي طالب رضي الله عنه وهو مقطوع السند لان الفضل لم يدرك على بن ابي طالب
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
نشاء الخلف في عد ايه البسمله من ائمه القراءت السبعه الى يقراء بها فقد عدها بعض القراء ايه من الفاتحه دون غيرهم وقد نتج عن ذلك اقوال للفقهاء ...
الاول / قال ابي حنيفه ولاوزاعي ومالك وقول عن الثوري انه لا تعد ايه من سوره الفاتحه ولامن اول كل سوره
الثاني/ روايه عن الشافعي انها ايه في سوره الفاتحه دون سائر السور
الثالث / وقال سفيان الثوري وعبدالله بن المبارك اصح الرويات وروايع عن احمد وترجيح للنووي انها ايه في اول كل سوره عد سوره براءه
الرابع / انها ايه من الفاتحه وجزء من الايه الاولىمن كل سوره عد سوره براءهوهو روايه عن الشافعيه وبعض فقهاء الشافعيه وحكاه الرازي في تفسيره وذكره شيخ الاسلام وابن كثر وابن الجزري وهوضعيف
الخامس / روايه عن احمد وبعض الحنفيه انها مستقله في كل سوره وليست من السور
وقد اختار شيخ الاسلام ابن تيميه القول الخامس لما في ذلك من ادله واجمع الصحابه رضي الله عنهم من تجريد المصاحف من سوى القران وكتبوا ( بسم الله الرحمن الرحيم) للفصل بين السور
وقال ابوبكر البيهقي (لم يختلف اهل العلم في نزول (بسم الله الرحمن الرحيم ) قراناً وانما اختلف في عدد النزول
وقد اتفقت مذاهب العد على عدم عد البسمله ايه وان كانوا يقرؤون بها في اول كل سوره غير براءه ولكنهم لا يعدونها من ايات السور
قال أنس بن مالك رضي الله عنه (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
س6: بين الحكمه من مشروعيه الاسعاذه
ج6: الاسعاذه عباده عظيمه يتقرب بها العبد من ربه جل وعلا فيجميع الاحوال والاوقات وهي من مقاصد خلق الله تعالى للانسان والجن ودليل على حاجه العبد الى عون الله تعالى وتفويض امره وتوكله بقلبه وعزمه على اتباع الهدى .. كمل لها اعمال يحبها الله من عباده ومنها الصدق والاخلاص والمحبه والخوف والرجاء ولانابه وبهاذ تلزم العبد بمعرفه قدره ربه على ما يختص به من الايمان ولاعتقاد بقوله وقلبه وعمله قال الله تعالى( ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)

مؤمن عجلان 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 11:34 AM

مجلس مذاكرة المجلس الثاني
 
المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم تسليما كثير أما بعد , فإن سورة الفاتحة سورة عطيمة القدر كثيرة الفوائد احتوت علي معاني كثيرة وشملت انواع التوحيد كلها كما انها نبهت علي اليوم الآخر وفيها الأمر بإخلاص العبادة لله وحده وحذرت من سلوك طريق أهل الزيغ والذين عرفوا وبدلوا وحثت علي طلب العلم لما حذرت من طريق الجاهلين فأسأل اله عزوجل ان ينفعنا بها.
وقد وردت في سنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي نبين فضاها منها :
1- حديثأبيسعيدبنالمعلَّىرضياللهعنه،قال كنتُ أُصلِّي في المسجدِ، فدعاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلمْ أُجبْهُ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، إني كنتُ أُصلِّي، فقالَ : ألم يقلِ اللهُ : { اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } . ثم قال لي : لأُعلِّمنَّكَ سورةً هي أعظمُ السوَرِ في القرآنِ، قبل أن تخرجَ منَ المسجدِ ) . ثم أخذ بيديَّ، فلما أراد أن يخرجَ، قلتُ لهُ : ألم تقلْ : لأُعلِّمنَّكَ سورةً هي أعظمُ سورةٍ في القرآنِ . قال : ( { الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ } : هي السبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُهُ ) .
رواه البخاري |باب ما جاء في فاتحة الكتاب الرقم: 4474
2- مارواه الإمام البخاري عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص:152] قَالَ: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ» الديث متفق عليه, وأخرجه مسلم في الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. . رقم 394
3- ما رواه النسائي أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي مَسِيرٍ لَهُ فَنَزَلَ وَنَزَلَ رَجُلٌ إِلَى جَانِبِهِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكُ بِأَفْضَلِ الْقُرْآنِ» قَالَ: فَتَلَا عَلَيْهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه الحاكم في مستدركه والبيقهي في الشعب والسنن الصغري و صححه الألباني (التعليق الرغيب)) (2/ 216 ـ 217).


س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد سميت سورة الفاتحة بأم الكتاب وهذه التسمية مستندها النص والعقل.
فأما النص فقد رويالبخاريمنحديثعبداللهبنأبيقتادة،عنأبيهأنالنبيصلىاللهعليه وسلمكانيقرأفيالظهرفيالأوليينبأمالكتابوسورتين،وفيالركعتينالأخريينبأمالكتاب .(-ومنالآثارمارواهمسلممنحديثحبيبالمعلم،عنعطاءقال: قالأبوهريرة:(فيكلصلاة قراءةفماأسمعناالنبيصلىاللهعليهوسلم،أسمعناكم،وماأخفىمنا،أخفيناهمنكم،ومنقرأبأمالكتابفقدأجزأتعنه، ومنزادفهوأفضل.
وأما العقل , فإن أم كل شيئ هي اصله او مبدئه او الجامعه لمعانيه وهذا متوفر في الفاتحة فإنها في أول المصحف فكانت بدايته, وبها تبدأ الصلاة وقد قال ابن جرير في بيان معني تسمية الفاتحة بأم القرآن :أن العربِ نسميكلَّجامعٍأمرًاأومقدَّمٍلأمرٍإذاكانتلهتوابعُ تتبعه وهولهاإمامجامع أما فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ أم الرأس.
ومن ذلك قول ذي الرمة يصف راية معقودة علي قناة يجتمع تحتها هو وصحبه :
وأسمر قوام إذا نام صحبتي خفيفة الثياب لا تواري له أزرا
علي رأسه أم لنا نقتدي بها جماع الأمور لا نعاصي لها أمرا
هذا وقد كره بعض السلف منهم ابن سيرين والحسن البصري ووافقهما بقي بن مخلد تسمية الفاتحة أم الكتاب لأنه اسم اللوح المحفوظ كما في قوله تعالي ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) فقد روىابنالضريسعنوهيببنخالدعنأيوبالسختيانيأنمحمدبنسيرينكانيكرهأنيقول: "أمالكتاب"،قال: ويقرأ) وعندهأمالكتاب(ولكنيقول: "فاتحةالكتاب.
وقال القرطبي : وَفِي هَذَا الِاسْمِ خِلَافٌ، جَوَّزَهُ الْجُمْهُورُ، وَكَرِهَهُ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ. قَالَ الْحَسَنُ: أُمُّ الْكِتَابِ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ" [آل عمران: 7]. وَقَالَ أَنَسٌ وَابْنُ سِيرِينَ: أُمُّ الْكِتَابِ اسْمُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ". [الزخرف: 4].

والصواب عدم كراهية هذا الأسم لورود الأحاديث الصحيحة به , و لأنه بالنظر إلى أن الأم مبتدأ الولد سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعًا لها، ويقال لما مضى من سني الإنسان: "أم" لتقدمها، ولمكة "أم القرى" لتقديمها على سائر القرى.
وقيل: لأن أم الشيء أصله، وهي أصل القرآن لانطوائها على جميع أغراض القرآن وما فيه من العلوم والحكم. وقيل: لأن حرمتها كحرمة القرآن كله. وقيل: لأن مفزع أهل الإيمان إليها. وقيل: لأنها محكمة والمحكمات أم الكتاب
ب. الوافية:
نقل هذا الاسم عن سفيان بن عيينة حيث ذكر القرطبي : الْوَافِيَةُ، قَالَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، لِأَنَّهَا لَا تَتَنَصَّفُ وَلَا تَحْتَمِلُ الِاخْتِزَالَ، وَلَوْ قَرَأَ مِنْ سَائِرِ السُّوَرِ نِصْفَهَا فِي رَكْعَةٍ، وَنِصْفَهَا الْآخَرُ فِي رَكْعَةٍ لَأَجْزَأَ، وَلَوْ نُصِّفَتِ الْفَاتِحَةُ فِي رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُجْزِوهذا هو المعني الأول لتسميتها بالوافيه. وذكر كثير من المفسرين هذا الاسم مثل الزمخشري, الرازي, ابن كثير, البيضاوي, وابن حجر العسقلاني, العيني السيوطي و الشوكاني
المعني الثاني : انها وفت كل معاني القرآن من أمر ونهي, ومن ذكر صفات الرب عز وجل والثناء عليه , ومن ذكر الأنبياء و اليوم الأخر وقصص السابقين والدعاء.
المعني الثالث: وقيل: لأنها جمعت بين ما لله وبين ما للعبد. قاله المرسي



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
ماروي عن نسبة مدنية نزول سورة الفاتحة إلي الصحابي أبي هريرة لا يصح ’ كذلك لا يصح نسبته إلي الزهري رحمه الله تعالي . وبيان ذلك كالتالي :
بالنسبة لأبي هريرة سبب نسبة هذا القول إليه حديث رواه الطبراني في الأوسط،وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكربن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً روى عن أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:(رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب،وأنزلت بالمدينة. ولكن هذا الحديث رواته ثقات إلا أن فيه علة شديدة وهي الانقطاع بين مجاهد وأبي هريرة فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
وأمانسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه،وأنه عدَّ الفاتحةأول مانزل بالمدينة،وفي إسناده الوليدبن محمد الموقّري وهومتروك الحديث.
وبالنسبة لمجاهد فهذا الأثر ثابت عنه وقدسُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه ؛فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهدعن أبي هريرة ،وغيره يرويه عن منصور،عن مجاهد من قوله وهو الصواب
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة ،عن منصور،عن مجاهد،قال:(الحمدلله رب العالمين أنزلت بالمدينة.) ورواهأبوعبيدالقاسمبنسلامفيفضائلالقرآنمن طريق عبدالرحمن بن مهدي،عن سفيان الثوري،عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد،قال(:نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة.)
فالأثرثابت عن مجاهد رحمه الله،لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ .قال الحسين بن الفضل البحلي(ت: 282 ه) :(لكل عالم هفوة ،وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه .)ذكره الثعلبي


س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟


الحمد لله والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده وبعد , فقد روي حديثين عن نزول الفاتحة من كنز تحت العرش لكن هذين الحديثين لا يصحان وهما :
1- 2735 - (أربع أنزلت من كنز تحت العرش: أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، والكوثر) .
ضعيف (سلسة الأحاديث الضعيفة) رواه الديلمي (1/1/166) عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا. قلت(الألباني): وهذا إسناد ضعيف؛ الوليد بن جميل لين الحديث كما قال أبو زرعة. وقال أبو حاتم:" روى عن القاسم أحاديث منكرة ". ومن طريقه رواه الطبراني في " الكبير " (8/280/7920) ، والضياء في المختارة؛ كما في " فيض القدير ".
وذكره ايضا في موضع أخر
4024 - (نزلت فاتحة الكتاب من كنز تحت العرش) .
ضعيف أخرجه الديلمي (4/ 101) من طريق أحمد بن بديل: حدثنا إسحاق بن الربيع: حدثنا العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو، عن علي رفعه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فضيل بن عمرو ثقة لم يدرك علياً؛ فهو منقطع إن كان لم يسقط من الأصل راو من بينهما. والعلاء بن المسيب؛ ثقة ربما وهم. وإسحاق بن الربيع - هو العصفري -؛ قال الحافظ: مقبول". يعني عند المتابعة، لين الحديث عند التفرد.
وأحمد بن بديل؛ صدوق له أوهام.
وقد روي الحديث بنحوه عن معقل بن يسار مرفوعاً عند الحاكم (1/ 559) وغيره، وسبق تخريجه برقم (2886)
الحديث الثاني :
وبقية مدلس وقد عنعنه.
3051 - (إن الله أعطاني فيما من به علي، وقال: إني أعطيتك يا محمد فاتحة الكتاب من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين)
قال الألباني في سلسة الأحاديث الضعيفة : ضعيف رواه الديلمي (1/ 1/ 222) عن صالح المري عن ثابت عن أنس مرفوعاً.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ صالح هذا - وهو ابن بشير - قال الحافظ في "التقريب":"ضعيف". وقال الذهبي في "الضعفاء":
"قال النسائي وغيره: متروك".
وأخرج ابن نصر في "قيام الليل" (ص:69) عن خارجة عن عبد الله بن عطاء عن إسماعيل بن رافع عن الرقاشي، وعن الحسن عن أنس مرفوعاً بلفظ: "إن الله أعطاني السبع مكان التوراة، وأعطاني الراءات مكان الإنجيل، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ خارجة - وهو ابن مصعب بن خارجة أبو الحجاج السرخسي - قال الحافظ: "متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه".
قلت: ومن فوقه مضعفون غير الحسن وهو البصري، ولكنه مدلس.

وعلي هذا فلا يصح القول بأن الفاتحة نزلت من كنز من تحت العرش



س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
الحمد لله رب العالمين والصلاو والسلام علي أشرف المرسلين ثم اما بعد.
فقد ورد خلاف بين السلف في البسملة هل هي آية من سورة الفاتحة أم مستقلة عنها ـــ مع اتفاق القراء والفقهاء علي أن سورة الفاتحة سبع آيات ــ ومستندهم الأحاديث المروية عن النبي صلي الله عليه وسلم, و الخلاف علي قولين :
الأول : أن البسملة آية من سورة الفاتحة وهذا القول منسوب إلي علي بن أبي طالب وابن عباس رض الله عنهما واقل به الشافعي ورواية عن الإمام أحمد وقال به أهل العد المكي والكوفي ومما ورد في ذلك:
1- حديث أم سلمة - رضي الله عنها - أنها سُئلت عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: «كان يقطع قراءته آية آية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم» أخرجه أبو داود - في الحروف = الباب الأول- حديث 4001، وأحمد 6: 302، والدارقطني في الصلاة - وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، والجهر بها 1: حديث 37 وقال: «إسناده صحيح وكلهم ثقات»، وصححه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» حديث 2927.
2- ما رواه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قرأتم الحمد، فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم، أحد آياتها» .
والصواب أن هذا الحديث موقوف من كلام أبي هريرة، كما ذكر
هذا الحديث أخرجه الدراقطني - في الصلاة - باب وجوب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم- حديث 36، والبيهقي= في الصلاة- 2: 45 - كلاهما من طريق أبي بكر الحنفي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال أبو بكر الحنفي: «ثم لقيت نوحًا، فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة ولم يرفعه» وقد ذكر الزيلعي كلام الأئمة عليه وصوب وقفه «نصب الراية» 1: 343.
3 - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه سئل عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كانت مداً، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم». رواه البخاري في فضائل القرآن - باب مد القراءة- حديث 5046. وقد أخرجه مختصرًا دون ذكر «ثم قرأ إلى آخره» أبو داود- حديث 1465، والنسائي حديث 970، وابن ماجه حديث 1353، وأحمد 3: 119، 192.
4-
- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ، ثنا خَلَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ السَّبْعِ الْمَثَانِي، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هِيَ سِتُّ آيَاتٍ، فَقَالَ: " {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] آيَةٌ " [ص:67] وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوُفًا، وَالْمَوْقُوفُ أَصَحُّ
5- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الْحجر: 87]. قَالَ: هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ. قَالَ أَبِي: وَقَرَأَهَا عَلَيَّ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ حَتَّى خَتَمَهَا، ثُمَّ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الْفَاتِحَة: 1] الْآيَةُ السَّابِعَةُ. قَالَ سَعِيدٌ: قَرَأْتُهَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لَمَّا قَرَأْتُهَا عَلَيْكَ. ثُمَّ قَالَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الْفَاتِحَة: 1] الْآيَةُ السَّابِعَةُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَذَخَرَهَا لَكُمْ، فَمَا أَخْرَجَهَا لِأَحَدٍ قَبْلَكُمْ " رواه الشافعي و الطبراني والحاكم والبيهقي

القول الثاني : أنها ليست آية من الفاتحة: وهذا القول يُروى عن قراء ائمدينة والبصرة والشام، وهو قول الإمام مالك وعبد الله بن معبد ، ونسب لأبي حنيفة، وبعض أصحابه ، والأوزاعي ، وحُكي رواية عن الإمام أحمد . واستدلوا بما ورد عن :
1- أنس رضي الله عنه قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَجْهَرُ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} " رواه البخاري ومسلم وغيرهما
2- ما روي عن أبي هريرة قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ، يَقُومُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَيَقُولُ الْعَبْدُ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَجْرُهَا لِعَبْدِي وَلَهُ مَا سَأَلَ، يَقُولُ عَبْدِي: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، يَقُولُ اللَّهُ: هَذَا لِعَبْدِي وَلَهُ مَا سَأَلَ "
ولهذا القول ليس له دليل صحيح صريح ، ولا على تعليل مقبول إلا التمسك بأدلة وأحاديث لا تدل عليه، كحديث أنس بن مالك .
والصحيح أن الخلاف في هذه المسألة مثل الخلاف في القراءات إذ أن العلماء تقبلوا كلا القولين بالقبول وكل من الفريقين يستدل بأدلة صحيحة ومنسوبة إلي صحابة النبي صلي الله عليه وسلم
وقد قال الإمام ابن الجزري: رحمهاللهفيالنشر:(والذينعتقدهأنكليهماصحيح،وأنَّكلذلكحق،فيكونالاختلاففيهما كاختلافالقراءات)ا.ه.
وقال شيخ الإسلام لين تيمية : وَالْفَاتِحَةُ سَبْعُ آيَاتٍ بِالِاتِّفَاقِ. وَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {فَاتِحَةُ الْكِتَابِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي.} وَقَدْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ السَّلَفِ يَقُولُ الْبَسْمَلَةُ آيَةٌ مِنْهَا وَيَقْرَؤُهَا وَكَثِيرٌ مِنْ السَّلَفِ لَا يَجْعَلُهَا مِنْهَا وَيَجْعَلُ الْآيَةَ السَّابِعَةَ {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الصَّحِيحُ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ فَهِيَ مِنْهَا مِنْ وَجْهٍ وَلَيْسَتْ مِنْهَا مِنْ وَجْهٍ وَالْفَاتِحَةُ سَبْعُ آيَاتٍ. مِنْ وَجْهٍ تَكُونُ الْبَسْمَلَةُ مِنْهَا فَتَكُونُ آيَةً. وَمِنْ وَجْهٍ لَا تَكُونُ مِنْهَا فَالْآيَةُ السَّابِعَةُ {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} لِأَنَّ الْبَسْمَلَةَ أُنْزِلَتْ تَبَعًا لِلسُّورِ.
س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1- بيان ضعف الإنسان وحاجته وفقره إلي ربه ومولاه.
2- الإقرار والتعبد باسماء الله الحسني وصفاته العليا لآن الذي يجعل العبد يستعيذ هو إيمانه بقدرة ربه علي نصرته وإعانته, أنه سبحانه بيده ملك السموات والأرض وأنه بيده مقاليد السموات والأرض وانه سبحانه الضار النافع فيستعيذ بالله من شر كل ذي شر, من الشيطان ونفثه وانه سبحانه هو القادر علي دفع الشيطان عن الإنسان وأن ذلك ليس لغير الله.
3- امتثال امر الله عز وجل حيث أمرنا بالاستعاذة عند قراءة القرآن فقال (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).
4- ما يقع في قلب المستعيذ من عبوديات مثل الإخلاص والصدق والرجاء والتعلق بالله عز وجل وإنقطاع الرجاء عن غيره والمحبة وغيرها من العبوديات التي يحبها الله عز وجل

,يمكن مراجعة رسالة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم معان ، وفوائد ، وأحكام )
تأليف إسلام منصور عبد الحميد فإنها نافعة

إبراهيم العطوي 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 04:04 PM

المجموعةالأولى:

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،قال: كنتأصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسولالله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله (استجيبوا للهوللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ).
ثم قال لي: لأعلمنكسورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلماأراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة فيالقرآن ، قال: (الحمد لله رب العالمين )هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ) . رواه البخاري
وحديث ابن عباسرضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليهوسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماءفتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب،وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيت .( رواه مسلم
وحديث أبي سعيدالخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليهوسلم في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أنيضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لوأتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: ياأيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقالبعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍلكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ )الحمد لله رب العالمين ( فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ لهالذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛فقال: «وما يدريك أنهارقية؟!!
ثم قال)قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكمسهما ( فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. متفق عليه
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أم الكتاب : في معنى تسميتها أم الكتاب قريب من معنى أم القرآن ارجعوا أهل العلم المعنى إلى معنيين :
القول الأول : سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن , حيث ما تضمنته السورة من المعاني جامع لما تضمنته سور القران حيث حمد الله والثناء عليه وتمجيده وأفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهدايه , إذ سائر سور القرآن تفصيل لذلك .
القول الثانى : وقيل في تسميتها بذلك لتقدمها علي سائر سور القران في القرأءة في الصلاة وفي كتابة المصحف , لأن العرب تسمى المتقدم أما .
ب. الوافية : قيل في تسميتها الوافية قولان :
القول الاول :أنها لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة , وانها لا تحتمل الإجتراء .
القول الثاني : انها وافية بما في القرأن من المعاني , قاله الزمخشرى .

س3: نسبالقول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ولماذا؟
نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد لا يصح وهذاالإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبيهريرة .
أما نسبة القول إلى محمد الزهري لأجل ما روية عنه في كتاب تنزيل القرأن المنسوب إليه , ةأنع عد الفاتحة أول ما نزل في المدينة , وفي إسناده الوليد بن محمد الموقرى وهو متروك الحديث .

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
الصحيح لم تنزل سورة الفاتحة من كنز تحت العرش وقد ذكر ذلك في حديثين ضعيفين , وقد صح نزول خواتيم سورة البقرة من تحت العرش , كما في حديث حذيفة اليمان و ابى ذر رضي الله عنهما .

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
مع أختلاف العلماء على أن آيات الفاتحة سبع آيات إلا أنهم اختلفوا في عد البسملة أية منها على قولين :
القول الأول : البسملة أية من الفاتحة وهو قول الشافعي ورواية عن الإمام احمد وهو كذلك العد المكي والكوفي . ولهم أدلتهم في ذلك .
القول الثاني : لا تعد البسملة أية من الفاتحة , وهو قول أبي حنيفة و الأوزاعي ومالك ورواية عن الإمام أحمد
ولهم أدلتهم في ذلك .
وقد ذكر المؤلف أنّ الخلاف في عدّالبسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاءالمعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحدالقولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة .
الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبيةوقولية وعملية:
منها: افتقار العبد إلى ربّه جلّوعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.
ومنها: أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاتهالعليا،المستعيذتقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوفوالرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها .


محمد بن حسن 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 07:50 PM

المجموعة الأولى:

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.

الجواب :
الدليل الأول حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند النسائي في الكبرى وغيره قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}).
الدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند مسلم قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) ، وأوجه الفضل أنها نور ، وانه لم يؤتها نبي قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تؤتها أمة قبل هذه الأمة ، وأن كل حرف فيها إما إجابة أو أجر وإثابة.
الدليل الثالث حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ، ووجه الفضل أن الصلاة لا تصح من دون القراءة بها.

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية


الجواب :
أ- معنى تسمية الفاتحة بأم الكتاب هو كونها السورة التي يبدأ بكتابتها في المصاحف ، والسورة التي يبدأ بالقراءة بها في الصلاة ، كما ذكره البخاري في صحيحه وغيره.
ب- معنى تسميتها بالوافية فيه قولان : الأول أنها لا تقرأ في الصلاة إلا تامة وافية فلا يجزئ تقسيمها أو قراءة جزء منها فقط كما في باقي سور القرآن ، والثاني أنها وافية بجميع معاني القرآن أي مستوعبة لها.

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟

الجواب :
نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة والزهري لا تصح ، أما نسبته لمجاهد فتصح ، وسبب عدم صحة التسبة لأبي هريرة أن الآثار المروية عنه في ذلك كلها من طريق مجاهد وهو لم يلقه، كما ان أكثرها مقطوع من قول مجاهد وما يروى موقوفا عن أبي هريرة فالصواب كذلك أنه مقطوع من قول مجاهد وليس موقوفا كما أشار إليه الإمام الدارقطني.
وأما عدم صحة النسبة إلى الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟

الجواب :
الصواب أن سورة الفاتحة لم تنزل من كنز تحت العرش ، وذلك أن الأحاديث المروية في الباب كلها لا تصح ، كما أن الذي ثبت فيه هذا هو خواتيم سورة البقرة وليس الفاتحة.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.

البجواب :
اختلف العلماء رحمهم الله في عد البسملة آية من سورة الفاتحة بعد اتفاقهم أن عدد آياتها سبع
فالقول الأول أنها الآية الأولى من الفاتحة وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد وهو ما عليه العد المكي والكوفي وهو قول عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم ، ومما استدل به هذا الفريق ما رواه أحمد وغيره عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}) ، ووجه الدلالة أنها ذكرت البسملة ضمن الآيات.
والقول الثاتي أنها ليست آية من الفاتحة وهو قول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي ورواية عن أحمد ، وعليه يكون قوله تعالى {أنعمت عليهم} رأس آية حتى يكون العد سبعة ، ومما استدلوا به حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)) ، ووجه الدلالة أنه بدأ بالحمد أول آية وليس بالبسملة.
ورجح الشيخ جواز الأمرين وذلك في قوله : "والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين".

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.

الجواب :

الحكمة من مشروعية الاستعاذة أنها عبادة عظيمة من ضمن العبادات التي ما خلق الله الإنس والجن إلا لأجلها ، كما أنها تتضمن عبادات أخرى قلية وقولية وعملية:
فمن ذلك اظهار الذل والافتقار للعزيز الجبار ، فالعبد ما ستعاذ إلا لضعفه وفقره وهوانه وقلة حيلته ، وما استعاذ بالله دون غيره إلا لأنه وحده القوي العزيز الحميد الغني الغنى المطلق ، كما قال تعالى : " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد".
ومن ذلك اقتضاؤها إيمان العبد وخاصة بما يتعلق بأسماء الله وصفاته ، فهو ما استغاذ بالله إلا لما يقوم عنده من حقيقة معاني أسماء العظمة والجلال ، وصفات الحسن والكمال التي ينفرد بها الله عما سواه.
ومن ذلك أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها ، إذا لا يمكن أن يكون متلبسا بمعصية حال كونه يلجأ إلى الله ليعيذه مما يستعاذ منه ، بل تجد الناس غالبا عند الاستعاذة يجتهدون في الطاعة والتقرب إلى الله لأنه أدعى لأن يعيذهم ويجيبهم .
والله تعالى أعلم

عبد العظيم أنفلوس 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 09:05 PM

بسم الله الرحمان الرحيم
المجموعة الثالثة
1- معنى تسمية سورة الفاتحة ب:
أم القرآن: سميت الفاتحة بهذا الإسم لتضمنها أصول معاني القرآن، وتضمنها لدلالات الحمد والتمجيد والثناء، وإفراد الله بالعبادة، كما سميت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصحف، وقال ابن الجوزي في زاد المسير ( ومن اسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم )، وقال ابن جرير ( وإنما قيل لها أم القرآن لتسمية العرب كل جامع أمرا أم مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه هو لها إمام جامع: أما ).
سورة الصلاة: هذا الإسم ذكره العديد من العلماء على رأسهم: الزمخشري والقرطبي والبيضاوي وأبو حيان وابن كثير، وقد اختلف في سبب هاته التسمية على قولين: أولهما: أن الصلاة لا تجزئ إلا بها، وهذا قول الثعلبي والزمخشري والبيضاوي، وثانيا: الحديث القدسي { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين }، وبهذا قال النووي والقرطبي وابن كثير، ولتسمية الفاتحة بالصلاة وجه آخر قويّ، وهو أنّ الفاتحة صلة بين العبد وربّه.
2- أنواع المتون التي تروى بالأسانيد الضعيفة:
هي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف. مثاله حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى. مثاله حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
واختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.
وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.
وأما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة. مثاله حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
3- أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسرين:
الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.
4- ثلاث من صيغ الاستعاذة:
روى محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود وابن المنذر في الأوسط، وغيرهم.
روى يعلى بن عطاء، أنه سمع شيخا من أهل دمشق، أنه سمع أبا أمامة الباهلي يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثا، وسبح ثلاثا، وهلل ثلاثا، ثم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه). رواه أحمد، والشيخ الدمشقي مجهول الحال.
روى جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.
5- فضل سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة من أعظم سور كتاب الله عزّ وجلّ، حيث ورد في ذكر فضلها الكثير من الأحاديث النبويّة الصّحيحة، التي تُشير إلى فضائلها وأثرها في شفاء الأمراض، وقد استخدمها الصّحابة رضوان الله عليهم للرّقية والاسترقاء، ومن الأحاديث التي جاءت في ذكر فضل سورة الفاتحة ما رُوِي عَن أبي سعيد بن المعلَّى رضي اللَّه عنه، قَال: (كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ حَتَّى صلّيت، قال: فأتيته، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: ألم يقل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)؟ ثُمَّ قَالَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ (الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ).وفي هذا الحديث بيانٌ أنَّ سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم، وقد سُميّت في نصّ الحديث بالسّبع المثاني، ووصفها النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالقرآن العظيم، فكانت بذلك اختصاراً لكتاب الله كلّه، حيث جاء فيها توحيد الله سبحانه وتعالى بأقسامه الثّلاثة؛ توحيد الرّبوبية بقوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين)، وتوحيد الأسماء والصّفات بقوله تعالى: (الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين)، وتوحيد الألوهية بقوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين). ومن أهمّ فضائل الفاتحة جدواها بإذن الله إذا قُرئت للرّقية.

محمد الدبيس 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 09:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة كثيرة الفضائل، عظيمة القدر، واسعة الهدايات؛ قد أحكمها الله تعالى غاية الإحكام، وجعلها أعظم سورة في القرآن، وفرضها على كلّ مسلم قادر على تلاوتها أن يقرأها في كلّ ركعة من صلاته .
وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة دلَّت على أنّها أعظمُ سُوَرِ القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن:
من الأحاديث التي وردت في فضلها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال:(فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين})
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ‌- أم الكتاب.
ب‌- الوافية.
ومن أسماء الفاتحة: أم الكتاب. وقد ورد في هذا الاسم أحاديث وآثار صحيحة:
- فمن الأحاديث ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
- ومن الآثار ما رواه مسلم من حديث حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل».

قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
وهو مختصر من كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن.
وسبب تسميتها الوافية:
قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: "الوافية"). رواه الثعلبي.
وفي معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري، فهل يصح ذلك عنهم ولماذا؟
ونسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لها علّة : فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.

وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
وأما نزولها من كنز تحت العرش فروي فيه حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
والآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة.
مع اتّفاق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات).
وقد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ والراجح أنه موصول غير منقطع، وإبهام السائل في هذه الرواية لا يضرّ؛ لأنّه قد سُمّي في رواية أخرى وهو "يَعلى بن مملك"، ومن حذف ذكر السائل فقد اختصر الإسناد؛ فانتفت العلّة.
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها)). رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال , عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.

والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستدلّ لهذا القول بأحاديث منها:
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما.
الصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
س6: بين الحكمة من مشروعية الإستعاذة.
الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية:
فمنها: افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.
ومنها: أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة.
ومنها: أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبادة الاستعاذة من العبادات الجليلة التي يُحبّها الله تعالى ويثيب عليها، ويبغض من أعرض عن التعبّد له بها.
فأما الصدق فلأجل أن المستعيذ صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه، واجتهاده في ذلك.
وأما الإخلاص؛ فلأجل أن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
وأما المحبّة ؛ فلأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله التي كان الحامل عليها إيمانه بأنّه وليّه الذي لا وليّ له غيره.

عبدالكريم الشملان 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 10:22 PM

المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
الجواب: لأنها أول ما يستفتح منه، أي :-يبدأ به ، بكتابتها بالمصاحف ، وبقراءتها الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن .
ب. السبع المثاني
الجواب: هناك أقوال لأهل العلم في هذا منها :
1- لأنها تثنى أي تعاد في كل ركعة، بل هي أكثر ما يعاد ويكرر في القرآن.
2- لأن الله سبحانه استثناها لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحد من قبله.
3- لأنها تتلو بعضها بعضا، فثنيت الأخيرة على الأولى ولها مقاطع تفصل الآية بعد الآية حتى تنقضي السورة .
4- لأنها مما يثنى به على الله - تعالى- .
والقول الأول هو الأرجح ، وعليه الجمهور.
س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟
-إن كثير مما يشيع تلك الروايات الضعيفة إنما يحملهم عليها إرادة الأجر لما ظنوه من صحة تلك المرويات وحسنها ، وهم مخطئون في تسرعهم في نشر ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير تثبيت .
-وموقف طالب العلم أن يكون على معرفة بما يشاع من تلك المرويات ، وأن يتبين سبب ضعفه ومرتبته ، وما يتساهل فيه وملا يتساهل فيه منها ، ويسال أهل العلم عنها.
س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
أن اسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها ، ولقبها : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها ، والأفصح تقديم الاسم إذا اجتمعا لتقدمه في الوضع ، ويصح أن يعد اللقب اسما.
س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
كان لنزولها شأن خاص يدل على عظمتها وفضلها وعلو شأنها لذا ينبغي أن تتلقى بالقبول والتكريم ، وورد في الحديث الصحيح أنها نزلت من أحد أبواب السماء لم يفتح من قبل ، ونزل منه ملك لم ينزل من قبل ، وفي ذلك بشارة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ،بما اختصهم به من إنزال سورة الفاتحة وبشارات جليلة وكرامات عظيمة ، منها أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر .أنها كرامة لهذه الأمة وخاصة بها ، وأن الدعاء الداعي بها مستجاب.
س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
1-التثبت من نسبة الأقوال إلى أصحابها.
2- سؤال أهل العلم عنها.
3- تبين سبب الضعف ومرتبته.
4- معرفة ما يتساهل فيه منها وما لا يتساهل .
5-مقارنتها بأقوال أهل العلم والمجتهدين منهم ، وأصحاب الراجح من الأقوال فيها.
س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .
أربع هي :
أ_ أصحاب الاستعاذة الباطلة:- وهي ما تخلف عنها أحد شرطي قبول العمل ، الاخلاص والمتابعة ، والعلة : أنهم يستعذون بالله وغيره ، يشركون بالله ، وكذلك أصحاب الاستعاذات البدعية.
ب_الدرجة الثانية: الاستعاذة الناقصة: وهي ما خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة لما فيها من ضعف الاتجاء إلى الله ؛ وضعف الاستعانة به، التفريط في اتباع هذه، فيكون في قلبه غفله ولهو عن الاستعاذة وتفريط ، لكنها تنفع بعض النفع .
جـ - الدرجة الثالثة :استعاذة المتقين :وهي الصحيحة المتقبلة النافعة لصاحبها، وهي ما كانت بالقول والقلب والعمل ، والتجاء إلى الله وتوكل عليه، وحسن ظن وصبر على ماي صيبه ، وعدم تسخط أو اعتراض.
د_ الدرجة الرابعة: استعاذة المحسنيين: وهي أعلاها درجة، وأحسنها أثرا، وهي فيمن حقق صفات ولاية الله فيستعذون بالله كأنهم يرونه ، ويحسنون باتباع هدى الله ، والقرب إليه بالنوافل يعد الفرائض، واستعاذهم سريعة الأثر لما كانت استجابتهم سريعة لا تردد فيها.

سلطان الفايز 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 11:23 PM

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
ج1:
1/حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
2/حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم .
3/حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه .

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية

ج2:
1: أم الكتاب , معنى التسمية لأنة يبدأ بكتابتها في المصاحف , وكذلك يبدأ بقراءتها في الصلاة .
2:الوافية , معنى التسمية :قولان لأهل العلم 1/لأنها لاتقراء إلا وافية في كل ركعة ,وهذا قول ثعلب 2/ لأنها وافية لما في القران من المعاني ,وهذا قول الزمخشري

س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
ج3 : لا يصح ذاك القول عنهم , ونسبة القول عنهم هي من الخطأ وقد يكون منشأ الخطأ من المستخرج من أقولهم بدلالة غير ظاهرة .
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ج4:جاء في ذلك روايتان ضعيفتان ,
الأولى :عن انس ابن مالك رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين".
الثانية : علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
هاتين الروايتين ضعيفة ؛ وعلى هذا لا يصح إثبات نزولها على هذه الصفة لضعف الأدلة .

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
ج5:
اختلف اهل العلم في عد البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين مشهورين :
القول الأول: أن البسملة آية من الفاتحة , وهذا القول الشافعية ورواية عن أحمد واختيار العد الكوفي والعد المكي ,وهو قول على وابن عباس رضي الله عنهم ,
واستدل أصحاب هذا القول بأحاديث منها :
1/عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}).
2/حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها).
القول الثاني :أن البسملة ليست آية من الفاتحة ,وهو قول الحنفية والمالكية ورواية عن أحمد .,وهو قول باقي اصحاب العد , واستدل اصحاب هذا القول ب:
1/ حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).
2/حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
أيضاً من الادلة وجود الخلاف فيها ولو كانت آية لما وقع فيه الخلاف بدليل حفظ الله للقرآن .
الخلاصة ؛ ان هذا الخلاف هو من قبيل القراءات فيعتبر من أوجه القراءات واختلاف القراء .

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
ج6:الحكمة من مشروعية الاستعاذة ,أن الاستعاذة تجمع أعمال القلب والجوارح ويظهر ذلك على اوجه منها :افتقار العبد إلى ربه, واعتمادة عليه ,ومعرفة ضعفه وشدة حاجته لربة ,
ومنها تعلق القلب بأسماء الله وصفاته ,
ومنها أن المستعيذ يقوم بقلبه أعمال قلبية عظيمة كالتوكل والرجاء والخوف والمحبة والخشية والإنابة والاستعانة .

عمر لقمان 22 جمادى الأولى 1438هـ/18-02-2017م 11:38 PM

المجموعة الرابعة:
السؤال الأول: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
الإجابة:
الحديث الأول: حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
هذا الحديث ضعيف، متن هذا الحديث صحيح لا نكارة فيه، لكن سنده ضعيف، وقد روي حديث يحمل نفس معناه ويغني عنه وهو: حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.
الحديث الثاني: حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».
مثل هذا الحديث يعتبر ضعيف، ويتوقف عند متنه إلى حين التحقق منه، فمثلاً هنا لم يعرف العلماء من هو أبان، أحد رواة الحديث، فقال البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.
أما الألباني فقال أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك).
في النهاية قال البوصيري بحسن سند الحديث، أما ابن حجر ضعفه، والألباني ضعفه جداً.
الحديث الثالث: وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات».
بخصوص متن هذا الحديث، فإنه يرد لأنه يتعارض مع النصوص الأخرى، وقد رده البخاري ومسلم والنسائي بسبب يوسف بن عطية، فكان كثير الوهم ويخطئ، قال عنه الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

السؤال الثاني: هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
الإجابة:
لا لم تنزل مرتين، وهذا قول ضعيف، وهذا القول نسبه الثعلبي والواحدي في البسيط والبغوي في معالم التنزيل إلى الحسين بن الفضل البجلي، والذي يجب ذكره هنا أن الحسين بن الفضل البجلي هو من كبار المفسرين، لكن تفسيره مفقود، ولعل لهذا القول أو النقل علة تنكشف إذا عثر على تفسيره رحمه الله.
وقال بهذا القول القشيري (ت:465هـ) في تفسيره المسمَّى لطائف الإشارات، وذكر هذا القول بعد ذلك الكرماني والزمخشري وابن كثير وغيرهم، لكن إجماع العلماء والمفسرين كان في القول بأن سورة الفاتحة نزلت في مكة وفي هذا عدة أدلة نذكر بعضها:
- روي هذا القول عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
فأما عمر بن الخطاب فعمدة نسبة هذا القول إليه ما روي عنه من تفسير السبع المثاني بفاتحة الكتاب.
- وقد استدلَّ جماعة من المفسّرين لهذا القول بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وهذه الآية من سورة الحجر وهي مكيَّة باتفاق العلماء.

السؤال الثالث: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
الإجابة:
1- فاتحة الكتاب.
الدليل: حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
2- فاتحة القرآن.
الدليل: سميت بهذا الإسم لأنها أوّل ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوّله، أو أوّل ما يقرأ من القرآن في الصلاة، وهذا الإسلام ورد عن عدد من الصحابة والتابعين مثل أبو هريرة وابن عباس وعبادة بن الصامت ومحمد بن كعب القرظي.
3- أم القرآن.
الدليل: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني. رواه البخاري.
4- أم الكتاب.
الدليل:
- حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب). رواه البخاري.
- حديث حبيب المعلم، عن عطاء قال: قال أبو هريرة: «في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل». رواه مسلم.
- قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
5- الحمد لله رب العالمين.
الدليل: حديث حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني؛ فلم آته حتى صليت ثم أتيت.
فقال: (( ما منعك أن تأتي؟ )).
فقلت: كنت أصلي.
فقال: (( ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} )) .
ثم قال: (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري والدارمي والنسائي وغيرهم.
فسمّى السورة بأوّل آية فيها.

السؤال الرابع: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
الإجابة:
معنى الاستعاذة = هو الالتجاء والاعتصام والتقرب وطلب العون ممن بيده العصمة والقدرة على حماية الإنسان مما يستعيذ به.
أقسامها:
تنقسم الاستعاذة لقسمين، ولكل قسم ميدانه:
القسم الأول: الاستعاذة التعبدية، وهي الاستعاذة التي تقوم بالقلب والتي يرجو العبد فيها من الله أن يعيذه مما يخاف ويرجوه ويتضرع إليه وقد يصاحبها الدعاء والوقوف بين يدي الله، وهذا النوع يجب إفراد الله فيه، بخلاف النوع الثاني الذي سنتطرق إليه الآن، فمن صرفها لغير الله فإنه سيصاب بالذل والخسران، قال الله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا}.
القسم الثاني: استعاذة التسبب، وهي التي تكون باستعمال المرء للأسباب التي تقيه مما يخاف منه، كأن يبني الرجل جدار سميك حول بيته خوفاً من الأمطار الغزيرة من أن تصيب بيته بسوء، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)).
وهذا دليل على استعاذة التسبب.

السؤال الخامس: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
الإجابة:
الهمز = الموتة. نفخه = الكبر . نفثه = الشّعر.
السؤال السادس: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
الإجابة:
قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
هي قبل قراءة القرآن، وعلى هذا أجمع العلماء، لكن هناك ثلاث أقوال في ذلك:
1- إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ قبل ذلك بالله من الشيطان، وهذا قول جمهور أهل العلم، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
العرب تطلق الفعل على مقاربته، كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
أي إذا أراد الدخول إلى الخلاء أو قارب الدخول إلى الخلاء.
ومنه ما في الصحيحين أيضاً من حديث عائشة رضي الله عنها أن ابن أم مكتوم كان لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت أصبحت، وقد فسَّره جماعة من الشرَّاح كابن عبد البر وغيره بأن المراد قاربت الصباح.
2- القول الثاني = كلما استعذت بالله عليك قراءة القرآن، في الآية تقديم وتأخير، والتقدير إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، وهذا قول أبي عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، وقد رد هذا القول ابن جرير رحمه الله.
3- أما القول الثالث أنه إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة، وهذا قول ثعلب.

وهناك قول رابع مفاده أن الاستعاذة تكون بعد قراءة القرآن، وهذا غير صحيح، وهذا القول روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، ونُسب القول به إلى الإمام مالك، وحمزة الزيات القارئ، وأبي حاتم السجستاني، وداود بن عليّ الظاهري.
وكلّ هؤلاء لا تصحّ نسبة هذا القول إليهم، وقد شاعت نسبته إليهم في كتب التفسير وبعض شروح الحديث، وقد أحسن ابن الجزري - رحمه الله- بيانَ علل هذه الروايات في كتابه "النشر في القراءات العشر" وخطَّأ من نسبها إليهم، وقال في وقت الاستعاذة: (هو قبل القراءة إجماعاً، ولا يصح قولٌ بخلافه، عن أحد ممن يعتبر قوله، وإنما آفة العلم التقليد).

إبراهيم الكفاوين 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 12:10 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بعون الله نجيب على أسئلة المجموعة الأولى :
.

السؤال الأول : : اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة ؟
عندما يعرف المسلم إنه يقرأ الفاتحة في اليوم سبعة عشر مرة في الصلوات المفروضة فهذا يدل على فضلها العظيم وقد ثبت فضلها في احاديث صحيحة عن الرسول عليه الصلاة والسلام منها :
1- روى البخاري في صحيحه من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2- وروى البخاري في صحيحه من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم».
3- وما رواه البخاري ومسلم من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» .

السؤال الثاني : ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي ؟
أ. أم الكتاب: إسم أم الكتاب لسورة الفاتحة هو مشابه لتسميتها بأم القرآن فالكتاب هو القرآن وقد ثبت إسمها ام الكتاب في بعض الأحاديث فقد روى البخاري في صحيحه حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب)
وقد قال البخاري رحمه الله وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة وقول البخاري هو أحد الأقوال في سبب تسميتها بأم الكتاب والقول الثاني إن سورة الفاتحة إستملت على معاني جامعة وشاملة فقد إحتوت على خمس هدايات وهي بالترتيب المحبة والرجاء والخوف والإستعانة والعبادة واحتوت على أنواع التوحيد الثلاثة فبهذه الكنوز العظيمة وغيرها سميت الفاتحة بأم الكتاب .
ب. الوافية
وهذا من اسناء الفاتحة وقد ذكره : الثعلبي والزمخشري والرازي والقرطبي والبيضاوي وابن كثير وابن حجر العسقلاني والعيني والسيوطي والشوكاني وغيرهم
و قال عبد الجبار بن العلاء: (كان سفيان بن عيينة يسمّي فاتحة الكتاب: الوافية ).
ومعنى الوافية فيه قولان :
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
قال الثعلبي: (وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز).
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.


السؤال الثالث : نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟

بالنسبة إلى نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة رضي الله عنه والزهري فهذا لم يثبت
وقد ثبت نسبته إلى المجاهد بن جبر رحمه الله .
وتعليل ذلك بالنسبة لأبي هريرة رضي الله عنه فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة مختصراً بلفظ: «أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة»
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
أما نسبته لمجاهد رحمه الله فقد رواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة). فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
أما الزهري رحمه الله وأما نسبة فقد روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

السؤال الرابع : هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
سورة الفاتحة لها فضل عظيم كما ثبت في الأحاديث الصحيحة , لكن لم يثبت في حديث صحيح أن سورة الفاتحة نزلت من كنز تحت العرش وقد ورد في ذلك حديثان ضعيفان :
الأول: ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث،
قال النسائي: متروك الحديث.
والثاني : ما رواه العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش).
رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

السؤال الخامس : اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة؟
طبعا إتفق العلماء على أن سورة الفاتحة هي سبع آيات واختلفوا على البسملة هل تعد آية من سورة الفاتحة على قولين :
القول الأول : البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وقد صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم.
فقد روى أسباط بن نصر، عن السدي، عن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: ( {الحمد لله} )فقيل له: إنما هي ست آيات. فقال: ({بسم الله الرحمن الرحيم} آية). رواه الدارقطي والبيهقي.
واما ابن عباس رضي الله عنه فقد قال ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال: ({بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.
واستدلوا لهذا القول باحاديث منها حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني: (إسناده صحيح، وكلهم ثقات). والراجح أن هذا الحديث موصول .

أما القول الثاني : لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
واستدلوا لهذا القول بأحاديث منها: ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).
(والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات))

السؤال السادس: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة ؟
العبادات بشكل عام لها حكم عظيمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وليس علينا أن نتكلف حتى نبحث عن مشروعية العبادات ويكفي إنها تكليف من الحكيم الخبير , ومن العبادات الجليلة الإستعاذة فقد قال تعالى :(فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم ) وقال :( قل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون )
ومع تدبر الإستعاذه ينبثق منها عبادات اخرى قلبية وقولية وعملية وهنا تأتي حكم جليلة للإستعاذه من أهمها :
عند قولك أعوذ فهذا إفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه والإستعانة به والتذلل له سبحانه تعالى .
وأيضا عندما تلجأ إلى الله تذكرك بالله القوي العزيز الجبار المتكبر وهنا تظهر حكمة معرفة أسماء الله الحسنى وتدبرها والإعتقاد بها والدعاء بها قال تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ) وهذا له أثر عظيم على القلب وطمأنينته لإنها لجأ لله تعالى .
ومن الحكم أيضا إنها تزيد الأعمال القلبية لإن المستعيذ بالله يحتاج إلى الصدق والإخلاص في إستعاذته وهذه عبادات قلبية بالإضافة عبادات مثل المحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها فالمستعيذ لا يستعيذ إلا بمن يحب والحب كله لله تعالى فهو صاحب الكمال والجمال سبحانه وتعالى وتأتي عبادة الخوف والخشية والرجاء في الخوف من عدم عون الله له والرجاء في رحمته وعونه وهنا يعيش بين الرجاء والرحمه من الله وهذه عبادة عظيمة لله تعالى ومع زيادة الإستعاذه بالله يزداد التوكل على الله ويعرف العبد ان عليه التوبة والأوبة لله تعالى حتى يعينه ويعيذه .
وقد قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (لا يخاف العبدُ إلا ذنبَه، ولا يرجو إلا ربه) رواه عبد الرزاق والبيهقي في شعب الإيمان.
وبهذه العبادات يصل العبد إلى محبة الله وصدقه مع الله مما يؤدي إلى إعانة الله للعبد وحفظه وحمايته .

وبارك الله فيكم

يحيى الفيفي 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 12:43 AM

واجب الاسبوع الثاني
 
المجموعة الثانية:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. فاتحة الكتاب.
ب. السبع المثاني

سُميت بفاتحة الكتاب لانها يفتتح بها المصاحف ويفتتح بها الصلاة
وذكر قول ضعيف بأنها اول ما نزل من السماء
ذكره العيني وهو ضعيف مخالف لمن صح ان اول ما نزل من القرآن اول سورة أقرأ

وسميت ام القرآن :
قيل : لانها تتضمن أصول معاني القرآن ففيها الحمد والثناء والتمجيد وتوحيد العبادة والاستعانة والدعاء وسؤال الهداية والسامة من الغواية
وقيل : لتقدمها سُوَر القران في المصحف والصلاة
والعرب تسمي المتقدم للشيء امّا
وقيل للأمرين .


س2: بيّن سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة، وما موقف طالب العلم منها؟

الجواب :
سبب انتشارها لارادة بعضهم ادراك الأجر الوارد في تلك الروايا الضعيفة التي سموها صحيحة اما بالعمل بها او ترغيب الناس فيها
والواجب على طالب العلم معرفة تلك المرويات الشائعة وسبب ضعفها وما يقبل منها مما لايقبل


س3: ما الفرق بين اسم السورة ولقبها؟
الجواب :
اسم السورة : هو ما وضع بتعيينها والدلالة عليها
واللقب : ما اشتهرت به من أوصاف مدح بعد تعيينها بأسمائها

س4: اشرح بإيجاز خبر نزول سورة الفاتحة.
ما روى بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما جِبْرِيل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل الو الارض لم ينزل قط الا اليوم فسلم وقال : أبشر بنورين ارتياحهما لم يؤتهما نبي فذلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ بحرف الا أوتيته ) رواه مسلم

س5: ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تُنسب إلى بعض أهل العلم؟
الواجب التثبت والبحث عن صحة من نسب ومن نسب اليه

س6: بيّن بإيجاز درجات الاستعاذة .

درجاتها :
-الاستعاذة الباطلة وهي ما خلت من الاخلاص و المتابعة اومن احدهما
-المستعاذة الناقصة وهي ما خلت من الشرك والبدع ولكن فيها ضعف يقين او التجاء اوضعف اتباع
- استعاذة المتيقن التي تكون بالقلب واللسان والعمل
- اسعاذة المحسنين وهم حقق أسباب ولاية الله في الحديث من التقرب لله بالفرائض ثم الإكثار من النوافل

محمد عمر 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 12:47 AM

الحمد لله وحده:
أجوبة مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة:
المجموعة الرابعة:
ج1: ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة:
1- حديث يوسف بن عطية عن سفيان عن زاهر الأزدي عن أبي الدرداء يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- {فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات}
سبب ضعفه: يوسف بن عطية؛ متروك الحديث، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث وليس بثقة، وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
حكم متنه: فيه نكارة

2- حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ -رضي اللّه عنه- أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش)
سبب ضعفه: الانقطاع في السند لأن فضيلًا لم يدرك عليًّا رضي الله عنه.
حكم متنه: يتوقف فيه ولا يثبت معناه إلا بدليل صحيح

3- حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).
سبب الضعف: الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي، ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.
حكم متنه: قد صح في هذا المعنى حديث صحيح فلسنا بحاجة إلى هذا المسند الضعيف، فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني} في مسند أحمد وغيره

ج2: قال بعض العلماء والمفسرين أن سورة الفاتحة نزلت مرتين؛ مرة بمكة ومرة بالمدينة:
نسبه الواحدي والثعلبي والبغوي إلى الحسين بن الفضل البجلي ت:282 هـ، نقل عنه أنه قال عن سورة الفاتحة: (سميت مثاني لأنها نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة.)
وتفسير الحسين مفقود بن الفضل مفقود ولم يوقف على نص تام لعبارته.
وقال بذلك القول القشيري 465هـ في تفسيره أيضا في قول الله "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" أنها سميت بالمثاني لنزولها مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة
وذكره أيضًا ابن كثير والكرماني والزمخشري ولم ينسبوه لأحد
والخلاصة أن هذا القول لم يأت دليل صحيح عليه بل الصواب أنها نزلت مرة واحدة وهي مكية.

ج3: خمسة أسماء لسورة الفاتحة:
1- "فاتحة القرآن" دليله تسمية بعض الصحابة لها بهذا الاسم مثل: عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس وكذلك ورد عن التابعي محمد بن كعب القرظي وورد فيه أحاديث مرفوعة في إسنادها مقال.
2- "فاتحة الكتاب" ودليله: عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). متفق عليه.
وأحاديث أخرى في الصحيحين عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهم.
3- "أم القرآن" دليله: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) البخاري.
وفي صحيح مسلم وغيره عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام). قال أبو السائب: فقلت: يا أبا هريرة إني أحيانًا أكون وراء الإمام. قال: فغمز ذراعي ثم قال: (اقرأ بها في نفسك يا فارسي).
4- "أم الكتاب" دليله: عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب). البخاري
وأيضًا أثر عن أبي هريرة قال: (في كل صلاة قراءة فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم، أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل). مسلم
5- "السبع المثاني" دليله: تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم لقول الله: "ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم" بأن المقصود بالسبع المثاني سورة الفاتحة، قال: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم) البخاري. وروي هذا عن عمر وعلي وأبي هريرة وغيرهم.

ج4: معنى الاستعاذة وأقسامها:
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام إلى من بيده العصمة من شر ما يُستعاذ منه. والعصمة هي المنعة والحماية، قال الله: "قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم"

أقسامها: الاستعاذة قسمان: استعاذة عبادة واستعاذة تسبب:
استعاذة العبادة: هو توجه القلب وما يقوم فيه من رجاء وخوف وإنابة وتوكل واستعانة ورغبة ورهبة وهي أعمال تعبدية وكذلك قد يصاحبها تضرع ودعاء، وفيها يكون المستعيذ مفتقرًا إلى المستعاذ به ويعتقد فيه أنه هو الذي ينفع ويضر، قهذه يجب صرفها إلى الله وحده،
ومن صرفها إلى غيره فقد أشرك وباء بالخسران والهوان. قال تعالى: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"

استعاذة التسبب: هو اتخاذ الأسباب لاتقاء الشرور والاعتصام منها مثل الاحتماء بالوسائل المشروعة لدفع الضر والتمنع بالأهل والعشيرة من الأعداء، واتخاذ الاستعاذات يكون له حكم الأسباب ومقاصدها ووسائلها من الحل والحرمة ولا تكون شركًا.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ستكون فِتَن، القاعِدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السَّاعي، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذا فَلْيَعُذْ به)

ج5: همز الشيطان: المُوتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر.

ج6: وقت الاستعاذة:
جمهور السلف والمفسرين أنها قبل القراءة وروي القول أنها بعد القراءة عن أبي هريرة ومالك وحمزة الزيات ولا تصح نسبته إليهم.
والتفصيل:
في قول الله "فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" ورد في معنى الآية ثلاثة أقوال يدلون على أن الاستعاذة قبل القراءة وقول على أن الاستعاذة بعد القراءة.
القول الأول: أنها للمقاربة أو إذا أردت القراءة فاستعذ وهو قول جمهور المفسرين واختاره ابن جرير الطبري وابن الجوزي وابن تيمية وابن عطية والبيهقي والطحاوي وغيرهم، ومثله في هذا المعنىحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) يعني إذا أراد الدخول أو قاربه.
ومن أهل اللغة من ذهب لهذا: الزجاج والنحاس وابن الأنباري وابن سيده وغيرهم

القول الثاني: أن الآية فيها تقديم وتأخير والمعنى فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن ورده ابن جرير الطبري وقال: يلزم من ذلك أن كل من استعاذ من الشيطان يلزمه القراءة.

القول الثالث: أن القراءة مع الاستعاذة وإليه ذهب ثعلب، قال: هذا مثل الجزاء كقولك إذا قمت قمت معك.

والأقوال الثلاثة متفقة على أن الاستعاذة مقدة

أما القول الرابع المنقول عن أبي هريرة والإمام مالك وصاحب القراءة حمزة بن حبيب الزيات وداود الظاهري وأبي داود السجستاني أن الاستعاذة تكون بعد القراءة فلم يثبت هذا عنهم، وظل ينقل بدون نسب صحيح إليهم ورده الإمام ابن الجزري في كتابه (النشر في القراءات العشر) وقال منتصرًا للقول أن الاستعاذة مقدمة على القراءة: (ثم إن المعنى الذي شرعت الاستعاذة له يقتضي أن تكون قبل القراءة؛ لأنها طهارة الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له، وتهيؤ لتلاوة كلام الله تعالى، فهي التجاء إلى الله تعالى، واعتصام بجنابه من خلل يطرأ عليه، أو خطأ يحصل منه في القراءة وغيرها وإقرار له بالقدرة، واعتراف للعبد بالضعف والعجز عن هذا العدو الباطن الذي لا يقدر على دفعه ومنعه إلا الله الذي خلقه)

والحمد لله رب العالمين

عبد المجيد المتعاني 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 01:32 AM

المجموعة الأولى :

س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
عن أبي سعيد المعلى رضي الله عنه قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أجبه ، فقلت يارسول الله : إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن ، قبل أن تخرج من المسجد " ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج ، قلت له: " ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن " قال: ( الحمدلله رب العالمين ) " هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " رواه البخاري .

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أم القرآن هي السبع المثاني ، والقرآن العظيم " رواه البخاري

وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا أخبرك بأفضل القرآن " قال: فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين ) رواه النسائي

س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
ب. الوافية
معنى تسمية سورة الفاتحة بأم الكتاب : أي أنها تتضمن أصول معاني القرآن ، فما تضمنته من معاني فيها هو جامع لما تضمنته سائر سور القرآن ،ففيها الحمد والثناء والتمجيد وإفراده سبحانه بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية ، وسائر سور القرآن هي تفصيل وبيان لهذه المعاني .
وأيضاً لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف ،
ومعنى تسمية الفاتحة بالوافية فيه قولان :
الأول: لأنها لا تُقرأ إلا وافية في كل ركعة .
الثاني: لأنها وافيه بما في القرآن من المعاني .



س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا يصح ذلك عنهم ، وقد نُسب هذا القول خطأً إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ، بعد أن تم تداولها في كتب التفسير ، فزاد بعضهم على بعض ، ووقع في بعض هذه الأسماء تصحيف في بعض كتب التفسير .

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا ، حيث رُوي في هذا الشأن حديثان ضعيفان ، أحدهما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله عز وجل أعطاني فيما منّ به علي ، إني أعطيتك فاتحة الكتاب ، وهي من كنوز عرشي ، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين " رواه ابن الضريس والبيهقي والديلمي والعقيلي كلهم عن طريق مسلم بن ابراهيم عن صالح بن بشير عن ثابت بن أنس ، وصالح بن بشير ضعيف الحديث ، وقال النسائي عنه : متروك الحديث .
والآخر حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سُئل عن فاتحة الكتاب ، فقال ثنّا نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه ، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ( أنها نزلت من كنز تحت العرش ) رواه إسحاق بن راهويه والديلمي كلاهما من هذا الطريق ، وهوضعيف لانقطاع سنده ، لأن فضيل لم يدرك علي رضي الله عنه .
س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين :
القول الأول : أنها آية من الفاتحة ، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد ، وصحّ هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عندما سُئل عن السبع المثاني فقال: " الحمد لله " فقيل له إنما هي ست آيات فقال ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية
وصحّ هذا القول أيضاً عن عبدالله بن العباس رضي الله عنه ، قال في قوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعاُ من المثاني ) قال "هي فاتحة الكتاب " فقرأها عليّ ستاً ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم ) الآية السابعة
القول الثاني : لاتُعد البسملة آية من الفاتحة ، وهو قول أبو حنيفة والأوزاعي ومالك ورواية عن أحمد ، وهؤلاء يعدون ( انعمت عليهم ) رأس آية .
والصواب أن الخلاف في هذه المسألة كالاختلاف في القراءات ، حيث ان كلا القولين مُتلقّيان عن القراء المعروفين , ومن اختار أحد القولين كمن اختار إحدى القراءتين .


س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
1- افتقار العبد إلى الله والإقرار بالذلة والافتقار وشدة الحاجة .
2- تستلزم إيمان العبد بأسماء الله وصفاته
3- ان المُستعيذ بالله تقوم في قلبه أعمال جليلة يحبها الله تعالى ، من صدق وإخلاص وحبة وخوف ورجاء وخشية وإنابة .

إسلام عبد المقصود 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 01:33 AM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد :
المجموعة الأولى :
1- ادلة فضل سورة الفاتحة :
لسورة الفاتحة العديد والعديد من الفضائل فقد حوت جملة من الفضائل وقد خصها رسول الله بجملة من النصوص التى تدل على ما حوته من فضائل ومكانة عظيمة من بين سور القرآن الكريم ومن ذلك :
أ- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
ب- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
ج- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي
السؤال الثاني :
معنى تسمية سورة الفاتحة
أ- أم الكتاب :
قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
وقد ورد عن بعض السلف كراهية تسميتها بذلك لان هذا الاسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم )
والصواب صحة التسمية بهذا الاسم وتسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم لا يمنع من الاشتراك في الاسم
قال ابن حجر: (ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه).
ب- الوافية :
في معنى تسميتها بالوافية قولان:
القول الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.
والمعنيان صحيحان في حق السورة الكريمة فهي لا تقرأ إلا وافية في كل ركعة من الصلاة وكذلك هي وافية بما فيها من معاني على ما في القرآن من معاني .
السؤال الثالث :بيان نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة لأبي هريرة ومجاهد والزهري :
وهذه النسبة فيها من الخطأ ما فيها حتى كثر تداولها في كتب التفسير وعلوم القرآن، وهي لا تصحّ عنهم، ولا أصل لها فيما بين أيدينا من الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وعن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
وعن مجاهد أيضا، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ.
قال الحسين بن الفضل البحلي(ت:282هـ): (لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وأما نسبة هذا القول إلى محمّد بن مسلم الزهري فلأجل أنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، في أحد كتبه وفي هذا القول ضعف في الاسناد اليه .
السؤال الرابع : نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش :
ورد في ذلك حديثان ضعيفان :
الأول : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين» والحديث في كل مروياته من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
الثاني : حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
السؤال الخامس : الخلاف في عد البسملة من سورة الفاتحة :
اتفق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي.
وهو قول علي بن ألي طال وابن عباس رضي الله عنهم
واستُدلوا بما يلي :
1. حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين}). أخرجه الإمام أحمد
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها))
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.
واستدلوا بما يلي :
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). متفق عليه
2. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه.
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة من المسائل التي يحتمل فيها الخلاف ومن نحو الخلاف بين القراءات المتنوعة الثابتة فمن اختار قولا من القول فكم اختار قراءة من القراءات .
السؤال السادس : الحكمة من مشروعية الاستعاذة :
الاستعاذة واللجوء الى الله تعالى من العبادات رفيعة القدر عظيمة الفوائد ولها جملة من الفوائة والحكم لمشروعيتها ومن ذلك :
1- أنها تقتضي إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا فإن المستعيذ بالله من الشيطان الرجيم يدل ذلك على عمق إيمانه بقدرة اللله على إنجائه وحمايته من وسواس الشيطان ونزغاته .
2- في الاستعاذة معنى الافتقار إلى الله تعالى والاعتراف بتقصير العبد وضعفه .
3- أن المستعيذ يقوم بقلبه جملة من أعمال القلوب غاية في الأهمية ومما لها أكبر الأثر في رفعة إيمانه وزيادة يقينة
كالحب والخوف والإخلاص والرجاء والتوكل ونحو ذلك من أعمال القلوب .
والله ولي التوفيق والسداد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
والحمد لله رب العالمين

إبراهيم عمر 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 03:30 AM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فهذه أجوبة المجموعة الرابعة من أسئلة مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة
س1: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة في فضل سورة الفاتحة وبيّن سبب ضعفها وحكم متنها.
الجواب: الحديث الأول - حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط
سبب الضعف: أن الحسن بن دينار متروك الحديث
حكم متنه : صحيح المعنى؛ لكن يوجد في الصحيح ما يغني عنه مثل حديث « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني»
الحديث الثاني - عن فضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه
سبب ضعفه: أن فضيلا لم يدرك عليّا رضي الله عنه
حكم متنه: يُتوقّف في معناه لا يُنفى ولا يُثبَت
الحديث الثالث - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً: «إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام} و {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} إلى قوله: {وترزق من تشاء بغير حساب} معلَّقات، ما بينهن وبين الله حجاب لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش، قلن: ربنا، تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك. فقال الله عز وجل: بي حلفت، لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة، أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه، ولا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت» رواه ابن حبان في المجروحين وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن الفاخر في موجبات الجنة والمستغفري في فضائل القرآن، من طريق محمد بن زنبور المكي عن الحارث بن عمير
سبب ضعفه: موضوع لا أصل له، فالحارث كان ممن يروي الموضوعات
حكم متنه: مردود، فيه نكارة ومجازفة بكلام عظيم .. والله أعلم

س2 : هل نزلت سورة الفاتحة مرتين؟
هذا قول ضعيف منسوب إلى الحسين بن الفضل ، وهو أنها نزلت مرة بمكة ومرة بالمدينة، نسبه إليه البغوي والواحدي والثعلبي ، ثم ذكر هذا القول ابن كثير والزمخشري وغيرهما ولم ينسبوه إلى أحد؛ قالصحيح أنه قول لا يصح لأنه لم يقم عليه دليل صحيح

س3: عدّد خمسة من الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة مع بيان أدلتها.
الجواب: 1- سورة فاتحة الكتاب
دليله: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
2- سورة (أم القرآن) ، دليله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). البخاري
3- سورة (أم الكتاب) ، دليله : حديث عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب).
4- (السبع المثاني) ، دليله: قول الله تعالى : " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم " وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - المراد من هذه الآية بأنها سورة الفاتحة
5- (القرآن العظيم) ، دليله: حديث أبي سعيد بن المعلّى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته "

س4: بيّن معنى الاستعاذة وأقسامها.
الجواب: الاستعاذة: هي اللجوء والاحتماء بمن بيده الحماية والعصمة وله القدرة على دفع شر ما يُستعاذ منه
أقسام الاستعاذة قسمان
الأول- وهو عمل قلبي يحصل به توجه قلب المستعيذ إلى من يعيذه ، فيفتقر إليه ويحتمي به ويصرف إليه خوفه وغبته في دفع السوء عنه؛ لاعتقاد أنه هو الذي بيده الأمر ، وهذا العمل= عبادة لا تُصرف لغير الله - سبحانه - ، فمن صرفها لغيره فقد أشرك به
الثاني- وهو الأخذ بالأسباب المشروعة واستعمالها في دفع الشر الذي يخافه العبد ، مع عدم الاعتقاد القلبي فيها؛ بل يعلم أن النفع والضر بيد الله عز وجلّ، كمن هجم عليه عدو فطلب من ينصره ويعينه عليه مع توكله وتفويضه الأمر إلى الله - سبحانه -

س5: بيّن المراد بهمز الشيطان ونفخه ونفثه.
الجواب: همز الشيطان: الموتة، نفخه: الكبر، نفثه: الشعر. كذا قال عمرو بن مرّة

س6: بيّن وقت الاستعاذة لقراءة القرآن؛ هل هي قبل القراءة أو بعدها؟
الجواب: اتفق جمهور العلماء؛ بل نقل ابن الجزري الإجماع على أن الاستعاذة تكون قبل القراءة، والدليل قول الله تعالى " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ، على اختلافهم في معنى الآية على أقوال: منها قول الجمهور مثل ابن جرير وابن خزيمة وابن تيمية وغيرهم بأن المعنى : إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ ، ومنها قول أبي عبيدة صاحب مجاز القرآن بأن في الآية تقديم وتأخير، أي إذا استعذت بالله فاقرأ القرآن، ومنها قول ثعلب : إذا قرأت فاجعل مع قراءتك الاستعاذة
مع هذا الاختلاف في بيان معنى الآية إلا إنهم اتفقوا على النتيجة وهي أن القراءة تكون قبل الاستعاذة
- أما القول الذي يُنسب إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - وإلى الإمام ومالك، وحمزة بن حبيب الزيات وأبي داود السجستاني وداود الظاهري = فهو قول غير صحيح ولا تصح نسبته إليهم مع شيوع هذه النسبة في كتب التفسير
فالحاصل أن الاتفاق على أن الاستعاذة تكون قبل القراءة
والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين

يعقوب دومان 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 03:41 AM

الإجابات لأسئلة المجموعة الثانية :
1- معنى تسمية سورة الفاتحة بــ أ- فاتحة الكتاب ؛ لأنها أول ما يستفتح به ، ولأنه يفتتح بكتابتها المصاحف ، وبقراءتها الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سُوَر القرآن في الكتاب والقراءة .
ب- السبع المثاني ؛ المراد بالسبع : آياتها ، أما المراد بالمثاني ففيه أقوال أربعة للمفسرين :
1- لأنها تثنّى أي : تعاد في كل ركعة .
2- لأن الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحداً قبله .
3- لأن آياتها تتلو بعضها بعضاً ، فتثنى الأخيرة على الأولى .
4- لأنها مما يُثنى به على الله تعالى .

2- سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة هو : إرادة الأجر لما يُظن أنه صحيح أو حسن من هذه المرويات ، وهو خطأ بسبب التعجل في نشر ما يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بلا تثبت ولا سؤال للعلماء .
والموقف الصحيح لطالب العلم من هذه المرويات هو : معرفة ما شاع منها مع التبيّن لسبب الضعف والمرتبة ومعرفة ما يتساهل فيه مما لا يتساهل .

3- الفرق بين اسم السورة ولقبها هو : أن اسم السورة ما وُضع لتعيينها والدلالة عليها ، وأما لقب السورة فهو : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها .

4- اختلف العلماء في نزول سورة الفاتحة على أربعة أقوال :
1- أنها مكية -وهو الصواب- بدليل قوله تعالى في سورة الحجر : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرءان العظيم) وسورة الحجر مكية باتفاق .
2- أنها مدنية . 3- أنها نزلت مرتين ، مرة بمكة ومرة بالمدينة . 4- أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة .
- في نزول هذه السورة العظيمة بشارات : أنها نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر ، وأنها كرامة خاصة وتشريف لهذه الأمّة المحمدية ، وأن الدعاء بها مستجاب .
- لا يصح في ترتيب نزولها حديث ولا أثر ، كما أنه لم يصح ما ورد في أنها نزلت من كنز تحت عرش .
- لم يتكرر نزولها ، بل نزلت مرة واحدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الأرض .

5- الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة المنسوبة لبعض أهل العلم هو : التفريق بين الأقوال المنصوصة (الصريحة) الدالة على ما استدل به العالم -فهذا نوع- وبين الأقوال المستخرجة (المفهومة) على أصحابها والتي فُهمت من قصة أو من نص آخر على مسألة أخرى -وهذا نوع آخر- فالأول فيه الصحيح والضعيف سنداً أو متناً أو هما معاً ، فالصحيح تصح نسبته ، والضعيف لا تصح ، أما النوع الثاني فمنه الظاهر ، وهذا يُنسب للعالم مع بيان أنه قول مستخرج ، ومنه غير الظاهر ، وهذا لا تصح نسبته للعالم ، وفيه وقع التساهل عند بعض المفسرين ، فيُنقل عن العالم ويشيع ، والحقيقة أنه لم يقله .

6- درجات الاستعاذة أربع :
1- أهل الاستعاذة الباطلة وهي : الاستعاذة التي تخلّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة .
2- أهل الاستعاذة الناقصة وهي : الاستعاذة الخالية من الشرك والبدع ، لكنها ضعيفة لضعف الالتجاء والافتقار إلى الله .
3- استعاذة المتقين وهي : الاستعاذة الصحيحة المقبولة النافعة لأصحابها بإذن الله ، وتكون بالقلب والقول والعمل .

4- استعاذة المحسنين ، وهي أعلى درجات الاستعاذة ؛ لأن أصحابها حققوا صفات ولاية الله تعالى ، فأحسنوا الاستعاذة بقلوبهم وأحسنوا باتباعهم لهدى الله ، وأحسنوا بالتقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض .

عصام عطار 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 05:36 AM

س1- اذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة.
الدليل الأول
حديث سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس*عن قوله*« ولقد آتيناك سبعا من المثاني »*قال:*«هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها*{بسم الله الرحمن الرحيم}).*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تقصيره.
الدليل الثاني
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه*قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:*«ألا أخبرك بأفضل القرآن»*قال:*( فتلا عليه «الحمد لله رب العالمين » ).*رواه النسائي*
الدليل الثالث.
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»*رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري .

س2- مامعنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:أ. أم الكتاب . ب. الوافية .
سمّيت أم الكتاب بهذا الاسم لأنه يفتتح بها في المصاحف فتكتب قبل جميع السور، كما يبدأ قراءتها في الصلاة، ولأنّ أمَّ الشيء ابتداؤُه وأصلُه كما قاله البعض. قال البخاري في صحيحه« وسمّيت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ».
غير أنه روي عن بعض السلف كراهية تسمية الفاتحة بهذا الاسم« أمّ الكتاب » لأنه اسم من أسماء اللوح المحفوظ كما في قوله تعالى « وعنده أمّ الكتاب » وذكر ذلك ابن كثير وابن حجر عن أنس والحسن البصري، والسهيلي عن بقيّ بن مخلد في تفسيره وهو مفقود.
والصواب الجمع بين القولين ..
فثبوت الاسم بالنص وتسمية الآيات بأم الكتاب لا يعارض تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم، قال الله تعالى « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب »، و كذلك لا يمتنع تسمية الفاتحة بهذا الاسم .
أما بالنسبة لتسميتها بالوافية قولان :
الأول:*لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، ولا تنصّف ولا تحتمل الاجتزاء، وهذا قول الثعلبي.
والقول الثاني:*لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.*

س3- نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري؛فهل يصحّ ذلك عنهم؟ ولماذا؟
لا.. لا تصح عنهم، ولا أصل لها في الكتب المسندة إلا ما كان من الخطأ في رواية هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال ابن حجر العسقلاني « وأغرب بعض المتأخرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة، والزهري وعطاء بن يسار »،،فنسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه فلها علّة، فقد روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :* «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة»أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه كلاهما من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي الأحوص به، وهو في مصنف ابن أبي شيبة،وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
أما بالنسبة للزهري..
لماروي عنه في كتاب« تنزيل القرآن » المنسوب إليه، وأنه عدّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة» وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

س4- هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لا ..لأنّ الأحاديث التي دلّت على نزول الفاتحة من كنز تحت العرش ضعيفة..
منها.. حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.
وآخر: حديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال:*أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش. رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5- اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحة.
الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة
مع اتّفاق العلماء على أنّ آيات الفاتحة سبع إلا أنّهم اختلفوا في عدّ البسملة آية منها على قولين:*
القول الأول:*البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والمدني.
قال ابن جريج: أخبرنا أبي، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى:*« ولقد آتيناك سبعًا من المثاني»*قال:*« هي فاتحة الكتاب»؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال:*« بسم اللّه الرّحمن الرّحيم »*الآية السّابعة) رواه الشافعي وعبد الرزاق وغيرهم
واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها:*
1.*حديث ابن جريج،*عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت:*( كان يقطع قراءته آية آية:*« بسم الله الرحمن الرحيم »*.*« الحمد لله رب العالمين» . « الرحمن الرحيم » .« مالك يوم الدين » أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم.
قال الدارقطني:*إسناده صحيح .
أيضاّّ..*حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: إذا قرأتم « الحمد لله » فاقرءوا:*بسم الله الرحمن الرحيم ؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و « بسم الله الرحمن الرحيم »*إحداها . رواه الدارقطني والبيهقي وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.*
والقول الثاني:*لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد.*
وهو قول باقي أصحاب العدد، وهؤلاء يعدّون*{أنعمت عليهم}*رأس آية.*
واستدلّ لهذا القول بأحاديث منها:*
1.*حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:*قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:*«الحمد لله رب العالمين»، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:( الرحمن الرحيم *، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:*(مالك يوم الدين ) قال: مجدني عبدي -وقال مرة*فوض إلي عبدي - فإذا قال:*(إياك نعبد وإياك نستعين)*قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ». رواه مسلم وأحمد والبخاري.
2.*وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:*(صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ «الحمد لله رب العالمين » لا يذكرون « بسم الله الرحمن الرحيم » في أول قراءة ولا في آخرها . متفق عليه.
ومن طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال:*«صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم».*
وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول، وهي مسألة منفصلة عن مسألة عدّ البسملة آية من الفاتحة، وإنما ذكرت هذا الحديث لاستدلال بعض أهل العلم به، وهو استدلال غير صحيح،
والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.*
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر:*« والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى:*{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}*وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(فاتحة الكتاب هي السبع المثاني)*وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة*{أنعمت عليهم}*كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم}*فالبسملة أنزلت تبعاً للسور .

س6- بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الحكمة من مشروعية الاستعاذة
الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية:*
فمنها:*افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه.*
ومنها:*أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة.
ومنها:*أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبادة الاستعاذة من العبادات الجليلة التي يُحبّها الله تعالى ويثيب عليها، ويبغض من أعرض عن التعبّد له بها.*
فالإخلاص؛ لأن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
وأما المحبّة ؛ فلأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله.
وأما الخوف؛ لما يقوم في قلب المستعيذ المؤمن من خوف ردّ الله لطلب إعاذته بسبب بعض ذنوبه.
وقال تعالى:*{إنّ الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:(لا يخاف العبدُ إلا ذنبَه، ولا يرجو إلا ربه)*رواه عبد الرزاق والبيهقي في شعب الإيمان.*
وأما الرجاء فلأنّ المستعيذ إنما يحمله على الاستعاذة رجاؤه أن يستجيب له ربّه فيعيذه من شرّ ما استعاذ منه.*
وأمّا الخشيةفيخشى سخط ربّه وعقابه.
وأمّا الإنابة وذلك لما يقوم في قلبه من الإقبال على ربّه، والإعراض عما يصدّ عنه، وهذه الإنابة هي المقصود الأعظم للابتلاء بما يُستعاذ منه.*
وأما التوكّل فلأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله.*
وأمّا الاستعانة من أجل معرفته بحاجته إلى عون الله تعالى على اتّباع هداه ليعصمه من شرّ ما استعاذ منه.*
ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه.*

عبدالرحمن الأسمري 23 جمادى الأولى 1438هـ/19-02-2017م 08:34 PM

المجموعة الثانية :

س1 / ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي :
أ - فاتحة الكتاب .
الجواب : سميت بذلك ؛ لأنها أول مايستفتح من الكتاب ويبدأ به
قال الطبري ( وسميت فاتحة الكتاب ؛ لأنه يفتتح بكتابتها المصاحف وبقراءتها الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة )

ب- السبع المثاني .
الجواب : في ذلك أربعة أقوال :
1- لأنها تثنى - أي : تعاد - في كل ركعة ، وعليه جمهور العلماء
2- لأن الله استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلم فلم يؤتها أحد قبله
3- لأنها تتلو بعضها بعضا ، فثنيت الأخيرة على الأولى
4- لأنها مما يثنى به على الله تعالى
وهذه الأقوال الأربعة منقولة عن السلف ، وهي صحيحة في نفسها ، ومستندة على أصول لغوية صحيحة ، وذكر بعض العلماء غير هذه المعاني ، والقول الأول هو الأرجح .

س2/ بين سبب انتشار المرويات الضعيفة والواهية في فضل سورة الفاتحة ، وما موقف طالب العلم منها ؟
الجواب : سبب انتشارها هو خطأ بعض الرواة الثقات ، فانتشرت تلك الروايات بين الناس ، وكذلك من الأسباب إرادة بعض الرواة الأجر والخير ، فصحح وحسن بعض الروايات الضعيفة التي لا تثبت - عند التحقيق - عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وموقف طالب العلم من ذلك هو معرفة تلك المرويات الشائعة ، وأن يكون على دراية بمرتبتها من حيث الصحة والضعف ، وبمعرفة بما يتساهل فيه أو لا .

س3/ ما الفرق بين اسم السورة ولقبها ؟
الجواب : اسم السورة : ما وضع لتعيينها والدلالة عليها .
لقب السورة : ما اشتهرت به من وصف مدح بعد تقرر أسمائها .

س4/ اشرح بإيجاز خبر نزول الفاتحة .
الجواب : جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه ، فقال : (( هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم )) ، فنزل منه ملك ، فقال : (( هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم )) ، فسلم ، وقال : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " .

قوله: ( سمع نقيضا ) : أي : سمع صوتا
وقوله : ( لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) : فسر بعض العلماء - رحمهم الله - الحرف بكل كلمة فيها طلب ، نحو : ( اهدنا ) ، ( غفرانك ) ، ( اعف عنا ) .
ولعل الأظهر أن المراد عموم حروفها ، كما فسره حديث أبي هريرة مرفوعا (( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ....الحديث )) ، فكل جملة طلبة عطاؤها الإجابة ، وكل جملة خبرية عطاؤها ذكر الله وإثابته

وفي حديث ابن عباس في خبر نزول الفاتحة بشارات عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته ؛ بما اختصهم الله به من إنزال الفاتحة وخواتيم البقرة عليهم دون سائر الأمم ، ونزول ملك بها لم ينزل قط للأرض ، وما نزل إلا ليبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه البشارات .

س5/ ما الموقف الصحيح من الأقوال الغريبة التي تنسب إلى بعض أهل العلم ؟
التثبت والتحقق من صحة نسبتها لهم ، وهل هي من منصوصهم أم مخرجة ، وهل التخريج ظاهر أم غير ظاهر ، ثم بعد ذلك يرجح طالب العلم بعدما يجمع الآثار والأقوال في المسألة .

س6/ بين بإيجاز درجات الاستعاذة .
الجواب :
1- الاستعاذة الباطلة : وهي التي تخلف عنها أحد شرطي قبول العمل ( الإخلاص والمتابعة )
2- الاستعاذة الناقصة : هي الاستعاذة التي خلت من الشرك والبدعة ، لكنها ناقصة ضعيفة من جهة الالتجاء إلى الله والاستعانة به واتباع هداه
3- استعاذة المتقين : وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبلة ، والتي تكون بالقلب والقول والعمل .
4- استعاذة المحسنين : وهي أعلى درجات الاستعاذة ، وهي الاستعاذة بالله كأنك تراه ، مع الإكثار من ذكره سبحانه واتباع هداه والمسارعة في الخيرات .

أمين الإدريسي 24 جمادى الأولى 1438هـ/20-02-2017م 03:05 AM

المجموعة الثالثة:
ج1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
في معنى تسميتها بأم القرآن أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها إلى قولين:
القول الأول: سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم القرآن باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين.
وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.

القول الثاني: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه، ثم ذكره جماعة من المفسّرين بعد ذلك.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: (ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم).

وقد جمع ابن جرير بين القولين فقال: (وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
ثمّ ذكر شواهد لغوية صحيحة على هذا القول لا نطيل بذكرها.
ب. سورة الصلاة.
وهذا الاسم ذكره: الزمخشري والقرطبي والبيضاوي وأبو حيان وابن كثير وابن حجر والعيني والشوكاني وغيرهم.
واختلف في سبب هذه التسمية على قولين:
القول الأول: لأنّ الصلاة لا تجزئ إلا بها، وهذا القول قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
والقول الثاني: للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي...) الحديث، رواه مسلم، وقال بهذا قول النووي والقرطبي وابن كثير.
قال النووي: (قوله سبحانه وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) الحديث
قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها كقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة)ا.هـ.
ولتسمية الفاتحة بالصلاة وجه آخر قويّ، وهو أنّ الفاتحة صلة بين العبد وربّه، ويتحقق بها معنيا الصلاة:
- فهي صلاة من العبد لربّه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجّهه إليه.
-وصلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته إياه وإعطائه سؤله.
ج2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها، قد دلّت عليها أدلّة أخرى، فيكون في الأدلة الصحيحة ما يُغني عن الاستدلال بما روي بالأسانيد الضعيفة، وقد تُصحح بعض مرويات هذا النوع إذا كان الإسناد غير شديد الضعف.
والنوع الثاني: ما يُتوقّف في معناه فلا يُنفى ولا يُثبت إلا بدليل صحيح، فمرويّات هذا النوع تُردُّ حكماً لضعف إسنادها؛ لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا إثباته؛ إلا أن يظهر لأحد من أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه أو إثباته، ومن لم يتبيّن له الحكم فيكل علمَ ذلكَ إلى الله تعالى.
والنوع الثالث: ما يكون في متنه نكارة أو مخالفة لما صحّ من النصوص أو مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة.

وقد يقع في بعض المرويات ما يتردد بين نوعين، وما يختلف فيه أهل العلم تصحيحاً وتضعيفاً.

ج3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين على نوعين:
النوع الأول: أقوال منصوصة، تدلُّ بنصّها على ما استدلَّ بها عليه، وهذه الأقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الإسناد ومن جهة المتن.
والنوع الثاني: أقوال مستخرجة على أصحابها؛ لم يقولوا بنصّها؛ لكنّها فُهمت من قصّة وقعت لهم، أو من نصّ آخر على مسألة أخرى؛ ففُهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا، أو بطرق أخرى من طرق الاستخراج.
واستخراج الأقوال على قسمين:
- فمنه استخراج ظاهر؛ لظهور الدلالة عليه ولزومه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به، فهذا النوع قد جرى عمل العلماء على نسبته، ومع هذا فيفضّل عند السعة والبسط أن يبيّن أنه قول مستخرج.
- ومنه استخراج غير ظاهر؛ إما لخفاء وجه الدلالة، أو عدم ظهور وجه اللزوم، أو وجود نصّ آخر له يعارض هذا اللزوم، وهذا القسم من الاستخراج لا يصحّ أن ينسب إلى العالم القول بمقتضاه؛ وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين، ومنهم من يستخرج القول؛ فينُقل عنه ويشيع.

وقد يجتمع مع عدم صراحة الدلالة عدم صحّة الرواية، ثم ينتشر هذا القول في كتب المفسّرين بسبب كثرة نقل بعضهم عن بعض إلى أن ينبّه إلى ذلك بعض العارفين بالأسانيد من أهل الحديث والتفسير؛ لكن ربما يخفى الاطلاع على تنبيههم على بعض طلاب العلم.

ج4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
لفظ "المثاني" يرد في النصوص وفي استعمال أهل العلم على ستة معانٍ؛ فهو اسم مشترك لمعانٍ متعدّدة لا تعارض بينها، وأكثرها صحيح لا خلاف فيه، وفي بعضها ما استخرج فهماً لا نصاً، والسياق يحدد المعنى المراد:
المعنى الأول: القرآن كله مثانٍ، واستُدِلَّ له بقول الله تعالى: {الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
وقال حسان بن ثابت:
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
ونُسب هذا البيت لابنه عبد الرحمن.
والمعنى الثاني: آيات سورة الفاتحة، وبه فُسِّرَ قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} على أحد الأقوال كما تقدّم.
والمعنى الثالث: السور السبع الطوال، وبه فسرت الآية السابقة على أحد الأقوال، واختلف في تعيين أسماء السور السبع على نحو أربعة أقوال.
والمعنى الرابع: أنها سور الربع الثالث من القرآن وهي ما بين المئين والمفصل على أحد الأقوال في معنى حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أعطيت السبع الطول مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل) رواه أبو عبيد وأبو داوود الطيالسي وأحمد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن أبي المليح عن واثلة، وهو حديث حسن إن شاء الله.
قال إبراهيم النخعي: (قدم علقمة مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم صلى عند المقام ركعتين قرأ فيهما بالسبع الطول.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمئين.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمثاني.
ثم طاف أسبوعا ثم صلى ركعتين قرأ فيهما بالمفصل). رواه أبو عبيد في غريب الحديث عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي، وهذا إسناد صحيح رجاله أئمّة ثقات.
وعلقمة هو ابن قيس النخعي من كبار فقهاء التابعين وقرائهم، صلّى خلف عمر سنتين، ولزم عبد الله بن مسعود وتفقّه به، وكان يًشبَّه به في هديه ودلّه وسمته، وهو خال إبراهيم النخعي.
و(طاف أسبوعاً) أي سبعة أشواط.
قال ابن جرير: (وأما "المثاني": فإنَّها ما ثَنَّى المئيَن فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان المثاني لها ثواني)
وهذا المعنى راجع إلى تسمية ما بعد المبادئ بالمثاني.

والمعنى الخامس: أنها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل، وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الإيمان، واستدلّ له بقول ابن عباس: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطول) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي في الكبرى من طريق عوف الأعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس، ويزيد الفارسي ذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ولعل الراجح أنه ممن لا يقبل تفرّده بمثل هذا الخبر.
والمعنى السادس: أنها أنواع معاني القرآن؛ فهو أمر ونهي، وبشارة ونذارة، وضرب أمثال، وتذكير بالنعم، وأنباء.
وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن أبي مريم في تفسير قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: (أعطيتك سبعةَ أجزاءٍ: مُرْ، وانْهَ، وبشِّرْ، وأنذِرْ، واضربِ الأمثال، واعدُدِ النّعم، وآتيتك نبأَ القرآن).
وتفسير الآية بهذا المعنى لا دليل عليه، وهو مخالف لما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا أعلم مستنداً لحصر معاني القرآن في هذه الأنواع من أثر ولا نظر، وبعض ما ذكر داخل في بعض.
ج5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
1. حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه، مغضبا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون). رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد رضي الله عنه.
وهذا الحديث روي من طريق أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما.
وهذه الصيغة للاستعاذة ليست في الصلاة ولا عند القراءة لكنّها أصحّ ما روي من صيغ الاستعاذة، وبها يقول الشافعي وكثير من الفقهاء والقراء.
2. وروى محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داوود وابن المنذر في الأوسط، وغيرهم.
محمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط.
3. جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول:«سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «لا إله إلا الله» ثلاثا، ثم يقول: «الله أكبر كبيرا» ثلاثا، «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم.

ج6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
لسورة الفاتحة فضائل كثيرة ، إذ فرضها الله على كل مسلم قادر على تلاوتها أن يقرأها في كل ركعة من صلاته، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب } وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة دلَّت على أنّها أعظمُ و أفضل سُوَرِ القرآن، وهي أمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه ومقدّمه، وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يَقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيه، وأنّها رقية نافعة .

أمل عبد الرحمن 25 جمادى الأولى 1438هـ/21-02-2017م 02:07 AM

تقويم مجلس المذاكرة الأول لتفسير سورة الفاتحة


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.
أحسنتم أحسن الله إليكم وشرّفكم بحمل كتابه.
وقبل تقويم المجلس، نضع بين أيديكم -كما اتّفقنا سابقا- بعض الإرشادات العامّة التي نأمل منكم مراعاتها جيدا:

أولا: التبكير في تقديم المجلس، والتزام المقرّر اليومي للدراسة متى وجد الطالب إلى ذلك سبيلا؛ فإن ذلك مما ييسّر عليه جدا أمر الدراسة وسبيل لإتقان ما يدرسه بإذن الله، ونذكّر ثانية بوصيّة النبي صلى الله عليه وسلم: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل).
ثانيا: لا يمكن قبول النسخ الحرفي للإجابات، فهذا لا يحتاجه المصحّح ولا يفيد الطالب، بل يضرّه ويضعف استفادته من مجالس المذاكرة، ويضعف ملكته في الكتابة، والأصل في التقويم أن تردّ المشاركة التي تعتمد كليّا على النسخ واللصق للإجابات بعد التنبيه، وهذه الملاحظة لم تلاحظ إلا على إجابات قليلة جدا بفضل الله، ونذكّر من لم يتلزم بها بعد، بارك الله في الجميع.

ثالثا: الملاحظات العامّة على أجوبة المجلس:
1. بالنسبة لمضمون الجواب الذي يضعه الطالب لكل سؤال، فليس القصد أن يجيب الطالب بما يشعر بمعرفته بالجواب، فيجيب بـ "نعم" أو "لا"، أو يختصر الموضوع في جمل قليلة مختصرة، بل نريده أن يفترض أن قارئه ليس له خلفية عن الجواب، فيفصّل له تفصيلا، وهكذا يعدّ طالب التفسير من الآن أن يحسن أداء التفسير للمتلقّين أداءً علميا وافيا شافيا.

مثال: هل نزلت الفاتحة من كنز تحت العرش؟
بعض الطلاب يجيب بــ "لا"، وقد يزيد أن الأحاديث المروية في هذا الشأن ضعيفة.
فماذا لو عرّفت مستمعيك بنصوص هذه الأحاديث حتى يميّزوها؟ وبيّنت لهم علّة الضعف في كل منها، فعرفوا شيئا من أسباب ضعف المرويات، وتعرّفوا على المجروحين والضّعفاء من الرواة؟
أليس في ذلك إعداد علمي لهم وتبصير، ورسوخ للمعلومة في أذهانهم؟
غير أننا أمّة الدليل، لا ينبغي أن نعرض جوابا يفتقر إلى الأدلّة على صحته، إذ كيف لنا أن نفرّق بين الداعية الحقّ الذي يدعو عن علم وبصيرة وبين المدّعين؟
مثال آخر: هل نزلت الفاتحة مرتين؟
فلا يصحّ أن نجيب بـ "نعم" أو "لا"، بل نذكر منشأ القول والقائلين به وحجّتهم، ثم نبيّن صحّة القول من ضعفه، وقيسوا على أشباه هذا النوع من الأسئلة، ولذا ننتقل إلى النقطة التالية في معايير الإجابة الوافية..

2. لابد أن يرتكز كلام الطالب في المسألة التفسيرية على ثلاث ركائز:
1. حصر أقوال أهل العلم في هذه المسألة.
2. نسبة هذه الأقوال إلى من قال بها.
3. بيان أدلّة وحجّة كل قول.
وهكذا يكون لكلامك أيها المفسّر في كل مسألة أصل ودليل.
والكلام عن التحرير العلمي سيتكرّر معنا كثيرا إن شاء الله، ولكن نذكّر بما يستدعيه المقام، ونحيلكم ثانية على مجلس طلاب المستوى الأول (هنا) وخاصّة المشاركات الأخيرة فيه.

تنبيه:

- لن يخصم كثير من الدرجة في هذا المجلس على نسبة الأقوال والاختصار الزائد رغم تأثّر بعض الإجابات كثيرا، لأن هذه المجالس مجالس تعليمية قبل أن تكون تكاليف دراسية، وأوصيكم بمراعاة هذه الإرشادات ليس لأجل الدرجة فحسب، بل لأجل الإتقان والتميّز بإذن الله.
- من قوانين الدراسة في البرنامج أن من يتأخّر عن أداء المجلس يخصم منه نصف درجة، إلا إذا كان للطالب عذر مقبول في تأخّره فلا يخصم منه حينئذ، وسوف يطبّق هذا النظام بدءا من المجلس القادم بإذن الله.

والآن مع تقويمات مجموعات الأسئلة، وكما اتّفقنا فإننا نضع إرشادات عامّة وإرشادات خاصّة بكل مجموعة، نستغني بها عن إعادتها لكل طالب، ونقتصر فقط على ما يخصّ الطالب وحده، لكنها روعيت أثناء التقويم.

المجموعة الأولى:
س2 أ: معنى تسمية سورة الفاتحة بـ "أم الكتاب".
سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب هو نفس سبب تسميتها بأم القرآن، لذا يجب الرجوع إلى اسم "أم القرآن" وعرض الأقوال المذكورة في سبب تسميته، ولكن بعض الطلاب اقتصر على الفقرة الخاصّة بـ "أم الكتاب".
تذكّروا أننا نبّهنا على ضرورة الإلمام بأطراف الجواب الذي قد يكون مفرّقا في الدرس.

- أفضل أجوبة المجموعة الأولى:
إبراهيم الكفاوين (
#24)، مؤمن عجلان (#16).


1: أبو مالك محمد عيسى ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:

ج3: أحسنت، ومن المهمّ بيان علّة ضعف الروايات المنسوبة إلى أبي هريرة والزهري.
ج5: أوجزت كثيرا، وأحيلك على روابط الإجابات المثالية أعلاه.

2: فهد الثقفي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: لا يصلح ذكر خلاصة القول فقط، وقد صحّت الرواية عن مجاهد –وإن كان القول في نفسه مرجوحا- ولم تصحّ عن أبي هريرة والزهري، ويجب أولا عرض الروايات ثم بيان علّة ضعفها.

ج5: تكلمت عن مسألة أخرى وهي عد البسملة آية في جميع سور القرآن عدا براءة، وهذه المسألة في درس تفسير البسملة وهو ليس من مقرّر القسم الأول، أما مسألتنا فهي مفصّلة في درس "عدد آيات سورة الفاتحة" فأوصيك بمراجعته ثانية، وإذا أشكل عليك شيء فيمكنك السؤال عنه، وفقك الله.

3: معاذ المحاسنة ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج5: أحسنت بذكر القولين وتسمية أصحاب كل قول، بقي أن تذكر أدلّة كل فريق، ثم تذكر الراجح من القولين إذا ترجّح منهما شيء، أو الجمع بينهما وقبولهما كما فصّل لكم في الدرس.

4: محمد شحاته أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:

ج3: أحسنت التفصيل، ولو ذكرت الرواية المنسوبة إلى أبي هريرة ليتعرّف عليها القاريء، وكذلك لو تذكر تعليق أهل العلم على تفرّد مجاهد رحمه الله بهذا القول.
ج5: أحسنت، ولو ذكرت أدلّة كل قول لكمل جوابك.

5: محمد عبد المنعم ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: لم تتكلم عن نسبة القول إلى مجاهد.
ج5: ما ذكرته هو خلاصة القول في عد البسملة آية من الفاتحة وقد أحسنت تلخيصه، لكن يجب تناول المسألة من أولها.
ج6: حكم الاستعاذة غير حكمتها، ولعل السؤال التبس عليك، فقدّر الله وما شاء فعل.

6: عبد المحسن شمس الدين أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج4: ورد في نزول الفاتحة من كنز تحت العرش حديثان وليس حديث واحد، الأول عن علي والآخر عن أنس رضي الله عنهما وكلاهما ضعيف.
ج5: لابد من بيان أدلة كل فريق، ثم بيان القول الصحيح منهما.

7: بندر الربيعي ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: لم تتكلم عن الرواية المنسوبة للزهري، ولم تذكر تعليق أهل العلم على قول مجاهد بمدنية الفاتحة.
ج5: تكلمت عن مسألة أخرى وهي عد البسملة آية في جميع سور القرآن عدا براءة، وهذه المسألة في درس تفسير البسملة وهو ليس من مقرّر القسم الأول، أما مسألتنا فهي مفصّلة في درس "عدد آيات سورة الفاتحة" فأوصيك بمراجعته ثانية، وإذا أشكل عليك شيء فيمكنك السؤال عنه، وفقك الله.

8: مؤمن عجلان أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك علما وفضلا.
ونوصي بمراجعة الجواب قبل اعتماده حتى لا تؤثّر أخطاء الكتابة على هذا التميّز، فالنقل من الوورد قد يسبب تلاصق الكلمات، وفقك الله.

9: إبراهيم العطوي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج2: أحسنت واستوفيت، ولو أسندت الأقوال لكان أتمّ.

ج3: بل صحّت نسبة القول إلى مجاهد –وإن كان القول في نفسه خطأ- وهي هفوة من عالم كما علّق أهل العلم على الرواية.
ج5: أحسنت، ويجب ذكر الأدلة على كل جواب، فنحن أمّة الدليل.

10: محمد بن حسن أ
أحسنت وأجدت بارك الله فيك وسدّدك.
ونوصيك بمراجعة الملحوظات العامّة لتمام الفائدة.

11: محمد الدبيس ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، ونوصي بمراجعة الملحوظات العامّة.

12: سلطان الفايز ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: صحّ القول عن مجاهد، ولم يصحّ عن أبي هريرة والزهري لعلّة في سند الروايتين، وليس لاستخراج خاطيء من كلامهم.
ج4: أحسنت بعرض الروايتين، ولكن يجب الكلام على علّة الضعف بتفصيل أوسع.
ج5: وجود خلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة لا يقدح في حفظ الله تعالى للقرآن، فإن القرآن مصان أن يزاد فيه أو ينقص أو يبدّل، أما الخلاف في عدّ آياته لا يدخل في ذلك.
والخلاف في عدّها ثابت متلقّى بالأسانيد الصحيحة، فيكون القول فيه كالقول في القراءات.

13: إبراهيم الكفاوين أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك وزادك علما وفضلا.

14: عبد المجيد المتعاني ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: أحسنت، ولو نسبت الأقوال لكان أتمّ.
ج3: صحّت نسبة القول إلى مجاهد، والجواب يحتاج إلى تفصيل، وأحيلك على روابط الأجوبة المثالية أعلاه.
ج5: بقي الاستدلال للقول الثاني

15: إسلام عبد المقصود أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ج2: بقي قول آخر في سبب التسمية، وقد أشرتَ أن الكلام فيها نظير الكلام على سبب تسميتها بأم القرآن فوجب الرجوع إليه.
ج3: يجب التفصيل في عدم صحّة وصل القول لأبي هريرة لعلّة الانقطاع، حيث إن مجاهدا لم يدرك أبا هريرة.
وقد أحسنت في باقي أجوبتك، بارك الله فيك وسدّدك.

16: عصام عطار أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
إضافة إلى ما ذكرناه في الملحوظات العامّة:
ج3: صحّت النسبة إلى مجاهد، وهي هفوة من عالم جليل.


المجموعة الثانية:
17: سعود الجهوري أ+
أحسنت بارك الله فيك وزادك سدادا وتوفيقا.
ج3: لأن اللقب متقدم في التقرير على اللقب = لأن الاسم.

18: عبد الكريم الشملان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على تلخيصك الجواب والكتابة بأسلوبك.
ج2 ب: وتسميتها بالسبع لأن آياتها سبع، ويحسن بك نسبة الأقوال.
ج4: أحسنت تلخيص الجواب بارك الله فيك، ولو سقت نصّ الحديث لكان الجواب أكمل.
ج5: أحسنت، ومما يدخل في موضوع السؤال بيان أسباب شيوع بعض الأقوال الغريبة عن بعض أهل العلم وهنا يحسن الكلام على أنواع الأقوال المأثورة في التفسير ما بين منصوصة ومستخرجة.

19: يحيى الفيفي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: المطلوب سبب التسمية بالسبع المثاني وليس أم القرآن.

ج4: ذكرت الخبر ولم تشرحه كما هو مطلوب في السؤال.
ج6: لو بيّنت آثار كل نوع.

20: يعقوب دومان أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: المطلوب في السؤال ذكر الحديث الوارد في نزولها وشرحه وهو حديث أبشر بنورين، وقد زدتَ عليه، فبارك الله فيك.

21: عبد الرحمن الأسمري أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: تسميتها بالسبع لعدد آياتها، ويحسن بك نسبة الأقوال.

ج2: ليس خطأ الرواة الثقات فقط هو المسؤول عن شيوع المرويات الضعيفة في فضل الفاتحة، بل الأصل هو ما رواه الوضّاعين والضعفاء.


المجموعة الثالثة:
22: عبد العظيم أنفلوس ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك السؤال الرابع وهو معاني المثاني في النصوص وكلام أهل العلم، ويمكنك استدراك ذلك بإجابة السؤال وتعديل الدرجة، وقد أحسنت في باقي الأجوبة، وفقك الله.


23: أمين الإدريسي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: فاتك التمثيل لكل نوع.



المجموعة الرابعة:
24: محمد توفيق أ
بارك الله فيك وأدام موهبتك، وأوصيك بالعناية بعلوم اللغة رعاية لهذه الموهبة، وفقك الله.
وقد أحسنت وأجدت، لكنك اختصرت في السؤال الرابع حيث الواجب ذكر الخلاف في المسألة قبل بيان الراجح.

25: مصطفى الراوي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: لم تستدلّ لجميع الأسماء، وتسمية الفاتحة بـ "الوافية" مأثور عن سفيان بن عيينة، فهو من الأسماء التي عرفت متأخّرا.

وقد أحسنت في بقية أجوبتك، وفقك الله.

26: عمر لقمان أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

27: محمد عمر أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.

28: إبراهيم عمر أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج6: يجب بيان ما هو القول غير الصحيح في وقت الاستعاذة.



المجموعة الخامسة:
29: محمد زكريا محمد أ+
أحسنت وأجدت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اختصرت في الأقوال الأخيرة وكان يجب نسبة القول، وبيان سبب ضعفه.

30: محمد انجاي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: لابد من نسبة كل قول، وبيان حجّته ودليله، ثم بيان القول الراجح من هذه الأقوال.



تمّ، والحمد لله رب العالمين.
بارك الله فيكم ووفقكم لم يحبه ويرضاه.

عنتر علي 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م 03:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة عن أسئلة مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسيرة الفاتحة
المجموعة الأولى :
س١- أذكر ثلاثة أدلة على فضل سورة الفاتحة .
جـ ١- وردت أحاديث كثيرة تنوه على فضل سورة الفاتحة منها :
أ- حديث أبى هريرة عند البخاري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أم القرآن هي السبع المثانى والقرآن العظيم ) .
ب- حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) .
ج- حديث أبى سعيد الخدري المتفق عليه فى قصة رقية سيد الحي بـ ( الحمد لله رب العالمين ) قال : فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشى وما به قلبة ... الحديث بطوله ... فلما استأمروا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام : ( وما يدريك أنها رقية ؟!! ثم قال : ( قد أصبتم ، أقسموا واضربوا لى معكم سهما ) .
س٢- ما معنى نسبة سورة الفاتحة إلى ما يلى :
١- أم الكتاب ٢- الوافية
جـ ٢ القول فى معنى نسبة سورة الفاته إلى أم الكتاب راجع إلى قولين اثنين من جملة أقوال العلماء والمحققين فى المسألة ، هما :
١- سميت أم الكتاب لاشتمالها وتضمنها على أصول معانى القرآن الكريم ، فهي أم الكتاب باعتبار ما تضمنته من المعانى جامع لما تضمنته سائر سوره ، ففيها حمد لله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده والاستعانة به واثبات ربوبيته ووسؤاله الهداية التى من وفق لها فهو زن الذين أنعم الله عليهم من عباده الصالحين السائرين على الصراط المستقيم ، قد نجاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين . وأما سائر السور فهي تفصيل وبيان لهذه المعانى .
٢- القول الثانى : أنها سميت بذلك لتقدمها على سائر سور الكتاب فى القراءة فى الصلاة وفى كتابة المصاحف ، وارعرب تسمى المقدم " أُمّاً " لأن ما خلفه يؤمه ، فهي أم الكتاب لأنها مقدمة فى التلاوة فى الصلاة وفى الكتاب فى المصحف ؛ فيبدأ بها كما يبدأ فى الأصل . قال ابن الجوزي فى زاد المسير : ( ومن أسمائها : أم القرآن و أم الكتاب لأنها أمت الكتاب بالتقدم ) ا.هـ .
ب- وفى معنى نسبتها إلى ( الوافية ) قولان أيضا :
١- لأنها لا تقرأ إلا وافية فى كل ركعة ، كما قال الثعلبي رحمه الله : ( وتفسيرها لأنها لا تنصف ولا تحتمل الأجزاء ؛ ألا ترى أن كل سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها فى ركعة والنصف الآخر فى ركعة كان جائزا ، ولو نُصِّفت الفاتحة وقرئت فى ركعتين كان غير جائز ) ا.هـ .
٢- لأنها وافية بما فى القرآن من المعانى ، وهذا القول منسوب إلى الزمخشري .
أي بمعنى ما تضمنته الفاتحة من المعانى وافية لما تحمله سائر السور من المعانى .

س٣- نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبى هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك ؟ ولماذا ؟
جـ٣- لا يصح نسبة القول بمدنية سورة الفاتحة إلا إلى مجاهد بن جبر رحمه الله للأثر المروي عن أبى الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، وأنزلت بالمديمة ) . فهذا إسناد جيد ورجاله ثقات إلا أوه منقطع ، فإن مجاهدا لم يسمع من أبى هريرة رضي الله عنه ، فتحقيق القول فى المسألة كما قال الدارقطني رحمه الله حين سئل عن الأثر : قال : ( يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه ؛ فرواه عن أبو الأحوص عن منصور بن المعتمر عن مجاهد من قوله وهو الصواب ) ا.هـ . أي نسبة القول بمدنية الفاتحة إلى مجاهد هو الصواب . إذن ، الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله لكن وصله إلى أبى هريرة خطأ ، كما لم يصح نسبتها إلى الزهري رحمه الله ، ولعل نسبتها إليه من أجل ما روي عنه فى كتاب " تنزيل القرآن " الزنسوب إليه ، وإنه عد الفاتحة أول ما نزلت بالمدينة ، وفى اسناده وليد بن محمد الموقري وهو متروك الحديث .

س٤- هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش ؟
جـ٤- لا ، لز تنزل الفاتحة من كنز تحت العرش ، والحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه المرفوع : ( أن الله عز زجل أعطانى فيما منّ به علي ، إنى أعطيتك الكتاب ، وهي زن كنز عرشى ، ثم قسمتها بينى وبينك نصفين ) الحديث ضعيف ... أخرجه العقلي فى الضعفاء الكبرة ، والذهبي فى ميزان الاعتدال وفى العلو ، والألباني فى السلسلة الضعيفة وفى ضعيف الجامع .

س٥- اشرح الخلاف فى مسألة عد البسملة آية من سورة الفاتحة .
جـ ٥- اختلف العلماء فى عد البسملة آية من سورة الفاتحة ، فمنهم من يرى أنها آية منها كالشافعي رحمه الله وغيره مستدلون على ذلك بآثار صحيحة الأسانيد إلى الصحابة رضي الله عنهم .
ومنهم من يرى أن البسملة ليست آية من الفاتحة كأبى حنيفة ومالك وغيرهما رحمهم الله جميعا ، واستدلوا كذلك بآثار صحيحة الإسناد إلى الصحابة .
فتحقيق القول فى المسألة هو أن كلا القولين صحيحان وزتلقيان عن القراء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قراء الصحابة رضي الله عنهم ، ومن أحد القولين كمن اختار إحدى القراءتين كما قال الحافظ بن الطزري رحمه الله ، فزن عدها آية من الفاتحة جعل ( الحمد لله رب العالمين ) الآية الثانية من السورة ، ومن لم يعدها آية منها جعل ( أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) الآية السابعة من السورة . والله تعالى أعلم

س٦- بين الحكمة من مشروعية الاستعاذة .
جـ ٦- شرعت الاستعاذة فى القرآن الكريم كقوله تعالى : ¡ قل أعوذ برب الناس } وقوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } وفى سورة النحل قال تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } . ذلك لأنها عبادة جليلة وعظيمة تسةلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية .
فمنها : افتقار العبد إلى ربه جل وعلا ، وإقراره بضعفه وتذلله وشدة حاجته إليه .
ومنها : أنها تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، فإن الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربه جل وعلا على إعانته ، وإيمانه برحمته التى يرجو بها قبول طلبه إعاذته ، وإيمانه بعزته وملكه زجبروته وأنه لا يعجزه شيء ، ويستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه تعالى بحاله وحال ما يستعيذ منه ، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التى متى قامت فى القلب كان لها أثر عظيم فى إجابة طالب الإعاذة .
ومنها : أن المستعيذ تقوم بقلبه أعمال جليلة يحبها الله تعالى من الصدق والاخلاص والمحبة والخوف الرجاء والخشية والإنابة والتوكل والاستعانة وغيرها ، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم فى قلب المستعيذ حين استعاذته؛ فلذلك كانت عبتدة الاستعاذة من العبادات الجليلة التى يحبها الله تعالى ويثيب عليها ، ويبغض من أعرض عن التعبد له بها ، ومن قامت فى نفسه وقلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعانته من أعظم أسباب محبة الله له وهدايته إليه .
زالمقصود أن الاستعاذة من العبادات العظيمة التى هي من مقاصد ملق الله تعالى للإنسان والجن . قال تعالى : { وما خلقت الجن زالإنس إلا ليعبدون } صدق الله العظيم

نائل غوينم 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م 12:04 AM

المجموعة الأولى:
ج1: ورد في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة وهي أحاديث صحيحة تبين عظيم وفضل الفاتحة وأنها خير سور القرآن نذكر منها ثلاثة
1- قال صلى الله عليه وسلم :( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم) رواه البخاري
2- حديث أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟قلت: بلى.قال: ( فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها ) ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدّثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي! قال: ( فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟)قال: فقرأت فاتحة الكتاب،
قال: ( هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ) رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم
3-حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا أخبرك بأفضل القرآن) قال: (فتلا عليه (الحمد لله رب العالمين)). رواه النسائي
ج2:قال البخاري في صحيحه: (وسميت أم الكتاب أنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة).
سبب تسميتها الوافية هناك قولان
الأول: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة، وهذا قول الثعلبي.
الثاني:لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.

ج3:نسبة القول بأن الفاتحة مدنية إلى أبي هريرة رضي الله عنه لا يصح, وبيان ذلك ما يلي:
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة.
وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: (يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب)ا.هـ.
ورواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: «الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة».
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة).
فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله وقد تفرد بها، لكن وصله إلى أبي هريرة خطأ.
وأما نسبة هذا القول إلى الزهري فلأجل ما روي عنه أنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة، وفي إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.

ج4: الأحاديث المروية في هذا الموضوع أن الفاتحة نزلت من كنز من تحت العرش ضعيفة
الأول حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله عز وجل أعطاني فيما من به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين)
والثاني عندما سئل علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه فاتحة الكتاب، فقال: حدثنا نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم تغير لونه، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش)

ج5 اختلف العلماء في ذلك على قولين
الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد
الدليل حديث أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم .مالك يوم الدين). أخرجه الإمام أحمد
إسناده صحيح
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة آية من الفاتحة، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك
الدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)). رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري

ج6: الاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية منها الافتقار لله تعالى الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا ومنها المحبة والخوف الرجاء والخشية والإنابة والإستعانة وغيرها

أمل عبد الرحمن 1 جمادى الآخرة 1438هـ/27-02-2017م 04:09 AM

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة


31: عنتر علي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج4: يوجد حديث آخر ضعيف في نزول الفاتحة من كنز تحت العرش مرويّ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فتجب الإشارة إليه.
ج5: يجب ذكر أدلّة كل فريق.
- الأخطاء الكتابية كثيرة جدا، فنرجو مراجعة الجواب قبل اعتماده، سدّدك الله.

32: نائل غوينم أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: بقي قول آخر في تسمية الفاتحة بأم الكتاب وهو مذكور في سبب تسميتها بأم القرآن، فالكلام على الاسمين واحد كما بيّن الشيخ -حفظه الله-.
ج5: أحسنت، وبقي الكلام على الترجيح.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

يحيى شوعي 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م 12:35 AM

المجموعة الأولى
ملحوظة : تم تقديم طلب تأجيل هذا الواجب سابقاً لإدارة المعهد .
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
الدليل الأول :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
الدليل الثاني :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن قال: فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين) . رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم
الدليل الثالث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال : ) أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته( . رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى.
س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ.( أم الكتاب ).
من الأسماء الصحيحة و الثابتة لسورة الفاتحة " أم الكتاب " و هو نظير لتسميتها بأم القرآن كما قال ابن حجر: ( ولا فرق بين تسميتها بأمّ القرآن وأمّ الكتاب، ولعلّ الّذي كره ذلك وقف عند لفظ الأمّ، وإذا ثبتَ النصُّ طاحَ ما دونَه). وكما قال ابن الجوزي في زاد المسير:( ومن أسمائها: أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمَّت الكتاب بالتقدم ) .
و للعلماء قولين في سبب تسميتها بأم القرآن الذي هو نظير تسميتها بأم الكتاب الأول : لتضمنها أصول معاني القرآن , والثاني :لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل , وسميت بذلك لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة ,كما ذكر ذلك البخاري في صحيحة .
وعلى الجمع بين قولي العلماء في سبب ومعنى تسميتها بهذا الاسم وهو الصواب لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما كما قال ابن جرير: ( وإنما قيل لها أمَّ القرآن لتسميةِ العربِ كلَّ جامعٍ أمرًا أو مقدَّمٍ لأمرٍ إذا كانت له توابعُ تتبعه هو لها إمام جامع: "أُمًّا").
ب. الوافية
للعلماء في سبب تسميتها بالوافية قولان , أولهما: لأنها لا تقرأ إلا وافية في كلّ ركعة و ذكر ذلك الثعلبي
فقال( وتفسيرها لأنها لا تُنَصَّفُ، ولا تحتَمِلُ الاجتزاء؛ ألا ترى أنَّ كلّ سورة من سور القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الآخر في ركعة كان جائزاً، ولو نُصِّفَت الفاتحة وقرئت في ركعتين كان غير جائز ) . والآخر: لأنّها وافية بما في القرآن من المعاني، وهذا قول الزمخشري.


س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
جمهور أهل العلم قد اجمعوا على أن سورة الفاتحة مكية ولم يوجد من يخالفهم في ذلك من الصحابة و لا التابعين إلا الأثر المروي عن مجاهد بن جبر من أنها مدنية أما أبي هريرة و الزهري فقد نسب إليهم بالخطأ .
سبب نسبته لأبي هريرة :
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط، وابن الأعرابي في معجمه .
مدى صحة ذلك : لا يصح ذلك وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، فإنّ مجاهداً لم يسمع من أبي هريرة فالأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ. وقد سُئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: ( يرويه منصور بن المعتمر واختلف عنه؛ فرواه أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة، وغيره يرويه عن منصور، عن مجاهد من قوله وهو الصواب )
سبب نسبته للزهري :
لأجل ما روي عنه في كتاب "تنزيل القرآن" المنسوب إليه، وأنه عدَّ الفاتحة أول ما نزل بالمدينة .
مدى صحة ذلك : لا يصح ذلك لأن في إسناده الوليد بن محمد الموقّري وهو متروك الحديث.
سبب نسبته لمجاهد بن جبر :
روى أبو الأحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «رنَّ إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة» أخرجه الطبراني في الأوسط و رواه ابن أبي شيبة مقطوعاً على مجاهد من طريق زائدة، عن منصور، عن مجاهد، قال: (الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة ) ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: ( نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة (
مدى صحة ذلك : الأثر ثابت عن مجاهد رحمه الله، لكنْ وصله إلى أبي هريرة خطأ , قال الحسين بن الفضل البحلي: ( لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه( ذكره الثعلبي.
وجمهور أهل العلم على أنها مكية لقول الله تعالى( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
لم يثبت صحة نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش والحديثان في ذلك ضعيفان وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة و الأحاديث الواردة في نزول سورة الفاتحة من كنز تحت العرش هي :
الحديث الأول :
عن صالح بن بشير عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين)
الحكم على الحديث : حديث ضعيف لأن فيه صالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث
الحديث الثاني :
عن العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق .
الحكم على الحديث : حديث ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اختلف العلماء في عدّ البسملة آية من الفاتحة على قولين :
الأول : تعدّ البسملة آية من الفاتحة
الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة
و الصحيح أن هذا الخلاف كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين كما قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: ( والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( والفاتحة سبع آيات بالاتفاق، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( فاتحة الكتاب هي السبع المثاني) وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها ويقرؤها، وكثير من السلف لا يجعلها منها ويجعل الآية السابعة ( أنعمت عليهم) كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة الصحيح، وكلا القولين حق؛ فهي منها من وجه، وليست منها من وجه، والفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية. ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة {أنعمت عليهم} لأن البسملة أنزلت تبعاً للسور).

وأصحاب القول الأول هم : الشافعي ورواية عن أحمد، وهي كذلك في العدّ المكي والعدّ الكوفي و صحّ هذا القول عن عليّ بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم , فعن عبد خير قال: سُئل علي رضي الله عنه، عن السبع المثاني، فقال: (الحمد لله) فقيل له: إنما هي ست آيات , فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية . رواه الدارقطي والبيهقي وعن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه، قال في قول اللّه تعالى: ( ولقد آتيناك سبعًا من المثاني) قال: (هي فاتحة الكتاب)؛ فقرأها عليَّ ستًّا، ثمّ قال:( بسم اللّه الرّحمن الرّحيم) الآية السّابعة). رواه الشافعي وعبد الرزاق وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر.

واستُدلَّ لهذا القول بأحاديث منها: حديث ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة، أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) . (الرحمن الرحيم) .( مالك يوم الدين) أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والدارقطني وغيرهم , و قال الدارقطني: إسناده صحيح وكلهم ثقات , وإن كان قد أعلّه بعض أهل الحديث بعلّة الانقطاع؛ لكن الراجح أنه موصول غير منقطع. وكذلك استدل على هذا القول بحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً: إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا ) بسم الله الرحمن الرحيم( ؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و) بسم الله الرحمن الرحيم (إحداها . رواه الدارقطني والبيهقي من طريق نوح بن أبي بلال، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري , عن أبي هريرة، وهو إسناد صحيح، والموقوف أصح، وله حكم الرفع.
وأصحاب القول الثاني هم : أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، ورواية عن أحمد، وهو قول باقي أصحاب العدد , وهؤلاء يعدّون )أنعمت عليهم( رأس آية.
واستُدلّ لهذا القول بأحاديث منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد :(الحمد لله رب العالمين)، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:(الرحمن الرحيم) ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:(مالك يوم الدين)، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: ( إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل . رواه مسلم في صحيحه وأحمد والبخاري في القراءة خلف الإمام وغيرهما . وكذلك استدل على هذا القول حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ( صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ(الحمد لله رب العالمين) لا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا في آخرها). متفق عليه. وعدم الجهر بالبسملة لا يقتضي عدم قراءتها، وهذه الرواية عن أنس تفسّرها الرواية الأخرى من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال : ( صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأبي بكرٍ، وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم) . وقد روي عن عبد الله بن المغفّل المزني نحوه، والآثار المروية في الجهر بالبسملة وترك الجهر بها كثيرة جداً، وكثير منها ضعيف أو معلول .

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
شرع الله الاستعاذة لحكم عظيمة فبها يقوم في قلب العبد من العبادات العظيمة ما يتحقق بها أسباب محبة الله لذلك العبد و هدايته إليه , وهي من مقاصد خلق الله تعالى للإنس والجنّ كما قال الله تعالى:( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون).
وقد خلق الله الأشياء الضارة وضمن لعبده المؤمن اعاذتة إذا أحسن الاستعادة كما في الحديث القدسي ( ولئن استعاذني لأعيذنّه ) و لو قّدر خلو هذه الدنيا من لم من كل ما هو ضار لفات على العبد فضيلة التعبد بالاستعاذة فالابتلاء يساهم في تعريف العبد بربه و أسمائه وصفاته فبالاستعاذة
فالاستعاذة عبادة عظيمة تستلزم عبادات أخرى قلبية وقولية وعملية فبالاستعاذة يحصل افتقار العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وإقراره بضعفه وتذلّلـه وشدّة حاجته إليه والاستعاذة تستلزم إيمان العبد بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فإنّ الحامل على الاستعاذة إيمان العبد بقدرة ربّه جلّ وعلا على إعاذته، وإيمانه برحمته التي يرجو بها قبول طلب إعاذته، وإيمانه بعزّته وملكه وجبروته وأنه لا يعجزه شيء، وتستلزم كذلك إيمانه بسمع الله وبصره وعلمه بحاله وحال ما يستعيذ منه، إلى غير ذلك من الاعتقادات الجليلة النافعة التي متى قامت في القلب كان لها أثر عظيم في إجابة طلب الإعاذة. وبالاستعاذة يقوم في قلب المستعيذ أعمال جليلة يحبّها الله تعالى، من الصدق والإخلاص والمحبّة والخوف والرجاء والخشية والإنابة والتوكّل والاستعانة وغيرها، وكل هذه العبادات القلبية العظيمة تقوم في قلب المستعيذ حين استعاذته ومن قامت في قلبه هذه العبادات العظيمة كانت استعاذته من أعظم أسباب محبّة الله له، وهدايته إليه فبها :
• يتحقق الصدق ؛ لأجل أن المستعيذ صادق في طلب الإعاذة لشدّة حاجته إلى من يعصمه، واجتهاده في ذلك.
• ويتحقق الإخلاص؛ لأجل أن المؤمن يفزع إلى ربّه جلّ وعلا لا إلى غيره؛ فيستعيذ به وحده.
• وتتحقق المحبّة ؛ لأجل ما يقوم في قلب المستعيذ من محبّة الله التي كان الحامل عليها إيمانه بأنّه وليّه الذي لا وليّ له غيره.
• ويتحقق الخوف؛ لأجل ما يقوم في قلب المستعيذ المؤمن من خوف ردّ الله لطلب إعاذته بسبب بعض ذنوبه .
• ويتحقق الرجاء لأنّ المستعيذ إنما يحمله على الاستعاذة رجاؤه أن يستجيب له ربّه فيعيذه من شرّ ما استعاذ منه.
• وتتحقق الخشية لما يقوم بقلبه من المعرفة بالله تعالى وبأسمائه وصفاته والمعرفة بما كسبت نفسه وفرّطت فيه من أوامر الله ؛ فيخشى سخط ربّه وعقابه.
• وتتحقق الإنابة لأجل ما يقوم في قلبه من الإقبال على ربّه، والإعراض عما يصدّ عنه، وهذه الإنابة هي المقصود الأعظم للابتلاء بما يُستعاذ منه , ومتى صحّت الإنابة في قلب العبد كان من الذين يهديهم الله كما قال الله تعالى: ( قل إن الله يضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب )
• ويتحقق التوكّل لأجل ما يقوم في قلب العبد من التفويض وعزمه على اتّباع هدى الله.
• وتتحقق الاستعانة لأجل معرفته بحاجته إلى عون الله تعالى على اتّباع هداه ليعصمه من شرّ ما استعاذ منه.

عبد الكريم محمد 6 جمادى الآخرة 1438هـ/4-03-2017م 10:59 PM

المجموعة الأولى:
س1: اذكر ثلاثة أدلّة على فضل سورة الفاتحة.
- حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته . البخاري
- حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال:(فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين.
- س2: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم الكتاب.
- ب. الوافية
أم الكتاب : قال البخاري سميت بذلك لأنها أول المصحف وأول ما يقرأ في الصلاة .
و قد ورد حديث عند البخاري ذكرها أبو قتادة وسماها أم الكتاب و كذلك ورد أثر في صحيح مسلم أن أباهريرة أيضا سماها بأم الكتاب.
و كره بعض السلف تسميتها بهذا الاسم لأن هذا هو اسم اللوح المحفوظ .
و الصحيح عدم الكراهة لوروده عن النبي صلى الله عليه وسلم و لان تسمية اللوح المحفوظ بهذا الاسم لا تمنع تسمية الفاتحة به .
الوافية : في هذا المعنى أقوال :
- قال الزمخشري : لأنها وافية بما في القران من معان .
- قول الثعلبي : بأنها لا تقرأ إلا وافية كل ركعة فهي ليست كغيرها من السور يجوز قراءة جزء منها ؛ بل لابد من قراءتها كاملة .
س3: نسب القول بمدنية سورة الفاتحة إلى أبي هريرة ومجاهد والزهري ؛ فهل يصح ذلك عنهم؟ ولماذا؟
هذا قول مجاهد بن جبر رحمه الله
لكن نسبة هذا القول لابي هريرة و الزهري خاطئة و لا تصح
و استنكر هذا القول ابن حجر رحمه الله
و سبب الخطأ أن هذه النسبة وردت عن ابو الاحوص الكوفي عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن البي هريرة قال : رن ابليس حين أنزلت فاتحة الكتاب ، و أنزلت بالمدينة ... و في مصنف ابن أبي شيبة مختصرا : أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة .
و رجال هذا الاسناد ثقات لكنه منقطع لأن مجاهد لم يسمع من ابي هريرة
و قد ثبت الأثر موقوف على مجاهد أنه قال : الحمد لله رب العالمين أنزلت بالمدينة .
و أما نسبتها للزهري فقد روي ذلك عنه في الكتاب المنسوب اليه المسمى تنزيل القران ، و ورد ذلك من طريق الزليد بن محمد و هو متروك

س4: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
ورد في حديثين ضعيفين
الحديث الأول « إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » من طريق صالح بن بشير و هو ضعيف
الحديث الثاني حيث علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش . من طريق فضيل بن عمر عن علي و فضيل لم يدرك علي.
فلا يثبت نزولها من تحت العرش و لكن الثابت هو نزل اواخر البقرة من تحت العرش

س5: اشرح الخلاف في مسألة عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة.
اتفق العلماء أن عدد آيات الفاتحة سبع و اختلفوا في عد البسملة آية منها أو لا على قولين :
- أنها آية من الفاتحة و هو قول الشافعي و رواية عند أحمد واستدلوا باحاديث منها حديث أم سلمة أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فقالت: ( كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم} . {الحمد لله رب العالمين} . {الرحمن الرحيم} .{مالك يوم الدين .
و حديث ابي هريرة أنه قال : (( إذا قرأتم {الحمد لله} فاقرءوا: {بسم الله الرحمن الرحيم}؛ إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و{بسم الله الرحمن الرحيم} إحداها.
- القول الثاني : ليست آية من الفاتحة و هو قول ابو حنيفة و مالك والاوزاعي , و استدلوا باحاديث منها حديث ابو هريرة المتفق عليه : ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).
وكذلك حديث انس المتفق عليه (صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ{الحمد لله رب العالمين} لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة ولا في آخرها
و لكن عدم الجهر بها لا يعني عدم قراءتها لأنه ثبت في الحديث الآخر أنه قال لا يجهرون فيها بالبسملة
و الصحيح في ذلك أن الاختلاف في عدها آية من عدمه كالاختلاف في القراءات فمن اختار عدها اية كمن اختار قراءة معينة

س6: بيّن الحكمة من مشروعية الاستعاذة.
الاستعاذة عبادة تستلزم عبادات قلبية أخرى منها
- افتقار العبد لربه و تذلله بين يديه و شعوره بقصوره و عظم حاجته لله
- و الاستعاذة تستلزم الايمان باسماء الله و صفاته فالمستعيذ بالله يؤمن بأن الله قادر على حمايته و حفظه و يؤمن بأن الله رحيم به و لن يخذله و يؤمن بأن الله يسمع تعوذه و يرى حاله و غيرها
- ما يقوم بالقلب من أعمال جليلة حال الاستعاذة من
الصدق فالعبد يستعيذ بالله و هو صادق لما يقوم بقلبه من الحاجة لربه
و كذلك الاخلاص فهو يستعيذ بالله و لا يستعيذ بغيره بل يرجوه سبحانه دون غيره
و المحبة التي تقع في قلب العبد حال الاستعاذة لانه يعلم ان الله هو ملجأه و نصيره
و الخوف الذي يعتري العبد من رد دعوته وعدم عصمته مما يستعيذ منه بسبب ذنوبه و تقصيره
و متى قامت في قلب العب هذه الاعمال الجليلة كانت الاستعاذة من أعظم اسباب محبة الله له .

و أعتذر على التأخر في أداء هذا الواجب

أمل عبد الرحمن 8 جمادى الآخرة 1438هـ/6-03-2017م 02:09 AM

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة الفاتحة

33: يحيى شوعي أ+
أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك وأيّدك بتوفيقه.

34: عبد الكريم محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
س2 أ: بقي قول آخر في سبب تسمية الفاتحة بأم الكتاب تجده في الكلام على سبب تسميتها بأم القرآن إذ يشترك الاسمان في نفس أسب
اب التسمية كما أشير إلى ذلك.
وقد أحسنت جدا في جميع إجاباتك -زادك الله من فضله- لولا فوات القول الثاني في سبب التسمية بأم الكتاب.


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه


الساعة الآن 06:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir