معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=957)
-   -   صفحة الطالبة:هبة الديب ﻻصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=25582)

هبة الديب 8 جمادى الأولى 1436هـ/26-02-2015م 12:02 PM

تلخيص أنواع الاختلاف /مقدمة ابن تيمية.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل التفسيرية:
- موطن الخلاف عند السلف.
- أنواع الاختلاف عند السلف.
-الخلاف الذي يصح عن الصحابة.
-بيان كيفية الخلاف في تفسير آية أو كلمة منها عند السلف.
-بيان كون المعنى هو المراد للمفسر من التفسير لا اللفظ.
-الألفاظ عند الأصوليين.
-بيان كيفية اختلاف التنوع .
-أقسام اختلاف التباين.
-التمثيل لاختلاف التنوع عند السلف.
-بيان أن أسباب النزول من النوع العام بتعبير بعض أفراده.

تلخيص المسائل:
- موطن الخلاف عند السلف.
وقع الخلاف عند السلف في التفسير والأحكام ، ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل .
- أنواع الاختلاف عند السلف.
الاختلاف نوعان:
1) اختلاف تنوع: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
2) اختلاف تضاد:هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
-الخلاف الذي يصح عن الصحابة.
خلاف التنوع ،هو ما صح عن السلف .
-بيان كيفية الخلاف في تفسير آية أو كلمة منها عند السلف.
الاختلاف في الآية في تفسيرها أو في كلمة منها لا يعني أن يكون القول بل يقول الشيخ آل صالح إن الاتفاق في تفسير الآية أو في تفسير كلمة منها لا يعني أن يكون القول من الصحابي موافقاً للقول الآخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق؛ لأنهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى أما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه.
-بيان كون المعنى هو المراد للمفسر من التفسير لا اللفظ.
المفسر ينظر إلى المعنى لأن من يريد التفسير إنما يبين معنى الكلام وتبيين معنى الكلام يختلف باختلاف المفسر، يختلف باختلاف المعبر لأنه تعبير عما فهمه من الكلام، قد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين، أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله .
-الألفاظ عند الأصوليين .
الألفاظ عند الأصوليين إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
-بيان كيفية اختلاف التنوع .
إن الاختلاف في التنوع يكون بمنـزلة الألفاظ المتكافئة التي هي بين المترادفة والمتباينة، لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخر لفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه ،المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً ،بل هي بين هذا وهذا ،متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات، وهو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ.
-أقسام اختلاف التباين.
يقسم إلى قسمين:
1)قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
2)قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-التمثيل لاختلاف التنوع عند السلف.
1)مثال على الذي يعود إلى معنى واحد،بالنظر إلى مقصود السائل.
(المقصود من جهة المراد )
-ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار.
-أسماء الله الحسنى .

*يعني هذه الألفاظ لكل مثال من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة.فلا يسمى خلاف بل هو اتفاق.
--مثل قوله تعالى:{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر ما هو؟ قيل هو القرآن، وقيل هو السنة؟ وقيل هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم؟ وقيل هو ذكر الله يعني التسبيح والتحميد .
-تفسير الصراط فسِّر بأنه القرآن وبأنه السنة والجماعة وبأنه الإسلام،وبأنه النبي صلى الله عليه وسلم.

*فلكل من هذه التفاسير فيما بينها متلازمة بعضها لبعض،بحيث الواحد يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً بل تقول فسرها بعضهم.

(المقصود من جهة المعنى وما تضمنه من صفة )
-مثل معرفة المعنى اللغوي "للذكر "في قوله تعالى:{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} .
-معرفة معنى اسم الله القدوس.

2)ما يعود لأكثر من معنى ،مع كونها غير متناقضة ولا متضادة.
-مثل في قولِهِ : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
*منهم من فسَّرَ هذه الآيةَ بالاقتصار على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ .
مثل الصلاة :فالسَّابِقَ :هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ.
والمقتصِدَ:هو الذي يُصلِّي في أثنائِه
والظالِمَ لنَفسِه : هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
*منهم من فسرها:
السابِقُ: هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ.
والظالِمُ لنَفْسِه :هو آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ.
والمقتصدُ: الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ .

* الخلاصة :
وهذا من باب التعبير عن العام ببعض أفراده.

-بيان أن أسباب النزول من نوع العام بتعبير بعض أفراده.
أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.


القواعد المستنبطة من المتن:
-الاختلاف نوعان .
أ.اختلاف تضاد : وهذا مذموم .
ب. اختلاف تنوع : وهذا ليس بمذموم لأنه اختلاف في اللفظ مع اتحاد أو تقارب المعنى .
-غالب اختلاف عبارات السلف هي من اختلاف التنوع لا التضاد .
- الترادف في اللغة قليل وفي ألفاظ القرآن نادر أو معدوم .
- اختلاف التنوع له حالتان :
أ ـ أن تكون الكلمة لها عدة صفات فيذكر أحدهما صفة تدل على معنى والآخر صفة على معنى آخر .
ب ـ أن تكون الكلمة عامة يدخل فيها أفراد كثيرون فيذكر أحدهما فرداً و يذكر الآخر فرداً أو تكون الكلمة من باب : المشترك اللفظي أو المتواطيء اللفظي أو المترادفات .
-الدلالات اللفظية ثلاثة أنواع :
دلالة مطابقة ،ودلالة تضمن ،ودلالة لزوم .
-أسباب النزول على نوعين :
صريحة : أن يقول حصل كذا فأنزل الله كذا .
و غير صريحة : أن يقول نزلت هذه الآية في فلان .
ـ-العبرة بعموم السبب لا بخصوص اللفظ .
-معرفة سبب النزول تعين على فهم الآية .



والله أعلم.

أختي الفاضلة أمل :
بارك الله لي بك، وجدت المطلوب ليس بالسهولة ففيه الكثير من المسائل ،وهذا اجتهاد مني ،والله المستعان.

أمل عبد الرحمن 21 جمادى الأولى 1436هـ/11-03-2015م 11:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 174148)
بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل التفسيرية:
- موطن الخلاف عند السلف.
- أنواع الاختلاف عند السلف.
-الخلاف الذي يصح عن الصحابة.
-بيان كيفية الخلاف في تفسير آية أو كلمة منها عند السلف.
-بيان كون المعنى هو المراد للمفسر من التفسير لا اللفظ.
-الألفاظ عند الأصوليين.
-بيان كيفية اختلاف التنوع .
-أقسام اختلاف التباين.
-التمثيل لاختلاف التنوع عند السلف.
-بيان أن أسباب النزول من النوع العام بتعبير بعض أفراده.

تلخيص المسائل:
- موطن الخلاف عند السلف.
وقع الخلاف عند السلف في التفسير والأحكام ، ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل .
- أنواع الاختلاف عند السلف.
الاختلاف نوعان:
1) اختلاف تنوع: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
2) اختلاف تضاد:هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
-الخلاف الذي يصح عن الصحابة.
خلاف التنوع ،هو ما صح عن السلف . صح عنهم اختلاف التضاد، كاختلافهم في المراد بالقرء في قوله تعالى: {والمطلقات يتبرصن بأنفسهن ثلاثة قرووء} لكن هذا النوع قليل.
-بيان كيفية الخلاف في تفسير آية أو كلمة منها عند السلف.
الاختلاف في الآية في تفسيرها أو في كلمة منها لا يعني أن يكون القول بل يقول الشيخ آل صالح)) لا داعي لما سبق من الكلام، إن الاتفاق في تفسير الآية أو في تفسير كلمة منها لا يعني أن يكون القول من الصحابي موافقاً للقول الآخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق؛ لأنهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى أما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه.
-بيان كون المعنى هو المراد للمفسر من التفسير لا مجرد اللفظ.
المفسر ينظر إلى المعنى لأن من يريد التفسير إنما يبين معنى الكلام وتبيين معنى الكلام يختلف باختلاف المفسر، يختلف باختلاف المعبر لأنه تعبير عما فهمه من الكلام، قد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين، أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله .
-الألفاظ عند الأصوليين .
الألفاظ عند الأصوليين إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
-بيان كيفية اختلاف التنوع .
إن الاختلاف في التنوع يكون بمنـزلة الألفاظ المتكافئة التي هي بين المترادفة والمتباينة، لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخر لفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه ،المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً ،بل هي بين هذا وهذا ،متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات، وهو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ.
-أقسام اختلاف التباين.
يقسم إلى قسمين:
1)قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
2)قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-التمثيل لاختلاف التنوع عند السلف.
1)مثال على الذي يعود إلى معنى واحد،بالنظر إلى مقصود السائل. الآن سنتكلم عن النوع الأول، وهذا المثال يعود إلى أكثر من معنى أي أكثر من وصف، أما مقصود السائل مسألة تابعة له.
(المقصود من جهة المراد )
-ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار. هذا ليس مثالا قرآنيا، فيمكنك ألحاقة بمسألة مفهوم الألفاظ المتكافئة كمثال.
-أسماء الله الحسنى .

*يعني هذه الألفاظ لكل مثال من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة.فلا يسمى خلاف بل هو اتفاق.
--مثل قوله تعالى:{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر ما هو؟ قيل هو القرآن، وقيل هو السنة؟ وقيل هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم؟ وقيل هو ذكر الله يعني التسبيح والتحميد .
-تفسير الصراط فسِّر بأنه القرآن وبأنه السنة والجماعة وبأنه الإسلام،وبأنه النبي صلى الله عليه وسلم.

*فلكل من هذه التفاسير فيما بينها متلازمة بعضها لبعض،بحيث الواحد يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً بل تقول فسرها بعضهم.

(المقصود من جهة المعنى وما تضمنه من صفة )
-مثل معرفة المعنى اللغوي "للذكر "في قوله تعالى:{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} .
-معرفة معنى اسم الله القدوس. لديك اختصار في هذه المسألة (راجعي نموذج الإجابة)

2)ما يعود لأكثر من معنى ،مع كونها غير متناقضة ولا متضادة. بل العكس، التفسير بالمثال تعود الأقوال فيه إلى معنى واحد وهو الاسم العام الذي يذكر له المفسرون أمثلة.
-مثل في قولِهِ : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
*منهم من فسَّرَ هذه الآيةَ بالاقتصار على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ .
مثل الصلاة :فالسَّابِقَ :هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ.
والمقتصِدَ:هو الذي يُصلِّي في أثنائِه
والظالِمَ لنَفسِه : هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
*منهم من فسرها:
السابِقُ: هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ.
والظالِمُ لنَفْسِه :هو آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ.
والمقتصدُ: الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ .

* الخلاصة :
وهذا من باب التعبير عن العام ببعض أفراده. فكلها أمثلة صالحة لتفسير الآية.
فاتك الكلام عن مسألة الحد المطابق، وفائدة التفسير بالمثال.

-بيان أن أسباب النزول من نوع العام بتعبير بعض أفراده. بيان أن أسباب النزول أمثلة للعموم الوارد في الآية
أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
كان لابد للوقوف مع هذه القاعدة بشيء من التفصيل، وهي قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، بشرح معناها والاستدلال لها وذكر مثالها.
وبقيت مسألتان:
ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير.
ما يتعلق بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض ألفاظ القرآن.

القواعد المستنبطة من المتن:
-الاختلاف نوعان .
أ.اختلاف تضاد : وهذا مذموم . لا ليس مذموما، لأنه ليس عن هوى وانحراف، إنما له أسبابه وستتعرفين عليها بالتفصيل إن شاء الله، ونذكر بمثال معنى القرء فاللفظ له احتمالان في اللغة ومن هنا نشأ الاختلاف ولأنه يترتب عليه حكم فقهي فيتوجب الترجيح بي أحد القولين فمن هنا أتى التضاد.
ب. اختلاف تنوع : وهذا ليس بمذموم لأنه اختلاف في اللفظ مع اتحاد أو تقارب المعنى .
-غالب اختلاف عبارات السلف هي من اختلاف التنوع لا التضاد .
- الترادف في اللغة قليل وفي ألفاظ القرآن نادر أو معدوم .
- اختلاف التنوع له حالتان :
أ ـ أن تكون الكلمة لها عدة صفات فيذكر أحدهما صفة تدل على معنى والآخر صفة على معنى آخر .
ب ـ أن تكون الكلمة عامة يدخل فيها أفراد كثيرون فيذكر أحدهما فرداً و يذكر الآخر فرداً أو تكون الكلمة من باب : المشترك اللفظي أو المتواطيء اللفظي أو المترادفات .
-الدلالات اللفظية ثلاثة أنواع : هذا فيما يتعلق بأسماء الله سبحانه وتعالى، وهي مسألة استطرادية.
دلالة مطابقة ،ودلالة تضمن ،ودلالة لزوم .
-أسباب النزول على نوعين :
صريحة : أن يقول حصل كذا فأنزل الله كذا .
و غير صريحة : أن يقول نزلت هذه الآية في فلان .
ـ-العبرة بعموم السبب لا بخصوص اللفظ .
-معرفة سبب النزول تعين على فهم الآية .



والله أعلم.

أختي الفاضلة أمل :
بارك الله لي بك، وجدت المطلوب ليس بالسهولة ففيه الكثير من المسائل ،وهذا اجتهاد مني ،والله المستعان.
قد أحسنت فيه كثيرا بارك الله فيك، وما فاتك فات كثير من الطلاب ولهذا خصصناه بالتلخيص، وكلي أسف أني أخرت تصحيحه لما بعد الاختبار ونسأل الله أن يقدر لنا الخير ويييسره

أحسنت يا هبة، بارك الله فيك ونفع بك
ولأن هذا أول تلخيص لنا في مادة مقدمة التفسير سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
قد فاتتك بعض المسائل، وحصل اختصار في بعض المواضع، يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 25
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 91 %
وفقك الله

هبة الديب 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م 11:29 AM

الحذف والتضمين/مقدمة أصول التفسير الجزء الثاني
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحذف والتضمين


المسائل:

-معنى التضمين:
-أهمية قاعدة التضمين.
-الاستدلال على الفعل المحذوف والمضمن من ظاهر لآية.
-المذاهب في الحذف والتضمين:
المذهب الأول:
قولهم:
مثال:
المذهب الثاني:
قولهم:
معناه:
مثال:
-الفرق بينهما:
-لوازم التضمين:
-من فوائد الحذف والتضمين:
مثال:
-مذهب أهل السنة في باب التضمين:

*مسألة:
-ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم .
-الجمع بين قولين ظاهرهما التناقض.
مثال:


التلخيص:
-معنى التضمين:
اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ،بحيث أنَّ الفعل إذا كانت جادته أن يعدى بنفسه أو يعدى بحرف جر ثم خولف في الجادة وأتي بحرف جر آخر،فيثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر.

-أهمية قاعدة التضمين.
هي من أنفع علوم التفسير.

-الاستدلال على الفعل المحذوف والمضمن من ظاهر لآية.
وذلك بأن يأتي مع الفعل حرف جر لا يناسبه.

-المذاهب في الحذف والتضمين:
المذهب الأول:
مذهب البصريين.
قولهم:
التضمين.
مثال:
قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
هنا تعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه -وهو إلى - وذلك معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر،وهو الصواب
المذهب الثاني:
الكوفيين.
قولهم:
التعاقب.
معناه:
أحرف الجر قد ينوب بعضها عن بعض،ويأخذ معناه.
مثال:
قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
يرى الكوفيين أن حرف الجر إلى بمعنى مع.

-الفرق بينهما:
التضمين:أبلغ في اللغة ،ويتضمن معنى زائد على المعنى الأصلي للكلمة.
التعاقب: نوع من التفنن في الكلام ليس له معنا.

-لوازم التضمين:
من اللوازم التي يقوم عليها التضمين،معرفة الروابط والعلاقات بين الفعل والحرف ، والدقة في الاختيار.

-من فوائد الحذف والتضمين:
الاختصار من طول الكلام وعدم التكرار وهذا من عمدة كلام العرب.
مثال:
قوله تعالى: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم، وهذا لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار فبدل أن يكرر الفعلين يقول: أراد الظلم وهم بالظلم، أراد الظلم هاماً به هذا يكون فيه تطويل في الكلام،

-مذهب أهل السنة في باب التضمين:
إثبات المراد من المعنى الأول ،ويثبت وجود فعل يلائم تعديته بحرف الجر الموجود.

*مسألة:
-ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم .
تقسم صفات الله تعالى إلى صفات الذات وصفات الفعل، فليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك).

-الجمع بين قولين ظاهرهما التناقض.
من العلماء من جعله من باب التضاد ومنهم من جعله من باب التنوع.
هذا يسمى باللفظ بالمشترك وهو من باب استعمال اللفظ في معنيين و لايعد اختلافاً،فإن حمل على المعنى الأول جاز ،وإن حمله على الثاني جاز ذلك .
مثال:
فمثلا كلمة (عسعس) تفسر بأقبل وأدبر،وكلاهما صحيح.

والله تعالى أعلم.

هبة الديب 6 جمادى الآخرة 1436هـ/26-03-2015م 04:54 PM

التلخيص الرابع /مقدمة أصول التفسير لابن تيميةِ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
المسائل


●موضوع الدرس:
●بدأ ظهور الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
●قلة الخطأ في تفاسير السلف :
-سببه:
-ميزات تفاسير السلف:
●تفاسير المتأخرين يأكثر فيها الغلط في الاستدلال من عدة جهات:
*الجهة الأولى:
*الجهة الثانية:
●أنواع الخطأ في التفسير من جهة المعنى:
-النوع الأول:
بيانه:
مثال عليه:
-النوع الثاني:
بيانه:
مثال عليه:
-بيان معنى التفسير بالرأي:
-موقف السلف من التفسير بالرأي:
-أنواع التفسير بالرأي:
-معنى الرأي الممدوح:
-معنى الرأي المذموم:
مثال عليه:
-التصنيفات في الراي المذموم:


والله تعالى أعلم
تلخيص أقوال المفسرين:


●موضوع الدرس:الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال.

●بدأ ظهور الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
بعد القرون الثلاثة المفضلة،وهم عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.

●قلة الخطأ في تفاسير السلف :
-سببه:
لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق.
.
-ميزات تفاسير السلف:
أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.

●تفاسير المتأخرين يأكثر فيها الغلط في الاستدلال من عدة جهات:
*الجهة الأولى:
قومٌ اعتقَدوا معانِيَ , ثم أرادوا حَملَ ألفاظِ القرآنِ عليها؛ أي: إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.

*الجهة الثانية:
ـ قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ دون النظَرِ إلى ما يمكنُ أن يقالَ عنه: إنه ملابساتُ نـزولِ القرآنِ، وكونِ المتكلِّمِ به اللَّهَ سبحانه والمخاطَبِ به هو الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابَه , فلم يُراعِ ذلك عندَ تفسيرِه للقرآنِ فوقَعَ في الخطأِ.

●أنواع الخطأ في التفسير من جهة المعنى:
-النوع الأول:
الخطأ في الدليل والمدلول.

بيانه:
يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به.

مثال عليه:
قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.

-النوع الثاني:
الخطأ في الدليل لا في المدلول.

بيانه:
وذلك أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.

مثال عليه:
قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.

-بيان معنى التفسير بالرأي:
هو التفسير بالاجتهاد والاستباط الصحيح.

-موقف السلف من التفسير بالرأي:
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة.

-أنواع التفسير بالرأي:
الرأي المذموم والرأي الممدوح.

-معنى الرأي الممدوح:
هو التفسير بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.

-معنى الرأي المذموم:
فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

مثال عليه:
من جهة تفسير القرآن
* الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
*يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
*يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.

من جهة الفقه:
فمثلا المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره، يفسرون حسب مذاهبهم الفقهية.

-التصنيفات في الراي المذموم:
تصنيف المعتزلة ، والماتوريدية ،الأشاعرة ،والمرجئة.

والله تعالى أعلم

أمل عبد الرحمن 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م 01:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 180923)
بسم الله الرحمن الرحيم

الحذف والتضمين


المسائل:

-معنى التضمين:
-أهمية قاعدة التضمين.
-الاستدلال على الفعل المحذوف والمضمن من ظاهر لآية.
-المذاهب في الحذف والتضمين:
المذهب الأول:
قولهم:
مثال:
المذهب الثاني:
قولهم:
معناه:
مثال:
-الفرق بينهما:
-لوازم التضمين:
-من فوائد الحذف والتضمين:
مثال:
-مذهب أهل السنة في باب التضمين:

*مسألة:
-ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم .
-الجمع بين قولين ظاهرهما التناقض.
مثال:


التلخيص:
-معنى التضمين:
اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ،بحيث أنَّ الفعل إذا كانت جادته أن يعدى بنفسه أو يعدى بحرف جر ثم خولف في الجادة وأتي بحرف جر آخر،فيثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر. الأولى أن نبدأ بمسألة اختلاف النحويين في تعدية الفعل على غير الجادة.

-أهمية قاعدة التضمين.
هي من أنفع علوم التفسير. هذه العبارة لا توضح الأهمية.

-الاستدلال على الفعل المحذوف والمضمن من ظاهر لآية.
وذلك بأن يأتي مع الفعل حرف جر لا يناسبه.

-المذاهب في الحذف والتضمين: لا يناسب هذا الاسم، إنما نقول: مذاهب العلماء في تعدية الفعل بحرف لا يعدى به في الجادة.
المذهب الأول:
مذهب البصريين.
قولهم:
التضمين.
مثال:
قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
هنا تعدى الفعل بحرف جر لا يناسبه -وهو إلى - وذلك معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر،وهو الصواب
المذهب الثاني:
الكوفيين.
قولهم:
التعاقب.
معناه:
أحرف الجر قد ينوب بعضها عن بعض،ويأخذ معناه.
مثال:
قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
يرى الكوفيين أن حرف الجر إلى بمعنى مع.

-الفرق بينهما: الترجيح بين المذهبين
التضمين:أبلغ في اللغة ،ويتضمن معنى زائد على المعنى الأصلي للكلمة.
التعاقب: نوع من التفنن في الكلام ليس له معنا.وهو يفتح باب التأويل، (مع التوضح بالمثال).

-لوازم التضمين: الأدوات اللازمة لفهم التضمين.
من اللوازم التي يقوم عليها التضمين،معرفة الروابط والعلاقات بين الفعل والحرف ، والدقة في الاختيار.

-من فوائد الحذف والتضمين:
الاختصار من طول الكلام وعدم التكرار وهذا من عمدة كلام العرب. يلحق بمسألة الترجيح
مثال:
قوله تعالى: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم، وهذا لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار فبدل أن يكرر الفعلين يقول: أراد الظلم وهم بالظلم، أراد الظلم هاماً به هذا يكون فيه تطويل في الكلام،


-مذهب أهل السنة في باب التضمين:
إثبات المراد من المعنى الأول ،ويثبت وجود فعل يلائم تعديته بحرف الجر الموجود.
يلحق أيضا بمسألة الترجيح
*مسألة:
-ليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم .
تقسم صفات الله تعالى إلى صفات الذات وصفات الفعل، فليس كل صفة فعل لله – جل وعلا – يصاغ له منها اسم ولكن قد يكون من أسمائه ما هو من قبيل الصفات الفعلية مثل: (الخالق، والرزاق، والستير ونحو ذلك).

-الجمع بين قولين ظاهرهما التناقض.
من العلماء من جعله من باب التضاد ومنهم من جعله من باب التنوع.
هذا يسمى باللفظ بالمشترك وهو من باب استعمال اللفظ في معنيين و لايعد اختلافاً،فإن حمل على المعنى الأول جاز ،وإن حمله على الثاني جاز ذلك .
مثال:
فمثلا كلمة (عسعس) تفسر بأقبل وأدبر،وكلاهما صحيح.
هذه المسألة والتي قبلها استطراد لا تعلق له بالدرس فلا داعي له
والله تعالى أعلم.


الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 12
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله

هبة الديب 11 جمادى الآخرة 1436هـ/31-03-2015م 12:10 AM

التلخيص الثالث/المراسيل
 
بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل:


-موضوع الدرس:
- النقل في الأحاديث والأسانيد.
نوع النقل:
الحكم عليه:
مثاله:
-كيفية الحكم على المراسيل:
الحالة الأولى:
حكمها:
الحالة الثانية:
مثال:
حكمها:
-درجة الأسانيد في التفسير.
-النظر إلى الأسانيد في التفسير يختلف عن النظر إلى الأسانيد في الحديث.
التعليل:
-المراسيل يقوي بعضها البعض:
*ضرب أمثلة تطبيقية:
1) قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}
الأقوال في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
نوع الاختلاف.
سبب الخلاف:
الترجيح لهذه الأقوال.
الدليل للقول الراجح.
بيان كيفية اتفاق هذه الأقوال:
بيان الحكم على هذه الأقوال:
كيفية التعامل مع هذه الأقوال.
2) قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
الأقوال في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
نوع الاختلاف.
كيفية الجمع بين الأقوال
كيفية جمع مرويات السلف.
-كيفية التعامل مع المراسيل:
مثال:
كيفية الحكم على اختلاف الروايات:


تلخيص أقوال المفسرين:

موضوع الدرس: المراسيل.
-النقل في الأحاديث والأسانيد.

نوع النقل:
ليست كلها مرفوعة وإنما أكثرها يكون موقوفاً أو إذا كان مرفوعاً كان مرسلاً.

الحكم عليه:
كون أكثر الأسانيد من النوع المرفوع المرسل وأغلبها الموقوف ،لا نقول إنها ليست بصدق؛ لأن النقل صحيح لا يقبل إلا إذا كان نقلاً صَدَقَ فيه صاحبه أو القول كان قولاً حققه صاحبه ،فالصدق يكون بتحقيق أمرين معاً:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه.

مثاله:
بالروايات المرسلة مثلاً رواية في التفسير أو في الحديث أو في الأحكام تكون مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب ويأتي رواية أخرى مثلاً في الأحكام يرسلها عامر بن شراحيل الشعبي ثم تأتي رواية ثالثة في الأحكام يرسلها قتادة ونحو هؤلاء.

-كيفية الحكم على المراسيل:
الحالة الأولى:
إذا قيل إنهم تواطأوا وأخرجوا هذه الرواية جميعاً.
حكمها:
يحتمل أن يكون ثمّ خطأٌ أو كذب في ذلك.
الحالة الثانية:
وإذا قيل إنهم لم يتواطؤوا عليها وهذا هو الظن بهم .

مثال:
رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد .

حكمها:
1-النقل هذا نقل صحيح مصدق لأنه يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب، ويستحيل أيضاً أن يجتمعوا على الخطأ .
2-أما إذا قيل إن الثلاثة أخذوا من شخص واحد، فهذا يكون من الخطأ، لأنهم أخذوا من شخص واحد ،لكن إن كان مأخذهم متعدد الأمثلة السابقة فإن سعيد بن المسيب في المدينة وعامر بن شراحيل الشعبي في الكوفة وقتادة في البصرة فيبعد أن يأخذ هذا عن هذا أو يأخذ الجميع عن شخص واحد فمعنى ذلك أنه يشعر بالتعدد بأن النقل مصدق.

-درجة الأسانيد في التفسير.
أغلبها من الدرجة الضعيفة.

-النظر إلى الأسانيد في التفسير يختلف عن النظر إلى الأسانيد في الحديث
-التعليل:
لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب فإن نجد رواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذا. لأنه يكفي فيه ما ذكر ما يظن عدم تعمد الكذب أو عدم وقوع الخطأ ولا يتشدد فيه التشدد في الأحكام وهذا باب واسع.

-المراسيل يقوي بعضها البعض:
المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.

*ضرب أمثلة تطبيقية:
1) قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}
-الأقوال في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
1) بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه..ورد عن علي رضي الله عنه.
2)بيتٌ بحذاءِ العَرشِ.ورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ.
3) بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.ورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ.
4)بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ. روي عن عكرمة.
5)يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ. عن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ.
6) يُرادُ به الكعبةُ. ذَكرَه ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ .

سبب الخلاف:

-نوع الاختلاف.
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.

-الترجيح لهذه الأقوال.
سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟

-الدليل للقول الراجح.
فلا شكَّ أنَّ كونَ المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ أولى؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.

-بيان كيفية اتفاق هذه الأقوال :
*الأوصاف الثابتة الواردة في الحديث ثلاثة:
1-البيتِ في السماءِ السابعةِ
2- وكونُ إبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إليه.
3-وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.
*الأوصاف الواردة عن السلف:
1-بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
2-إنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
3-أنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
4-أنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فهذه الأوصاف تتَّفِقُ في أصلِ القصةِ وتختلفُ في تفاصيلِها.
فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه.

-بيان الحكم على هذه الأقوال:
1)البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
2)وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.

وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ، ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه،والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.


2) قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
-الأقوال في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
1- دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
2-الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
3- الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ. ورد عن أبي الأحوص.
4-بعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
5-قيل أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ. وردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ.

-نوع الاختلاف.
النوعِ الرابعِ من أنواعِ اختلافِ السَّلفِ.

كيفية الجمع بين الأقوال:
اللؤلؤِ مجوَّفاً اتَّفقتْ عليه الأقوالُ كلُّها. فإذا جئتَ تُفسِّرُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، فإنك تقولُ بأنَّ الخيامَ من دُرٍّ مجوَّفٍ؛ لأن هذه الرواياتِ كلَّها اتَّفقتْ على هذا التفسيرِ.
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ. كذلك كونُ مصارِيعِها – أي: أبوابِها – من ذهبٍ، وأنَّ عدَدَها أربعةُ آلافٍ هذا مرويٌّ عن ابنِ عباسٍ وأبي الأحوصِ، وخالَفَهُم خليدٌ فقال: إنها سبعونَ مِصراعًا.
هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا،، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
كذلك كونُ هذه الخيامِ من فضةٍ، هذا واردٌ عن مجاهدٍ وقد انفردَ به فيُتوقَّفُ فيه.

-كيفية جمع مرويات السلف.
والمقصودُ أنك عندَما تَجمعُ مروِياتِ السَّلفِ ستَجِدُ أنهم اتَّفقوا على أمرٍ كُليٍّ، وهذا الأمرُ الكُليُّ تجعلُه عمدةً في تفسيرِ آيةٍ، وأما التفاصيلُ التي اختلفوا فيها فإنَّ كلَّ واحدٍ منها يحتاجُ حُجَّةً مستقلَّةً لأجلِ قَبولِه واعتبارِه.

-كيفية التعامل مع المراسيل:
فإذا وجدتَ خبرًا وَردَ عن عشرةِ أشخاصٍ في عصرٍ معيَّنٍ يُعرفُ أنهم غيرُ متواطِئين على الكذبِ, وليس بينَهم اتصالٌ في مسألةٍ معيَّنةٍ، فلا شكَّ أنَّ أصلَ المسألةِ يكونُ ثابتًا وواقعًا، وإن اختلفتِ التفاصيلُ فيما بينَهم.

-مثال:
باع جابرٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ جَملًا, واشترطَ أن يَحمِلَه الجَملُ إلى أهلِه ثم يُعطِيهِ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، واختلَفوا في مقدارِ الثَّمنِ في هذا البيعِ, هل هو أوقيةٌ أو غيرُ ذلك؟

-كيفية الحكم على اختلاف الروايات:
الاختلافُ في مقدارِ الثَّمنِ لا يَجعلُ الحديثَ باطلًا؛ لأنَّ هذا من التفاصيلِ التي يَتوهَّمُ أو يَغلَطُ فيها الواحدُ من الرواةِ.
وقَطعًا إنَّ جابرًا باعَه بثَمنٍ معيَّنٍ، لكنَّ بعضَ الرواةِ لم يضبطْ هذا الثَّمنَ فحَكى في الثَّمنِ قولًا آخَرَ.
فنأخُذُ من هذا أنَّ حديثَ جابرٍ وبيعَه الجَملَ للنبيِّ صلى اللَّه وعليه وسلم صحيحٌ بلا إشكالٍ. وأن الاختلافَ الوارِدَ في الرواياتِ الصحيحةِ لا يَطعَنُ في صحَّةِ الحديثِ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به.
إذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ.

والله تعالى أعلم.

أمل عبد الرحمن 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م 08:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 188552)
بسم الله الرحمن الرحيم

المسائل:


-موضوع الدرس:
- النقل في الأحاديث والأسانيد.
نوع النقل:
الحكم عليه:
مثاله:
-كيفية الحكم على المراسيل:
الحالة الأولى:
حكمها:
الحالة الثانية:
مثال:
حكمها:
-درجة الأسانيد في التفسير.
-النظر إلى الأسانيد في التفسير يختلف عن النظر إلى الأسانيد في الحديث.
التعليل:
-المراسيل يقوي بعضها البعض:
*ضرب أمثلة تطبيقية:
1) قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}
الأقوال في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
نوع الاختلاف.
سبب الخلاف:
الترجيح لهذه الأقوال.
الدليل للقول الراجح.
بيان كيفية اتفاق هذه الأقوال:
بيان الحكم على هذه الأقوال:
كيفية التعامل مع هذه الأقوال.
2) قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
الأقوال في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
نوع الاختلاف.
كيفية الجمع بين الأقوال
كيفية جمع مرويات السلف.
-كيفية التعامل مع المراسيل:
مثال:
كيفية الحكم على اختلاف الروايات:



تلخيص أقوال المفسرين:

موضوع الدرس: المراسيل.
-النقل في الأحاديث والأسانيد.

نوع النقل: تقصدين نوع النقول الواردة في التفسير؟
ليست كلها مرفوعة وإنما أكثرها يكون موقوفاً أو إذا كان مرفوعاً كان مرسلاً.

الحكم عليه:
كون أكثر الأسانيد من النوع المرفوع المرسل وأغلبها الموقوف ،لا نقول إنها ليست بصدق؛ لأن النقل صحيح لا يقبل إلا إذا كان نقلاً صَدَقَ فيه صاحبه أو القول كان قولاً حققه صاحبه ،فالصدق يكون بتحقيق أمرين معاً:
1- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
2- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
لأنه إذا لم يتعمد الكذب ولم يخطئ فليس ثم إلا الثالث وهو أن يكون صادقاً فيه.

مثاله:
بالروايات المرسلة مثلاً رواية في التفسير أو في الحديث أو في الأحكام تكون مرسلة يرسلها سعيد بن المسيب ويأتي رواية أخرى مثلاً في الأحكام يرسلها عامر بن شراحيل الشعبي ثم تأتي رواية ثالثة في الأحكام يرسلها قتادة ونحو هؤلاء.

-كيفية الحكم على المراسيل:
الحالة الأولى:
إذا قيل إنهم تواطأوا وأخرجوا هذه الرواية جميعاً.
حكمها:
يحتمل أن يكون ثمّ خطأٌ أو كذب في ذلك.
الحالة الثانية:
وإذا قيل إنهم لم يتواطؤوا عليها وهذا هو الظن بهم .

مثال:
رواية الشعبي مثلاً عاضدة لرواية سعيد ابن المسيب ورواية قتادة عاضدة لرواية الشعبي ورواية سعيد .

حكمها:
1-النقل هذا نقل صحيح مصدق لأنه يستحيل أن يتواطؤوا على الكذب، ويستحيل أيضاً أن يجتمعوا على الخطأ .
2-أما إذا قيل إن الثلاثة أخذوا من شخص واحد، فهذا يكون من الخطأ، لأنهم أخذوا من شخص واحد ،لكن إن كان مأخذهم متعدد الأمثلة السابقة فإن سعيد بن المسيب في المدينة وعامر بن شراحيل الشعبي في الكوفة وقتادة في البصرة فيبعد أن يأخذ هذا عن هذا أو يأخذ الجميع عن شخص واحد فمعنى ذلك أنه يشعر بالتعدد بأن النقل مصدق.

-درجة الأسانيد في التفسير.
أغلبها من الدرجة الضعيفة.

-النظر إلى الأسانيد في التفسير يختلف عن النظر إلى الأسانيد في الحديث
-التعليل:
لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً إذا ترجح عند الناظر أن النقل ليس فيه خطأ ولا تعمد كذب فإن نجد رواية عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول ورواية أخرى عن ابن عباس بإسناد ضعيف أو مجهول فنحمل هذه على هذه سيما إذا تعددت المخارج عن ابن عباس وكانت الطرق إليها غير صحيحة فإنه يعضد هذا هذا. لأنه يكفي فيه ما ذكر ما يظن عدم تعمد الكذب أو عدم وقوع الخطأ ولا يتشدد فيه التشدد في الأحكام وهذا باب واسع.

-المراسيل يقوي بعضها البعض:
المراسيل يقوي بعضها بعضاً إذا تعددت مخارجها فبعضها يقوي بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.

*ضرب أمثلة تطبيقية:
1) قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}
-الأقوال في قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
1) بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه..ورد عن علي رضي الله عنه.
2)بيتٌ بحذاءِ العَرشِ.ورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ.
3) بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.ورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ.
4)بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ. روي عن عكرمة.
5)يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ. عن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ.
6) يُرادُ به الكعبةُ. ذَكرَه ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ .

سبب الخلاف:

-نوع الاختلاف.
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.

-الترجيح لهذه الأقوال.
سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟

-الدليل للقول الراجح.
فلا شكَّ أنَّ كونَ المرادِ به البيتَ الذي في السماءِ أولى؛ لأنه قولُ الجمهورِ, وهو المشهورُ، ويدلُّ عليه حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.

-بيان كيفية اتفاق هذه الأقوال :
*الأوصاف الثابتة الواردة في الحديث ثلاثة:
1-البيتِ في السماءِ السابعةِ
2- وكونُ إبراهيمَ مُسنِدًا ظهرَه إليه.
3-وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه.
*الأوصاف الواردة عن السلف:
1-بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
2-إنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
3-أنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
4-أنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فهذه الأوصاف تتَّفِقُ في أصلِ القصةِ وتختلفُ في تفاصيلِها.
فقد اتَّفقَتْ هذه الرواياتُ على أنه بيتٌ في السماءِ، واختلفتْ في أوصافِه.

-بيان الحكم على هذه الأقوال:
1)البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
2)وكونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.

وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ، ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه،والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.


2) قولُه تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
-الأقوال في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
1- دُرٌّ مجوَّفٌ، وهذا واردٌ عن عُمرَ بنِ الخطابِ وابنِ مسعودٍ, وبه قال سعيدُ بنُ جبيرٍ ومجاهدٌ وعمرُ بنُ ميمونٍ والضحَّاكُ والحسَنُ، وكذلك رواه أبو مِجلَزٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا، ورواه الضحَّاكُ عن ابنِ مسعودٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وفيه انقطاعٌ بينَ الضحَّاكِ وابنِ مسعودٍ.
2-الخيمةُ في الجنَّةِ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ, فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ, لها أربعةُ آلافِ مِصرَاعٍ، وهذا واردٌ عن ابنِ عباسٍ.
3- الخيمةُ دُرَّةٌ مجوَّفةٌ، فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ، لها أربعةُ آلافِ مِصْراعٍ من ذهبٍ. ورد عن أبي الأحوص.
4-بعضُهُم قال بأنَّها من لُؤْلؤٍ، وهذا أيضًا واردٌ عن ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ وعنِ ابنِ زيدٍ، وكذلك عن خُلَيْدٍ العصريِّ.
5-قيل أنها الحِجالُ، والحِجالُ جَمعُ حَجَلةٍ، وهي المكانُ المهيَّأُ والمُزَيَّنُ للعروسِ. وردَ عن محمدِ بنِ كعبٍ والرَّبيعِ بنِ أنسٍ.

-نوع الاختلاف.
النوعِ الرابعِ من أنواعِ اختلافِ السَّلفِ.

كيفية الجمع بين الأقوال:
اللؤلؤِ مجوَّفاً اتَّفقتْ عليه الأقوالُ كلُّها. فإذا جئتَ تُفسِّرُ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، فإنك تقولُ بأنَّ الخيامَ من دُرٍّ مجوَّفٍ؛ لأن هذه الرواياتِ كلَّها اتَّفقتْ على هذا التفسيرِ.
كونُ هذه الخيامِ مُربَّعةَ الشكْلِ بمقدارِ فرسخٍ في فرسخٍ وَردَ عن ابنِ عباسٍ وعن أبي الأحوصِ. فهذا أيضًا مما يمكنُ أن يَخرُجَ عن التواطُؤِ. كذلك كونُ مصارِيعِها – أي: أبوابِها – من ذهبٍ، وأنَّ عدَدَها أربعةُ آلافٍ هذا مرويٌّ عن ابنِ عباسٍ وأبي الأحوصِ، وخالَفَهُم خليدٌ فقال: إنها سبعونَ مِصراعًا.
هنا اختلفتِ التفاصيلُ، فيُنظَرُ أيُّ الروايَتَيْنِ أكثرُ عددًا،، وإذا نَظَرتَ وجدتَ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا الأحوصِ اثنانِ، فيُقدَّمانِ على روايةِ خُليدٍ، فضلًا عن كونِ ابنِ عباسٍ صحابيًّا يُخبِرُ عن أمرٍ غيبِيٍّ .
كذلك كونُ هذه الخيامِ من فضةٍ، هذا واردٌ عن مجاهدٍ وقد انفردَ به فيُتوقَّفُ فيه.
أحسنت يا هبة، وأنت أفضل من عرض هذه الأمثلة من بين الطلاب.

-كيفية جمع مرويات السلف.
والمقصودُ أنك عندَما تَجمعُ مروِياتِ السَّلفِ ستَجِدُ أنهم اتَّفقوا على أمرٍ كُليٍّ، وهذا الأمرُ الكُليُّ تجعلُه عمدةً في تفسيرِ آيةٍ، وأما التفاصيلُ التي اختلفوا فيها فإنَّ كلَّ واحدٍ منها يحتاجُ حُجَّةً مستقلَّةً لأجلِ قَبولِه واعتبارِه.

-كيفية التعامل مع المراسيل:
فإذا وجدتَ خبرًا وَردَ عن عشرةِ أشخاصٍ في عصرٍ معيَّنٍ يُعرفُ أنهم غيرُ متواطِئين على الكذبِ, وليس بينَهم اتصالٌ في مسألةٍ معيَّنةٍ، فلا شكَّ أنَّ أصلَ المسألةِ يكونُ ثابتًا وواقعًا، وإن اختلفتِ التفاصيلُ فيما بينَهم.

-مثال:
باع جابرٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ جَملًا, واشترطَ أن يَحمِلَه الجَملُ إلى أهلِه ثم يُعطِيهِ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، واختلَفوا في مقدارِ الثَّمنِ في هذا البيعِ, هل هو أوقيةٌ أو غيرُ ذلك؟

-كيفية الحكم على اختلاف الروايات:
الاختلافُ في مقدارِ الثَّمنِ لا يَجعلُ الحديثَ باطلًا؛ لأنَّ هذا من التفاصيلِ التي يَتوهَّمُ أو يَغلَطُ فيها الواحدُ من الرواةِ.
وقَطعًا إنَّ جابرًا باعَه بثَمنٍ معيَّنٍ، لكنَّ بعضَ الرواةِ لم يضبطْ هذا الثَّمنَ فحَكى في الثَّمنِ قولًا آخَرَ.
فنأخُذُ من هذا أنَّ حديثَ جابرٍ وبيعَه الجَملَ للنبيِّ صلى اللَّه وعليه وسلم صحيحٌ بلا إشكالٍ. وأن الاختلافَ الوارِدَ في الرواياتِ الصحيحةِ لا يَطعَنُ في صحَّةِ الحديثِ.
ويُلاحَظُ أنَّ كلَّ هذه الرواياتِ اتَّفقتْ على الإشارةِ إلى كرَمِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ؛ لأنه زادَ جابِرًا على الثَّمنِ الذي اشتَرى منه الجَملَ به.
إذًا فأصلُ البيعِ ثابتٌ، والخلافُ في التفاصيلِ لا يَضُرُّ في صحَّةِ أصلِ القصَّةِ، وإن كان أحدُ هذه الأثمانِ المذكورةِ صحيحًا، والآخَرُ غيرَ صحيحٍ.

والله تعالى أعلم.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
ويلاحظ أنه كان من الواجب طرح تعريفا للمراسيل، وحتى إن لم يوجد في الشرح المقرر نبحث في شروح أخرى لأنه من الاهمية بمكان في فهم الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 19 جمادى الآخرة 1436هـ/8-04-2015م 10:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 187101)
بسم الله الرحمن الرحيم
المسائل


●موضوع الدرس:
●بدأ ظهور الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
●قلة الخطأ في تفاسير السلف :
-سببه:
-ميزات تفاسير السلف:
●تفاسير المتأخرين يأكثر فيها الغلط في الاستدلال من عدة جهات:
*الجهة الأولى:
*الجهة الثانية:
●أنواع الخطأ في التفسير من جهة المعنى:
-النوع الأول:
بيانه:
مثال عليه:
-النوع الثاني:
بيانه:
مثال عليه:
-بيان معنى التفسير بالرأي:
-موقف السلف من التفسير بالرأي:
-أنواع التفسير بالرأي:
-معنى الرأي الممدوح:
-معنى الرأي المذموم:
مثال عليه:
-التصنيفات في الراي المذموم:


والله تعالى أعلم
تلخيص أقوال المفسرين:


●موضوع الدرس:الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال.

●بدأ ظهور الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال:
بعد القرون الثلاثة المفضلة،وهم عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.

●قلة الخطأ في تفاسير السلف :
-سببه:
لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق.
.
-ميزات تفاسير السلف:
أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.

●تفاسير المتأخرين يأكثر فيها الغلط في الاستدلال من عدة جهات: جهات الخطأ في الاستدلال
*الجهة الأولى:
قومٌ اعتقَدوا معانِيَ , ثم أرادوا حَملَ ألفاظِ القرآنِ عليها؛ أي: إنهم يعتقدون معنًى , فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.

*الجهة الثانية:
ـ قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ دون النظَرِ إلى ما يمكنُ أن يقالَ عنه: إنه ملابساتُ نـزولِ القرآنِ، وكونِ المتكلِّمِ به اللَّهَ سبحانه والمخاطَبِ به هو الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابَه , فلم يُراعِ ذلك عندَ تفسيرِه للقرآنِ فوقَعَ في الخطأِ.

●أنواع الخطأ في التفسير من جهة المعنى (من جهة الاعتقاد الفاسد):
-النوع الأول:
الخطأ في الدليل والمدلول.

بيانه:
يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به.

مثال عليه:
قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
وهناك صنف يحملون لفظ القرآن ما لم يرد به ولم يدلّ عليه، كتفسيرهم لقوله تعالى: {لن تراني}

-النوع الثاني:
الخطأ في الدليل لا في المدلول.

بيانه:
وذلك أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.

مثال عليه:
قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.

-بيان معنى التفسير بالرأي:
هو التفسير بالاجتهاد والاستباط الصحيح.

-موقف السلف من التفسير بالرأي:
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة.

-أنواع التفسير بالرأي:
الرأي المذموم والرأي الممدوح.

-معنى الرأي الممدوح:
هو التفسير بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.

-معنى الرأي المذموم:
فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

مثال عليه:
من جهة تفسير القرآن
* الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
*يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
*يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.

من جهة الفقه:
فمثلا المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره، يفسرون حسب مذاهبهم الفقهية.

-التصنيفات في الراي المذموم:
تصنيف المعتزلة ، والماتوريدية ،الأشاعرة ،والمرجئة.

والله تعالى أعلم


بارك الله فيك وأحسن إليك

جميع المسائل المتعلقة بحكم التفسير بالرأي تقدّم في أول الملخص ضمن التمهيد، ويخلى الملخص للموضوع الرئيس.
وعندك تداخل في التقسيمات، فالخطأ الواقع من جهة العقيدة على صنفين،
- من يسلب لفظ القرآن معناه وما أريد به : (إلى ربها ناظرة)
- من يحمل لفظ القرآن ما لم يرد به ولم يدل عليه: { لن تراني}
وكل صنف نمثل له كما وضح لك ويشرح بالتفصيل، ثم نحكم على نوع الخطأ فيه مما يتعلق بالدليل والمدلول، فالخطأ في الدليل والمدلول تابع للكلام عن هذه الأصناف وأمثلتها وليس مسألة مستقلة كما سيظهر لك من قائمة العناصر.
كذلك لم تتعرضي مطلقا للتمثيل على الصنف الثاني وهو الخطأ الذي منشؤه الاعتماد على الاحتمال اللغوي للفظ، كتفسيرهم للفظ الزينة وكلامهم عن الأهلّة.
هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة. (ما يتعلق بالدليل والمدلول)
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 22
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 15
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 80 %
وفقك الله

هبة الديب 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م 07:24 PM

فهرسة أسباب النزول
 
● معرفة أسباب النزول ●

عناصر الموضوع
● تعريف سبب النزول.
- معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا..).
-صيغة سبب النزول.
● أنواع أسباب نزول القرآن.
● فوائد معرفة أسباب النزول.
- الدلالة على حكمة التشريع.
- تعين على فهم المعنى.
- تعين على بيان ما يستشكل.
- تعين على معرفة اقتضاء الدليل العموم أو حمله على الخصوص.
- دفع توهّم الحصر.
-معرفتها على الوجه الصحيح صيانتها عن الدخلاء فيها.
-دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال.


● أحكام المرويات في أسباب النزول:
-القول في أسباب النزول موقوف على السماع.
-أحوال الاختلاف في سبب النزول.
* مثال على أهمية جمع طرق وفحص المرويّات.
- أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف.
- الحكم على ما روي عن الصحابي.
- الحكم على ما روي عن التابعي.
- أقسام ما صحّ من أسباب النزول.

* أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول.

●قواعد في أسباب النزول:
-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
-تقدم نزول الآية على الحكم.
-نزول آيات متفرقة لسبب واحد.
-قد تعدد الأسباب والنازل واحد.


● تعامل المفسر مع أسباب النزول:
-بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
-ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول.


● المؤلفات في أسباب النزول.
-عناية العلماء بأسباب النزول.
-أشهر المؤلفات فيه.
-مزايا كتاب لباب النقول على كتاب الواحدي.




● تعريف سبب النزول.
هو أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم .[ذكره الوادعي في الصحيح المسند في أسباب النزول]
-معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا..).
*القول الأول:
أي أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها، فهي من جنس الاستدلال على الحكم لا من جنس النقل.[ذكره الزركشي في البرهان]
*القول الثاني:
أي يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب.[ذكره ابن تيمية]

-صيغة سبب النزول.
1-إما أن تكون صريحة في السببية :
*بذكر الراوي لفظ: "نزول هذه الآية كذا ".
*الإتيان بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول.
2-وإما أن تكون محتملة للسببية وما تضمنته الآية من الأحكام.
*مثال:
إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا :
فهذه صيغة محتملة لا تقطع في السبب.[ذكره الوادعي في الصحيح المسند في أسباب النزول]

● أنواع أسباب نزول القرآن.
1- قسم نزل ابتداء.
2- قسم نزل عقب واقعة أو سؤال.[قاله الجعبري ،ذكره السيوطي في الإتقان.]

● فوائد معرفة أسباب النزول.
- الدلالة على حكمة التشريع.
- تعين على فهم المعنى.
- تعين على بيان ما يستشكل.
- تعين على معرفة اقتضاء الدليل العموم أو حمله على الخصوص.
- دفع توهّم الحصر.
-معرفة اسم النازل وتعيين المبهم.
-معرفتها على الوجه الصحيح صيانتها عن الدخلاء فيها.
-دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال.(ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير)
-إزالة الإشكال، في تخصيص السبب وبيان عمومه.


● أحكام المرويات في أسباب النزول:
-القول في أسباب النزول موقوف على السماع.
الرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها،شرط في قبول القول في أسباب النزول.[ذكره السيوطي في الإتقان]
-أحوال الاختلاف في أسباب النزول.
1-أن يقع بينهما اختلاف وعدم إمكانية الجمع بينهما، ولا سيما إذا كان بغير سند، فهذا يطرح ولا يؤخذ به.
2- أن يقع تعارض بينهما مع إمكانية الجمع:
مثل آية اللعان ثبت أنها نزلت في قصة عويمر العجلاني.
وأيضا ،أنها نزلت في هلال بن أمية.[ذكره البلقيني في مواقع النجوم]
3-أن تكون الرواية من صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية دون سند صحيح.
4-أن يذكر في إحدى القصتين قوله (فتلا) ،فيتوهم الراوي.[ذكره السيوطي في التحبير]
5- إذا قيل "نزلت في كذا " وذكر لكل منهما أمر مختلف ،فهنا يراد به من باب التفسير.
6-إذا قيل "نزلت في كذا " وكان السبب الثاني خلاف الأول، فهو المعتمد، وذاك استنباط.
مثال قوله تعالى"{نساؤكم حرث لكم..}الآية في إتيان النساء في أدبارهن.
7- إذا ذكر سببين مختلفين ومع أحدهما صحة في السند فهو المعتمد.
مثاله ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: في نزول قوله تعالى {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.
8-أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك .
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح ،فنزل قوله تعالى{قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
9- أن يمكن نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد.
مثاله: ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: في قذف هلال بن أمية لزوجته ...فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين}[ذكره السيوطي في الإتقان]

* أهمية جمع طرق وفحص المرويّات.
معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله، (فالباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه) [قاله ابن الصلاح في علوم الحديث وروى عن علي بن المديني/ذكره الوادعي]

*مثال:
ما ذكره الحاكم في المستدرك:عن أبي عبدالله بن الزبير عن عائشة في فدى العباس لنفسه وبني أخوبه وعمه فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى ..}[ذكره الوادعي في الصحيح المسند].

- أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف.
1)المشهور،وهو قسمان:
*صحيح،كقصة الإفك.
*ضعيف،كآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}.
2)الغريب،وهو قسمان:
*صحيح.
*وضعيف.[ذكره السيوطي في التحبير]

- الحكم على ما روي عن الصحابي.
قول الصحابي يجري مجرى المسند ،وهو في حكم المرفوع ،إذا كان بإسناد صحيح.[ذكره البلقيني في مواقع النجوم]
- الحكم على ما روي عن التابعي.
هو في حكم المرسل، وشرط قبولهما:
1-صحة السند،فإن كان من غير سند فلا يقبل.[ذكره البلقيني في مواقع النجوم]
2-أن يكون راويه معروفاً بأن لا يروي إلا عن الصحابة، أو ورد له شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً . [ذكره السيوطي في التحبير في علم التفسير]

- أقسام ما صحّ من أسباب النزول.
1-قسم لابد للمفسر من البحث عنه،لأن فهمه متوقف على علمه.
* مثل قوله تعالى:{قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}.
2-قسم بوجود أمثال للآيات النازلة تساويها في مدلولاتها .
*مثل:حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان.
*فائدته:1.زيادة فهم في معنى الآية
2.وتمثيلا لحكمها.
3-قسم في تكرار حوادث مختصة بشخص لإعلان وبيان أحكام وزجر مرتكبيها.
*مثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى: {ومنهم- ومنهم}.
*قد يوهم قصر الآية لعدم ظهور العموم.
4-قسم وقوع حوادث تناسب آيات قد نزلت يوهم من كلام السلف أنها نزلت فيها.
5-قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات .
*مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.[ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير]

* أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول.
*ما رواه البخاري في الصحيح في قوله – تعالى-: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}
*ما رواه البخاري في "الصحيح" عن ابن عباس في قوله تعالى:{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}.[ذكره البلقيني في مواقع العلوم]

●قواعد في أسباب النزول:
-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
*الأقوال في هذه القاعدة:
1-القول الأول :اعتبار هذه القاعدة ،وتعديتها إلى غير سبب نزولها.
مثال:
كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية.
نزول قوله تعالى:{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}، فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد.
التعليل:
_تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:{ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} بعد فهم الصحابة لعموم المعنى .
_يجوز تخصيص السبب وتعميم الوعيد،ليتناول كل من يعمل على شاكلته.[ذكره الزمخشري]
_احتجاج الصحابة وغيرهم في تعميم وقائع لها اسباب نزول خاصة.[ذكره السيوطي]
2-القول الثاني:لم يعتبر بعموم اللفظ،وقال بقصور الآيات على أسبابها اتفاقا لدليل قام على ذلك.
*تنبيه:
يقصر الحكم على الآية إذا نزلت في معين ولا عموم لها.
مثل :قوله تعالى {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}،فإنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالإجماع.
والدليل:
1-الام ليست موصولة بأفعل التفضيل وقطع المشاركة .
2- اللفظ مفرد
3- ال العهد موجودة.
فبطل القول بالعموم واقتصر على أبي بكر رضي الله عنه.[ذكره السيوطي في الاتقان]

-قد يتقدم نزول الآية على الحكم.
مثال:زكاة الفطر.
كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} فإنه يستدل بها على زكاة الفطر.
روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر: (أنها نزلت في زكاة رمضان) ثم أسند مرفوعا نحوه.[ذكره الزركشي في البرهان]
-قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد.
من أمثلته:
1-نزول قوله تعالى،بعد سؤال أم سلمة:
{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع} أخرجه الترمذي والحاكم[ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن]
2-ما نزل في شأن وفاة أبي طالب:
قوله تعالى:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} .[ذكره الوادعي في الصحيح المسند]
- قد تعدد الأسباب والنازل واحد.
مثل آية اللعان وغيرها.[ذكره الوادعي في الصحيح المسند في أسباب النزول]

● تعامل المفسر مع أسباب النزول:
- المفسرون في أسباب النزول دائر بين القصد والإسراف.
من المفسرين من أولع به وأكثر حتى أوهم أن لكل آية سبب ، بينما طرف آخر أسرف في الإهمال دون التمحيص والتدقيق.[ذكره ابن عاشور]
-ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول.
*احتراز السلف عن القول في نزول الآية مقارنة بما يذكر اليوم إفكا وكذبا:
ذكر ابن عون عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: (اتق الله وقلْ سدادًا، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن). [ذكره الواحدي في أسباب النزول]
-بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
ينبغي أن يكون ذكر سبب النزول متوقفا حسب المناسبة،لأنه من باب تقديم الوسائل على المقاصد، كما في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}،وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة.[ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن]

● المؤلفات في أسباب النزول.
-عناية العلماء بأسباب النزول.
1-اعتنى المفسرون بأسباب النزول ،وكتب التفسير مليئة به.
يُذكر فيها عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي العالية والسدي ومقاتل وغيرهم
2- وأفردوا فيه التصانيف والمؤلفات .
ومن هؤلاء علي بن المديني شيخ البخاري ،وشيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر،وغيرهم.
-أشهر المؤلفات فيه.
1-كتاب أسباب النزول للواحدي.[ذكره السيوطي في التحبير والإتقان]
2-لباب النقول في أسباب النزول،للسيوطي
-مزايا كتاب لباب النقول على كتاب الواحدي.
1- الاختصار.
2- الجمع الكثير ،والزيادات على ما ذكر الواحدي .
3-تخريج كل حديث فيه كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان،وغيرهم، مقارنة مع الواحدي فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث.
4-تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
5- الجمع بين الروايات المتعددة.
6- تنحية ما ليس من أسباب النزول.[ذكره السيوطي في لباب النقول]

هبة الديب 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 12:39 PM

فضل علم الناسخ والمنسوخ
 
●فضل علم الناسخ والمنسوخ ●

عناصر الموضوع:
●المراد بالناسخ والمنسوخ.
●فضل علم الناسخ والمنسوخ .
● أهمية علم الناسخ والمنسوخ .

-ضروري في تتمة باب الاجتهاد.
- حرص الصحابة على تعلمه .
- يعتبر من منهج السلف رضوان الله عليهم.
-يعتبر مرجع في الأحكام، لدرء الخلط بين الأمر بالنهي ،والحلال بالحرام
-حرص أهل العلم على تعلمه.
-وُضعت فيه مصنفات ومؤلفات.

● علاقة الناسخ والمنسوخ بالمحكم والمتشابه.
● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:

-تفسير القرآن:
دليله.
*إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ.
-الأحكام الفقهية:



●المراد بالناسخ والمنسوخ.
هو تفسيرقوله تعالى: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} :
أي يبدّل الله من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وهو محفوظ في أم الكتاب.[ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]
●فضل علم الناسخ والمنسوخ .
معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً.
قال تعالى:{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}،" فالمعرفة بالقرآن يتضمن معرفة ناسخه ومنسوخه ،ومحكمه ومتشابهه ،ومقدّمه ومؤخّره، وحلاله وحرامه ،وأمثاله.[ذكره أبو عبيدالقاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]
● أهمية علم الناسخ والمنسوخ .
-ضروري في تتمة باب الاجتهاد.
فهو من فوائد النقل الذي هو الركن الأعظم في باب الاجتهاد [ذكره أبو عبدالله بن محمد بن حزم الأندلسي في الناسخ والمنسوخ لابن حزم]
- حرص الصحابة على تعلمه .
*ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في رجل تحلقه الناس في المسجد ولم يكن عنده علم في الناسخ والمنسوخ ،فقال له: قال لا قال هلكت وأهلكت.[ذكره هبة الله المقري /الناسخ والمنسوخ للمقري]
*ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ.
قال له: (هل تدري الناسخ من المنسوخ؟)فقال: لا،فقال له: (هلكت وأهلكت).[ذكره أبو الحسن بن إبراهيم بن غنائم/في الناسخ والمنسوخ المنسوب للزهري]
-ويعتبر من منهج السلف رضوان الله عليهم.
قال السلف : لم يكن عنده دراية في الناسخ والمنسوخ يعتبر عند السلف جاهلا.[ذكره المقري /في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة]

-يعتبر مرجع في الأحكام، لدرء الخلط بين الأمر بالنهي ،والحلال بالحرام.
الناسخ والمنسوخ من الأنواع المهمة التي يرجع إليها في الأحكام[ذكره البلقيني /مواقع النجوم]
(إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ ..). [ذكره ابن حزم /الناسخ والمنسوخ لابن حزم]
-حرص أهل العلم على تعلمه.
أثر محمد بن سيرين:جهدت أن أعلم النّاسخ من المنسوخ ..[ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن]
-وُضعت فيه مصنفات ومؤلفات.
ليسهل تعلمه وتذكاره [ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ]

● علاقة الناسخ والمنسوخ بالمحكم والمتشابه.
روي عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ}
المحكمات: يدخل ضمنها
الناسخ والحلال والحرام والفرائض..وغيرها.
، والمتشابهات: يدخل ضمنها :
منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به. [ذكره أبو عبيد القاسم /الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز]
● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:
-تفسير القرآن:
لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ .
دليله.
*إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ،بقوله "هلكت وأهلكت"[ذكره الزركشي /البرهان]
-الأحكام الفقهية:
*أثر حذيفة رضي الله عنه : إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه،[ذكره أبو الفرج ابن الجوزي /في نواسخ القرآن]

أمل عبد الرحمن 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م 06:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 199266)
● معرفة أسباب النزول ●

عناصر الموضوع
● تعريف سبب النزول.
- معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا..).
-صيغة سبب النزول.
● أنواع أسباب نزول القرآن.
● فوائد معرفة أسباب النزول.
- الدلالة على حكمة التشريع.
- تعين على فهم المعنى.
- تعين على بيان ما يستشكل.
- تعين على معرفة اقتضاء الدليل العموم أو حمله على الخصوص.
- دفع توهّم الحصر.
-معرفتها على الوجه الصحيح صيانتها عن الدخلاء فيها.
-دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال.


● أحكام المرويات في أسباب النزول:
-القول في أسباب النزول موقوف على السماع.
-أحوال الاختلاف في سبب النزول.
* مثال على أهمية جمع طرق وفحص المرويّات.
- أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف.
- الحكم على ما روي عن الصحابي.
- الحكم على ما روي عن التابعي.
- أقسام ما صحّ من أسباب النزول.

* أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول.

●قواعد في أسباب النزول:
-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
-تقدم نزول الآية على الحكم.
-نزول آيات متفرقة لسبب واحد.
-قد تعدد الأسباب والنازل واحد.


● تعامل المفسر مع أسباب النزول:
-بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
-ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول.


● المؤلفات في أسباب النزول.
-عناية العلماء بأسباب النزول.
-أشهر المؤلفات فيه.
-مزايا كتاب لباب النقول على كتاب الواحدي.




● تعريف سبب النزول.
هو أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ، أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن ببيان الحكم .[ذكره الوادعي في الصحيح المسند في أسباب النزول]
-معنى قول بعض السلف: (نزلت الآية في كذا..).
*القول الأول:
أي أن هذه الآية تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها، فهي من جنس الاستدلال على الحكم لا من جنس النقل.[ذكره الزركشي في البرهان]
*القول الثاني:
أي يراد به تارة سبب النزول إلى هنا يكون القول الثاني
ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب وهذا هو عين القول الأول.[ذكره ابن تيمية]

-صيغة سبب النزول.
1-إما أن تكون صريحة في السببية :
*بذكر الراوي لفظ: "نزول هذه الآية كذا ".
*الإتيان بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول. كان كذا فنزل ...
2-وإما أن تكون محتملة للسببية أو ما تضمنته الآية من الأحكام.
*مثال:
إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا :
فهذه صيغة محتملة لا تقطع في السبب.[ذكره الوادعي في الصحيح المسند في أسباب النزول]

● أنواع أسباب نزول القرآن.
1- قسم نزل ابتداء.
2- قسم نزل عقب واقعة أو سؤال.[قاله الجعبري ،ذكره السيوطي في الإتقان.]

● فوائد معرفة أسباب النزول.
- الدلالة على حكمة التشريع.
- تعين على فهم المعنى.
- تعين على بيان ما يستشكل.
- تعين على معرفة اقتضاء الدليل العموم أو حمله على الخصوص.
- دفع توهّم الحصر.
-معرفة اسم النازل وتعيين المبهم.
-معرفتها على الوجه الصحيح صيانتها عن الدخلاء فيها.
-دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال.(ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير)
-إزالة الإشكال، في تخصيص السبب وبيان عمومه.

لو مثلت لكل فائدة لكان أبين للجواب.

● أحكام المرويات في أسباب النزول: الأفضل أن نقول: ممن تؤخذ أسباب النزول، أو مصادر معرفة أسباب النزول، ونحو ذلك.
-القول في أسباب النزول موقوف على السماع.
الرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها،شرط في قبول القول في أسباب النزول.[ذكره السيوطي في الإتقان]

-أحوال الاختلاف في أسباب النزول.

1-أن يقع بينهما اختلاف وعدم إمكانية الجمع بينهما، ولا سيما إذا كان بغير سند، فهذا يطرح ولا يؤخذ به.
2- أن يقع تعارض بينهما مع إمكانية الجمع:
مثل آية اللعان ثبت أنها نزلت في قصة عويمر العجلاني.
وأيضا ،أنها نزلت في هلال بن أمية.[ذكره البلقيني في مواقع النجوم]
3-أن تكون الرواية من صاحب الواقعة التي نزلت فيها الآية دون سند صحيح. والرواية الأخرى صحيحة فيعتمد الصحيح
4-أن يذكر في إحدى القصتين قوله (فتلا) ،فيتوهم الراوي.[ذكره السيوطي في التحبير]
5- إذا قيل "نزلت في كذا " وذكر لكل منهما أمر مختلف ،فهنا يراد به من باب التفسير إذا أمكن الجمع، ولا يراد به سبب النزول.
6-إذا قيل "نزلت في كذا " وكان السبب الثاني خلاف الأول، فهو المعتمد، وذاك استنباط.
مثال قوله تعالى"{نساؤكم حرث لكم..}الآية في إتيان النساء في أدبارهن.
7- إذا ذكر سببين مختلفين ومع أحدهما صحة في السند فهو المعتمد.
مثاله ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب: في نزول قوله تعالى {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.
8-أن يستوي الإسنادان في الصحة، فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك .
مثاله: ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح ،فنزل قوله تعالى{قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
9- أن يمكن نزولها عقيب السببين والأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد.
مثاله: ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس: في قذف هلال بن أمية لزوجته ...فأنزل عليه:{والذين يرمون أزواجهم}حتى بلغ:{إن كان من الصادقين}[ذكره السيوطي في الإتقان]

* أهمية جمع طرق وفحص المرويّات.
معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله، (فالباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه) [قاله ابن الصلاح في علوم الحديث وروى عن علي بن المديني/ذكره الوادعي]

*مثال:
ما ذكره الحاكم في المستدرك:عن أبي عبدالله بن الزبير عن عائشة في فدى العباس لنفسه وبني أخوبه وعمه فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى ..}[ذكره الوادعي في الصحيح المسند]. يجب توضيح المثال

- أسباب النزول منها المشهور والغريب والصحيح والضعيف.
1)المشهور،وهو قسمان:
*صحيح،كقصة الإفك.
*ضعيف،كآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}.
2)الغريب،وهو قسمان:
*صحيح.
*وضعيف.[ذكره السيوطي في التحبير]

- الحكم على ما روي عن الصحابي في أسباب النزول.
قول الصحابي يجري مجرى المسند ،وهو في حكم المرفوع ،إذا كان بإسناد صحيح.[ذكره البلقيني في مواقع النجوم] يقيد عنوان المسألة بما كان متعلقا بسبب النزول لأنه من أمور الغيب فحتما علمها من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا مجال للاجتهاد فيها.

- الحكم على ما روي عن التابعي في أسباب النزول. (لنفس السبب السابق)
هو في حكم المرسل، وشرط قبولهما (قبوله):
1-صحة السند،فإن كان من غير سند فلا يقبل.[ذكره البلقيني في مواقع النجوم]
2-أن يكون راويه معروفاً بأن لا يروي إلا عن الصحابة، أو ورد له شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً . [ذكره السيوطي في التحبير في علم التفسير]

- أقسام ما صحّ من أسباب النزول.
1-قسم لابد للمفسر من البحث عنه،لأن فهمه متوقف على علمه.
* مثل قوله تعالى:{قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}.
2-قسم بوجود أمثال للآيات النازلة تساويها في مدلولاتها .
*مثل:حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان.
*فائدته:1.زيادة فهم في معنى الآية
2.وتمثيلا لحكمها.
3-قسم في تكرار حوادث مختصة بشخص لإعلان وبيان أحكام وزجر مرتكبيها.
*مثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى: {ومنهم- ومنهم}.
*قد يوهم قصر الآية لعدم ظهور العموم.
4-قسم وقوع حوادث تناسب آيات قد نزلت يوهم من كلام السلف أنها نزلت فيها.
5-قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات .
*مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.[ذكره ابن عاشور في التحرير والتنوير]
الكلام على هذه المسألة مختصر جدا

* أمثلة لبعض ما صحَّ من أسباب النزول.
*ما رواه البخاري في الصحيح في قوله – تعالى-: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}
*ما رواه البخاري في "الصحيح" عن ابن عباس في قوله تعالى:{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم}.[ذكره البلقيني في مواقع العلوم]

●قواعد في أسباب النزول:
-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
*الأقوال في هذه القاعدة:
1-القول الأول :اعتبار هذه القاعدة ،وتعديتها إلى غير سبب نزولها.
مثال:
كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية.
نزول قوله تعالى:{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}، فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد.
التعليل:
_تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:{ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} بعد فهم الصحابة لعموم المعنى .
_يجوز تخصيص السبب وتعميم الوعيد،ليتناول كل من يعمل على شاكلته.[ذكره الزمخشري]
_احتجاج الصحابة وغيرهم في تعميم وقائع لها اسباب نزول خاصة.[ذكره السيوطي]
2-القول الثاني:لم يعتبر بعموم اللفظ،وقال بقصور الآيات على أسبابها اتفاقا لدليل قام على ذلك.
*تنبيه:
يقصر الحكم على الآية إذا نزلت في معين ولا عموم لها.
مثل :قوله تعالى {وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}،فإنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالإجماع.
والدليل:
1-الام ليست موصولة بأفعل التفضيل وقطع المشاركة .
2- اللفظ مفرد
3- ال العهد موجودة.
فبطل القول بالعموم واقتصر على أبي بكر رضي الله عنه.[ذكره السيوطي في الاتقان]

-قد يتقدم نزول الآية على الحكم.
مثال:زكاة الفطر.
كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} فإنه يستدل بها على زكاة الفطر.
روى البيهقي بسنده إلى ابن عمر: (أنها نزلت في زكاة رمضان) ثم أسند مرفوعا نحوه.[ذكره الزركشي في البرهان]
-قد تنزل آيات متفرقة لسبب واحد.
من أمثلته:
1-نزول قوله تعالى،بعد سؤال أم سلمة:
{فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع} أخرجه الترمذي والحاكم[ذكره السيوطي في الإتقان في علوم القرآن]
2-ما نزل في شأن وفاة أبي طالب:
قوله تعالى:{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} .[ذكره الوادعي في الصحيح المسند]
- قد تعدد الأسباب والنازل واحد.
مثل آية اللعان وغيرها.[ذكره الوادعي في الصحيح المسند في أسباب النزول]

● تعامل المفسر مع أسباب النزول:
- المفسرون في أسباب النزول دائر بين القصد والإسراف.
من المفسرين من أولع به وأكثر حتى أوهم أن لكل آية سبب ، بينما طرف آخر أسرف في الإهمال دون التمحيص والتدقيق.[ذكره ابن عاشور]
-ذمّ الاستكثار من ذكر الأخبار الضعيفة والواهية في أسباب النزول.
*احتراز السلف عن القول في نزول الآية مقارنة بما يذكر اليوم إفكا وكذبا:
ذكر ابن عون عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: (اتق الله وقلْ سدادًا، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن). [ذكره الواحدي في أسباب النزول]
-بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
ينبغي أن يكون ذكر سبب النزول متوقفا حسب المناسبة،لأنه من باب تقديم الوسائل على المقاصد، كما في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}،وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة.[ذكره الزركشي في البرهان في علوم القرآن]

● المؤلفات في أسباب النزول.
-عناية العلماء بأسباب النزول.
1-اعتنى المفسرون بأسباب النزول ،وكتب التفسير مليئة به.
يُذكر فيها عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبي العالية والسدي ومقاتل وغيرهم
2- وأفردوا فيه التصانيف والمؤلفات .
ومن هؤلاء علي بن المديني شيخ البخاري ،وشيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر،وغيرهم.
-أشهر المؤلفات فيه.
1-كتاب أسباب النزول للواحدي.[ذكره السيوطي في التحبير والإتقان]
2-لباب النقول في أسباب النزول،للسيوطي
-مزايا كتاب لباب النقول على كتاب الواحدي.
1- الاختصار.
2- الجمع الكثير ،والزيادات على ما ذكر الواحدي .
3-تخريج كل حديث فيه كالكتب الستة، والمستدرك، وصحيح ابن حبان،وغيرهم، مقارنة مع الواحدي فتارة يورد الحديث بإسناده وفيه مع التطويل عدم العلم بمخرج الحديث.
4-تمييز الصحيح من غيره والمقبول من المردود.
5- الجمع بين الروايات المتعددة.
6- تنحية ما ليس من أسباب النزول.[ذكره السيوطي في لباب النقول]

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
يلاحظ حصول اختصار في بعض المواضع، لكن خطوة جيدة جدا في البدء في الوقوف على طريقة تلخيص أقوال أهل العلم، واختصار ما يمكن اختصار دون إخلال.
ويبقى الفاصل عند الحذف أن نسأل: هل العلم بهذه المسألة مهم أم هو مما يمكن اختصار ويعتبر نوع من التكرار أو الاستطراد.
ونذكّر بأنه كما هو مهم التعبير استيفاء المسائل في عبارات قليلة إلا أنه ليس غاية في ذاته، بل المهم استيفاء مسائل الموضوع ولو حصل بعض الإطالة.
ويطالع نموذج الإجابة للفائدة

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 14
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /9
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 90 %
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م 12:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 199688)
●فضل علم الناسخ والمنسوخ ●

عناصر الموضوع:
●المراد بالناسخ والمنسوخ.
●فضل علم الناسخ والمنسوخ .
● أهمية علم الناسخ والمنسوخ .

-ضروري في تتمة باب الاجتهاد.
- حرص الصحابة على تعلمه .
- يعتبر من منهج السلف رضوان الله عليهم.
-يعتبر مرجع في الأحكام، لدرء الخلط بين الأمر بالنهي ،والحلال بالحرام
-حرص أهل العلم على تعلمه.
-وُضعت فيه مصنفات ومؤلفات.

● علاقة الناسخ والمنسوخ بالمحكم والمتشابه.
● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:

-تفسير القرآن:
دليله.
*إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ.
-الأحكام الفقهية:



●المراد بالناسخ والمنسوخ.
هو تفسيرقوله تعالى: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} :
أي يبدّل الله من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وهو محفوظ في أم الكتاب.[ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن] لا يكتفى بالعبارة المذكورة في التفسير لأنها لا توضح معنى النسخ بدقة، وهي أقرب إلى إثباته من تعريفه إذا أردنا بيان المسألة التي تدلّ عليها.
●فضل علم الناسخ والمنسوخ .
معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً.
قال تعالى:{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}،" فالمعرفة بالقرآن يتضمن معرفة ناسخه ومنسوخه ،ومحكمه ومتشابهه ،ومقدّمه ومؤخّره، وحلاله وحرامه ،وأمثاله.[ذكره أبو عبيدالقاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]
ومن فضله وصف الناسخ بالآيات المحكمات.
● أهمية علم الناسخ والمنسوخ . لا أرى فرقا كبيرا بين المقصود من أهميته ومن فضله.
-ضروري في تتمة باب الاجتهاد.
فهو ( فمعرفته من فوائد النقل الذي هو الركن الأعظم في باب الاجتهاد [ذكره أبو عبدالله بن محمد بن حزم الأندلسي في الناسخ والمنسوخ لابن حزم]
- حرص الصحابة على تعلمه .
*ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في رجل تحلقه الناس في المسجد ولم يكن عنده علم في الناسخ والمنسوخ ،فقال له: قال لا قال هلكت وأهلكت.[ذكره هبة الله المقري /الناسخ والمنسوخ للمقري]
*ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ.
قال له: (هل تدري الناسخ من المنسوخ؟)فقال: لا،فقال له: (هلكت وأهلكت).[ذكره أبو الحسن بن إبراهيم بن غنائم/في الناسخ والمنسوخ المنسوب للزهري]لكن الأثر لا يذكر فيه التعليم، وإن كان وجوب تعلمه يفهم ضمنا، لكن الأفضل صياغة عنوان المسألة بما يدل على موضوعها.
-ويعتبر من منهج السلف رضوان الله عليهم.
قال السلف : من لم يكن عنده دراية في الناسخ والمنسوخ يعتبر عند السلف جاهلا.[ذكره المقري /في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة]

-يعتبر مرجع في الأحكام، لدرء الخلط بين الأمر بالنهي ،والحلال بالحرام.
الناسخ والمنسوخ من الأنواع المهمة التي يرجع إليها في الأحكام[ذكره البلقيني /مواقع النجوم]
(إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ ..).اذكري أثر حذيفة بكامله [ذكره ابن حزم /الناسخ والمنسوخ لابن حزم]
-حرص أهل العلم على تعلمه.
أثر محمد بن سيرين:جهدت أن أعلم النّاسخ من المنسوخ ..[ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن]
-وُضعت فيه مصنفات ومؤلفات.
ليسهل تعلمه وتذكاره [ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ]

● علاقة الناسخ والمنسوخ بالمحكم والمتشابه. لا نقول علاقة، بل وصف الناسخ بالمحكم دلالة على أهميته وفضله.
روي عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ}
المحكمات: يدخل ضمنها
الناسخ والحلال والحرام والفرائض..وغيرها.
، والمتشابهات: يدخل ضمنها :
منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به. [ذكره أبو عبيد القاسم /الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز]
● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:
-تفسير القرآن:
لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ .
دليله.
*إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ،بقوله "هلكت وأهلكت"[ذكره الزركشي /البرهان]
-الأحكام الفقهية:
*أثر حذيفة رضي الله عنه : إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه،[ذكره أبو الفرج ابن الجوزي /في نواسخ القرآن]

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
ويفضل عند ترتيب الفضائل ترتيب ما ورد في القرآن أولا ثم في الحديث ثم ما أثر عن الصحابة والتابعين، ثم ذكر أقوال أهل العلم.
ويراجع نموذج الإجابة للفائدة:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...804#post200804

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /13
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

هبة الديب 5 شعبان 1436هـ/23-05-2015م 09:07 PM

●فضل علم الناسخ والمنسوخ ●




عناصر الموضوع:
●ثبوت الناسخ والمنسوخ في القرآن.
● أهمية وفضل علم الناسخ والمنسوخ .

بيان ما يدخله النسخ.
●بيان ما لا يدخله النسخ:
● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:

-تفسير القرآن:
-الأحكام الفقهية:



تلخيص المسائل
● ثبوت الناسخ والمنسوخ في القرآن.
قوله تعالى: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} :
أي يبدّل الله من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وهو محفوظ في أم الكتاب.[ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]
● أهمية و فضل علم الناسخ والمنسوخ .
-معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً.
قال تعالى:{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}،" فالمعرفة بالقرآن يتضمن معرفة ناسخه ومنسوخه ،ومحكمه ومتشابهه ،ومقدّمه ومؤخّره، وحلاله وحرامه ،وأمثاله.[ذكره أبو عبيدالقاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]

- وصف الناسخ بالمحكم دلالة على أهميته وفضله.
روي عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ}
المحكمات: يدخل ضمنها
الناسخ والحلال والحرام والفرائض..وغيرها.
، والمتشابهات: يدخل ضمنها :
منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به. [ذكره أبو عبيد القاسم /الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز]

-ضروري في تتمة باب الاجتهاد.
فمعرفته من فوائد النقل الذي هو الركن الأعظم في باب الاجتهاد [ذكره أبو عبدالله بن محمد بن حزم الأندلسي في الناسخ والمنسوخ لابن حزم]

-ما يدل على وجوب تعليمه.
*ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في رجل تحلقه الناس في المسجد ولم يكن عنده علم في الناسخ والمنسوخ ،فقال له: قال لا قال هلكت وأهلكت.[ذكره هبة الله المقري /الناسخ والمنسوخ للمقري]
*ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ.
قال له: (هل تدري الناسخ من المنسوخ؟)فقال: لا،فقال له: (هلكت وأهلكت).[ذكره أبو الحسن بن إبراهيم بن غنائم/في الناسخ والمنسوخ المنسوب للزهري-ويعتبر من منهج السلف رضوان الله عليهم.
قال السلف : منلم يكن عنده دراية في الناسخ والمنسوخ يعتبر عند السلف جاهلا.[ذكره المقري /في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة]
-يعتبر مرجع في الأحكام، لدرء الخلط بين الأمر بالنهي ،والحلال بالحرام.
الناسخ والمنسوخ من الأنواع المهمة التي يرجع إليها في الأحكام[ذكره البلقيني /مواقع النجوم]
(إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ ..[ذكره ابن حزم /الناسخ والمنسوخ لابن حزم]
-حرص أهل العلم على تعلمه.
أثر محمد بن سيرين:جهدت أن أعلم النّاسخ من المنسوخ ..[ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن]
-وُضعت فيه مصنفات ومؤلفات.
ليسهل تعلمه وتذكاره [ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ]


●بيان ما يدخله النسخ:
- يدخل في الأحكام من الأوامر والنواهي والحدود والعقوبات . [ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح].
- يدخل في الأخبار الّتي معناها الأمر والنّهي .
مثل قوله تعالى:
{الزّاني لا ينكح إلّا زانيةً أو مشركةً والزانية لا ينكحها إلّا زان أو مشرك}.[
ذكره هبة الله بن سلامة المقرئ في الناسخ والمنسوخ].

- نسخ بعض الأحكام ثابت بالأدلة الصحيحة، وخالف في ذلك بعض أهل البدع فأنكروا وجود النسخ. [ذكره هبة الله بن سلامة المقريء في الناسخ والمنسوخ]

●بيان ما لا يدخله النسخ:
- لا يجوز أن يقع النسخ في الأخبار المحضة .
مثل
ما أخبرنا الله تعالى عنه أنه سيكون أو أنه كان أو وعدنا به ، أو قصّ علينا من أخبار الأمم الماضية، وما قصّ علينا من أخبار الجنة والنار والحساب والعقاب والبعث والحشر.. [ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح.]
-الأخبار لا يدخلها النّسخ، لأنّ نسخ الأخبار كذبٌ وحوشي القرآن من ذلك. [ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن عن ابن عقيل].


● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:
-تفسير القرآن:
لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ .
دليله.
*إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ،بقوله "هلكت وأهلكت"[ذكره الزركشي /البرهان]
-الأحكام الفقهية:
*أثر حذيفة رضي الله عنه : إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه،[ذكره أبو الفرج ابن الجوزي /في نواسخ القرآن]

أمل عبد الرحمن 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م 01:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 204490)
●فضل علم الناسخ والمنسوخ ●
عناصر الموضوع:
●ثبوت الناسخ والمنسوخ في القرآن.
● أهمية وفضل علم الناسخ والمنسوخ .

●بيان ما يدخله النسخ.
●بيان ما لا يدخله النسخ:
● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من:

-تفسير القرآن:
-الأحكام الفقهية:



تلخيص المسائل
● ثبوت الناسخ والمنسوخ في القرآن.
قوله تعالى: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} :
أي يبدّل الله من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله، وهو محفوظ في أم الكتاب.[ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]
● أهمية و فضل علم الناسخ والمنسوخ .
-معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً.
قال تعالى:{ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}،" فالمعرفة بالقرآن يتضمن معرفة ناسخه ومنسوخه ،ومحكمه ومتشابهه ،ومقدّمه ومؤخّره، وحلاله وحرامه ،وأمثاله.[ذكره أبو عبيدالقاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ في القرآن]

- وصف الناسخ بالمحكم دلالة على أهميته وفضله.
روي عن ابن عباس في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ}
المحكمات: يدخل ضمنها
الناسخ والحلال والحرام والفرائض..وغيرها.
، والمتشابهات: يدخل ضمنها :
منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به. [ذكره أبو عبيد القاسم /الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز]

-ضروري في تتمة باب الاجتهاد.
فمعرفته من فوائد النقل الذي هو الركن الأعظم في باب الاجتهاد [ذكره أبو عبدالله بن محمد بن حزم الأندلسي في الناسخ والمنسوخ لابن حزم]
-ما يدل على وجوب تعليمه.
*ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في رجل تحلقه الناس في المسجد ولم يكن عنده علم في الناسخ والمنسوخ ،فقال له: قال لا قال هلكت وأهلكت.[ذكره هبة الله المقري /الناسخ والمنسوخ للمقري]
*ما روي عن ابن عبّاس بمثل خبر عليّ في الإنكار على من يقصّ وهو لا يعرف الناسخ والمنسوخ.
قال له: (هل تدري الناسخ من المنسوخ؟)فقال: لا،فقال له: (هلكت وأهلكت).[ذكره أبو الحسن بن إبراهيم بن غنائم/في الناسخ والمنسوخ المنسوب للزهري-ويعتبر من منهج السلف رضوان الله عليهم.
قال السلف : منلم يكن عنده دراية في الناسخ والمنسوخ يعتبر عند السلف جاهلا.[ذكره المقري /في الناسخ والمنسوخ لابن سلامة]
-يعتبر مرجع في الأحكام، لدرء الخلط بين الأمر بالنهي ،والحلال بالحرام.
الناسخ والمنسوخ من الأنواع المهمة التي يرجع إليها في الأحكام[ذكره البلقيني /مواقع النجوم]
(إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ ..[ذكره ابن حزم /الناسخ والمنسوخ لابن حزم] لماذا لم تذكري الأثر بنصه؟
-حرص أهل العلم على تعلمه.
أثر محمد بن سيرين:جهدت أن أعلم النّاسخ من المنسوخ ..[ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن]
-وُضعت فيه مصنفات ومؤلفات.
ليسهل تعلمه وتذكاره [ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ]

●بيان ما يدخله النسخ:
- يدخل في الأحكام من الأوامر والنواهي والحدود والعقوبات . [ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح].
- يدخل في الأخبار الّتي معناها الأمر والنّهي .
مثل قوله تعالى:
{الزّاني لا ينكح إلّا زانيةً أو مشركةً والزانية لا ينكحها إلّا زان أو مشرك}.[
ذكره هبة الله بن سلامة المقرئ في الناسخ والمنسوخ].

- نسخ بعض الأحكام ثابت بالأدلة الصحيحة، وخالف في ذلك بعض أهل البدع فأنكروا وجود النسخ. [ذكره هبة الله بن سلامة المقريء في الناسخ والمنسوخ]

●بيان ما لا يدخله النسخ:
- لا يجوز أن يقع النسخ في الأخبار المحضة .
مثل
ما أخبرنا الله تعالى عنه أنه سيكون أو أنه كان أو وعدنا به ، أو قصّ علينا من أخبار الأمم الماضية، وما قصّ علينا من أخبار الجنة والنار والحساب والعقاب والبعث والحشر.. [ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح.]
-الأخبار لا يدخلها النّسخ، لأنّ نسخ الأخبار كذبٌ وحوشي القرآن من ذلك. [ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن عن ابن عقيل].
الموضوع الرئيس هو فضل الناسخ والمنسوخ فيقتصر على مسائله المتعلقة به.

● علاقة الناسخ والمنسوخ بكل من: هذه المسألة يمكن توزيعها على المسائل السابقة، وإن أردت فصلها فيمكن تغيير العنوان لتتبين علاقته بموضوع الملخص فنقول مثلا:
تعلم الناسخ والمنسوخ شرط في التصدر في كل من:
- تفسير القرآن:
لا يجوز لأحد أن يفسر كتاب الله إلا بعد أن يعرف منه الناسخ والمنسوخ .
دليله.
*إنكار عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه على القاصّ الذي لا يعرف الناسخ والمنسوخ،بقوله "هلكت وأهلكت"[ذكره الزركشي /البرهان]
-الأحكام الفقهية:
*أثر حذيفة رضي الله عنه : إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه،[ذكره أبو الفرج ابن الجوزي /في نواسخ القرآن]


أحسنت يا هبة بارك الله فيك ونفع بك.
وأنت من أفضل من رأيته استفاد من مهارات التلخيص زادك الله من فضله.
وأوصيك أن تستفيدي منها في طريقة تحضير الدروس وإعدادها في واقعك عموما - وهذا ما يظهر بالفعل- ، ولا تكون مجرد تكاليف تقدم للمعهد فحسب.
ينتبه فقط للمسائل التي تتصل بموضوع الملخص والمسائل الاستطرادية التي تتصل بعناصر أخرى.
وينتبه إلى تقديم ما أثر عن الصحابة والتابعين عن كلام غيرهم ممن جاء بعدهم من أهل العلم في المسألة الواحدة.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 94 %
وفقك الله

هبة الديب 4 رمضان 1436هـ/20-06-2015م 04:07 PM

مسائل محاضرة بلغة المفسر من علوم الحديث
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل المحاضرة :

-بيان المراد من المحاضرة :
-مقدمات الموضوع:

* الفرق بين الإنشاء والخبر:
* ما تتضمنته كتب التفسير منها:
* كيفية التعامل مع كل منها :
* ما تميزت به أمتنا في مبدأ التثبت عن غيرها من الأمم.

-بيان قواعد تفسير القرآن:
*بيان استخدام هذه الأوجه .
- أمثلة على تفاسير فسرت القرآن بالسنة النبوية .
-بعض كتب الأحاديث التي أفردت كتابًا بأكمله للتفسير:
-دلالة عناية العلماء بذكر الأسانيد في التفسير:
- هل يلزم من دلالة حرص السلف على تطبيق منهج المحدثين في كل شيء؟
- كيفية التعامل مع المرويات في التفسير:
- خطورة عدم تطبيق قواعد المحدثين في التفسير :
-لا فرق بين التعامل مع مرويات التفسير والمرويات التي تروى في جميع أبواب الدين.

‘‘ مثال:
*الخلاصة:
- متى يحتاج إلى تطبيق قواعد المحدثين في التفسير؟
-من الموضوعات التي يجب ضبطها في التفسير:

* التدبر:
*أبواب الاعتقاد:
*الروايات الإسرائيلية:

‘‘مثال:
#التعليق عليها:
#القاعدة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في المرويات عن بني إسرائيل:

‘‘مثال:
- اقتراح دمج الأحاديث والمرويات الصحيحة في كتب التفسير:
‘‘مثال على المرويات الصحيحة في التفاسير.
- تعامل علماء الحديث مع ضوابط قبول الأخبار وردها:
-دلالة لفظ الحسن في المرويات:

* أسباب الضعف في المرويات:
*الشائع عند الناس في الطعن في الراوي:
‘‘مثال :
-إنشاء علم العلل:
- بعض الأحكام قد يتساهل بها في ضعف الروايات:
-قواعد المحدثين :

‘‘من الأمثلة على الفضائل:
- س:هل يعتبر استنباط اللطائف التفسيرية تساهلا في تطبيق قواعد المحدثين؟
‘‘العلة في التساهل:
- القواعد الضابطة التي يحتاجها المفسر والطريقة العمل بها:
‘‘مثال:
- التعامل مع مستدرك " عبدالله بن أبي حاتم" .
-بيان كيف تسند الروايات الكاذبة لمن عرفوا بالصلاح، وكيفية التعامل معها:

‘‘مثال:
- طريقة التعامل مع المراسيل:
*أنواع المراسيل:
‘‘ مثل:
*درجات قبول المراسيل:
- نشأة الوضع في علم الحديث:
*ممن يؤخذ عنهم الإسناد :
-كيفية التعامل مع الحديث الضعيف ذو الأصل الذي يتضمن حكما :
‘‘مثال :
-حكم الأخذ بالإسناد المعنعن:
*أبرز شروطه:
* الشروط التي يجب توفرها لقبول الاسناد الناقص في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي:

- الفرق بين رواية الحديث الضعيف والعمل بالحديث الضعيف:




تلخيص المسائل:
-بيان المراد من المحاضرة :
أراد فضيلة الشيخ -باركه الله - بيان ما يتوجب على المفسر العلم به من علوم الحديث كحد أدنى ، أو بلفظة أخرى ( ما لا يسع المفسر جهله من علوم الحديث ).

-مقدمات الموضوع:
* الفرق بين الإنشاء والخبر:
الإنشاء :لا يحتاج لميدأ التثبت ؛ لكن قد يحتاج إلى رد من منطلق عقدي أو أصولي ؛إذا عبر عن رأي مرفوض أو رأي عليه تحفظ.
الخبر : يحتاج لضبطه وفق ما وضع له من قواعد؛ لتمييز الصحيح من غيره ، والمقبول من المردود.

* ما تتضمنه كتب التفسير منها:
لا تخلو كتب التفسير من الإنشاء والخبر ،فليس مقتصرا على أحدهما.

* كيفية التعامل مع كل منها :
# بالنسبة للإنشاء:
ينظر إليه وفق ما وضع المفسرون من الضوابط له لقبول التفسير:
مثل: موافقته للغة العرب؛ وليس هناك ما يعترضه ؛فهذا لا يحتاج لمبدأ التثبت.
مثال :تفسير قوله تعالى {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} :
فقد فسرها بعض السلف:أن الصر هو.
البْرد وقيل البَرد وقيل أنه الصوت والحركة وقيل أنه ريح فيها نار ، [فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر، ولا يلتفت لقائله]

# بالنسبة للخبر:
يكون العمل فيه كمنهج كل الأمم في التثبت من الأخبار ، فلكل أمة طريقتها وقواعدها، لا تستغني عن التثبت، فهو مبدأ عقلي لا شك فيه.

* ما تميزت به أمتنا في مبدأ التثبت عن غيرها من الأمم.
تميزت أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن غيرها من الأمم في قضية التثبت وهو الإسناد ، فالإسناد من خصائصها، لم تعرفه أمة غيرها.

-بيان قواعد تفسير القرآن:
يفسر القرآن على أوجه:
1. تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك.
2.تفسير القرآن بالسنة.
3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4.تفسير القرآن بأقوال التابعين.
5. تفسير القرآن بلغة العرب.

*بيان استخدام هذه الأوجه .
بيَّن فضيلة الشيخ باركه الله أن أفضل هذه الأوجه استخداما هو تفسير القرآن بالقرآن ،لكن لا يكون ذلك في جميع آيات القرآن ، لأن الكثير من الآيات لا تجد لها تفسيرا في كتاب الله نفسه.
من جهة أخرى يتم اللجوء إلى السنة النبوية لتفسير الكثير من آيات الله .

- أمثلة على تفاسير فسرت القرآن بالسنة النبوية .
من كتب التفاسير التي وضعها الأئمة والتي تروي بالإسناد مثل:
تفسير عبد الرزاق، تفسير سفيان الثوري، تفسير ابن جرير الطبري، تفسير ابن المنذر، تفسير سعيد بن منصور، تفسير ابن أبي حاتم، وغيرها من كتب التفسير المسندة.

-بعض كتب الأحاديث التي أفردت كتابًا بأكمله للتفسير:
مثل صحيح البخاري ، و صحيح مسلم، و جامع الترمذي، و في السنن الكبرى للنسائي، ومستدرك أبي عبد الله الحاكم وغيرها.

-دلالة عناية العلماء بذكر الأسانيد في التفسير:
يدل عناية العلماء بذكر الأسانيد في التفسير على أن التعامل مع كتاب الله كالعناية بباقي القضايا الشرعية التي تحتاج لأدلة الإثبات بذكر الأسانيد، كما يدل على حرصهم على ذكر السانيد هو استخدامهم لأدوات الكتابة على الرغم من شحها حينئذ.

- هل يلزم من دلالة حرص السلف على تطبيق منهج المحدثين في كل شيء؟
ذكر الشيخ أنَّ طبيق منهج المحدثين أصل لا بد منه ؛ ولكن قد يحتاج إلى التخفيف في مقام التخفيف ؛وإلا فالأولى بقاؤه.

- كيفية التعامل مع المرويات في التفسير:
بعد أن ذكر الشيخ ضرورة اتباع منهج المحدثين في الإسناد ،ذكر ان ما كان من السانيد صحيحا لا شك فيه ،فإننا نأخذ به ،وما وجدنا في سلسلته شك ؛نتريث ونتعامل معه بضوابط معينة .

- خطورة عدم تطبيق قواعد المحدثين في التفسير :
إنَّ عدم تطبيق قواعد المحدثين ، سيؤدي لشيوع الفوضى وتعم البلوى، وكل سيدلو بدلوه ،مما يفسد المعنى الحقيقي لمراد الله .

-لا فرق بين التعامل مع مرويات التفسير والمرويات التي تروى في جميع أبواب الدين.
دلت كتب العلل على أنه لا فرق بين التعامل مع مرويات التفسير والمرويات التي تروى في جميع أبواب الدين، فكما أنَّ المحدثين يعلون بعض المرويات في كتب الطهارة والصلاة وغيرها ؛يعلون في مرويات التفسير .
فمثلا: أفرد ابن أبي حاتم كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" يتضمن أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وآثار التابعين لها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.

‘‘مثال:
ما ذكره ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف بن موسى قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة -يعني بتلك المرأة- على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هُدبة -يعني كأنه هُدبة ثوب- فذكر ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه: هذا خطأ.
بينما قيل حدثنا ابن أبي عمر؛ قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.

فأصبح هذا الحدبث له أقوال:
فمنهم من رآه صار مرسلاً؛ فصار فيه اختلاف على سفيان بن عيينة في إسناده
ومنهم من يرويه بإسناد على شرط الشيخين، مثل ما جاء في رواية عبيد الله بن موسى عن سفيان ابن عيينة.
ومنهم من يرويه على أنه عن يحيى بن جعدة مرسلاً مثل ما رواه ابن أبي عمر وغيره.
ورأى الإمام أحمد أنه منكر.
...الخ من الأقوال.

*الخلاصة:
لا يمكن التساهل فيما يجب التشديد فيه من قواعد المحدثين ، وإنما قد يكون التساهل ، فيما يتعلق بلغة العرب ،لأن الأمر فيه واسع.

- متى يحتاج إلى تطبيق قواعد المحدثين في التفسير؟
إن كانت الرواية تتضمن حكمًا يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه.

-من الموضوعات التي يجب ضبطها في التفسير:
* التدبر: فتدبر القرآن يحكمه قواعد وليس على إطلاقه .
إذا كان تدبر القرآن مبني على أساس سليم مفهوم عند العرب ، لا يخرج عن قواعده في الاعتقاد والفقه وغيره؛ فهو مقبول .
وهو أمر من الله تعالى لعباده بتدبر آياته ،فقال جل شأنه :{ أفلا يتدبرون القرآن }ولكن لا يخرج عن المعنى ويأول لغيره ، كما قيل في قوله تعالى :{إنَّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} فقالوا بتدبرهم أن المراد عائشة رضي الله عنه ،والعياذ بالله من قولهم ،فهذا مستقبح وكذب وبهتان ،وعلى صاحبه أن يتوب وإلا يقام عليه الحد.

*أبواب الاعتقاد:
مثل ما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فلا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليها،كيلا يكون الدين عرضة للوضع والكذب،ولكان ذريعة لأولئك الذين يريدون وضع ما شاءوا فيه ويقولون إنه من التفسير.

*الروايات الإسرائيلية:
من المهم تطبيق قواعد المحدثين على تلك الروايات في التفسير ، وخصوصا إن كانت منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أو للصحابة رضوان الله عليهم ، فمن المهم الجمع بين الحديث والتفسير كما فعل ابن كثير رحمه الله ،فقد كان إذا مر على بعض هذه الأحاديث أو الروايات التي فيها ما يستدعي تطبيق قواعد المحدثين طبقها، ولم يقل إن هذا مما يسع فيه الأمر.
‘‘مثال:
من الروايات التي قيلت في قوله تعالى :{ببابل هاروت وماروت}.
قيل أنهما ملكان سخرا ببني آدم وما يصعد إلى الرب جل وعلا من عصاة بني آدم وأن الله جل وعلا ابتلاهما فأهبطهما إلى الأرض، وابتلاهما بامرأة يقال لها الزهرة، وأنهما شربا الخمر، وقتلا الغلام، وفجرا بالزهرة هذه، ثم إنها مسخت في هذا الكوكب، أو إلى هذا الكوكب الذي نراه في السماء وهو كوكب الزهرة.

#التعليق عليها:
هذه الرواية جاءت في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- وحاول ابن حجر في القول المسدد واجتهد في محاولة الدفاع عن هذا ليثبت أن له أصلا يعود على الصحابي إما ابن عمر أو عدالله بن عمرو بن العاص، لكن أثبت فضيلة الشيخ بانها رواية لا تصح وفصل ذلك في تفسير سعيد بن منصور.

والصواب ما ذكره ابن كثير أنهما تعود للزاملتين اللتين أصابهما عبدالله بن عمرو بن العاص يوم اليرموك، عليهما أحمال من كتب أهل الكتاب فصار يقرأ من هذه الكتب ويحدث بها.

#القاعدة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في المرويات عن بني إسرائيل:
- قال صلى الله عليه وسلم:"لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" والتوقف فيما لا نستدل عليه بصدق ولا كذب.
-قال صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"؛ جواز التحدث عن بني إسرائيل فيما لا نعلم صدقها أو كذبها ؛مع ضرورة الانتباه لعدم التسليم بصحتها.
‘‘مثال:
التشوق فيما لم يفصل فيه القرآن من القصص ؛ كمعرفة عدة أصحاب أهل الكهف ، أو لون كلبهم ..وغير ذلك، فقد سمحت الشريعة به.

- اقتراح دمج الأحاديث والمرويات الصحيحة في كتب التفسير:
‘‘مثال على المرويات الصحيحة في التفاسير.
معنى الظلم في قوله تعالى :{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } ؛ فقد تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}".
فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}؛فالظلم الذي أريد به هو الشرك.

- تعامل علماء الحديث مع ضوابط قبول الأخبار وردها:
1- التخفيف في بعض الأحيان من هذه الضوابط في إطلاق لفظ الحسن على بعض المرويات ؛مع التأكيد على أن لفظ الحسن ليس الذي أراده ابن الصلاح؛وإنما المعنى القديم له .
مثل ما كان موجودا كلام عروة بن الزبير وهو من التابعين، وكان يوجد في عصر أتباع التابعين كشعبة، و عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي والإمام أحمد،و غيرهم.
2- رد رواية من دلس لهوى وافقه كمن هو موصوف بالتشيع.

-دلالة لفظ الحسن في المرويات:
تدل لفظة الحسن في كثير من الأحيان على ما فيه ضعف ،ولكن ضعف يتساهل به.

* أسباب الضعف في المرويات:
1- إما بسبب سقط في الإسناد.
2-أو طَعْن في الراوي ؛إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته.

*الشائع عند الناس في الطعن في الراوي:
يغفل كثير من الناس أن صفة الراوية تعد أيضا سببا في الطعن ؛فالمشهور عندهم الطعن في عدالة الراوي أو حفظه .
مثال :
صفة رواية عبيد الله بن موسى فيما سبق عن سفيان بن عيينة، ويبدو أن عبيد الله بن موسى هو الذي يتحمّل تبعة الخطأ في تلك الرواية، حتى إن الإمام أحمد شدّد - كما رأينا - ووصفها بأنها كذب، فليس معنى هذا أن عبيد الله بن موسى يمكن أن يكذب، عبيد الله بن موسى عدْل في نفسه، وهو موثوق أيضا بالحفظ، ولكن تُكلم في حفظه، في بعض رواياته، وهذا لا يمكن إطلاقا أن يكون عن عمد من عبيد الله بن موسى، ولكن يمكن أن يكون بأحد سببين:
1-إما على سبيل الوهم .
2-وإما أن يكون عبيد الله بن موسى أَسْقَط من الإسناد.
3- أو تحميل العلّة على الإسناد المعنعن

-إنشاء علم العلل:
أُنشئ علم العلل لبيان أوهام الثقات في الإسناد.

- بعض الأحكام قد يتساهل بها في ضعف الروايات:
مثل فضائل الأعمال:
إذا كان للحكم أصل فإنهم يتساهلون فيه ،ومن أمثلة ذلك:
مثل :فضل صلاة الجماعة ؛ والأصل في صلاة الجماعة أن لها أصل وأدلة صحيحة ،وتأتي فضائلها من باب الترغيب فيها والترهيب من تركها.

-قواعد المحدثين :
1-هناك عبارة مشتهرة عند سفيان الثوري وعبدالله بن المبارك والإمام أحمد وغيرهم ،واعتبرت قاعدة عند المحدثين وهي:
(إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم ، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا)

‘‘ومن الأمثلة على الفضائل:
فضائل الصحابة، فضائل القرآن، فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك,

2- يجوز التدبر والاستنباط مع ما وافق لسان العرب وهو ما يعرف ب اللطائف التفسيرية.

- س:هل يعتبر استنباط اللطائف التفسيرية تساهلا في تطبيق قواعد المحدثين؟
الأصل أن تطبق قواعد المحدثين على المرويات، ولكن يمكن أن يتسامح في قبول بعض المرويات.

‘‘ مثل: رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، بل أشد من ذلك، من قبول رواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية.

‘‘العلة في التساهل:
لعدم تضمنها لأحكام ، لأن الأحكام تحتاج لأصل ثابت يدعمه ويقويه ، وإنما تساهلوا في قبولها لأنها بيان لمعاني الآيات .

- القواعد الضابطة التي يحتاجها المفسر والطريقة العمل بها:
1) النظر في أحكام الأئمة على الروايات الموجودة لدى المفسر.
‘‘مثال:
كتاب العلل لابن أبي حاتم/ كتاب العلل للترمذي / كتاب العلل للدارقطني.
فإن وجد من هذه المرويات ما أعلها العلماء ، فلا يستدل بها ولا يستشهد وينبه عليها،والعكس كذلك يذكر الروايات التي صححها الأئمة سمواء كانت في كتب الصحيح أو صححت في كتب أخرى مثل الترمذي ولم تخالف من قبل أحد.

- التعامل مع مستدرك " عبدالله بن أبي حاتم" .
1-نبه علماء الحديث في كتاب المصطلح بأنه لا بد من النظر في أسانيد (أبي عبد الله الحاكم) ولا يكتفى بحكمه، وذلم لأن الذهبي لم يتعقبه في كل شيء
2-عند النظر في كتاب التفسير في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم )عليه أن يبذل جهدا آخر، يحاول التتبع فيمن تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين.
3- الحرص عند التتبع لروايات أبي عبدالله الحاكم ،عدم الاعتماد على الأئمة الذين عرفوا بالتساهل، أو لهم منهج في التصحيح واسع مثل: (ابن حبان ،).
4- ينبغي اللجوء إلى أئمة أشد تطبيقاً لقواعد المحدثين .
5-إن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ في حال عدم تمكنه من الأئمة المنضبطين في أحكام المحدثين ؛مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.
6-الاستعانة بطلبة العلم المتمكنيين من بالحكم على الأحاديث،أو المشايخ الكبار.
وكل ذلك من باب الحيطة ..

-بيان كيف تسند الروايات الكاذبة لمن عرفوا بالصلاح، وكيفية التعامل معها:
بين فضيلة الشيخ أنه قد يجري الكذب على ألسنتهم ؛لكن لا يتعمدونه،فيكون من باب التوهم وليس العمد.
‘‘مثال:
ما أشار إليه مسلم بن الحجاج أيضا، حينما نقل عن عبد الله بن المبارك، في قصته مع عباد بن كثير، وذهابه إلى شيخيه، الإمام مالك وسفيان الثوري -رحمة الله تعالى على الجميع- وقال: "إنّ عباد بن كثير ممن تعلمون حاله، وإذا حدّث حدّث بأمر عظيم، أفترون أن نبيّن حاله؟" قالا: "بلى، بيّن حاله."، فكان عبد الله بن المبارك، إذا ذكر عباد بن كثير في مجلس، أثنى عليه في دينه، ثمّ بيّن مكانته في الحديث -أو بيّن ما يؤخذ عليه في الحديث-.
‘‘والتعامل معها يكون ب :
التعامل الوسط بحيث يبين الخطأ أو الكذب ،ويبين أن صاحبه لم يتعمد ذلك ،وهذا ما فعله عبدالله بن المبارك.

- طريقة التعامل مع المراسيل:
*أنواع المراسيل:
1- منها ما يمكن أن يتقوى به ، فهذه تقبل؛إذا وافقت الشروط.
2- منها ما لا يمكن أن يتقوى به ،فهذه لا تقبل .
‘‘ مثل:
ما جاء في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، أيضا كون هذه الآية وردت في الوليد بن عتبة ؛وهذا لا ينفي أنه قد تقع من الوليد شيء من الهنات،لما ورد أن عثمان جلده الحد؛فكيف يكون بلغ به الأمر أن يرسله النبي صلى الله عليه وسلم، ليأخذ زكاة بني المصطلق، ثم يأتي ويكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

*درجات قبول المراسيل:
1-مقبوله بشروطها ؛مثل كبار التابعين :سواء كانوا مخضرمين مثل:كعبيد الله بن عدي بن الخيار ، وغير المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه-.
2- في مراسيلهم تفصيل ؛فمنهم من يرد ومنهم من يقبل ومنهم من يفصل في ،مثل الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين،
3- رديئة: مثل صغار التابعين كقتادة ومجاهد والزهري ونحوهم.

- نشأة الوضع في علم الحديث:
نشأ بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ؛قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم).
*ممن يؤخذ عنهم الإسناد :
ينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.

-كيفية التعامل مع الحديث الضعيف ذو الأصل الذي يتضمن حكما :
إذا تتضمن الحديث الضعيف زيادة حكم شرعي، واتفق مع الحديث الأصل في باقي اللفظ أو في باقي المعنى، فلا تقبل زيادته.

‘‘مثال :
قصة ثمامة بن أثال رضي الله تعالى عنه ،فقد ذكر في مصنف عبد الرزاق ت أنها ضمنت حكما من أحكام الطهارة، وهو الاغتسال لمن أسلم ،وهذه لا توجد في صحيح البخاري، فهذه لا تقبل بحذافيرها ،و إنما يقبل منها ما وافق الذي في صحيح البخاري، وأما الزيادة فهذه يحكم عليها بما يناسبها، فقد تكون زيادة شاذة أو منكرة.

-حكم الأخذ بالإسناد المعنعن:
# منهم من لا يقبل بالأخذ به ،مثل شعبة بن الحجاج، ويقولون: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهو خلٌّ وبقل -يعني ليس له قيمة-.
#قبوله للضرورة ، فوضعوا لقبوله تلك الشروط المعروفة

*أبرز شروطه:
1- الاشتراط اللُّقي أو (الاكتفاء بالمعاصرة)، وهذا اختلف فيه.
2-شرط البخاري وشرط مسلم، مما حصل فيه الخلاف
3-أن يكون الراوي عَرِيًّا عن وصمة التدليس أو بريئاً من وصمة التدليس.

* الشروط التي يجب توفرها لقبول الاسناد الناقص في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي:
1-أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
2-أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.

- الفرق بين رواية الحديث الضعيف والعمل بالحديث الضعيف:
فرواية الحديث الضعيف لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً، مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف، فبعض أهل العلم قالوا: مثل: أن يقول: رُوِيَ، أو غير ذلك من صيغ التمريض. بعضهم قال: لا بأس إذا روى بالإسناد، فإن من أسند فقد أحالك -يعني أحالك على الإسناد- وليس الموضوعات التي يتضمنها الحديث .

الحمد لله /تم بفضله

أمل عبد الرحمن 15 رمضان 1436هـ/1-07-2015م 09:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه الديب (المشاركة 208997)
بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل المحاضرة :

-بيان المراد من المحاضرة :
-مقدمات الموضوع:

* الفرق بين الإنشاء والخبر:
* ما تتضمنته كتب التفسير منها:
* كيفية التعامل مع كل منها :
* ما تميزت به أمتنا في مبدأ التثبت عن غيرها من الأمم.

-بيان قواعد تفسير القرآن:
*بيان استخدام هذه الأوجه .
- أمثلة على تفاسير فسرت القرآن بالسنة النبوية .
-بعض كتب الأحاديث التي أفردت كتابًا بأكمله للتفسير:
-دلالة عناية العلماء بذكر الأسانيد في التفسير:
- هل يلزم من دلالة حرص السلف على تطبيق منهج المحدثين في كل شيء؟
- كيفية التعامل مع المرويات في التفسير:
- خطورة عدم تطبيق قواعد المحدثين في التفسير :
-لا فرق بين التعامل مع مرويات التفسير والمرويات التي تروى في جميع أبواب الدين.

‘‘ مثال:
*الخلاصة:
- متى يحتاج إلى تطبيق قواعد المحدثين في التفسير؟
-من الموضوعات التي يجب ضبطها في التفسير:

* التدبر:
*أبواب الاعتقاد:
*الروايات الإسرائيلية:

‘‘مثال:
#التعليق عليها:
#القاعدة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في المرويات عن بني إسرائيل:

‘‘مثال:
- اقتراح دمج الأحاديث والمرويات الصحيحة في كتب التفسير:
‘‘مثال على المرويات الصحيحة في التفاسير.
- تعامل علماء الحديث مع ضوابط قبول الأخبار وردها:
-دلالة لفظ الحسن في المرويات:

* أسباب الضعف في المرويات:
*الشائع عند الناس في الطعن في الراوي:
‘‘مثال :
-إنشاء علم العلل:
- بعض الأحكام قد يتساهل بها في ضعف الروايات:
-قواعد المحدثين :

‘‘من الأمثلة على الفضائل:
- س:هل يعتبر استنباط اللطائف التفسيرية تساهلا في تطبيق قواعد المحدثين؟
‘‘العلة في التساهل:
- القواعد الضابطة التي يحتاجها المفسر والطريقة العمل بها:
‘‘مثال:
- التعامل مع مستدرك " عبدالله بن أبي حاتم" .
-بيان كيف تسند الروايات الكاذبة لمن عرفوا بالصلاح، وكيفية التعامل معها:

‘‘مثال:
- طريقة التعامل مع المراسيل:
*أنواع المراسيل:
‘‘ مثل:
*درجات قبول المراسيل:
- نشأة الوضع في علم الحديث:
*ممن يؤخذ عنهم الإسناد :
-كيفية التعامل مع الحديث الضعيف ذو الأصل الذي يتضمن حكما :
‘‘مثال :
-حكم الأخذ بالإسناد المعنعن:
*أبرز شروطه:
* الشروط التي يجب توفرها لقبول الاسناد الناقص في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي:

- الفرق بين رواية الحديث الضعيف والعمل بالحديث الضعيف:




تلخيص المسائل:
-بيان المراد من المحاضرة :
أراد فضيلة الشيخ -باركه الله - بيان ما يتوجب على المفسر العلم به من علوم الحديث كحد أدنى ، أو بلفظة أخرى ( ما لا يسع المفسر جهله من علوم الحديث ).

-مقدمات الموضوع:
* الفرق بين الإنشاء والخبر:
الإنشاء :لا يحتاج لميدأ التثبت ؛ لكن قد يحتاج إلى رد من منطلق عقدي أو أصولي ؛إذا عبر عن رأي مرفوض أو رأي عليه تحفظ.
الخبر : يحتاج لضبطه وفق ما وضع له من قواعد؛ لتمييز الصحيح من غيره ، والمقبول من المردود.

* ما تتضمنه كتب التفسير منها:
لا تخلو كتب التفسير من الإنشاء والخبر ،فليس مقتصرا على أحدهما.

* كيفية التعامل مع كل منها :
# بالنسبة للإنشاء:
ينظر إليه وفق ما وضع المفسرون من الضوابط له لقبول التفسير:
مثل: موافقته للغة العرب؛ وليس هناك ما يعترضه ؛فهذا لا يحتاج لمبدأ التثبت.
مثال :تفسير قوله تعالى {رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ} :
فقد فسرها بعض السلف:أن الصر هو.
البْرد وقيل البَرد وقيل أنه الصوت والحركة وقيل أنه ريح فيها نار ، [فهذا كله من باب الإنشاء وليس من باب الخبر، ولا يلتفت لقائله]

# بالنسبة للخبر:
يكون العمل فيه كمنهج كل الأمم في التثبت من الأخبار ، فلكل أمة طريقتها وقواعدها، لا تستغني عن التثبت، فهو مبدأ عقلي لا شك فيه.

* ما تميزت به أمتنا في مبدأ التثبت عن غيرها من الأمم.
تميزت أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن غيرها من الأمم في قضية التثبت وهو الإسناد ، فالإسناد من خصائصها، لم تعرفه أمة غيرها.

-بيان قواعد تفسير القرآن:
يفسر القرآن على أوجه:
1. تفسير القرآن بالقرآن: مثلما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم بالشرك.
2.تفسير القرآن بالسنة.
3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4.تفسير القرآن بأقوال التابعين.
5. تفسير القرآن بلغة العرب.

*بيان استخدام هذه الأوجه .
بيَّن فضيلة الشيخ باركه الله أن أفضل هذه الأوجه استخداما هو تفسير القرآن بالقرآن ،لكن لا يكون ذلك في جميع آيات القرآن ، لأن الكثير من الآيات لا تجد لها تفسيرا في كتاب الله نفسه.
من جهة أخرى يتم اللجوء إلى السنة النبوية لتفسير الكثير من آيات الله .

- أمثلة على تفاسير فسرت القرآن بالسنة النبوية .
من كتب التفاسير التي وضعها الأئمة والتي تروي بالإسناد مثل:
تفسير عبد الرزاق، تفسير سفيان الثوري، تفسير ابن جرير الطبري، تفسير ابن المنذر، تفسير سعيد بن منصور، تفسير ابن أبي حاتم، وغيرها من كتب التفسير المسندة.

-بعض كتب الأحاديث التي أفردت كتابًا بأكمله للتفسير:
مثل صحيح البخاري ، و صحيح مسلم، و جامع الترمذي، و في السنن الكبرى للنسائي، ومستدرك أبي عبد الله الحاكم وغيرها.

-دلالة عناية العلماء بذكر الأسانيد في التفسير:
يدل عناية العلماء بذكر الأسانيد في التفسير على أن التعامل مع كتاب الله كالعناية بباقي القضايا الشرعية التي تحتاج لأدلة الإثبات بذكر الأسانيد، كما يدل على حرصهم على ذكر السانيد هو استخدامهم لأدوات الكتابة على الرغم من شحها حينئذ.

- هل يلزم من دلالة حرص السلف على تطبيق منهج المحدثين في كل شيء؟
ذكر الشيخ أنَّ طبيق منهج المحدثين أصل لا بد منه ؛ ولكن قد يحتاج إلى التخفيف في مقام التخفيف ؛وإلا فالأولى بقاؤه.

- كيفية التعامل مع المرويات في التفسير:
بعد أن ذكر الشيخ ضرورة اتباع منهج المحدثين في الإسناد ،ذكر ان ما كان من السانيد صحيحا لا شك فيه ،فإننا نأخذ به ،وما وجدنا في سلسلته شك ؛نتريث ونتعامل معه بضوابط معينة .

- خطورة عدم تطبيق قواعد المحدثين في التفسير :
إنَّ عدم تطبيق قواعد المحدثين ، سيؤدي لشيوع الفوضى وتعم البلوى، وكل سيدلو بدلوه ،مما يفسد المعنى الحقيقي لمراد الله .

-لا فرق بين التعامل مع مرويات التفسير والمرويات التي تروى في جميع أبواب الدين.
دلت كتب العلل على أنه لا فرق بين التعامل مع مرويات التفسير والمرويات التي تروى في جميع أبواب الدين، فكما أنَّ المحدثين يعلون بعض المرويات في كتب الطهارة والصلاة وغيرها ؛يعلون في مرويات التفسير .
فمثلا: أفرد ابن أبي حاتم كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" يتضمن أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وآثار التابعين لها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.

‘‘مثال:
ما ذكره ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديثٍ رواه يوسف بن موسى قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب امرأة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فانطلق في يومٍ مطير فإذا هو بامرأة -يعني بتلك المرأة- على غدير ماءٍ تغتسل فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذكره فإذا هو كأنه هُدبة -يعني كأنه هُدبة ثوب- فذكر ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعاتٍ" يعني صلي أريع ركعاتفأنزل الله عز وجل: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} لما سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث، قال أبوه: هذا خطأ.
بينما قيل حدثنا ابن أبي عمر؛ قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث.

فأصبح هذا الحدبث له أقوال:
فمنهم من رآه صار مرسلاً؛ فصار فيه اختلاف على سفيان بن عيينة في إسناده
ومنهم من يرويه بإسناد على شرط الشيخين، مثل ما جاء في رواية عبيد الله بن موسى عن سفيان ابن عيينة.
ومنهم من يرويه على أنه عن يحيى بن جعدة مرسلاً مثل ما رواه ابن أبي عمر وغيره.
ورأى الإمام أحمد أنه منكر.
...الخ من الأقوال.

*الخلاصة:
لا يمكن التساهل فيما يجب التشديد فيه من قواعد المحدثين ، وإنما قد يكون التساهل ، فيما يتعلق بلغة العرب ،لأن الأمر فيه واسع.

- متى يحتاج إلى تطبيق قواعد المحدثين في التفسير؟
إن كانت الرواية تتضمن حكمًا يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه.

-من الموضوعات التي يجب ضبطها في التفسير:
* التدبر: فتدبر القرآن يحكمه قواعد وليس على إطلاقه .
إذا كان تدبر القرآن مبني على أساس سليم مفهوم عند العرب ، لا يخرج عن قواعده في الاعتقاد والفقه وغيره؛ فهو مقبول .
وهو أمر من الله تعالى لعباده بتدبر آياته ،فقال جل شأنه :{ أفلا يتدبرون القرآن }ولكن لا يخرج عن المعنى ويأول لغيره ، كما قيل في قوله تعالى :{إنَّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} فقالوا بتدبرهم أن المراد عائشة رضي الله عنه ،والعياذ بالله من قولهم ،فهذا مستقبح وكذب وبهتان ،وعلى صاحبه أن يتوب وإلا يقام عليه الحد.

*أبواب الاعتقاد:
مثل ما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فلا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليها،كيلا يكون الدين عرضة للوضع والكذب،ولكان ذريعة لأولئك الذين يريدون وضع ما شاءوا فيه ويقولون إنه من التفسير.

*الروايات الإسرائيلية:
من المهم تطبيق قواعد المحدثين على تلك الروايات في التفسير ، وخصوصا إن كانت منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم أو للصحابة رضوان الله عليهم ، فمن المهم الجمع بين الحديث والتفسير كما فعل ابن كثير رحمه الله ،فقد كان إذا مر على بعض هذه الأحاديث أو الروايات التي فيها ما يستدعي تطبيق قواعد المحدثين طبقها، ولم يقل إن هذا مما يسع فيه الأمر.
‘‘مثال:
من الروايات التي قيلت في قوله تعالى :{ببابل هاروت وماروت}.
قيل أنهما ملكان سخرا ببني آدم وما يصعد إلى الرب جل وعلا من عصاة بني آدم وأن الله جل وعلا ابتلاهما فأهبطهما إلى الأرض، وابتلاهما بامرأة يقال لها الزهرة، وأنهما شربا الخمر، وقتلا الغلام، وفجرا بالزهرة هذه، ثم إنها مسخت في هذا الكوكب، أو إلى هذا الكوكب الذي نراه في السماء وهو كوكب الزهرة.

#التعليق عليها:
هذه الرواية جاءت في مسند الإمام أحمد -رحمه الله- وحاول ابن حجر في القول المسدد واجتهد في محاولة الدفاع عن هذا ليثبت أن له أصلا يعود على الصحابي إما ابن عمر أو عدالله بن عمرو بن العاص، لكن أثبت فضيلة الشيخ بانها رواية لا تصح وفصل ذلك في تفسير سعيد بن منصور.

والصواب ما ذكره ابن كثير أنهما تعود للزاملتين اللتين أصابهما عبدالله بن عمرو بن العاص يوم اليرموك، عليهما أحمال من كتب أهل الكتاب فصار يقرأ من هذه الكتب ويحدث بها.

#القاعدة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم في المرويات عن بني إسرائيل:
- قال صلى الله عليه وسلم:"لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" والتوقف فيما لا نستدل عليه بصدق ولا كذب.
-قال صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"؛ جواز التحدث عن بني إسرائيل فيما لا نعلم صدقها أو كذبها ؛مع ضرورة الانتباه لعدم التسليم بصحتها.
‘‘مثال:
التشوق فيما لم يفصل فيه القرآن من القصص ؛ كمعرفة عدة أصحاب أهل الكهف ، أو لون كلبهم ..وغير ذلك، فقد سمحت الشريعة به.

- اقتراح دمج الأحاديث والمرويات الصحيحة في كتب التفسير:
‘‘مثال على المرويات الصحيحة في التفاسير.
معنى الظلم في قوله تعالى :{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } ؛ فقد تعاظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ذلك، وقالوا: "يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه ليس الظلم الذي تعنون، أولم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح: {يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}".
فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم الوارد في سورة الأنعام بأنه الظلم الذي عناه لقمان عليه السلام بقوله: {إن الشرك لظلم عظيم}؛فالظلم الذي أريد به هو الشرك.

- تعامل علماء الحديث مع ضوابط قبول الأخبار وردها:
1- التخفيف في بعض الأحيان من هذه الضوابط في إطلاق لفظ الحسن على بعض المرويات ؛مع التأكيد على أن لفظ الحسن ليس الذي أراده ابن الصلاح؛وإنما المعنى القديم له .
مثل ما كان موجودا كلام عروة بن الزبير وهو من التابعين، وكان يوجد في عصر أتباع التابعين كشعبة، و عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي والإمام أحمد،و غيرهم.
2- رد رواية من دلس لهوى وافقه كمن هو موصوف بالتشيع.

-دلالة لفظ الحسن في المرويات:
تدل لفظة الحسن في كثير من الأحيان على ما فيه ضعف ،ولكن ضعف يتساهل به.

* أسباب الضعف في المرويات:
1- إما بسبب سقط في الإسناد.
2-أو طَعْن في الراوي ؛إما في عدالته، وإما في حفظه، وإما في صفة روايته.

*الشائع عند الناس في الطعن في الراوي:
يغفل كثير من الناس أن صفة الراوية تعد أيضا سببا في الطعن ؛فالمشهور عندهم الطعن في عدالة الراوي أو حفظه .
مثال :
صفة رواية عبيد الله بن موسى فيما سبق عن سفيان بن عيينة، ويبدو أن عبيد الله بن موسى هو الذي يتحمّل تبعة الخطأ في تلك الرواية، حتى إن الإمام أحمد شدّد - كما رأينا - ووصفها بأنها كذب، فليس معنى هذا أن عبيد الله بن موسى يمكن أن يكذب، عبيد الله بن موسى عدْل في نفسه، وهو موثوق أيضا بالحفظ، ولكن تُكلم في حفظه، في بعض رواياته، وهذا لا يمكن إطلاقا أن يكون عن عمد من عبيد الله بن موسى، ولكن يمكن أن يكون بأحد سببين:
1-إما على سبيل الوهم .
2-وإما أن يكون عبيد الله بن موسى أَسْقَط من الإسناد.
3- أو تحميل العلّة على الإسناد المعنعن

-إنشاء علم العلل:
أُنشئ علم العلل لبيان أوهام الثقات في الإسناد.

- بعض الأحكام قد يتساهل بها في ضعف الروايات:
مثل فضائل الأعمال:
إذا كان للحكم أصل فإنهم يتساهلون فيه ،ومن أمثلة ذلك:
مثل :فضل صلاة الجماعة ؛ والأصل في صلاة الجماعة أن لها أصل وأدلة صحيحة ،وتأتي فضائلها من باب الترغيب فيها والترهيب من تركها.

-قواعد المحدثين :
1-هناك عبارة مشتهرة عند سفيان الثوري وعبدالله بن المبارك والإمام أحمد وغيرهم ،واعتبرت قاعدة عند المحدثين وهي:
(إذا روينا في الحرام والحلال شددنا، ويَقبل الواحد منهم ، وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا)

‘‘ومن الأمثلة على الفضائل:
فضائل الصحابة، فضائل القرآن، فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك,

2- يجوز التدبر والاستنباط مع ما وافق لسان العرب وهو ما يعرف ب اللطائف التفسيرية.

- س:هل يعتبر استنباط اللطائف التفسيرية تساهلا في تطبيق قواعد المحدثين؟
الأصل أن تطبق قواعد المحدثين على المرويات، ولكن يمكن أن يتسامح في قبول بعض المرويات.

‘‘ مثل: رواية (الضحاك عن ابن عباس) وهي منقطعة، بل أشد من ذلك، من قبول رواية (جويبر بن سعيد عن الضحاك)؛ سواء عن (الضحاك) من قوله، أو من رواية (الضحاك عن ابن عباس)، فإن بعض المحدثين تسمحوا في هذا بل استحسنوا هذه الرواية.

‘‘العلة في التساهل:
لعدم تضمنها لأحكام ، لأن الأحكام تحتاج لأصل ثابت يدعمه ويقويه ، وإنما تساهلوا في قبولها لأنها بيان لمعاني الآيات .

- القواعد الضابطة التي يحتاجها المفسر والطريقة العمل بها:
1) النظر في أحكام الأئمة على الروايات الموجودة لدى المفسر.
‘‘مثال:
كتاب العلل لابن أبي حاتم/ كتاب العلل للترمذي / كتاب العلل للدارقطني.
فإن وجد من هذه المرويات ما أعلها العلماء ، فلا يستدل بها ولا يستشهد وينبه عليها،والعكس كذلك يذكر الروايات التي صححها الأئمة سمواء كانت في كتب الصحيح أو صححت في كتب أخرى مثل الترمذي ولم تخالف من قبل أحد.

- التعامل مع مستدرك " عبدالله بن أبي حاتم" .
1-نبه علماء الحديث في كتاب المصطلح بأنه لا بد من النظر في أسانيد (أبي عبد الله الحاكم) ولا يكتفى بحكمه، وذلم لأن الذهبي لم يتعقبه في كل شيء
2-عند النظر في كتاب التفسير في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم )عليه أن يبذل جهدا آخر، يحاول التتبع فيمن تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين.
3- الحرص عند التتبع لروايات أبي عبدالله الحاكم ،عدم الاعتماد على الأئمة الذين عرفوا بالتساهل، أو لهم منهج في التصحيح واسع مثل: (ابن حبان ،).
4- ينبغي اللجوء إلى أئمة أشد تطبيقاً لقواعد المحدثين .
5-إن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ في حال عدم تمكنه من الأئمة المنضبطين في أحكام المحدثين ؛مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.
6-الاستعانة بطلبة العلم المتمكنيين من بالحكم على الأحاديث،أو المشايخ الكبار.
وكل ذلك من باب الحيطة ..

-بيان كيف تسند الروايات الكاذبة لمن عرفوا بالصلاح، وكيفية التعامل معها:
بين فضيلة الشيخ أنه قد يجري الكذب على ألسنتهم ؛لكن لا يتعمدونه،فيكون من باب التوهم وليس العمد.
‘‘مثال:
ما أشار إليه مسلم بن الحجاج أيضا، حينما نقل عن عبد الله بن المبارك، في قصته مع عباد بن كثير، وذهابه إلى شيخيه، الإمام مالك وسفيان الثوري -رحمة الله تعالى على الجميع- وقال: "إنّ عباد بن كثير ممن تعلمون حاله، وإذا حدّث حدّث بأمر عظيم، أفترون أن نبيّن حاله؟" قالا: "بلى، بيّن حاله."، فكان عبد الله بن المبارك، إذا ذكر عباد بن كثير في مجلس، أثنى عليه في دينه، ثمّ بيّن مكانته في الحديث -أو بيّن ما يؤخذ عليه في الحديث-.
‘‘والتعامل معها يكون ب :
التعامل الوسط بحيث يبين الخطأ أو الكذب ،ويبين أن صاحبه لم يتعمد ذلك ،وهذا ما فعله عبدالله بن المبارك.

- طريقة التعامل مع المراسيل:
*أنواع المراسيل:
1- منها ما يمكن أن يتقوى به ، فهذه تقبل؛إذا وافقت الشروط.
2- منها ما لا يمكن أن يتقوى به ،فهذه لا تقبل .
‘‘ مثل:
ما جاء في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}، أيضا كون هذه الآية وردت في الوليد بن عتبة ؛وهذا لا ينفي أنه قد تقع من الوليد شيء من الهنات،لما ورد أن عثمان جلده الحد؛فكيف يكون بلغ به الأمر أن يرسله النبي صلى الله عليه وسلم، ليأخذ زكاة بني المصطلق، ثم يأتي ويكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

*درجات قبول المراسيل:
1-مقبوله بشروطها ؛مثل كبار التابعين :سواء كانوا مخضرمين مثل:كعبيد الله بن عدي بن الخيار ، وغير المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه-.
2- في مراسيلهم تفصيل ؛فمنهم من يرد ومنهم من يقبل ومنهم من يفصل في ،مثل الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين،
3- رديئة: مثل صغار التابعين كقتادة ومجاهد والزهري ونحوهم.

- نشأة الوضع في علم الحديث:
نشأ بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ؛قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلمّا وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم).
*ممن يؤخذ عنهم الإسناد :
ينظر إلى أهل السنة فيقبل حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فيترك حديثهم.

-كيفية التعامل مع الحديث الضعيف ذو الأصل الذي يتضمن حكما :
إذا تتضمن الحديث الضعيف زيادة حكم شرعي، واتفق مع الحديث الأصل في باقي اللفظ أو في باقي المعنى، فلا تقبل زيادته.

‘‘مثال :
قصة ثمامة بن أثال رضي الله تعالى عنه ،فقد ذكر في مصنف عبد الرزاق ت أنها ضمنت حكما من أحكام الطهارة، وهو الاغتسال لمن أسلم ،وهذه لا توجد في صحيح البخاري، فهذه لا تقبل بحذافيرها ،و إنما يقبل منها ما وافق الذي في صحيح البخاري، وأما الزيادة فهذه يحكم عليها بما يناسبها، فقد تكون زيادة شاذة أو منكرة.

-حكم الأخذ بالإسناد المعنعن:
# منهم من لا يقبل بالأخذ به ،مثل شعبة بن الحجاج، ويقولون: كل إسناد ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهو خلٌّ وبقل -يعني ليس له قيمة-.
#قبوله للضرورة ، فوضعوا لقبوله تلك الشروط المعروفة

*أبرز شروطه:
1- الاشتراط اللُّقي أو (الاكتفاء بالمعاصرة)، وهذا اختلف فيه.
2-شرط البخاري وشرط مسلم، مما حصل فيه الخلاف
3-أن يكون الراوي عَرِيًّا عن وصمة التدليس أو بريئاً من وصمة التدليس.

* الشروط التي يجب توفرها لقبول الاسناد الناقص في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي:
1-أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
2-أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.

- الفرق بين رواية الحديث الضعيف والعمل بالحديث الضعيف:
فرواية الحديث الضعيف لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً، مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف، فبعض أهل العلم قالوا: مثل: أن يقول: رُوِيَ، أو غير ذلك من صيغ التمريض. بعضهم قال: لا بأس إذا روى بالإسناد، فإن من أسند فقد أحالك -يعني أحالك على الإسناد- وليس الموضوعات التي يتضمنها الحديث .

الحمد لله /تم بفضله

أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
وقد استوفيت جميع المسائل الواردة في المحاضرة زادك الله من فضله ونفعك بما تعلمت، مع ملاحظة حصول تشقيق في بعض المسائل وكان من الممكن دمجها في عدد أقل من المسائل وجعل التفاصيل تحتها في صورة نقاط محددة.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 97/100
وفقك الله

هبة الديب 21 ذو الحجة 1436هـ/4-10-2015م 06:49 AM

فهرسة مسائل ** اختلاف الفرق في القرآن **

## بيان منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع :
## بيان سبب نشأة الفِرَق في القرآن.
## بدعة ابن كلاب.
-التعريف بابن كلاب:
-حال الناس قبل فتنة ابن كلاب.
-الضلالات التي وقع فيها ابن كلاب:
- سلوك الجاهلين منهج ابن كلاب.
## فتنة الحارث المحاسبي.

-حاله قبل الفتنة .
- تأثره بابن كلاب.
-موقف أئمة أهل السنة منه.
## أبو الحسن الأشعري:
-نشأته ومذهبه .
- بيان سبب تركه للمعتزلة.
-اغتراره بابن كلاب وسلوك منهجه.
- رجوعه عن منهج المتكلمين وتأليفه لكتابه " الإبانة ".
-رأي العلماء في كتاب الإبانة .
- اختلاف أهل العلم في عودة الأشعري لمذهب أهل السنة .
-بيان حال أتباعه اليوم من الضلال.
- الفرق بين ابن كلاب والأشعري في بعده عن منهج أهل السنة .
*إدخال التصوف بالكلام على منهج الأشاعرة المتأخرين وأثر ذلك.
## موقف أئمة أهل السنة من هؤلاء وأقوالهم.
-المؤلفات في الرد عليهم:


تلخيص مسائل** اختلاف الفرق في القرآن **:

## بيان منهج أهل السنة والجماعة في الرد على أهل البدع :
الاستدلال بالكتاب والسنة هو منهج أهل السنة والجماعة في الرد على شبهات أهل البدع ،وإقامة الحجة عليهم،بعيدا عن الطرق الكلامية والحجج المنطقية ؛ وهذه من أسلم الطرق في اجتناب الفتن.
## بيان سبب نشأة الفِرَق في القرآن.
لما أخذت بعض أهل السنة حمِيَّة الانتصار على المعتزلة والرد على كلامهم في مسالة خلق القرآن ،سلكوا طريق أهل الكلام واتبعوهم في طريقتهم بالاحتجاج بالمنطق، فوقعوا فيما نهاهم عنه أهل العلم ،فخرجوا ببدع وأقوال تخالف منهجهم فتفرقوا.
## بدعة ابن كلاب.
-التعريف بابن كلاب:
هو أبو محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب البصري ،المتوفى سنة 243ه ، عاصر الإمام أحمد بن حنبل، وقد تصَّدَّر للرد على على المعتزلة فغرّه اجتهاده في الصدَّ لهم ،فاجتهد في المناظرات وصنَّف المؤلفات في الردّ عليهم ،ونال إعجاب المغتاظين من المعتزلة بردوده عليهم ومحاجتهم، حتى وقع في طرقهم ونهجهم في الكلام وسلَّم ببعض أصولهم الفاسدة ،وما كان ذلك إلا لتقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها ، حتى خرج بقول بين أهل السنة والمعتزلة .

-حال الناس قبل فتنة ابن كلاب.
ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى أن الناس كانوا قبل فتنة ابن كلاب قسمين :
1- أهل السنة والجماعة :
وعقيدتهم في الصفات والأفعال ،هي إثبات ما يقوم بالله تعالى منها بمشيئته وقدرته.
2- الجهمية من المعتزلة :
إنكار هذه الصفات ، وإنكار المشيئة والقدرة المتعلقة بأفعاله عزوجل.
-الضلالات التي وقع فيها ابن كلاب:
.ذكر ابن تيمية رحمه الله ما وقع فيه ابن كلاب من الضلالات وهي كالآتي :
1- موافقة الجهمية في مبدأ امتناع حلول الحوادث.
2- نفي جميع الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله ،ومن ضمنها صفة كلام الله تعالى .
3- خرج بمعنى جديد للقرآن :وهو حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى ، وليس بصوت ولا حرف، ولا يتجزأ ولا يتباعض ولا يتفاضل ...
4- استحدث أقوال في الصفات والإيمان والقدر.
. فقد ذكر الذهبي :
1- أن ابن كلاب صنّف الكثير من الكتب في التوحيد والصفات.
2- الاستدلال بالعقل على فساد قول الجهمية.
- سلوك الجاهلين منهج ابن كلاب.
ظن الجاهلين أن طريقة ابن كلاب كانت ناجحة ،فأعجبوا بطريقته، ونحَا نحوه الكثير، كأمثال الحارث بن أسد المحاسبي ،وأبي العباس القلانسي ، وتبعهم أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي.
## فتنة الحارث المحاسبي.
-حاله قبل الفتنة .
1-متبع في طريقته لأهل السنة .
2-يميل إلى التصوف والكلام في الخطرات والوساوس ودقائق علم السلوك.
3- مواعظه ذات أثر على الناس.
4- كفّر أباه لأنه كان واقفيا،ولم يرث منه شيء.
- تأثره بابن كلاب.
أُعجب بطريقة ابن كلاب في الرد على المعتزلة ، فسار على نهجه ،وتكلم بشيء من علم الكلام.
-موقف أئمة أهل السنة منه.
هجره الإمام أحمد وابن خزيمة ودعا إلى هجره والتحذير منه ، فأيَّده بذلك أهل الحديث، ولم يشهد جنازته سور أربعة نفر،وقيل أنه رجع عن هذا العلم قبل موته .
## أبو الحسن الأشعري:
-نشأته ومذهبه .
نشأته: نشأ في كنف زوج أمه أبي علي الجبائي ،حيث كان معتزليا ويُعد من رؤوس المعتزلة وأحد أئمتهم.فأخذ عنه الأشعري علم الكلام ،وكان نائبا له في بعض مجالسه.
مذهبه: تأثر بمذهب زوج أمه ،وكان كثير التساؤلات ،فلم يشفه جواب المعتزلة على تساؤلاته ،فتركهم .
- بيان سبب تركه للمعتزلة.
لم يكن للجبائي المقدرة على الإجابة على تساؤلات الأشعري ، فكانت البداية للأشعري للنظر في مذهبهم ،وكانت مناظرته له الحد الفاصل لتركه مذهبهم ،وبيان فساد أقوالهم ،وفتنتهم للناس.
فلما تبين له ذلك أصابته حيرة شديدة احتبس بسببها خمسة عشر يوما عن الناس، ثم أعلن للناس توبته من مذهب المعتزلة ، والتزام قول أهل السنة؛ وعزم على الانتصار لها، والردّ عليهم، وكان حينها متبحّرا في علم الكلام، قليل العلم في علوم السنّة؛ بصيرا بعلل أقوال المعتزلة وتناقضهم .
-اغتراره بابن كلاب وسلوك منهجه.
تأثّر بطريقة ابن كلاب فانتهجها وزاد فيها ، لقربها من فهمه وإدراكه ؛فكان يُعدهمتكلّم أهل السنّة، والمحاجّ عنهم؛ فاشتُهِر هو أيضا بمناظراته وردوده بالطرق الكلامية والحجج العقلية ؛ وبقي على ذلك عمرا ؛ظانا أنه يُدافع عن السنة وينصرها.
- رجوعه عن منهج المتكلمين وتأليفه لكتابه " الإبانة ".
رجع في آخر حياته عن طرق المتكلمين رجوعا عاما لقول أهل السنة؛ وألف كتابه "الإبانة" ، والتزم بعدها قول أهل الحديث.
>>>وقيل فيه: (قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل- نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين؛ فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم...) إلى آخر ما قيل.
-رأي العلماء في كتاب الإبانة .
خالف الأشعري في كتابه "الإبانة" ابن كلاب في مسائل العقيدة المتعلقة بالصفات والكلام والقرآن وغيرها،لكنه أخطأ في مسائل اعتقد أنه وافق فيها أهل السنة، وهو مخالف لهم مثل مسألة الاستطاعة وغيرها.
- اختلاف أهل العلم في عودة الأشعري لمذهب أهل السنة .
اختلف أهل العلم في شأن رجوع الأشعري:
القول الأول:أنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة.
القول الثاني :أنّ رجوعه كان رجوعا مجملا لم يسلم من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
-بيان حال أتباعه اليوم من الضلال.
أتباعه بقوا على طريقته الأولى وهو منهج المتكلمين والأخذ بالحجج العقلية ، وازداد الانحراف فيهم شيئا فشيئا .

- الفرق بين ابن كلاب والأشعري في بعده عن منهج أهل السنة .
ابن كلاب كان أقرب بمحدثاته ومخالفاته إلى أقوال السلف من أبي الحسن الأشعري، بينما كان أقرب لأقوال أهل السنة من أتباعه الذين زادوا على أقواله.
وكلما ازدادوا بعدا عن أبي الحسن الأشعري كلما ازدادوا ضلالا ، كأبي المعالي الجويني وأبي بكر الرازي من أبرز ضلالاتهم :
1-نفي الصفات الخبرية جملة فلا يثبتون منها إلا ما دل عليه عقولهم .
2- تقديمهم للعقل على النقل.

*إدخال التصوف بالكلام على منهج الأشاعرة المتأخرين وأثر ذلك.
أدخل الأشاعرة التصوف بالكلام فاستحدثوا أقوالا فاسدة ، فازدادت الفتن وعظم أثرها في القرنين السابع والثامن وذلك بسبب قربهم من أصحاب السلطة ، لكن أئمة أهل السنة تصَّدوا لهم مثل ابن تيمية وابن القيم.
## موقف أئمة أهل السنة من هؤلاء وأقوالهم.
//قول ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة).
//قول الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).
//
قول أبو محمّد البربهاري: ( احذر صغار المحدثات من الأمور؛ فإن صغار البدع تعود كبارا).
-المؤلفات في الرد عليهم:
ألّف الإمام الحافظ أبو نصر السجزي في القرن الخامسيَرُدُّ فيها على ابن كلاب والأشعري والقلانسي رسالته في الحرف والصوت، وكتاب الإبانة، واجتهد في نصرة السنّة والذب عنها.
والله أعلم

هبة الديب 21 صفر 1437هـ/3-12-2015م 07:06 PM

مجلس مذاكرة مقاصد تفسير ابن كثير.

أجب عما يلي:
1: اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن كثير.
بيّن فضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله المقاصد الرئيسية التي احتوتها هذه المقدمة النفيسة لتكون منطلقا لفهم التفسير وتعلمه،فذكر فضيلته المقصد الكلي العام للمقدمة ،ثم أتبعه مقاصد فرعية يندرج تحت كل منها ما تضمنته المقدمة من مسائل .
وهذه المقاصد الرئيسية ذكرها فضيلة الشيخ كالآتي:
1-بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير.
2-بيان فضل القرآن.
3-بيان جمع القرآن وكتابته في المصاحف.
4-بيان نزول القرآن على سبعة أحرف.
5-بيان آداب تلاوة القرآن وأحكامها.
6- بيان فوائد متفرقة تتعلق بالايات والسور.

************************************
2: اذكر حكم التفسير، وبيّن فضله.
*حكم التفسير:
-واجب على العلماء:بدليل قوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}، وقوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}.
وذلك لأن العلماء ورثة الأنبياء ، مأمورون ببيان الدين للناس ،وهذا لا يتأتى إلا بفهم كتاب الله وتفسيره وطلبه من مظانه وتعلمه ثم تعليمه للناس.

-مندوب
لعامة الناس فقد ندب الله تعالى إلى تفهم كتابه وحث على تعلمه وتعليمه،فقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ،كما قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}.

*فضله:

بيّن فضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل في محاضرة سابقة أن فضل علم التفسير يعتبر من أشرف العلوم وأجلها وأعظمها بركة ،لتعلقها بكتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ،فهذا العلم هو المعين على فهم كتاب الله والعمل به ،فكيف ستكون عبادتنا لله إن لم نفهم كلامه.

وقد شرّف الله عباده الذين يطلبون العلم ابتغاء وجهه الكريم ،فكيف حالهم وهم يطلبون علم كتابه لفهمه وتدبره والعمل به.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" ومن المعلوم أنّ كلّ كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرّد ألفاظه، فالقرآن أولى بذلك، وأيضا فالعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فنّ من العلم كالطبّ والحساب ولا يستشرحوه، فكيف بكلام الله الّذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم ؟".
ومن جهة أخرى ،بيَّن ابن كثير رحمه الله تعالى أن فهم كتاب الله وتدبره ؛هو العلاج لقسوة القلوب التي حفتها المعاصي والذنوب ،فكما أن الله تعالى يحيي الأرض بعد جفافها ،كذلك كلامه تعالى يلين قسوة القلوب بالإيمان والهدى.

** وقد حذر الله تعالى من اتباع طريق أهل الكتاب والتشبه بهم ،وذلك بالإعراض عن ما أنزله إليهم ،وترك ما فيه من حياة لقلوبهم ، وإقبالهم على الدنيا واشتغالهم بها.
فقال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.
*********************************************
3: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
*
أحسن طرق التفسير: أن يفسر القرآن بالقرآن فإن لم يوجد نفسر القرآن بالسنة ،والدليل على ذلك:قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}،وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني بذلك: السنة.ثم إن لم نجد نأخذ بأقوال الصحابة، لأنهم شهدوا التنزيل ،ولما معهم من الإيمان والعمل الصالح،كالخلفاء الراشدين والأئمة المهديين كابن عباس وعبدالله ابن مسعود.

* أما طريقة تفسير ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة:وهي السير على خطى الأئمة وذلك بالأخذ بأقوال التابعين كمجاهد بن جبر وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم،وإن تباينت أقوالهم فهي تعود لشيء واحد ،وهذا التباين من التنوع لا الاختلاف ،ومما جاء في فضل مجاهد وعلمه في التفسير؛ما رواه ابن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، قال: فيقول له ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله، وقول سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
***********************************************
4: تكلّم باختصار عن فضل القرآن.
*من فضائل القرآن أنه مهيمن أمين على كل كتاب قبله،قال تعالى:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليهوفسر ابن عباس معنى مهيمن :أنه الأمين المؤتمن،وأصل الهيمنة في تفسير السلف ؛الحفظ والارتقاب.
*من فضائل القرأن أنه اجتمع
في نزوله شرف الزمان والمكان،وذلك في حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهما:لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا،فقد نزل في أشرف بقعة،وهي مكة ،وأشرف زمن في ليلة القدر في شهر رمضان،فعن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
*من فضائل القرآن:نزوله بواسطة أفضل رسول ملكي قد خصَّه الله بالجلالة والجاه والمكانة،وهو جبريل عليه السلام،فقال تعالى: {نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين} وقال تعالى: {إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون}.
*من فضائل القرآن أنه من أعظم المعجزات التي أيد الله بها رسله،والقرآن هو المعجزة الخالدة حتى قيام الساعة،وتحدى الله بأن يستطيع أحد الإتيان ولو بسورة منه ،فقد روى أبو هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)).
*من فضائل القرآن أن من اعتصم به ،نجا من الاختلاف عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم من الفتن؛قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أتاني جبريل فقال: يا محمد، أمتك مختلفة بعدك)). قال: ((فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟)) قال: فقال: "كتاب الله به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك، مرتين، قول فصل وليس بالهزل، لا تخلقه الألسن، ولا تفنى عجائبه، فيه نبأ من كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم".
*
من فضائل القرآن أن الله تعالى قد أحاط بنبيه صلى الله على وسلم العناية والرعاية فلم يفتر عنه الوحي،ولم يقطعه ،بل كان متتابعا ينزل عليه حيث حاجته .

*من فضائل القرآن أنه نزل بلغة أشرف العرب وخلاصتهم وهم قريش،
قال تعالى:{قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون}،وقال تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين}، وقد أمر عثمان بن عفان نساخ الوحي فقال لهم:" إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن نزل بلسانهم، "
*************************************************
5: تكلّم باختصار عن مراحل جمع القرآن.


جمع القرآن الكريم ثلاث مرات في أزمنة مختلفة.



* في زمن النبوة:
حيث كات التعويل في جمع القرآن على الحفظ في الصدور،فقد جمع القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة على اختلاف الروايات بأسمائهم ،فقد ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. فقيل له: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي. وفي لفظ للبخاري عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه.
وقد كان القرآن يكتب على اللخاف والأكتاف والرقاع ،لكنه متفرق.


*في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
وبعد موت أكثر الحفظة في وقعة اليمامة ،أشار عمر بن الخطاب على أبي بكر بجمع القرآن ،وبعد أن شرح الله صدره لذلك ،كلَّف زيد بن ثابت رضي الله عنه بجمعه ،وقد شرح الله صدر زيد أيضا لهذا العمل ، فأخذ زيد يتتبع جمع القرآن من العسب واللخاف وصدور الرجال، ختى وجد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري {لقد جاءكم رسول من ، ثم وضعت الصحف عند أبي بكر ، ثم عند عمر ، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم أجمعين.


*في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كان السبب وراء الجمع الثالث للقرآن الكريم هي فتح أرمينية وأذربيجان، التي تسببت بدخول الأعاجم في الإسلام وظهور الاختلاف في القراءات ،فأشار حذيفة بن اليمان رضي الله عنه على عثمان بن عفان رضي الله عنه بجمع المصحف ودرء الفتنة ،
فطلب الصحف الموجود عند حفصة لنسخهه ثم أعادها إليها.


ثم أمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ،فنسخوها في المصاحف، ثم أرسل إلى كل بلد بمصحف مما نسخو،وأمر بحرق ما سواه.



***********************************************

6: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
اختلف العلماء على المعنى المراد من الأحرف السبعة على عدة أقوال ، ذكرابن كثير خمسة أقوال منها:
- القول الأول:
أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعال وهلم.

*عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} : "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} "مروا فيه" "سعوا فيه".
^أصحاب هذا القول:
هم أكثر أهل العلم ، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي.
^دليلهم:
حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
^التعليق على هذا القول:
ذكروا أن السبب كان صعوبة لغة قريش على الناس حينها ،فقد رخص لهم بالقراءة على اللغات الأخرى،وقد نسخ ذلك بعد بزوال العذر.

-القول الثاني:
أي يُقرأ بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر، وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات،كما قال الخطابي،كقوله تعالى: {وعبد الطاغوت} و{يرتع ويلعب} .
^أصحاب هذا القول:
أبو عبيد، واختاره ابن عطية.
^حجتهم:
-ما ذكره الباقلاني أن مراد عثمان بلغة قريش ؛أي معظمه.
-الناحية الأخرى أن بعض القراءات فيها همز وقريش لا تهمز .
-استشكل معنى "فاطر السماوات والأرض على ابن عباس ،ولم يعلمها تى سمع أعرابيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.


-القول الثالث:
هي لغات قبائل مضر ،قد انحصرت فيها.
^حجتهم:
أن قريش التي نزل القرآن بلغتهم، هم بنو النضر بن الحارث.

- القول الرابع :
هي سبعة أشياء:
1- تغير حركته دون صورته:
مثل:"ويضيقُ صدري""ويضيقَ صدري".
2- ما لايتغير صورته ويختلف معناه.
مثل:"فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا"أو "باعَد بين أسفارنا ".
3-اختلاف في الصورة والمعنى بتغير حرف:
مثل :ننشزها أو ننشرها.
4-تغيير كلمة مع بقاء المعنى.
مثل:كالعهن المنفوش"أ والصوف المنفوش.
5-اختلاف الكلمة واختلاف المعنى:
مثل: " وطلح منضود "أو طلع منضود.
6-التقديم والتأخير :
"وجاءت سكرة الموت بالحق" أو سكرة الحق بالموت.
7-الزيادة:
مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى".


-القول الخامس :
هو معاني القرآن الكريم من أمر ونهي،ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
^الحكم عليه:
ضعفه ابن عطية وإجماع العلماء والباقلاني على عدم صحته.

^حجتهم:
أن التوسعة لم تتضمن هذه المعاني.


**********************************************


7: بيّن فضل تلاوة القرآن، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.


**فضل تلاوة القرآن:

- مرتبة صاحب القرآن في الجنة على قدر مامعه منه.
*عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
*عن عائشة قالت: جعلت درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة كان على الثلث من درجها، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها، ومن قرأه كله كان في عليين، لم يكن فوقه إلا نبي أو صديق أو شهيد.
- له أفضل ثواب من سأل الله.
*عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
-تالي القرآن من أهل الله وخاصته.
*عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ".
- يكثر الخير في البيت الذي يُقرأ فيه القرآن .
*عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
- القرآن شفيع لمن قرأ وعمل به.
*عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار)).
*عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
-القرآن هداية من الضلال ، ووقاية من سوء الحساب يوم القيامة :
*عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.


**أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.

1-الإخلاص لله تعالى وعدم المراآة:
2-عدم الانشغال بأمور أخرى.
3-استحضار القلب وتدبر كلام الله تعالى:
قال تعالى:"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".
4- التأني وعدم العجلة.
قال تعالى:"لا تحرك به لسانك لتعجل به".
*************************************


والله تعالى أعلى وأعلم ،والحمد لله رب العالمين.



الساعة الآن 02:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir