معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة ميسر ياسين لدراسة أصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23932)

أمل عبد الرحمن 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م 03:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود (المشاركة 187791)
🔴عناصر الدرس:
🔴موضوع الدرس:
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
🔴تمهيد:
-بداية ظهور الإختلاف ووجهة الغلط
-أسباب ندرة وجود اختلاف التضاد في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين
🔴وجهة الغلط الذي حدث في تفاسير الخلف
🔴أسباب عدم ورود ذكر وجهة الغلط في الكتب التي تذكر تفسيرَ السَّلفِ صِرفًا
🔴بيان التلازم بين الألفاظ والمعنى
🔴التفسير بالرأي:
-معنى التفسير بالرأي
-حكم التفسير بالرأي الناتج عن اجتهاد
-معنى الرأي المذموم
-أمثلة على الرأي المذموم
-التفسير بالرأي المذموم من جهة العقيدة
-التفسير بالرأي المذموم من جهة الفقه
-التفسير بالرأي المذموم للأصولي
-سبب عدم قبول التفسير بالرأي المذموم
-حكم التفسير بالرأي المذموم
-الضابط في التفسير بالرأي
🔴التفسير بلغة القرآن :
-تعريفه
-بيان أهميته
-تفسير الصحابة بلغة القرآن
-صفات المفسر بلغة القرآن
-أمثلة عليه
🔴الخلاصة



تلخيص الدرس
🔴تمهيد:
-بداية ظهور الإختلاف ووجهة الغلط :
بداية ظهور الإختلاف في تفاسير الناس بعد القرون الثلاثة المفضلة حيث يكثر في تفاسيرهم الغلط .
-أسباب ندرة وجود اختلاف التضاد في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين:
1-وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –،
2- وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم .
3-وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم .
4-وأيضاً راعوا فيه اللفظ .
5-وراعوا فيه السياق.
ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق،
فإذاً هم حين يفسرون لا يفسرون بمجرد اللفظ بدلالة اللفظ فقط بل يفسرون بدلالة اللفظ مع العلم
الذي معهم فيما ذكرت ولهذا تجد أن تفاسيرهم في الغالب لا يكون فيها اختلاف أعني اختلاف تضاد بل هي متفقة لأنهم يرعون ذلك الأصل.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود (المشاركة 187791)

أحسنت بالتمهيد للملخص، بارك الله فيك
.

🔴النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ :
-وجهة الغلط الذي حدث في تفاسير الخلف:
جهتَين من جهاتِ الخطأِ , وهما:
1-إما أن تكون أن المفسر اعتقد اعتقادات باطلة.
كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون فجاء الغلط في أنهم قرروا عقيدة عندهم وجعلوا القرآن يفهم على وفق ما يعتقدونه وهذا نوع من أنواع التفسير بالرأي المذموم.
- مثالُ : قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ}فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ (فهذا الصنف الأول) ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
-والمثالُ الثاني: (الصنف الثاني) وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ

2-والجهة الأخرى التي دخل الغلط إلى كثير من المفسرين من جهتها أنهم فسروا القرآن بمجرد احتمال اللفظ في اللغة وتفسير القرآن بمجرد احتمال اللفظ لمعانٍ يعني فسروه بمجرد احتمال إرادة المتكلم من العرب بكلامه هذا المعنى لو تكلم بهذه الجملة التي جاءت في القرآن هذا ما يريد. من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه، والمخاطب به.راعوا مجرد اللفظ وما يجوز أن يريد به عندهم العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به، وسياق الكلام .أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر إذاً فهنا حصل الغلط من هذه الجهة .
قد اعتمدت النسخ في هذه المسألة وكان من الممكن عرضها بطريقة أجود

🔴أسباب عدم ورود ذكر وجهة الغلط في الكتب التي تذكر تفسيرَ السَّلفِ صِرفًا؛
1-وذلك لأنَّ السَّلفَ لم تكنْ عندَهم هذه الاعتقاداتُ المخالفةُ لمعاني القرآنِ.
2- كما أنهم كانوا يُراعون عندَ تفسيرِ الآيةِ أسبابَ النـزولِ وغيرَها مما له أثرٌ في فَهمِ الآيةِ.
تضم لمسائل التمهيد

-بيان التلازم بين الألفاظ والمعنى :
ولا شكَّ أن بينَ مراعاةِ الألفاظِ ومراعاةِ المعاني في بعضِ الأحيانِ تلازُماً؛ لأن المعنى في الغالِبِ مبنيٌّ على اللفظِ، لكنَّ المصنِّفَ أراد أن يُنَبِّهَ على الأصولِ الكلِّيَّةِ في هذا.
فالذين راعَوا المعانيَ لم يَنظروا إلى ما تَستحِقُّه ألفاظُ القرآنِ من الدلالةِ والبيانِ، والآخرون راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلامِ.
ثم بيَّن المصنِّفُ جهاتِ الخطأِ. والملاحَظُ أنَّ المؤلِّفَ ذَكرَ هذا تنظيرًا، ولم يَذكُرْ له مثالًا، وسأذكُرُ من المثالِ ما يتَّضِحُ به مرادُ المصنِّفِ إن شاءَ اللَّهُ.
استطراد

-بعضَ الأمثلةِ التي توضِّحُ هذه الفكرةَ، فالأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
قال: " وقد يكونُ حقًّا فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.

🔴التفسير بالرأي:
معنى التفسير بالرأي:
وفي الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.

-حكم التفسير بالرأي الناتج عن اجتهاد :
والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة،

-معنى الرأي المذموم:
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

-أمثلة على الرأي المذموم:
من ذلكم أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى:{والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛

-التفسير بالرأي المذموم من جهة العقيدة :
تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه .

-التفسير بالرأي المذموم من جهة الفقه :
كذلك من جهة الفقه تجد أن بعض المفسرين الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة ينحى في الفقه منحاً، يذهب إلى مذهب يرجح في المسألة ترجيحاً ثم هو يأتي إلى الآية فيفسر الآيات التي فيها الأحكام يفسرها على ما يعتقد من المذهب الفقهي يعني يفسرها على ما يذهب إليه فيأتي في ذلك بغلط حيث إنه فسر الآية لا على ما تدل عليه ولكن على ما يذهب إليه هو فيكون حمل القرآن على رأي

-التفسير بالرأي المذموم للأصولي:
يعتقد الأصولي مسألة ويرجحها في حكم أصولي فإذا أتى إلى الآية التي تدل على خلاف ما يقول حمل الآية على ما يرجحه ويراه وهذا كثير في تفاسير المتأخرين -نتيجة التفسير بالر أي المذموم في العقيدة والفقه:
ولهذا صنف أصحاب المذاهب العقدية كل مذهب صنف في تفسير القرآن مصنفاً ينصر به مذهبه، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية تفسير الماتريدي موجود، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى.
كذلك في المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره.

-سبب عدم قبول التفسير بالرأي المذموم:
وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده
ويذهب إليه لاشك أنه إذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛
- لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.

-حكم التفسير بالرأي المذموم:
جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن. المقصود من ذلك أن هذا من قسم التفسير بالرأي المذموم إلى خلاف هذا يعني من العقيدة والفقه في غير هذا مثلاً.

-الضابط في التفسير بالرأي:
-أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
-وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه هو ما لم يرع فيه ما ذكره شيخ الإسلام هنا وإنما وجهه على أحد الاحتمالات في العربية وأخطأ فيما وجه إليه الكلام لاشك أن هذا الكلام من شيخ الإسلام تأصيل نفيس وهو يدل على سعة اطلاع على كلام المفسرين واختلافهم وآرائهم المباينة لأقوال السلف لهذا قال: (إن التفاسير التي تذكر فيها أقوال الصحابة والتابعين وتبع التابعين لا تجد فيها مثل ها الآراء) وذكر جملة من التفاسير وهذه التفاسير منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط ومنها ما هو مفقود أصلاً كتفسير الإمام أحمد – رحمه الله تعالى ،
-وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح. نعم إن المرء إذا اعتقد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل من الكتاب والسنة فإن اعتقاده للعقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين أعني غالب التابعين يكون اجتهادهم صوباً وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى.

🔴التفسير بلغة القرآن :
-تعريفه:
هو مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد .هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة

-بيان أهميته :
لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل .

-تفسير الصحابة بلغة القرآن :
وهذه كانت طريقة تفسير الصحابة – رضوان الله عليهم – فيما اجتهدوا في ذلك.

-صفات المفسر بلغة القرآن:
والمقصود من هذا أن معرفة استعمال القرآن للألفاظ التي لها في العربية معانٍ كثيرة هذا من أعظم العلم في التفسير، وهذا لا يؤتـى إلا للحافظ للقرآن، المتدبر له الذي يعلم تفاسير السلف؛ لأنه تأتـي الكلمة ويشكل تفسيرها فيوردها المفسر على نظائر هذا اللفظ في القرآن بعد ذلك يظهر له تفسير ذلك.

-أمثلة عليه:
فمثلاً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا:{إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.

🔴الخلاصة:
تكلم شيخُ الإسلامِ في هذا الفصلِ عن النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ، ويُريدُ بذلك الاستدلالَ الذي حدثَ بعد جيلِ السَّلفِ، أو قد يكونُ حدثَ في جيلِ السَّلفِ لكنه مخالِفٌ لمنهجِ الاستدلالِ عندَهم.
وذَكرَ جهتَين من جهاتِ الخطأِ , وهما:
1-إما أن تكون أن المفسر اعتقد اعتقادات باطلة.
2-والجهة الأخرى أنهم فسروا القرآن بمجرد احتمال اللفظ في اللغة .
وقد تم توضيح هذا بالأمثلة كما تم التطرق للتفسير بالرأي والتفسير بلغة القرآن لما لهما من علاقة بموضوع الدرس.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
توجد فقط ملحوظة وهي أنه رغم جودة تقسيمك للمسائل إلا أنك اعتمدت النسخ الحرفي في غالب الملخص، فحصل إسهاب في بعض المواضع دون داع.
هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك من جهة تقسيم المسائل وترتيبها

الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

أمل عبد الرحمن 27 جمادى الآخرة 1436هـ/16-04-2015م 12:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود (المشاركة 183726)
🔴 موضوع الدرس
🔴 تمهيد
-بيان معنى التشاعر:
-نبذة عن عبد الله بن لهيعة
-تقسيم الإجماع من حيث الأصل
-أقسام الإجماع على الخبر
-مثال يبين الإجماع على نسبة الخبر
🔴اعتبار الإجماع في التفسير وحجيته
🔴قياس إجماع التفسير على إجماع المحدثين
🔴أهمية تلقي التفسير بالقبول
🔴بيان أن الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير تعامل معاملة ما تلقته الأمة بالقبول
🔴أهمية الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير
🔴السبيل إلى معرفة الإجماع
🔴حكم الإجماع
🔴استطراد
🔴الخلاصة




🔴موضوع الدرس:
ضوابط الإجماع في التفسير

🔴تمهيد:
-بيان معنى التشاعر:
التشاعر كذا يعني (هذا كلام الشيخ لطلابه في الشرح ألا نختصره نحن في التلخيص أم ننقله بنصه؟) إن صحت هذه اللفظة فكأن معناها أن طائفة من هؤلاء الذين نقلوا لم تشعر بما نقلته الطائفة الأخرى يعني لم يقع منهم الاشتراك في ذلك، تشاعر لكن ما شعر هؤلاء بما نقله أولئك ولم يشعر هؤلاء بما نقله أولئك لكن لفظ التشاعر فيه غرابة، ولعله أن يكون لفظ التشاور بالواو من المشاورة يعني ما شاور بعضهم بعضاً ولم يقع هذا الاتفاق عن تشاور منهم لأن التشاور هو الاتفاق. تشاور إذاً هو الأظهر.
هذه المسألة لا داعي لها مطلقا، فالناظر في الملخص لا يعرف أين مصدرها أصلا ولا صلتها بالتلخيص.
الأمر الثاني أنها متعلقة بجزئية خاصة بالدرس السابق وهو شرط قبول خبر الآحاد وبالتالي لا دخل لها بالإجماع في التفسير.

الناس حديثاً ومن خيار الناس. الكلام عن عبد الله بن لهيعة يؤخر لآخر الملخص ويكتفى ببيان ضعفه فقط في الملخص الرئيس.
-نبذة عن عبد الله بن لهيعة:
هو في الحقيقة عبد الله بن لهيعة في مصر يمكن إنه أكثر أهل مصر حديثاً لأن علم طبقة تبع التابعين وصغار التابعين في مصر صارت إليه فهو قاضي مصر وعالم مصر، علم المصريين عال إليه عبد الله بن لهيعة – رحمه الله تعالى– ثم هل حديث من باب الصحيح أو من باب الضعيف هذا فيه بحث معروف ليس هذا مكانه.

-تقسيم الإجماع من حيث الأصل:
1-إما يكون على الخبر يعني على حكم الخبر.
مثال عليه : الإجماع على أن الصلاة مثلاً يبطلها الأكل والشرب فإن الأكل والشرب ما جاء فيه دليل خاص على إبطال الصلاة ولكن هذا الإجماع عرف في هذا الحكم بالإجماع والأمة أجمعت على هذا فصار هذا حقاً لا محيد عنه.
2- وإما أن يكون على نسبة الخبر. أن تجتمع على الخبر يعني أن تجمع على صحته. أي صحة إسناده.
-أقسام الإحتماع على الخبر:
أ-وهذا الإجماع إما أن يكون بنقل الخبر بالتواتر.
ب-وإما أن يكون بتلقي الخبر بالقبول مثل ما تلقت الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول فإن أحاديث الصحيحين تلقتهما الأمة بالقبول.
-مثال يبين الإجماع على نسبة الخبر :
مثال:مثل ما ذكر في حديث جابر في أول الكلام الاختلاف في حديث جابر في شراء النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لجمله وبيعه للجمل على جابر وقع اختلاف في القصة في ألفاظ كثيرة بعضها يثبت وبعضها غير ثابت لكن الإجماع منعقد على ثبوت أصل القصة هكذا في روايات التفسير . أن الاختلاف في الأحاديث وتلقي الأمة لها بالقبول يعني لأصلها وأن هذا يمكن يكون أيضاً في التفسير أن يتلقى أصل تلك الأخبار.

🔴اعتبار الإجماع في التفسير وحجيته:
هذا الكلام يعني به المؤلف شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أن الإجماع معتبر في التفسيروكما أن الإجماع يكون حجة في الفقه فهو حجة في التفسير.
-أسباب حجية الإجماع في التفسير:
1-لأن الإجماع لا يقع في هذه الأمة وتكون الأمة غالطة فيما أجمعت عليه؛
2- لأن هذه الأمة عصمت أن تجتمع على ضلالة فكان ما اجتمعت عليه حجة بيقين هذه الفقرة هي نفس معنى الفقرة الأولى.

.🔴قياس إجماع التفسير على إجماع المحدثين :
1- قد يكون الإجماع على نقل أحاديث التفسير، وآثار التفسير منعقد على حكم الخبر يعني على ما في الخبر على مضمونه على أن الآية تفسر بكذا.
2-وإما أن يكون على تلقي تلك الأخبار بالقبول.

🔴أهمية تلقي التفسير بالقبول : الضابط في قبول المرويات في التفسير
-وهذا مهم فإن في أحاديث التفسير أخبار نُزِعَ في صحتها من حيث الإسناد لكن تلقاها علماء التفسير بالقبول وتلقاها العلماء بالقبول من دون قدح فيها فهذا يكسب تلك الأخبار قوة؛ لأن الأمة تتابعت على الثناء على تلك الأخبار.

-كثرة الأخبار حول التفسير في صحيح البخاري ومسلم:
نعم تلك الأخبار ليس ثمّ حصر لها في كتاب كما حصرت في الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم تلقتهما الأمة بالقبول.
لا، ليس الكلام عن أحاديث البخاري ومسلم أنها أحاديث في التفسير، هو فقط يعطيك مثالا على أخبار الآحاد التي تلقتها الأمة بالقبول كأحاديث البخاري ومسلم، وهناك أحاديث آحاد في التفسير قبلتها الأمة كذلك وإن لم تكن محصورة في كتاب واحد كالذي سبق.

🔴بيان أن الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير تعامل معاملة ما تلقته الأمة بالقبول :
لكن (هل نبدأ الجملة بــ (لكن) لمجرد أنها منسوخة هكذا من الشرح؟)
من حيث الأصل هذا يعتبر فإذا كان الحديث مشتهراً بين أهل التفسير بلا نكير فيكون هذا في القوة من جنس الأحاديث التي تلقيت بالقبول هذا من حيث التأصيل ويريد بذلك ما هو أخص من هذا أو هو أن الإجماع معتبر في نقل التفسير. هذه المسألة هي نفس موضوع مسألة: الضابط في قبول المرويات في التفسير، فتضم إليها.

🔴أهمية الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير:
- يعتبر بها ويستشهد مثل أحاديث ابن لهيعة وأشباهه فإن أحاديثهم تؤخذ للاستشهاد لكن يتلقى خبره عند أهل التفسير بالقبول فيكون جارياً مجرى الإجماع بين المفسرين. وهذه أيضا.

🔴السبيل إلى معرفة الإجماع:
أن الإجماع مهم في علم التفسير فمن أصول التفسير رعاية الإجماع بهذين الطريقين:
1- الإجماع إما أن يكون على ألفاظ التفسير. وهذا أعلاه ولكن هذا نادراً.
فمثلاً: يجمع الصحابة، أو يجمع المفسرون على أن تفسير الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه هذا إجماع اجمعوا على هذا اللفظ (الصراط) أجمع كما قال ابن جرير أجمع أهل التأويل على أن الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه هذا إجماع لفظي.
2- وإما أن يكون على المعنى. وهو الأكثر -ولكن الإتفاق فيه بحث هل يعد إجماعاً أم أنه عدم خلاف تضاد؟ شيخ الإسلام يعده إجماعاً .
-تعريف الإجماع على المعنى:
فتكون عباراتهم مختلفة لكن المعنى واحد
وهذا يدخل فيه عند شيخ الإسلام وعند جماعة يدخل فيه اختلاف التنوع
-أقسام الاختلاف على المعنى (اختلاف التنوع )المجمع عليها:
1-اختلاف في الألفاظ مع الاشتراك في المعنى العام
أ-إما من جهة أن تفسير بعض أفراد العام، فإن الروايات في التفسير قد يكون الإجماع مأخوذاً من اختلاف الألفاظ لكن الأصل واحد،
مثال عليه:مثلاً في قوله تعالى في سورة النحل:{ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسن} {يجعلون لله ما يكرهون} إذا لو قال قائل: ما يكرهون هو البنات لله – جل وعلا – كان مصيباً لأنهم يكرهون البنات، إذا قال قائل إن الذي يكرهونه هو الزوجة لأن طائفة من النصارى تكره الزوجة للقساوسة وللرهبان وللكبار وينزهونهم عن هذا الأذى ومع ذلك يجعلون لله – جل وعلا – ما يكرهونه لكبارهم ولمعظمهم كان هذا تفسيراً صحيحاً وكما قيل يكرهون{يجعلون لله ما يكرهون} يعني ما يكرهونه لرسلهم يجعلون لله ما يكرهونه لأنفسهم يكرهون لأنفسهم أن تهان رسلهم وأن تذل رسلهم ومع ذلك جعلوا لله ما كرهوه لأنفسهم من إهانة رسول الله، وإذلال رسل الله، هذه كلها تفاسير منقولة لكن كل هذه اختلاف تنوع مثل ما مثلنا لأنها داخلة في عموم قوله: { ويجعلون لله ما يكرهون}فهذا الاختلاف لا يعني أنه لم يقع الإجماع على التفسير هو اختلاف في الأفراد لكن الأصل المجمع عليه هنا الذي نستطيع أن نقول أنهم أجمعوا عليه هو ما دل عليه ظاهر الآية وهو أن المشركين نسبوا لله جل وعلا أشياء يكرهونها لأنفسهم وينكرون نسبتها لهم ولا يرضون بنسبتها إليهم ثمل أن تنسب البنات لهم مثل أن تهان الرسل،
ب-وإما أن يكون أحد معنيي اللفظ المشترك،
مثال عليه:مثل المشترك في لفظ قسورة: {فرت من قسورة} مر معنا أن القسورة إما أن تكون: الأسد أو السبع، وإما أن يكون هو النشاب أو القوس الذي يرمى به وهذا الاختلاف في المشترك لا يعني أنه في أصل المعنى يعني أن الأصل فرت من قسورة يعني فرت مما يخاف منه يعني هذا إجماع معنوي إجماع على المعنى
ج-وإما أن يكون تفسير في بعض الحالات أو نحو ذلك مما مر معنا من أحوال أو أنواع اختلاف التنوع بين السلف،

🔴حكم الإجماع :
يعني ينظر نص على الإجماع قال ابن جرير: أجمع أهل التأويل على كذا هذا إجماع نقل الإجماع.
قال ابن كثير: أجمع المفسرين من السلف على كذا، هذا إجماع لا يجوز مخالفته إلا لعالمٍ يقول: أصدع والإجماع غير صحيح هذا بحث آخر يعني أن ينازع في الإجماع لكن إجماعهم حجة. وإجماعهم على المعنى كذلك، وقبولهم للخبر ينزله منزلة الإجماع فيعمل به.

🔴استطراد:
وتلقي الأمة لأحاديث الصحيحين بالقبول أفادنا الإجماع على أن ما في الصحيحين من حيث الجملة ومن حيث العموم من حيث الجنس منسوب إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وكما قال طائفة من العلماء: لو حلف رجل أن ما في الصحيحين صحيح النسبة إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم قد قاله رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لكان باراً صادقاً ولم يحنث وهذا المقصود به عامة ما في الصحيحين مع أنهم تنازعوا في بعض ألفاظ في الصحيح ين يعني الإجماع هنا جاء على اعتبار ما في الصحيحين من الأحاديث عن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بتلقي الأمة لهذه الأحاديث بالقبول فهذه الأحاديث تلقتها الأمة بالقبول فكان إجماعاً على صحة هذين الكتابين ولهذا نقول أجمعت الأمة على أنه ليس أصح بعد كتاب الله – جل وعلا – من صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، وذلك لأن ما فيهما صحيح النسبة إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم.
إذا تبين ذلك،
‏‫🔴الخلاصة:
أراد الشيخُ هنا أن يُنبِّهَ إلى أنَّ المرادَ بأهلِ الإجماعِ في هذه القضيةِ هم أهلُ الحديثِ (قضية خبر الآحاد وليس الإجماع في التفسير) ؛ لأنه إذا أجمعَ أهلُ العلمِ بالحديثِ على العملِ بخبَرِ الواحدِ فجاء أهلُ الكلامِ من المعتزلةِ أو غيرِهم وأنكروا هذا الخبَرَ، فلا عبرةَ بإنكارِهم؛ لأنهم ليسوا متخصِّصينَ في هذا الفنِّ، فالمتخصِّصون في هذا الفنِّ هم أهلُ الحديثِ فإذا قَبِلُوا الخبَرَ فإنه يُؤخَذُ بقولِهم. وكأنه يريدُ أن يُنَبِّهَ على أنَّ الأمرَ في مِثلِ هذه الأمورِ يَرجعُ إلى أصحابِ العِلمِ به، فلهذا لا يُعتدُّ بخلافِ أهلِ الكلامِ في قضيةِ خبَرِ الواحِدِ.
وقد تم تفصيل ذلك بالمقارنة بين إجماع المحدثين وإجماع أهل التفسير


بارك الله فيك وأحسن إليك
ينتبه دائما إلى المسائل التي لا تتعلق بالدرس مباشرة، وينظر هل تصلح كتمهيد، أو تفصل كاستطراد مع بيان تعلقه بالدرس، أو لا توضع أصلا كأن يكون الكلام عن درس سابق، كما هو في أول الملخص مما يتعلق بخبر الآحاد وإجماع أهل الحديث ونحوه.
وأراك تكثرين من النسخ الحرفي وهذا ليس جيدا، وأرجو استدراكه مستقبلا إن شاء الله.
هذه قائمة المسائل أرجو أن تفيدك:

ضوابط الإجماع في التفسير

تمهيد
- مفهوم الإجماع
- أنواع الإجماع


الإجماع في التفسير
أولا: ما يتعلّق بنسبة الخبر.
ثانيا: ما يتعلق بالمعنى المفسّر للفظ القرآني
..- الإجماع على اللفظ
.. معناه
.. مثاله
- الإجماع على المعنى
.. معناه
.. مثاله

حكم اعتبار الإجماع في التفسير



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /13
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
وفقك الله

ميسر ياسين محمد محمود 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م 11:06 AM

الواجب الأول :فهرسة وتلخيص مسائل نزول القرآن /معرفة أسباب النزول

عناصر الموضوع
أنواع مسائل نزول القرآن:
&نزول القرآن مفرقاً
&نزول القرآن على قسمين
& بيان كيفية صيغة سبب النزول
&الجمع بين الاختلاف في سبب النزول
& بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
& الداعي الى التأليف في أسباب النزول
&المؤلفات في أسباب النزول
& حكم القول في أسباب النزول بغير علم
&حكم قول الصحابي والتابعي في أسباب النزول
&أهمية العلم بسبب النزول

&استطرادات

-أنواع مسائل نزول القرآن:
&نزول القرآن مفرقاً:
أنزل الله القرآن مفرقًا نجومًا وأودعه أحكامًا وعلومًا؛ قال عز من قائل: {وَقُرآَنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلاً} . كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنةأنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر وبالمدينة عشر سنين. ذكره الواحدي في

&نزول القرآن على قسمين:
1-قسم نزل ابتداء،بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك من التشريع،
2-وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال من القرآن أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}.أو أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن
وذلك ماتضمنه قول الجعبري وذكره السيوطي في الإتقان وما قاله الوادعي في الصحيح المسند لأسباب النزول

& بيان كيفية صيغة سبب النزول :
ذكر الوادعي في كتابه الصحيح المسند أن صيغة سبب النزول :
1-إما أن تكون صريحة في السببيةإذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال
2- وإما أن تكون محتملة. إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.وكذا إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فهاتان صيغتان تحتملان السببية وغيرها

&الجمع بين الاختلاف في سبب النزول :
ذكر السيوطي في كتابه لباب النقول طريقة الجمع بين ما يذكره المفسرون من أسباب متعددة لنزول الآية كالتالي:
1-فإن عبر أحدهم بقوله: نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمرا آخر فقد تقدم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهمافحينئذ فحق مثل هذا أن لا يورد في تصانيف أسباب النزول وإنما يذكر في تصانيف أحكام القرآن.
2-وإن عبر واحد بقوله: نزلت في كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد كما قال ابن عمر في قوله: {نساؤكم حرث لكم} أنها نزلت رخصة في وطء النساء في أدبارهن وصرح جابر بذكر سبب خلافه فاعتمد حديث جابر.
3-وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره فقد تكون نزلت عقيب تلك الأسباب كما في آية اللعان وقد تكون نزلت مرتين كما في آية الروح وفي خواتيم النحل وفي قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية مما يعتمد في الترجيح النظر إلى الإسناد وكون راوي أحد السببين حاضرا القصة أو من علماء التفسير كابن عباس وابن مسعود.

& بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
بين الزَّرْكَشِيُّ في البرهان أنه جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول و عقب أنه اذا كان وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول يبدأ به لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد، وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة


& الداعي الى التأليف في أسباب النزول:
1-ماذكره الواحدي في أسباب النزول : (وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئًا ويختلق إفكًا وكذبًا ملقيًا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول هذا القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب).
2-ما ذكره السيوطي في الاتقان :(ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} نحو عشرة أقوال، وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين )

3-ما قالَه ابن عَاشُورٍ : (أُولِعَ كثير من المفسرين بتطلّب أسباب نزول آي القرآن، وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، وأغربوا في ذلك وأكثروا حتى كاد بعضهم أن يوهم الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، وحتى رفعوا الثقة بما ذكروا. بيد أنا نجد في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل، فكان أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف، وكان في غض النظر عنه وإرسال حبله على غاربه خطر عظيم في فهم القرآن. فذلك الذي دعاني إلى خوض هذا الغرض في مقدمات التفسير لظهور شدة الحاجة إلى تمحيصه في أثناء التفسير، وللاستغناء عن إعادة الكلام عليه عند عروض تلك المسائل، غير مدخر ما أراه في ذلك رأيا يجمع شتاتها.)

&المؤلفات في أسباب النزول:
لأهمية هذا العلم عده الزركشي النوع الأول في كتابه البرهان
وعده البلقيني النوع العاشر في كتابه مواقع العلوم.
وعده السيوطي النوع الحادي عشر في كتابه التحبير.
.وقد ألف فيه عدة مصنفات من أهمها:
كتاب الواحدي "أسباب النزول"
-وألف السيوطي فيه كتاب لباب النقول في أسباب النزول وما تميز به على كتاب الواحدي من الاختصار والجمع الكثير وعزوه كل حديث الى من خرجه وتمييز الصحيح من غيره والجمع بين الروايات .ذكره السيوطي في لباب النقول
وذكر السيوطي أنه ألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسودة لم يقف عليه كاملا.

& حكم القول في أسباب النزول بغير علم :
قال الواحدي في أول كتابه أسباب النزول ونقله عنه ابن عاشور (لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل)ا.هـ.

&حكم قول الصحابي والتابعي في أسباب النزول:
قالَ السيوطيُّ في التحبير :( وما كان عن صحابي: فهو مسند مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع، أو تابعي: فمرسل، وشرط قبولهما: صحة السند، ويزيد الثاني: أن يكون راويه معروفاً بأن لا يروي إلا عن الصحابة، أو ورد له شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً).


&أهمية العلم بسبب النزول :
1-- فهم كلام الله تعالى على الوجه الصحيح، والوقوف على المعنى وإزالة الإشكال.وذكر الواحدي أنه"لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".وذكر القشيري في قوله: "بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز"؛ وقول ابن تيمية في مقدمة التفسير -: "ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"؛ .
-مثاله: قوله تعالى: {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} الآية [الطلاق: 4]، قد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة وقد بينه سبب النزول، روي أن ناسا قالوا: (يا رسول الله قد عرفنا عدة ذوات الأقراء، فما عدة اللائي لم يحضن من الصغار والكبار؟) فنزلت فهذا يبين معنى {إِنِ ارْتَبْتُمْ} أي: إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتددن فهذا حكمهن.
-ومن ذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} الآية [البقرة: 115] فإنا لو تركنا مدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا، وهو خلاف الإجماع، فلا يفهم مراد الآية حتى يعلم سببها وذلك أنها نزلت لما صلى النبي صلى عليه وسلم على راحلته وهو مستقبل من مكة إلى المدينة حيث توجهت به فعلم أن هذا هو المراد.
ذكره الزركشي في البرهان
2-معرفة المجملات ودفع المتشابهات.
-مثل قوله تعالى:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمدأيضاً معرفة أسباب النزول يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.ذكره ابن عاشور في كتابه التحرير
3- وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
4-معرفة أن سبب النزول لا يخرج عن حكم الآية إذا ورد مخصِّص له قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع ؛ لأن دخول السبب قطعي. ماتضمن من أقوال الواحدي والقشيري والسيوطي والزركشي
5-معرفة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
وقد يكون السبب خاصا والصيغة عامة لينبه على أن العبرة بعموم اللفظ. قاله الزركشي في البرهان
الحكمة من أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه، فإن ذلك أزجر له وأنكى فيه.ذكره الزمخشري ونقله عنه الزركشي في البرهان
مثاله:حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ذكره ابن عاشور في التنوير .
ومن أمثلة ذلك آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية وحد القذف في رماة عائشة ثم تعدى إلى غيرهم قاله الزركشي في البرهان
-الرد على من قال أن ابن عباس لم يعتبر العموم:
فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم {لا تحسبن الذين يفرحون}الآية [آل عمران: 188]، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب.
الرد : لا يخفى على ابن عباس رضي الاه عنهما أن اللفظ أعم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص.
ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في قوله تعالى:{ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82] بالشرك، من قوله: {إن الشرك لظلم عظيم} الآية [لقمان: 13]، مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم.
أيضاً ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم، فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت، قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين حدثنا .قاله السيوطي في الاتقان
-متى يبطل القول بالعموم:
يبطل القول بالعموم إذا نزلت آية في معين ولا عموم للفظها فإنها تقصر عليه قطعا :كقوله تعالى:{وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}[الليل: 17] فإنها نزلت في أبي بكر الصديق بالإجماع. فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم إذ الألف واللام إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أو معرفة في جمع زاد قوم: أو مفرد بشرط ألا يكون هناك عهد.واللام في {الأتقى} الآية [الليل: 17]، ليست موصولة؛ لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعا، و{الأتقى} الآية [الليل: 17]، ليس جمعا بل هو مفرد، والعهد موجود، خصوصا مع ما يفيده صيغة أفعل من التمييز وقطع المشاركة، فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه.ذكره السيوطي في الاتقا
6- دفع توهم الحصر :
قد ترد آية تفيد بظاهرها الحصر، لكن سبب النزول يدفع هذا التوهم
مثاله :ما قال الشافعي ما معناه في قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية [الأنعام: 145]، إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله وكانوا على المضادة والمحاداة فجاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه، نازلا نزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه تعالى قال: لا حرام إلا ما أحللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه، إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل. ذكره السيوطي في الاتقان
7-معرفة اسم النازل في الآية وتعيين المبهم فيها ولقد قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر: (إنه الذي أنزل فيه {والذي قال لوالديه أف لكما} الآية [الأحقاف: 17])، حتى ردت عليه عائشة وبينت له سبب نزولها).
8- وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين. ذكره ابن عاشور في التنوير
9-معرفة ما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي،
مثاله:كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك)) فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم.ذكره الوادعي في كتابه المسند الصحيح
10- معرفة ما في أسباب النزول من مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف). قاله الوادعي في الصحيح المسند


&استطرادات:
-مدح الواحدي للقرآن وللرسول صلى الله عليه وسلم :
-أنزله قرآنًا عظيمًا وذكرًا حكيمًا وحبلاً ممدودًا وعهدًا معهودًا وظلاً عميمًا وصراطًا مستقيمًا
-فيه معجزات باهرة وآيات ظاهرة وحجج صادقة ودلالات ناطقة أدحض به حجج المبطلين ورد به كيد الكائدين وقوى به الإسلام والدين فلحب منهاجه وثقب سراجه وشملت بركته وبلغت حكمته على خاتم الرسالة والصادع بالدلالة الهادي للأمة الكاشف للغمة الناطق بالحكمة المبعوث بالرحمة فرفع أعلام الحق وأحيا معالم الصدق ودمغ الكذب ومحا آثاره وقمع الشرك وهدم مناره ولم يزل يعارض ببيناته أباطيل المشركين حتى مهد الدين
وأبطل شبه الملحدين صلى الله عليه صلاة لا ينتهي أمدها ولا ينقطع مددها وعلى آله وأصحابه الذين هداهم وطهرهم وبصحبته خصهم وآثرهم وسلم كثيرًا.
وبعد هذا فإن علوم القرآن غزيرة وضروبها جمة كثيرة يقصر عنها القول وإن كان بالغًا ويتقلص عنها ذيله وإن كان سابغًا وقد سبقت لي ولله الحمد مجموعات تشتمل على أكثرها وتنطوي على غررها وفيها لمن رام الوقوف عليها مقنع وبلاغ وعما عداها من جميع المصنفات غنية وفراغ لاشتمالها على عظمها متحققًا وتأديته إلى متأمله متسقًا
-أهمية جمع طرق الحديث:
-معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا
وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه)ا.هـ. ذكره الوادعي في كتابه المسند الصحيح

--معرفة أنه قد يكون النزول سابقا على الحكم :
مثاله:نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}))). ذكره الزركشي في البرهان

&أمثله على ما وقع من التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسير:
1- وهذا المثال هو قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
2--ماذكر السيوطي في التحبير مما حرره ً كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية[النساء: 58].وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع،



‏من جهاز الـ iPhone الخاص بي














‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

ميسر ياسين محمد محمود 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م 11:43 PM

واجب فهرسة فضل علم الناسخ والمنسوخ
-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ:
1-أنه يفسر تعارض النصوص :أن هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الأشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني. قاله أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ في كتابه الناسخ والمنسوخ

2-أن معرفته شرطاً للمفسر وكل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب .
الدليل:
1-روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
2- عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قال حذيفة: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأميرٌ لا يجد من ذلك بدًّا، أو أحمق متكلّفٌ).
ما تضمنه قول المُقْرِي في كتابه الناسخ والمنسوخ والزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وابن الجوزي في نواسخ القرآن.

3-أهمية هذا العلم في معرفة الأحكام وتبيين المحكم والمتشابه .
الدليل:
1- عن الضحاك قال: ورد في تفسير قوله تعالى: {وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتٌ هن أم الكتاب} ، ثم قال: {ما ننسخ من آيةٍ} ، {وأخر متشابهاتٌ} فقال: هو ما قد نسخ).
2- عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به) ). ما تضمنه قول البلقيني والهروي

4- أنّ معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً
الدليل:عن عليّ بنأبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269]
قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه " ). ذكره الهروي في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز.
والنحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
وابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن.
قال أبو الفرَجِ عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ





‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

ميسر ياسين محمد محمود 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م 11:57 PM

واجب فهرسة فضل علم الناسخ والمنسوخ
عناصر الموضوع:
-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم
-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ

-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ في كتابهالناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز: (قال: وقول الله عزّ وجلّ: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39] يقول: (يبدّل من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله) {وعنده أمّ الكتاب} [الرعد: 39] يقول: (وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب النّاسخ والمنسوخ) ).

-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ:
1-أنه يفسر تعارض النصوص :أن هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الأشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني. قاله أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ في كتابه الناسخ والمنسوخ

2-أن معرفته شرطاً للمفسر وكل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب .
الدليل:
1-روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
2- عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قال حذيفة: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأميرٌ لا يجد من ذلك بدًّا، أو أحمق متكلّفٌ).
ما تضمنه قول المُقْرِي في كتابه الناسخ والمنسوخ والزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وابن الجوزي في نواسخ القرآن.

3-أهمية هذا العلم في معرفة الأحكام وتبيين المحكم والمتشابه .
الدليل:
1- عن الضحاك قال: ورد في تفسير قوله تعالى: {وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتٌ هن أم الكتاب} ، ثم قال: {ما ننسخ من آيةٍ} ، {وأخر متشابهاتٌ} فقال: هو ما قد نسخ).
2- عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به) ). ما تضمنه قول البلقيني والهروي

4- أنّ معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً
الدليل:عن عليّ بنأبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269]
قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه " ). ذكره الهروي في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز.
والنحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
وابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن.
قال أبو الفرَجِ عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ





‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

ميسر ياسين محمد محمود 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م 11:58 PM

جزاكم الله خيراً
من فضلكم اعتمدوا الإرسال الأخير

أمل عبد الرحمن 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م 09:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود (المشاركة 199114)
واجب فهرسة فضل علم الناسخ والمنسوخ
عناصر الموضوع:
-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم
-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ

-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ في كتابهالناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز: (قال: وقول الله عزّ وجلّ: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39] يقول: (يبدّل من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله) {وعنده أمّ الكتاب} [الرعد: 39] يقول: (وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب النّاسخ والمنسوخ) ).

-أهمية وفضل علم الناسخ والمنسوخ:
1-أنه يفسر تعارض النصوص :أن هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الأشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني. قاله أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ في كتابه الناسخ والمنسوخ

2-أن معرفته شرطاً للمفسر وكل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب .
الدليل:
1-روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
2- عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قال حذيفة: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأميرٌ لا يجد من ذلك بدًّا، أو أحمق متكلّفٌ).
ما تضمنه قول المُقْرِي في كتابه الناسخ والمنسوخ والزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وابن الجوزي في نواسخ القرآن.

3-أهمية هذا العلم في معرفة الأحكام وتبيين المحكم والمتشابه .
الدليل:
1- عن الضحاك قال: ورد في تفسير قوله تعالى: {وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتٌ هن أم الكتاب} ، ثم قال: {ما ننسخ من آيةٍ} ، {وأخر متشابهاتٌ} فقال: هو ما قد نسخ).
2- عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به) ). ما تضمنه قول البلقيني والهروي

4- أنّ معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً
الدليل:عن عليّ بنأبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269]
قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه " ). ذكره الهروي في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز.
والنحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
وابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن.
قال أبو الفرَجِ عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ


‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
هناك ملاحظة على خطوة الترتيب، فالأولى تقديم ما بينه القرآن في فضله، ثم ما ورد عن الصحابة والتابعين، ثم ماورد عن بقية أهل العلم.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...804#post200804

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

ميسر ياسين محمد محمود 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م 10:27 PM

-التمهيد
-المقصد العام من الباب الأول:
-بيان كيفية نزول القرآن وتلاوته
وذكر حفاظه في ذلك الأوان
-المقاصد الفرعية :
-أدلة أن القرآن أنزل في شهر رمضان وإبطال القول أنه أنزل في ليلة النصف من شعبان.
-الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر مع الأدلة والترجيح.
-الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
-الحكمة من إنزال القرآن إلى الأرض منجما،و من أنه لم ينزل جملة كسائر الكتب.
-الخلاف في تحديد الزمن بين نزول أول القرآن وآخره وسببه.
-أدلة تحقيق وعد الله للنبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمان له عدم نسيانه
-بيان ان أكثر نزول الوحي كان قبل وفاته صلى الله عليه وسلم حتى توفي.
-الأقوال في أول مانزل وآخر مانزل مع الأدلة والترجيح.
-جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-معنى التواتر في القراءة.
-الجمع في الاختلاف بين أن عدد القراء بلغ حد التواتر و ما جاء في الرواية عن مسروق.
-جمع القرآن في عصر الصحابة.
-بيان أن جمع القرآن وترتيب الآيات والسور أمر توقيفي .

-التمهيد:
بعد أن حمد المؤلف الله وأثنى عليه وعلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والنبيين والملائكة وعلى صحبه وآله، وتابعيهم وجميع أهل البر والطاعة
ذكر اسم كتابه وهو:"المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز"ا.و أبوابه الستة وهي:
1-البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2-جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن.
3-معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
4-معنى القراءات السبع المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان.
5-الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية.
6- الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها، وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها.
كما بين أهمية كتابه وهي :معرفة كيفية نزول القرآن وجمعه وتلاوته، ومعنى الأحرف السبعة التي نزل عليها، والمراد بالقراءات السبع وضابط ما قوي منها، وبيان ما انضم إليها، والتعريف بحق تلاوته وحسن معاملته.

-المقصد العام من الباب الأول:
-بيان كيفية نزول القرآن وتلاوته
وذكر حفاظه في ذلك الأوان:

-المقاصد الفرعية :
-أدلة أن القرآن أنزل في شهر رمضان وإبطال القول أنه أنزل في ليلة النصف من شعبان:
1- حديث السري عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
-معنى الحديث:
رسلاً أي رفقًا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق، فقوله على مواقع النجوم في موضع نصب على الحال، ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا رافقا.

2-حديث أبو بكر ابن أبي شيبة -وهو أحد شيوخ مسلم- في "كتاب ثواب القرآن" عن أبي قلابة قال: أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان. وعنه: أنزلت التوراة لست والزبور لثنتي عشرة، وفي رواية أخرى: الزبور في ست، يعني من رمضان.
3-قول البيهقي في معنى قوله: ((أنزل القرآن لأربع وعشرين)): إنما أراد -والله أعلم- نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا.
وقال في معنى قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}: يريد -والله أعلم: إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع،
فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل.
قلت: هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه: يحتاج إلى نحو هذا التأويل أهل السنة المعتقدون قدم القرآن، وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى.

-الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر :
1-أنه ابتدئ إنزاله فيها.
ابتدء إنزال القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم وهو متحنث بحراء في شهر رمضان
2-أنه أنزل فيها جملة واحدة.
3- أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
-أدلة تجمع بين القول الثاني والثالث:
1-حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.
- معنى {بمواقع النجوم}
نزل متفرقا.قاله ابن عباس
هو من قولهم: نجم عليه الدية أي قطعها، ومنه نجوم الكتابة، فلما قطع الله سبحانه القرآن وأنزله مفرقا قيل لتفاريقه نجوم، ومواقعها: مساقطها، وهي أوقات نزولها، وقد قيل: إن المراد هو مغارب نجوم السماء، والله أعلم.قاله البيهقي
2-ماوردفي "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.
~ تساؤل:
هل يدل قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
~الجواب له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه، والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.
3-قول قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.
-معنى قوله تعالى :{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
-فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل،وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا.
-{على مكث} على تؤدة وترسل.
- {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا.
4-أنه كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
الدليل :
حديث أبي عبيد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين، قال ابن سيرين: فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة.
-القول الراجح:
ما قد صح من الآثار عن ابن عباس التي تجمع بين القول الثاني والثالث.
ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن} إشارة إلى كلذلك ،وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.

-الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا:
1-فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، واقتضت الحكمة الإلهية وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع ولم ينزل جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.
2-وهذا من جملة ما شرف به نبينا صلى الله عليه وسلم، كما شرف بحيازة درجتي الغني الشاكر والفقير الصابر، فأوتي مفاتيح خزائن الأرض، فردها واختار الفقر والإيثار بما فتح الله عليه من البلاد، فكان غنيا شاكرا وفقيرا صابرا صلى الله عليه وسلم.
3-أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، ثم أجرى من السماء الدنيا الآية بعد الآية عند نزول النوائب، قال الله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقال عز وجل: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.

4- فائدة إنزال القرآن جملة قبل ظهورنبوة محمد صلى الله عليه وسلم -وهو القول الراجح -
هي: إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء.
قال صلى الله عليه وسلم: ((كنت نبيا وآدم بين الماء والطين))، وفي ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورة الأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له...
، وكلا القولين محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكره المؤلف من التفخيم له ولمن أنزل عليه،

-الحكمة من إنزال القرآن إلى الأرض منجما،و من أنه لم ينزل جملة كسائر الكتب:
1-لتقوية فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى : {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك}وإدخال السرور على قلبه ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه .
2-ليتيسر عليه حفظه،وهذا من معاني قوله تعالى: {لنثبت به فؤادك}، وقد كان النبي أمياًولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم.
-تساؤل:
فإن قلت: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
الجواب:
ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه، فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأن يلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم. {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
3-أن في القرآن جواب عن أمور سأله عنها قومه ، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

-الخلاف في تحديد الزمن بين نزول أول القرآن وآخره :
وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة،
-سبب الخلاف:
وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

-أدلة تحقيق وعد الله للنبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمان له عدم نسيانه:
1-قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، أي علينا أن نجمعه في صدرك فتقرؤه فلا ينفلت عنك منه شيء،
2-وقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي غير ناس له.
3-وما ورد في الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى.

-بيان ان أكثر نزول الوحي كان قبل وفاته صلى الله عليه وسلم حتى توفي:
الدليل:
حديث ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد. هذا لفظ البخاري،
~المقصود بهذه المدة هي أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم.

-أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن:
أول سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، ، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.

-الأقوال في آخر ما نزل من الآيات :
~قوله تعالى:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية،
الدليل:حديث أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين،
~ وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن،
الدليل :حديث عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

-جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1-كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))،الدليل:ففي جامع الترمذي وغيره عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
2-وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين،الدليل: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة
3-وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.الدليل:عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضي الله عنها: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي.
4-وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر.
-معنى التواتر في القراء:
-وإن لم يكمل القرآن سوى أربعة، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا.
وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
-الجمع في الاختلاف بين أن عدد القراء بلغ حد التواتر و ما جاء في الرواية عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
1-أن مفهوم الرواية ليس للحصر ومما يشهد لصحة ذلك :
-كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة ، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
-ما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
-قول عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن.

2-أن ما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
ومن هذه التأويلات :
1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
2-ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
3-ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
4-ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
5-ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
6-ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛
-سبب أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛
1- لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
2-ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
قال المازري: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.ذكره القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" كما ذكر ذلك المؤلف .



-جمع القرآن في عصر الصحابة:
1-كانت الآيات مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر،
2-ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
-وبذلك يتبين أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث -وهو ترتيب السور- كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين.

-بيان أن جمع القرآن وترتيب الآيات والسور أمر توقيفي :
-ما ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب:" أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه، وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم، وأن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القرآن وذات التلاوة.وأنه قد يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم، وإن هذا القول الثاني أقرب وأشبه بأن يكون حقا على ما سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإن القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله، بل قدم ما تأخر إنزاله، وأخر بعض ما تقدم نزوله على ما قد وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك"...
-ما ذكره أبو الحسن في "كتاب الوسيلة" عن شيخه الشاطبي بإسناده إلى ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكره أبو عمرو الداني في "كتاب المقنع".
-ما جاء في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
-ما جاء في البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}.

-أنواع النسخ في القرآن:
1- ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
مثاله : كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
وقولها "... وهن مما يقرأ من القرآن"، يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا.
2- ما نسخت تلاوته وحكمه.
3-ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته .
مثاله:كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أربعة أشهر وعشرا}.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

[المرشد الوجيز: 9- 47]

من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

ميسر ياسين محمد محمود 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م 05:18 PM

-المقصد العام :
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .
-المقاصد الفرعية
-تمهيد:
-بيان أن تأليف القرآن توقيفي عدا سورة براءة.
-معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"،
-جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع أبي بكر للقرآن .
~السبب الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه الى جمع القرآن.
~سبب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن.
~خطوات جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن
-جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع عثمان للمصحف .
~الأقوال المؤيدة لجمع عثمان رضي الله عنه.
~السبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه لجمع المصحف على قراءة واحدة.
~خطوات جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
~إجابة على تساؤل.
-الحكمة من تمزيق مروان الصحف
~الأقوال في معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش".



-المقصد العام :
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم :
-المقاصد الفرعية:
-تمهيد:
سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن في مصحف واحد :
لم يجمعه صلى الله عليه وسلم لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.ذكره الشيخ أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى ،و غيره من الأئمة .
أن التأليف كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن الجمع في الصحف كان في زمن أبي بكر ،وذلك كما روي عن زيد بن ثابت.والجمع في عهد عثمان رضي الله عنه هو :النسخ في المصاحف .

-بيان أن تأليف القرآن توقيفي عدا سورة براءة:
- قال البيهقي في كتاب "المدخل": واعلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال أيام حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومؤلفا هذا التأليف الذي نشاهده ونقرؤه إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من القرآن، ولم يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة -رضي الله عنهم- بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا، وروي معنى هذا عن عثمان رضي الله عنه. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى ينزل "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإذا أنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أن السورة قد ختمت، فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد، لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى جملة واحدة في شهر رمضان ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته عند الحاجة وحدوث ما يحدث على ما يشاء الله عز وجل: وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة، وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة رحمة من الله عز وجل لعباده، وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال جل ذكره: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

-معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"،
1- يعني به -والله أعلم- وقت عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام، فكان لا يزال يقرأ في السورة إلى أن يأمره جبريل بالتسمية، فيعلم أن السورة قد انقضت، وعبر النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ النزول، إشعارا بأنها قرآن، في جميع أوائل السور فيه،
2-ويجوز أن يكون المراد بذلك أن جميع آيات كل سورة كان ينزل قبل نزول البسملة، فإذا كملت آياتها نزل جبريل البسملة، واستعرض السورة، فيعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة قد ختمت، لم يبق يلحق بها شيء.

-جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع أبي بكر للقرآن :
انشراح صدورهم لجمع القرآن الكريم وتأييدهم ذلك الفعل، قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)). وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
-السبب الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه الى جمع القرآن:
هو خشية من أن يقتل القراء كما حصل في حرب اليمامة فيذهب كثير من القرآن.
الدليل :
- (قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).
- قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).

-سبب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن: ويقال:إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.
- قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين،
وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.

~خطوات جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن:
1- كان القرآن مثبتًا في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب، وأمر أبو بكر الصديق حين استحر القتل بقراء القرآن يوم اليمامة بجمعه من مواضعه في صحف،

2- جلس زيد وعمر رضي الله عنهما على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز ، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل ينكروه يطلبوا منه شاهدين،ذكر في كتاب "الانتصار"
3- فوجدوا مع أبي بن كعب مع كتبا مثل الذي وجدوه عند جميع الناس.
4- بعد انتهاءهم من كتابته وجمعه في الورق ، قال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف.فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف.ذكره القاضي أبو بكر

-الأقوال في الجمع بين تتبع زيد بن ثابت للقرآن في صدور الرجال وأنه من الحفظة ،
والجمع بين ما ذكر في كتاب أبي عبيد:-أنه وجد خاتمة "براءة" مع خزيمة بن ثابت وآية "الأحزاب" مع خزيمة أو أبي خزيمة، - وما ذكر في كتاب ابن أبي داوود عن أبي العالي أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة":{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه} إلى {وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمةالتوحيد.-الجمع بينها يكون بما يلي :
1- أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص
2- أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره مكي وغيره.وهذا احتمال ضعيف كما أخبر المؤلف.
3-أن زيد بن ثابت كان يتتبع القراءات السبعة من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. .ذكره الشيخ أبو الحسن
4- ما ورد في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.
الغاية من الشاهدين هو :
1- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر . قاله الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء"
2- أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف .قاله المؤلف

-جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع عثمان للمصحف :
- ما ورد في "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))، قال: وقال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل".

-الأقوال المؤيدة لجمع عثمان رضي الله عنه:
ولهذا قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
-وقد عبر الشيخ أبو القاسم الشاطبي رحمه الله عما فعله الإمامان بأبيات من جملة قصيدته المسماة بـ"العقيلة" في بيان رسم المصحف، أخبرنا بها عنه شيخنا أبو الحسن وغيره فقال رحمه الله:
واعلم بأن كتاب الله خص بما تاه البرية عن إتيانه ظهرا

~السبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه لجمع المصحف على قراءة واحدة:
الاختلاف في قراءة القرآن .
وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن هشام عن محمد -هو ابن سيرين- قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن.

-خطوات جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:
1-عزم على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه به.فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب،
2-سؤال من أتاه بشيء هل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3-كانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال.
3-سؤاله البينة لم يكن على على أصل القرآن، فقد كان معلوما لهم ، وإنما كانت على ما أحضروه من الرقاع المكتوبة فطلب البينة عليها أنها كانت كتبت بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبإذنه على ما سمع من لفظه ،ولهذا قال: فليمل سعيد، يعني من الرقاع التي أحضرت، ولو كانوا كتبوا من حفظهم لم يحتج زيد فيما كتبه إلى من يمليه عليه.
4- سؤاله عن أفصح الناس وأكتب الناس .
5-أمر ه بأن يكتب زيدبن ثابت وهو أكتب الناس ويمل سعيد بن العاص وهو أفصح الناس زيد .
6-دعا عثمان رضي الله عنه أربعة نفر، ثلاثة من قريش ورجلا من الأنصار: عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقال: انسخوه. فنسخوه على هذا التأليف، وقال: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على ما تقولون أنتم، فإن القرآن أنزل على لسان قريش، فنسخوا القرآن في مصحف واحد حتى فرغوا منه، ثم نسخ من ذلك المصحف مصاحف، فبعث إلى كل بلد مصحفا، وأمرهم بالاجتماع على هذا المصحف.

-إجابة على تساؤل:
فإن قلت: كان قد جمع من الرقاع في أيام أبي بكر، فأي حاجة إلى استحضارها في أيام عثمان؟
الإجابة :
1-إن فعل كل واحد من الإمامين أبي بكر وعثمان [رضي الله عنهما]، وقصد كل واحد منهما غير قصد الآخر، فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ .
2-أبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟الحديث،
3- وأما ما روي أن عثمان جمع القرآن أيضا من الرقاع كما فعل أبو بكر فرواية لم تثبت، ولم يكن له إلى ذلك حاجة، وقد كفيه بغيره، إن عثمان طلب إحضار الرقاع ممن هي عنده، وجمع منها، وعارض بما جمعه أبو بكر، أو نسخ مما جمعه أبو بكر، وعارض بتلك الرقاع، أو جمع بين النظر في الجميع حالة النسخ، ففعل كل ذلك أو بعضه، استظهارا ودفعا لوهم من يتوهم خلاف الصواب، وسدا لباب القالة: إن الصحف غيرت أو زيد فيها ونقص،قاله القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار"

-الحكمة من تمزيق مروان الصحف:
إن ما فعله مروان من طلبه الصحف من ابن عمر وتمزيقها -إن صح ذلك- فلم يكن لمخالفة بين الجمعين، إلا فيما يتعلق بترتيب السور، فخشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة. هذا إن قلنا إن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور، وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر.

-الأقوال في معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" :
1-أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم.
2-أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.

-الخلاصة:
واعلم أن حاصل ما شهدت به الأخبار المتقدمة وما صرحت به أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذنه وأمره، وأن جمعه في الصحف خشية دثوره بقتل قرائه كان في زمن أبي بكر رضي الله عنه، وأن نسخه في مصاحف حملا للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم ومنعا من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه، وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لهم من قراءته على سبعة أحرف ، فلما ولي عثمان وكثر المسلمون وانتشروا في البلاد وخيف عليهم الفساد من اختلافهم في قراءاتهم لاختلاف لغاتهم حملهم عثمان على ذلك اللفظ الذي جمعه زيد في زمن أبي بكر، وبقي ما عداه ليجمع الناس على قراءة القرآن على وفق ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكثر فيه التصرف، فيتفاحش تغيره، وتنمحق ألفاظه المنزلة.




-الأقوال في أسماء البلدان التي بعث اليها المصاحف :
- قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
- قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.


‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

ميسر ياسين محمد محمود 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م 05:20 PM

جزاكم الله خيراً وضعت تلخيص المقاصد هنا لأن الروابط لا تعمل

إدارة الاختبارات 26 رجب 1436هـ/14-05-2015م 01:36 PM

نسختها لك في الموضوع
نفع الله بك

صفية الشقيفي 21 شعبان 1436هـ/8-06-2015م 01:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود (المشاركة 163130)
فهرسة أحكام المصاحف- ترتيب المصحف
آراء العلماء في ترتيب المصحف
أولا:ترتيب الآيات
الإجماع على ترتيب الآيات
-أجمعت الأمة الإسلامية على أن ترتيب الآيات في سورها على ما هو عليه المصحف اليوم توقيفي بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت الآيات تنزل عليه، وجبريل يدله على مواضعها، ويبلغها رسول الله صحابته، ويأمر كتاب الوحي بنسخها في مواضعها،
ولقد نقل غير واحد من العلماء الإجماع في ذلك، مثل أبو بكر ابن الأنباري والزركشي و أبو جعفر ابن الزبيرالغرناطي، و مكي وغيره والقاضي أبو بكر الباقلاني و السيوطي , وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر فى تخريجه لمسند الإمام أحمد و وتابعه على اختياره هذا الشيخ صبحى الصالح فى كتابه علوم القرآن .
أدلة هذا الإجماع
حديث زيد: «كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع»1-
2-حديث ابن عباس قال: «قلت لعثمان: ما حملك على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من الثاني، وإلى برآءة وهي من المئين، ففرقتم بينهما، ولم تكتبوا بينها سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: }ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا..........)
أحاديث فضل بعض الآيات من السور في كتب التفسير، كحديث فضل أواخر سورة البقرة3-
والعشر آيات في بداية الكهف
4- قراءته صلى الله عليه وسلم لبعض السور لم يغير منهن شيئا، لا بتقديم ولا بتأخير، في آياتها كقراءة سورة البقرة،
- 5-ما روى البخاري قال: قال ابن الزبير[21] : قلت لعثمان بن عفان: ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا﴾، قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها، قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه، ) ا [ قدمي هذا الأثر في الأدلة ، يكون الترتيب :
حديث زيد ، ثم الأحاديث الدالة على قراءته صلى الله عليه وسلم لسور كاملة ، ثم الأحاديث الدالة على فضل بعض الآيات في بعض السور، ثم أثر ابن الزبير عن عثمان ، ثم أثر ابن عباس عن عثمان ، وذلك لأننا نقدم الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الآثار ، والأحاديث كما تعلمين منها قولي ومنها فعلي ومنها تقريري ]

.
ثانيا: ترتيب السور
سلك العلماء في ذلك ثلاثة مذاهب وهي[ ما رأيك لو قلنا : اختلفوا على ثلاثة أقوال ؟ ]
المذهب الأول :
من يقول أن الترتيب اجتهادي،مثل أبو الحسين أحمد بن فارس والقاضي عياض الإمام مالك
القاضي أبو بكر الباقلاني في أحد قوليه
وحجتهم الأولى:
اختلاف مصاحف السلف، في ترتيب السور
دحض هذه الحجة : دحضها السيوطى فى كتابه أسرار ترتيب القرآن حيث بين أن التوقيف استقر فى العرضة الأخيرة على القراءات المنسوخات ولم يبلغهم النسخ .
حجتهم الثانية : ما أخرجه ابن أشته فى المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس عن حبان بن يحى عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) . أ. هـ .
دحض هذه الحجة:ذكر الزرقانى الاختلاف بين مصاحف الصحابة بنحو مما ذكره السيوطى
الثاني :القول بأن ترتيب السور كما هو مشاهد فى المصاحف اليوم توقيفىالمذهب
من أصحاب هذا القول :محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله . والقول بالتوقيف هو اختيار الحسن ومحمد وأبى عبيد , وهو اختيار أبى بكر الأنبارى والنحاس وأحد قولي الباقلاني والكرماني وهو اختيار جماعة من المفسرين كالقرطبى , وحكاه السيوطى فى الإتقان قولا لأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى صاحب كتاب ( البرهان فى مناسبة ترتيب سور القرآن)وغيرهم
واحتج القائلون بأن ترتيب السور توقيفى بجملة حجج:
إحداهما : حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثانى , وفضلت بالمفصل )
الحجة الثانية : حديث أوس بن أبى أوس حذيفة الثقفى فى تحزيب القرآن
واحتجوا ثالثا: بحديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه)
واستدلوا رابعا : بحديث عائشة عند البخارى وغيره أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين )
واحتجوا خامسا : بما أخرجه ابن أشته فى كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال حول تقديم البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا فى المدينة ؟
واستدلوا سادسا : بماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب"
واستلوا سابعا : بتوالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقى لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "
واستدلوا ثامنا : على التوقيف فى ترتيب المصحف بكون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم
واستلوا تاسعا : بعدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا
واستدلوا عاشرا : بكون احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع
المذهب الثالث: ومنهم من يقول إن البعض بالتوقيف، [ والبعض بالاجتهاد ]
مثل إبن عطيّة الأندلسي و البيهقي و أبو جعفر ابن الزبير ومحى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله ومثل بو بكر الأنباري وأبو جعفر النحاس القاضي أبو بكر الباقلاني ابن الحصار
دليلهم : قال البيهقى فى المدخل : ( كان القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان )
دحض هذه الحجة أن حديث عثمان لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأى , وأنه إنما قاله توفيق
الترجيح بين الأقوال:
من خلال قوة الأدلة وفهمها يتبين أن ترتيب السور توقيفي , [ جمهور العلماء على أنه اجتهادي لهذا استقر الأمر على جواز مخالفة ترتيب السور وإن كُره من بعض العلماء واستحبوا التزامه ]
الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :صرح غير واحد من أهل العلم كابن بطال والقاضى عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بين السور فى الصلاة والتلاوة محل وفاق العلماء ,
دعوى إعادة ترتيب القرآن حسب النزول.
بث المستشرقون دعوة إلى إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم فى سبيل إفساد النظم القرآنى , ورغبه منهم فى طمس معالم إعجازه لقطع كل رابطة تربط المسلمين بقرآنهم واستعانوا بصاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهى بزعمه لتحقيق مخططهم
ولقد أبطل هذه الدعوة الخبيثة دار الإفتاء بلبان , ورابطة العالم الإسلامى وغيرهما من كل جهة إسلامية رسمية كانت أو فردية


أحسنتِ جدًا وتميزتِ أختي الفاضلة ، زادكِ الله علمًا وفهمًا وسدادًا.
أؤكد على أهمية عزو الأحاديث - ما توفر لكِ - إلى من خرجه من الأئمة فنقول :
عن رواي الحديث : " ..... الحديث ...." رواه ...



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 15 / 15
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 10
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
___________________
= 70 / 70
بارك الله فيكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

ميسر ياسين محمد محمود 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م 12:31 PM

إجابة أسئلة مقدمة تفسير ابن كثير
1: اذكر المقاصد الرئيسة التي اشتملت عليها مقدمة تفسير ابن كثير.
المقاصد الرئيسية هي:
-الحمد والثناء على الله والثناءعلى النبي صلى الله عليه وسلم
-طرق التفسير وحكمه
-ضوابط نقل الاسرائيليات
-فضائل القر آن
-كيفية نزول القرآن ومعرفة والمكي والمدني منه
-تأليف القرآن وكل ما يتعلق بذلك من تشكيل وتنقيط وتحزيب وترتيب سور وغيرها
-جمع القرآن
-الأحرف السبعة
-آداب تلاوة القرآن
-فضل تعلم القرآن وتعليمه
-معارضة الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم

3: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
أفضل طرق التفسير :
1-تفسير القرآن بالقرآن ، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر،
2-اذا لم نجد التفسير في القرآن نذهب الى السنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له،وهي تتنزل عليه بالوحي واستدل الشافعي وكثير من العلماء على ذلك قال الشافعي، رحمه الله تعالى: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [ النساء: 105]، وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44]،
3-وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهتدين المهديين، وعبد الله بن مسعود،وابن عباس -
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.
تفسير ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة:
4-إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير، كما قال محمد بن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح، عن مجاهد، قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم،
4: تكلّم باختصار عن فضل القرآن.
فضائل القرآن:
1-الأمين :أمين على كل كتاب قبله.
2-المهيمن : وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة وهو عليه مهيمن، وفي أسماء الله تعالى: المهيمن، وهو الشهيد على كل شيء، والرقيب: الحفيظ بكل شيء.شرفه الله تعالى على كل كتاب أنزله، جعله مهيمنا عليه، وناسخا له، وخاتما له؛لأن كل الكتب المتقدمة نزلت إلى الأرض جملة واحدة، وهذا القرآن نزل منجما بحسب الوقائع لشدة الاعتناء به وبمن أنزله عليه، فكل مرة كنزول كتاب من الكتب المتقدمة
3-أنه ابتدئ بنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان، فاجتمع له شرف الزمان والمكان؛ ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن في شهر رمضان؛ لأنه ابتدئ نزوله فيه؛ ولهذا كان جبريل يعارض به رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل سنة في شهر رمضان، فلما كان في السنة التي توفي فيها عارضه به مرتين تأكيدا وتثبيتاً
4-نزول السكينة والملائكة عند القراءة :
كما في الحديث المشهور الصحيح: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم عن أبي هريرة.ولهذا قال الله تبارك وتعالى: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} [الإسراء: 78]، وجاء في بعض التفاسير: أن الملائكة تشهده.
5-انه ميراث النبي صلى الله عليه وسلم :
-حديث قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين". تفرد به البخاري وفسر ابن عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين بالقرآن، والسنة كما ذكر ابن كثير أن السنة مفسرة له ومبينة وموضحة له، فهي تابعة له، والمقصود الأعظم كتاب الله تعالى، كما قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}
6-له فضل على سائر الكلام:
-حديث هدبة بن خالد أبو خالد عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).رواه من طرق عن قتادة .
7-فضِّلت به أمة محمد صلى الله عليه وسلم
على سائر الأمم:
-حديث هدبة بن خالد أبو خالد عن عبد الله بن دينار، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من شئت)).
8-كتاب عزيز {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت: 42].
9-أنزل لتدبره وفهمه وتعلمه وتعليمه
وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24].والإقبال عليه وعدم الاشتغال بغير ما أمر الله به من أمور الدنيا.قال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}
10-يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، قال تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}[الحديد: 16، 17].
2: اذكر حكم التفسير، وبيّن فضله.
تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، لما رواه محمد بن جرير،عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)).يحرم الكلام في التفسير من غير علم به.فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه ويجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}
-فضل التفسير:
1-أمر الله سبحانه بفهم القرآن ، فقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [ النساء: 82]، وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24].
2-ذم أصحاب الكتاب لإهمالهم ما أنزل عليهم والإعراض عنه فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه، كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]، وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}

5: تكلّم باختصار عن مراحل جمع القرآن.
&جمع القرآن على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم :
~من جمع القرآن من الأنصار:
-حديث البخاري عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. ورواه مسلم من حديث همام.
~من جمعه من المهاجرين:
-حديث معلى بن أسد، عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. قال: ونحن ورثناه.
&جمع القرآن في عهد ابو بكر رضي الله عنه :
-السبب الذي دعا لذلك:خشية أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن.
-من تولى الجمع من الصحابة:
زيد بن ثابت وهو من كتاب الوحي
-كيفية جمع القرآن:
جمع من العسب واللخاف وصدور الرجال، والعسب من السعف فويق الكرب لم ينبت عليه الخوص، وما نبت عليه الخوص فهو السعف.
‎واللخاف: جمع لخفة وهي القطعة من الحجارة مستدقة،
-مكان حفظ الصحف :
كانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
-الدليل:حديث البخاري، عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز}[التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
&جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
&الأمر الذي استدعى جمع القرآن على حرف واحد في عهد عثمان رضي الله عنه:
1-أن الأحرف السبعة كانت رخصة في أول الأمر، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وللتيسير على الناس لعدم علمهم زمن النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة والضبط وإتقان
الحفظ.ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة. ولكثرة الاختلاف في القراءة المفضية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا،قاله الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر.
&كيفية جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان
1-جمع المصاحف على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وألزمهم بها و ألا يقرؤوا بغيرها.
6: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما معنى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
&معنى الأخرف السبعة:
- اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة على أقوال :
◀القول الأول:أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم. وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي.
والدليل ما ذكره الطحاوي حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وما روي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا""للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
◀القول الثاني :أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قاله أبو عبيد، و ابن عطية كما ذكر القرطبي.قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله،
-دليلهم:
~قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
~قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز.
~وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
◀القول الثالث:أنها خاصة في مضر على اختلاف قبائلها .
دليلهم:
~حديث عثمان في سنن ابن ماجة وغيره إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب،
◀القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
1- ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"
2- ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"،
3- ما يتغير في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،و"ننشرها" 4-ما يتغير بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش}[القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش"
5- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود"
6-أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"،
7- أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
قاله الباقلاني عن بعض العلماء.
◀القول الخامس:أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، ورده الباقلاني .
&تنبيه: القراءات السبع التي تنسب للقراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن وإنما هي قراءات سبعة للحرف الواحد الذي جمع عليه عثمان المصحف. قاله القرطبي عن بعض العلماء .
7: بيّن فضل تلاوة القرآن، واذكر أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة.
-حديث أحمد عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
-قال أحمدعن أبي سعيد أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال: ((ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؛ إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله، ولا يرعوي إلى شيء منه)).
-حديث البزار عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)).
-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه))،
-حديث الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ".
-حديث الطبراني عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)).
-حديث البزار، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
-حديث البزار عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار)).
-حديث الحافظ أبو يعلى عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ ألف آية كتب الله له قنطارا، والقنطار مائة رطل، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والأوقية ستة دنانير، والدينار أربعة وعشرون قيراطا، والقيراط مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة آية قال الله لملائكته: نصب عبدي لي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له، ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانا به ورجاء ثوابه، أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك)).
-حديث أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)).
-حديث الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} [طه: 123] )).
-حديث الطبراني عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله)) ".
-حديث أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قلبك حشي الإيمان، وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن)).
-حديث أحمد عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
-حديث الحافظ أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه)).
-حديث الطبراني عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك، عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم)).
-حديث الحافظ ابن عساكر في ترجمة معقس بن عمران بن حطان قال: قال: دخلت مع أبي على أم الدرداء، رضي الله عنها، فسألها أبي: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ؟ قالت: حدثتني عائشة قالت: جعلت درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة كان على الثلث من درجها، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها، ومن قرأه كله كان في عليين، لم يكن فوقه إلا نبي أو صديق أو شهيد.
-حديث الطبراني عن سكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة)).
-حديث الإمام أحمد عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق)). قيل: معناه: أن الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسه النار.
-حديث رواه أبو يعلى من طريق ليث، عن أبي سعيد مرفوعا: ((عليك بتقوى الله، فإنها رأس كل خير، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان)).


&أهم الآداب الواجبة أثناء التلاوة:
-حديث الطبراني، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به)).
-حديث الطبراني ، عن عبيدة المليكي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنوه وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابا)).
-حديث أبو القاسم الطبراني، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح، لفضل القرآن)).
-حديث البزار، عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن قراءة؟ قال: ((من إذا سمعته يقرأ رؤيت أنه يخشى الله، عز وجل)).
-حديث أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أكثر منافقي أمتي قراؤها)).
وقال أحمد: حدثنا وكيع، حدثني همام، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه)).
-حديث الإمام أحمد ،عن موسى بن علي: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل)).
وقال أبو عبيد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله -يعني ابن مسعود- : إني لأمقت القارئ أن أراه سمينا نسيا للقرآن.
-حديث عبد الله بن المبارك، عن الضحاك بن مزاحم يقول: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن الله تعالى يقول: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: 30]، وإن نسيان القرآن من أعظم المصائب.
-قول إسحاق بن راهويه وغيره: يكره لرجل أن يمر عليه أربعون يوما لا يقرأ فيها القرآن، كما أنه يكره له أن يقرأ في أقل من ثلاثة أيام،
-قول المقرئ للقارئ: حسبك
حديث محمد بن يوسف، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي)). فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.
-قول الشعبي بكراهة قراءة القرآن في ثلاثة مواطن: في الحمام، وفي الحشوش، وفي بيت الرحى وهي تدور. وخالفه في القراءة في الحمام كثير من السلف، وأما القراءة في بيت الرحى وهي تدور فلئلا يعلو غير القرآن عليه، والحق يعلو ولا يعلى،


الساعة الآن 05:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir