القارئ:
"وكما أنهم يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ فإنهم أيضاً يضعفون أيضاً من حديث الثقة الصدوق الضابط أشياء تبين لهم غلطه فيها بأمور يستدلون بها , ويسمون هذا علم علل الحديث , وهو من أشرف علومهم بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط , وغلطه فيه عرف إما بسبب ظاهر , كما عرفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال , وأنه صلى في البيت ركعتين , وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها حراماً , ولكونه لم يصل مما وقع فيه الغلط , وكذلك أنه اعتمر أربع عمر. وعلموا أن قول ابن عمر إنه اعتمر في رجب مما وقع فيه الغلط".
الشيخ:
طيب إذا ًمع أن هؤلاء كلهم ( هه)؟ كلهم ثقات لكن الغلط لا يسلم منه أحد وعلى هذا فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال؛ لأنها هي بنفسها قالت: إنه تزوجها وهو حلال , وكذلك قال أبو رافع وهو السفير بينهما إنه تزوجها وهو حلال , وأما صلاته في البيت يعني في الكعبة فهذا لاشك فيه ثابت ونفي ابن عباس له يحمل على أنه نفي علمه به , طيب وأما أنه اعتمر أربع عمر فهو ثابت أيضاً , اعتمر أربع: مرات العمرة الأولى عمرة الحديبية , والثانية عمرة القضاء , والثالثة عمرة الجعرانة , والرابعة العمرة التي كانت مع حجه , فإنه كان قارناً , فهذه أربع عمر , ولم يتعمر النبي عليه الصلاة والسلام سواها أبدا , فقول ابن عمر إنه اعتمر في رجب هذا مما وهم فيه رضي الله عنه نعم.
القارئ:
"وعلموا أنه تمتع وهو آمن في حجة الوداع , وأن قول عثمان لعلي كنا يومئذٍ خائفين مما وقع فيه الغلط , وإنما وقع في بعض طرق البخاري".
الشيخ:
واضح هذا؟ (هه) نعم , عثمان رضي الله عنه لا يرى التمتع , ويقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام تمتع لأنه كان خائفاً , ولكن هذا ليس بصواب , فإن الرسول كان تمتع وهو آمن ما يكون , وليس فيه خوف. كذلك أيضا.. اقرأ.
القارئ:
"وأن ما وقع في بعض طرق البخاري أن النار لا تمتلىء حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر مما وقع فيه الغلط وهذا كثير"
الشيخ:
نعم (كله واحد) لابأس , هذا أيضاً مما نعلم أنه غلط أن النار يبقى فيها فضل عمن دخلها فينشئ الله لها أقوماً فيدخلهم النار , هذا ليس بصواب بل النار لا تزال يوضع فيها وهي تقول: {هل من مزيد}حتى يضع الله عليها رجله سبحانه وتعالى فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط , ولأن النار لو أُنشئ لها أقوم لإحراقهم بها لكان ذلك منافياً للعدل والرحمة , فهذا مما يعلم أنه ليس بصواب , حتى وإن ورد في صحيح البخاري يقال هذا الراوي فيه وهن والطريق الآخر أصح منه. نعم. (غير مسموع ).