دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > الجهاد والعتق

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 08:29 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي [ من قتل قتيلاً فله سلبه ]

عن أبِي قتادةَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ إلى حُنَيْنٍ –وَذَكَرَ قِصَّةً- فقالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((مَن قَتَلَ قَتِيلًا - لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ- فَلَهُ سَلَبُهُ))، قَالَهَا ثَلاَثًا .
عن سَلَمةَ بنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ عَيْنٌ مِن المُشْرِكِينَ - وَهُوَ في سَفَرٍ- فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَـابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((اطْلُبوهُ وَاقْتُلُوهُ)) فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي سَلَبَهُ .
وفي روايَةٍ، فقالَ : ((مَن قَتَلَ الرَّجُلَ ؟)) فقَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ، فقالَ: ((لَهُ سَلْبُهُ أَجْمَعُ)) .

  #2  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تصحيح العمدة للإمام بدر الدين الزركشي (النوع الثاني: التصحيح اللغوي)

قولُه: إلى حُنَيْنٍ .
هو بالتنوينِ لأنه مذكَّرٌ ولذلك يُصرَفُ وكانت في السنةِ الثامنةِ من الهجرةِ وهو من غنائمِ هوازنَ .

  #3  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي خلاصة الكلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ بَعْدَ الأَرْبَعُمِائَةٍ
عنْ أبِي قتادةَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حُنَيْنٍ –وَذَكَرَ قِصَّةً- فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا- لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ- فَلَهُ سَلَبُهُ))، قَالَهَا ثَلَاثًا.

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ بَعْدَ الأَرْبَعُمِائَةٍ
عنْ سَلَمةَ بنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنٌ مِن المُشْرِكِينَ- وَهُوَ في سَفَرٍ- فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَـابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اطْلُبوهُ وَاقْتُلُوهُ)) فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي سَلَبَهُ.
وفي روايَةٍ: فقالَ: ((مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟)) فقَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ، فقالَ: ((لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ)).

فِيهِمَا مَسَائِلُ:
الأُولَى: أنَّ مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فلهُ سَلَبُهُ؛ (ثِيَابُهُ وَسِلَاحُهُ وَدَابَّتُهُ).
الثَّانِيَةُ: أنَّ السَلَبَ للقاتلِ، أَذِنَ القائدُ أمْ لم يَأْذَنْ تَشْجِيعًا من الشارعِ على قتالِ الأعداءِ.
الثَّالِثَةُ: قَتْلُ العَيْنِ (الجَاسُوسِ) الذي يَبْعَثُهُ الأعداءُ لِيَتَعَرَّفَ على المسلمِينَ، فَيَنْقُلُ إلى العدوِّ أَحْوَالَهُم وأخبارَهُم.

  #4  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

الحديثُ الْخَامِسُ بَعْدَ الَأَرْبَعِمِائَةٍ
405- عَنْ أَبِي قَتَادَة َالْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حُنَيْنٍ - وَذَكَرَ قِصَّةً - فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا - لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ - فَلَهُ سَلَبُهُ، قَالَها ثَلَاثًا.

الحديثُ السادسُ بَعْدَ الَأَرْبَعِمِائَةٍ
406- عن سَلَمةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنٌ مِنَ المُشْرِكِينَ - وَهُوَ في سَفَرٍ- فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثم انْفَتَلَ، فَقَالَ النَبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ)) فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَني سَلَبَهُ .
وَفِي رِوَايَةٍ، فَقَالَ:((مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ ؟)) فقَالُوا: ابْنُ الأَكْوَعِ، فقالَ:((لَهُ سَلْبُهُ أَجْمَعُ)) .(232)
____________________
(232) الغريبُ :
سَلَبَه : بفتحِ السينِ وَاللامِ وَالباءِ، وهي ثيابُ المقتولِ، وسلاحُهُ، ودابَّتُهُ التي قاتَلَ عليها .
مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثِ :
1- فيه أنَّ مَن قتلَ قتيلًا وأقامَ عَلَى قتلِهِ إِيَّاهُ بَيِّنَةٌ، فلُهُ سلبُهُ الذي تَقَدَّمَ تعريفُهُ .
2- إنَّ السَلَبَ للقاتلِ، سواءً قالَهُ قائدُ الجيشِ قبلَ القتالِ أَوْ بعدَهُ .
3- إعطاءُ القاتلِ سَلَبَ قتيلِهِ من بابِ التشجيعِ وَالتحميسِ عَلَى قتالِ الأعداءِ .
4- قتلُ العينِ الذي يبعثُهُ الأعداءِ لِيُخْبِرَ المسلمينَ، ويتعرَّفَ عَلَى أحوالِهم؛ لأنَّ فِي تركِهِ ضررًا عَلَى المسلمينَ بالإخبارِ عن حالِهم، ومكانِ الضعفِ منهم، وَالدلالةِ عَلَى ثَغَرَاتِهم .
بخلافِ الرُّسُلِ، فإنَّهُم لا يُؤذَوْن؛ لأنَّهم دعاةُ سلامٍ وصلةُ التئامٍ، وهَذَا من محاسنِ الإسلامِ .

  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي إحكام الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد

412 - الحديثُ السَّابعُ: عن أبِي قَتَـادَةَ الأنصـاريِّ رَضِيَ اللهُ عنـهُ قال: خـَرَجْنَا معَ رسـولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ إلى حُنَيْنٍ -وذكرَ قِصَّةً- فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ: ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَـهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهٌ سَلَبُهُ - قَالَهَا ثَلَاثًا)).
الشَّافعيُّ: يَرَى اسْتِحْقَاقَ القاتلِ للسَّلََبِ حُكْمًا شرعيًّا بأوصافٍ مذكورةٍ في كتبِ الفقهِ. ومالكٌ وغيرُهُ: يَرَى أنَّه لا يَسْتَحِقُّه بالشرعِ. وإنَّما يَسْتَحِقُّهُ بصرفِ الإمامِ إليهِ نظرًا. وهذا يَتَعَلَّقٌ بقاعدةٍ. وهوَ أنَّ تصرُّفاتِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ في أمثالِ هذا: إذَا تَرَدَّدَتْ بَيْنَ التَّشريعِ، والْحُكْمِ الَّذي يَتَصَرَّفُ بهِ وُلَاةُ الأمورِ: هل يُحْمَلُ على التَّشريعِ أو على الثَّانِي ؟ والأغلبُ: حَمْلُهُ على التَّشريعِ. إلَّا أنَّ مذهبَ مالكٍ في هذه المسألةِ فيهِ قوَّةٌ؛ لأنَّ قولـَهُ عليهِ السَّلام:ُ ((مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ)) يَحْتَمِلُ مَا ذكرْنَاهُ من الأمريْنِ - أعنِي التَّشريعَ العامَّ، وإعطاءَ القاتلينَ في ذلكَ الوقتِ السَّلَبَ تَنْفِيلًا -فإنْ حُمِلَ على الثَّانِي- فظاهرٌ. وإن ظهرَ حَمْلُهُ على الأغلبِ -وهوَ التَّشريعُ العامُّ- فقد جاءَتْ أمورٌ في أحاديثَ تُرَجِّحُ الخروجَ عن هذا الظَّاهِرِ. مِثْلُ قولِـهِ عليْهِ السَّلامُ -بعدَ مَا أمرَ أنْ يُعطَى السَّلَبُ قاتلًا، فقابلَ هذا القاتلُ خالدَ بنَ الوليدِ بكلامٍ- قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ بعدَهُ ((لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ)) فلو كانَ مُسْتَحِقًّا لـهُ بأصلِ التَّشريعِ: لم يَمْنَعْهُ منهُ بسببِ كلامِهِ لخالدٍ. فدلَّ على أنَّهُ كان َعلى وجهِ النَّظرِ. فلمَّا كَلَّمَ خالداً بمَا يُؤْذِيهِ استحقَّ العقوبةَ بِمَنْعِهِ، نظرًا إلى غيرِ ذلكَ من الدَّلائلِ.
413 - الحديثُ الثامنُ: عن سَلَمَةَ بنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: أَتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ عَيْنٌ من المشركينَ، وهوَ في سفرٍ، فجلسَ عِنْدَ أصحابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثم انْفَتَلَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ: ((اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ. فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَلَنِي سَلَبَهُ)).
وفى راويةٍ، فقالَ: ((مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ ؟)) فقالُوا: ابنُ الْأَكْوَعِ. فقالَ: لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ.
فيهِ تَعَلُّقٌ بمسألةِ الجاسوسِ الحربيِّ، وجوازِ قَتْلِهِ، ومَن يُشْبِهُهُ ممَّن لا أمانَ لهُ.
وأمَّا كلامُهُمْ ههنَا على الجاسوسِ الذِّمِيِّ والمسلمِ: فلا تَعَلُّقَ للحديثِ بهِ.
وفيهِ أيضًا تَعَلُّقٌ بمسألةِ السَّلَبِ، وقد تَمَسَّكَ بهِ مَن يراهُ غيرَ واجبٍ بأصلِ الشَّرعِ. بل بِتَنْفِيلِ الإمامِ، لقولـِهِ " فَنَفََّلَنِيهِ " وفى هذا ضَعْفٌ مَا.
وفيهِ دليلٌ -إذا قلْنَا بأنَّ السَّلَبَ للقاتلِ- أنَّهُ يُسْتَحَقُّ جَمِيعُهُ. نعمْ إنَّما يَدُلُّ على مَا يُسَمَّى سَلَبًا. والفقهاءُ ذكرُوا صُوَرًا فيمَا يستحقُّهُ القاتلُ، وتردَّدُوا في بعضِهَا. فإن كانَ اسمُ " السَّلَبِ " مُنْطَلِقًا على كلِّ مَا معهُ، فقد يُسْتَدَلُّ بهِ فيمَا اخْتُلِفَ فيهِ من بعضِ الصُّوَرِ.

  #6  
قديم 19 ذو القعدة 1429هـ/17-11-2008م, 06:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح عمدة الأحكام لسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله ابن باز (مفرغ)

......................

  #7  
قديم 17 محرم 1430هـ/13-01-2009م, 03:49 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

أما ما ذكر في الأحاديث , ففي حديث أبي قتادة ذكر أن هذا حصل منهم في غزوة حنين التي بعد فتح مكة ؛ وذلك لأن هوازن وثقيف قبائل قوية كان لهم منعة ، وكان عندهم بأس ، وكانوا مناوئين للإسلام , فلما أسلم أهل مكة امتنع أهل الطائف ، وامتنع ثقيف وقبائلها وقبائل هوازن ، واجتمعوا في حنين ، واستعدوا للقتال , استعدوا لأن يقاتلوا محمدا ومن معه .
فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الذين جاؤوا معه لفتح مكة وهم عشرة آلاف ، ومعهم ألفان من الطلقاء الذين أسلموا بمكة وهم اثني عشر ألفا , فتقابلوا مع ثقيف وهوازن في حنين ، ولما تقابلوا بدأت ثقيف بالقتال ، وكانوا رماة ، وكان معهم سهام كثيرة , كان من آثارها أن انهزم بعض المسلمين لشدَّة الرمي ، ولشدة ما أحسوا به من إصاباتهم التي أشبهت الوابل .

فلما أن انهزموا بقي منهم بقية , رأى أبو قتادة رجلا من المسلمين قد استولى عليه مشرك من المشركين وأمسكه وهم بأن يقتله , فجاء أبو قتادة إلى ذلك المشرك وأمسكه من خلفه ورماه ، أو طعنه حتى أرداه قتيلا ، ولكنه قبل أن يقتله قبل أن يموت , يقول: ضمني ضما شديد حتى وجدت رائحة الموت ثم مات ،وتركني ثم تركته . ونكمل القصة بعد سماع الأذان .

وفي هذه القصة أنه صلى الله عليه وسلم بعدما انهزمَ المشركون ، ورجع المسلمون ، وقتل من قتل من هؤلاء وهؤلاء, قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه)) . ويعني بالسلب: ما كان معه , أي سلاحه ولباسه ، وما كان يحمله , حتى ولو كان نقودا ثمينة أونحوها . أبوقتادة ما أخذ سلب ذلك الكافر الذي قتله ، بل تركه , أخذه غيره ، أخذه أحد المسلمين . ولما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يشهد لي ؟ . يعني من يشهد لي بالقتيل الذي قتلته ، ولم يشاركني في قتله أحد , فقال:((ما شأنك))؟ قال: رجل قتلته وكان من أمره كذا وكذا . فقال أحد الأنصار أوالمسلمين: صدق ، وسلبه لي , سلبه عندي (غير مسموع) ، ولكن بعض الصحابة كأبي بكر قالوا:لا يعمد إلى أسد من أسود الله يقاتل في سبيل الله فيعطيك سلبه . فأعطاه سلبه ، فاشترى به مخرفا , يعني نخلا , يقول: فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام . هذه قصة أبي قتادة .

أما قصة سلمة بن الأكوع ففيها أنهم كانوا في غزوة , ويمكن أنها غزوة حنين , فجاءهم عين من المشركين ،والعين هو الجاسوس , أرسل ليتجسس على المسلمين ، وينظر قوتهم ، وينظر مكانتهم ومجتمعهم , ثم يذهب إلى الكفار ويخبرهم بما مع المسلمين , فيقول لهم: تجدونهم في المكان الفلاني وعندهم من القوة كذا ، وأعدوا لهم كذا وكذا , هذا الجاسوس جعل ينظر ويتأمل في أحوال المسلمين وكأنه رأى فيهم ضعفا ، ثم إنه لما عرفهم رجع وركب ناقته .

فطن له النبي صلى الله عليه وسلم , وعرف أنه أرسل يتجسس من المشركين ، فأمرهم بأن يقتلوه . فكان قد ركب ناقته وأسرع السير ، ولم يقدر الصحابة على أن يدركوه ، وكان سلمة بن الأكوع شديد السعي , فسعى في أثره على قدميه ، ثم إنه سعى حتى وصل إلى قرب رجلي الناقة ثم اشتد في السير حتى وصل إلى هذا .. قوائمها ، ثم تقدم حتى مسك بخطامها ، وتمسك به إلى أن قوي عليها , ثم بركتْ الناقة لما أنه اجتذبها بقوته ، ولما أنها بركتْ عمد إليه فقتل ذلك الجاسوس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((من قتله)) ؟. فقالوا: ابن الأكوع . فقال: ((له سلبه أجمع)) .

فأخذ من هذين القصتين أن القاتل .. أن من قتل أي مشرك فإنه يستحق أن يمنح سلبه . ولا يدخل ذلك في الغنيمة، بل يكون ذلك تشجيعا له ؛ حيث أنه يصمد أمام المشركين ، وأنه يعرض نفسه للقتال ،وأنه يتعرض لذلك ويستعد للقتال حتى أن بعض الصحابة قد قتلوا عددا , ذكروا أن أبا طلحة الأنصاري قتل في غزوة حنين أيضا نحو عشرين قتيلا ، وانفرد بأسلابهم ؛ تشجيعا له ، فيأخذ القاتل سلب القتيل , يدخل في السلب سلاحه الذي يقاتل به كسيف أو رمح ، أو نبل أو قوس ، أو خنجر أو نحوها , ويدخل في السلب درعه إذا كان عليه درع قد ارتداه ليقي به السلاح , ويدخل في ذلك أيضا الخوذة ، وهي المجن الذي يلبس على الرأس ، ويدخلُ في ذلك بقيَّة الألبسة التي يلبسها كجبة مثلا ، أو قميص أو ما أشبه ذلك .وإذا كان معه شيء من النفقة دخل أيضا , إذا وجدوا معه نقودا ، أو نحوها , فإنها تدخل في كونه من سلبه , يأخذ ذلك تشجيعا له .
وكذلك أيضا دابته التي يقاتل عليها , على الصحيح أنها له , إذا كان عندما قتله كان يقاتل على فرس ، أو على ناقة أو نحوها , فإنه يأخذه ذلك المسلم الذي قتله من باب التشجيع له .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك تشجيعا لمن يقتل مشركا في المعركة ، أما إذا قتله في غير المعركة فإن ذلك يكون في الأصل من الغنيمة التي تقسم على الغانمين .

أما بقية المغنم , وهو أمتعة الكفار إذا انهزموا وتركوها , أمتعتهم وأزودتهم ومكانهم الذي يجتمعون فيه ، وما تركوا فيه , فإن هذا من الغنيمة التي تغنم . وكذلك أيضا إذا فتحوا بلادا وأخذوا مافيها من المغانم ، أخذوا ما فيها من المدخرات ، وما فيها من الأموال , فإن هذا من الغنائم التي أباحها الله تعالى لهذه الأمة في قوله تعالى: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} أباح الله لهذه الأمة غنائم المشركين , يعني ما يأخذونه من الغنائم التي ينصرف وينهزم عنها المشركون ويتركونها , فتقسم بين الغانمين بعدما يخرج منها الخمس الذي ذكره الله بقوله: {واعلموا أن ما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} يعني أن الخمس يقسم يقسم بين هؤلاء ، وأربعة الأخماس تقسم على الذين اشتركوا في الوقعة , يقسم عليهم .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قسم عليهم يعطي من قاتل على فرس ثلاثة أسهم: سهما له وسهمين لفرسه . وأما الذي يقاتل على قدميه فليس له إلا سهم واحد . سهم للراجل . وثلاثة أسهم للفارس: سهم له ، وسهمان لفرسه ؛ وما ذاك إلا أن الفارس أشد نكاية ؛ حيث أنه يخوض المعركة ويجول بفرسه ، ويصمد أمام المشركين ، ويدرك المنهزمين ، ويجول فيهم ، ويكثر فعله ، ويكثر تأثيره في إضعاف قوة المشركين , فكان من تشجيعه أن أعطي ثلاثة أسهم .

ومع ذلك فإن الأصل أن المسلمين ما كانوا يقاتلون لأجل السلب ، ولا يقاتلون لأجل المغنم ، ولكنهم يقاتلون لوجه الله كما تقدَّم , يقاتلون لأن تكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر , يقاتلون المشركين الذين يصدون عن سبيل اللهِ ، والذين يقاتلون أولياء الله ، والذين يعادون المسلمينَ وينصبون لهم العداوة ، فالمسلمون إذا قاتلوهم يقصدون بذلكَ إذلال الكفرِ ، وإهانة الكافرين ، وتحقيرهم ، وإعزاز الدين , ونصرة الله ورسوله , كما أمرهم الله: {كونوا أنصار الله} ، {إن تنصروا الله ينصركم} , هذه نيتهم التي يثيبهم الله تعالى عليها , ومع ذلك فلهم هذا الأجر .

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأجرهم في الآخرة , بأن الإنسان , أحدهم إذا خرج يقول: ((تضمن الله لمن خرج في سبيلي , لا يخرجه إلا قتال في سبيلي إن مات أن أدخله الجنة ، أو رده إلى بلده بما نال من أجر ، أو غنيمة)). فبشره بأنه إذا قتل فإن له الجنة ، وإذا رجع فإن له الأجر ، أو يحوز مع الأجر المغنم الذي يغنمه المسلمون من بلاد المشركين . هذا هو الترغيب في الجهاد ، والترغيب فيه ترغيب أُُخروي وترغيب دنيوي , ولكن ينبغي أن يكون الترغيب الأخروي هو المقصد الأعلى .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من, قتل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir