دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > الرسالة التدمرية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو الحجة 1429هـ/30-11-2008م, 09:00 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي طائفة من الفلاسفة وأتباعهم يصفونه تعالى بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات

وَقَارَبَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الفَلاَسِفَةِ وَأَتْبَاعِهمْ، فَوَصَفُوهُ بِالسُّلُوبِ وَالْإِضَافَاتِ، دُونَ صِفَاتِ الْإِثْبَاتِ، وَجَعَلُوهُ هُوَ الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ بِشَرْطِ الْإِطْلاَقِ.
وَقَدْ عُلِمَ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ أَنَّ هَذَا لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي الذِّهْنِ، لاَ فِيمَا خَرَجَ عَنْهُ مِنَ المَوْجُودَاتِ، وَجَعَلُوا الصِّفَةَ هِيَ الْمَوْصُوفَ، فَجَعَلُوا الْعِلْمَ عَيْنَ الْعَالِمِ، مُكَابَرَةً لِلْقَضَايَا الْبَدِيهِيَّاتِ، وَجَعَلُوا هَذِهِ الصِّفَةَ هِيَ الْأُخْرَى فَلَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ، وَالْمَشِيئَةِ جَحْدًا لِلْعُلُومِ الضَّرُورِيَّاتِ.


  #2  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 10:05 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح مقاصد المصطلحات العلمية للشيخ: محمد بن عبد الرحمن الخميس


(8) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
(وَجَعَلُوا هذهِ الصِفَةَ الأُخْرَى فَجَعَلُوا العلمَ عينَ العالَمِ مُكَابَرَةً... )

الشرحُ:
هذه حكايةُ مذهبٍ آخَرَ لنوعٍ آخرَ من المُعَطِّلَةِ الغُلاَةِ، وهذا المذهبُ شَبِيهٌ بالمذهبِ الأَوَّلِ.
ولكنَّهُ أَخَفُّ كُفْرًا، والأَوَّلُ أَشَدُّ كُفْرًا.
لأَنَّ الأَوَّلِينَ كانوا يَصِفُونَ اللَّهَ بالسلبِ المطلقِ
على وجهِ التفصيلِ ولا يَصِفُونَهُ بالإضافاتِ، وأمَّا هؤلاءِ المُعَطِّلَةُ فَقَدْ وَصَفُوهُ بالسلوبِ، ولكنَّهُم وَصَفُوهُ بالصفاتِ أي "بالصفاتِ الإضافيَّةِ" نحوَ: قَبْلَ كُلِّ شيءٍ وبَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، ونحوَ ذلكَ من الصفاتِ التي هي صفاتٌ بالنسبةِ إلى شَيْءٍ آخرَ.
فهؤلاءِ بِسَبَبِ إثباتِهِم الصفاتِ الإضافيةَ صَارُوا أَخَفَّ كُفْرًا من الأَوَّلِينَ.

ولكنَّهُم مع هذا كُلِّهِ قَوْلُهُم في غايةِ التعطيلِ، الذي يَسْتَلْزِمُ كَوْنَ اللَّهِ تَعَالَى مَعْدُومًا, بلْ مُمْتَنِعًا مثلَ المذهبِ الأَوَّلِ؛ لأَنَّهُم لا يُمَيِّزُونَ بينَ الصِفَةِ ومَوْصُوفِهَا، فيَقُولُونَ باتحادِ العالمِ والعلمِ، فَجَعَلُوا الصِفَةَ هي الموصوفَ، وَجَعَلُوا العلمَ هو العالِمَ، كَمَا أَنَّهُم لا يُمَيِّزُونَ بينَ صِفَةٍ وأُخْرَى، فيَقُولُونَ باتحادِ العلمِ والقدرةِ على أنَّ هذا معلومٌ فَسَادُهُ بالبَدَاهَةِ الضروريَّةِ.
هذا هوَ المذهبُ الثاني يَتْلُوهُ المذهبُ الثالثُ.


  #3  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 10:05 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التحفة المهدية للشيخ: فالح بن مهدي الدوسري


قولُهُ:
وَقَارَبَهُمْ طائفةٌ من الفلاسفةِ وأَتْبَاعِهِمْ، فَوَصَفُوهُ بالسُّلُوبِ والإضافاتِ دونَ صفاتِ الإثباتِ، وجَعَلُوهُ هو الوجودَ المُطْلَقَ بِشَرْطِ الإطلاقِ، وقدْ عُلِمَ بصريحِ العقلِ أنَّ هذا لا يَكُونُ إلاَّ في الذِّهْنِ، لاَ فِيمَا خَرَجَ عنهُ من الموجوداتِ، وجعَلوا الصفةَ هي الموصوفَ، فَجَعَلُوا العلمَ عينَ العالِمِ مُكَابَرَةً لِلْقَضَايَا الْبَدِيهِيَّاتِ، وجعَلوا هذهِ الصفةَ هي الأُخْرَى، فَلَمْ يُمَيِّزُوا بينَ العِلْمِ والقُدْرَةِ والمَشِيئَةِ؛ جَحْداً للعلومِ الضروريَّاتِ.



الشرحُ:
يعني أنَّ الفلاسفةَ الإِلَهِيِّينَ – أمثالَ أَرِسْطُو – ليسَ مِن أصلِهِم وَصْفُ اللهِ بصفاتِ الإثباتِ، بلْ إنَّمَا يَصِفُونَهُ بالسُّلوبِ أو الإضافاتِ.

وقولُهُ:" وَأَتْبَاعُهُمْ " يعني كباطنيَّةِ الشِّيعَةِ – أمثالِ ابنِ سيناءَ– وباطنيةِ الصوفيَّةِ – أمثالِ ابنِ عَرَبِيٍّ.
(والسلوبُ) جَمْعُ سَلْبٍ، والسَّلْبُ هو النَّفْيُ، وذلكَ مِثْلَ قولِهِم: (إنَّ اللهَ ليسَ بِجِسْمٍ ولا عَرَضٍ ولا مُتَحَيِّزٍ).
(والإِضَافَاتُ): هي الأمورُ المُتَضَايِفَةُ التي لا يُعْقَلُ الواحدُ منها إلا بِتَعَقُّلِ مُقَابِلَهُ، وذلكَ مثلَ قولِهم: (إنَّ اللهَ مَبْدَأُ الكائناتِ وَعِلَّةُ الموجوداتِ).

وقولُهُ: (دُونَ صِفَاتِ الإثباتِ) يعني:أنَّ اللهَ في زَعْمِهِم مُجَرَّدٌ عن جميعِ الصفاتِ الثُّبُوتِيَّةِ، ليس له حَيَاةٌ، ولا عِلْمٌ، ولا قُدْرَةٌ، ولا كلامٌ.

وقولُهُ:(وَجَعَلُوهُ هو الوجودَ المُطْلَقَ بِشَرْطِ الإطلاقِ) يعني:أنَّ مُنْتَهَى قولِهِم: " إنَّ وجودَ اللهِ مشروطٌ بِسَلْبِ كُلِّ أَمْرٍ ثُبُوتِيٍّ وعَدَمِيٍّ أو بِسَلْبِ الأمورِ الثُّبُوتِيَّةِ كما يَقُولُ بعضُهم، ومعلومٌ بصريحِ العقلِ الذي لم يَكْذِبْ قطُّ أنَّ هذهِ الأقوالَ باطلةٌ مُتَنَاقِضَةٌ، وهذا معنى قولِ المُؤَلِّفِ: (وقد عُلِمَ بصريحِ العقلِ أنَّ هذا لا يكونُ إلا في الذِّهْنِ لا فيما خَرَجَ عنهُ مِن الموجوداتِ)، ففيهِ إضافةُ الصفةِ إلى الموصوفِ.
ومعنى هذا أنَّ مَن سُلِبَتْ عنهُ الصفاتُ الثُّبُوتِيَّةُ والعَدَمِيَّةُ لا وُجُودَ لهُ في الواقعِ والخارجِ المُشَاهَدِ، وإنَّمَا يَتَصَوَّرُهُ الذِّهْنُ فقط.

والوجودُ المُطْلَقُ ومِثْلُهُ الإنسانُ المُطْلَقُ والحيوانُ المُطْلَقُ، والجِسْمُ المُطْلَقُ، ونحوَ ذلكَ مِن الحقائقِ إنَّمَا تُوجَدُ في الأذهانِ، ولا وجودَ لها في الأعيانِ، وإنما الذي يوجدُ في الشاهدِ هو الأفرادُ، مثلَ زيدٍ وعمرٍو وشِبْهِ ذلكَ، وإذا جَعَلُوا اللهَ هو الوجودَ المُطْلَقَ بشرطِ الإطلاقِ لمْ يَجُزْ أنْ يُنْعَتَ بنعتٍ يُوجِبُ امتيازَهُ، فلا يُقَالُ: هو واجبٌ بنفسِهِ، ولا ليس واجِباً بنفسِهِ، فلا يُوصَفُ بِنَفْيٍ ولا إثباتٍ؛ لأنَّهذا نوعٌ من التمييزِ والتقييدِ، وهذا حقيقةُ قولِ القَرَامِطَةِ وأَشْبَاهِهِمْ، وهذا معنى قولِ المُؤَلِّفِ فيما سَبَقَ عنهم: (وَقَارَبَهُم طائِفَةٌ من الفلاسفةِ) فهذا وَجْهُ مُقَارَبَتِهِم إيَّاهُم في هذا المَذْهَبِ، حيثُ يَمْتَنِعُونَ عن وصفِهِ بالنَّفْيِ والإثباتِ، ومعلومٌ أنَّ الخُلُوَّ مِن النقيضَيْنِ مُمْتَنِعٌ، كما أنَّ الجَمْعَ بينَ النَّقِيضَيْنِ مُمْتَنِعٌ، فَلَزِمَهُمْ أنْ يكونَ الوجودُ الواجبُ الذي لا يَقْبَلُ العَدَمَ هو المُمْتَنِعَ الذي لا يُتَصَوَّرُ وجودُهُ في الخارجِ، وإنَّمَا يُقَدِّرُهُ الذِّهْنُ تقديراً، كما يُقَدِّرُ كَوْنَ الشيءِ موجوداً مَعْدُومًا، أو لا موجوداً, ولا معدوماً، فَلَزِمَهُم الجَمْعُ بين النقيضَيْنِ، والخُّلُوُّ عن النقيضَيْنِ, وهذا مِن أَعْظَمِ المُمْتَنِعَاتِ.

(والمُطْلَقُ) هو ما دَلَّ على الحقيقةِ، بلا قَيْدٍ، فهو يتناوَلُ واحداً لا بِعَيْنِهِ من الحقيقةِ – (والمُقَيَّدُ) هو ما دَلَّ على الحقيقةِ بِقَيْدٍ، فالمُطْلَقُ هو الذي لا يَتَقَيَّدُ بصفةٍ أو شرطٍ.
وقولُهُ: (وَجَعَلُوا الصِّفَةَ هي الأُخْرَى) إلخ؛ يَعْنِي: أنَّ جَعْلَ عَيْنِ العِلْمِ عَيْنَ القُدْرَةِ، ونَفْسِ القدرةِ هي نَفْسَ الإرادةِ، ونَفْسِ الحياةِ هي نفسَ العلمِ والقدرةِ، ونفسِ العلمِ نفسَ الفعلِ والإبداعِ، ونحوَ ذلكَ؛ معلومُ الفسادِ بالضرورةِ؛ فإنَّ هذه حقائقُ مُتَنَوِّعَةٌ فإذا جُعِلَتْ هذه الحقيقةُ هي تلكَ, كان بمنزلةِ مَن يقولُ: إنَّ حقيقةَ السَّوادِ هي حقيقةُ الطَّعْمِ، وحقيقةَ الطَّعْمِ هي حقيقةُ اللونِ، وأمثالَ ذلكِ مِمَّا يَجْعَلُ الحقائقَ المتنوعةَ حقيقةً واحدةً؛ ومِن المعلومِ أنَّ القائمَ بنفسِهِ ليس هو القائمَ بغيرِهِ، والجسمَ ليس هو العَرَضَ، والموصوفَ ليس هو الصفةَ، والذاتَ ليستْ هي النعوتَ، فمن قال: إنَّ العالِمَ هو العِلْمُ، والعلمَ هو العالمُ، فَضَلاَلُهُ بَيِّنٌ، فالتفريقُ بينَ الصفةِ والموصوفِ مُسْتَقِرٌّ في كُلِّ الفِطَرِ والعُقُولِ وَلُغَاتِ الأُمَمِ، فَمَنْ جَعَلَ أَحَدَهُمَا هو الآخرَ كانَ قد أَتَى مِن السَّفْسَطَةِ بِمَا لا يَخْفَى على مَن يَتَصَوَّرُ ما يقولُ، وَجَحَدَ ما هو معلومٌ بالضرورةِ.
(والقضايا) هي موادُّ البُرْهَانِ وأصولُهُ.


  #4  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 10:07 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي التوضيحات الأثرية للشيخ: فخر الدين بن الزبير المحسِّي


ثانيًا: مَذْهَبُ الفَلاَسِفةِ وأَتْبَاعِهم

قولُه: ( وَقَارَبَهُم طائفةٌ من الفَلاسفَةِ وأَتْبَاعِهِمْ فوَصَفُوهُ بالسُّلوبِ والإضافاتِ دونَ صفاتِ الإثباتِ، وجَعَلُوه هوَ الوجودَ الْمُطْلَقَ بشَرْطِ الإطلاقِ، وقدْ عُلِمَ بصريحِ العَقْلِ أنَّ هذا لا يكونُ إلَّا في الذِّهْنِ، لا فيما خَرَجَ عنهُ من الموجوداتِ، وجَعَلُوا الصِّفةَ هيَ الموصوفَ، فجَعَلُوا العِلْمَ عينَ العالِمِ مُكَابَرَةً لِلْقَضَايَاتِ البَدَيِهِيَّاتِ، وجَعَلُوا هذهِ الصفةَ هيَ الأُخْرَى، فلمْ يُمَيِّزُوا بينَ العِلْمِ والقُدرةِ والمشيئةِ جَحْدًا لِلْعُلُومِ الضَّرُورِيَّاتِ ) .



التوضيحُ

قارَبَ أولئكَ الباطنيَّةَ طائفةٌ من الفلاسِفَةِ، والمقصودُ بهم الفَلاسِفَةُ الْإِلَهِيَّةِ ومَنْ تَبِعَهُمْ منْ الْمُتَكَلِّمِينَ، ( والكلامُ عنهم فيما يَلِي ):

أوَّلاً: مَذْهَبُهُمْ في هذا البابِ:

1) فوَصَفُوهُ بالسُّلوبِ والإضافاتِ: والسُّلوبُ، أي: الصفاتُ السَّلْبِيَّةُ، وهي:
الصفةُ التي تَدُلُّ على النَّفْيِ الْمَحْضِ، أيْ: سَلْبِ ما لا يَلِيقُ باللَّهِ دونَ الدِّلالةِ على معنًى قائمٍ به.
كقولِهم: ( موجودٌ )،
أيْ: مَسْلُوبٌ عنه العَدَمُ، وقولِهم: ( واحدٌ )، أيْ: مَسلوبٌ عنه القِسمةُ والشَّرِكَةُ.
والإضافاتُ: هيَ الصفاتُ الإضافيَّةُ، وهيَ صفاتٌ اعتباريَّةٌ لا وُجودَ لها في الخارجِ، لا تُعْقَلُ إلَّا بِتَعَقُّلِ ما يُقَابِلُها، كالْأَوَّليَّةِ باعتبارِ أنَّ المخلوقاتِ بعدَه، وقدْ سَبَقَ عندَ الكلامِ عن الْمُتَضَايِفَيْنِ .

1) جَعَلُوهُ هوَ الْمَوْجُودَ الْمُطْلَقَ بشَرْطِ الإطلاقِ، أي: الوجودَ الكُلِّيَّ الْمُجَرَّدَ عن الإضافةِ الذي يَتَصَوَّرُهُ الذهْنُ، لكنَّهُم يقولونَ: بشَرْطِ الإطلاقِ،
أيْ: بِشَرْطِ أنْ لا يُقَيَّدَ بشيءٍ فيَزيدُونَهُ امتناعًا. ولوْ صَحَّ ذلكَ لَمَا جَازَ أنْ يُقالَ: موجودٌ واجبٌ بنفسِه، أوْ ليسَ بواجِبٍ بنفسِه؛ لأنَّ هذا نوعٌ من التمييزِ والتقييدِ.
قالَ شيخُ الإسلامِ: (وهمْ يُقِرُّونَ في مَنْطِقِهِم اليونانيِّ أنَّ الْمُطْلَقَ بشَرْطِ الإطلاقِ لا يكونُ في الخارجِ) .

3) وجَعَلُوا الصفةَ الثبوتيَّةَ هيَ عينَ الموصوفِ، أيْ: لا تَدُلُّ على معنًى زائدٍ عن الذاتِ، فهيَ منْ جِنْسِ الأعلامِ الْمَحْضَةِ، فالعِلْمُ عندَهم هوَ عينُ العالِمِ ليسَ معنًى زائدًا عنْ ذاتِ اللَّهِ تعالى، أيْ: صفةِ العلْمِ .

ثانيًا: شُبْهَتُهُمْ: إنَّ إثباتَ الصِّفاتِ يَسْتَلْزِمُ التَّشْبِيهَ .

ثالثًا: الرَّدُّ عليهم منْ وُجوهٍ:
1- كما سَبَقَ فإنَّهُ يُعْلَمُ بصريحِ العقولِ التي خَلَتْ عن الشُّبُهَاتِ أنَّ هذا الوجودَ الْمُطْلَقَ لا يكونُ مُطْلَقًا كُلِّيًّا إلَّا في الأذهانِ، فيَستحيلُ أنْ يُوجَدَ في الخارِجِ شيءٌ موجودٌ مُطْلَقٌ، بلْ لا بُدَّ أنْ يُقَيَّدَ بشيءٍ مُعَيَّنٍ، إمَّا بكونِه واجبَ الوجودِ، أوْ مُمْكِنًا قائمًا بنَفْسِه أوْ بغيرِه، ونحوَ ذلكَ، وإلَّا لمْ يكُنْ مَوْجُودًا .
2- جَعْلُهُمْ كُلَّ صفةٍ هيَ عينَ الذاتِ مُكَابَرَةً للبَدَهِيَّاتِ العَقْلِيَّةِ فَضْلاً عن الشَّرْعيَّةِ؛ لأنَّ لازِمَ ذلكَ أنَّ جميعَ الصِّفاتِ لا يَتَمَيَّزُ بعضُها عنْ بعضٍ، فيكونُ العِلْمُ هوَ القُدْرَةُ وهوَ الكلامُ، ويكونُ معنى قولِه تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، بمعنى قولِه: { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }، وهكذا مِمَّا يُعْلَمُ بُطلانُه بَدَاهَةً .
3- أنَّهُم جَحَدُوا الضروريَّاتِ في قولِهم بالموجودِ الْمُطْلَقِ، وكونِ الصفةِ عينَ الذاتِ، وهذا غايةُ الضَّلالِ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من, طائفة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir