النوع السابع: المؤول
ويعرف بأنه: ما ترك ظاهره لدليل، وإليه أشار الناظم بقوله (عن ظاهر) متعلق بنزل. (ما) أي: لفظ (بالدليل) القطعي (نزلا) بألف الإطلاق، مبنياً للمجهول، أي ترك، كقولك نزلت عن الحق إذا تركته، والمعنى: لفظ ترك ظاهره بسبب الدليل القطعي المانع من ذلك، وذلك (كاليد لله) في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} وفي قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد} (هو الذ) لغة في الذي (أولا) بألف الإطلاق مبنياً للمجهول، والمعنى: اللفظ الذي ترك ظاهره، بسبب الدليل القطعي المانع من ذلك، هو المؤول، إذ ظاهر اليد: الجارحة، ولكن لما استحالت على الله تعالى، ترك ذلك الظاهر إلى المعنى غير الظاهر لها وهي القدرة، للدليل القاطع على تنزيه الله تعالى عن ظاهره.
(واعلم) أن الذي عليه أهل السنة الإيمان بآيات الصفات، كاليد والوجه وغيرهما، وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نفسرها، مع تنزيهنا لله تعالى عن حقيقتها؛ ففي الإتقان: أخرج أبو القاسم اللالكائي في السنة عن أم سلمة، في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} قالت: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به من الإيمان، والجحود به كفر. وعن مالك: أنه سئل عن الآية، فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وعن محمد بن الحسن أنه قال: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بآيات الصفات، من غير تفسير ولا تشبيه، انتهى، والله أعلم.