والنوع التاسع ( الفراشي) : هذا له مقابل أم ليس له مقابل ؟ فيه نوم غير فراشي ، ينام على غير فراش _عليه الصلاة والسلام_, لكن الفراش عموم ما يفترش، عموم ما يفترش، والمراد بذلك : ما نزل في النوم أو حال التهيؤ له, في النوم أو حال التهيؤ له، على الخلاف في سورة الكوثر .
الفراشي من الآيات :
كآَيَــةِ الثَّلاثةِ المُقَـدَّمَةْ
.........................
(الثلاثة الذين خلفوا): نزلت في الثلث الأخير من الليل , فتكون في فراشه لأنه في الثلث الأخير، في فراشه أو حال قيامه للصلاة ؟
كآَيَــةِ الثَّلاثةِ المُقَـدَّمَةْ
في نَوْمِهِ في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةْ
يعني هل هذا يقال: في نومه؟ أو الثلث الخير ما يلزم منه النوم ؟
نعم ، جاء ما يدّلُ على أنه في فراش أم سلمة ، وإن جاء ما يعارضه من قول عائشة أنه ما نزل عليه الوحي إلا وهو في فراشي" يعني ما نزل عليه الوحي في بيت امرأة من نسائه إلا عند عائشة _رضي الله عنها_ ، فهو يُعارض هذا. وإن كان الإجابة ممكنة أنه حال اجتماعها به, يعني ما نزل في بيت أحد من أمهات المؤمنين حال اجتماعها به. قد تكون ليست في البيت كما يقول بعضهم في الإجابة على هذا التعارض.
(يَلْحَقُهُ النَّازِلُ مِثلُ الرُّؤْيَا ): يعني حال النوم , يلحقه النازل مثل الرؤيا كسورة الكوثر , ففي صحيح مسلم أن النبي_عليه الصلاة والسلام_ لما أغفى إغفاءة في المسجد قال :(( لقد نزلت عليِّ آنفاً سورة )) ثم تلاها) ثم تلا سورة الكوثر .
يَلْحَقُهُ النَّازِلُ مِثلُ الرُّؤْيَا
لِكَوْنِ رُؤيَا الأَنْبياءِ وَحْيَا
(لِكَوْنِ رُؤيَا الأَنْبياءِ وَحْيَا): فلا يقال : أن من القران ما نزل في حال النوم، والنوم مظِنة لعدم الضبط، فكيف يُتلقى القرآن في حال النوم؟
الأنبياء وضعهم يختلف عن سائر النّاس، النبيّ , تنام عيناه ولا ينام قلبه, ورؤيا الأنبياء وحي, ولا يتلبسهم الشيطان ولا يتمثل لهم .
بعض العلماء يذكر أنه رأى النبي _صلى الله عليه وسلم_ في المنام وسأله عن أحاديث فصححها. نعم قال هذا ضعيف وهذا صحيح, فهل يثبت بمثل هذا تصحيح؟ ورؤيا الأنبياء حقّ ؟ رؤيا النبي _صلى الله عليه وسلم _حق لا يتمثل به الشيطان لماذا؟
لأن الدين كمُل بوفاته _عليه الصلاة والسلام_ والرؤيا لا يثبت بها حُكم, لكن قد يقول قائل: صح الخبر في أن الشيطان لا يتمثل به :(( من رآني فقد رآني))، (( رآني رأى الحق ))، ((من رآني فسوف يراني )) هذه روايات؛ لكن الشيطان لا يتمثل به _عليه الصلاة والسلام_؛ فإذا رآه فسأله عن حديث أشكل عليه فقال: حديث صحيح يثبت التصحيح بهذا ؟
أثبته جمع من أهل العلم ، جمع من أهل العلم والسيوطي منهم، وبعضهم أبدا لا يشكل عليه شيء البتة، لا يشكل عليه شيء وهذا نوع من التخريف, على حدّ زعمه: الخط ساخن، إذا أشكل عليه شيء اضطجع في الفراش وسمع كل ما يريد، والشيطان يتلاعب بعقول أمثال هؤلاء، وإن لم يصح تمثله بالنبيّ _عليه الصلاة والسلام_؛ حتى لو افترضنا أنّ شخصًا سأل النبي_عليه الصلاة والسلام_ عن حديث وصحَحَهُ لا يُقبل مثل هذا التصحيح، لماذا؟
لأنّ حالة النوم من قِبل الرآئي ليست حالة ضبط، ليست حالة ضبط هو رأى النبي_عليه الصلاة والسلام_ وقال النبيّ_عليه الصلاة والسلام_ كلام؛ لكن هل نضمن أن هذا نقلَ الكلام كما قِيل، النوم ليس بحال ضبط، وهذا جوابٌ سديد عن مِثلِ هذا التخليط.