الأَنْوَاعُ:
مِنْهَا مَا يَرْجِعُ إِلَى النُّزُولِ، وهو اثنا عَشَرَ نَوْعًا.
الأوَّلُ والثَّانِي: المَكِّيُّ والمَدَنِيُّ، الأَصَحُّ أَنَّ مَا نَزَلَ قَبْلَ الهِجْرَةِ مَكِّيٌّ، وما نَزَلَ بَعْدَهَا مَدَنِيٌّ، وهو البَقَرَةُ وثَلاثٌ تَلِيهَا، والأنفالُ، وبَرَاءةٌ، والرَّعْدُ، والحَجُّ، والنُّورُ، والأحزابُ، والقِتالُ، وتَاليَاهَا، والحديدُ، والتحريمُ، وما بَيْنَهُمَا، والقِيَامَةُ، والقَدْرُ، والزَّلْزَلَةُ، والنصرُ، والمُعَوِّذَتانِ، قِيلَ: والرَّحْمَنُ، والإنسانُ، والإخلاصُ، والفاتحةُ، مِنَ المَدَنِيِّ.
وثَالِثُها: نَزَلَتْ مَرَّتَيْنِ، وقِيلَ: النِّسَاءُ، والرعْدُ، والحَجُّ، والحديدُ، والصفُّ، والتغابُنُ، والقِيَامَةُ، والمُعَوِّذَتَانِ مَكِّيَّاتٌ.
الأنواع منها ما يرجع إلى النزول مكاناً وزماناً ونحوهما وهو اثنا عشر نوعا وأنواعه في التحبير عشرون:
الأول والثاني: المكي والمدني
الأصح أن ما نزل قبل الهجرة مكي وما نزل بعدها مدني سواء نزل بالمدينة أم بمكة أم غيرهما من الأسفار.
وقيل: المكي ما نزل بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة.
وعلى هذا تثبيت الواسطة(؟؟) وهو أن المدني فيما قاله البلقيني وعشرون سورة البقرة وثلاث تليها آخرها المائدة والأنفال وبراءة والرعد والحج والنور والأحزاب والقتال وتالياها أي الفتح والحجرات والحديد والتحريم وما بينهما من السور والقيامة والقدر والزلزلة والنصر والمعوذتان بكسر الواو قيل والرحمن والانسان والاخلاص والفاتحة من المدني والأصح أنها من المكي دليله في الرحمن ما روى الترمذي والحاكم عن جابر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانو أحسن مردودا منكم... الحديث
وقراءته {صلى الله عليه وسلم} على الجن بمكة قبل الهجرة بدهر.
بقى دليله في الإنسان، وفي الإخلاص ما رواه الترمذي عن أبيٍّ أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى {قل هو الله أحد}... الحديث.
وفي الفاتحة أن الحجر مكية باتفاق وقد قال تعالى فيها {ولقد آتيناك سبعا من المثاني}
وهي الفاتحة كما في حديث الصحيحين ويبعد أن يمتن بها عليه قبل نزولها.
واستدل من قال بأنها مدنية بما رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال أنزلت فاتحة الكتاب بالمدينة وقد بينت علته في التحبير
وثالثها أي الأقوال في الفاتحة: نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة عملاً بالدليلين.
وفيها قول رابع حكيناه في التحبير أنها نزلت نصفين نصفا بمكة ونصفا بالمدينة.
وقيل النساء والرعد والحج والحديد والصف والتغابن والقيامة والمعوذتان مكيات والأصح أنها مدينات وقد بسطنا الخلاف في المكي والمدني وأدلة ذلك في التحبير
والأدلة على أن النساء مدنية لا تنحصر فإن غالب آياتها نزلت في وقائع مدنية وسفرية بإجماع.
ويدل للرعد ما رواه الطبراني في الأوسط أن قوله تعالى: {هو الذي يريكم البرق} إلى قوله تعالى {شديد المحال} نزلت في أربد بن قيس وعامر بن الطفيل لما قدما المدينة في وفد بني عامر.
وللحج ما رواه الترمذي وغيره عن عمران بن حصين قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله تعالى: {ولكن عذاب الله شديد} وهو في سفر... الحديث.
وروى البخاري عن أبي ذر أن {هذان خصمان} إلى قوله تعالى: {الحميد} نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه لما تبارزوا يوم بدر.
وروى الحاكم في المستدرك وغيره عن ابن عباس قال: لما أخرج أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: إنا إليه راجعون أخرجوا نبيهم ليهلكن فنزلت {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا}. وللصف ما رواه الحاكم وغيره عن عبد الله ابن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا؛ فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله تعالى: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} حتى ختمها.
وللمعوذتين ما رواه البيهقي في الدلائل بسند فيه ضعف عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره لبيد بن الأعصم في مشاطة من رأس النبي صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه ثم دسها في بئر ذروان...الحديث
وفيه: فاستخرجه فإذا هو وتر معقود فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر؛ فأنزل الله تعالى المعوذتين فجعل كلما قرأ آيه انحلت عقدة...الحديث.
وقد بينت في التحبير الأدلة على أن الحديد مكية، وأن الكوثر مدنية،وهو الذي أراه.