دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شعبان 1443هـ/13-03-2022م, 09:34 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة أعمال القلوب

المجلس الأول:
مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة أعمال القلوب

اختر مجموعة واحدة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.


المجموعة الثانية:
س1: اذكر أثر وجود خلل في علم الاعتقاد أو الحديث أو التفسير لدى المصنّف في علم السلوك.
س2: العبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها أمور : اذكرها؟
س3:ما هي أسباب لين القلوب؟
س4: متى تكون محبة العبد لربه صالحة مقبولة ؟ ومتى تكون المحبة باطلة؟
س5: الخوف والرجاء يطلقا في النصوص على معنيين ؛ بيّنها ، مع بيان حكم كل منها.


المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.
س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 شعبان 1443هـ/15-03-2022م, 12:05 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اذكر أثر وجود خلل في علم الاعتقاد أو الحديث أو التفسير لدى المصنّف في علم السلوك.

ألف عديد من العلماء في علم السلوك، فأما من كان لديه خلل في علم الاعتقاد أو التفسير أو الحديث فقد ظهر أثر ذلك في مؤلفه بحسب ما معه من خلل في كل علم، فأما الخلل في الاعتقاد فنتج عنه أغلاط علمية وعملية، وبدع وشطحات، أدت بالبعض إلى سلوك طرق صوفية، وصار لهم أتباع ومريدون، وأما الخلل في علم الحديث فنتج عند مؤلفه استشهاد بأحاديث موضوعة أو مكذوبة، ورواية أخبار واهية مستنكرة.

س2: العبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها أمور : اذكرها؟
1- أن يرد النص على تسميتها عبادة.
2- أن يدل الدليل على محبة الله لقول أو فعل إما بترتيب الثواب على فعله، أو العقاب على تركه، أو بمدح فاعله، أو بذم تاركه.
3- أن يدل دليل على أن الله تعالى أمر به، لأن الأمر بالأمر دليل محبته.
ثم إذا وقعت هذه الشروط أو أحدها على أمر وسمي عبادة، فلا بد لتحقيق العبادة من أمور:
وهي الانقياد بتعظيم ومحبة.

س3:ما هي أسباب لين القلوب؟
1- ذكر الله تعالى، قال سبحانه:({اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}
وقال سبحانه: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}.
2- أعمال البر، والصدقات، من صلة للأرحام، وبر للوالدين، والمسح على رأس اليتيم والإحسان إليه، وكثرة الصدقات.
3- زيارة المرضى وأصحاب الابتلاءات.
4- تزكية النفس ومحاسبتها بشكل دائم.
5- باتباع الشرع، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
6- ما يستجلب به خشية الله، كالبكاء من خشية الله، وتذكر الموت، وأحوال يوم القيامة.
7- صحبة الصالحين، وحضور جالس الذكر، والحرص على العلم النافع.
8- الدعاء والتضرع، بشكل عام، والدعاء بلين القلب ورقته بشكل خاص، قال تعالى: { فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}.
9- الاقتصاد في المأكل، والمشرب، والنوم، والخلطة.
10- الحرص على الكسب الطيب، وتوقي الشبهات.
قال إبراهيم الخواص: (دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين). رواه أبو نعيم في الحلية.

س4: متى تكون محبة العبد لربه صالحة مقبولة ؟ ومتى تكون المحبة باطلة؟
المحبة الصالحة يشترط فيها اجتماع شرطين:
الأول: أن تكون محبة خالصة لله تعالى، مباينة لمحبة المشركين، الذين يحبون الله ويحبون أوثانهم كحب الله.
الثاني: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو شرط لصدق المحبة، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}.

والمحبة الباطلة هي:
1- المحبة الشركية، وهي محبة المشركين، الذين يحبون مع الله أصنامهم وأوثانهم قال تعالى: ({ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}، وهذه المحبة لا تنفعهم عند الله، فكل دعوى محبة غير خالصة لله لا يقبلها الله ولا يرضاها.
2- المحبة البدعية: وهي الخالية من المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، فمهما زعم أصحابها المحبة مع مفارقتهم طريق الهدى، فلا عبرة لدعواهم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}


س5: الخوف والرجاء يطلقا في النصوص على معنيين ؛ بيّنها ، مع بيان حكم كل منها.
1- خوف العبادة: وهو الذي يحمل معنى العبادة من التذلل والرهبة والخشية من إيقاع الضرر ممن يملك إيقاعه، وهذا النوع من الخوف صرفه لغير الله شرك أكبر، ويدخل فيه خوف السر: وهو خوف المشركين من الأولياء الذين يعظمونهم مع بعدهم عنهم، أو موتهم وكونهم في قبورهم، فيظنون أنهم يطلعون على أعمالهم، ويحلون عليهم العقوبة والسخط، وهذا كله من الشرك الأكبر.
قال تعالى: ﴿وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
2- الخوف الطبيعي: وهو الخالي من معاني التعبد، وهذا حكمه بحسب ما يُحمل عليه، كخوف العبد من الظلمة، والسباع، والهوام، ونحو ذلك، فإن الأصل في هذا أنه لا يُلام عليه ، بل قد يُخفف عنه في بعض الأحكام، فقد سقط عنه وجوب صلاة الجماعة، وقد يحل له جمع ما يُجمع من الصلوات بسبب الخوف.
أما إذا أدى به هذا الخوف إلى ترك واجب لا يعذر بتركه، أو فعل محرم لا يعذر بارتكابه، فهو محرم، كترك الجهاد خوفا من العدو، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
وقد يصل هذا النوع من الخوف بالعبد إلى الكفر، قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 شعبان 1443هـ/15-03-2022م, 12:19 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

تتمة إجابة السؤال الخامس:
والرجاء على قسمين:
1- رجاء العبادة: وهو الرجاء الذي يحمل معاني العبادة من التذلل والخضوع والمحبة والانقياد واعتقاد النفع والضر وتفويض الأمر وتعلق القلب والتقرب إلى المعبود، وهذا لا يجوز صرفه لغير الله، ومن صرفه لغير الله فهو مشرك.
ومثاله: رجاء بعض عباد القبور في أوليائهم أنهم ينفعونهم، ورجاء المشركين بآلهتهم ووسائطهم أنها تشفع لهم عند الله.
2- رجاء نفع الأسباب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا.
وحكمه يختلف بحسبه، فإن كان رجاء لأسباب مشروعة فهو جائز، وقد يكون قربة وطاعة، فيما يُستعان به على طاعة الله، وإن تعلق بتلك الأسباب الجائزة صار شركا أصغر، فالسبب الجائز أن يذهب للطبيب لأجل التداوي، فإن تعلق به تعلقا قلبيا، صار شركا أصغر.
وإن كان الرجاء في أسباب محرمة أو ما يستعان به على معصية الله صار محرما.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 شعبان 1443هـ/17-03-2022م, 02:28 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختار بإذن الله المجموعة الثالثة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 شعبان 1443هـ/19-03-2022م, 09:49 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
تنوعت ألقاب هولاء الأئمة بحسب ما يغلب عليهم ومما يُعرف عنهم من فروع علم السلوك .
وبين لفظ (الأبدال ) وألفاظ : الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد فرق كبير، فنبدأ أولاً بتعريفه :
-الأبدال: يراد بهم هم العلماء العاملون والعباد الصالحون .
-سموا به لأنه يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره .
قال ابن تيمية: (والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعانٍ: منها أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أُبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تُحصر بأهل بقعة من الأرض ) .
-استعمال السلف للفظ الأبدال، ووصفهم بعض الأئمة به، وممن استعمل هذا اللفظ: قتادة وابن المبارك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم.
فدل تعدد المرويات وكثرة استعمال السلف له، أن له أصل .

-أما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد .
- لم ترد عن السلف ولاذكر لها عندهم .
- أنها من إحداث الصوفية، وقد رووا فيها أحاديث باطلة لا تصح.
-ورد في بعض الألقاب معاني منكرة كلفظ (الغوث) فإن كان المراد به أن يستغاث به ، فهو شرك وضلال بعيد، وإن كان المراد اعتقاد أنه سبب للغوث ،ودعوة لتعظيمه فهو غلو وتزكية ووسيلة إلى الشرك به.

س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
من الأصول المهمة في أعمال القلوب معرفة حقيقة الهدى والرشاد، الذان هما راجعان إلى العلم والعمل.
والسائر إلى الله يحتاج إلى علم صحيح وإرادة جازمة صادقة ليسلك طريق الحق والرشاد ؛ وهذا يقتضي تزكية النفس بمعرفة ما يحب الله ويرضاه ويقرب منه ،وما قد يسبب البعد عنه، من قول أو فعل أو غير ذلك، مع صدق عزيمة وقوة إرادة وهمة عالية وتطلع إلى معالي الأمور ،وتفقد مواضع الخلل، والسعي في إصلاحها ، ومجاهدة النفس على ذلك ، وتدريبها عليه شيئاً فشيئاً حتى تقوى ويشتد عودها عليه، ولا أفضل من تدبر كلام الله والنظر في وعده ووعيده، وقصصه وأمثاله، مع استشعار جلاله وعظمته وقربه ولطفه ،ولزوم الدعاء في كل وقت وحين، ومن جوامع الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنهما أنه قال له: (يا شداد بن أوسٍ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكنز هؤلاء الكلمات:
اللّهم! إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب.(
مع النظر في سير السلف الصالح وكيف مجاهدتهم لأنفسهم وسعيهم لخلاصها ونجاتها وطلبهم في ذلك أعلى المنازل .
نسأل الله أن يعيننا على إصلاح أنفسننا وأن يبلغنا أعلى المنازل بمنه وكرمه .

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
للقلوب شأن عظيم، وأحوال عجيبة، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه يعتريها الأمراض والأسقام .
ولها أحوال أخرى من الطمأنينة والسكينة، والطهارة والزكاة وغيرها ،
وأصل القلوب على الفطرة فإذا عُرضت عليها الفتن اختلفت بحسب حالها معها.
وفقه هذه الأحوال ومعرفة أسبابها يعين على الشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها وذلك لأن شفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وشفاؤها.
فالقلب الحيّ الصحيح، قلب المؤمن؛ أقرب القلوب للإنتفاع والإستجابة، كما قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب( ، قال قتادة: يعني بذلك القلب: القلب الحيّ .
فهذا القلب ذاكر منيب خاشع مهتدي متبصر .
وأما القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، ففيه مادّة خير ومادّة شرّ،فمتى ما غلبت تلك المادة كان إلى اهلها أقرب، ومرضه يشتد باشتداد أسبابها، وهو على خطر، لأن المعاصي بريد الكفر.
وأما القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، فقد انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.
محبة الله عز وجل أصل الدين ومبناه وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، وللمحبة الصادقة شرطان عظيمان لا تصحّ دعوى المحبة إلا بهما:
الأول: أن تكون خالصة لله تعالى .
الثاني: أن تكون على هديَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
وللمحبة دلائل وآثار لمن صحت محبة الله في قلبه.
أولها :إخلاص العبادة لله عز وجل، بحيث يريد العبد وجه الله تعالى في شؤونه كلها.
2-اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو البرهان العظيم على صدق دعوى المحبة ،لأن المحبة تستلزم الطاعة.
3-الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، وهو دليل المحبة الكاملة مع الاجتهاد في تحصيل ما يحبه الله، ودفع ما يبغضه الله .
قال ابن تيمية رحمه الله: (والجهاد : هو بذل الوسع - وهو كل ما يملك من القدرة - في حصول محبوب الحق ، ودفع ما يكرهه الحق؛ فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه.(
4-التواضع للمؤمنين والتذلل لهم تذلل عطف ورحمة وأخوة والعزة على الكافرين من غير ظلم لهم، قال الله تعالى:{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين }.
5- الموالاة في الله والمعاداة في الله، لأن من علامات سلامة القلب وصحة المحبة أن توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله، وتعظم ما عظمه الله، وتحقر ما حقره الله، وترضى لما يرضي الله، وتغضب لما يغضب الله.
6-الهجرة إلى الله هجرة حسية عند وجوبها أو استحبابها، أو الهجرة المعنوية كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .(
والهجرة المعنوية شأنها،والمؤمن مأمور بأن يحققها؛ وذلك بترك جميع ما نهى الله عنه نهي تحريم أو كراهة من قول أو فعل أو اعتقاد.
قال ابن القيم رحمه الله :(الهجرة هجرتان :
الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد ، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها .
والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله ، وهذه هي المقصودة هنا، وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية، وهي الأصل، وهجرة الجسد تابعة لها .
7-أن لا يخاف في الله لومة لائم، لأن المحب التام المحبة لا يؤثر فيه لوم اللائم ولا عذل العاذل، بل ذلك يغريه بملازمة المحبة .
7-كثرة ذكر الله؛ فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره .

س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
قال ابن القيم رحمه الله: (القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان؛ فهو عرضة لكل صائد وكاسر) .
والمؤمن يحتاج في سيره إلى الله أن يجمع بين المحبة والخوف والرجاء
فمحبة الله تدفع العبد إلى التقرب إلى مولاه، وعلى حسب قوة المحبة وضعفها تكون المسارعة في الطاعات والكف عن المحرمات.
ومع هذه المحبة فالعبد وجلٌ خائف من عذاب الله سواءً كان دنيوي أو أخروي ، وتجده يرجوا فضله وثوابه طامعٌ في ما عنده من الخير، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم،والذي عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم .
وهذه العبادات هي أصول العبادات وعليها مدارها، وقلب المؤمن يتقلب بينها.
فالمؤمن يعبد الله محبة له كما قال الله تعالى :(والذين آمنوا أشد حباً لله)
ويعبده خوفاً من عقابه كما أمره الله بقوله: ( وخافون إن كنتم مؤمنين)
ويعبده رغبة في ثوابه وفضله حيث قال تعالى:( واسألوا الله من فضله)

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 شعبان 1443هـ/20-03-2022م, 10:24 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
ذكر في الدورة عدة أسباب لذلك منها:
- أن نصوص الكتاب والسنة دلت على جلالة شأنه، وعظيم قدره.
- أنه ألصق العلوم بالقلوب التي هي محلّ نظر الربّ جلّ وعلا، وبصلاحها تصلح الأعمال، ويصلح سائر الجسد، وبفسادها تفسد الأعمال، ويفسد سائر الجسد، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) وأشار بأصابعه إلى صدره، وقال: (ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
- أن التقوى محلها القلب وأثرها على الجوارح ظاهر، ومقصود علم السلوك إصلاح القلوب، قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم}.
- أن القبول والتوفيق والهداية مرتبطة بمن سلك طريق الرشاد، والحرمان والخذلان والضلال جزاء من تركه.
- أن العلم الذي لا يؤدي بصاحبه إلى سلوك طريق الحق يكون وبالا وحجة عليه.
- أن علم السلوك هو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وما يتبعها من يقين وبصيرة ومعرفة.

س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟

العبادة لغة:
التذلل، قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة "معبَّدًا) ومنه جاءت تسمية العبد عبدا، ويقال للبعير المذلل للركوب معبد، والشواهد على ذلك كثيرة.
قال الشيخ بعد أن أورد عددا من الشواهد على هذا المعنى: " فهذا تعريف العبادة باعتبار أصل معناها الملازم لها، واعتبار هذا المعنى مهم."

العبادة شرعا:
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.

العبادة الكونية:
عامة لجميع الخلق، قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾.
العبادة الشرعية:
تكون وصفا لمن التزم بفحوى التعريف الشرعي للعبادة وأدى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
- القلب الحيّ الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ.
- القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب خيره كان إلى أهل الخير، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به الفجور إلى موت القلب ببعض أعمال الكفر والنفاق الأكبر.
- القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة.

ومعرفة هذه الأنواع يعين على فقه أعمال القلوب، والمعرفة بأمراضها، والشفاء منها، والسلامة من تقلبها وأخطارها.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، قال صلى الله عليه وسلم ردا على من لعن الرجل الذي تكرر منه شرب الخمر وإقامة الحد عليه:(لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)
وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه.
- فالخوف والرجاء مبناهما على المحبة، لأن الراجي يطمع فيما يحب من رضا محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة ويخاف من سخط محبوبه، ويخاف من فوات ما يحب من الثواب.
- والتوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.

الوجه الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد.
الوجه الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له جل وعلا، وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه جل وعلا.

والمحبة أيضا أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة قيمة سماها قاعدة في المحبة بيَّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة.

س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
يذكر بعض العلماء عبارة (خوف السر) ويقصدون به خوف التعبد، كما صرَّحوا بالتمثيل له بخوف عباد القبور والأولياء.
وخوف السر المذكور فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه، وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.

حكمه:
الخوف التعبدي عبادة من أجَلّ العبادات صرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.
وخوف السر يجمع أنواعا من الشرك منها:
- اعتقاد اطلاع الأموات على الأعمال.
- اعتقاد قدرتهم على المؤاخذة والعقوبة والسخط.
- الخوف من أن يقطعوا عنهم الخير أو يتخلوا عن الشفاعة لهم

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 05:38 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة المشري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: اذكر أثر وجود خلل في علم الاعتقاد أو الحديث أو التفسير لدى المصنّف في علم السلوك.

ألف عديد من العلماء في علم السلوك، فأما من كان لديه خلل في علم الاعتقاد أو التفسير أو الحديث فقد ظهر أثر ذلك في مؤلفه بحسب ما معه من خلل في كل علم، فأما الخلل في الاعتقاد فنتج عنه أغلاط علمية وعملية، وبدع وشطحات، أدت بالبعض إلى سلوك طرق صوفية، وصار لهم أتباع ومريدون، وأما الخلل في علم الحديث فنتج عند مؤلفه استشهاد بأحاديث موضوعة أو مكذوبة، ورواية أخبار واهية مستنكرة.

س2: العبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها أمور : اذكرها؟
1- أن يرد النص على تسميتها عبادة.
2- أن يدل الدليل على محبة الله لقول أو فعل إما بترتيب الثواب على فعله، أو العقاب على تركه، أو بمدح فاعله، أو بذم تاركه.
3- أن يدل دليل على أن الله تعالى أمر به، لأن الأمر بالأمر دليل محبته.
ثم إذا وقعت هذه الشروط أو أحدها على أمر وسمي عبادة، فلا بد لتحقيق العبادة من أمور:
وهي الانقياد بتعظيم ومحبة. [هذه هي الإجابة، وحبذا لو فصّلتِ فيها قليلا]

س3:ما هي أسباب لين القلوب؟
1- ذكر الله تعالى، قال سبحانه:({اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)}
وقال سبحانه: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}.
2- أعمال البر، والصدقات، من صلة للأرحام، وبر للوالدين، والمسح على رأس اليتيم والإحسان إليه، وكثرة الصدقات.
3- زيارة المرضى وأصحاب الابتلاءات.
4- تزكية النفس ومحاسبتها بشكل دائم.
5- باتباع الشرع، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
6- ما يستجلب به خشية الله، كالبكاء من خشية الله، وتذكر الموت، وأحوال يوم القيامة.
7- صحبة الصالحين، وحضور جالس الذكر، والحرص على العلم النافع.
8- الدعاء والتضرع، بشكل عام، والدعاء بلين القلب ورقته بشكل خاص، قال تعالى: { فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}.
9- الاقتصاد في المأكل، والمشرب، والنوم، والخلطة.
10- الحرص على الكسب الطيب، وتوقي الشبهات.
قال إبراهيم الخواص: (دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين). رواه أبو نعيم في الحلية.

س4: متى تكون محبة العبد لربه صالحة مقبولة ؟ ومتى تكون المحبة باطلة؟
المحبة الصالحة يشترط فيها اجتماع شرطين:
الأول: أن تكون محبة خالصة لله تعالى، مباينة لمحبة المشركين، الذين يحبون الله ويحبون أوثانهم كحب الله.
الثاني: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو شرط لصدق المحبة، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}.

والمحبة الباطلة هي:
1- المحبة الشركية، وهي محبة المشركين، الذين يحبون مع الله أصنامهم وأوثانهم قال تعالى: ({ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله}، وهذه المحبة لا تنفعهم عند الله، فكل دعوى محبة غير خالصة لله لا يقبلها الله ولا يرضاها.
2- المحبة البدعية: وهي الخالية من المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، فمهما زعم أصحابها المحبة مع مفارقتهم طريق الهدى، فلا عبرة لدعواهم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}


س5: الخوف والرجاء يطلقا في النصوص على معنيين ؛ بيّنها ، مع بيان حكم كل منها.
1- خوف العبادة: وهو الذي يحمل معنى العبادة من التذلل والرهبة والخشية من إيقاع الضرر ممن يملك إيقاعه، وهذا النوع من الخوف صرفه لغير الله شرك أكبر، ويدخل فيه خوف السر: وهو خوف المشركين من الأولياء الذين يعظمونهم مع بعدهم عنهم، أو موتهم وكونهم في قبورهم، فيظنون أنهم يطلعون على أعمالهم، ويحلون عليهم العقوبة والسخط، وهذا كله من الشرك الأكبر.
قال تعالى: ﴿وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
2- الخوف الطبيعي: وهو الخالي من معاني التعبد، وهذا حكمه بحسب ما يُحمل عليه، كخوف العبد من الظلمة، والسباع، والهوام، ونحو ذلك، فإن الأصل في هذا أنه لا يُلام عليه ، بل قد يُخفف عنه في بعض الأحكام، فقد سقط عنه وجوب صلاة الجماعة، وقد يحل له جمع ما يُجمع من الصلوات بسبب الخوف.
أما إذا أدى به هذا الخوف إلى ترك واجب لا يعذر بتركه، أو فعل محرم لا يعذر بارتكابه، فهو محرم، كترك الجهاد خوفا من العدو، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
وقد يصل هذا النوع من الخوف بالعبد إلى الكفر، قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
[أحسنتِ، بارك الله فيكِ، لكن السؤال عن الخوف والرجاء معا، وجامع الأمر
أن ما كان يصاحبه تذلل وخضوع لله عز وجل من الخوف والرجاء، فهو عبادة صرفها لغير الله شرك أكبر.
وما كان سببا من الأسباب؛ فبحسب الحال، هل يستعان به على طاعة، أو على معصية، أو صاحبه تعلق بالسبب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله، فلكل حالة حكمها]
التقويم: أ
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 05:50 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
تنوعت ألقاب هولاء الأئمة بحسب ما يغلب عليهم ومما يُعرف عنهم من فروع علم السلوك .
وبين لفظ (الأبدال ) وألفاظ : الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد فرق كبير، فنبدأ أولاً بتعريفه :
-الأبدال: يراد بهم هم العلماء العاملون والعباد الصالحون .
-سموا به لأنه يخلف بعضهم بعضاً، كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره .
قال ابن تيمية: (والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعانٍ: منها أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أُبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تُحصر بأهل بقعة من الأرض ) .
-استعمال السلف للفظ الأبدال، ووصفهم بعض الأئمة به، وممن استعمل هذا اللفظ: قتادة وابن المبارك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم.
فدل تعدد المرويات وكثرة استعمال السلف له، أن له أصل .

-أما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد .
- لم ترد عن السلف ولاذكر لها عندهم .
- أنها من إحداث الصوفية، وقد رووا فيها أحاديث باطلة لا تصح.
-ورد في بعض الألقاب معاني منكرة كلفظ (الغوث) فإن كان المراد به أن يستغاث به ، فهو شرك وضلال بعيد، وإن كان المراد اعتقاد أنه سبب للغوث ،ودعوة لتعظيمه فهو غلو وتزكية ووسيلة إلى الشرك به.

س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
من الأصول المهمة في أعمال القلوب معرفة حقيقة الهدى والرشاد، الذان هما راجعان إلى العلم والعمل. [وجه رجوعهما للعلم والعمل أن العلم النافع أصل الهدى والعمل بالحق أصل الرشاد]
والسائر إلى الله يحتاج إلى علم صحيح وإرادة جازمة صادقة ليسلك طريق الحق والرشاد ؛ وهذا يقتضي تزكية النفس بمعرفة ما يحب الله ويرضاه ويقرب منه ،وما قد يسبب البعد عنه، من قول أو فعل أو غير ذلك، مع صدق عزيمة وقوة إرادة وهمة عالية وتطلع إلى معالي الأمور ،وتفقد مواضع الخلل، والسعي في إصلاحها ، ومجاهدة النفس على ذلك ، وتدريبها عليه شيئاً فشيئاً حتى تقوى ويشتد عودها عليه، ولا أفضل من تدبر كلام الله والنظر في وعده ووعيده، وقصصه وأمثاله، مع استشعار جلاله وعظمته وقربه ولطفه ،ولزوم الدعاء في كل وقت وحين، ومن جوامع الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنهما أنه قال له: (يا شداد بن أوسٍ! إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكنز هؤلاء الكلمات:
اللّهم! إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب.(
مع النظر في سير السلف الصالح وكيف مجاهدتهم لأنفسهم وسعيهم لخلاصها ونجاتها وطلبهم في ذلك أعلى المنازل .
نسأل الله أن يعيننا على إصلاح أنفسننا وأن يبلغنا أعلى المنازل بمنه وكرمه .

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
للقلوب شأن عظيم، وأحوال عجيبة، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه يعتريها الأمراض والأسقام .
ولها أحوال أخرى من الطمأنينة والسكينة، والطهارة والزكاة وغيرها ،
وأصل القلوب على الفطرة فإذا عُرضت عليها الفتن اختلفت بحسب حالها معها.
وفقه هذه الأحوال ومعرفة أسبابها يعين على الشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها وذلك لأن شفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وشفاؤها.
فالقلب الحيّ الصحيح، قلب المؤمن؛ أقرب القلوب للإنتفاع والإستجابة، [للانتفاع والاستجابة، همزة وصل للمصدر الخماسي والسداسي] كما قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب( ، قال قتادة: يعني بذلك القلب: القلب الحيّ .
فهذا القلب ذاكر منيب خاشع مهتدي متبصر .
وأما القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، ففيه مادّة خير ومادّة شرّ،فمتى ما غلبت تلك المادة كان إلى اهلها أقرب، ومرضه يشتد باشتداد أسبابها، وهو على خطر، لأن المعاصي بريد الكفر.
وأما القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، فقد انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.
محبة الله عز وجل أصل الدين ومبناه وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، وللمحبة الصادقة شرطان عظيمان لا تصحّ دعوى المحبة إلا بهما:
الأول: أن تكون خالصة لله تعالى .
الثاني: أن تكون على هديَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .
وللمحبة دلائل وآثار لمن صحت محبة الله في قلبه.
أولها :إخلاص العبادة لله عز وجل، بحيث يريد العبد وجه الله تعالى في شؤونه كلها.
2-اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو البرهان العظيم على صدق دعوى المحبة ،لأن المحبة تستلزم الطاعة.
3-الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، وهو دليل المحبة الكاملة مع الاجتهاد في تحصيل ما يحبه الله، ودفع ما يبغضه الله .
قال ابن تيمية رحمه الله: (والجهاد : هو بذل الوسع - وهو كل ما يملك من القدرة - في حصول محبوب الحق ، ودفع ما يكرهه الحق؛ فإذا ترك العبد ما يقدر عليه من الجهاد كان دليلا على ضعف محبة الله ورسوله في قلبه.(
4-التواضع للمؤمنين والتذلل لهم تذلل عطف ورحمة وأخوة والعزة على الكافرين من غير ظلم لهم، قال الله تعالى:{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين }.
5- الموالاة في الله والمعاداة في الله، لأن من علامات سلامة القلب وصحة المحبة أن توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله، وتعظم ما عظمه الله، وتحقر ما حقره الله، وترضى لما يرضي الله، وتغضب لما يغضب الله.
6-الهجرة إلى الله هجرة حسية عند وجوبها أو استحبابها، أو الهجرة المعنوية كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .(
والهجرة المعنوية شأنها،والمؤمن مأمور بأن يحققها؛ وذلك بترك جميع ما نهى الله عنه نهي تحريم أو كراهة من قول أو فعل أو اعتقاد.
قال ابن القيم رحمه الله :(الهجرة هجرتان :
الهجرة الأولى: هجرة بالجسم من بلد إلى بلد ، وهذه أحكامها معلومة وليس المراد الكلام فيها .
والهجرة الثانية: الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله ، وهذه هي المقصودة هنا، وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية، وهي الأصل، وهجرة الجسد تابعة لها .
7-أن لا يخاف في الله لومة لائم، لأن المحب التام المحبة لا يؤثر فيه لوم اللائم ولا عذل العاذل، بل ذلك يغريه بملازمة المحبة .
7-كثرة ذكر الله؛ فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره .

س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
قال ابن القيم رحمه الله: (القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان؛ فهو عرضة لكل صائد وكاسر) .
والمؤمن يحتاج في سيره إلى الله أن يجمع بين المحبة والخوف والرجاء
فمحبة الله تدفع العبد إلى التقرب إلى مولاه، وعلى حسب قوة المحبة وضعفها تكون المسارعة في الطاعات والكف عن المحرمات.
ومع هذه المحبة فالعبد وجلٌ خائف من عذاب الله سواءً كان دنيوي أو أخروي ، وتجده يرجوا فضله وثوابه طامعٌ في ما عنده من الخير، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم،والذي عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم .
وهذه العبادات هي أصول العبادات وعليها مدارها، وقلب المؤمن يتقلب بينها.
فالمؤمن يعبد الله محبة له كما قال الله تعالى :(والذين آمنوا أشد حباً لله)
ويعبده خوفاً من عقابه كما أمره الله بقوله: ( وخافون إن كنتم مؤمنين)
ويعبده رغبة في ثوابه وفضله حيث قال تعالى:( واسألوا الله من فضله)



التقويم: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ وزادكِ من فضله.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 06:07 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
ذكر في الدورة عدة أسباب لذلك منها:
- أن نصوص الكتاب والسنة دلت على جلالة شأنه، وعظيم قدره.
- أنه ألصق العلوم بالقلوب التي هي محلّ نظر الربّ جلّ وعلا، وبصلاحها تصلح الأعمال، ويصلح سائر الجسد، وبفسادها تفسد الأعمال، ويفسد سائر الجسد، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) وأشار بأصابعه إلى صدره، وقال: (ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
- أن التقوى محلها القلب وأثرها على الجوارح ظاهر، ومقصود علم السلوك إصلاح القلوب، قال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم}.
- أن القبول والتوفيق والهداية مرتبطة بمن سلك طريق الرشاد، والحرمان والخذلان والضلال جزاء من تركه.
- أن العلم الذي لا يؤدي بصاحبه إلى سلوك طريق الحق يكون وبالا وحجة عليه.
- أن علم السلوك هو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وما يتبعها من يقين وبصيرة ومعرفة.

س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟

العبادة لغة:
التذلل، قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة "معبَّدًا) ومنه جاءت تسمية العبد عبدا، ويقال للبعير المذلل للركوب معبد، والشواهد على ذلك كثيرة.
قال الشيخ بعد أن أورد عددا من الشواهد على هذا المعنى: " فهذا تعريف العبادة باعتبار أصل معناها الملازم لها، واعتبار هذا المعنى مهم."

العبادة شرعا:
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.

العبادة الكونية:
عامة لجميع الخلق، قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾.
العبادة الشرعية:
تكون وصفا لمن التزم بفحوى التعريف الشرعي للعبادة وأدى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
- القلب الحيّ الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ.
- القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب خيره كان إلى أهل الخير، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به الفجور إلى موت القلب ببعض أعمال الكفر والنفاق الأكبر.
- القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة
[ثم تتنوّع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع، فصّلها الشيخ]

ومعرفة هذه الأنواع يعين على فقه أعمال القلوب، والمعرفة بأمراضها، والشفاء منها، والسلامة من تقلبها وأخطارها.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، قال صلى الله عليه وسلم ردا على من لعن الرجل الذي تكرر منه شرب الخمر وإقامة الحد عليه:(لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)
وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه.
- فالخوف والرجاء مبناهما على المحبة، لأن الراجي يطمع فيما يحب من رضا محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة ويخاف من سخط محبوبه، ويخاف من فوات ما يحب من الثواب.
- والتوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.

الوجه الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد.
الوجه الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له جل وعلا، وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه جل وعلا.

والمحبة أيضا أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة قيمة سماها قاعدة في المحبة بيَّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة.

س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
يذكر بعض العلماء عبارة (خوف السر) ويقصدون به خوف التعبد، كما صرَّحوا بالتمثيل له بخوف عباد القبور والأولياء.
وخوف السر المذكور فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه، وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.

حكمه:
الخوف التعبدي عبادة من أجَلّ العبادات صرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.
وخوف السر يجمع أنواعا من الشرك منها:
- اعتقاد اطلاع الأموات على الأعمال.
- اعتقاد قدرتهم على المؤاخذة والعقوبة والسخط.
- الخوف من أن يقطعوا عنهم الخير أو يتخلوا عن الشفاعة لهم

والله أعلم

التقويم: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ وزادكِ توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 رمضان 1443هـ/20-04-2022م, 03:52 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الذي بيده قلوب العباد

المجلس الأول

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة أعمال القلوب


س1. لماذا عد علم السلوك لب العلوم وروحها ؟
- خلق الله الإنسان لعبادته وحده، وبلوغ الإحسان في عبادة الله عز وجل هى أعلى مراتب الدين، وعلم السلوك علم غايته بلوغ مرتبة الإحسان في العبادة.
- وقد علم أن المقصود الأعظم من العلوم هو الوصول إلى عبادة الله كما يحب ويرضى، وحصول ذلك لا يكون إلا بتقوى تعمر القلب، ونفس زاكية، وجوارح مستقيمة، وذلك يكون من خلال علم السلوك الذي به اليقين والتبصر، في الدين، وإدراك الحقائق وانكشاف البواطن، وبيان سبيل النجاة من الفتن والابتلاءات.
ولما كان محل نظر الرب هو القلب، فكان الواجب معرفة أدواء القلوب وأمراضها وعللها، والبحث في سبل شفائها وارتقائها وذلك أيضا من خلال علم السلوك الذي صار بذلك لب العلوم وروحها.

س2. ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية؟
- العبودية في لغة العرب الذلة، ويقال طريق معبد أي ذللته الأقدام وطئا.
-والعبادة لغة: الطاعة مع الخضوع والذل للمعبود.
- وهى على نوعين:
- عبادة كونية، قال الله تعالى: ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)، فالخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم خاضعون لله، وتحت قهره وسلطانه، خضعوا لقدره وأمره الكوني طوعا وكرها فهم لا يخرجون عن ملكه.
- وعبادة شرعية: وهى التي وعد الله عليها بالثواب للمؤمن، والعقاب للكافر، قال الله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم* والذين كفروا وكذلوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم).
- وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
وهذا النوع من العبادة لا يكون إلا اختيارا من العبد بعد توفيق الله له، فيخضع لله، منقادا لأمره مسلما لشرعه، وحد تلك العبادة هو كل ما شرع للعبد أن يتعبد به لله في شريعة الإسلام.

س3. اذكر أنواع القلوب وبين فائدة معرفة هذه الأنواع؟
- قلوب العبد على أنواع ثلاثة:
- قلب حي صحيح، وقلب مريض، وقلب ميت.
- فأما القلب الحي : فهو قلب المؤمن الذي ينبض بحب الله وخشيته ورجاءه وخوفه، يسمع الذكر فينتفع به، ويستجيب لأمر الله وشرعه.
قال الله تعالى: (إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب )، وأريد بالقلب هنا القلب الحي الذي تنفعه الذكرى.
- وهذاالقلب يتفاوت وصفه بحسب ما غلب عليه فهو مع كونه حيا صحيحا فهو قلب ذاكر دائم الذكر لله عز وجل، ومنه قلب منيب رجاع لله عز وجل، ومنه قلب خاشع، ومنه قلب مخبت خاضع ذليل لمولاه.

- أما القلب المريض: فهو قلب الفاسق، والمنافق نفاقا أصغر.
- وهذا القلب اختلطت فيه مادتي الخير والشر، أيهما غلب على الآخر صار صاحبه أقرب لما غلب.
- وأما مرضه فهو بسبب شهوة أو شبهة أو تعلق بغير الله، او آفة فيه كالحسد والكبر والغل والبطر.

- أما القلب الميت: فهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر.
- قلب فارقته مادة الخير، واستوطنت فيه مادة الشر فاستشرت في أكنافه فأخرجت صاحبه من الملة.
- وأما أسباب موته فأكبرها الشرك وهو قاطع كل خير، والنفاق، والكفر، والإلحاد، فأخذ ينتقل من ذنب لذنب ومن معصية لأخرى حتى عمته مادة الشر، وطبع عليه فوصل إلى الكفر والشرك.

-وأما فائدة معرفة هذه الأنواع، هى أن يدرك العبد لأي نوع من أنواع القلوب ينتمي قلبه، فإن كان قلبه حيا، حمد الله وسأله الثبات والزيادة في الصلاح، وإن كان قلبه مريضا، بحث عن مرض قلبه وطلب له الدواء وسأل الله الشفاء، وإن كان ميتا فلعل الله يقذف في قلبه نور الهداية فينسلخ من موته ويبعث من جديد، والله على كل شيء قدير، وهو العليم الحكيم.

س4. (المحبة أصل الدين). وضح ذلك.
- أصل الدين وأصل أعمال القلوب محبة الله عز وجل، وذلك على وجوه ثلاثة:
1. أن الحامل على الأعمال الدينية هو محبة الله، ومحبة ثوابه، ومحبة النجاة من عقابه، فالرجاء في ثواب الله عز وجل والخوف من فوات السلامة والخوف من سخط الله مبناهما على المحبة أيضا.
- وكل عمل قلبي كالتوكل والخشية الإنابة والتوبة وغيرهم من أعمال قلبية، إنما تصدر عن محبة الله وما يتبعها من محبة ثوابه والنجاة من عقابه.
2. تسمية الأعمال التعبدية بالعبادة لكونها صادرة عن محبة عظيمة مقرونة بالخضوع والتعظيم والانقياد، وإلا فلا تكون عبادة.
3. أن الإخلاص وما ترتب عليه من أعمال هو ثمرة المحبة الصادقة لله عز وجل، فكل عمل يتقرب به لله ويبتغى به ثوابه ورضاه هو ثمرة تلك المحبة النابعة من قلب المؤمن لمولاه.

- وكل محبة تابعة لمحبة الله عز وجل كمحبة كتابه ومحبة دينه ومحبة رسوله صلى الل عليه وسلم، تعد أصلا للدين وهى علامة يتميز بها المؤمن عن المنافق.

س5. ما هو خوف السر، وما حكمه؟
- خوف السر أو خوف التعبد، هو في حقيقته خوف العبد من اطلاع المعبود على سر عمله، وحقيقة شأنه، وحال قلبه، فيخشى أن يؤاخذ بسوء قصده أو فساد قلبه وتحل عليه العقوبة.

- وهذا المعنى يتجلى باستحضار اسم الله الرقيب، فالمؤمن المتقي يخشى اطلاع الله على سريرته، وسوء قصده أو فساد نيته، فيسارع إلى تطهير نفسه وتزكيتها خوف العقوبة السخط.
- وهذه عبادة من أجل العبادات التي تصرف لله، ولا يفطن إلى لطفها إلا العارفون، ومن الناس من ضل فصرفها لأصحاب القبور والأولياء فأنزلهم منزلة الإله الحق، وهذا شرك أكبر.
نسأل الله العافية.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 26 رمضان 1443هـ/27-04-2022م, 04:02 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 705
افتراضي

الإجابة:
المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
لفظ الأبدال ورد ذكره من بعض السلف والمقصود بهم هم العلماء العاملون بما علموا فهم عباد صالحون ويخلف بعضهم بعضا وورد فيهم أحاديث لا تصح، إلا أثر واحد موقوف على علي بن أبي طالب،صححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني، وأعله بعض أهل العلم.وممن استعمل هذا اللفظ: قتادة وابن المبارك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم.
وعن بن تيمية:"والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعانٍ: منها أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أُبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تُحصر بأهل بقعة من الأرض".
والألفاظ: ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد فلم يستعملها السلف، وهي من إحداث الصوفية، ورووا فيها أحاديث باطلة لا تصح، وفيها معاني منكرة كلفظ (الغوث) إذا كان يستغاث به فهذا شرك وضلال بعيد، وإن كان المراد اعتقاد أنه سبب لغوث البلاد ودعوة الناس لتعظيمه فهو غلو وتزكية ووسيلة إلى الشرك به.
والله أعلم

س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
حقيقة الهدى والرشاد أنهما راجعان إلى العلم والعمل، فالعلم النافع هو الأصل في الهدى ومن ثم العمل به وهذا هو الرشاد، فطالب العلم يحتاج إلى جانب التعلم الإرادة على العمل بما تعلم.
الهدى هو العلم النافع.
الرشاد هو الإرادة الجازمة للانتفاع بهذا الهدى والعمل به.
والنبي صلى الله عليه وسلم حاز أعلى درجات الهدى والرشاد، قال تعالى: " ما ضل صاحبكم وما غوى "
والآفات التي تعرض للسالكين إذا كانت في معرفة الهدى أورثت ضلالاً وبدعة ومخالفة للسنة.
وإذا كانت في العزيمة أورثت تفريطاً وعجزاً وفتوراً.
إذن ينبغي لنا أن نهتم بتعلم العلم النافع لنرفع به الجهل عن أنفسنا وعن أمتنا ، وأن نكون لنا من الإرادة الصادقة للعمل بما تعلمنا والصبر على سلوك طريق الرشاد.
ويكون لدينا من الإرادة الجازمة والعزيمة الصادقة ما يحملنا على فعل ما يكملنا والصبر عليه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنهما أنه قال له: "يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكنز هؤلاء الكلمات: اللّهم إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب". والحديث صحح الألباني في السلسلة الصحيحة.
والله أعلم.

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
القلب المريض:
التعريف: هو قلب فيه خير وشر، ونور وظلمة، خلط عملا صالحا وآخر سيئا فإن غلب خيره وإيمانه كان إلى أهل الخير والإيمان أقرب، وهو قلب الفاسق العاصي ومن فيه نفاق أصغر، فإن استمر على مرضه أصبح قلب ميت.
الصفات والأنواع: منها الحاسة والمتكبرة والغافلة والقاسية وغيره، وهي ما بين حياة وموات يشتد مرضها بالشهوات والشبهات وتعلقها بغير الله وشفاؤها في العلم النافع ومعرفة الله عز وجل.
القلب الميت:
التعريف: هو الذي انتفى عنه الإيمان وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر، وهو كله شر وكله ظلمة.
الصفات والأنواع: منها المشركة والمنافقة والكافرة والملحدة وغيره، والله يطبع ويختم على هذه القلوب على حسب درجتها من الموات.
القلب الصحيح:
التعريف: هو القلب الحي قلب المؤمن، وهو القلب الذي يستمع للذكر وينتفع به ويستجيب لله تعالى، قال تعالى: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب "، وهو القلب المستنير بنور الفطرة.
الصفات والأنواع: منها الذاكرة والمنيبة والخاشعة والمخبتة والمهتدية وغيره.
والله أعلم

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.

محبة الله تعالى هي أصل الدين، وهي كذلك أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب وآثار ودلائل محبة العبد لربه:
- أن تكون أعماله خالصة لله تعالى وكما أمر الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الاستقامة على طاعة الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
- الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، فهو يبذل أغلى ما يملك في سبيل الله.
- التواضع للمؤمنين والتذلل لهم والعزة على الكافرين.
- الولاء لله والرسول والمؤمنين والبراء من الشرك وأهله.
- الهجرة إلى الله وذلك بالهجرة الحسية إذا كانت واجبة، والهجرة المعنوية من المعاصي للطاعات، كما جاء في الحديث: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، فتكون الهجرة من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن البدعة إلى السنة، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الإساءة إلى الإحسان.
- ألا يخاف في الله لومة لائمة.
- كثرة ذكر الله في كل وقت حين.

س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء:
هو من الإحسان في العبادة الجمع بينهم، قال صلى الله عليه وسلم: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك"، فلذلك من جمع بين المحبة والخوف والرجاء أحسن في عبادته، وقال مكحول الشامي: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.
وهما الطريق السلامة في الدين، قال ابن القيم رحمه الله - القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان؛ فهو عرضة لكل صائد وكاسر)ا.هـ.
وهي التي تحرك العبد للطاعات وتجنب المنهيات، قال شيخ الإسلام بن تيمية - اعلم أن محركات القلوب إلى الله عزَّ وجلَّ ثلاثة: المحبة والخوف والرجاء.
وأعلاهم مرتبة المحبة لأنها في الدنيا والآخرة، وجمع السلف بينهم ومن أحب الله خاف عذابه ورجا رضاه ومن خاف الله أحبه ورجا رحمته ومن رجا رحمته أحبه وخاف عذابه.
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه الجمع بين هذه العبادات العظيمة؛ فيعبدون الله محبة له كما وصفهم الله بقوله: ﴿والذين آمنوا أشد حباً لله﴾، ويعبدون الله خوفاً من عقابه كما أمرهم الله بقوله: ﴿وخافون إن كنتم مؤمنين﴾، وجعل صفة الرجاء فرقاناً بين المؤمنين والكافرين فقال: ﴿وترجون من الله ما لا يرجون﴾، ورغَّبهم في ثوابه وأمرهم بسؤاله من فضله فقال تعالى:﴿واسألوا الله من فضله﴾.
نسأل الله تعالى من فضله ورحمته وبركاته.
والله أعلم


جزاكم الله خير وسامحوني على التقصير

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 شوال 1443هـ/19-05-2022م, 01:00 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
القلوب هي محل نظر الرب، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم).
وإن مقصود علم السلوك هو صلاح القلوب والتي بصلاحها تصلح الجوارح، لذلك عُدّ علم السلوك لب العلوم وروحها، لأن به تحصل تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه ينال اليقين، والتبصر بالدين، وبه تتبين حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتعرف به أمراض القلوب وسبيل شفائها، ومداواة القلوب من عللها وأدوائها.
فالتقوى محلها القلب، وعلم السلوك تحصل به تقوى القلوب التي هي غاية هذا العلم، قال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالها التقوى منكم".

س2: ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
أصل معنى العبادة هو الذلة.
فالعرب تسمي الطريق المعبد: بالطريق المذلل، الذي وطئته الأقدام وذللته السابلة.
قال طرفة بن العبد منشدا: تباري عتقا ناجيات وأتبعت وظيفا وظيفا فوق مور معبد
وتقول العرب للبعير المذلل بالركوب للحوائج: معبّد. وتسمي العبد عبدا لذلته.
وقد عرف أبو منصور الأزهري العبادة لغة بالحد الحقيقي: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريق معبد: إذا كان مذللا بكثرة الوطء.
• أما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية:
فالعبادة الكونية: هي العبودية العامة لجميع الخلق، فكل الخلق عبيد لله تحت تصرفه لا يخرجون عن ملكه وتدبيره، وحده خالقهم ومالكهم ورازقهم لا يمتنع أحد عنه. وهي المتعلقة بالربوبية.
قال تعالى: "إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا".
أما العبادة الشرعية: فأحسن ما قيل فيها، هو ما عرفه بها ابن تيمية رحمه الله بالحد الرسمي لها: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فمن التعريف نلحظ أنها كل ما شرع للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام، فتخرج منه العبادات الشركية والبدعية حيث لا يحبها الله، ويخرج منها الأمكنة والأزمنة والأشخاص لأنها ليست أقوالا وأفعالا حيث لا توصف بالعبادة، فهي كل ما يتقرب بها إلى المعبود.
وبمقارنة كلا التعريفين للعبادة، نلحظ أن العبادة الكونية هي لجميع الخلائق، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، لا يخرج عن قهر الله شيئا، فقد أقر المشركون بربوبية الله، ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام. بينما العبادة الشرعية فهي الفارقة بين المسلمين والكفار، فهي خاصة بأهل الإخلاص لله والمتابعة لنبيه، الذين عملوا بمقتضى تعريف العبادة الشرعية، محققينها بالمحبة والانقياد والتعظيم لله وحده.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
القلوب في أصل أمرها مفطورة على محبة الله وتوحيده، ولكن أحوالها تختلف باختلاف أحوالها مع الفتن التي تعرض عليها.
وقد ذكر الشيخ أنواعا للقلوب، منها:
أولا: القلب الحي الصحيح:
وهو قلب المؤمن الذي يستمع القول فيتبع أحسنه، قال تعالى: "إن في ذلك لذكرى، لمن كان له قلب".
فالقلوب الحية هي المنيبة الذاكرة الخاشعة المخبتة المتفقهة المهتدية المتعقلة.
ثانيا: القلب المريض:
وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغرا، الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، إن غلب خيره شره كان أقرب للإيمان، ولكنه على خطر، إذ قد يودي به تماديه في الفجور والفسوق إلى موت القلب بالكفر وبالنفاق الأكبر، فالمعاصي بريد الكفر كما قال أهل العلم.
هي التي فيها حياة وموات، يشتد مرضها باشتداد افتتانه بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، وباقي أمراض القلوب.
ثالثا: القلب الميت.
وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبرا، انتفى عنه الإيمان وحبط عمله بما ارتكب من الكفر المخرج من المة.
وهذه القلوب تختلف باختلاف سبب موتها: من الشرك والنفاق والكفر والإلحاد، وما عوقب به من الزيغ والصرف والإغفال والقفل والطبع والختم والشد والرين، فبعض هذه العقوبات أشد من بعض.
** وهذه القلوب تتنوع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع.
وفائدة معرفة أنواع القلوب: هو مما يعين على فقه أعمال القلوب، والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها، فيصنف العبد نوع قلبه على الدوام، تحت أي نوع يندرج قلبي: فيسأل الله الثبات إن كان قلبه حيا، ويستدرك مرض قلبه قبل أن يموت، ويعمل على أن يعيد قلبه إلى الحياة إن مات مستعينا بذلك بالله متوكلا عليه القادر على أن يحييه.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة هي أصل الدين، كما هي أصل أعمال القلوب، لأن الأعمال بالنيات ، والنية محلها القلب، ويمكن تبيان ذلك من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: إن الباعث الذي يحمل العبد على أداء العبادات هو محبة الله، ومحبة ثوابه (الرجاء)، ومحبة النجاة من عذابه (الخوف).
لذلك، فإن الخوف والرجاء مبناهما كذلك على المحبة، فالراجي يطمع فيما يحب من رضا الله محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة، ويخاف من سخط محبوبه. ومثلها سائر العبادات: كالتوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها، منشأها والباعث عليها محبة الله وما يتبعها من محبة رضه وجنته، ومحبة النجاة من عقابه.
الوجه الثاني: ما سميت أعمال العبادة بالعبادة إلا لأنها صادرة عن أعلى درجات المحبة، المقرونة بالتعظيم والانقياد، فكل معبود لا يُحب ولا يُعظم ولا يُنقاد له ليس بمعبود، وكذلك المعظم الذي لا يُحب.
الوجه الثالث: إن شرطي قبول العمل هو: الإخلاص لله وحده، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الإخلاص ثمرته محبة المؤمن الصادقة لربه جل وعلا، وهكذا حال كل القربات التي يتقرب بها العبد لربه الذي يحبه لذاته، وهذه المنزلة لا تكون إلا لله وحده.
وعليه، فإن محبة الله وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله هي أصل الدين، وهي الفارقة بين الإيمان والنفاق.
لذا نجد في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)). فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). ولابن تيمية رسالة: قاعدة في المحبة بيّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة، وأن العبد حارث همّام يسعى ويهمّ فيما يحب، والمحبة منها المحمود ومنها المذموم.

س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
هو – كما ذكره العلماء – خوف التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القل بالمعبود والالتجاء إليه، كخوف عباد القبور والأولياء، وقد جمعوا بذلك أنواعا من الشرك، حيث لا يجوز صرف ذلك إلا لله وحده، منها:
- اعتقادهم اطلاع أولئك الأموات على ما يعملون.
- اعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.
- خوفهم أن يقطعوا عنهم المدد.
- خوفهم أن يتخلوا عن الشفاعة لهم.
وغيرها.
لذلك، تجد بعضهم أنه إذا سمع ذكر أمواتهم بسوء، أو ينهاهم عن الغلو فيهم، يرى عليه آثار الخوف من غضب ذلك الولي بزعمهم.
أما حكمه فهو التحريم، لأنه من الشرك.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 04:38 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الذي بيده قلوب العباد

المجلس الأول

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة أعمال القلوب


س1. لماذا عد علم السلوك لب العلوم وروحها ؟
- خلق الله الإنسان لعبادته وحده، وبلوغ الإحسان في عبادة الله عز وجل هى أعلى مراتب الدين، وعلم السلوك علم غايته بلوغ مرتبة الإحسان في العبادة.
- وقد علم أن المقصود الأعظم من العلوم هو الوصول إلى عبادة الله كما يحب ويرضى، وحصول ذلك لا يكون إلا بتقوى تعمر القلب، ونفس زاكية، وجوارح مستقيمة، وذلك يكون من خلال علم السلوك الذي به اليقين والتبصر، في الدين، وإدراك الحقائق وانكشاف البواطن، وبيان سبيل النجاة من الفتن والابتلاءات.
ولما كان محل نظر الرب هو القلب، فكان الواجب معرفة أدواء القلوب وأمراضها وعللها، والبحث في سبل شفائها وارتقائها وذلك أيضا من خلال علم السلوك الذي صار بذلك لب العلوم وروحها.

س2. ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية؟
- العبودية في لغة العرب الذلة، ويقال طريق معبد أي ذللته الأقدام وطئا.
-والعبادة لغة: الطاعة مع الخضوع والذل للمعبود.
- وهى على نوعين:
- عبادة كونية، قال الله تعالى: ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)، فالخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم خاضعون لله، وتحت قهره وسلطانه، خضعوا لقدره وأمره الكوني طوعا وكرها فهم لا يخرجون عن ملكه.
- وعبادة شرعية: وهى التي وعد الله عليها بالثواب للمؤمن، والعقاب للكافر، قال الله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم* والذين كفروا وكذلوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم).
- وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
وهذا النوع من العبادة لا يكون إلا اختيارا من العبد بعد توفيق الله له، فيخضع لله، منقادا لأمره مسلما لشرعه، وحد تلك العبادة هو كل ما شرع للعبد أن يتعبد به لله في شريعة الإسلام.

س3. اذكر أنواع القلوب وبين فائدة معرفة هذه الأنواع؟
- قلوب العبد على أنواع ثلاثة:
- قلب حي صحيح، وقلب مريض، وقلب ميت.
- فأما القلب الحي : فهو قلب المؤمن الذي ينبض بحب الله وخشيته ورجاءه وخوفه، يسمع الذكر فينتفع به، ويستجيب لأمر الله وشرعه.
قال الله تعالى: (إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب )، وأريد بالقلب هنا القلب الحي الذي تنفعه الذكرى.
- وهذاالقلب يتفاوت وصفه بحسب ما غلب عليه فهو مع كونه حيا صحيحا فهو قلب ذاكر دائم الذكر لله عز وجل، ومنه قلب منيب رجاع لله عز وجل، ومنه قلب خاشع، ومنه قلب مخبت خاضع ذليل لمولاه.

- أما القلب المريض: فهو قلب الفاسق، والمنافق نفاقا أصغر.
- وهذا القلب اختلطت فيه مادتي الخير والشر، أيهما غلب على الآخر صار صاحبه أقرب لما غلب.
- وأما مرضه فهو بسبب شهوة أو شبهة أو تعلق بغير الله، او آفة فيه كالحسد والكبر والغل والبطر.

- أما القلب الميت: فهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر.
- قلب فارقته مادة الخير، واستوطنت فيه مادة الشر فاستشرت في أكنافه فأخرجت صاحبه من الملة.
- وأما أسباب موته فأكبرها الشرك وهو قاطع كل خير، والنفاق، والكفر، والإلحاد، فأخذ ينتقل من ذنب لذنب ومن معصية لأخرى حتى عمته مادة الشر، وطبع عليه فوصل إلى الكفر والشرك.

-وأما فائدة معرفة هذه الأنواع، هى أن يدرك العبد لأي نوع من أنواع القلوب ينتمي قلبه، فإن كان قلبه حيا، حمد الله وسأله الثبات والزيادة في الصلاح، وإن كان قلبه مريضا، بحث عن مرض قلبه وطلب له الدواء وسأل الله الشفاء، وإن كان ميتا فلعل الله يقذف في قلبه نور الهداية فينسلخ من موته ويبعث من جديد، والله على كل شيء قدير، وهو العليم الحكيم.

س4. (المحبة أصل الدين). وضح ذلك.
- أصل الدين وأصل أعمال القلوب محبة الله عز وجل، وذلك على وجوه ثلاثة:
1. أن الحامل على الأعمال الدينية هو محبة الله، ومحبة ثوابه، ومحبة النجاة من عقابه، فالرجاء في ثواب الله عز وجل والخوف من فوات السلامة والخوف من سخط الله مبناهما على المحبة أيضا.
- وكل عمل قلبي كالتوكل والخشية الإنابة والتوبة وغيرهم من أعمال قلبية، إنما تصدر عن محبة الله وما يتبعها من محبة ثوابه والنجاة من عقابه.
2. تسمية الأعمال التعبدية بالعبادة لكونها صادرة عن محبة عظيمة مقرونة بالخضوع والتعظيم والانقياد، وإلا فلا تكون عبادة.
3. أن الإخلاص وما ترتب عليه من أعمال هو ثمرة المحبة الصادقة لله عز وجل، فكل عمل يتقرب به لله ويبتغى به ثوابه ورضاه هو ثمرة تلك المحبة النابعة من قلب المؤمن لمولاه.

- وكل محبة تابعة لمحبة الله عز وجل كمحبة كتابه ومحبة دينه ومحبة رسوله صلى الل عليه وسلم، تعد أصلا للدين وهى علامة يتميز بها المؤمن عن المنافق.

س5. ما هو خوف السر، وما حكمه؟
- خوف السر أو خوف التعبد، هو في حقيقته خوف العبد من اطلاع المعبود على سر عمله، وحقيقة شأنه، وحال قلبه، فيخشى أن يؤاخذ بسوء قصده أو فساد قلبه وتحل عليه العقوبة.

- وهذا المعنى يتجلى باستحضار اسم الله الرقيب، فالمؤمن المتقي يخشى اطلاع الله على سريرته، وسوء قصده أو فساد نيته، فيسارع إلى تطهير نفسه وتزكيتها خوف العقوبة السخط.
- وهذه عبادة من أجل العبادات التي تصرف لله، ولا يفطن إلى لطفها إلا العارفون، ومن الناس من ضل فصرفها لأصحاب القبور والأولياء فأنزلهم منزلة الإله الحق، وهذا شرك أكبر.
نسأل الله العافية.
[خوف السر هو خوف شركي مخرج من الملة, لأن الإنسان يخاف من مخلوق مثله خوفه من الله تعالى, وهذا لكونه اعتقد بأن له تصرف في الكون بشكل ما, أو يملك القدرة على إيقاع الضرر دون الحاجة إلى أسباب, وهذا لا يقدر عليه إلا الله سبحانه, ولعلك تراجعين كلام الشيخ فيه حفظه الله]
والحمد لله رب العالمين
أحسنت نفع الله بك
ب+

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 04:50 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
الإجابة:
المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
لفظ الأبدال ورد ذكره من بعض السلف والمقصود بهم هم العلماء العاملون بما علموا فهم عباد صالحون ويخلف بعضهم بعضا وورد فيهم أحاديث لا تصح، إلا أثر واحد موقوف على علي بن أبي طالب،صححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني، وأعله بعض أهل العلم.وممن استعمل هذا اللفظ: قتادة وابن المبارك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم.
وعن بن تيمية:"والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعانٍ: منها أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أُبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تُحصر بأهل بقعة من الأرض".
والألفاظ: ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والأوتاد فلم يستعملها السلف، وهي من إحداث الصوفية، ورووا فيها أحاديث باطلة لا تصح، وفيها معاني منكرة كلفظ (الغوث) إذا كان يستغاث به فهذا شرك وضلال بعيد، وإن كان المراد اعتقاد أنه سبب لغوث البلاد ودعوة الناس لتعظيمه فهو غلو وتزكية ووسيلة إلى الشرك به.
والله أعلم

س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
حقيقة الهدى والرشاد أنهما راجعان إلى العلم والعمل، فالعلم النافع هو الأصل في الهدى ومن ثم العمل به وهذا هو الرشاد، فطالب العلم يحتاج إلى جانب التعلم الإرادة على العمل بما تعلم.
الهدى هو العلم النافع.
الرشاد هو الإرادة الجازمة للانتفاع بهذا الهدى والعمل به.
والنبي صلى الله عليه وسلم حاز أعلى درجات الهدى والرشاد، قال تعالى: " ما ضل صاحبكم وما غوى "
والآفات التي تعرض للسالكين إذا كانت في معرفة الهدى أورثت ضلالاً وبدعة ومخالفة للسنة.
وإذا كانت في العزيمة أورثت تفريطاً وعجزاً وفتوراً.
إذن ينبغي لنا أن نهتم بتعلم العلم النافع لنرفع به الجهل عن أنفسنا وعن أمتنا ، وأن نكون لنا من الإرادة الصادقة للعمل بما تعلمنا والصبر على سلوك طريق الرشاد.
ويكون لدينا من الإرادة الجازمة والعزيمة الصادقة ما يحملنا على فعل ما يكملنا والصبر عليه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه شداد بن أوس بن ثابت رضي الله عنهما أنه قال له: "يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة، فاكنز هؤلاء الكلمات: اللّهم إني أسألك الثبات في الأمرِ، والعزيمة على الرُّشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرُك لما تعلمُ؛ إنك أنت علامُ الغيوب". والحديث صحح الألباني في السلسلة الصحيحة.
والله أعلم.

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
القلب المريض:
التعريف: هو قلب فيه خير وشر، ونور وظلمة، خلط عملا صالحا وآخر سيئا فإن غلب خيره وإيمانه كان إلى أهل الخير والإيمان أقرب، وهو قلب الفاسق العاصي ومن فيه نفاق أصغر، فإن استمر على مرضه أصبح قلب ميت.
الصفات والأنواع: منها الحاسة والمتكبرة والغافلة والقاسية وغيره، وهي ما بين حياة وموات يشتد مرضها بالشهوات والشبهات وتعلقها بغير الله وشفاؤها في العلم النافع ومعرفة الله عز وجل.
القلب الميت:
التعريف: هو الذي انتفى عنه الإيمان وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر، وهو كله شر وكله ظلمة.
الصفات والأنواع: منها المشركة والمنافقة والكافرة والملحدة وغيره، والله يطبع ويختم على هذه القلوب على حسب درجتها من الموات.
القلب الصحيح:
التعريف: هو القلب الحي قلب المؤمن، وهو القلب الذي يستمع للذكر وينتفع به ويستجيب لله تعالى، قال تعالى: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب "، وهو القلب المستنير بنور الفطرة.
الصفات والأنواع: منها الذاكرة والمنيبة والخاشعة والمخبتة والمهتدية وغيره.
والله أعلم

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.

محبة الله تعالى هي أصل الدين، وهي كذلك أصل أعمال القلوب لأن الأعمال بالنيات، والنية محلها القلب وآثار ودلائل محبة العبد لربه:
- أن تكون أعماله خالصة لله تعالى وكما أمر الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الاستقامة على طاعة الله عز وجل وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
- الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس، فهو يبذل أغلى ما يملك في سبيل الله.
- التواضع للمؤمنين والتذلل لهم والعزة على الكافرين.
- الولاء لله والرسول والمؤمنين والبراء من الشرك وأهله.
- الهجرة إلى الله وذلك بالهجرة الحسية إذا كانت واجبة، والهجرة المعنوية من المعاصي للطاعات، كما جاء في الحديث: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، فتكون الهجرة من الظلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن البدعة إلى السنة، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الإساءة إلى الإحسان.
- ألا يخاف في الله لومة لائمة.
- كثرة ذكر الله في كل وقت حين.

س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء:
هو من الإحسان في العبادة الجمع بينهم، قال صلى الله عليه وسلم: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك"، فلذلك من جمع بين المحبة والخوف والرجاء أحسن في عبادته، وقال مكحول الشامي: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.
وهما الطريق السلامة في الدين، قال ابن القيم رحمه الله - القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان؛ فهو عرضة لكل صائد وكاسر)ا.هـ.
وهي التي تحرك العبد للطاعات وتجنب المنهيات، قال شيخ الإسلام بن تيمية - اعلم أن محركات القلوب إلى الله عزَّ وجلَّ ثلاثة: المحبة والخوف والرجاء.
وأعلاهم مرتبة المحبة لأنها في الدنيا والآخرة، وجمع السلف بينهم ومن أحب الله خاف عذابه ورجا رضاه ومن خاف الله أحبه ورجا رحمته ومن رجا رحمته أحبه وخاف عذابه.
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه الجمع بين هذه العبادات العظيمة؛ فيعبدون الله محبة له كما وصفهم الله بقوله: ﴿والذين آمنوا أشد حباً لله﴾، ويعبدون الله خوفاً من عقابه كما أمرهم الله بقوله: ﴿وخافون إن كنتم مؤمنين﴾، وجعل صفة الرجاء فرقاناً بين المؤمنين والكافرين فقال: ﴿وترجون من الله ما لا يرجون﴾، ورغَّبهم في ثوابه وأمرهم بسؤاله من فضله فقال تعالى:﴿واسألوا الله من فضله﴾.
نسأل الله تعالى من فضله ورحمته وبركاته.
والله أعلم


جزاكم الله خير وسامحوني على التقصير
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 04:55 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
القلوب هي محل نظر الرب، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم).
وإن مقصود علم السلوك هو صلاح القلوب والتي بصلاحها تصلح الجوارح، لذلك عُدّ علم السلوك لب العلوم وروحها، لأن به تحصل تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه ينال اليقين، والتبصر بالدين، وبه تتبين حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتعرف به أمراض القلوب وسبيل شفائها، ومداواة القلوب من عللها وأدوائها.
فالتقوى محلها القلب، وعلم السلوك تحصل به تقوى القلوب التي هي غاية هذا العلم، قال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالها التقوى منكم".
[اختصرت]
س2: ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
أصل معنى العبادة هو الذلة.
فالعرب تسمي الطريق المعبد: بالطريق المذلل، الذي وطئته الأقدام وذللته السابلة.
قال طرفة بن العبد منشدا: تباري عتقا ناجيات وأتبعت وظيفا وظيفا فوق مور معبد
وتقول العرب للبعير المذلل بالركوب للحوائج: معبّد. وتسمي العبد عبدا لذلته.
وقد عرف أبو منصور الأزهري العبادة لغة بالحد الحقيقي: الطاعة مع الخضوع، ويقال طريق معبد: إذا كان مذللا بكثرة الوطء.
• أما الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية:
فالعبادة الكونية: هي العبودية العامة لجميع الخلق، فكل الخلق عبيد لله تحت تصرفه لا يخرجون عن ملكه وتدبيره، وحده خالقهم ومالكهم ورازقهم لا يمتنع أحد عنه. وهي المتعلقة بالربوبية.
قال تعالى: "إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا".
أما العبادة الشرعية: فأحسن ما قيل فيها، هو ما عرفه بها ابن تيمية رحمه الله بالحد الرسمي لها: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فمن التعريف نلحظ أنها كل ما شرع للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام، فتخرج منه العبادات الشركية والبدعية حيث لا يحبها الله، ويخرج منها الأمكنة والأزمنة والأشخاص لأنها ليست أقوالا وأفعالا حيث لا توصف بالعبادة، فهي كل ما يتقرب بها إلى المعبود.
وبمقارنة كلا التعريفين للعبادة، نلحظ أن العبادة الكونية هي لجميع الخلائق، مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، لا يخرج عن قهر الله شيئا، فقد أقر المشركون بربوبية الله، ومع ذلك لم يدخلهم ذلك في الإسلام. بينما العبادة الشرعية فهي الفارقة بين المسلمين والكفار، فهي خاصة بأهل الإخلاص لله والمتابعة لنبيه، الذين عملوا بمقتضى تعريف العبادة الشرعية، محققينها بالمحبة والانقياد والتعظيم لله وحده.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
القلوب في أصل أمرها مفطورة على محبة الله وتوحيده، ولكن أحوالها تختلف باختلاف أحوالها مع الفتن التي تعرض عليها.
وقد ذكر الشيخ أنواعا للقلوب، منها:
أولا: القلب الحي الصحيح:
وهو قلب المؤمن الذي يستمع القول فيتبع أحسنه، قال تعالى: "إن في ذلك لذكرى، لمن كان له قلب".
فالقلوب الحية هي المنيبة الذاكرة الخاشعة المخبتة المتفقهة المهتدية المتعقلة.
ثانيا: القلب المريض:
وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغرا، الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، إن غلب خيره شره كان أقرب للإيمان، ولكنه على خطر، إذ قد يودي به تماديه في الفجور والفسوق إلى موت القلب بالكفر وبالنفاق الأكبر، فالمعاصي بريد الكفر كما قال أهل العلم.
هي التي فيها حياة وموات، يشتد مرضها باشتداد افتتانه بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، وباقي أمراض القلوب.
ثالثا: القلب الميت.
وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبرا، انتفى عنه الإيمان وحبط عمله بما ارتكب من الكفر المخرج من المة.
وهذه القلوب تختلف باختلاف سبب موتها: من الشرك والنفاق والكفر والإلحاد، وما عوقب به من الزيغ والصرف والإغفال والقفل والطبع والختم والشد والرين، فبعض هذه العقوبات أشد من بعض.
** وهذه القلوب تتنوع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع.
وفائدة معرفة أنواع القلوب: هو مما يعين على فقه أعمال القلوب، والبصيرة بالمخارج منها، والشفاء من أمراضها، والسلامة من تقلبها وأخطارها، فيصنف العبد نوع قلبه على الدوام، تحت أي نوع يندرج قلبي: فيسأل الله الثبات إن كان قلبه حيا، ويستدرك مرض قلبه قبل أن يموت، ويعمل على أن يعيد قلبه إلى الحياة إن مات مستعينا بذلك بالله متوكلا عليه القادر على أن يحييه.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة هي أصل الدين، كما هي أصل أعمال القلوب، لأن الأعمال بالنيات ، والنية محلها القلب، ويمكن تبيان ذلك من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: إن الباعث الذي يحمل العبد على أداء العبادات هو محبة الله، ومحبة ثوابه (الرجاء)، ومحبة النجاة من عذابه (الخوف).
لذلك، فإن الخوف والرجاء مبناهما كذلك على المحبة، فالراجي يطمع فيما يحب من رضا الله محبوبه وثوابه، والخائف يخاف على ما يحب من السلامة، ويخاف من سخط محبوبه. ومثلها سائر العبادات: كالتوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها، منشأها والباعث عليها محبة الله وما يتبعها من محبة رضه وجنته، ومحبة النجاة من عقابه.
الوجه الثاني: ما سميت أعمال العبادة بالعبادة إلا لأنها صادرة عن أعلى درجات المحبة، المقرونة بالتعظيم والانقياد، فكل معبود لا يُحب ولا يُعظم ولا يُنقاد له ليس بمعبود، وكذلك المعظم الذي لا يُحب.
الوجه الثالث: إن شرطي قبول العمل هو: الإخلاص لله وحده، والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الإخلاص ثمرته محبة المؤمن الصادقة لربه جل وعلا، وهكذا حال كل القربات التي يتقرب بها العبد لربه الذي يحبه لذاته، وهذه المنزلة لا تكون إلا لله وحده.
وعليه، فإن محبة الله وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله هي أصل الدين، وهي الفارقة بين الإيمان والنفاق.
لذا نجد في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)). فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). ولابن تيمية رسالة: قاعدة في المحبة بيّن فيها أن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن المحبة، وأن العبد حارث همّام يسعى ويهمّ فيما يحب، والمحبة منها المحمود ومنها المذموم.

س5: ما هو خوف السر؟ وما هو حكمه.
هو – كما ذكره العلماء – خوف التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القل بالمعبود والالتجاء إليه، كخوف عباد القبور والأولياء، وقد جمعوا بذلك أنواعا من الشرك، حيث لا يجوز صرف ذلك إلا لله وحده، منها:
- اعتقادهم اطلاع أولئك الأموات على ما يعملون.
- اعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.
- خوفهم أن يقطعوا عنهم المدد.
- خوفهم أن يتخلوا عن الشفاعة لهم.
وغيرها.
لذلك، تجد بعضهم أنه إذا سمع ذكر أمواتهم بسوء، أو ينهاهم عن الغلو فيهم، يرى عليه آثار الخوف من غضب ذلك الولي بزعمهم.
أما حكمه فهو التحريم، لأنه من الشرك.
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25 شوال 1443هـ/26-05-2022م, 10:18 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

لما كانت غاية علم السلوك الوصول للإحسان في العبادة، باتباع الصراط المستقيم، الذي هو الهدى و و كانت فروعه مختصة بأعمال القلوب و أدوائها و النفس و ما يعترض الإنسان من عوارض في الطريق و عقبات ، ليصل الى مقصوده و هو توحيد الله ، و كان ذلك هو مقصود كل العلوم الشرعية، كان علم السلوك لب العلوم و روحها.
فالعلم النافع هو الذي يزداد به العبد إيمانًا،و يقينًا، و تبصرة و ذكرى، و زيادة الإيمان تشمل الأعمال و الأقوال القلبية و أعمال الجوارح تبعًا لما يقوم في القلب، و هذا مدار علم السلوك و مقصوده؛ الوصول لتقوى القلوب، وو زكاة النفوس، و العمل تبعًا بطاعة الله، و هذا عليه مدار القبول و الحرمان و الثواب و العقاب.
فالله لا يقبل دعاء عن قلب غافل، و قال تعالى :((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، فالأعمال الباطنة هي الميزان في قبول الأعمال، و القلب إذا صلح صلح الجسد كله، و هذا مقصد علم اللسوك؛ صلاح القلب و الجوارح،(ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
العبادة لغة: من عبد أي ذلل ، طريق معبد؛ أي مذلل، وهي الطاعة مع الخضوع. ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء.
اصطلاحًا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
العبادة الكونية:عبادة متعلقة بالربوبية؛ الخلق و الملك و التدبير للخلق، و هي عامة لجميع الخلق لا يخرج منهم أحد عنها، مؤمن و كافر،فليس من منكر لها، أقر بها المشركون، لكن لم يكن هذا الإقرار عندهم موجب لعبادة الله، بل عرجوا لعبادة الأصنام،و لم يتقوا الله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.
.الدليل على العبادة الكونية: قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾.
العبادة الشرعية: عبادة متعلقة بالألوهية، هي عبادة أهل الإيمان، و الطاعة، يتعبدون الله بما يحب و يرضى، و يحذرون مما نهى عنه، هي الفارقة بين المسلمين والكفار، وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا واتّباع شرعه بامتثال أمره واجتناب نهيه.
و قد ألحد في العبادة الشرعية في الإخلاص: من أعرض عن هدي الله و عن توحيده، و هم الشركون.
و من ألحد في الاتباع كان من أهل الضلال والبدع، فكان ممن عبدوا الله بما لم يأمر الله و بما لا يحب و يرضى.
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
أنواع القلوب:
1- القلب الحي الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ القلب الذي يستمع الذكر و ينتفع و يهتدي للحق و يقبله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) ، و قال تعالى( لينذر من كان حياً)، في الآية الأولى المراد القلب الحي، و الآية الثانية المراد من كان حيًا القلب.
و للقلب الحي أنواع: قلب ذاكر،قلب منيب، و قلب خاشع، و قلب، مخبت، و هذه القلبو؛ تعقل و تهدي و تفقه.
2- القلب المريض، قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، قلب اجتمع فيه الخير و الشر، إرادة و عمل، فكان عمله مشوبًا بالشر و السوء، و بعلو أحدهما يكون عمله، إن غلب الخير الشر استقام، و إن غلب الشر ارتكب المعاصي، فكان مترددًأ بين عمل خير يثاب عله و عمل سوء يعاقب به.
يزداد المرض بالقلب باتباع الشهوات و الشبهات، و بتسلط الشيطان و النفس الأمارة بالسوء، بالغفلة، بالتعلق بغير الله، و كلما تعهد العبد قلبه و طهره بالتزكية من هذه الأمور، كلما علا الخير فيه و استقام القلب على الهدى.
3- القلب الميت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، قلب خلا من الإيمان؛ اعتقادًا و تصديقًا و عملًأ، و لأن مدار قبول الأعمال القلوب كان عمله الذي ظاهره االصلاح هباءًا نثورًا، و كان خالدًا في النهار بكفره..
و من أسباب موت القلوب: الشرك، النفاق، الكفر، الإلحاد، و عوقب به جزاء إعراضه و عناده، من طبع، و ران و ختم، و قفل .
متى علمنا أنواع القلوب، و خيرها و شرها، كان ذلك بابًا لمراقبة العبد قلبه و تعهده بما يصلحه من أسباب ، فيزكيه و يطهره من كل مرض و شر، باستغفار و توبة ،و ذكر و طاعات و قرب إلى الله ، بقراءة سير الصالحين، بنظر حال القلب في كل حال، لينجو من العقاب.
س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة أصل الدين ومبناه و يظهر ذلك من خلال الآتي:
* قيام العبد بالأعمال الصالحة، و العبادات دافعها المحبة؛ محبة الله تعالى، محبة ثوابه، محبة النجاة من عقابه، فالمحب لمن يحب مطيع.
و هذه المحبة سبب للخوف في قلب العبد، فالمحب يخاف من غضب محبوبه و يخشاه، و يرجو رضاه و كل الأععمال القلبية لله منشاؤها محبة الله تعالى، من توكل و خشية وإنابة وتوبة ، بنظر القلب إلى ذات الله و أفعاله و إلى محاسبة الله له؛ ثوابه و عقابه.
*العبد يقبل على الله في عبادته بجناحي المحبة و التعظيم، محبة العبد لربه أعلى درجات المحبة و أعظمها، و هي محبة مقرونة بتعظيم، فالمحب الذي لا يعظم لا يذل و لا ينقاد لا يكون معبودًا ، و كذلك المعظم الذي لا يحب لا يكون معبودًا لله.
* الإخلاص شرط لقبول الأعمال، لا يكون إلا عن المحبة الصادقة لله وحده، فهو يرجو رضا الله وحده، و يعظم الله وحده، و لا يصرف محبته هذه التي قرنت بالمحبة و التعظيم إلا لله وحده.
المحبة لله أصل لأعمال القلوب، بها تخلص النية لله، و تصفو من كل شرك، و محبة الله أصل لمحبة رسوله و كتابه و شرعه و القيام بكل أعباء الدين من أوامر و نواهي و أحكام و حدود.
قال تعالى في آية الإمتحان (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، فمحبة الله الخالصة دليلها الاتباع الذي يلزم منه محبة الله للعبد.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.
خوف السر: يردا به خوف التعبد، أي التعبد المقرون بالخوف و الذل و الرهبة و الخشية من الإصابة بضرر ممن يقدر على ذلك، و يترتب على هذا الخوف تعلق و إنابة و خشية و توكل ،لذا فإن هذا الخوف لا يصرف و لا يكون إلا لله، فهو القادر على كل شيء، قال تعالى(﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُون﴾ ، و لأن كل ما ذكرنا من أعمال قلبية لا تصرف إلا لله ، و إن صرف خوف السر و ما يترتب عليه لغير الله، كان ذلك شركًا أكبر بالله.
كالصوفية ممن يدعون أصحاب القبور، و يظنون في الولي ميتًا كان أو حيًا قدرته على الإضرار و العقوبة و السخط، فيسارعون لطلب رضاهم و التذلل لهم، خشية أن يؤذوهم، فيعتقدون فيهم ما ليس إلا لله، من النفع و الضر، و يعتقدون أن الميت منهم ينفع و يضر.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 3 ذو القعدة 1443هـ/2-06-2022م, 11:00 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

لما كانت غاية علم السلوك الوصول للإحسان في العبادة، باتباع الصراط المستقيم، الذي هو الهدى و و كانت فروعه مختصة بأعمال القلوب و أدوائها و النفس و ما يعترض الإنسان من عوارض في الطريق و عقبات ، ليصل الى مقصوده و هو توحيد الله ، و كان ذلك هو مقصود كل العلوم الشرعية، كان علم السلوك لب العلوم و روحها.
فالعلم النافع هو الذي يزداد به العبد إيمانًا،و يقينًا، و تبصرة و ذكرى، و زيادة الإيمان تشمل الأعمال و الأقوال القلبية و أعمال الجوارح تبعًا لما يقوم في القلب، و هذا مدار علم السلوك و مقصوده؛ الوصول لتقوى القلوب، وو زكاة النفوس، و العمل تبعًا بطاعة الله، و هذا عليه مدار القبول و الحرمان و الثواب و العقاب.
فالله لا يقبل دعاء عن قلب غافل، و قال تعالى :((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، فالأعمال الباطنة هي الميزان في قبول الأعمال، و القلب إذا صلح صلح الجسد كله، و هذا مقصد علم اللسوك؛ صلاح القلب و الجوارح،(ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
العبادة لغة: من عبد أي ذلل ، طريق معبد؛ أي مذلل، وهي الطاعة مع الخضوع. ويقال طريقٌ مُعَبَّدٌ إذا كان مذلَّلا بكثرة الوطء.
اصطلاحًا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
العبادة الكونية:عبادة متعلقة بالربوبية؛ الخلق و الملك و التدبير للخلق، و هي عامة لجميع الخلق لا يخرج منهم أحد عنها، مؤمن و كافر،فليس من منكر لها، أقر بها المشركون، لكن لم يكن هذا الإقرار عندهم موجب لعبادة الله، بل عرجوا لعبادة الأصنام،و لم يتقوا الله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾.
.الدليل على العبادة الكونية: قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾.
العبادة الشرعية: عبادة متعلقة بالألوهية، هي عبادة أهل الإيمان، و الطاعة، يتعبدون الله بما يحب و يرضى، و يحذرون مما نهى عنه، هي الفارقة بين المسلمين والكفار، وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا واتّباع شرعه بامتثال أمره واجتناب نهيه.
و قد ألحد في العبادة الشرعية في الإخلاص: من أعرض عن هدي الله و عن توحيده، و هم الشركون.
و من ألحد في الاتباع كان من أهل الضلال والبدع، فكان ممن عبدوا الله بما لم يأمر الله و بما لا يحب و يرضى.
س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
أنواع القلوب:
1- القلب الحي الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ القلب الذي يستمع الذكر و ينتفع و يهتدي للحق و يقبله، قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) ، و قال تعالى( لينذر من كان حياً)، في الآية الأولى المراد القلب الحي، و الآية الثانية المراد من كان حيًا القلب.
و للقلب الحي أنواع: قلب ذاكر،قلب منيب، و قلب خاشع، و قلب، مخبت، و هذه القلبو؛ تعقل و تهدي و تفقه.
2- القلب المريض، قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، قلب اجتمع فيه الخير و الشر، إرادة و عمل، فكان عمله مشوبًا بالشر و السوء، و بعلو أحدهما يكون عمله، إن غلب الخير الشر استقام، و إن غلب الشر ارتكب المعاصي، فكان مترددًأ بين عمل خير يثاب عله و عمل سوء يعاقب به.
يزداد المرض بالقلب باتباع الشهوات و الشبهات، و بتسلط الشيطان و النفس الأمارة بالسوء، بالغفلة، بالتعلق بغير الله، و كلما تعهد العبد قلبه و طهره بالتزكية من هذه الأمور، كلما علا الخير فيه و استقام القلب على الهدى.
3- القلب الميت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، قلب خلا من الإيمان؛ اعتقادًا و تصديقًا و عملًأ، و لأن مدار قبول الأعمال القلوب كان عمله الذي ظاهره االصلاح هباءًا نثورًا، و كان خالدًا في النهار بكفره..
و من أسباب موت القلوب: الشرك، النفاق، الكفر، الإلحاد، و عوقب به جزاء إعراضه و عناده، من طبع، و ران و ختم، و قفل .
متى علمنا أنواع القلوب، و خيرها و شرها، كان ذلك بابًا لمراقبة العبد قلبه و تعهده بما يصلحه من أسباب ، فيزكيه و يطهره من كل مرض و شر، باستغفار و توبة ،و ذكر و طاعات و قرب إلى الله ، بقراءة سير الصالحين، بنظر حال القلب في كل حال، لينجو من العقاب.
س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
المحبة أصل الدين ومبناه و يظهر ذلك من خلال الآتي:
* قيام العبد بالأعمال الصالحة، و العبادات دافعها المحبة؛ محبة الله تعالى، محبة ثوابه، محبة النجاة من عقابه، فالمحب لمن يحب مطيع.
و هذه المحبة سبب للخوف في قلب العبد، فالمحب يخاف من غضب محبوبه و يخشاه، و يرجو رضاه و كل الأععمال القلبية لله منشاؤها محبة الله تعالى، من توكل و خشية وإنابة وتوبة ، بنظر القلب إلى ذات الله و أفعاله و إلى محاسبة الله له؛ ثوابه و عقابه.
*العبد يقبل على الله في عبادته بجناحي المحبة و التعظيم، محبة العبد لربه أعلى درجات المحبة و أعظمها، و هي محبة مقرونة بتعظيم، فالمحب الذي لا يعظم لا يذل و لا ينقاد لا يكون معبودًا ، و كذلك المعظم الذي لا يحب لا يكون معبودًا لله.
* الإخلاص شرط لقبول الأعمال، لا يكون إلا عن المحبة الصادقة لله وحده، فهو يرجو رضا الله وحده، و يعظم الله وحده، و لا يصرف محبته هذه التي قرنت بالمحبة و التعظيم إلا لله وحده.
المحبة لله أصل لأعمال القلوب، بها تخلص النية لله، و تصفو من كل شرك، و محبة الله أصل لمحبة رسوله و كتابه و شرعه و القيام بكل أعباء الدين من أوامر و نواهي و أحكام و حدود.
قال تعالى في آية الإمتحان (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، فمحبة الله الخالصة دليلها الاتباع الذي يلزم منه محبة الله للعبد.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.
خوف السر: يردا به خوف التعبد، أي التعبد المقرون بالخوف و الذل و الرهبة و الخشية من الإصابة بضرر ممن يقدر على ذلك، و يترتب على هذا الخوف تعلق و إنابة و خشية و توكل ،لذا فإن هذا الخوف لا يصرف و لا يكون إلا لله، فهو القادر على كل شيء، قال تعالى(﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُون﴾ ، و لأن كل ما ذكرنا من أعمال قلبية لا تصرف إلا لله ، و إن صرف خوف السر و ما يترتب عليه لغير الله، كان ذلك شركًا أكبر بالله.
كالصوفية ممن يدعون أصحاب القبور، و يظنون في الولي ميتًا كان أو حيًا قدرته على الإضرار و العقوبة و السخط، فيسارعون لطلب رضاهم و التذلل لهم، خشية أن يؤذوهم، فيعتقدون فيهم ما ليس إلا لله، من النفع و الضر، و يعتقدون أن الميت منهم ينفع و يضر.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 26 ذو القعدة 1443هـ/25-06-2022م, 06:34 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
يعد علم السلوك لبّ العلوم وروحها لأسباب عديدة ؛ وذلك لجلالة قدره وعظيم نفعه ، فعلم السلوك هو مقصد كل علم و كل من يصل إليه فقد وُفق و هُدي -بإذن الله- كيف لا و هو السبيل إلى تقوى قلوب العباد و زكاة نفوسهم التي تثمر استقامة جوارحهم ، وهذا مطلب كل عبد مؤمن لينال اليقين و يتبصّر في دينه فيعبد الله على بصيرة فيتقرب مما يطهر قلبه ويرفع شأنه ، و يبتعد ويحذر مما يمرض قلبه و يفتنه . فلذلك علم السلوك هو لبّ العلوم و روحها ؛ لأن مقصده إصلاح قلب المؤمن الذي هو أساس صلاح الجوارح ، كما قال -عليه الصلاة والسلام- :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " .



س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
تعريف العبادة لغة : الطاعة مع الخضوع و يُقال طريق معبّد إذا كان مذللاً بكثرة الوطء . وهو قول أبو منصور الأزهري .
و الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية ، كالتالي :
-العبودية الكونية : هي عبادة عامة لجميع الخلق في الأرض والسماء ، فلا ربّ ولا مالك ولا خالق لمن في السماء والأرض إلا هو -سبحانه- ، دل عليها قوله -تعالى- :"إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا " [مريم:93] .
-العبودية الشرعية : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . و هو تعريف ابن تيمية الذي يعدّ من أحسن تعريفات العبادة الشرعية ، فالعبادة الشرعية هي ما شرعه الله لعباده من شرائع يتعبدونه بها -سبحانه- .


س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
إن أصل قلوب العباد أن تكون سليمة على الفطرة التي فطرهم الله عليها ، و لكن قد يتقلب حال القلوب فتمرض أوتموت حسب ما يطرأ عليها من مفسدات ، وقد تعود إلى فطرتها مرة أخرى برحمة الله وتوفيقه .
وبذلك يتبين أن القلوب أنواع ، وهي كالتالي :
1- القلب الحي الصحيح ، وهو قلب المؤمن المستمع للذكر المنتفع به المنقاد إلى ربه ، وهو المراد في قوله -تعالى- :" إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ " [ق:37] .
والقلوب الحية الصحيحة تتنوع حسب ما يغلب عليها من أوصاف فتجدها إما ذاكرة ، منيبة ، خاشعة ، مخبتة ، تعقل و تهتدي بما يلج إليها من ذكر.
2- القلب المريض ، هو قلب الفاسق و المنافق نفاقاً أصغر فتجد قلبه يحمل الخير والشر ، فإذا زاد الخير في قلبه فهو خير له وإذا زاد الشر في قلبه فهو شر له و عاقبته وخيمة و هي موت قلبه .
و القلوب المريضة حسب شدة مرضها تكون نوعين ، فتكون إما فيها حياة لرجحان كفة الخير فيها و إما فيها موات لرجحان كفة الشر فيها و تعدد أسباب الافتتان بالشهوات والشبهات .
3- القلب الميت ، وهو أسوأ القلوب و هو قلب الكفار والمنافقين نفاقاً أكبر فهو قلب كل خارج عن ملة الإسلام .
و القلوب الميتة تتنوع حسب سبب موتها ، فهناك قلوب سبب موتها الشرك و هو أعظم الأسباب ، و قلوب ماتت بسبب الكفر والإلحاد ، و تختلف القلوب الميتة بحسب ما يحل عليها من عقوبات وتتدرج شدتها ، فتجد بعض القلوب تُعاقب بالزيغ و الصرف ، الطبع و الختم ، الإغفال و القفل . و يدل على ذلك قول مجاهد :" الرين أيسرمن الطبع ، والطبع أيسر من الإقفال ، والإقفال أشد من ذلك " .
وفائدة معرفة أنواع القلوب أن يتبصر المسلم السبيل الموصل إلى القلب الحي الصحيح فيعمل بما يجعله حاملاً له مدركاً لعلامات حياة القلب فيجتهد في التحلي بها ، ويثابر في بقاء قلبه مستنيراً بهدى الله . كذلك ليعلم السبيل الموصل لمرض وموت القلوب فيجتنبه ويحذر منه ، فإذا علم ما يمرض القلب سارع إلى معالجة قلبه وتطهيره حتى لا يقع في ظلمات توصله إلى موت قلبه و فساد جوارحه .


س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
بيان أن المحبة أصل الدين يتمثل في عدة أمور :
-أن ما يحمل كل عبد على العمل هو محبة الله ، فيحب أن يثيبه الله الثواب الحسن ويحب أن ينجيه من العقاب الأليم .
فكل الأعمال الصادرة من العبد من توكل وخوف و رجاء و توبة و غيرها الأصل فيها محبة الله و ما يتبعها من محبة الثواب و النجاة من العذاب .
-أعلى درجات المحبة هي المحبة المقرونة بالتعظيم و الذل و الانقياد ، فالعبد المسلم يقوم بأعمال العبادة معظماً متذللاً لله -تعالى- .
-كما أن العبد المسلم يقوم بكل عباداته مخلصاً لله -تعالى- يبتغي وجه الله -وحده- ، فالذي يحمل العبد على ذلك إنما هو محبته العظيمة الخالصة لله -سبحانه- .
و بذلك يتبين أن محبة الله و ما يتبعها من محبة كتابه و نبيه -عليه الصلاة والسلام- هي أصل الدين و هي التي تفرق بين الإيمان و النفاق .


س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.
خوف السر كما ذكر بعض العلماء يُقصد به : خوف التعبد الذي يكون فيه رهبة وخشية وتعلق بالمعبود ، لكن تُصرف لغير الله .
كما يفعل عباد القبور والأولياء ، فمعتقد عباد القبور أن الأموات من الأولياء يعلمون ما يفعلون و لديهم القدرة على إنزال العقوبة عليهم و إذا ذكر أحدهم الأولياء بسوء يخافون من غضبهم عليهم .
فيكون بذلك حكم خوف السر شرك مخرج من الملة ؛ لأن فيه صرف عبادات عظيمة من رهبة وخشية وتوكل لغير الله -تعالى- . و الأصل أن هذه عبادات خاصة لله -تعالى- تُصرف له وحده -سبحانه- .




-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 ذو القعدة 1443هـ/27-06-2022م, 02:33 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

مجلس المذاكرة الاول
القسم الاول من دورة أعمال القلوب


المجموعة الأولى:

س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

يٌعد علم السلوك لب علوم الشريعة وروحها إذ هو مقصودها الأعظم، وميزانها الأقوم، وعليه مدار القبول والحرمان، والتوفيق والخذلان، والهداية والضلال.
وقد دلّت النصوص من الكتاب والسنّة على جلالة شأنه، وعظيم قدره؛ فهو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه يُنال اليقين، والتبصّر في الدين، وبه تتبيّن حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتُعرف به أمراض القلوب التي بصلاحها تصلح الأعمال، ويصلح سائر الجسد، وبفسادها تفسد الأعمال، ويفسد سائر الجسد. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)) وأشار بأصابعه إلى صدره)، فالتقوى محلها القلب وأثرها على الجوارح ظاهر، وتحقيق صلاح القلب والجوارح هو مقصود علم السلوك، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).

س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟

العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع كما ذكر ذلك أبو منصور الأزهري وقال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة... تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة "معبَّدًا"، وأنشد الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى.....ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
مهطع أي: مسرع في طاعتي في ذل وخشوع، كما قاله ثعلب وغيره. والمعنى أنه تعبَّده أي جعله كالعبد الذليل المطيع ، بعدما كان له نمر مطيعاً مهطعاً.

والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.

فالعبادة الكونية عامة لجميع الخلق حيث أن الله سبحانه وتعالى مالك الخلق جميعا ولا يخرج شئ عن ملكه وتدبيره سواء في ذلك من أقر به أو انكره كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾، وقال: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾

وأما العبادة الشرعية: فلها تعريفات ذكرها بعض أهل العلم ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية) حيث قال رحمه الله تعالى: (العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة).فهذا تعريف العبادة الشرعية باعتبار ما يشمله اسمها، وهو ما شُرِعَ للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام. وقوله: (لكل ما يحبّه الله ويرضاه) قيد يُخرج العبادات الشركية والبدعية. وقوله: (من الأعمال والأقوال) قيد يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة، لأن العبادة إنما تتعلق بما يُتعبَّدُ به مما يصدر عن العبد من قول وعمل.وهذه الأعمال والأقوال إنما يعرف كونها عبادة بأمور:
الأمر الأول: أن يرد في النص تسميتها عبادة، وما سمّي عبادة فهو مما يحب ربُّنا أن يُعبَد به.
الأمر الثاني: أن يدل الدليل على محبة الله تعالى لقول وعمل إما بترتيب الثواب عليه، أو العقاب على تركه، أو بمدح فاعله وذم تاركه أو غير ذلك؛ فما يحبه الله ويرضاه فهو عبادة.
الأمر الثالث: أن يدل الدليل على أن الله أمر به؛ فَأَمْرُ الله به دليل على محبته أن يُعبَد به؛ فيكون بذلك عبادة.
وتكون العبادة بالقلب واللسان والجوارح:
فعبادة القلب جامعة لأمرين:
1: الاعتقاد وهو التصديق واليقين.
2: وعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغير ذلك من أعمال القلوب.
وعبادة اللسان هي بقول ما يحبه الله من الذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأقوال التي يحبها الله.
وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.
ولصحة العبادة شرطان:
أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا.
والآخر: أن تكون على ما شرع الله عز وجل بما بينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.

أنواع القلوب:
1- القلب الحيّ، وهو قلب المؤمن؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله تعالى: كما قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ). رواه ابن جرير، وقال تعالى: {لينذر من كان حياً} قال قتادة أيضاً: (حيّ القلب حيّ البصر). رواه ابن جرير.

2- القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وفيه مادّة خير ومادّة شرّ، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب خيره وإيمانه كان إلى أهل الخير والإيمان أقرب، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به الفجور إلى موت القلب وإظلامه ببعض أعمال الكفر والنفاق الأكبر، ولذلك قال أهل العلم: المعاصي بريد الكفر.

3- القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

وفائدة معرفة هذه الأنواع تتبين في أمور:
الأول: أن موت القلوب وحياتها و مرضها وشفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وموتها ومرضها وشفائها.

الثاني: إنّ القلوب الحية والمريضة والميتة تتنوّع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع. فالقلوب الحية: ذاكرة، ومنيبة، وخاشعة، ومخبتة، وتفقه، وتعقل، وتهتدي. والقلوب المريضة: فيها حياة وفيها موات، ويشتدّ مرضها باشتداد أسبابه من الافتتان بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، والتعلق بغير الله، والغلّ والحسد، والكِبر والبَطَر، والغفلة والقسوة. والقلوب الميّتة تختلف باختلاف أسباب موتها من الشرك، والنفاق، والكفر، والإلحاد، وبما تُعاقب به من الزيغ والصرف، والإغفال والقفل، والطبع والختم، والشدّ والرين، وهذه العقوبات بعضها أشدّ من بعض كما قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدا يقول: (الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك). رواه البيهقي في شعب الإيمان.

الثالث : أن القلوب تكون في أصل أمرها على الفطرة ثمّ تُعرض عليها الفتن فتختلف باختلاف أحوالها مع تلك الفتن كما قال حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيّ قلب أُشربها نُكتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرَها نكتَ فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادّا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أُشرب من هواه» رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.

محبة الله عز وجل هي أصل الدين ؛ وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه؛ ولذلك فإن الخوف والرجاء مبناهما على المحبة أيضاً؛وكذلك التوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.

الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد ولذلك فإن المحبوب الذي لا يُعَظَّم ولا يُذَلُّ له ولا يُنقادُ لأمره ليس بمعبود، وكذلك المعظَّم الذي لا يُحَبّ.

الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له جل وعلا، وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه جل وعلا؛ فكل أعمال العبد التي يتقرب بها إلى الله عز وجل وحده لا يشرك معه فيها أحداً إنما الحامل عليها هو هذه المحبة العظيمة الخالصة لله جل وعلا؛ فالله تعالى هو المحبوب لذاته في قلب المؤمن، وهذه المنزلة لا تنبغي إلا لله تعالى.

فمحبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). وهذا مما يبين عظم شأن المحبة وجلالة قدرها؛ فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين، فهو وإن لم تُرفع عنه عقوبة الجلد، بل عوقب على معصيته إلا أن محبَّته لله ورسوله قد نجَّته من النفاق.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه

المقصود ب (خوف السر) خوف التعبد، كما يذكره بعض العلماء ومثٌلوا له بخوف عباد القبور والأولياء، وهؤلاء العباد جمعوا أنواعاً من الشرك منها اعتقادهم أن أولئك الأموات يطلعون على ما يعملون، واعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.

وحكم خوف السر أنه عبادة من أجَلّ العبادات و صرفه لغير الله تعالى شرك أكبر وذلك لأن فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه، وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 17 ذو الحجة 1443هـ/16-07-2022م, 01:01 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
مجلس المذاكرة الاول
القسم الاول من دورة أعمال القلوب


المجموعة الأولى:

س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟

يٌعد علم السلوك لب علوم الشريعة وروحها إذ هو مقصودها الأعظم، وميزانها الأقوم، وعليه مدار القبول والحرمان، والتوفيق والخذلان، والهداية والضلال.
وقد دلّت النصوص من الكتاب والسنّة على جلالة شأنه، وعظيم قدره؛ فهو العلم الذي تحصل به تقوى القلوب، وزكاة النفوس، واستقامة الجوارح، وبه يُنال اليقين، والتبصّر في الدين، وبه تتبيّن حقائق الفتن، وسنن الابتلاء، وتُعرف به أمراض القلوب التي بصلاحها تصلح الأعمال، ويصلح سائر الجسد، وبفسادها تفسد الأعمال، ويفسد سائر الجسد. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)) وأشار بأصابعه إلى صدره)، فالتقوى محلها القلب وأثرها على الجوارح ظاهر، وتحقيق صلاح القلب والجوارح هو مقصود علم السلوك، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).

س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟

العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع كما ذكر ذلك أبو منصور الأزهري وقال ابن جرير رحمه الله: (العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة... تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة "معبَّدًا"، وأنشد الخليل في العين لمن لم يسمّه:
تَعبَّدَني نِمْرُ بن سعدٍ وقد أُرى.....ونمر بن سعدٍ لي مطيع ومُهْطعُ
مهطع أي: مسرع في طاعتي في ذل وخشوع، كما قاله ثعلب وغيره. والمعنى أنه تعبَّده أي جعله كالعبد الذليل المطيع ، بعدما كان له نمر مطيعاً مهطعاً.

والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: وعبادة شرعية.

فالعبادة الكونية عامة لجميع الخلق حيث أن الله سبحانه وتعالى مالك الخلق جميعا ولا يخرج شئ عن ملكه وتدبيره سواء في ذلك من أقر به أو انكره كما قال الله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾، وقال: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾

وأما العبادة الشرعية: فلها تعريفات ذكرها بعض أهل العلم ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية) حيث قال رحمه الله تعالى: (العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة).فهذا تعريف العبادة الشرعية باعتبار ما يشمله اسمها، وهو ما شُرِعَ للعبد أن يتعبد به في شريعة الإسلام. وقوله: (لكل ما يحبّه الله ويرضاه) قيد يُخرج العبادات الشركية والبدعية. وقوله: (من الأعمال والأقوال) قيد يُخرج الأشخاصَ والأمكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بأنها عبادة، لأن العبادة إنما تتعلق بما يُتعبَّدُ به مما يصدر عن العبد من قول وعمل.وهذه الأعمال والأقوال إنما يعرف كونها عبادة بأمور:
الأمر الأول: أن يرد في النص تسميتها عبادة، وما سمّي عبادة فهو مما يحب ربُّنا أن يُعبَد به.
الأمر الثاني: أن يدل الدليل على محبة الله تعالى لقول وعمل إما بترتيب الثواب عليه، أو العقاب على تركه، أو بمدح فاعله وذم تاركه أو غير ذلك؛ فما يحبه الله ويرضاه فهو عبادة.
الأمر الثالث: أن يدل الدليل على أن الله أمر به؛ فَأَمْرُ الله به دليل على محبته أن يُعبَد به؛ فيكون بذلك عبادة.
وتكون العبادة بالقلب واللسان والجوارح:
فعبادة القلب جامعة لأمرين:
1: الاعتقاد وهو التصديق واليقين.
2: وعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغير ذلك من أعمال القلوب.
وعبادة اللسان هي بقول ما يحبه الله من الذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأقوال التي يحبها الله.
وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.
ولصحة العبادة شرطان:
أحدهما: الإخلاص لله جل وعلا.
والآخر: أن تكون على ما شرع الله عز وجل بما بينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.

أنواع القلوب:
1- القلب الحيّ، وهو قلب المؤمن؛ وهو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله تعالى: كما قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} ، قال قتادة: (يعني بذلك القلب: القلب الحيّ). رواه ابن جرير، وقال تعالى: {لينذر من كان حياً} قال قتادة أيضاً: (حيّ القلب حيّ البصر). رواه ابن جرير.

2- القلب المريض، وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقاً أصغر، وفيه مادّة خير ومادّة شرّ، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فإن غلب خيره وإيمانه كان إلى أهل الخير والإيمان أقرب، وهو على خطر من التمادي في الفسق والفجور فيؤدي به الفجور إلى موت القلب وإظلامه ببعض أعمال الكفر والنفاق الأكبر، ولذلك قال أهل العلم: المعاصي بريد الكفر.

3- القلب الميّت، وهو قلب الكافر والمنافق نفاقاً أكبر، وهو الذي انتفى عنه الإيمان، وحبط عمله، وضلّ سعيه بما ارتكب من الكفر المخرج عن الملة، والعياذ بالله.

وفائدة معرفة هذه الأنواع تتبين في أمور:
الأول: أن موت القلوب وحياتها و مرضها وشفاؤها أعظم شأناً من حياة الأبدان وموتها ومرضها وشفائها.

الثاني: إنّ القلوب الحية والمريضة والميتة تتنوّع إلى أنواع أخرى بحسب ما يغلب عليها من أوصاف ذلك النوع. فالقلوب الحية: ذاكرة، ومنيبة، وخاشعة، ومخبتة، وتفقه، وتعقل، وتهتدي. والقلوب المريضة: فيها حياة وفيها موات، ويشتدّ مرضها باشتداد أسبابه من الافتتان بالشهوة المحرمة والشبهة المشككة، والتعلق بغير الله، والغلّ والحسد، والكِبر والبَطَر، والغفلة والقسوة. والقلوب الميّتة تختلف باختلاف أسباب موتها من الشرك، والنفاق، والكفر، والإلحاد، وبما تُعاقب به من الزيغ والصرف، والإغفال والقفل، والطبع والختم، والشدّ والرين، وهذه العقوبات بعضها أشدّ من بعض كما قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير، أنه سمع مجاهدا يقول: (الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد من ذلك). رواه البيهقي في شعب الإيمان.

الثالث : أن القلوب تكون في أصل أمرها على الفطرة ثمّ تُعرض عليها الفتن فتختلف باختلاف أحوالها مع تلك الفتن كما قال حذيفة بن اليمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيّ قلب أُشربها نُكتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرَها نكتَ فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادّا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أُشرب من هواه» رواه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده.

س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.

محبة الله عز وجل هي أصل الدين ؛ وبيان ذلك من وجوه ثلاثة:
الأول: أن أعمال العبد الدينية إنما يحمله عليها محبة الله تعالى ومحبة ثوابه ومحبة النجاة من عقابه؛ ولذلك فإن الخوف والرجاء مبناهما على المحبة أيضاً؛وكذلك التوكل والخشية والإنابة والتوبة وغيرها كلها صادرة في الأصل عن محبة الله تعالى وما يتبعها من محبة رضاه وثوابه والنجاة من عقابه.

الثاني: أن أعمال العبادة إنما سميت عبادة لكونها صادرة عن أعلى درجات المحبة فهي محبة عظيمة مقرونة بالتعظيم والخضوع والانقياد ولذلك فإن المحبوب الذي لا يُعَظَّم ولا يُذَلُّ له ولا يُنقادُ لأمره ليس بمعبود، وكذلك المعظَّم الذي لا يُحَبّ.

الثالث: أن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وكان خالصاً له جل وعلا، وإرادة وجه الله وحده لا شريك له هي ثمرة المحبة الصادقة من المؤمن لربه جل وعلا؛ فكل أعمال العبد التي يتقرب بها إلى الله عز وجل وحده لا يشرك معه فيها أحداً إنما الحامل عليها هو هذه المحبة العظيمة الخالصة لله جل وعلا؛ فالله تعالى هو المحبوب لذاته في قلب المؤمن، وهذه المنزلة لا تنبغي إلا لله تعالى.

فمحبة الله تعالى وما يتبعها من محبة كتابه ودينه ورسوله صلى الله عليه وسلم هي أصل الدين وأجلّ قواعده وأعظمها، بل هي الفارقة بين الإيمان والنفاق، كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً، وكان يُضحِكُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلَده في الشرابِ؛ فأُتِي به يوماً فأُمِرَ به فجُلد؛ فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (من المعلوم أن كل مؤمن فلا بد أن يحب الله ورسوله، ولكن في المظهرين للإسلام مَن هم منافقون؛ فأولئك ملعونون لا يحبون الله ورسوله). وهذا مما يبين عظم شأن المحبة وجلالة قدرها؛ فلولا أنه يحب الله ورسوله لكان من المنافقين، فهو وإن لم تُرفع عنه عقوبة الجلد، بل عوقب على معصيته إلا أن محبَّته لله ورسوله قد نجَّته من النفاق.

س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه

المقصود ب (خوف السر) خوف التعبد، كما يذكره بعض العلماء ومثٌلوا له بخوف عباد القبور والأولياء، وهؤلاء العباد جمعوا أنواعاً من الشرك منها اعتقادهم أن أولئك الأموات يطلعون على ما يعملون، واعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط.

وحكم خوف السر أنه عبادة من أجَلّ العبادات و صرفه لغير الله تعالى شرك أكبر وذلك لأن فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه، وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.

والله أعلم.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 17 ذو الحجة 1443هـ/16-07-2022م, 01:09 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: لماذا عُدَّ علم السلوك لب العلوم وروحها؟
يعد علم السلوك لبّ العلوم وروحها لأسباب عديدة ؛ وذلك لجلالة قدره وعظيم نفعه ، فعلم السلوك هو مقصد كل علم و كل من يصل إليه فقد وُفق و هُدي -بإذن الله- كيف لا و هو السبيل إلى تقوى قلوب العباد و زكاة نفوسهم التي تثمر استقامة جوارحهم ، وهذا مطلب كل عبد مؤمن لينال اليقين و يتبصّر في دينه فيعبد الله على بصيرة فيتقرب مما يطهر قلبه ويرفع شأنه ، و يبتعد ويحذر مما يمرض قلبه و يفتنه . فلذلك علم السلوك هو لبّ العلوم و روحها ؛ لأن مقصده إصلاح قلب المؤمن الذي هو أساس صلاح الجوارح ، كما قال -عليه الصلاة والسلام- :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " .



س2: ما هو تعريف العبادة ؟ وما هو الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية؟
تعريف العبادة لغة : الطاعة مع الخضوع و يُقال طريق معبّد إذا كان مذللاً بكثرة الوطء . وهو قول أبو منصور الأزهري .
و الفرق بين العبودية الكونية والعبودية الشرعية ، كالتالي :
-العبودية الكونية : هي عبادة عامة لجميع الخلق في الأرض والسماء ، فلا ربّ ولا مالك ولا خالق لمن في السماء والأرض إلا هو -سبحانه- ، دل عليها قوله -تعالى- :"إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا " [مريم:93] .
-العبودية الشرعية : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . و هو تعريف ابن تيمية الذي يعدّ من أحسن تعريفات العبادة الشرعية ، فالعبادة الشرعية هي ما شرعه الله لعباده من شرائع يتعبدونه بها -سبحانه- .


س3: اذكر أنواع القلوب، وبيّن فائدة معرفة هذه الأنواع.
إن أصل قلوب العباد أن تكون سليمة على الفطرة التي فطرهم الله عليها ، و لكن قد يتقلب حال القلوب فتمرض أوتموت حسب ما يطرأ عليها من مفسدات ، وقد تعود إلى فطرتها مرة أخرى برحمة الله وتوفيقه .
وبذلك يتبين أن القلوب أنواع ، وهي كالتالي :
1- القلب الحي الصحيح ، وهو قلب المؤمن المستمع للذكر المنتفع به المنقاد إلى ربه ، وهو المراد في قوله -تعالى- :" إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ " [ق:37] .
والقلوب الحية الصحيحة تتنوع حسب ما يغلب عليها من أوصاف فتجدها إما ذاكرة ، منيبة ، خاشعة ، مخبتة ، تعقل و تهتدي بما يلج إليها من ذكر.
2- القلب المريض ، هو قلب الفاسق و المنافق نفاقاً أصغر فتجد قلبه يحمل الخير والشر ، فإذا زاد الخير في قلبه فهو خير له وإذا زاد الشر في قلبه فهو شر له و عاقبته وخيمة و هي موت قلبه .
و القلوب المريضة حسب شدة مرضها تكون نوعين ، فتكون إما فيها حياة لرجحان كفة الخير فيها و إما فيها موات لرجحان كفة الشر فيها و تعدد أسباب الافتتان بالشهوات والشبهات .
3- القلب الميت ، وهو أسوأ القلوب و هو قلب الكفار والمنافقين نفاقاً أكبر فهو قلب كل خارج عن ملة الإسلام .
و القلوب الميتة تتنوع حسب سبب موتها ، فهناك قلوب سبب موتها الشرك و هو أعظم الأسباب ، و قلوب ماتت بسبب الكفر والإلحاد ، و تختلف القلوب الميتة بحسب ما يحل عليها من عقوبات وتتدرج شدتها ، فتجد بعض القلوب تُعاقب بالزيغ و الصرف ، الطبع و الختم ، الإغفال و القفل . و يدل على ذلك قول مجاهد :" الرين أيسرمن الطبع ، والطبع أيسر من الإقفال ، والإقفال أشد من ذلك " .
وفائدة معرفة أنواع القلوب أن يتبصر المسلم السبيل الموصل إلى القلب الحي الصحيح فيعمل بما يجعله حاملاً له مدركاً لعلامات حياة القلب فيجتهد في التحلي بها ، ويثابر في بقاء قلبه مستنيراً بهدى الله . كذلك ليعلم السبيل الموصل لمرض وموت القلوب فيجتنبه ويحذر منه ، فإذا علم ما يمرض القلب سارع إلى معالجة قلبه وتطهيره حتى لا يقع في ظلمات توصله إلى موت قلبه و فساد جوارحه .


س4: (المحبة أصل الدين) ، وضح ذلك.
بيان أن المحبة أصل الدين يتمثل في عدة أمور :
-أن ما يحمل كل عبد على العمل هو محبة الله ، فيحب أن يثيبه الله الثواب الحسن ويحب أن ينجيه من العقاب الأليم .
فكل الأعمال الصادرة من العبد من توكل وخوف و رجاء و توبة و غيرها الأصل فيها محبة الله و ما يتبعها من محبة الثواب و النجاة من العذاب .
-أعلى درجات المحبة هي المحبة المقرونة بالتعظيم و الذل و الانقياد ، فالعبد المسلم يقوم بأعمال العبادة معظماً متذللاً لله -تعالى- .
-كما أن العبد المسلم يقوم بكل عباداته مخلصاً لله -تعالى- يبتغي وجه الله -وحده- ، فالذي يحمل العبد على ذلك إنما هو محبته العظيمة الخالصة لله -سبحانه- .
و بذلك يتبين أن محبة الله و ما يتبعها من محبة كتابه و نبيه -عليه الصلاة والسلام- هي أصل الدين و هي التي تفرق بين الإيمان و النفاق .


س5: ما هو خوف السر ؟ وما هو حكمه.
خوف السر كما ذكر بعض العلماء يُقصد به : خوف التعبد الذي يكون فيه رهبة وخشية وتعلق بالمعبود ، لكن تُصرف لغير الله .
كما يفعل عباد القبور والأولياء ، فمعتقد عباد القبور أن الأموات من الأولياء يعلمون ما يفعلون و لديهم القدرة على إنزال العقوبة عليهم و إذا ذكر أحدهم الأولياء بسوء يخافون من غضبهم عليهم .
فيكون بذلك حكم خوف السر شرك مخرج من الملة ؛ لأن فيه صرف عبادات عظيمة من رهبة وخشية وتوكل لغير الله -تعالى- . و الأصل أن هذه عبادات خاصة لله -تعالى- تُصرف له وحده -سبحانه- .




-وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين-.

أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 29 محرم 1444هـ/26-08-2022م, 08:22 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
الأبدال: هم العلماء العاملون والعباد الصالحون يخلف بعضهم بعضا كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره.
وقد استعمل هذا اللفظ قتادة وابن المبارك والشافعي وكثرة استعمال السلف له يدل على أن له أصل
قال ابن تيمية : والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعان:
أبدال الأنبياء أنه كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا..
أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات
أما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والاوتاد فلم يستعملها السلف وهي من إحداث الصوفية ورووا فيها أحاديث باطلة لا تصح ولها عنظهم ترتيبات ومراتبة منظمة كلها مبتدعة..

س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
الهدى أصله العلم النافع والرشاد هو العمل بالحق.
فمن كان علمه صحيحا بإرادة جازمة سلك سبيل الرشاد
فالعلم النافع عصمة من الضلال الذي هو مقابل الهدى والعمل بالحق عصمة من الغواية وبهذين الأمرين مدح الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (ما ضل صاحبكم وما غوى)
والضعف في أي من الأمرين له تأثيره على حال السالك لذا يجب الاهتمام بتكميل هذين المقامين:
نتعلم العلم النافع لنرفع به الجهل عن أنفسنا وعن غيرنا
ونتعرف ما يرضي الله عنا من أفعال فنعملها فنسلك طريق الحق.

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
القلب المريض: هو القلب الذي فيه مادة شر ومادة خير خلط عملا صالحا وآخر سيئا فمتى غلب خيره على شره كان الى أهل الايمان أقرب ولكنه على خطر من التمادي في الفسق ..وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغر
القلب الصحيح: هو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله وهو القلب الحي وهو قلب المؤمن ..
القلب الميت: هو القلب الذي انتفى عنه الإيمان وضل سعيهةبما ارتكب من الكفر المخرج من الملة وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر.

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.
١- اخلاص العبادة لله بأن يريد العبد وجه الله في كل أموره
٢- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فالمحبة تستلزم الطاعة.
٣- الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وهو دليل المحبة الكاملة لانه بذل أغلى ما يملك العبد لله جل وعلا..
٤- التواضع للمؤمنين تواضع رحمة وشفقة والعزة على الكافرين من غير ظلم .
٥- الموالاة في الله والمعاداة في الله
٦- الهجرة الى الله بالهجرة الحسية من بلاد الكفر إلى بلاد الاسلام ان وجبت وبالهجرة المعنوية وهي هجرة ما نهى الله عنه.
٧- أن لا يخاف في الله لومة لائم
٨- يكثر من ذكر الله
س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
هذه العبادات الثلاث هي أصول العبادات القلبية
والواجب الجمع بين هذه العبادات الثلاث
فهي كما قال ابن تيمية محركات القلوب إلى العمل فالمحبة تدفع العبد للتقرب إلى الله وفي جوف المحبة احتمال المكروهات وبه نجد رضا الله
والخوف يدفع لترك الذنوب وفيه النجاة من النار
والرجاء يحبب في الطاعات لنيل الاجر وفيه وجوب الجنة
فمن غلب واحدة منها وترك الاخر فقد أساء
قال مكحول الشامي: من عبد الله وحده بالحب فهو زنديق ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالخوف والمحبة والرجاء فهو مؤمن موحد .
فالمحبة تلقي العبد في السير إلى المحبوب والخوف يمنعها ان تخرج من طريق المحبوب والرجاء يقوده..والجمع بينها هو منهج السلف الصالح..وبينها تلازم فالمحب خائف راج والخائف محب راج والراجي خائف محب.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 1 صفر 1444هـ/28-08-2022م, 11:24 AM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:
س1: بين الفرق بين لفظ (الأبدال) وألفاظ :الأقطاب والأغواث والنجباء والأوتاد.
الأبدال: هم العلماء العاملون والعباد الصالحون يخلف بعضهم بعضا كلما مات منهم أحد أبدل الله الأمة غيره.
وقد استعمل هذا اللفظ قتادة وابن المبارك والشافعي وكثرة استعمال السلف له يدل على أن له أصل
قال ابن تيمية : والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعان:
أبدال الأنبياء أنه كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا..
أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات
أما ألقاب الأقطاب والأغواث والنجباء والنقباء والاوتاد فلم يستعملها السلف وهي من إحداث الصوفية ورووا فيها أحاديث باطلة لا تصح ولها عنظهم ترتيبات ومراتبة منظمة كلها مبتدعة..



س2: (الهدى والرشاد راجعان إلى العلم والعمل) ، وضح ذلك.
الهدى أصله العلم النافع والرشاد هو العمل بالحق.
فمن كان علمه صحيحا بإرادة جازمة سلك سبيل الرشاد
فالعلم النافع عصمة من الضلال الذي هو مقابل الهدى والعمل بالحق عصمة من الغواية وبهذين الأمرين مدح الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (ما ضل صاحبكم وما غوى)
والضعف في أي من الأمرين له تأثيره على حال السالك لذا يجب الاهتمام بتكميل هذين المقامين:
نتعلم العلم النافع لنرفع به الجهل عن أنفسنا وعن غيرنا
ونتعرف ما يرضي الله عنا من أفعال فنعملها فنسلك طريق الحق.

س3: قارن بين القلب المريض , والقلب الميت , والقلب الصحيح.
القلب المريض: هو القلب الذي فيه مادة شر ومادة خير خلط عملا صالحا وآخر سيئا فمتى غلب خيره على شره كان الى أهل الايمان أقرب ولكنه على خطر من التمادي في الفسق ..وهو قلب الفاسق والمنافق نفاقا أصغر
القلب الصحيح: هو أقرب القلوب لاستماع الذكر والانتفاع به والاستجابة لله وهو القلب الحي وهو قلب المؤمن ..
القلب الميت: هو القلب الذي انتفى عنه الإيمان وضل سعيهةبما ارتكب من الكفر المخرج من الملة وهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر.

س4: بين آثار ودلائل محبة العبد لربه.
١- اخلاص العبادة لله بأن يريد العبد وجه الله في كل أموره
٢- اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فالمحبة تستلزم الطاعة.
٣- الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وهو دليل المحبة الكاملة لانه بذل أغلى ما يملك العبد لله جل وعلا..
٤- التواضع للمؤمنين تواضع رحمة وشفقة والعزة على الكافرين من غير ظلم .
٥- الموالاة في الله والمعاداة في الله
٦- الهجرة الى الله بالهجرة الحسية من بلاد الكفر إلى بلاد الاسلام ان وجبت وبالهجرة المعنوية وهي هجرة ما نهى الله عنه.
٧- أن لا يخاف في الله لومة لائم
٨- يكثر من ذكر الله



س5: بين أهمية الجمع بين المحبة والخوف والرجاء.
هذه العبادات الثلاث هي أصول العبادات القلبية
والواجب الجمع بين هذه العبادات الثلاث
فهي كما قال ابن تيمية محركات القلوب إلى العمل فالمحبة تدفع العبد للتقرب إلى الله وفي جوف المحبة احتمال المكروهات وبه نجد رضا الله
والخوف يدفع لترك الذنوب وفيه النجاة من النار
والرجاء يحبب في الطاعات لنيل الاجر وفيه وجوب الجنة
فمن غلب واحدة منها وترك الاخر فقد أساء
قال مكحول الشامي: من عبد الله وحده بالحب فهو زنديق ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالخوف والمحبة والرجاء فهو مؤمن موحد .
فالمحبة تلقي العبد في السير إلى المحبوب والخوف يمنعها ان تخرج من طريق المحبوب والرجاء يقوده..والجمع بينها هو منهج السلف الصالح..وبينها تلازم فالمحب خائف راج والخائف محب راج والراجي خائف محب.
أحسنت نفع الله بك
الدرجة: أ+

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 ربيع الأول 1444هـ/28-09-2022م, 01:38 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪* المجموعة الثانية

س🔶️1: اذكر أثر وجود خلل في علم الاعتقاد أو الحديث أو التفسير لدى المصنّف في علم السلوك.

إن بركة العلم الصحيح لاتقف عند حد ، في آثارها وثمارها ، فمن كانت علومه قائمة على النهج السديد والاتباع ، بان هذا في تواليفه وتصانيفه ، عينا صفى مشربها وأينعت ثمارها ، وعلى الضد من هذا ، فمن اعترى علمه خلل أو قصور في أمهات العلوم ، ظهر هذا جليا فيما يسطره ويصنفه ، فلو أنه لم يستكمل تحقيق المسائل في الاعتقاد وجدنا الأخطاء والأغاليط فيها ، وقد يشتط فينأى عن المحجة البيضاء فيصير طُرقي مبتدع* ، وربما تمادى في بدعته، حتى صار رأساً له أتباع ومريدين*
وإن لحق المصنف والكاتب التقصير والنقص في علوم الحديث* والراوية ، وجدنا واهي الأخبار ومنكرها في تصانيفه، وقس عليه ، عندها سنخلص ان أصح ما كتب في علوم السلوك وأجوده ما سطره* أئمة أهل الحديث الذين
لهم باع في علم الأسانيد ومعرفة صحيحه من ضعيفه .

س🔷️ 2: العبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها أمور : اذكرها؟
هي أمور ثلاث :
🔹️المحبة العظيمة : التى قوامها الذل* ولايشوبها شائبة شرك فهي لاتُصرف لغير الله تعالى ، قال عز من قائل :
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾. فكان* هذا الحب شركا لانه ماثل حبهم لله
أما من صحّت عبوديته ، فمحبته لربه لا يدانيها محبة ، فيُقدم* محبة الله ومحبوباته على كل حبيب عنده من أهل وولد ومال ، أنسه بذكره ورضاه غاية أمنيته ، يرخص عنده في محبته الغالي والنفيس حتى الروح يبذلها طائعا مختارا .
🔹️التعظيم والإجلال :* فلا عبادة إلا بكمال الإجلال وغاية التعظيم ، فيعظم ماعظّمه معبوده من التعبدات والشعائر ويجتنب حرماته تعظيما له وإكبارا
قال تعالى : ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
وكلما قوي الإيمان واليقين* في قلب العبد ، أورثه هذا الخشية وما تقتضيه من طاعة الأمر والكفّ عن النهي .
🔹️الانقياد والخضوع : هو خضوع وانقياد قوامه تمام الذل والمحبة* والتعظيم وهذه لاتنبغي إلا له سبحانه فلا تُصرف لسواه ، وهي أصل السعادة وجوهرها ، لأنها سبيل العز والرفعة* ، ألا ترى الأنبياء* عليهم السلام والعلماء والملائكة أكرم الخلق وأعلاهم ؟ قال تعالى :
{ لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله }
في حين أشقى الخلق قاطبة وأخزاهم من شاقّ الله ورسله
من شياطين الجن والإنس ، قبُح حالهم في الدنيا وساء* مآلهم في الآخرة ومن اغتر بعلوهم وتمكينهم في حين من الدهر ، مغرور لا يرى الأمور على حقيقتها فالذل لباسهم ودثارهم .

س🔶️ 3:ما هي أسباب لين القلوب؟
تقسو القلوب لطول الغفلة وقلة الطاعة واعتياد المعصية ، وهي داء عضال مالم يهدي الله العبد ويوفقه لأسباب يلين بها قلبه وتنقشع عنه سحب الغفلة وظلمة المعصية ، ورأسها وأسها أن يتوب ويستشعر بعده وتجافيه ، فيؤوب نادما مستغفرا ،يستمطر عفو ربه بكثرة الذكر والعمل الصالح ويذكر هادم اللذات و القبر وما بعده من منازال الآخرة ، فلايزال يعالج قلبه بهذه المدواة حتى يشرح الله صدره لما يحب ويرضى ويلين القلب بعد قسوته ، قال عز من قائل :
{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (2 3)

س🔷️ 4: متى تكون محبة العبد لربه صالحة مقبولة ؟ ومتى تكون المحبة باطلة؟
محبة مخلوق لآخر مثله لا تكون ولا يُحكم بها إلا بأمور ومظاهر ، فكيف بمحبة الخالق العظيم المالك* سبحانه* حريٌ وجديرٌ أن تكون بشروط أقامها الله ونصّ عليها ، حتى لاتكون دعوى لا حقيقة لها ، وأول هذه الشروط وأصلها :
ان يحب الله مخلصا له في محبته لا تداني محبته في قلبه محبة مخلوق أياً كان ولا يشاركه في محض هذه المحبة وصفوها بل هو في قلبه - أحدٌ لاشريك له ولاند ولامثيل
الشرط الثاني
أن يكون على الاتباع والسنة ، قال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فلا محبة إلا على هدى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى نهجه ،فإن خالفته كانت مجرد دعوى* ومحبة شركية .
إذن لابد من هذين الشرطين لتكون المحبة لله مقبولة يرضاها سبحانه ، فإن تخلف منهما شرط أو كلاهما ، صارت إدعاءً باطلا لا صحة فيه .

.
س🔶️ 5: الخوف والرجاء يطلقا في النصوص على معنيين ؛ بيّنها ، مع بيان حكم كل منها.
🔸️الخوف من أعظم العبادات وهو محور التقوى ومعدنها ، لأن حقيقته الوقاية من عذاب الله بخوفه .
🔸️حكمه
واجب لا يصح الإيمان إلا به ، قال تعالى :
{وإياي فارهبون }
وقال عز من قائل :
{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون* إن كنتم مؤمنين }

🔸️الرجاء
تشوّف القلب وطمعه لتحصيل المنفعة ، وضده القنوط* واليأس
🔸️حكمه
لا إيمان للعبد بلا رجاء ، فالرجاء أحد أجنحة الإيمان ، رأس الإيمان محبة الله وجناحاه الخوف والرجاء .
قال تعالى مادحا أهل الإيمان الصحيح :
{ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ، ويرجون رحمته ويخافون عذابه ،إن عذاب ربك كان محذورا }

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 6 ربيع الأول 1444هـ/1-10-2022م, 09:28 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
⚪* المجموعة الثانية

س🔶️1: اذكر أثر وجود خلل في علم الاعتقاد أو الحديث أو التفسير لدى المصنّف في علم السلوك.

إن بركة العلم الصحيح لاتقف عند حد ، في آثارها وثمارها ، فمن كانت علومه قائمة على النهج السديد والاتباع ، بان هذا في تواليفه وتصانيفه ، عينا صفى مشربها وأينعت ثمارها ، وعلى الضد من هذا ، فمن اعترى علمه خلل أو قصور في أمهات العلوم ، ظهر هذا جليا فيما يسطره ويصنفه ، فلو أنه لم يستكمل تحقيق المسائل في الاعتقاد وجدنا الأخطاء والأغاليط فيها ، وقد يشتط فينأى عن المحجة البيضاء فيصير طُرقي مبتدع* ، وربما تمادى في بدعته، حتى صار رأساً له أتباع ومريدين*
وإن لحق المصنف والكاتب التقصير والنقص في علوم الحديث* والراوية ، وجدنا واهي الأخبار ومنكرها في تصانيفه، وقس عليه ، عندها سنخلص ان أصح ما كتب في علوم السلوك وأجوده ما سطره* أئمة أهل الحديث الذين
لهم باع في علم الأسانيد ومعرفة صحيحه من ضعيفه .

س🔷️ 2: العبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها أمور : اذكرها؟
هي أمور ثلاث :
🔹️المحبة العظيمة : التى قوامها الذل* ولايشوبها شائبة شرك فهي لاتُصرف لغير الله تعالى ، قال عز من قائل :
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾. فكان* هذا الحب شركا لانه ماثل حبهم لله
أما من صحّت عبوديته ، فمحبته لربه لا يدانيها محبة ، فيُقدم* محبة الله ومحبوباته على كل حبيب عنده من أهل وولد ومال ، أنسه بذكره ورضاه غاية أمنيته ، يرخص عنده في محبته الغالي والنفيس حتى الروح يبذلها طائعا مختارا .
🔹️التعظيم والإجلال :* فلا عبادة إلا بكمال الإجلال وغاية التعظيم ، فيعظم ماعظّمه معبوده من التعبدات والشعائر ويجتنب حرماته تعظيما له وإكبارا
قال تعالى : ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
وكلما قوي الإيمان واليقين* في قلب العبد ، أورثه هذا الخشية وما تقتضيه من طاعة الأمر والكفّ عن النهي .
🔹️الانقياد والخضوع : هو خضوع وانقياد قوامه تمام الذل والمحبة* والتعظيم وهذه لاتنبغي إلا له سبحانه فلا تُصرف لسواه ، وهي أصل السعادة وجوهرها ، لأنها سبيل العز والرفعة* ، ألا ترى الأنبياء* عليهم السلام والعلماء والملائكة أكرم الخلق وأعلاهم ؟ قال تعالى :
{ لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله }
في حين أشقى الخلق قاطبة وأخزاهم من شاقّ الله ورسله
من شياطين الجن والإنس ، قبُح حالهم في الدنيا وساء* مآلهم في الآخرة ومن اغتر بعلوهم وتمكينهم في حين من الدهر ، مغرور لا يرى الأمور على حقيقتها فالذل لباسهم ودثارهم .

س🔶️ 3:ما هي أسباب لين القلوب؟
تقسو القلوب لطول الغفلة وقلة الطاعة واعتياد المعصية ، وهي داء عضال مالم يهدي الله العبد ويوفقه لأسباب يلين بها قلبه وتنقشع عنه سحب الغفلة وظلمة المعصية ، ورأسها وأسها أن يتوب ويستشعر بعده وتجافيه ، فيؤوب نادما مستغفرا ،يستمطر عفو ربه بكثرة الذكر والعمل الصالح ويذكر هادم اللذات و القبر وما بعده من منازال الآخرة ، فلايزال يعالج قلبه بهذه المدواة حتى يشرح الله صدره لما يحب ويرضى ويلين القلب بعد قسوته ، قال عز من قائل :
{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (2 3)

س🔷️ 4: متى تكون محبة العبد لربه صالحة مقبولة ؟ ومتى تكون المحبة باطلة؟
محبة مخلوق لآخر مثله لا تكون ولا يُحكم بها إلا بأمور ومظاهر ، فكيف بمحبة الخالق العظيم المالك* سبحانه* حريٌ وجديرٌ أن تكون بشروط أقامها الله ونصّ عليها ، حتى لاتكون دعوى لا حقيقة لها ، وأول هذه الشروط وأصلها :
ان يحب الله مخلصا له في محبته لا تداني محبته في قلبه محبة مخلوق أياً كان ولا يشاركه في محض هذه المحبة وصفوها بل هو في قلبه - أحدٌ لاشريك له ولاند ولامثيل
الشرط الثاني
أن يكون على الاتباع والسنة ، قال تعالى :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فلا محبة إلا على هدى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى نهجه ،فإن خالفته كانت مجرد دعوى* ومحبة شركية .
إذن لابد من هذين الشرطين لتكون المحبة لله مقبولة يرضاها سبحانه ، فإن تخلف منهما شرط أو كلاهما ، صارت إدعاءً باطلا لا صحة فيه .

.
س🔶️ 5: الخوف والرجاء يطلقا في النصوص على معنيين ؛ بيّنها ، مع بيان حكم كل منها.
🔸️الخوف من أعظم العبادات وهو محور التقوى ومعدنها ، لأن حقيقته الوقاية من عذاب الله بخوفه .
🔸️حكمه
واجب لا يصح الإيمان إلا به ، قال تعالى :
{وإياي فارهبون }
وقال عز من قائل :
{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون* إن كنتم مؤمنين }

🔸️الرجاء
تشوّف القلب وطمعه لتحصيل المنفعة ، وضده القنوط* واليأس
🔸️حكمه
لا إيمان للعبد بلا رجاء ، فالرجاء أحد أجنحة الإيمان ، رأس الإيمان محبة الله وجناحاه الخوف والرجاء .
قال تعالى مادحا أهل الإيمان الصحيح :
{ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ، ويرجون رحمته ويخافون عذابه ،إن عذاب ربك كان محذورا }
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir