دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 27 ربيع الأول 1442هـ/12-11-2020م, 12:10 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
رسالة مختصرة في سيرة الصحابي الجليل: عبد الله بن عمر بن الخطاب



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في سيرة احدى الصحابة الأجلاء " سيرة عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي "


ومقصد تلك الرسالة: [تلك إشارة للبعيد، والرسالة بين أيدينا فلو استخدمتِ (هذه) كإشارة للقريب]
تأمل سيرة هذا الصحابي الجليل فتكون لنا القدوة والعبرة والسلوى.

وإنها لنعمة ورحمة أن جعل الله لنا أئمة نقتدي بهم على مر العصور والأيام فنتأمل حال من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين لعلنا نحشر في زمرتهم برحمة وجود رب العالمين.

فأما عن إسلامه رضي الله عنه: فقد أسلم عبد الله بن عمر بمكة المكرمة مع أبيه وعمره حينئذ يقارب العشر سنوات ثم هاجر مع أبيه إلى المدينة، ثم ما لبث أن تقدم للجهاد، يريد فداء روحه محبة لله ولرسوله ولإعلاء كلمة الله.
قال عبيد الله العمري: أخبرني نافع عن ابن عمر قال: (عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يُجِزْني، وعرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني). متفق عليه.

نشأته: نشأ رضي الله عنه نشأة صالحة في طاعة الله، وقد من الله عليه فجمع له بين قوة الجسد وقوة العزيمة، فكان يتتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليزمها عمره كله ولا يفتر عنها، واجتهد في ذلك اجتهادا بالغاً حتى ظهرت آثاره عليه، قالت عنه عائشة رضي الله عنها«ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر» رواه الحاكم في المستدرك.

وقد اشتهر بزهده وحرصه بين أقرانه على حفظ نفسه من الافتتان بالدنيا وذلك مع فتوته وقوته حتى قال عنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من عبد الله بن عمر). رواه ابن سعد.

عبادته: من أكثر الصحابة صلاة وصياماً وتلاوة للقرآن، قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما). رواه ابن سعد.
وكان أشدّهم لزوماً لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأكابر أصحابه،
ومما روي عنه في ذلك:
- أنه كان يغدو كلَّ سبت إلى قباء ماشياً فيصلي فيه اتّساء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- وعن نافع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تركنا هذا الباب للنساء»، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات). رواه أبو داوود وابن سعد
- وكان قد رأى رؤيا أفزعته فقصها على حفصة فقصتها حفصة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل».، قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا). متفق عليه.
- وكان شديد المحبّة للنبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال حفيده محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر: «ما سمعت ابن عمر يذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلم قطّ إلا بكى» رواه الدارمي بإسناد صحيح.

مناقبه رضي الله عنه:


كان مجاهدًا في سبيل الله:
- شهد الخندق مع النبي صلى الله عليه وسلم وما بعدها من الغزوات، وشهد بيعة الرضوان، ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه في فتح مكة.
- - وشهد عددا من الفتوح في عهد الخلفاء الراشدين، وبارز في عهد عمر دهقاناً من دهاقنة الفرس فقتله.


حريص على طلب العلم:
- أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً غزيراً، ثم أخذ عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وحفصة وعائشة وابن مسعود وزيد بن ثابت وبلال بن رباح وصهيب الرومي وجماعة من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حكيم ذو رأي:
كان عاقلاً رشيداً حسن الرأي، أوصى عمر أن يشهد مشورة الستة الذين أوصى أن يختاورا من بينهم رجلاً للخلافة من بعده؛ فاجتمع رأيهم على عثمان.

عالم محدث:
فكان من أهل الفتوى والتحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى عُدَّ من القلّة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن الإمام مالك بن أنس قال: (أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك).
قال: (وكان ابن عمر من أئمة الدين). رواه الخطيب البغدادي.


مفسر فقيه:
مما روي عنه في التفسير:
عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في كتاب الله حتى نزلت علينا هذه الآية: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فلما سمعناها كففنا عن الشهادة وأرجينا الأمور إلى الله). رواه ابن أبي حاتم.
عن خالد بن أسلم، قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله} قال ابن عمر: «من كنزها، فلم يؤد زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة؛ فلما أنزلت جعلها الله طهرا للأموال» رواه البخاري.

ورع ذو خشية:
وقد بلغ من العلم مبلغًا إلا أنه كان يخشى القول على الله بغير علم، ويخشى الزلل والخطأ والنسيان، فكان حريصاً على التثبت في الفتيا وأداء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه بلفظه ولا يغير باجتهاده.
وكان لا يتحرج إن سأل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، ومما روي في ذلك:
قال عبد العزيز بن أبي رواد: أخبرني نافع أن رجلا سأل ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسه ولم يجبه حتى ظنَّ الناس أنه لم يسمع مسألته.
قال: فقال له: يرحمك الله أما سمعت مسألتي؟
قال: قال: بلى ولكنكم كأنكم ترون أن الله ليس بسائلنا عما تسألوننا عنه!! اتركنا يرحمك الله حتى نتفهَّم في مسألتك؛ فإن كان لها جواب عندنا، وإلا أعلمناك أنه لا علم لنا به). رواه ابن سعد.

وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: (لا علم لي به) فلما أدبر الرجل قال لنفسه: (سُئل ابن عمر عما لا علم له به؛ فقال لا علم لي به). رواه ابن سعد، وروى نحوه ابن عساكر من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.

منفق كريم:
- اشتهر بكثرة إنفاقه وشدة كرمه فكان يكرم من صحبه وخدمه، عن عبيد الله بن عمران، أنه قال: سمعت مجاهدا، يقول:«صحبت ابن عمر لأخدمه، فكان هو يخدمني». رواه أبو بكر الخلال في السنة.
- وأعتق أنفس كثيرة لله، وكان ينفق مما يحب حتى روى عن نفسه محدثًا ابنه حمزة فقال:(خطرت لي هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، فقال: فما وجدت شيئا أحب إلي من جاريتي رميثة، فعتقتها، فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله لنكحتها، فأنكحتها نافعا، فهي أم ولده). رواه ابن سعد.

حسن الخلق:
كان حريصاً على الألفة بين المسلمين، وإفشاء السلام، حتى روي عنه أنه قال: إني لأخرج وما لي حاجة إلا لأسلم على الناس ويسلمون علي.
فأثمر ذلك شدة محبة الناس له حتى روى عنه مجاهد فقال: كنت مع ابن عمر فجعل الناس يسلمون عليه حتى انتهى إلى دابته فقال لي ابن عمر: (يا مجاهد إن الناس يحبونني حبا لو كنت أعطيهم الذهب والوَرِق ما زدت). رواه ابن سعد.

حريص على توقي الفتن:
كان من شدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حريص على لزوم ما كانوا عليه، ينأى بنفسه عن الفتن مخافة أن يفارقهم وقد روى ذلك عنه محمد بن سيرين قال: نُبئت أن ابن عمر كان يقول: (إني لقيت أصحابي على أمر، وإني أخاف إن خالفتهم خشية ألا ألحق بهم). رواه ابن سعد.
فلمّا حدثت الفتنة اعتزلها فلم يقاتل مع أي طائفة، ولزم ما كان عليه من العمل، وكان على بصيرة مما كان يفعله في زمان الفتنة، لا يتردد في اجتنابها، ولا يلتفت في ذلك إلى ترغيب ولا ترهيب. عبد الله بن عبيد بن عمير: قال ابن عمر: (إنما كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادّة يعرفونها؛ فبينا هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة؛ فأخذ بعضنا يمينا، وبعضنا شمالا، وأخطأنا الطريق وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى تجلى عنا ذلك؛ حتى أبصرنا الطريق الأول فعرفناه فأخذنا فيه). رواه ابن سعد.


وفاته رضي الله عنه:
طال به العمر حتى أدرك مقتل الزبير رضي الله عنه، [لعلكِ تقصدين عبد الله بن الزبير؟] وقد أراد عبد الله ابن [بن، بدون ألف وصل، لذكر الاسم (عبد الله)] عمر الحج وكان الحجاج في ذلك الموسم قد غلب على مكة ونشر عسكره في المشاعر بين الناس ومعهم السلاح، فلما أقبل ابن عمر على رمي الجمرات أصابه رمح في رجله في شدة الزحام فكان هذا سبب موته.
قال سعيد بن جبير: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه، فلزقت قدمه بالركاب، فنزلت، فنزعتها وذلك بمنى، فبلغ الحجاج فجعل يعوده، فقال الحجاج: لو نعلم من أصابك، فقال ابن عمر: «أنت أصبتني» قال: وكيف؟ قال: «حملت السلاح في يوم لم يكن يُحمل فيه، وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم» رواه البخاري.
فمات رضي الله عنه سنة 74هـ وقد بلغ من العمر أربعة وثمانون عاماً.

موضع دفنه:
- مات بعد أن قضى نسكه، وأوصى أن يدفن خارج الحرم، فلم يقدروا على ذلك بسبب الحَجاج وجنده، وكانت الفتنة شديدة.
قال ابنه سالم: (فدفناه بفخ في مقبرة المهاجرين نحو ذي طوى).



ممن أخذ عنه العلم وروى عنه التفسير خاصة:
ابنه سالم، ومولاه نافع، وعبد الله بن دينار، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سيرين رحمة الله عليهم أجمعين.


وفي ختام رسالتنا ننوه إلى بعض الفوائد الجلية من تلك السيرة العطرة ومنها:
- أهمية النشأة منذ الصغر على حب النبي صلى الله عليه وسلم وحسن اتباعه.
- العزيمة في الأمر وأخذ الشرائع بقوة تأسيًا بأهل خير القرون.
- أن العلم قرين العمل، فابن عمر تعلم العلم حتى أصبح عالمًا محدثًا فلم يغره ذلك ولزم العمل والعبادة فأثمر تلك الأخلاق والشمائل الحسنة.
- أن القرآن أخلاق وعبادة فمن جمع بين تعلمه والعمل به فقد اقتدى بنبيه وصحبه الكرام.
- الحذر من القول على الله بغير علم، والتواضع وعدم إدعاء العلم مخافة اللوم.
- الشجاعة وعدم كتم الحق؛ فابن عمر لم يخاف الحجاج مع شدة بطشه.
- الخوف من الفتنة والحذر من الزلل والحرص على السلامة منها باعتزالها وملازمة العلم والعبادة.
وغير ذلك من الفوائد الجمة والتي تتضح بكثرة التأمل، والله أعلى وأعلم.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ
مجرد اقتراح:
- فصل طلب العلم والحرص عليه عن المناقب؛ فيكون بعد بيان نشأته وعبادته.
التقويم: أ
الخصم للتأخير، زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir