دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 محرم 1438هـ/5-10-2016م, 02:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من طرق التفسير

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول: من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 06:29 AM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

إجابة المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو تفسير الآيات الواضحات البينات الدلالة على معناهن ومايراد منهن من أمور الدين المعلومة للمسلمين بالضرورة وذلك إذا بلغت الإنسان بلاغا صحيحا ويخرج من هذا من لم تبلغه أو بلغته بلاغا لم تقم به الحجة عليه مثل الأعجمي.
ومن ذلك قول الله تعالى(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)فتفسير هذه الآية واضح وهو الأمر بعبادة الله وحده وترك الشرك به.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسّر القرآن بالقرآن، وفسّر القرآن بلغة العرب، وكذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن، ومنها استعمال لتفسير القرآن بالسنة، ومنها استعمال لتفسير القرآن بلغة العرب، ومنها تفسير بالرأي والاجتهاد.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
هناك شرطان:
*الشرط الأول: صحّة المستدلّ عليه وذلك بألا يكون معناه باطلا وألا يخالف الأصول الصحيحة من القرآن والسنة والآجماع وإلا فهو تفسير باطل أخطأ به المفسر.
والشرط الثاني: صحّة وجه الدلالة الذي قد يكون
*ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى.
والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
1_* التفسير القولي: ومعناه أن يفسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بقوله ،ومثاله قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي

2_ والتفسير العملي: ومعناه أن يفسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بفعله ،ومثاله:تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري

*3_التفسير بالإقرار :ومعناه أن يقر النبي صلى الله عليه وسلم تفسير أحد من الصحابة، ومثاله: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً.
فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟
فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة).
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1_أنه معصوم من الخطأ فكل ماصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حجة لا خطأ فيه، وإن اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم وأخطأ فإنه لا يقر عليه.

2_ أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يخصص دلالة اللفظ أو يوسعها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم.
ومثاله: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.

3_ أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي، ومثاله:حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
أدب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة فأحسن تأديبهم فساروا على أفضل نهج في تفسير القرآن الكريم فقد كانوا يتورعون أشد الورع عن القول في القرآن بغير علم.
* قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب».
ومن أمثلة تأدب الصحابة وأخذهم بهذا الهدي ما قاله أبو بكر رضي الله عنه لما سئل عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟).
وكذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديدا في هذا الباب فنفع الله به وحمى به جناب القرآن وارتدع المنافقون والذين في قلوبهم مرض،ومع ذلك فقد كان يرسل العلماء إلى الأمصار ليعلموا الناس كتاب ربهم.
ومن أمثلة حزمه قصته الشهيرة مع صبيغ.

ونشأ على ذلك جيل الصحابة فقد كانوا يعظمون القرآن ويجتنبون والجدال والمراء فيه ولا يسألون عنه إلا أهل العلم به الراسخين بالعلم،وعلموا التابعين من بعدهم هذا الهدي فساروا عليه.
*** قال زياد بن جرير: أتيت عمر بن الخطاب فقال لي: «هل تدري ما يهدم الإسلام؟ يهدمه زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن، وحُكْمُ المضلين»
- وقال عبد الرحمن بن أبزى لأبيّ بن كعب لما وقع الناس في أمر عثمان رضي الله عنه: أبا المنذر، ما المخرج من هذا الأمر؟
قال: «كتاب الله وسنة نبيه، ما استبان لكم فاعملوا به، وما أشكل عليكم فكِلُوه إلى عالمه» .

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
مانقل عن الصحابة من اختلاف في التفسير يعد قليلا جدا بالنسبة لما اتفقوا فيه،وأكثر المرويات عنهم التي فيها خلاف غير صحيحة الإسناد،أما ماصح إسناده فهو على نوعين:
1_اختلاف تنوع وهو مايمكن الجمع فيه بين الأقوال دون الحاجة للترجيح وأكثرها يكون من التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
ومثال ذلك: اختلافهم في المراد بالقسورة:
فقال ابن عباس: هم الرماة.
وقال أبو هريرة: الأسد.
والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى.

2_اختلاف تضاد وهومايحتاج فيه إلى ترجيح وأكثر هذه المسائل يكون هناك سبب يعذر فيه صاحب القول المرجوح،فيجتهد العلماء لاستخراج القول الراجح بدليله.
وهذا النوع لابد أن يكون طريق أحدهما هو الاجتهاد لأنه لا تعارض بين نصين وإذا تعرض نص واجتهاد قدم النص.
*
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كانوا يجتهدون في التفسير عند الحاجة إليه من غير تكلف،واجتهادهم أقرب للتوفيق من غيرهم لما لهم من الأسباب التي تفضل تفسيرهم على غيره وامتلاكهم لأدوات الاجتهاد أمثر من غيرهم.
*ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويات عن الصحابة من حيث الصحة والضعف إلى أربعة أقسام:
1_صحيح الإسناد والمتن فهذا يحكم بصحة نسبته للصحابي،ثم تختلف حجيته على حسب مراتب حجية أقوال الصحابة.

2_ضعيف الإسناد غير منكر المتن وهذا كثير وهو على ثلاث مراتب.
_الضعف اليسير الذي يكون الإسناد فيه قابل للتقويه فهذه قد جرى عمل المحدثين على روايتها إلا أن تتضمن حكما شرعيا فهم يشددون في ذلك.
_الضعف الشديد فيكون الإسناد واهيا،فهذه ليست حجة ولا يصح نسبتها للصحابة وهناك من يتساهل من المفسرين في روايتها وهذا النوع يكثر في كتب التفسير.
الموضوعات على الصحابة فهذه لا تحل روايتها إلا على وجه التبيين لحالها.

3_ضعيف الإسناد منكر المتن فهذا يحكم بضعفه ولا يصح نسبته للصحابي.

4_صحيح الإسناد في الظاهر لكنه منكر المتن،ونكارة المتن تدل على علة خفية في الإسناد تعرف عند دراسته وتمحيصه،فإذا ظهرت علته لا يصح نسبته للصحابي، ونكارة المتن أمر اجتهادي فقد يحكم بنكارته مع أن له معنى يمكن قبوله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 11:33 AM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الثانية:

الجواب الأول:
ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره). رواه ابن جرير. و رغم أن الحديث منقطع الإسناد إلا أن الأمة تلقته بالقبول لسلامة متنه و صحة معناه.
و المراد بالتفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته هو التفسير الواضح البين في دلالته على مراد الرب تعالى من كلامه، و العلم الحاصل من هذا التفسير هو العلم الضروري الذي لا يعذر أحد بجهله: كأصول الدين و العقيدة، و مسائل الحلال و الحرام، و من أمثلة ذلك:
قول الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} فالآية فيها دلالة واضحة على الدعوة لتوحيد الله تعالى و نبذ الشرك به، وكذلك قول الله تعالى: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} صريح في حرمة قتل النفس إلا بالحق.
و يجدر التنبيه على أن التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته لمن بلغه كلام الله على الوجه الذي تقوم به الحجة، أما الذي لا تقوم به الحجة كالأعجمي الذي لا يفهم ما يُتلى عليه فهو معذور.

الجواب الثاني:
هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟

لتفسير كتاب الله تعالى عدة طرق، هي: تفسير القرآن بالقرآن، و تفسير القرآن بالسنة، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، و تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم بإحسان من العلماء الربانيين، و تفسير القرآن بلغة العرب، و تفسير القرآن بالاجتهاد.
و من الممكن أن يجتمع في المسألة الواحدة عدة طرق من طرق التفسير، فهذه الطرق ليست متباينة فيما بينها و لا يضرب بعضها بعضا، بل هي طرق متكاملة، يُكمّل بعضها بعضا و يعضد بعضها بعضا و يزيد بعضها بعضا بيانا و توضيحا لمراد الله تعالى من كلامه، و من أمثلة ذلك:
قوله تعالى: {و أخرجت الأرض أثقالها}
- فسرت كقوله تعالى: {وإذا الأرض مدّت وألقت ما فيها وتخلّت} (تفسير القرآن بالقرآن).
- وقال مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قتلت. ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قطعت رحمي. ويجيء السّارق فيقول: في هذا قطعت يدي. ثمّ يدعونه فلا يأخذون منه شيئا) (تفسير القرآن بالسنة).
- و عن ابن عباس في تفسير{و أخرجت الأرض أثقالها} قال: يعني الموتى (تفسير القرآن بأقوال الصحابة).
- وقال مجاهد: أثقالها: موتاها تخرجهم في النفخة الثانية. (تفسير القرآن بأقوال التابعين).

الجواب الثالث:
ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن

تفسير العلماء للقرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير قائم على النص الصريح في القرآن.
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نص صريح.
و شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن تُعنى بالنوع الثاني و هو التفسير الاجتهادي للقرآن بالقرآن، و شروطه نوعان:
الشرط الأول: صحة المستدل عليه: وذلك بأن يكون ما يستدل عليه لا يخالف أصلا صحيحا من القرآن والسنة والإجماع من سلف الأمة، فكل تفسير حمل معنى باطلا دلت النصوص على بطلانه فهو تفسير باطل يدل على خطأ المفسر أو وهمه أو احتياله.
والشرط الثاني: صحة وجه الدلالة: بأن تكون هنالك علاقة صحيحة بين الدال والمدلول، ووجه الدلالة قد يكون ظاهرا مقبولا وقد يكون خفيا صحيحا وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محل نظر واجتهاد.
من أمثلة ذلك:
- قوله تعالى { والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض } يفهم منه عموم الاستغفار لمن في الأرض. فيرد إلى الآية المحكمة {ويستغفرون للذين آمنوا } فإنه تعالى لم يأذن للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين والله لا يغفر أن يشرك به ) كما قال الشيخ سليمان بن عبدالله.
- ومنه ما فسره الشنقيطي لقوله تعالى : { أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل } لم يبين هنا ما الذي سئل موسى من قبل ما هو ولكنه بينه في موضع آخر فقال: { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة }.
و المنهج التفسيري الذي يخالف صاحبه طريقة السلف في الاستدلال والاجتهاد منهج خاطئ، و هذا هو منهج الفرق المبتدعة المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة، لأنهم يفسرون القرآن بما يوافق أهوائهم ومعتقداتهم الفاسدة، كما هو الحال في تفاسير الرافضة والباطنية والصوفية والمعتزلة والأشاعرة.

الجواب الرابع:
بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.

تفسير القرآن بالسنة على ثلاثة أنواع:
1 - التفسير القولي: بأن يعمد النبي صلى الله عليه و سلم إلى آية ثم يبين معناها قولا، كقوله صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى: { إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال: ( تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار).
2- التفسير الفعلي: بأن يتأول صلى الله عليه و سلم القرآن، فيعمل بما فيه من أمر، و يترك ما فيه من نهي، كفعله صلى الله عليه وسلم للعبادات التي أُمرنا بها مجملة في القرآن، كقوله تعالى: { وأقيموا الصلاة } فصلى وقال: ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، و قوله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله } فحج صلى الله عليه وسلم وقال: (خذوا عني مناسككم).
3 - التفسير بالإقرار: و هذا بإقرار النبي صلى الله عليه و سلم لأحد أصحابه على فهمه لآية ما، كإقراره عمرو بن العاص على صلاته بالناس متيمما من جنابة لأنه خشي على نفسه الهلاك من شدة البرد وأخذ بقوله تعالى { ولا تقتلوا أنفسكم } فأقره صلى الله عليه وسلم على فهمه للآية.

الجواب الخامس:
بيّن خصائص التفسير النبوي.

من خصائص التفسير النبوي أن السنة وحي من الله لقوله تعالى:{ إن هو إلا وحي يوحى} ، و لذا فهي أصل في فهم القرآن، فتفسيره صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ و هو حجة.
و من خصائصه أنه يخصص العام كتفسيره لقوله تعالى: { و من شر غاسق إذا و قب} ففسر الغاسق بأنه القمر، ولكن لفظ الغاسق لفظ عام، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين بعض أفراد هذا اللفظ العام.
و من خصائصه أنه يوسع دلالة اللفظ كحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {ياأيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا أني بما تعملون عليم}». رواه مسلم، وفي ذلك توضيح وتعميم أن أكل الطيبات و العمل الصالح ليس خاصا بالمرسلين فقط، بل يشمل المؤمنين أيضا، فوسع تفسيره صلى الله عليه وسلم دلالة الآية.
و من خصائصه أيضا أن تفسيره يبين بعض الغيبيات لأنه وحي من الله تعالى، كتفسيره صلى الله عليه وسلم الزيادة في قوله تعالى: { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } أنها رؤية وجه الله عز وجل.

الجواب السادس:
تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.

كان الصحابة رضي الله عنهم شديدي التعظيم لكتاب الله و شرح معانيه، فقد كان الورع في القول في القرآن بغير علم خلقهم، و الأدب مع كلام الله و تفسيره سلوكهم، كيف لا، و مربيهم و مأدبهم من زكاه الله و رباه صلى الله عليه وسلم، إذ أنه صلى الله عليه وسلم روي أنه سمع رجلين اختلفا في آية فخرج مغضبا وقال : ( إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ) رواه مسلم.
و هذه بعض صور تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير:
- سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية من كتاب الله فقال رضي الله عنه: ( أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم ).
- وكذلك فعل عمر بن الخطاب في قوله تعالى: { فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا } فقال: كل هذا قد علمناه فما الأب ؟ ثم قال : هذا لعمر الله التكلف، اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه ).
- ومن ذلك أن ابن عباس كان يريد سؤال عمر ابن الخطاب عن آية من كتاب الله: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه } فمكث سنة لا يسأله هيبة وخوفا أن يكون في ذلك تكلف لما يعلم من شدة عمر على من يتأول ويتكلف في كتاب الله.
- وكذلك قصة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في تأديب صبيغ التميمي الذي كان يسأل في متشابه القرآن ويتكلف فيه، وقد رويت فيه روايات كثيرة منها أن عمر جلده ثم أمر أن لا يجلس إليه أحد حتى تاب، ومنها أنه أعاده إلى بلده بعد جلده وأمره أن يخبر أنه أخطأ فذل في قومه حتى مات. و هذه الشدة من عمر رسالة للأمة و تخويفا لها من الجرأة في القول في كلام الله بغير علم، و أن تكل ما أشكل عليها إلى العلماء الربانيين.

الجواب السابع:
بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

ما صح نسبته إلى الصحابة من مسائل الخلاف في التفسير على نوعين رئيسين :
1 - اختلاف تنوع: و هو ما يمكن فيه الجمع بين أقوالهم دون الحاجة لترجيح أحدها على الآخر، و هذا يكون من قبيل التفسير بالمثال أو ببعض المعنى، كاختلافهم في تفسير ( العذاب الأدنى ) في قوله تعالى: { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون }.
فقال أبي بن كعب: مصائب الدنيا، وقال ابن مسعود: يوم بدر، وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير ابن مسعود هو تفسير بالمثال على بعض المصائب التي توعد الله بها المشركين في الدنيا، وأما ابن عباس هو كذلك من باب التفسير بالمثال و فيه تنبيه على سعة دلالة الآية، و قول أبيّ أعم الأقوال وأوسعها دلالة فيشمل القولين السابقين.
2 - اختلاف تضاد: أما إذا اختلفت أقوال الصحابة و لم يمكن الجمع بينها، ففي هذه الحالة يلجأ المفسر إلى استعمال قواعد الترجيح للترجيح بين هذه الأقوال.

الجواب الثامن:
هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟

نعم قد كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في التفسير عند حاجتهم، أي عند عدم ورود تفسير لآية من القرآن أو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
و تفسيرهم و اجتهادهم أقرب للصواب من غيرهم، و هذا راجع لقربهم و صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، و إشرافه صلى الله عليه وسلم على تعليمهم و تربيتهم، و شهودهم لوقائع نزول الوحي و أسبابه، و كذلك نزول القرآن بلغتهم، و غيرها من الامتيازات التي لها الأثر الكبير في معرفتهم لمعاني القرآن، وفهم مقاصده.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد».

الجواب التاسع:
بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

تنقسم مرويات الصحابة من حيث الصحة والضعف إلى أربعة أقسام:

القسم الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن.
-حكمه: يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه ثم يكون حكمه حسب نوعه من حيث مرتبة حجيته. فيكون حجة إن كان له حكم الرفع، أو ما اتفق عليه الصحابة ولم يختلفوا، فاتفاقهم اجماع و اجماعهم حجة، أو ما اختلفوا فيه اختلاف تنوع بحيث يكون مجموع أقوالهم حجة على ما يعارضها.

القسم الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، القابل للتقوية بتعدد الطرق كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، والمتن غير منكر.
حكمها: المفسرون والمحدثون يعملون على روايتها والتفسير بها، فإذا تضمنت هذه المرويات حكما شرعيا، فمن أهل العلم من يشدد في ذلك إلا أن توجد له قرائن تقويه كالعمل به.
المرتبة الثانية:الضعف الشديد، من غير أن يظهر في المتن نكارة. و المراد بالضعف الشديد هو ما كان إسناده واهيا غير معتبر كأن يكون أحد رواة الحديث متروكا لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو اتهامه بالكذب، و أهل الحديث يشددون في روايتها، و بعض المفسرين الكبار يختار بعض هذه المرويات و يترك بعضها.
حكمها: ليست حجة في التفسير، ولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة رضوان الله عليهم.
المرتبة الثالثة: المرويات الموضوعة على الصحابة في التفسير.
حكمها: فهذه لا يجوز روايتها إلا على سبيل التحذير منها أو للاستفادة منها في علل المرويات.

القسم الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن.
حكمه:ضعيف ولا تصح نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.

القسم الرابع: صحيح الإسناد في الظاهر لكنه منكر المتن.
ونكارة متنه تدل على وجود علة خفية في إسناده تتبين بجمع طرق الرواية وتفحص أحوال الرواة. مع العلم أن مسألة نكارة المتن مسألة اجتهادية.
حكمه: إذا تبينت النكارة و العلة لم يصح نسبة الرواية للصحابة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 01:55 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:


س1: عدد مراتب طرق التفسير.
1/أحسن الطرق وأجلها تفسير القرآن بالقرآن
2/ثم تفسير القرآن بالسنة
3/ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة
4/ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
5/ثم تفسير القرآن بلغة العرب
6/ثم تفسير القرآن بالإجتهاد المشروع

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
ماأصاب فيه المجتهد من العلماء مراد الله تعالى فقد وفق للكشف عن بيان الله للقرآن بالقرآن ،وماأخطاء فية أوأصاب المعنى دون معنى فلايصح أن ينسب للتفسير الإلهي للقرآن

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1/مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن اسماعيل الصنعاني
2/تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقن بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي
3/تفسير القرآن بكلام الرحمن لأبي الوفاء الآمر تسري الهندي
4/أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
1/أحدايث تفسيرية فيها بيان على معنى الآية أومعنى متصل بالآية
2/أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية لكن يمكن أن تفسر فيها الآية بنوع من أنواع الإجتهاد وهذاء الإجتهاد قد يكون ظاهر الصحة والدلالة وقد يكون محل نظر واحتمال

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
خلاصة القول (رواية ):
هذاء الحديث ضعفة جماعة من أهل اعلم لأجل الإنقطاع في إسنادة وجهالة الحارث بن عمرو ،
وقال الترمذي: هذاء الحديث لانعرفه إلا من هذاء الوجه وليس إسناده عندي بمتصل
وقال البخاري عنه: في التاريخ الكبير لايصح وهو مرسل
خلاصة القول من حيث (الدراية ):

فإنّه فُهم منه أنة لايقضي بالسنة إلا إذاء لم يجد شئ في كتاب الله ،والذي فهم هذاء من أهل العلم أعل الحديث ,قالوا أن طاعة الرسول صلى الله علية وسلم واجبة في كل حال ولاتكون موقوفة على عدم وجود النص بالقرآن وإنما يجب الأخذ بهما جميعا ،فالسنة مبينه للقرآن
ومن أهل العلم من لم يفهم الحديث بهذه الطريقة ،واستدلوا بهذاء الحديث على تقديم النص على الرأي ،وعلى ترتيب الأدلة ،والترتيب عندهم ترتيب ذكري لاإحتجاجي

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
*لكثرة أجتماعهم مع الرسول صلى الله علية وسلم واستماعهم لخطبة ووصاياه وحضور مجالسة
*رضا الله عنهم وتزكيته لهم وطهارة نفوسهم ومافضلوا به من الفهم الحسن والعلم النافع والعمل الصالح
*علمهم بالتفسير والقراءات والأحرف السبعة ومانسخت تلاوتة
*علمهم بمواضع النزول والوقائع وأسبابة وأحواله
*فصاحة لسانهم العربي ونزوله بلغتهم وفي ديارهم
*سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت يعد زمانهم

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
1/أن يقول كل واحد بما بلغة من العلم ،ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغة
2/أن يفسر أحدهم بمثال أو جزء من المعنى ويفسر الأخر كذلك فيصبح من المشترك اللفظي
3/أن يقصد به معنى تفسرة الآية فيفسرة تنبيها وارشادا ،ويفسر غيره الآية على ظاهرها
4/يدرك بعضهم معنى الآية ومقصدها فيفسرها ،ويفسرها غيرة على ظاهرها
5/أن يسأل أحدهم سؤال ويكون جوابة بآية من القرآن فينقل على أنه تفسير للآية
6/أن يكون أحدهم متمسك بنص منسوخ لم يعلم ناسخة
7/أن يكون مستند أحدهم النص والآخر الإجتهاد
8/أن تكون المسألة أجتهادية فيجتهد كل واحد منهم
9/يفسر بعضهم على اللفظ والآخر على النزول

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
1/مايكون ضعفة بسبب نكارة متنة
2/مايكون ضعفة بسبب نكارة سنده وله ثلاثة أنواع:
*الضعف اليسير كأن يكون من مراسيل الثقات أو فيه انقطاع يسير ،فهذه يتحدثون بها الأئمة أن لم تشتمل على حكم شرعي
*الضعف الشديد كأن يكون أحد رواتة متروك الحديث ،وهذه المرتبة ليست حجه في التفسير
*الموضوعات على الصحابة وهذاء النوع لاتجوز روايته إلا على سبيل التبيين

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
لايحمل على الرفع مطلقا ،فما كان صريحا في نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع لأنة نقل حادثة وقعت في زمن الرسول صلى الله علية وسلم والصحابة عدول فيما ينقلون

قال أبو عبد الله الحاكم:الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديثٌ مُسند
ومراده بالمُسند هنا: المرفوع.
وماكان لبيان معنى آية فهذاء له حكم إجتهاد الصحابة في التفسير

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 محرم 1438هـ/7-10-2016م, 08:08 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.

1- تفسير القرآن بالقرآن.
2- تفسير القرآن بالسنة.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم.

5- تفسير القرآن بلغة العرب.
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
بلى، يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، ويعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى دون وجود نصّ صريح في المسألة.
وقد يصيب المجتهد وقد يخطئ، فما أصاب فيه مراد الله تعالى فقد وفق فيه للكشف عن البيان الإلهي للقرآن، وما أخطا فيه أو في بعضه فلا ينسب للبيان الإلهي.

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي.
3. تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي.
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.

هي نوعان:
1- أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بها.
مثالها: ما رواه أبو هريرة وأبو موسى رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق)
ففي تفسيرها قولان مشهوران:
الأول: أن المراد ساق الله تعالى وهو التفسير النبوي صح تفسير الآية به من حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري، وهو قول عبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي ورواية عن قتادة.

الثاني: أن المعنى "يكشف عن كرب وشدة" وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ورواية عن قتادة، وهو قول تحتمله اللغة لولا ما صح من التفسير النبوي.

وكثير من المفسرين ذكروا القولين معا، مع إيمانهم بالأحاديث الصحيحة على مذهب السلف، أما المعتزلة ومن تبعهم فسلكوا مسلك التأويل.

2- أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية، ولكن يمكن أن تفسر بها اجتهادا، وقد يكون ظاهر الصحة والدلالة، أو يكون فيه بعد، أو محل نظر.
مثاله: ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن طاووس بن كيسان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».
فليس في الحديث نصّ على لفظ اللمم، لكن فهم منه ابن عباس معنى اللمم.


س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
الحديث رواه الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة، عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟» قال: أقضي بكتاب الله.قال: «فإن لم تجد في كتاب الله؟».
قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في كتاب الله؟» قال: أجتهد رأيي، ولا آلو؛ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: «الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسولَ الله» رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وغيرهم.
ضعفه جماعة من أهل العلم لعلة في سنده ومتنه.

أما علة سنده (رواية): فانقطاع سنده وجهالة حال راويه الحارث بن عمرو.
وأما علة متنه (دراية): فلأنه فهم منه أنه لا يصار إلى السنة إلا إذا لم يجد حكما في القرآن، وليس بصواب، فإن السنة مبينة للقرآن ولابد من الأخذ بالقرآن والسنة معا، بل إنها قد تنسخ القرآن على الراجح عند أهل العلم.
ومن أهل العلم من فسر الترتيب على أنه ترتيب ذكري لا احتجاجي، لأن السنة حجة في جميع الأحوال، وعلى هذا فالمتن معناه صحيح.

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1- كثرة اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وصلاتهم معه خمس مرات في اليوم، واستماعهم لخطبه ووصاياه، وحضورهم لمجالسه؛ وتلقّيهم القرآن منه، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه؛ وتنوّع معاملاتهم معه.
2- تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته إيّاهم، وتأدّبهم بالأدب النبويّ المبارَك.
3- رِضَا الله تعالى عنهم، وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم، وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح.
4- علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
5- علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله، معرفة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم.

6- فصاحة لسانهم العربي، ونزول القرآن بلغتهم، وفي ديارهم، وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعدهم.
7- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعدهم.
فكانوا رضي الله عنهم أقرب طبقات الأمّة إلى فهم مراد الله تعالى بكتابه، وأقرب إلى فهم مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة بيانه للقرآن، فهم أئمة التفسير ومناره.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
1- أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2- أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى.

3- أن يقصد بعضهم إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
4- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
5- أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
6- أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، وهذا في الأحكام.
7- أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
8- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
9- أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول.


س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
هما نوعان:
الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم.
الثاني: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، ومتنه صحيح، فعلى ثلاث مراتب:
1- الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، وقد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تشمل حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في قبولها.
2- الضعف الشديد، وهو ما يكون إسناده واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة، فمن أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي منها ويدع. وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة.

3- الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.

لا يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً، فما كان صريحاً في نقل سبب النزول فله حكم الرفع؛ لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.
أما ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية؛ فيأخذ حكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
مثاله: ما رواه ابن جرير عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} قال: أنتم يا أهل حروراء). فعلي رضي الله عنه يرى أن الآية تتناولهم، فهم وإن كانوا مسلمين إلا أنهم شابهوا الكفار في هذا المعنى.

فهو من قبيل التفسير، وليس سببا للنزول.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 02:41 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير
المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
مراتب طرق التفسير
1. تفسير القرآن بالقرآن
2. تفسير القرآن بالسنة
3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة
4. تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
5. تفسير القرآن بلغة العرب
6. تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم قد يدخل الاجتهاد فى تفسير القرآن بالقرآن وفيه يعتمد المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير أن يكون فيها نصّ صريح في مسألة التفسير فما أصاب فيه المجتهد مرادَ الله تعالى فقد وفق وما أخطأ فيه أو أصاب فيه بعض المعنى دون بعض فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى التفسير الإلهي للقرآن.

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن:
1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي.
3. تفسير القرآن بكلام الرحمن لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي.
4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي.

س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
والأحاديث النبوية المتعلقة بالتفسير على نوعين:
النوع الأول:أحاديث تفسيرية فيها نصّ على معنى الآية أو معنى متّصل بالآية.
ومن أمثلة هذا النوع حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: (يوم يُكشف عن ساق).
والنوع الآخر: أحاديث ليس فيها نصّ على معنى الآية لكن يمكن أن تفسّر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحّة والدلالة على المراد وقد يكون فيه بعد وقد يكون محلّ نظر واحتمال.
ومن أمثلة هذا النوع ما في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن طاووس بن كيسان عن أبيه عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه).
فهذا الحديث ليس فيه نصّ على لفظ اللمم لكن فهم منه ابن عباس معنى اللمم.

س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
الحديث الذي يرويه الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟)
قال: أقضي بكتاب الله.
قال: (فإن لم تجد في كتاب الله؟).
قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله؟)
قال: أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: (الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسولَ الله) رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وغيرهم.
الخلاصة فى أقوال أهل العلم بخصوص هذا الحديث فى موضوع ترتيب طرق القضاء رواية ودراية أن القرآن والسنة يؤخذ بهما معا فالسنة مبينة للقرآن وهى تابعة له والترتيب المذكور فى الحديث ترتيب ذكر وليس ترتيب الحجة وقصد بذلك الترتيب عدم تقديم الرأى على النص ولا تقديم دليل السنة على دليل القرآن.
وعلى هذا فالمتن صحيح ليس فيه ضعف أما ضعف السند فهو كما ذكر فى قول الترمذى والبخارى

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
كثرة اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلاتهم معه خمس مرات في اليوم واستماعهم لخطبه ووصاياه وحضورهم لمجالسه وتلقّيهم القرآن منه وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه وتنوّع معاملاتهم معه.
تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكتاب والحكمة وتزكيته إيّاهم وتأدّبهم بالأدب النبويّ من أجلّ أسباب انتفاعهم بالقرآن العظيم وفهمهم لمعانيه وتيسّر العمل به كما قال الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) والصحابة أوفر الناس حظاً بهذه الآية.
رضَا الله تعالى عنهم وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم وما فضلوا به غيرهم من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح.
علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم.
فصاحة لسانهم العربي ونزول القرآن بلغتهم وفي ديارهم وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم.
سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم وما قذفت به كلّ فرقة من الشبهات والتضليلات.

فالصحابة رضي الله عنهم كانوا أقرب طبقات الأمّة إلى فهم مراد الله تعالى بكتابه وأقرب إلى فهم مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة بيانه للقرآن وهم أئمة هذا العلم ومنار طريقه.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير:
1. أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2. أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.
3. أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
4. أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
5. أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية.
6. أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه ويكون هذا في الأحكام.
7. أن يكون مُستنَد أحدهم النص ومستند الآخر الاجتهاد.
8. أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
9. أن يفسّر بعضهم على اللفظ ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.

س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير:
النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه.
والنوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده.
وهذا النوع الأخير على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير.
كأن يكون من مراسيل الثقات أو فيه انقطاع يسير أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه ونحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق والمتن غير منكر فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد.
وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها
والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير.
وهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
بخصوص قول الصحابة فى نزول الآيات على نوعين:
النوع الأول: ما كان صريحاً في نقل سبب النزول
وهذا له حكم الرفع لأنه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الله الحاكم: (الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديثٌ مُسند). أى له حكم الرفع
والنوع الثاني: ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية.
وهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير
وعلى ذلك فإنّ قول الصحابي: (هذه الآية نزلت في كذا) قد يراد به صريح سبب النزول وقد يراد به التفسير أي أن معنى الآية يتناوله.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 08:02 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
من غفل عن معرفة طرق التفسير الصحيحة, تاه وضل, فهي المنارات للسائرين في هذا الطريق, تريهم ما يحتاجون إليه من آلات يميزون بها الصحيح من السقيم, والحق من الباطل, والعالم من الجاهل وتبرز أهمية معرفتها في هذا الزمان الذي خاض فيه الكثيرون في تفسير القرآن, مع جهلهم بطرقه وأئمته, فحادوا عن طريق السلف, أئمة الهدى, وجاؤوا بالعجب, فضلوا وأضلوا, وفتنوا الناس عن دينهم بما أحدثوه من أقوال ظاهرة البطلان, لم يقل بها أحد من أئمة التفسير من السلف, عدا عن مصادمتها لأصول الشريعة, ولما جاءت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة.

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
في هذا تفصيل, فتفسير القرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النص الصريح في القرآن, وهذا كقوله تعالى مبينا المراد ب"الطارق:"والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب", فهو صريح في البيان, ومتصل بموضع الآية المفسرة.
ومنها ما تكون الاية المفسرة في موضع, والآية المفسرة لها في موضع آخر, مثل قوله تعالى في سورة الفاتحة:"صراط الذين انعمت عليهم", وهم المذكورين في سورة النساء:"ومع يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا", وهذا النوع يكون منه ما يسهل الوقوف عليه لتشابه الألفاظ في الآيتين, ومنه ما يحتاج إلى فقه ومزيد علم, فلا يتفطن له إلا العلماء الأفذاذ, وفي هذا يحصل التفاضل بينهم, وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما, ممن فتح الله عليه في هذا, ببركة دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام له.
النوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نص صريح, فيجتهد المفسر في استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى, من دون أن يكون هناك نص صريح في مسألة التفسير, ولعدم وجود النص الصريح, ولكونه يرجع إلى اجتهاد المفسر, فقد يصيب وقد يخطئ فيه, أو قد يصيب بعض المعنى دون الآخر, فإن أقام المجتهد أدلة صحيحة على تفسيره, أفاد تفسيره العلم اليقيني, وإن قصر تفسيره عن اليقين, وأفاد غلبة الظن, أو أفاد وجها معتبرا في التفسير, أو إن أخطأ فيه, أو لم يصب كامل المعنى الصحيح, أو كان تفسيره محل نظر, فلا يفيد اليقين ولا يصح نسبته إلى التفسير الإلهي.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
من أجل طرق التفسير, وأعلاها منزلة: تفسير القرآن بالقرآ،, فالله تعالى أعلم بمراده من كلامه سبحانه, لذلك اعتنى أهل العلم بهذا النوع من التفسير, ونقل عن السلف الكثير من الأمثلة في هذا النوع, مثل ما روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم, كذلك من جاء بعدهم من كبار المفسرين, وأشهرهم وأكثرهم عناية به: إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى, وتعاقب هذا في عدد من المفسرين في كل زمان, وقدمه المفسرون على غيره من أنواع التفسير, ولا تكاد تخلو كتب التفسير المعتبرة منه, مع تفاضل العلماء فيما يجتهدونه في هذه الطريقة من إيداد معنى الآية في آية أخرى, وقد اعتنى المفسرون بتفسير القرآن بالقرآن عناية بالغة, وأفردوا له الكتب بالتأليف, , مثل ما فعل الشيخ محمد أمين الشنقيطي, صاحب أضواء البيان, وكتاب تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي .

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
قال تعالى:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات", وقال علي رضي الله عنه:" القرآن حمال وجوه", وقد توسع أهل الأهواء في تفسير القرآن, فاعتقدوا ثم دللوا على معتقداتهم بنصوص القرآن بتكلف واضح, ولما استحال عليهم التحريف اللفظي للقرآن,جنحوا إلى تحريف المعنى محاولين اثبات ما انحرف من اقوالهم ومعتقداتهم, كما فعل المعطلة في الاستدلال بقوله تعالى:"ليس كمثله شيئ", على نفي الصفات عن الله تعالى, وأهملوا الشق الاخر من الآية, الذي فيه الإثبات, وكما فعل الجبرية: نفاة الحكمة والتعليل لما استدلوا بقوله تعالى:"لا يسأل عما يفعل", لبيثبتوا ما ذهبوا إليه من ضلال وفساد قول.
ومثل هذا التفسير يرد ولا يقبل, ولا يعد من التفسير الإلهي للقرآن بالقرآن, بل هو تفسير القرآن بالرأي المذموم, لأنه فقد شرطي صحة تفسير القرآن بالقرآن, وهما:
- صحة المستدل عليه, فلا يكون المستدل عليه معنى باطلا دلت الأدلة على بطلانه, ولا يخالف كذلك أصلا صحيحا في النصوص أو الإجماع.
- صحة وجه الدلالة.
فالتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال يرد, ويحكم عليه بأنه تفسير بدعي خاطئ.

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بكلام الله, وأعلم الناس بمراد الله, وهو إمام المجتهدين، واجتهاده عليه الصلاة والسلام, في التفسير, كاجتهاده في غيره, فهو معصوم أن يقر على خطأ, فإن أصاب أقره الله على اجتهاده, مثل اجتهاده بترك هدم الكعبة لأن الناس كانوا حديثي عهد بكفر, فأقره الله على ذلك, وإن أخطأ في اجتهاده, ينزل الوحي بالبيان والتصحيح, كجوابه عليه الصلاة والسلام, لمن سأله إن كان يغفر للشهيد كل شيئ, كما جاء في الحديث حيث سأله رجل: أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر", ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كيف قلت"؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين, فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك", فقد نزل الوحي بتصحيح اجتهاده عليه الصلاة والسلام, وبيان استثناء الدين.
وكذلك اجتهاده عليه الصلاة والسلام, في تفسير الآية:"استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم", حيث صلى على عبدالله بن أبي لما مات, وقال لعمر لما سأله متعجبا:"لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت", فنزلت:"ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون", فلم يصل عليه الصلاة والسلام, بعدها على منافق, ولم يقم على قبره, امتثالا لكلام ربه.

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون هم فئة ضالة, من صنائع الإنجليز أيان استعمارهم للهند، زعيمها أحمد خان, بدأ بتفسير القرآن بالعقل، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، وجاء بعده عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن, داعيا إلى أن يكون القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع..
فهذه الطائفة الضالة, أعرضت عن السنة وأنكرتها, وزعمت الاستغناء عنها, واستغناء القرآن عنها, وزعموا أن الواجب الأخذ بالقرآن وحده, لأنه كلام الله, وغيره من كلام البشر, فضلوا ضلالا كبيرا, وفسروا القرآن بالعقل والهوى, وأحدثوا في دين الله ما ليس منه, حتى إن يعضهم يسجد في الصلاة على ذقنه, متأولا الاية:"يخرون للأذقان سجدا", ولهذا زعموا أن لا حاجة للمسلمين للبحث في صحيح الحديث وضعيفه, حيث إن القرآن هو مصدر التشريع الوحيد للمسلمين, ولهم جمعيات وهيئات منتشرة تحمل أسماء مختلفة, وتجمعهم عقيدتهم الفاسدة, وتأثرهم واضح جلي بالمستشرقين, حيث يبثون الشبه بين المسلمين, ويشككون بشرعية الاحتجاج بالسنة, أو تفسير القرآن بها, وفي هذا خطر عظيم, فلا يقوم الدين بغير السنة, ولا يمكن أن يعزل القرآن عنها, فهذا فيه ضياع للدين, وفتح المجال لمن شاء بأن يفسر القرآن كيفما اتفق, وبما وافق عقله, وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام, عنهم, فقال:"ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ", وقد قال عمران بن حصين لرجل شكك في السنة وحجيتها:إنك رجل أحمق ، أتجد الظهر في كتاب الله أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ! ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسرا ! إن كتاب الله تعالى أبهم هذا ، وإن السنة تفسر هذا .

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
الصحابة من حيث العموم, هم أعلم الناس, وخير من فهم كلام الله عز وجل, لصحبتهم واجتماعهم بالرسول عليه الصلاة والسلام, وفصاحة لسانهم, وعلمهم بالقراءات والأحرف السبعة, وسلامة قلوبهم من الأهواء والفتن, أما فيما بينهم فيتفاضلون في العلم بالتفسير, بحسب كثرة اجتماعهم وملازمتهم للرسول عليه الصلاة والسلام, وبحسب ما عندهم من الفقه والعلم والإيمان, فليس أبي بكر وعمر رضي الله عنهما, كغيرهما من الصحابة, لذلك كان علماء الصحابة وكبرائهم, مثل: الخلفاء الأربعة ومعاذ بم جبل, وأبي بن كعب, وابن مسعود, وزيد بن ثابت, وعائشة بنت الصديق, وغيرهم, مزيد عناية بالقرآن والتفسير, وقد قال مسروق بن الأجدع:"لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ".

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
فسر الصحابة رضوان الله عليهم, القرآن بالقرآن, وفسروه بالسنة, وفسروه بما شاهدوه من وقائع التنزيل, وفسروه باللغة العربية, وكانوا يجتهدون في فهم النص, وفي تفسير مالا نص فيه, واجتهادهم أقرب إلى السلامة والصواب من اجتهاد غيرهم:
1- تفسيرهم القرآن بالقرآن: هذا مما اعتنوا به عناية بالغة, لأن لا أحد أعلم بمراد الله من كلامه, مثله سبحانه, ومثاله تفسير ابن عباس رضي الله عنهما, لما سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه بعض الصحابة رأيهم في المرأة التي ولدت لستة أشهر, فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال:"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا"، وقال:"والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة", فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها.
2- أما تفسيرهم القرآن بالسنة: فهو على نوعين:
الأول: تفسير نصي صريح, إما أن يكونوا قد سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام, عنه, أو يكون مما عرفوه من أسباب النزول, أو تكون الآية صريحة بالدلالة على معناه ومثاله سؤال أمية بنت عبد الله عائشة عن قول الله عز وجل: "وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله"، وعن قول الله عز وجل:"من يعمل سوءا يجز به", فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"هذه متابعة الله عز وجل للعبد مما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفقدها، فيفزع لها فيجدها في ضبنه، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير".
الثاني: الأحاديث التي يستدل بها على التفسير بدون نص عليه, ومثاله: قول ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه".
3- أما تفسيرهم بما يعرفون من وقائع التنزيل التي شاهدوها, فمثاله: سؤال عروة بن الزبير عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى:"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما"، فقال عروة: فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت له عائشة رضي الله عنها: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه، كانت: لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلَّل، فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى الآية:"إن الصفا والمروة من شعائر الله".و قالت :"وقد سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما".
قال عروة: ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إن هذا لعلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون: أن الناس, إلا من ذكرت عائشة , ممن كان يهل بمناة، كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله، كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا، فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟
فأنزل الله تعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله".
قال أبو بكر: "فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما، في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة، والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام، من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت".
4- أما تفسيرهم القرآن بلغة العرب, فلأن القرآن أنزله الله عربيا مبينا, وكان أكثرهم استعمالا لهذه الطريق ابن عباس رضي الله عنهما, وقد قال عنه عكرمة:"كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعرا من أشعارهم". مثل تفسيره لقوله تعالى:"وما وسق", قال:"وما جمع"، وقال: ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا.
5- اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم في التفسير بالرأي عند الحاجة من غير تكلف، واجتهادهم أقرب إلى الصواب, لصحبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام, والأخذ منه, وشهودهم وقائع التنزيل, وفصاحة لسانهم, وسلامة قلوبهم من الهوى والفتن, وورعهم, رضي الله عنهم, ومثاله:اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة, حيث قال:"إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء: إن الكلالة ما خلا الولد والوالد".
وفلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه", وقد صح تفسير الكلالة من حديث جابر رضي الله عنه في، بما يوافق تفسير أبي بكر رضي الله عنه.

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
الأولى: مرتبة لها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وما صح منها فهو حجة في التفسير, وهي أنواع:
- يكون فيها التصريح بالسماع عن النبي عليه الصلاة والسلام.
- مراسيل الصحابة.
- ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يقله صحابي يعرف عنه الأخذ من اهل الكتاب, هذا مع ورع الصحابة, وتثبتهم فيما يرونه عن النبي عليه الصلاة والسلام, فهذا يدل على أخذهم إياه عن النبي عليه الصلاة والسلام.
- قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
الثانية: أقوال صحت عن الصحابة في التفسير، ولم يختلفوا فيها، فهذا يعتبر من إجماع الصحابة الذي هو أعلى وأقوى أنواع الإجماع.
الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهو على نوعين:
1-: اختلاف تنوع، وهو ما لا تعارض فيه بين الأقوال, مع صحتها, فهي حجة على ما يعارضها من أقوال أخرى.
2- اختلاف تضاد لا بد فيه من الترجيح, فهذا يجتهد فيه العلماء لمعرفة أصح الأقوال وأقربها للأدلة الشرعية.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 10:13 PM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

حل مجلس المذاكرة لطرق التفسير

س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
- التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته و هو الذي من دلالة الخطاب يُحصل به العلم الضروري إذا بلغه هذا الخطاب بلاغا صحيحا بوجه لا تقوم به الحجة و يخرج من ذلك من لم يبلغ و من بلغ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه مثال ذلك قول الله (( و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا )) فالتوحيد صريح الفهم من هذه الآية و كذلك النهي عن الشرك و لا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه بلاغا صحيحا .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة فالنبي صلى الله عليه و سلم فسر القرآن بالقرآن و فسر القرآن بلغة العرب و كذلك تفاسير الصحابة و التابعين .
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن؟
شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن شرطان :
الشرط الأول : صحة المستدل عليه .
الشرط الثاني : صحة وجه الدلالة .
فلا يمكن أن يخالف التفسير أصلا صحيحا من القرآن و السنة و إجماع السلف فأي تفسير لمعنى باطل دلت الأدلة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل . و قد يكون وجه الدلالة ظاهرا مقبولا و قد يكون خفيا صحيحا و التفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة للتلقي و الاستدلال يعتبر تفسير باطل .
ومثال ذلك:
قول الله (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض) يفهم من ذلك عموم الإستغفارفيرد إلى المحكم (ويستغفرون للذين آمنوا)
.
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة..
1- التفسير القولي : و هو من قول النبي صلى الله عليه و سلم .
مثال : قال صلى الله عليه و سلم في تفسير قول الله تعالى (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) . قال تشهده ملائكة الليل و ملائكة النهار.
2- التفسير الفعلي : و هو من فعل النبي صلى الله عليه و سلم .
مثال : تفسير النبي صلى الله عليه و سلم لمعنى إقامة الصلاة في قوله تعالى (( و أقيموا الصلاة )) بأدائه للصلاة أدائا يبين فيه أركانها و واجبتها و شروطها و قال (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) .
3- التفسير بالإقرار : و هو موافقة النبي صلى الله عليه و سلم لقول أو لفعل .
مثال : إقرار النبي صلى الله عليه و سلم لعمر رضي الله عنه لما نزل قول الله تعالى (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) في شأن رجل أذنب فقال الرجل أهي في خاصة أو في الناس عامة فقال عمر بل هي للناس عامة فضحك النبي صلى الله عليه و سلم و قال صدق عمر .
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي
1- إنه تفسير معصوم من الخطأ و النبي صلى الله عليه و سلم قد يجتهد في التفسير لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه (( إن هو إلا وحي يوحى )) .
2- تفسير النبي للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ :
مثال : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه و سلم ((يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم )) .
3- تفسير النبي قد يكون معه إخبار عن مغيبات لا تُعلم إلا بالوحي :
مثال : حديث علقمة إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فذلك قوله (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت )) .
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير..
كان الصحابة رضي الله عنهم على قدر كبير من التورع عن القول في القرآن بغير علم و ليس هذا بغريب فقد أدبهم النبي صلى الله عليه و سلم فأحسن تأديبهم فلزموا رضي الله عنهم تأديبه و هديه :
مثال : حديث عبد الله بن عمرو بن العاص حينما ذهب إلى النبي فسمع صوت رجلان اختلفا في آية فخرج عليهم و وجهه ملئ بالغضب فقال (( إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب )) فكان أثر ذلك التأديب عليهم واضحا .
و مثال ذلك :
- حينما ’سئل أبو بكر رضي الله عنه عن آيه في كتاب الله قال* أي أرض تقلني و أي سماء تظلني إن قلت في آية في كتاب الله بغير ما أراد الله *.
- و كان حزم عمر و قوته حاميا لجناب القرآن و عُظم القول فيه و السؤال عنه و رادعا للمنافقين و الذين في قلوبهم مرض مثل قصته مع صبيغ التميمي . و أما الذين يسألون و يسترشدون و يتفقهون و يتعلمون فكان لينا معهم .
مثال : ابن عباس رضي الله عنه مكث سنة يخشى أن يسئل عمر رضي الله عنه عن اللاتي ظاهرتا النبي فلما سئله قال : حفصة و عائشة فقال ابن عباس كنت أريد أسئلك من سنة و لكن لم أستطع هيبة لك قال له عمر فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فاسئلني فإن كان لي علم أخبرتك .
و قد نشأ جيل الصحابة على التعظيم لكتاب الله لا يتكلفوا ولا يتنازعوا في القرآن و بلغ الصحابة التابعين لهم بإحسان فأخذوها بإحسان .
مثال : قال زياد بن جرير أتيت عمر بن الخطاب فقال لي هل تدري ما يهدم الإسلام ؟ يهدمه زلة عالم أو جدال منافق بالقرآن و حُكم المضلين .
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في التفسير أصلا قليل جدا و أكثر ما روي عنهم من مسائل الخلاف إسناده غير صحيح و ما صح إسناده على نوعين :
1- اختلاف تنوع ما يصح فيه الجمع بالأقوال دون الحاجة إلى ترجيح و أكثرهم من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى :
مثال : اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى .
قال أبي بن كعب : هو مصائب الدنيا و قال ابن مسعود يوم بدر و قال ابن عباس الحدود فتفسير أبُي أعم و تفسير ابن مسعود تفسير بالمثال و تفسير ابن عباس لدقيق فهمه على سعة دلالة الأية .
2- اختلاف تضاد ما يحتاج فيه إلى الترجيح و عامة هذه المسائل فما يكون الخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح .
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟ ((أ
نعم كانوا يجتهدون فى التفسيرعند الحاجة وإجتهادهم أقرب للصواب لأنهم صحبوا النبى صل الله عليه وسلم فعلمهم وأرشدهم وشهدوا نزول الوحى.
مثال : إجتهاد الصديق أبى بكر رضى الله عنه فى تفسير الكلالة أنه قال:إنى رأيت فى الكلالة رأيا فإن كان صوابا فمن الله وحده لاشريك له وإن كان من خطأ فمنى والشيطان والله منه برىء إن الكلالة ماخلا من الولد والوالد.
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويات عن الصحاية من حيث الصحة والضعف إلى أريعة أقسام :
1- صحيح الإسناد صحيح المتن:
فهذا النوع يحكم بثبوته عن الصحابى رضى الله عنه فهو حجة فى التفسير.
2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن:
وهوكثير فى كتب التفسير وهو على ثلاث مراتب:
*مايكن ضعفه بسبب نكارة متنه.
*مايكن ضعفه بسبب ضعف إسناده سواء كان ضعف يسير/أو يكون ضعف شديد ويكون الإسناد واهيا/أو الموضوعات عن الصحابة فهذه لاتحل روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة.
3- ضعيف الإسناد ومنكر المتن:
يحكم بضعفه ويرد ولايصح نسبته إلى الصحابة رضى الله عنهم.
4- صحيح الإسناد وفى ظاهر الأمر منكر المتن:
ومرويات هذا النوع قليلة جدا فى كتب التفسير.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 10:34 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس العاشر طرق التفسير

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
تظهر أهمية معرفة طرق التفسير من وجوه:
- تعلق هذه المسألة بعلم التفسير المتعلق بكتاب الله تعالى وفهم مراده وهذا مما جعل أئمة التفسير يشيرون إليها ويعتنون ببيانها.
- تعين على معرفة الصحيح من السقيم والأصيل من الدخيل مما يقال في تفسير كلام الله، فإن مالا يستند إلى هذه الطرق المعتبرة من أقوال تنسب إلى أهل العلم التجريبي وغيرهم ممن لا صلة لهم بكتاب الله وسنة نبيه ولا بلغة العرب فلا عبرة به.
- أن دراسة هذه الطرق يشعر طالب العلم بتمام منة الله عليه بتكفله ببيان معاني كتابه بطرق موثوقة مأمونة، وهذا من تمام حفظ الكتاب العظيم .
- بها يتأكد لدى طالب العلم مكانة السنة وحجيتها وأنها المصدر الثاني للتشريع والمستند الأول لبيان كلام الله بعد القرءان خلافًا لما ينادي به أهل الهوى والضلال من القرءانين ومن رضي بشبههم.
ولذلك كان الإلمام بهذه الطرق ومعرفة تفاصيلها وقواعدها وأحكامها من أهمّ الأصول التي ينبغي أن يُعتنى بها.

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
في المسألة تفصيل:
أما النوع الأول: أي: التفسير الذي مستنده النصّ الصريح في القرآن.
كقول الله تعالى: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}؛ ففسر المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب، فهذا نصّ صريح في التفسير من القرءان ، لا مخالف له ولاشك أنه يفيد اليقين
وأما النوع الثاني: وهو الاجتهادي من غير اعتماد على نصّ صريح في مسألة التفسير.
فمنه ما يفيد اليقين، وهو ما استطاع فيه المفسر المجتهد أن يقدم دلائل صحيحة تفيد العلم اليقيني .
ومنه ما يقصر عن ذلك فيفيد غلبة الظن أو قد يأتي بوجه معتبر في التفسير وقد يجانب الصواب أصلاً . وفي كليهما لاشك أنه بعيد عن إفادة اليقين.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
لقد اعتنى العلماء والأئمة بهذا النوع من التفسير وظهور ذلك متكاثر فيما نقل عنهم في التفسير .
وقد روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن؛ وغالب ذلك مما يجتهدون فيه ويستدلون عليه بالقرءان.
ومن أشهر من اعتنى بهذا الباب إمام المفسّرين محمّد بن جرير الطبري وإسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي.
ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
إن هذا الأمر لاشك من الأمور المهمة والتي ينبغي التفطن لها من قبل طلاب العلم، فليس كل من زعم أن ما يذكره هو تفسير بالقرءان ،كان كلامه مقبولًا ، فإن للمسألة ضوابطها وأصولها التي تحكمها وقد توسع بعض المفسرين وتكلفوا تكلفًا ظاهرًا ، وكذلك يوجد من استغلوا ذلك لترويج بدعهم .
ومن ذلك كثرة استدلال نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}. وهذا اجتهاد غير مقبول لأنه مخالف للنصوص ولا يصح اعتباره من التفسير الإلهي .
وكثرة استدلال نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل} على ردّ ما يثبت خلاف معتقدهم؛ فيذكرون أموراً لا تليق بحكمة الله جلّ وعلا من لوازم أقوالهم الباطلة،. والأمثلة على ذلك كثيرة غير ما ذكر.

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
ورد في في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي من حديث ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: " لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه؛ فقام إليه فلما وقف يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله! أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا: كذا وكذا؟ يعدّ أيامه.
قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرتُ قال: أخّر عني يا عمر! إني خيرت فاخترت وقد قيل لي: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت».
قال: ثم صلى عليه ومشى معه؛ فقام على قبره حتى فرغ منه.
قال: فعجب لي وجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم؛ فو الله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}.
قال: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله).
يدل الحديث السابق على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في فهم النص وفيما لا نص فيه بل هو إمام المجتهدين صلى الله عليه وسلم
والاجتهاد منه في القرءان لاشك أنه أقرب إلى الصواب من غيره؛ لأنه لا أعلم بمراد الله بعد الله من رسول الله
ولا يقره الله على اجتهاد أخطأ فيه بل يصحح له ولأمته، كما يدل الحديث السابق وهذا من لوازم الأمر بالاقتداء به وامتثال سنته ، وقد يجتهد ويصيب ويقره الله تعالى على اجتهاده كما ثبت من اجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم وغير ذلك من الشواهد على ذلك.

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هي فئة تزعم الاكتفاء بالقرءان دون السنة واعتباره مصدرًا وحيدًا للتشريع، زعموا أنه لا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن.
تأسست على يد أحمد خان في الهند في القرن 19 م بإيعاز من أعداء الله لغزو المسلمين في دينهم من أنفسهم.
وتكمن خطورتها في الشبهات التي تبثها وفي أصلها الذي اعتمدت عليه؛ إذ أن إلغاء الأخذ بالسنة فيه تحريف لما شرع الله وبث للبدع في الدين ، وإلغاء لكثير من الأحكام والتشريعات الثابتة بالسنة.

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك
.
قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ» والإخاذ هو مجتمع الماء وهو مايشبه الغدير .
يدل قول مسروق السابق دلالة واضحة على تفاضل الصحابة في التفسير، بحسب قربهم من النبي صلى الله عليهم وملازمتهم له وعنايتهم بالأخذ عنه فهم متفاوتون في ذلك؛ ولذلك فمنهم مصدرون في هذا الباب كالعلماء من الصحابة وقرّائهم وكبرائهم كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
طرق الصحابة في التفسير كمايلي:
1- تفسير القرآن بالقرآن: و مثاله ما فسر به ابن عباس رضي الله عنه من {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقوله : {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} فاستفاد من الثانية في تفسير الأولى واعتبار الحمل ستة أشهر.
2- تفسير القرآن بالسنة:وهو نوعان :
- الأول: تفسير نصّي صريح إ مما سألوا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم، وإما من معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية.
- الثاني: أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه.
ومثال الأول: ما رواه الدارمي عن مسروق، قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، أرأيت قول الله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} أين الناس يومئذ؟ قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «على الصراط».
وأما الثاني فمثاله: ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه»
3- تفسير القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل مثاله : ما ورد في البخاري من حديث خالد بن أسلم، قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله} قال ابن عمر رضي الله عنهما: «من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال».
4- تفسيرالقرآن بلغة العرب، ومن ذلك ما قاله مسمع بن مالك: سمعت عكرمة قال: «كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم»
5- التفسير بالاجتهاد .فقد كانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير واجتهادهم هو الأولى الأقرب للصواب من غيرهم لأنهم عايشوا عصر التنزيل
ومن ذلك : اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب:
الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
- ما صرح فيه بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم.
- مراسيل الصحابة.
- ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل .
- قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
فما صحّ مما سبق فهو حجّة في التفسير.
الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع.
الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها.
الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 11:20 PM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي


المجموعة الأولى:



س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير
معرفة طرق التفسير تفيدنا في معرفة الصحيح من الخطأ فهي كالمنارات تهدي المفسر للوصول إلى تفسير كلام الله عز و جل على مراد الله عز و جل.


س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن يدخل فيه اجتهاد العلماء، و معلوم أن العلماء يصيبون و يخطئون، فمن أتى بدلائل صحيحة فتفسيره يفيد اليقين و ما كانت دلائله دون ذلك فبحسب صحة أو ضعف أدلته.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن
اعتنى العلماء بتفسير القرآن بالقرآن عناية بالغة لأنه من أفضل مراتب التفسير و أصحها، و نذكر منهم: ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم...
ثم جاء من بعدهم علماء من كبار المفسرين اعتنوا بهذا الأمر نذكر منهم:بن جرير الطبري و بن كثير و الشنقيطي..
.
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن
التوسع في تفسير القرآن بالقرآن يمكن أن يوقع بعض المجتهدين في التكلف بأن يحملوا النصوص ما لم تحمله من معاني, و هذا منهج أهل الأهواء و البدع الذين يستدلون بالقرآن على بدعهم و ضلالاتهم من نفي لصفات الله تعالى و تفسير بالأهواء إلى غير ذلك. .

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
كان الرسول صلى الله عليه و سلم إمام المجتهدين و كان معصوما لا يقر على الخطإ، لأنه إن أخطأ صوبه الله عز و جل، و كان ذلك في عديد من المسائل:مثل الصلاة على المنافقين كأبي بن سلول، و مثل أخذ الغنائم قبل الإثخان في الأرض إلى غير ذلك.
فكل ما صح على النبي صلى الله عليه و سلم هو حجة.

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون طائفة ضالة زعمت الإكتفاء بالقرآن و عدم الحاجة إلى السنة لأنها غير صحيحة عندهم، فأحدثوا فتنا و ضلالات و بدعا كثيرة و أصبحوا جماعات و فرق يجمعهم تكذيب السنة و التشكيك فيها، و خطرهم كبير و عظيم جدا على الأمة؛ إذ معلوم أن السنة وحي من الله عز و جل و التكذيب أو التشكيك فيها كفر يخرج من الملة إذ بالسنة يفهم القرآن و تفهم أحكام العبادات و تفاصيلها و أحكام المعاملات وتشعيباتها و تدرك محاسن الأخلاق و غير ذلك من الخير العظيم الذي تحتويه السنة المطهرة.

س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك
نعم كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.
هؤلاء كبار و علماء الصحابة كانوا مشتغلين أكثر من غيرهم في مسائل العلم بالتفسير...

س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم
1/تفسير القرآن بالقرآن
2/تفسير القرآن بالسنة
3/تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل
4/تفسير الصحابة بلغة العرب
5/اجتهاد الصحابة.

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير

النوع الأول:ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع:
1/ما أخذه على النبي و صرح بذلك.
2/مراسيل الصحابة.

3/ما لا يقال بالرأي والاجتهاد.
4/قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
إن صحت عنهم فهي حجة.

المرتبة الثانية:أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع.

المرتبة الثالثة:ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين:
1.اختلاف تنوّع... مجموع الأقوال حجة .
2.ختلاف تضادّ ..القول الراجح هو حجة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 12:47 AM
خالد يونس خالد يونس غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 211
افتراضي

مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير

القسم الأول:من المقدمات إلى تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم
المجموعة الأولى:

س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
معرفة طرق التفسير تيسر للمتعلمين تعلمها والبحث في موضوعاتها بما يمكنهم من التدرج في موضوعات علوم التفسير. فمعرفة هذا التقسيم توضح الطريق للمتعلّم.
ودراسة هذه الطرق وضبط مسائلها وأحكامها من أهمّ الأصول التي ينبغي لطالب علم التفسير أن يجتهد في تحصيلها و يتدرب على تطبيق قواعدها.



ومعرفة طرق التفسير تمكن المفسر والباحث في معاني الآيات من اختيار أحسن الوسائل التي تمكنه من الوصول إلى مطلوبه فأحسن هذه الطرق تفسير القرآن بالقرآن ، ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة ، ثم بأقوال التابعين ومن تبعهم بإحسان ، ثم تفسير القرآن بلغة العرب وبالاجتهاد.
كما يمكنه ذلك من الترجيح حال التعارض فقد تجتمع في المسألة الواحدة طرق متعددة من طرق التفسير.

س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد
اليقين؟
تفسير القرآن بالقرآن من أفضل طرق التفسير وهو في نهاية الأمر اجتهاد من العلماء في بيان معاني القرآن انطلاقا من الأيات. وهو على نوعين :
- تفسير مستند على النص الصريح
- وتفسير اجتهادي غير معتمد على نص صريح.
فليس كل تفسير للقرآن بالقرآن صحيح مقبول فمنه ما يكون فيه خلل في صحة المستدل عليه ومنه ما يكون فيه وجه الدلالة ضعيفا أو منعدما. بل ومن أهل البدع والفرق من اعتمد على تأويل خاطئ للاستدلال على بدعته وضلالته. فلا يكفي أن يستعمل المجتهد أدوات تفسير القرآن بالقرآن لاعتبار قوله موافقا للتفسير الإلاهي.
والملخص أن تفسير القرآن بالقرآن لا يفيد اليقين إلا إذا كان معتمدا على نص صريح قطعي الدلالة أو إذا أقام المفسر الدلائل الصحيحة التي تفيد العلم اليقيني.

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
يعتبر تفسيرالقرآن بالقرآن أنفس طرق التفسير وأجلها ولذلك ظهرت أمثلة كثيرة لتفسير القرآن بالقرآن في ما نقل عن أئمة التفسير كابن عباس ومجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد. وهذه النقول في مجملها استدلالات بالقرآن على صحة المعنى. كما ألف في هذا النوع جماعة من كبار المفسرين كابن جرير وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان. وأفرد جماعة من العلماء كتبا لتفسير القرآن بالقرآن كالصنعاني صاحب مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن و أبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي صاحب كتاب تفسير القرآن بكلام الرحمن.

س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
الخطر في تفسير أهل الأهواء للقرآن بالقرآن هو قوة الشبهات التي يبثونها في الأمة لأن القرآن حمال أوجه منه محكم ومنه متشابه فأهل الأهواء هم الذين يضربون بعض الآيات ببعض ويتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. فيكثرون من الاستدلال ببعض الآيات على غير ما فهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها
ومن أمثلته :
- كثرة استدلال نفاة الصفات على بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
-
كثرة استدلال بعض الجبرية بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل}
اذا عارضهم أحد على ذكرهم أمورا باطلة لا تليق بحكمة الله جلّ
- كثرة استدلال الخوارج بقوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}

س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في فهم الآيات، كما كان يجتهد فيما لا نصّ فيه.
فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله، كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم.
ومما أخطأ فيه فإن الله يبينه ولا يقرّه على خطئه، وذلك كاجتهاده يوم بدر في اتخاذ الأسرى قبل الإثخان في الأرض، واجتهاده في التصدي للكفار وإعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة وصلاته على ابن سلول.

س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
القرآنيون هم فرقة يضربون القرآن بالسنة فيزعمون الاكتفاء بالقرآن متجاهلين الأمر الذي جاء في القرآن باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في صفة الصلاة ومناسك الحج وغيرها من أنواع البيان المذكور في الآية {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}. وقد نشأت هذه الطائفة في الهند في القرن التاسع عشر ميلادي، وكان زعيمهاأحمد خان. وفي مصر تزعم هذه الطائفةأحمد صبحي منصور.

وخطر فتنتهم أنهم يمهدون لأصناف البدع في العبادات والاعتقادات بنفيهم للسنة فكم من صاحب بدعة ألجمه حديث واحد وكم من مسلم نفعه الله بحديث فجنبه أكبر الفتن. فترك السنة سبيل إلى الضلال المبين كيف لا وقد النبي صلى الله عليه وسلم((من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).

س
7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير فمنهم من له فضل وسبق في العناية بحفظ القرآن ومعرفة دلالاته وأسباب نزوله ومن أجلهم وأعلمهم بالتفسير الخلفاء الراشدون وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبي الدرداء وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري.
قال مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ».


س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
طرق التفسير عند الصحابة متنوعة نذكر منها :
1- تفسيرهم للقرآن بالقرآن ومثاله استدلال ابن عباس على أن أقل الحمل ستة أشهر. وينسب هذا الاستدلال أيضا إلى علي ابن أبي طالب.
2- تفسيرهم للقرآن بالسنة :وفيه نوعان :
1.2- تفسير نصي صريح منه ما رواه مسلم عن مسروق بن الأجدع عند سؤاله أم المؤمنين ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى}؟
فقالت: أنا أوَّل هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض»
2.2-أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه.
ومثاله ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه»
3-تفسيرهم بما يعرفو من أسباب النزول :;ومثاله ما جاء في صحيح البخاري من قول ابن عمو في تفسير :{والذين يكنزون الذهب والفضة، ولاينفقونها في سبيل الله}قال فيها«من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال»
4-
تفسيرهم بما يعرفون من لغة العرب :قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر»رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
5- اجتهاداتهم في التفسير:ومثالهاجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»

س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تختلف أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير من حيث الحجية على مراتب:
1-
ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيكون حجة في التفسير، فمنه ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهمراسيل الصحابةومنه ما لا يقال بالرأي ممن لا يعرف بروايته عن أهل الكتاب. ويلحق بهذا الصنف قول الصحابي الصريح في سبب النزول.
2- ما أجمعوا عليه من أقوال في التفسير فهذه حجّة أيضا.
3-
ما اختلفوا فيه وينقسم إلى نوعبن : اختلاف تنوع فيكون مجمعها حجة على من يعارضها. واختلاف تضاد فلا بد من الترجيح عندها.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 01:00 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

المجموعة الثالثة
الجواب الأول :
طرق التفسير متعددة ولكنها على مراتب :
1- أعلاها وأفضلها وأحسنها تفسير القرآن بالقرآن .
2- تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم .
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم بإحسان من الأئمة الربانيين .
5- تفسير القرآن بلغة العرب .
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع .
وكل هذه الطرق يعين بعضها بعضا ، فالنبى صلى الله عليه وسلم فسر القرآن بالقرآن ، كما فسره بلغة العرب . أيضا تفاسير الصحابة رضى الله عنهم فيها استعمال لتفسير القرآن بالقرآن ، واستعمال لتفسير القرآن بالسنة واستعمال لتفسير القرآن بلغة العرب ، كما فيها اجتهاد فى التفسير .
وقد تجتمع فى تفسير مسألة واحدة أكثر من طريقة من طرق التفسير . وقد يكتفى فى طريقة من هذه الطرق بالنص لوضوح دلالته على المراد ، وقد يحتاج معه إلى اجتهاد . والاجتهاد يكون فى تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بلغة العرب. وسمى العلماء هذه الطريقة ، الاجتهاد ، بالتفسير بالرأى ؛ وقسموها إلى رأى محمود ورأى مذموم . ووضعوا شروطا للتفسير بالرأى المحمود وهى : صحة التفسير فى نفسه ، صحة الدلالة عليه ، عدم مخالفته لدليل نصى أو إجماع . ومن خالف هذه الشروط فيعتبر تفسيره بالرأى مذموم .



الجواب الثانى :
نعم , يدخل الاجتهاد فى تفسير القرآن بالقرآن . فإذا أصاب فيه المجتهد مراد الله تعالى فينسب تفسيره إلى تفسير القرآن بالقرآن ، أما إذا أخطأ أو أصاب بعض المعنى دون الباقى فلا ينسب اجتهاده إلى تفسير القرآن بالقرآن . يجدر التنويه على أن هذه الطريقة من طرق التفسير يعمل فيها المفسر على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى ولا يكون فيها نص صريح .


الجواب الثالث :
من المؤلفات فى تفسير القرآن بالقرآن :
- مفاتيح الرضوان فى تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الصنعانى .
- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد فراهى الهندى .
- تفسير القرآن بكلام الرحمن لأبى الوفاء ثناء الله الآمر تسرى الهندى .
- أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الجكنى الشنقيطى ، وهو من أجل الكتب فى هذا النوع وأعظمها نفعا .


الجواب الرابع :
الأحاديث المتعلقة بالتفسير نوعين : أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية ، أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية ولكن يمكن أن تفسر الآية بها .
- الأحاديث التفسيرية التى فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية ، ومثال ذلك :
مارواه الدارمى فى سننه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إذا جمع الله العباد فى صعيد واحد نادى مناد : ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ، ويبقى الناس على حالهم ؛ فيأتيهم فيقول : ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا ؟ فيقولون : ننتظر إلهنا ، فيقول : هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ؛ فيكشف لهم عن ساقه ؛ فيقعون له سجودا ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة ، وذلك قول الله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) " .
وهذا الحديث ورد فيه نص على معنى الآية . وقد ورد قول آخر تحتمله اللغة فى تفسير الآية وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة ؛ والمعنى : أنه تعالى يكشف عن كرب وشدة . وذكر كثير من مفسرى أهل السنة القولين كما فعل ابن كثير فى تفسيره مع إيمانه بما صح من أحاديث صفة الساق على ما يليق لله تعالى .
أما المعتزلة والأشاعرة فقد سلكوا مسلك التأويل فى الآية .
- أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية ولكن يمكن تفسير الآية بها.
وهذا النوع يدخله الاجتهاد ويتفاضل العلماء فى استنباط المعانى المتصلة بالآيات من الأحاديث ، ومثال ذلك :
ما ورد فى الصحيحين عن ابن عباس رضى الله عنه قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم :" إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العين النظر ، وزنا اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهى ، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه ." فهذا الحديث ليس فيه نص على لفظ اللمم ولكن ابن عباس رضى الله عنه استنبط منه معنى اللمم .


الجواب الخامس :
روى الحارث بن عمرو عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال :" كيف تقضى إذا عرض لك قضاء ؟ قال : أقضى بكتاب الله . قال : فإن لم تجد فى كتاب الله ؟ قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فإن لم تجد فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا فى كتاب الله ؟ قال : أجتهد رأيى ولا آلو ؛ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال : الحمد لله الذى رسول رسول الله لما يرضى رسول الله ." رواه أحمد والدارمى وغيرهم .

بالنسبة لرواية الحديث : ضعفه جماعة من أهل الحديث لانقطاع إسناده وجهالة حال الحارث بن عمرو ولعلة فى متنه . وقال الترمذى : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندى بمتصل .
بالنسبة لمتن الحديث : معلوم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة فى كل حال وليست موقوفة على عدم وجود نص من القرآن ، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معا لأن السنة مبينة للقرآن .
فبعض أهل العلم فهم من الحديث السابق أنه لا يقضى بالسنة إلا فى حال لم يوجد شيئا يقضى به فى كتاب الله . ومن أهل العلم من لم يفهم هذا المعنى المستنكر والذى ذكره من اعترض على
متن الحديث . ولكنهم استدلوا بهذا الحديث على ترتيب الأدلة القرآن أولا ثم السنة ، فإذا اجتمع فى المسألة دليل من القرآن وآخر من السنة يقدم ذكر دليل القرآن وبعده يذكر دليل السنة كبيان
له .


الجواب السادس :
أوجه تفضيل تفسير الصحابة على تفسير من جاء بعدهم :
- كثرة اجتماعهم بالنبى عليه الصلاة والسلام ، وصلاتهم معه ، واستماعهم لخطبه وتلقيهم القرآن منه ، وتمكنهم من سؤاله عما أشكل عليهم كل ذلك أثر فى فهمهم للقرآن ومعانيه .
- تأدبهم بالأدب النبوى من أعظم أسباب انتفاعهم بالقرآن وتيسير العمل به ، قال تعالى " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين " والصحابة رضوان الله عليهم كانوا أوفر الناس حظا بهذه الآية .
- طهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم وما فضلوا به عن غيرهم من الفهم والعلم الصحيح والعمل الصالح وكل ذلك كان له عظيم الأثر فى فهم معانى القرآن .
- أيضا علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته .
- علمهم بمواضع النزول وشهودهم لوقائعه وأحواله ولا يماثلهم أحد فى هذا الوجه ممن أتى بعدهم .قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه :" والله الذى لا إله غيره ، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت ، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت ، ولو أعلم أحدا أعلم منى بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه "
- أيضا فصاحة لسانهم العربى وسلامتهم من اللحن والضعف الذى حدث بعد زمانهم ، ونزول القرآن بلغتهم وفى ديارهم .
- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التى حدثت بعد زمانهم .
فلذلك كانوا رضوان الله عليهم أقرب إلى فهم مراد الله من كلامه تعالى ، وتفسيرهم له أفضل من تفسير من جاء بعدهم .


الجواب السابع :
اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم فى التفسير له أسباب وهى :
- أن يقول كل واحد منهم بما بلغه من العلم فى المسألة فيكون تمام المعنى بحاصل ما بلغهم .
- قد يكون فى الآية مشترك لفظى أو أسلوبى ، فيفسر أحدهم بجزء من المعنى ويفسر الآخر بجزء آخر .. أى يفسر كل واحد الآية ببعض معناها .
- قد يُسأل أحدهم عن مسأله فيجيب عليها بآية من القرآن ؛ فينقل قوله على أنه تفسير لتلك الآية .
- قد يكون أحدهم متمسكا بنص منسوخ لم يعلم ناسخه ، ويكون هذا فى الأحكام .
- قد يكون مستند أحدهم النص ومستند الآخر الاجتهاد .
- قد تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها .
- قد يفسر أحدهم على سبب النزول لعلمه به ، ويفسر الآخر على اللفظ .


الجواب الثامن:
مراتب الضعف فيما روى عن الصحابة رضوان الله عليهم :
- أولا : ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه .
- ثانيا : ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده وليس فى متنه نكارة ، وهو على ثلاث مراتب :
* الضعف اليسير كأن يكون من مراسيل الثقات أو فيه انقطاع يسير أو فيه راو ضعيف الضبط . وهذه المرويات جرى عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها إلا أنها تتضمن حكما شرعيا .
* الضعف الشديد وهو ما يكون إسناده غير معتبر لكون أحد رواته متروك الحديث ،أو متهم بالكذب . وهذه المرويات يشدد فى روايتها أهل الحديث ، ومن المفسرين الكبار من ينتقى منها . وقد تساهل بعض المفسرين فى ذلك وحذفوا الأسانيد اختصارا وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضوان الله عليهم .
* الموضوعات على الصحابة فى التفسير ، وهذه لا تحل روايتها إلا لبيان فائدة يُستفاد منها فى علل المرويات . واشتهر برواية الموضوعات رواة ضعفاء متهمون بالكذب لهم تفسير فى زمانهم مثل محمد بن السائب الكلبى ، وأبو الجارود الهمدانى .


الجواب التاسع :
ما قاله الصحابة رضوان الله عليهم صريحا فى نزول الآية فله حكم الرفع لأن الصحابة عدول فيما ينقلون . قال أبو عبد الله الحاكم :" الصحابى الذى شهد الوحى والترتيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت فى كذا وكذا فإنه حديث مسند " أى مرفوع . مثل قول جابر رضى الله عنه :( كانت اليهود تقول : من أتى امرأته من دبرها فى قبلها جاء الولد أحول ؛ فأنزل الله تعالى ) الآية " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم "
وما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم لبيان معنى تدل عليه الآية فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابى فى التفسير . مثل ما رواه ابن أبى حاتم عن زكريا القصاب قال : سألت أبا غالب عن قول اللع عز وجل :" ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " فقال : حدثنى أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" نزلت فى الخوارج حين رأوا تجاوز الله عن المسلمين ، وعن الأمة والجماعة قالوا : ياليتنا كنا مسلمين "وأبو غالب البصرى ضعيف الحديث فلا يصح رفعه إلى النبى عليه الصلاة والسلام . وهذا من قبيل التفسير وليس من صريح سبب النزول .
فقد يراد بقول الصحابى ( هذه الآية نزلت فى كذا ) صريح سبب النزول وقد يراد به التفسير بمعنى أن معنى الآية يتناوله .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 02:12 AM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
أولا: تفسير القرآن بالقرآن.
ثانيا: تفسير القرآن بالسنة.
ثالثا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
رابعا: تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين.
خامسا: تفسير القرآن بلغة العرب.
سادسا: تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع.
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
نعم يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن، حيث يقوم المجتهد باستخراج دلالة من آية معينة ثم يعتمد على تلك الدلالة في تفسير آية أخرى، وهذا الاجتهاد لا يكون قطعيا؛ فإن أصاب المجتهدُ مراد الله تعالى كان الاجتهاد صحيحا وإلا فهو اجتهاد خاطئ كليا أو جزئيا ولا تصح نسبته إلى التفسير الإلهي للقرآن.
س3: عددما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
الأول: مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن. محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني.
الثاني: تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان. عبد الحميد الفراهي الهندي.
الثالث: تفسير القرآن بكلام الرحمن. أبوالوفاء ثناءالله الآمرتسري الهندي.
الرابع:أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقرآن. محمد الأمين الجكني الشنقيطي.
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
الأحاديث المتعلقة بالتفسير نوعان:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية:
ينص فيها على معنى الآية أو معنى متصل بها.
من أمثلة هذا النوع:
ما ورد في حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري منتفسير قول الله تعالى: "يوم يُكشف عن ساق" أن المراد بها ساق الله تعالى جل عن الشبيه والنظير.
النوع الثاني: أحاديث يستنبط منها تفسير للآية باجتهاد تختلف درجاته من حيث القوة والضعف:
من أمثلةهذا النوع ما ورد عن ابن عباس في تفسير اللمم بما رواه أبو هريرة عن النبي صلى اللهعليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لامحالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلككله ويكذبه".
فهذا استنباط من ابن عباس رضي الله عنهما لتفسير معنى اللمم من حديث نبوي شريف.
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
أولا من حيث الرواية:
فإنهم أعلوه بعلتين
الأولى: من حيث الإسناد؛ فإن فيه انقطاع في إسناده، وفيه راو مجهول الحال هو الحارث بنعمرو.
الثانية: من حيث المتن. وهي راجعة إلى فهمهم للحديث؛ فتدخل في حيثية الدراية.
ثانيا من حيث الدراية:
للعلماء قولان:
الأول: من أعلَّ متنه رأى أن فيه معنى فاسدا وهو تقييد طاعة الرسول بعدم وجود ما يقضي به من، والصحيح القطعي أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال فيجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً.
الثاني: الاستدلال بهذا الحديث علىتقديم النص على الرأي، وعلى ترتيب الأدلة، فالقرآن أشرف رتبة من السنة، والسنةتابعة للقرآن مبيّنة له، والترتيب ذكري لا احتجاجي؛ فإن السنةحجةٌ في جميع الأحوال.
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير منجاء بعدهم.
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمهم وزكاهم وربّاهم.
الثاني: أنهم شهدوا التنزيل، وما احتفَّ به من وقائع وأحوال، وهذا يفضلهم من ناحية العلم بمواضع النزول، كما ورد عن علي رضي الله عنه قوله: "والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت".
الثالث: معاصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وكثرة اجتماعهم به في مختلف أمور العبادة والدنيا.
الرابع: تعلمهم المباشر من النبي صلى اللهعليه وسلم مصداق قول الله تعالى: "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة".الخامس: رضا الله تعالىعنهم، وتزكيته لهم.
السادس: علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسختتلاوته، كما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه في آية الرجم المنسوخة التلاوة.

السابع: فصاحةلسانهم العربي، وسلامتهم من اللحن والضعف الذيحدث بعد زمانهم.
الثامن: سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم،وما قذفت به كلّ فرقة من الشبهات والتضليلات.

س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
من أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ما يلي:

1- قول كل صحابي بمقتضى العلم الذي بلغه.
2-التفسير بالمثال أو بجزء من المعنى؛ حيث يتعدد التفسير بتعدد الأمثلة أو أجزاء المعنى كما يكون في المشتركات اللفظية.
3- التفاوت بين من يفسر الآية بظاهرها وبين من يفسر بمعان خفية تشملها دلالة الآية .
4- التفاوت بين التفسير بالظاهر والتفسير بمقصد الآية.
5-التفسير ببعض المعنى، كحصر معنى الآية في مسألة استدل عليها الصحابي بالآية؛ فيُنقل قولُه على أنه تفسير للآية.
6-تمسك الصحابي في حكم من الأحكام بنص منسوخ لا يعلم بنسخه.
7- التفاوت بين المستند إلى النص والمجتهد.
8- اختلاف الاجتهاد في المسائل الاجتهادية.
9- التفاوت بين من اعتمد على سبب النزول في تفسير الآية وبين من اعتمد على اللفظ المجرد.
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
الضعيف الذي يروى عن الصحابة نوعان:
النوع الأول: الضعف من حيث المتن.
والنوع الثاني: الضعف من حيث الإسناد، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى:الضعف اليسير:
مثل:مراسيل الثقات،و الانقطاع اليسير، أو ضعف الراوي اليسير، ونحو هذا مما يكون الإسناد فيه قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غيرمنكر.
حكم مرويات هذه المرتبة: قد جرى عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتهاوالتفسير بها ما لم تتضمّن حكماً شرعياً، فإن تضمنت حكما شرعيا: فمنهم من لا يقبلها إلا باحتفاف القرائن كجريان العمل به.
المرتبة الثانية: الضعف الشديد:
مثل: رواية المتروك الحديث والمتهم.
حكم هذا النوع: ليست حجّة في التفسيرولا تصح نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة.
المرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير:
حكمها: لا تحل روايتها إلا بالبيان أو الفائدة.


س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
لا؛ لأن أقوالهم في نزول الآية على نوعين:
النوع الأول: الصريح في نقل سبب النزول:
حكمه: له حكم الرفع؛ لأنه نقل لحادثة؛ والصحابة عدول فيما ينقلون.
النوع الثاني: ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية:
حكمه:حكم اجتهاد الصحابة في التفسير.
ومنأمثلته: ما ورد عن علي رضي الله عنه حين سئل عن قوله تعالى:"قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا"،قال: أنتم يا أهل حروراء.
المراد أن معنى الآية يتناول أولئك الخوارج لا أنهم سبب نزول الآية.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 02:17 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
مراتب طرق التفسير هي:
1- تفسير القرآن بالقرآن وهو أجل الطرق وأرفعها قدراً.
2- ويليه تفسير القرآن بالسنة .
3- ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4- ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين.
5- ثم تفسير القرآن باللغة العربية.
6- ثم تفسير القرآن بالراي والاجتهاد المشروع.
وهذه الطرق ليست متباينة ولكنها متداخلة يعين بعضها بعضاً على معرفة تفسير كلام الله.
--------
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
تفسير القرآن بالقرآن إذا كان صريحاً متصلاً بالآية أو منفصلاً عنها فلا يجوز لأحد مخالفته ولا يصح فيه الاجتهاد، لكن إذا كان تفسيراً للقرآن بالقرآن غير صريح فهذا يدخل فيه اجتهاد المفسر، حيث يجتهد المفسر ويستخرج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى ، بدون أن يكون هناك نص صريح في المسألة ، وهذا النوع يعد اجتهاد من المفسر يصيب فيه و يخطئ ، فما أصاب فيه فقد وفق للكشف عن بيان مراد الله ، وما أخطأ فيه فلا يصح أن ينسب اجتهاده إلى تفسير القرآن بالقرآن.
---------

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
قد أفرد بعض العلماء كتباً في التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرآن بالقرآن، ومن تلك الكتب:
1- مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني .
2- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي ، وهو كتاب قيم مطبوع.
3- تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي .
4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الشنقيطي ، وهو من أجل الكتب في هذا النوع وأعظمها نفعاً.
---------
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
يورد المفسرون في تفاسيرهم أحاديث نبوية على نوعين:
النوع الأول:أحاديث تفسيرية فيها نص من النبي صلى الله عليه وسلم على معنى الآية أو معنى متصل بالآية ، ومثال ذلك ما ورد في تفسير قوله تعالى:{ يوم يُكشف عن ساق}ورد في معناها الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول(إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون؛ فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم؛ فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟
فيقولون: ننتظر إلهنا.
فيقول: هل تعرفونه؟
فيقولون: إذا تعرَّف إلينا عرفناه؛ فيكشف لهم عن ساقه؛ فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى :{يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة).
والحديث حسن الإسناد وقد صُرح فيه بتفسير الآية .
النوع الثاني: أحاديث ليس فيها نص صريح على معنى الآية ؛ ولكن يمكن أن تفيد المفسر في بيان معنى الآية بنوع من الاجتهاد ، وهذا الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحة وقد يكون فيه بعد وقد يكون محتملاً .
مثاله ما ورد في معنى اللمم حيث قال ابن عباس رضي الله عنه ما رأيت ِشيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه).
فهذا الحديث ليس فيه نصّ على تفسير لفظ اللمم، لكن فهم منه ابن عباس معنى اللمم.
--------
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
الحديث المقصود هو الذي يرويه الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة، عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال:{كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟}
قال: أقضي بكتاب الله.
قال: {فإن لم تجد في كتاب الله؟}.
قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: {فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في كتاب الله؟}
قال: أجتهد رأيي، ولا آلو؛ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال:{الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسولَ الله}.
هذا الحديث من جهة الرواية:
ضعفه جماعة من أهل العلم لسببين: 1- انقطاع السند 2- جهالة حال الحارث بن عمرو راوي الحديث.
قال الترمذي عنه: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل).
وقال البخاري عنه:(لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل).
أما من جهة الدراية :
فمتن هذا الحديث أعله طائفة من أهل العلم، لأنهم فهموا منه أنه لا يقضي العبد بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله ، مع أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل حال ، وليست موقوفة على حال عدم وجود نص قرآني، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً؛ فالسنة مبيّنة للقرآن، وقد تخصص عمومه، وتقيّد مطلقه ، بل قد تنسخه على قول بعض أهل العلم.
ومن أهل العلم من لم يفهم من هذا الحديث هذا المعنى الغير مقبول ، ولكن استدل به على تقديم النص على الرأي ، وعلى ترتيب الأدلة ترتيباً ذكرياً وليس احتجاجياً ، فالسنة حجة في كل الأحوال وعند اجتماع الأدلة يقدم الدليل من القرآن على الدليل من السنة ويكون دليل السنة كالبيان له ، والاجتهاد في فهم النصوص ملازم لها.
والخلاصة أنه من جهة الرواية الحديث ضعيف رغم اشتهاره ، ومن جهة الدراية الحديث متنه صحيح غير معلول فللمتن وجه صحيح يحمل عليه .
----------

س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
الصحابة هم أطهر الناس قلوباً، وأعظمهم فهماً لكتاب الله، اختارهم الله لصحبة نبيه ، لذلك كان تفسيرهم للقرآن مقدم على تفسير من جاء بعدهم للأسباب الآتية:
1- لأن معلمهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ؛ علمهم القرآن وأدبهم وزكاهم ، فهم أعلم الامة بكتاب الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
2- شهدوا التنزيل وعرفوا مراد الله عز وجل من الآيات ، وعرفوا احوال النبي صلى الله عليه وسلم العامة والخاصة مما يقدمهم على غيرهم في فهم كلام الله.
3- كثرة اجتماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وتمكنهم من سؤاله عما يشكل عليهم ؛كان له عظيم الأثر في معرفتهم لمعاني ما يتلوه عليهم من القرآن.
4-حسن فهمهم ،وقوة عقولهم ، وطهارة نفوسهم ، جعلتهم في أعلى المراتب في فهم كلام الله.
5- علمهم بالقراءات والأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته.
6- علمهم بأسباب النزول ، ومواضع التنزيل ، وشهودهم لوقائعه ، مما له أعظم الأثر في فهمهم للقرآن وهذا الأمر لا يقاربهم فيه أحد.
7- فصاحة لسانهم وسلامتهم من اللحن الذي أصاب من جاء بعدهم.
8- رضَا الله تعالى عنهم وتزكيته لهم ، وما فضلهم به من حسن الفهم والعلم الصحيح والعمل الصالح.
9- سلامتهم من الأهواء وخلوهم من البدع وبعدهم عن الفتن .
المقصود أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أقرب طبقات الأمّة إلى فهم مراد الله تعالى بكتابه، وأقرب إلى فهم مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعرفة بيانه للقرآن، وهم أئمة هذا العلم، ومنار طريقه.
---------
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
من المعلوم قلة الخلاف في مسائل التفسير عند الصحابة، وغالبه من خلاف التنوع وليس التضاد، وما صحّ منه فله أسبابه.
- منها: أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
- ومنها:أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى، ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها .
- ومنها:أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
- ومنها:أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
- ومنها:أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
- ومنها:أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
- ومنها:أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
- ومنها:أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
- ومنها:أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.
--------
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
ما يروى عن الصحابة في التفسير إما صحيح المتن والسند فهذا لا إشكال فيه ،وإما ضعيف، والضعيف الذي يروى عنهم أقسام:
القسم الأول :ضعيف الإسناد منكر المتن ، وهذا يحكم بضعفه ويرد ولا تصح نسبته إلى الصحابة.
القسم الثاني :ضعيف الإسناد غير منكر المتن وهو كثير في كتب المفسرين المسندة، وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الاولى:الضعف اليسير القابل للتقوية بتعدد طرقه ، كأن يكزن من مراسيل الثقات أو راو ضعيف الضبط وهذه المرتبة جرى عمل الأئمة من المحدثين والمفسرين على روايتها.
المرتبة الثانية: الضعف الشديد كأن يكون الإسناد واهياً، أو أحد الرواة متروك الحديث ، فهذا النوع يشدد في روايته، وليس حجة في التفسير ، ولا تصح نسبته إلى الصحابة ، لكن من كبار المفسرين من ينتقي من مروياته.
المرتبة الثالثة:الموضوعات على الصحابة في التفسير ، وهذه لا تحل روايتها إلا لبيان حالها ، أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات.
وهناك القسم الأخير وهو صحيح الإسناد في الظاهر ولكنه منكر المتن ؛ وهذا قليل جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدل على علة خفية ، بجمع طرق الحديث يعرفها الأئمة النقاد، فإذا عرفت علته لا يصح نسبته إلى الصحابة .
------

س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
قول الصحابي في سبب نزول الآية على نوعين:
1- النوع الأول : الصريح ؛ كأن يحكي الصحابي الواقعة التي بسببها نزلت الآية ويصرح قائلاً ، فأنزل الله كذا ، أو فنزلت الآية.... وهذا النوع له حكم الرفع لأنه ينقل حادثة وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم عدول فيما يرونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مثال ذلك ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول؛ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {نساؤكم حرثٌ لكم.}الآية.
2- النوع الثاني:ما كان لبيان معنى تدلّ عليه الآية.
وهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير ، وليس له حكم الرفع.
مثال ذلك: ما رواه ابن جرير عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوَّاء عليًّا عن قوله: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} قال: أنتم يا أهل حروراء.
فهذا فيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن معنى الآية يتناولهم، وليس معناه أنها نزلت فيهم أو بسببهم.
---------

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 05:32 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضروري، من دلالة الخطاب لمن بلغه، وهو ما تبادر إلى الأفهام معرفة معناه من النصوص المتضمنة شرائع الأحكام ودلائل التوحيد، وكل لفظ أفاد معنى واحدا جليا يعلم أنه مراد الله تعالى
فقول الله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} صريح في الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك. وقوله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم} وقوله تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} لا يعذر أحد بجهالته إذا بلغه الخطاب بلاغا صحيحا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم قد يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
لصحة قول المفسر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول: صحة المستدل عليه.
الشرط الثاني: صحة وجه الدلالة.
يجب أن يطابق التفسير أصلا صحيحًا من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح، وكل تفسير تدل الأدلة الصحيحة على بطلانه واقتضى معنى باطلا فهو تفسير باطل، يدل على خطأ المفسر أووهمه أو تمحله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بالسنة على ثلاثة أنواع: قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراره، وكل ما أفهم بيان مراد الله تعالى بنص صريح فهو تفسير نبوي للقرآن.
مثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
ومثال التفسير العملي قوله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي))بأدائه للصلاة أداء بيّن فيه اركان الصلاة وواجباتها وشروطها.
وأما مثال تفسيره بالإقرار:اقراره لعمر بن العاص لما تيمم من شدة البرد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.

امتاز تفسير النبي صلى الله عليه وسلم على غيره بخصائص:
فمنها: أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقرارًا، فكل ما صح عنه صلى الله ليه وسلم في تفسيره فهو حجة’.
ومنها: قد يكون مع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها وكل ذلك حجة عنه صلى الله عليه وسلم.
ومن أمثلته: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم.
ومنها: أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه مغيبات لا تعلم إلا بالوحي ولها أمثلة كثرة منها: حديث البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة ــ رضي الله عنهم ــ يتورعون عن القول في القرآن بغير علم، وكان قدوتهم في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعوا هديه.
وقد وردت أحاديث تدل على ذلك:
منها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.

قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي
ومنها حديث عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» متفق عليه.
ومنها: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه».
وهذا من تأديب النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير نادر جدا وما صح عنهم في هذا الباب فهو على نوعين: ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى ومن أمثلة هذا النوع اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى: فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا.
وقال ابن مسعود: هو يوم بدر.
وقال ابن عباس: هو الحدود.
ويمكن الجمع بين الأقوال الثلاثة .نعم كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير من غير تكلف ولا ادعاء للعصمة، لامتلاكهم الأدوات التي تمكنهم من الاجتهاد.
ومن أمثلة اجتهادهم: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم أنواع المرويات عن الصحابة إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن، هذا النوع يحكم بثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راو ضعيف الضبط يكتب حديثه، فهذه قدر جرى عمل المحدثين من أئمة التفسير بها إلا أن تتضمن حكما شرعيا.
المرتبة الثانية: الضغف الشديد، وهو ما يكون الإسناد فيه واهيأ غير معتبر، فهذا النوع من أهل الحديث من يشدد في روايته ومن المفسرين الكبار من ينقي من مرويات هذه الطرق ويدع منها.
المرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير فهذه لا تصح روايتها الا على سبيل التبيين، أو لفائدة عارضة يستفاد منها في علل المرويات.
القسم الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن: فهذا النوع يحكم بضعفه ويرد ولاتصح نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
القسم الرابع: صحيح الاسناد في ظاهر الأمر لكنه منكر المتن، ومرويات هذا النوع قليلة جدا في كتب التفسير. وينبغي التنبه لهذا النوع لأن نكارة المتن قضية اجتهادية.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 06:52 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثالثة

المجموعة الثالثة:*
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة
4-تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين
5- تفسير القرآن بلغة العرب
6- تفسير القرآن بالإجتهاد المشروع
__________
س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟*
نعم يدخل الاجتهاد ويعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير نص صريح في مسألة التفسير
وهو اجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطأ
_____________
س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.*
1- مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للصنعاني
2- تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبدالحميد الفراهي الهندي
3- تفسير القرآن بكلام الرحمن لثناء الله الآمر تسري الهندي
4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد المختار الشنقيطي
__________
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
1- أحاديث تفسيرية نص فيها على معنى الآية مثل الحديث "فيكشف لهم عن ساقه " فهو تفسير للساق في قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " بأنها ساق الله تعالى
2- أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية لكن يمكن أن تفسر بها بنوع من أنواع الاجتهاد ( وهذا الاجتهاد قد يصيب أو يخطيء أو يكون محل نظر ) مثل قول ابن عباس " ما رأيت أشبه باللمم من حديث أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ... فالعين تزني وزناها النظر ... "
_______________
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
ضعفه جماعة من أهل العلم لنكارة متنه فإنه يفهم منه أنه لا يقضى بالسنة إلا إذا لم يجد شيئا في كتاب الله مع أن طاعة الرسول واجبة على كل حال وكذلك السنة تبين القرآن أو توضح مجمله أو تقيد مطلقه أو تخصص عامه .. كما أن الراجح نسخ السنة للقرآن غير أن الأمثلة معظمها فيه اعتراض وجيه
بعض العلماء قالوا بأن هذا لا يدل على نكرة المتن والترتيب ترتيب ذكري لا احتجاجي وأنه لا يصار إلى الرأي إلا بعد الأخذ بالدليل
_________
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1- كثرة اجتماعهم بالنبي وصلاتهم معه 5 مرات وحضورهم خطبه ووصاياه
2- تعليم النبي لهم الكتاب والحكمة وتزكيته إياهم وتأدبهم بالأدب النبوي المبارك
3- رضا الله عنهم وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم
4- علمهم بالقراءات والأحرف السبعة وما نسخت تلاوته
5- علمهم بمواضع التنزيل وشهودهم لوقائعه وأسبابه وأحواله
6- سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التى جاءت بعدهم
__________
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
- منها:*أن يقول كل واحد بما بلغه من أهل العلم ويكون الصحيح مجموع ما بلغهم
- ومنها:*أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى، ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.
- ومنها:*أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
- ومنها:*أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
- ومنها:*أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.*
- ومنها:*أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
- ومنها:*أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
- ومنها:*أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
- ومنها:*أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.*
____________
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
1- ما يكون ضعفه بسبب كونه منكر المتن وهو نوعان منكر الإسناد أيضا ولا يحتج به
أو أن يكون إسناده ظاهره الصحة ولكن طالما المتن منكر فيكون بالأسنان علة خفية
*ونكارة المتن قضية اجتهادية وقد يخرج له العلماء تأويل سائغ
2- ما يكون ضعفه بسبب كونه منكر الإسناد وهو على ثلاثة أنواع
1* أن يكون الضعف فيه يسيرا كمراسيل الثقات أو انقطاع يسير .. في به
2* ما يكون الضعف فيه شديدا كأم يكون الإسناد واهيا فيشدد فيه المفسرون
3* ما كان مكذوب موضوعا عليهم فلا يصح روايته إلا لبيان كذبه أو علته
__________
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
ما كان صريحا في كونه سبب النزول للآية فله حكم الرفع لأنه نقل لحادثة حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كلهم عدول
ما كان لبيان معنى في الآية فحكمه حكم اجتهاد الصحابة في التفسير

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 محرم 1438هـ/10-10-2016م, 12:57 AM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته؟
التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته أحد وجوه التفسير الأربعة التي ذكرها ابن عباس رضي الله عنه، حيث قال: " التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره".
تعريف هذا الوجه:
ما لا يعذر أحد بجهالته هي الآيات البينات التي تدل على المراد دلالة بينة ظاهرة في أمر من أمور الدين المعلومة بالضرورة للمسلمين.
وشرط ذلك: أن يكون قد بلغ المكلف بلاغاً صحيحاً، فخرج بقيد "بلغه" من لم يبلغه، وبقيد " بلاغاً صحيحاً " من بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة، كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه ومن في حكمه.
من أمثلته: قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)، وقوله تعالى: (ولا تدع مع الله إلهاً آخر لا إله إلا هو)، وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم).
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
لما كانت طرق التفسير ليست متمايزة ولا متخالفة بل فيها تداخل واشتراك كان اجتماع أكثر من طريق منها في مسألة واحدة أمراً ممكناً بل كثيراً؛ إذ أن تلك الطرق تأتلف ويعين بعضها على بعض ولا تختلف، فإن من التفسير النبوي ما هو من تفسير القرآن بالقرآن، ومن تفاسير الصحابة ما هو من تفسير القرآن بلغة العرب، ومن تفاسير التابعين ما هو تفسير بالسنة، والاجتهاد يدخل فيها جميعاً.
فتمييز هذه الطرق وتصنيفها لا يعني تمايزها وعدم تداخلها.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن؟
لصحة قول المفسر في تفسير القرآن بالقرآن شرطان:
الشرط الأول: صحة المعنى المستدل عليه في نفسه، فلا يكون المعنى باطلاً أو فيه ما يخالف أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف.
الشرط الثاني: صحة الطريق المؤدي للمعنى، بأن يكون وجه الاستدلال؛ إذ قد يكون المعنى صحيحاً في نفسه لكن ليس من هذا الطريق بل من طريق آخر. ولوجه الاستدلال أحوال من حيث الصحة:
- فقد يكون ظاهر الصحة والقبول.
- وقد يكون صحيحاً خفياً يدخله اجتهاد.
- وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محل نظر.
- وقد تكون دلالته جزئية على بعض المعنى، فيذكر وجهاً ويغفل عما سواه.
- وقد يكون صحيحاً في خصوص حال من الأحوال دون تعميم.
واختلال هذين الشرطين يوقع في التكلف والتمحل وليّ أعناق النصوص، ويؤدي إلى فيما وقع فيه أهل الأهواء والبدع من الضلالات والزيغ والأباطيل.
س4: بين أنواع تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بالسنة له نوعان:
النوع الأول: التفسير النبوي الصريح، وهي الأحاديث التفسيرية التي فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية، ومن أمثلة هذا النوع هذا النوع حديث أبي هريرة: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:"إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون؛ فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم؛ فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا؟
فيقولون: ننتظر إلهنا.
فيقول: هل تعرفونه؟
فيقولون: إذا تعرَّف إلينا عرفناه؛ فيكشف لهم عن ساقه؛ فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة".
النوع الثاني: تفسير القرآن بالسنة القائم على اجتهادالمفسر، وذلك بأن تُفسَّر الآيات بأحاديث لا يكون فيها نص على معنى الآية لكن يمكن أن تفسر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد، مثال ذلك ما روي عن ابن عباس، قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه".
فهذا الأثر عن ابن عباس تفسير للآية بحديث ليس فيه نص معنى الآية، إنما اجتهد ابن عباس في تفسيرها به.
س5: بين خصائص التفسير النبوي.
مما امتاز به التفسير النبوي من خصائص لا تكون في غيره ما يلي:
- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً، فكل ما ثبتت صحته بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حجة لا خطأ فيه.
- أنه تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون فيه توسيع مدلول الآية كما في حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قصر الصلاة في السفر وإن لم يكن ثمة خوف: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته"، فهذا توسيع لمدلول الآية: (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا).
- أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيه إخبار عن مغيبات لا تعلم إلا بالوحي، فمن ذلك حديث البراء بن عازب: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت)".متفق عليه.
س6: تحدث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشأن التفسير.
الصحابة – رضوان الله عليهم – تربوا على يد خير البشرية، ونهلوا من أعذب معين، فتأدبوا بأحسن الآداب، وتربوا خير تربية، وتعلموا من مدرسة النبوة تعظيم كتاب الله، وإعظام القول فيه بغير علم، وإجلال كلام الله عن الجدل والتماري والتخرص والقول فيه بغير علم. فإنهم شهدوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما سمع رجلين اختلفا في آية، فقال وهو يعرف في وجهه الغضب: "إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب"، وسمعوا قوله – صلى الله عليه وسلم -: " اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه "، وعلموا تحذيره من الذين يجادلون فيه ويتبعون متشابهه.
فأورثهم ذلك الأدب والتعظيم لهذا الكتاب العظيم حتى كان أجلاء الصحابة يتهيبون القول في كتاب الله فهذا أبو بكر يقول: "أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم"، وهذا عمر يقول في معنى الأب: "هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه".
والذي تربوا عليه من تعظيم كتاب الله أدبوا به من تحتهم، فلما ظهر صبيغ وكان يسأل عن كتاب الله سؤال تنطع وتكلف أدبه عمر وضربه ضرباً حتى دمي رأسه وذهب ما كان يجده فيه!
وكان يعمر يخاف الجدال في القرآن، فقال لأصحابه: " إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم ".
وقال ابن عباس لأصحابه: " لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم ".
س7: بين الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة في التفسير لا يخلو من أن يكون اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد.
فأما اختلاف التنوع فالجمع بين الأقوال ممكن، فهو يؤول إلى عدم الاختلاف إذ لا تعارض بين الأقوال ويمكن القول بمقتضاها جميعاً.
وأما اختلاف التضاد فلابد فيه من ترجيح بقرائن الترجيح وقواعده، مع إعذار صاحب القول المرجوح.
ومما يدعو إلى انتهاج هذا المسلك في الموقف من اختلاف الصحابة معرفة أن اختلافهم لا يخلو من سبب وجيه م أسباب الاختلاف بنوعيه، والتي منها:
- أن يقول كل واحد منهم بما بلغه من العلم.
- أن يفسر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى أو بلازمه.
- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسر بها ويفسر الآية بظاهر الآية.
- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلفون في الاجتهاد فيها.
وغير ذلك من الأسباب.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
اهتم الصحابة بتفسير كتاب الله ومعرفة معاني الآيات وكانوا في ذلك معظمين لكتاب الله متبعين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بلغهم عنه أخذوا بهن وما لم يبلغهم فيه شيء اجتهدوا في معرفة تفسيره بطرق الاجتهاد المعتبرة.
وكانوا يتفاوتون فيما يفتح على كل منهم في هذا الباب، فممن ظهر وبرز في ذلك حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو قد نهل العلم من كبار الصحابة الذين كان لهم في هذا الباب نصيب وافر كالخلفاء الأربعة وابن مسعود وأبي وأم المؤمنين عائشة وزيد ومعاذ وغيرهم، رضي الله عنهم جميعاً.
ولا ريب أن اجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم لما امتازوا به من أمور لا تتأتى في غيرهم، ولامتلاكهم من أدوات الترجيح ما لا يقاربهم فيه غيرهم، ولخلوه من التكلف والتنطع وادعاء العصمة.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في المراد بالكلالة حيث قال: " إني قد رأيت في رأياً، فإن كان صواباً فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء، إن الكلالة ما خلا الوالد والولد" فلما استخلف عمر رضي الله عنه قال: "إني لأستحي من الله أن أخالف أبا بكر في رأي رآه".
س9: بين أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم.
أنواع المرويات عن الصحابة:
- ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما لو كان مما لا يقال بالرأي ولم يكن الصحابي يأخذ عن أهل الكتاب، وكأسباب النزول الصريحة.
- ما اتفق عليه الصحابة من التفاسير فكان إجماعاً منهم.
- ما اختلفوا فيه اختلاف تنوع يمكن معه جمع الأقوال من غير تعارض.
وهذه الأنواع الثلاثة حجة.
- ما اختلفوا فيه اختلاف تضاد، فهذا يسلك فيه مسلك الترجيح.
أحكام المرويات عن الصحابة:
- صحيح الإسناد صحيح المتن فهذا النوع يحكم بثبوته.
- ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا الضعف لا يخلو من حالين:
· أن يكون ضعفاً يسيراً كمراسيل الثقات، وما فيه راو ضعيف الضبط يكتب حديثه، فهذا قد جرى عمل الأئمة على روايتها ما لم يكن فيها حكم شرعي.
· أن يكون ضعفاً شديداً كحديث المتروكين، وكاضطراب الحديث، فهذا محل نظر وتدقيق من المفسرين.
- ضعيف الإسناد منكر المتن، فهذا يحكم بضعفه.
- منكر المتن مع صحة الإسناد في الظاهر فهذا محل تفحص من الرواة لمعرفة علل الإسناد، فإذا علم لم ينسب للصحابة، وإن كان الحكم بنكارة المتن أمر اجتهادي.
- الموضوعات على الصحابة فهذا لا تحل روايته إلا للتبيين والتنبيه.
أعتذر عن التأخر لعارض صحي.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 9 محرم 1438هـ/10-10-2016م, 01:13 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير.
لكي يسير طالب العلم على نهج السلف الصالح والطريق القويم المستمد من مصادر الشريعة يهتدي بهدي الفرقة الناجية وهي التي قال عنها رسول الله : ( هي ما انا عليه وأصحابي )
وإلا سيكون ممن أضل وضل وغبن وفتن .
س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟
لا , ليس كل ما يعده المفسر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين , بل منه ما يفيد اليقين ومنه ما هو محل نظر على تفصيلٍ في ذلك :
1) تفسير مستنده النص الصريح وهذا لاشك أنه يفيد اليقين مثاله قوله تعالى : ( والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب )
سواء كان متصل هذا النص أو منفصل

2)التفسير الاجتهادي من المفسر الغير معتمد على نص صريح في مسألة التفسير , ( وهو تفسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة آية من آية أخرى من غير نص صريح , وهذا منه ما دلاته واضحة تفيد العلم اليقين ومنه ما هو محل نظر ومنه ما هو خاطئ .

س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن.
اعتنى العلماء اعتناء بالغاً في تفسير القرآن بالقرآن لأنه من اجل طرق التفسير وأشرفها فالله سبحانه وتعالى هو أعلم بمراده لذلك ترى كتب التفسير المعتبرة لا تخلو من ها النوع من التفسير بل هو مما تسابق إليه العلماء , فنجد روايات كثيرة لابن عباس ومجاهد وعكرمة اجتهدو فيها في تفسير القرآن بالقرآن وهي من التفسير الاجتهادي الذي ذكرنا حكمه سابقاً.
ومن العلماء من أفرد له مؤلفات خاصة منهم محمد الأمين الشنقيطي وعبد الحميد الفراهي الهندي .
س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن.
القرآن كما قال علي رضي الله عنه : " حمّال ذو وجوه " ومنه محكم ومنه متشابه ,فتكلف أهل الأهواء في تحميل آيات الله ما يخدم أهوائهم وضلالاتهم , منهم المعطلة الذين استدلوا على نفي صفات الله بقوله تعالى : ( ليس كمثله شئ )
واستدلال الجبرية بقوله تعالى : ( لا يسأل عما يفعل )
وصدق الله تعالى : ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتعبون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )
س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟
النبي صلى الله عليه وسلم إمام المجتهدين وهو يجتهد فيما عليه نص ومالا نص عليه لكنه مؤيد بالوحي فما أصاب أقره الله عليه وما اخطأ ولم يخطأ إلا في الشئ القليل وما أخطأ فإنه سبحانه يبينه له ولا يقره عليه كما جاءه من الوحي في أخذ الغنائم يوم بدر قبل أن يثخن في الأرض, وصلاته على المنافق ابن أبي .
س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟
هم طائفة زعموا الاكتفاء بالقرآن وأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن فكان نتاج ذلك بدعاً شنيعة وضلالات كثير حتى أحدثوا في صفة الصلاة من يسجد على ذقنه , وهذه الطائفة من صنائع الإنجليز في أرض الهند وكان مؤسسها اسمه أحمد خان , توجه إلى التفسير العقلي للقرآن وألغى السنة وتابعه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة, وكان لهم جمعيات ورموز تدعمهم وتعمل على نشر افكارهم وهدفهم هدم الدين بأيدي أهله .
س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك.
نعم فلكبار الصحابة وقرائهم مزية عن غيرهم وسابقة فضل في هذا العلم , مثل الخلفاء الأربعة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وجابر بن عبدالله وعبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وزيد د بن ثابت والحذيفة بن اليمان وأبي الدرداء وأبي بن كعب وأبي سعيد الخدري .
يقول مسروق بن الاجدع جالست اصحاب رسول الله فوجدتهم كالإخاذ فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة ومنهم من لو نزل به اهل الارض لاصدرهم ووجدت عبد الله بن مسعود من هذا الإخاذ .
س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم.
1) تفسير القرآن بالقرآن مثاله , أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟» فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة}
2) تفسير القرآن بالسنة وهو على نوعين :
· وهو إما بنص نبوي صريح كان مما سألوا عنه الرسول فأجابهم أو بسبب علمهم بسبب نزوله أو كان الحديث صريحا في الدلالة على الآية . مثاله :ما رواه مسروق بن الاجدع عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت : يا أبا عائشة ثلاثة من تكلم بهن فقد اعظم على الله الفرية ,قلت : ما هن ؟ قالت :من زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية .
قال : وكنت متكئاً فجلست , فقلت : يا أم المؤمنين انظرني ولا تعجلني , ألم يقل الله عز وجل : ( ولقد رآه بأفق المبين ) , ( ولقد رآه نزلةً أخرى )فقالت : أنا أول هذه الامة سال عن ذلك رسول الله , فقال : " إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين ,رايته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء إلى الارض "
· النوع الثاني أحاديث يستدل به على التفسير من غير نص صريح عليه .
مثاله : ما رواه ابن عباس قال : ما رايت شيئاً اشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة , فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق , والنفس تمنى وتشتهي , والفرج يكذب ذلك كله ويصدقه "

3) تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل :
ما رواه البخاري في صحيحه من طريق الزهري عن عروة بن الزبير قال : سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}، فو الله ما على أحد جناح ألا يطوف بالصفا والمروة ، قالت: بئس ما قلت يا ابن أخي ،إن هذه لو كانت مثل ما أولتها عليه، كانت : لا جناح عليه ألا يتطوف بهما ، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلَّل، فكان من أهلَّ يتحرَّج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) قالت عائشة رضي الله عنها: «وقد سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما».
4) تفسير الصحابة بلغة العرب :
كان من أكثرهم استعمالاً لهذا النوع ابن العباس .
ومن امثلته :
جاء ابن العباس اعرابيان يختصمان في بئر فقال احدهما للآخر أنا فطرتها : فقال ابن عباس لمجاهد : " خذها يا مجاهد فاطر السموات والأرض "
5)اجتهاد الصحابة في التفسير :
من امثلته : اجتهاد ابي بكر في الكلالة , فقال : " إن الكلالة خلا الولد والوالد "


س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
المرتبة الاولى :ما له حكم الرفع على النبي صلى الله عليه وسلم ( ما صرح الصحابي باذه من النبي صلى الله عليه وسلم ,مراسيل الصحابة ,وقول الصحابي الصريح في سبب النزول , وما لا يقال فيه بالرأي والاجتهاد ولم ياخذه عمن يروي عن بني إسرائيل , تأخذ هذه الأحوال مرتبة المرفوع عن الرسول لعلمنا بتورع الصحابة وتثبتهم عن القول عن الله ورسوله بغير علم .
المرتبة الثانية :أقوال عنهم صحت في التفسير اتفقوا فيها ولم يختلفوا فتأخذ حجية الإجماع .
المرتبة الثالثة :
ما اختلف فيه الصحابة وهي على نوعين :
1) اختلاف تنوع وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض .
2) اختلاف تضاد فيه , وهذا مما يجتهد فيه العلماء لاستخراج الراجح .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10 محرم 1438هـ/11-10-2016م, 05:59 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

o تقويم مجلس المذاكرة الأول o
لدورة طرق التفسير


بوركت جهودكم طلاب وطالبات المستوى الثاني ، تقبل الله سعيكم لطلب العلم ، ونثني على حرصكم على المتابعة أولا بأول ، نسأل الله أن يجعلكم من زمرة أهل العلم الذين هم ورثة الأنبياء والرسل .

الأخوة والأخوات :
إليكم بعض الملحوظات اليسيرة؛ نذكر بها من غفل عنها، وننبه على ملحوظات جديدة نوصي العناية بها مستقبلا .
-
الأسئلة التي تبدأ بـــ هل :
قلَّ منكم من أجاب بنعم أو لا، بل اكتفيتم بتفصيل الإجابة وقد لا يظهر للمتلقي الجواب وافيا .
- عدم الاقتصار على الإجابة من جزء محدد من إذا كانت إجابته تقبل التوسّع فيه.

كما في سؤال أهمية معرفة طرق التفسير ،لا ينبغي للطالب أن يحصر إجابته على السؤال فيما ورد في الدرس إن كان له صلة مما درسه في السابق ،بل يجتهد في الجمع بين ما درسه قديما وحديثا بحيث يخرج بإجابة أكثر شمولا.
- ترتيب الإجابة وإحسان صياغتها وعرضها، أكثر قبولا للقارئ وأدعى لفهمها فاحرصوا على ذلك بارك الله فيكم .
- نذكركم بضرورة الاستشهاد على إجاباتكم إن وُجد ، واحرصوا عليه حتى في أدائكم للاختبار، فالدليل الدليل ، هو ما يميّز كلام أهل العلم ، ومما لفت نظري إجابة الطالبة : حليمة محمد أحمد أسأل الله التوفيق لها ولكم جميعا ، فقد عرضت إجابتها على السؤال الخامس بطريقة مختلفة عن الجميع ، وهو الابتداء بذكر الدليل ثم تفصيل الكلام حوله ، وهو من باب التنوع في عرض الإجابات وهو ما ننتظره منكم .

المجموعة الأولى:
نتائج التقويم :
- فداء حسين : أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

- حليمة محمد أحمد.
أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

- زينب الجريدي.ب
أحسنتِ زينب بارك الله فيكِ، يظهر التعجل في إجابتكِ، فقد خلت من التوضيح والاستدلال الذي هو عماد الإجابة الوافية نفع الله بكِ ، أوصيكِ بمراجعة إجابة حليمة وفداء للاطلاع على كمال الإجابة .

- خالد يونس:أ+
أحسنت بارك الله فيك وسددك.

- رشا عطية اللبدي:أ
أحسنتِ نفع الله بكِ.

س6: فات
كِ بيان خطر فتنة القرآنيين.
تم خصم نصف درجة للتأخير .

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
المجموعة الثانية:
بارك الله فيكم جميعا ، قد أحسنتم في إجاباتكم ، ونخص بالذكر الطالب: عباز محمد، فقد أجاد في كمال إجابته وعرضها.
س2: على الطالب أن يجتهد بالتمثيل لهذه المسألة ، وقد أحسن الطالب :عباز محمد بالإتيان به.

نتائج التقويم :
- بيان الضيعان :أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
س2: لو أتيتِ بمثال بارك الله فيكِ.

- عباز محمد:أ++
ممتاز أحسنت،إجابة وافية ومنظمة،نفع الله بك.

- منال محمود أنور:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ .


- إشراقة جيلي:ب+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ.
س8: أين إجابة هذه السؤال؟
باقي إجاباتك مختصرة نفع الله بكِ.

- لولوة الحمدان :أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.


>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

المجموعة الثالثة:
أحسنتم جميعا، بوركت خطاكم ، وبإمكانكم الاستفادة من إجابات الطالب : محمد شمس الدين فريد ، فقد تميّز بها .

نتائج التقويم :
- مها الحربي:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

س4: افتقرت إجابتك للدليل، بارك الله فيكِ.

- رقية إبراهيم عبد البديع:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ .


- محمد عبد الرزاق جمعة :أ+
أحسنت بارك الله فيك.

- مروة كامل:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

- محمد شمس الدين فريد:أ++
أحسنت بارك الله فيك، تميّزت في تنظيمك للإجابة ، سددك الله .

- مها محمد:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

- فاطمة أحمد صابر:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

س2: إجابة ناقصة.
س5:لم تتطرقي لبيان علة السند .
- تم خصم نصف درجة للتأخير.


- تم بفضل الله وتوفيقه -
بوركت هممكم..وسُدد خُطاكم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14 محرم 1438هـ/15-10-2016م, 03:31 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي


المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل العلم القين مما يدلّ عليه النّص لمن بلغه , ففي صريح بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك قوله تعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا )) فلا عذر لأحد بلغه هذا الخطاب بلاغا صحيحا. وكذلك قوله تعالى (( ولا تقتلوا النّفس التي حرّم الله إلاّ بالحق )) وكذلك قوله تعالى (( ولا تقربوا الزنا إنّه كان فاحشة وساء سبيلا )) ونحو ذلك من الآيات البيّنات التي تدلّ على المراد دلالة بينة ظاهرة في أمر من أمور الدّين المعلومة من الدين بالضرورة للمسلمين , فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغا صحيحا وهذا يخرج من لم تبلغه ومن بلغته لكن على وجه لا تقوم به الحجة كالأعمى الذي لا يفقه ما يتلى عليه ومن في حكمه .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة وهذه الطرق منها ما يكتفى فيه بالنّص لظهور دلالته على المراد ومنها ما يحتاج معه إلى اجتهاد فيقع الإجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنّة وتفسير القرآن بلغة العرب وكذلك قد يفهم من بعض أقوال الصحابة والتابعين أمورا يستدل بها على نظائرها في التفسير فيد خلها الإجتهاد .
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط تفسير القرآن بالقرآن هي
الشرط الأوّل : صحة المستدل عليه .
الشرط الثاني : صحة وجه الدلالة .
وعليه يجب أن لا يخالف التفسير أصلا صحيحا من القرآن والسّنة وإجماع السّلف الصّالح , فكل تفسير اقتضى معنى باطلا دلّت الأدلة الصّحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدل على خطأ المفسّر أو وهمه أو تمحّله . وقد يكون وجه الدلالة ظاهرا مقبولا , وقد يكون خفيا صحيحا كما يمكن أن يكون فيه خفاء والتباس فيكون محل نظر واجتهاد , وقد يدلّ على بعض المعنى .
و التفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السّنة في التلقي والإستدلال تفسير بدعي خاطي .

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة المبينة للقرآن الكريم على ثلاثة أنواع هي السنة القولية والفعلية والتقريرية وكلما أفهم مراد الله تعالى في من خلال هذه الأقسام فتفسير نبوي أو تفسير القرآن بالسنة.
ومن أمثلة التفسير القولي : قوله صلى الله عليه وسلّم في قوله تعالى(( إنّ قرآن الفجر كا مشهودا )) قال (( تشهده ملائكة الليل وملائكة النّهار ))
ومثال التفسير العملي : تفسيره صلى الله عليه وسلّم لمعنى إقامة الصّلاة المأمور بها في قول الله تعالى (( أقيموا الصّلاة )) وقوله (( أقم الصّلاة)) بأدائه للصلاة أداء بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها وقال لأصحابه (( صلوا كما رأيتمون أصلي ))
والمثال في التقرير :
إقراره صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قوله تعالى(( واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيئات ذلك ذكرى للذاكرين )) في شأن الصّحابي المذنب حين قال : يارسول الله , أهي في خاصة , أو في اناس عامة ؟
فقال عمر(( لا , ولا نعمة عين لك , بل هي للنّاس عامة ))
ومتى صحّ تفسير من النبي صلى الله عليه وسلّم لم يجذ لأحد مخالفته .
- س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
خصائص التفسير النبوي هي
1- أنّه تفسير معصوم من الخطإ ابتداء أو إقرارا , فكل ما صحّ عن النبي صلى الله عليه مسلّم في تفسير القرآن فهو حجة لا خطأ فيه والنّبي صلى الله عليه وسلّم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يقر على خطإ في بيان ما أنزل الله إليه ,
2- أن تفسير النّبي صلى الله عليه وسلّم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها , وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلّم . ومن أمثلة 1ذلك
أ_ حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال (0 أيّها النّاس إنّ الله طيب لا يقبل إلاّ طيّبا وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (( يا أيّها الرّسل كلوا من الطّيبات واعملوا صالحا إنّي بما تعملون عليم )) رواه مسلم
3- ومن ذلك أنّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلّم قد يكون معه إخبار عن مغيبات لا تعلم إلاّ بالوحي , ولذلك أمثلة : فقد روي عن براء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال (( إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ,ثمّ شهد أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله , فذلك قوله : ( يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت )) متفق عليه
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم على قدر كبير من التورّع عن القول في القرآن بغير علم وكان ذلك من التأديب الحسن الذي ناله من الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم رسول الله , فلزموا تأديبه وهديه ومن نماذج ما ورد من الأدلة في هذا الشأن
1- قال الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه : هجّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوما فسمع اصوات رجلين اختلفا في آية . قال فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم , يعرف في وجهه الغضب , فقال (( إنّما هلك من كان قبلكم , باختلافهم في الكتاب )) رواه أحمد ومسلم وغيرهما .
2- وعن عائشة قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله , والرّاسخون في العلم يقون يقولون ءامنذا به كلّ من عند ربّنا وما يذّكر إلاّ أولو الألباب )) قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (( إذا رأيت الذين يتّبعون ما تشابه منه , فأولئك الذين سمى الله فحذروهم )) متفق عليه .
وبلا شك فإنّ تعليمه صلى لله عليه وسلّم الصحابة هذا الأدب الرفيع قد تمسك به الصحابة واهتدوا به وانتهجواه أحسن الإنتهاج فتأثرت حياتهم به وظهرت وصاياه على آثار هديهم .
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جدا في جنب ما يؤثر منه خلاف في تفسير الآيات وما وجد من المرويات في خلافهم في مسائل التفسير أكثره مما لا يصح إسناده , وما صحّ إسناده إليهم على نوعين كالآتي :
النّوع الأوّل : ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح وأكثره من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى ومثاله ماورد في اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى :
فقال أبي بن كعب : هو مصائب الدّنيا .
وابن مسعود أنه يوم بدر , وقال ابن عباس : هو الحدود . فيلاحظ العموم في تفسير أبي وأن كلما يصيب الإنسان في الدنيا فهو مما توعدوبه
وأما تفسير ابن مسعود فهم تفسير بالمثال , وتفسير ابن عباس الدقيق يدلّ على سعة معنى الآية وما يلم من دلالات في حدودها .
النوّع الثاني : ما يحتاج فيه إلى الترجيح وعامتها ما يكون للخلاف فيه سببا يعذر به صاحب القول المرجوح .

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم كان الصحابة يجتهدون في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف ولا ادّعاء للعصمة واجتهادهم أقرب إلى التّوفيق للصّواب ممن بعدهم لما لهم من أجه التفضيل في تفسيرهم للقرآن الكريم وامتلاكهم لأدوات الإجتهاد ما لا يدانيهم فيها أحد
ومن أمثلة اجتهادهم اجتهاد أبوبكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة فيما روي عنه من طرق أنّه قال (( إنّي رأيت في الكلالة رأيا , فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له , وإن يكن خطأ فمني والشّيطان والله منه بريء , إنّ الكلالة ما خلا الولد والوالد) قال الشعبي ( فلما استلف عمر رضي الله عنه , قال : إنّي لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبابكر في رأي رآه)
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

مرويات الصّحابة في التّفسير على أربعة أقسام كالتالي :

1- صحيح الإسناد صحيح المتن , فهذا النّوع يحكم بثبوته عن الصّحابة رضي الله عنهم وهي حجة في التفسير
2- ضعيف الإسناد غير منكر المتن وهو كثير في كتب التفسير .
3- ضعيف الإسناد منكر المتن فيحكم بضعفه ويردّ ولا تصح نسبته إلى الصّحابة رضي الله عنهم
صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنه منكر المتن وهي قليلة في كتب التفسير والنّكارة في المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرّواة وأخبارهم , ونكارة المتن هذا قضية اجتهادية فقد يتوهم المفسّر نكارة المتن ويكون للقول في ذات الوقت تأويل سائغ غير متكلّف ولا منكر

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 16 محرم 1438هـ/17-10-2016م, 01:07 PM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس العاشر

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو ما يحصل به العلم الضرورى من دلالة الخطاب لمن بلغه و مثال ذلك :
- قول الله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) فى الآية أمر صريح بالتوحيد وانهى عن الشرك ولا يعذر أحد بجهالة هذا الخطاب إذا بلغه على نحو صحيح .
- وقول الله تعالى :( ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق )
- وقوله تعالى :( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سيبلا )

ويخرج من العذر بالجهالة من لم تبلغه الآيات أو من بلغته ولم تقم عليه الحجة بها كمن لم يفهمها كالاعجمى ومن فى حكمه .
______________________
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم فطرق التفسير ليست متخالفة ولكن بينها ترادف واشتراك ويعين بعضها على بعض فالنبى صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن بالقرأن وفسره بلغة العرب
وكذلك تفاسير الصحابة والتابعين منها استعمال لتفسير القرءان بالقرءان ومنها تفسيره بالسنة ومنها بالاجتهاد ومنها بلغة العرب .
______________________
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن:

1- صحة المستدل عليه .
2- صحة وجه الدلالة .
ويجب الا يخالف التفسير أصل من اصول القرءان أو السنة أو إجماع السلف الصالح وإذا خالف فهو تفسير بدعى .
أمثلة :
.1- قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب(ت:1232هـ) في كتابه "التوضيح عن توحيد الخلاق": ومنه قوله تعالى: و(َالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ)يفهم منه عموم الاستغفار فيرد إلى محكمه وهو قوله): وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا...( الآية فإنه لم يأذن الله للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين والله لا يغفر أن يشرك به).
-2.
قال محمد الأمين الشنقيطي: قوله تعالى: (أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل)لم يبين هنا هذا الذي سئل موسى من قبل ما هو؟
ولكنه بينه في موضع آخر، وذلك في قوله: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة(
___________________________
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
السنة مبينة للقرءان وشارحة له وهى على 3 أنواع :
1- قول النبى صلى الله عليه وسلم :
مثال ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: (إن قرآن الفجر كان مشهودا)قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي
من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأصله في الصحيحين.
2- فعل النبى صلى الله عليه وسلم (التفسير العملى ):
مثال ذلك : تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة)وقوله: (أقم الصلاة)بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
3- إقرار النبى صلى الله عليه وسلم :
مثال ذلك :إقراره لعمرو بن العاص لما تيمم من الجنابة في شدة البرد؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود من حديث عمران بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن جبير المصري، عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا.
__________________________
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- تفسير النبى صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ابتداءا واقرارا وكل ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم فهو حجة لا خطأ فيه .
2- تفسير النبى صلى الله عليه وسلم للقرءان قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع فيه مثال : حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ».( رواه مسلم.
3- تفسير النبى صلى الله عليه وسلم قد يكون معه مغيبات لا تعلم إلا يالوحى
ومثال ذلك : نها: حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله): يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت».( متفق عليه.
__________________________
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
كان الصحابة رضى الله عنهم على قدر كبير من التورع على الول فى القرءان بغير علم وقد أدبهم النبى صلى الله عليه وسلم فأحسن تأديبهم كما ورد فى الأحاديث التالية :
- حديث عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)متفق عليه.
ورواه ابن ماجه من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة ، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال)يا عائشة، إذا رأيتم الذين يجادلون فيه، فهم الذين عناهم الله، فاحذروهم(
قال الترمذي: وقد سمع [ابن أبي مليكة] من عائشة أيضاً.
- وما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)
ولزم الصحابة هدى النبى صلى الله عليه وسلم وظهرت آثاره عليهم فى عدة مواقف منها :
قال عبد الله بن أبي مليكة: سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟). رواه سعيد بن منصور.
وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر، لكن رويت هذه المقالة عن أبي بكر من طرق يشدّ بعضها بعضاً.
قال الشعبي: كان أبو بكرٍ يقول: «أي سماءٍ تظلني، وأي أرضٍ تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم» رواه ابن أبي شيبة.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت على الله ما لا أعلم) رواه مالك في الموطأ.
فهذه المقولة مروية عن أبي بكر من أكثر من وجه.
وروى الطبراني في مسند الشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟
ثم قال:هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه .
وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: (نهينا عن التكلف.
منها ما أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
________________________________________
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
اختلاف الصحابة رضى الله عنهم فى مسائل التفسير قليل جدا وما روى عنهم فى مسائل الخلاف أكثره مما لا يصح اسناده وما صح اسناده فهو قسمين :
1-ما يصح فيه الجمع بين القوال دون الحاجة إلى ترجيح واكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى :
من أمثلته :
- المراد بالعذاب الأدنى :
قال أبى ابن كعب هو مصائب الدنيا
قال ابن مسعود :هو يوم بدر
قال ابن عباس : هو الحدود
- المراد بالقسورة :
قال ابن عباس: هم الرماة
قال ابوهريرة : الأسد
2- ما يحتاج فيه إلى الترجيح وعامة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح .
______________________________
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعمولكن بدون تكلف واجتهادهم كان أقرب للتوفيق للصواب ممن بعدهم
ومن أمثلة إجتهادهم إجتهاد أبو بكر رضى الله عنه فى مسألة الكلالةأنه قال : إنى رأيت فى الكلالة رأيا فإن كان صوابا فمن الله وحده لاشريك له وإن يكن خطأ فمنى والشيطان والله برىء منه إن الكلالة ما خلا الولد والوالد .
ولما استخلف عمر رضى الله عنه قال : إنى لأستحى أن أخالف أبا بكر فى رأى رآه .
________________________________________
س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
أنواع المرويات :
النوع الأول:صحيح الإسناد صحيح المتن . حكمه : يحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه .
النوع الثاني:ضعيف الإسناد غير منكر المتن وهو على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، حكمه : نحو هذه العلل التي يكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو شَابَته شائبة التهمة بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ حكمه : فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها.
وهذه المرتبة ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة والمرتبة الثالثة:الموضوعات على الصحابة في التفسير وحكمها : فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات.

النوع الثالث:ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع حكمه :يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، حكمه : قد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.
غير أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.
___________________________

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 21 محرم 1438هـ/22-10-2016م, 08:15 PM
مريم يوسف عمر مريم يوسف عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 83
افتراضي إجابتي على المجلس

المجموعة الثانية:
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
هو التفسير الذي يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه ، فإذا بلغ هذا التفسير أحدهم بلاغاً صحيحاً ليس له حجة ولا عذر بجهالته .
مثل قوله تعالى (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) فدلالة هذه الآية واضحه ، لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً .
س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
نعم، من الممكن أن يجتمع تفسير مسألة واحدة بعدة طرق تفسير ، فتفسير القرآن بالقرآن هو الأساس ، والسنة النبوية مبينة له موضحة متممة ، وكذلك الطرق الآخرى ، كلها متداخلة وبينها اشتراك فتكمل وتعين بعضها بعضاً.
س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
إن لصحة تفسير القرآن بالقرآن شرطان :
1- صحة المستدل عليه .
2- صحة وجه الدلالة .
فلا يصح أن يخالف التفسير أصلا صحيحاً من القرآن و السنة بالإجماع ، فكل تفسير اقتضى معنى باطلاَ دلت الأدلة على بطلانه ، وكذلك وجه الدلالة فهو محتمل الصحة و محتمل الخطأ .
س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
إن تفسير القرآن بالسنة على ثلاثة أنواع :
أولاً: ما فسر بقول صريح منه صلى الله عليه وسلم ، ومثاله تفسير رسول الله لآية (( إن قرآن الفجر كان مشهودا )) فقال صلى الله عليه وسلم : ( تشهده ملائكة النهار و ملائكة الليل ) .
ثانياً: ما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفعاله، كما في قوله تعالى (( وأقم الصلاة ..)) ، فأداء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة مبيناً أركانها و شروطها وآدابها تفسير لأمر الله تعالى له (( وأقم الصلاة )).
ثالثاً: بإقرار رسول الله لتفسير آية معينة ، كما أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمروا ابن العاص حين تيمم من الجنابة ، فقد احتلم ، وخشي أن يموت إذا استحم ، فتيمم وصلى بأصحابه ، فقالوا عنه لرسول الله ، فوضح أنه أخذ بآية : (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يقل شيئاً .
س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
1- تفسير معصوم من الخطأ .
2- تفسير جاء لتخصيص دلالة لفظ ، أو توسيع لها . ومثاله في قوله تعالى : ((فليس عليكم جناح أن تقصروا الصلاة إن خفتم ) فقال عليه الصلاة والسلام : (( صدقةٌ تصدق الله عليكم بها ، فاقبلوا صدقته ) .
3- إخبار عن غيبيات لا تعلم إلا بالوحي ، كما ورد في قوله تعالى (( يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت )) ، فوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية عن سؤال المؤمن في قبره إذ يأتي عليه ملكان يقعدانه ، فيشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده ورسوله.
س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر كبير من مخافة الله والحذر والتورع في القول بالقرآن ، فكانوا بعظمون شأن تفسير القرآن ولا يتساهلون في القول بالقرآن والتأويل فيه، وقد ورد في تعظيمهم لشأن التفسير الكثير من الأحاديث ، فمنها :
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية.
قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى من طريق أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بن عمرو.

ومما يدل على ذلك أيضاً قصة عمر ابن الخطاب مع صبيغ ، وقد وردت في عدة مرويات ، منها : ا أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد أنه قال: أُتى إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل القرآن.
فقال: اللهم أمكني منه، قال: فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه وعليه ثياب وعمامة، فغداه، ثم إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين، {والذاريات ذروا فالحاملات وقرا} ؟
قال عمر: أنت هو؟ فمال إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، ثم قال: احملوه حتى تقدموه بلاده، ثم ليقم خطيبا ثم ليقل: إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك، وكان سيد قومه.
س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
إن اختلاف الصحابة في التفسير قليل جداً ، و إن صح فله أسباب بينه. ولكن قبل ذكر هذ الأسباب أود أن أبين أوجه اختلاف الصحابة في التفسير . فاختلافهم يكون على وجهين:
أ) اختلاف يصح فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة للترجيح . كاختلافهم في معنى القسورة ، ففسرها البعض أن معناها الرماة ، والبعض الآخر قال أنها الأسد ، والصحيح أنها قول يطلع على المعنيين .
ب) اختلاف يحتاج فيه إلى الترجيح ، وفي هذا الحال ، فإن أسباب الخلاف تكون:
1- أن يقول كلُّ واحد بما بلغه من العلم، ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم.
2- أن يفسّر أحدهم بمثال أو بجزء من المعنى، ويفسّر الآخر بمثال آخر أو بجزء آخر من المعنى، ومن ذلك أن يكون في الآية مشترك لفظي أو مشترك أسلوبي فيفسّر كل واحد الآية ببعض معناها.
3- أن يقصد بعضهم إلى إلحاق معنى تشمله دلالة الآية وقد يُغفل عنه؛ فيفسّر الآية به تنبيهاً وإرشاداً، ويفسّر غيره الآية على ظاهرها.
4- أن يدرك بعضهم مقصد الآية فيفسّر الآية بها، ويفسّر بعضهم الآية على ظاهر لفظها.
5- أن يُسأل أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القرآن فينقل قوله على أنّه تفسير لتلك الآية، وهو مما يدخل في باب التفسير ببعض المعنى.
6- أن يكون أحدهم متمسّكاً بنصٍّ منسوخ لم يعلم ناسخه، ويكون هذا في الأحكام.
7- أن يكون مُستنَد أحدهم النص، ومستند الآخر الاجتهاد.
8- أن تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهادهم فيها.
9- أن يفسّر بعضهم على اللفظ، ويفسّر بعضهم على سبب النزول لعلمه بحاله.
س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم ، ولكن اجتهاد الصحابة في التفسير أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم.
فالصحابة رضي الله عنهم يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة فهم لهم تفضيل باتفسير عن غيرهم بسبب امتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم.

ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). هذا لفظ ابن جرير، وهذا التفسير ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه من طرق أخرى موصولة.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
القسم الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن؛ فهذا النوع يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكمه على ما سبق بيانه من مراتب حجيّة أقوال الصحابة.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، وهذا النوع كثير في كتب التفسير المسندة.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ ومرويات هذا النوع قليلة جداً في كتب التفسير، ونكارة المتن تدلّ على علّة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحّص أحوال الرواة وأخبارهم فمن الرواة من يكون ثقة له أوهام وأخطاء، وقد ينصّ بعض الأئمة النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة.
غير أنه ينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 24 محرم 1438هـ/25-10-2016م, 02:21 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي


‘‘ تابع نتائج تقويم مجلس طرق التفسير ( 1):

- غيمصوري جواهر الحسن .ب
بارك الله فيك ونفع بك، احرص على صياغة الإجابة بأسلوبك بارك الله فيك .
- هدى محمد صبري.أ

أحسنتِ نفع الله بكِ.

- مريم يوسف عمر .أ
أحسنتِ نفع الله بكِ.
س2: لو أتيت بمثال بارك الله فيكِ.

سددكم الله وبلغكم القبول .



رد مع اقتباس
  #24  
قديم 6 صفر 1438هـ/6-11-2016م, 05:58 PM
عطية الامير حسين عطية الامير حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 175
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن .
2- تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الائمة الربانيين .
5- تفسير القرآن بلغة العرب .
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع .

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
-نعم يدخل الاجتهاد فى تفسير القرآن بالقرآن ،لان هذا النوع من التفاسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلاله من آيه لبيان معنى آيه أخرى من أن يكون فيها نص صريح فى مسألة التفسير .
وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطئ ،فمن أصاب فهو مراد الله ومن أخطأ فيه فلا يصح أن ينسب إجتهاده إلى الله .

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1- تفسير الطبرى .
2- تفسير ابن كثير .
3- تفسير الشنقيطى أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن .
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
على نوعين :
النوع الاول :أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية .
مثال :تفسير قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق )قال صلى الله عليه وسلم (فينظرون إلى تعالى فيخرون له سجدا ويبقى قوم فى ظهورهم مثل صياصى البقرفيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك ،وهو قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )
النوع الثانى :
-أحاديث فيها نص على معنى الاية لكن يمكن أن تفسر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحة والدلالة على المراد ،وقد يكون فيه بعد ،وقد يكون محل نظر .
مثال (قول ابن عباس مارأيت شيئا أشبه اللمم مما قال ابو هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم ،إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزتا أدرك ذلك لامحالة فزنا العين النظر ،وزنا اللسان النطق ،والنفس تمنى وتشتهى ،والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه )
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
هذا الحديث ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وكذلك جهالة الحارث بن عمروبن عمرو ولأجل علة فى متنه وقال البخارى لايصح ولايعرف إلابهذا مرسل
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1- لكثرة إجتماعهم بالنبى صلى الله عليه وسلم
2- تزكية النبى صلى الله عليه وسلم للصحابة .
3- رضى الله عنهم وتزكيته إياهم .
4-تفضيلهم على غيرهم فى العلم والفهم عن الله وسوله .
5- شهودهم نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
1- أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم ،ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم .
2- أن يفسر أحدهم بمثال أوبجزء من المعنى .
3- يفسر أحدهم ظاهر الآيه ،ويفسر للآخر مقصود الآيه .
4- أن يكون مستند أحدهم النص ،والآخر الإجتهاد ,
5- أن تكون المسألة إجتهادية فيختلف إجتهادهم فيها .
6= أن يفسر أحدهم على اللفظ ،ويفسر البعض على سبب المزول لعلمه بحاله .
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
النوع الآول :مايكون ضعفه بسبب نكارة متنه
النوع الثانى :مايكون ضعفه بسبب ضعف إسناده وهو على ثلاث مراتب
1- الضعف اليسير ،وقد جرى العمل به .
2- الضعف الشديد ،وهذه المرتبة ليست حجة فى التفسير .
3- الموضوعات على الصحابة فى التفسير فهذه لاتحل روايتها إلا على التبين .
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
النوع الاول :ماكان صريحا فى نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع ،لانه نقل حادثة وقعت فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم .
النوع الثانى :ما كان لبيان معنى تدل عليه الآية ،فهذا خكمه حكم اجتهاد الصحابة فى التفسير
مثال سأل عبد الله بن الكواء عليا عن قوله (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا )قال أنتم ياأهل حروراء .

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 11 صفر 1438هـ/11-11-2016م, 11:20 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطية الامير حسين مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير.
1- تفسير القرآن بالقرآن .
2- تفسير القرآن بالسنة .
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الائمة الربانيين .
5- تفسير القرآن بلغة العرب .
6- تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع .

س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟
-نعم يدخل الاجتهاد فى تفسير القرآن بالقرآن ،لان هذا النوع من التفاسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلاله من آيه لبيان معنى آيه أخرى من أن يكون فيها نص صريح فى مسألة التفسير .
وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطئ ،فمن أصاب فهو مراد الله ومن أخطأ فيه فلا يصح أن ينسب إجتهاده إلى الله .

س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن.
1- تفسير الطبرى .
2- تفسير ابن كثير .
3- تفسير الشنقيطى أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن .
س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير.
على نوعين :
النوع الاول :أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية .
مثال :تفسير قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق )قال صلى الله عليه وسلم (فينظرون إلى تعالى فيخرون له سجدا ويبقى قوم فى ظهورهم مثل صياصى البقرفيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك ،وهو قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون )
النوع الثانى :
-أحاديث فيها نص على معنى الاية لكن يمكن أن تفسر الآية بها بنوع من أنواع الاجتهاد قد يكون ظاهر الصحة والدلالة على المراد ،وقد يكون فيه بعد ،وقد يكون محل نظر .
مثال (قول ابن عباس مارأيت شيئا أشبه اللمم مما قال ابو هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم ،إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزتا أدرك ذلك لامحالة فزنا العين النظر ،وزنا اللسان النطق ،والنفس تمنى وتشتهى ،والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه )
س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية.
هذا الحديث ضعفه جماعة من أهل العلم لأجل انقطاع إسناده وكذلك جهالة الحارث بن عمروبن عمرو ولأجل علة فى متنه وقال البخارى لايصح ولايعرف إلابهذا مرسل
س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم.
1- لكثرة إجتماعهم بالنبى صلى الله عليه وسلم
2- تزكية النبى صلى الله عليه وسلم للصحابة .
3- رضى الله عنهم وتزكيته إياهم .
4-تفضيلهم على غيرهم فى العلم والفهم عن الله وسوله .
5- شهودهم نزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟
1- أن يقول كل واحد بما بلغه من العلم ،ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم .
2- أن يفسر أحدهم بمثال أوبجزء من المعنى .
3- يفسر أحدهم ظاهر الآيه ،ويفسر للآخر مقصود الآيه .
4- أن يكون مستند أحدهم النص ،والآخر الإجتهاد ,
5- أن تكون المسألة إجتهادية فيختلف إجتهادهم فيها .
6= أن يفسر أحدهم على اللفظ ،ويفسر البعض على سبب المزول لعلمه بحاله .
س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير.
النوع الآول :مايكون ضعفه بسبب نكارة متنه
النوع الثانى :مايكون ضعفه بسبب ضعف إسناده وهو على ثلاث مراتب
1- الضعف اليسير ،وقد جرى العمل به .
2- الضعف الشديد ،وهذه المرتبة ليست حجة فى التفسير .
3- الموضوعات على الصحابة فى التفسير فهذه لاتحل روايتها إلا على التبين .
س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك.
النوع الاول :ماكان صريحا فى نقل سبب النزول فهذا له حكم الرفع ،لانه نقل حادثة وقعت فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم .
النوع الثانى :ما كان لبيان معنى تدل عليه الآية ،فهذا خكمه حكم اجتهاد الصحابة فى التفسير
مثال سأل عبد الله بن الكواء عليا عن قوله (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا )قال أنتم ياأهل حروراء .[يجب البدء بإجابة السؤال بالإثبات أو النفي فنقول: لا يحمل قول الصحابي في نزول الآية على الرفع مطلقا، ثم نذكر أنّ المسألة فيها تفصيل ]

الدرجة :ب.
أحسنت سدد الله خطاك وبارك في همتك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir