المجموعة الأولى :
س1: بيِّن المراد بالحافظين في قوله تعالى: {وإن عليكم لحافظين}
ورد في المراد ب"الحافظين"و قولان:
الأول:إنهم ملائكةكراما يكتبون أقوال الناس وأفعالهم, ويعلمون أفعالهم, ذكره السعدي.
الثاني: إنهم الحفظة, ذكره الأشفر.
وليس هناك نعارض بين القولين, فالحفظة تتضمن: حفظة الأبدان, وحفظة الأعمال, فهذا القول عام, والقول الثاني خصص الحافظين بحفظة الأعمال فقط.
س2: من سمات أهل الضلال تزكيتهم أنفسهم، ورميهم أهل الحق بالألقاب الشنيعة، وعيبهم والسخرية منهم، تكلَّم عن هذا الأمر من خلال دراستك لتفسير سورة المطففين.
قال تعالى:"إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون* وإذا مروا بهم يتغامزون*وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين*وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون* وما أرسلوا عليهم حافظين", من سنن المكذين, الضالين, الكافرين, المستمرة إلى يومنا هذا, الإستهزاء بالمؤمنين بسبب ما هم عليه من الإيمان, وبسبب مخالفتهم لضلال الكفار, فهذه من وسائل محاربتهم للدين وأهله, فلما لم يقدر أهل الضلال على سحب المؤمنين إليهم, وجعلهم يشاركوهم في ضلالهم, ولم يقدروا على هدم الدين واسقاطه, اتجهوا إلى حملة الدين, وأهله, فكانوا يرمونهم بالألقاب الشنيعة, محاولة منهم للتقليل من شأنهم, فيهون الدين في نظر الناس, وما هذا إلا تزكية منهم لأنفسهم, وتزكية لضلالهم, حتى يقنعوا أنفسهم, ويقنعوا من حولهم إنهم هم أهل الحق, فلا يدعون وسيلة إلا استخدموها للسخرية من المسلمين, تارة بالأقوال وتارة الأفعال, فتراهم إذا مروا بالمسلمين, بدؤا في التغامز فيما بينهم, أو إذا جلسوا معهم, يتناجون فيما بينهم ليدخلوا الحزن على المسلمين, ويرمونهم بالألقاب, ويتهمونهم بالضلال, ويسخرون من مظهرهم, و عباداتهم, وهم بفعلهم القبيح فرحون, وعندما يعودوا إلى أهلهم ودورهم, يعودوا وقد غمرهم الشعور الواهي بالزهو والإنتصار, معتقدين حسن ما فعلوه, ولقد ذم الله فعلهم القبيح هذا, وأخبر بأنه لم يوكلهم بحفظ أعمال المؤمنين, بل الأولى بهم أن ينتبهوا لأنفسهم, ويحصوا أفعالهم هم, ويراقبوها, ويتذكروا ما غفلوا عنه من آيات الله, الكونية, والشرعية, فكان عقابهم لفعلهم هذا في الدنيا, أن سلط الله عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله, بسبب خبث أفعالهم, وتركهم في طغيانهم يعمهون, كما قال تعالى:"فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون", وفي الآخرة, يكون الجزاء من جنس العمل, فيصبحوا هم محلا للسخرية من قبل المؤمنين المتنعمين على الأرائك, يضحكون من الذين كفروا وهوانهم, وخزيهم, وعذابهم في جهنم, كما قال تعالى:"واليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون".
س3: فسر قوله تعالى : {إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)}.
"إذا السماء انفطرت":أي إذا السماء المعروفة لدى الناس, تشققت, وفتحت, وأصبح يرى فيها أبوابا كثيرة, استعدادا لنزول الملائكة, كما قال تعالى:"وفتحت السماء فكانت ابوابا".
",إذا الكواكب انتثرت": ومع تشقق السماء استعدادا لزوالها, تبدأ الكواكب التي كانت زينة للسماء, تبدأ بالسقوط متناثرة, مبعثرة, في مشهد عظيم تفزع منه قلوب الناس, الذين غابت عنهم هذه الحقيقة, وغفلوا عنها, فيشاهدوا بأعينهم تناثرها.
"وإذا البحار سجرت": كما يشاهدون أيضا, هذه البحار العظيمة, يفتح بعضها على بعض, فتختلط مياهها, العذب والمالح, وتصبح شيئا واحدا ممتلئ, حتى تسجر وتجف, ويذهبها الله سبحانه وتعالى.
"وإذا القبور بعثرت": فتخرج الأرض جميع ما في بطنها من بشر دفنوا فيها, فكأنما يتبعثر عنها التراب وينزاح, ويظهر الأموات, فيقوموا مجيبين داعي الحساب,.
"علمت نفس ما قدمت وأخرت": وعند حصول كل هذا, يتذكر الإنسان"وأنى له الذكرى", فتتجلى جميع أعماله أمامه, دقها وجلها, ما يذكره وما غاب عنه, لكن"أحصاه الله ونسوه", فيرى ما عمله, وما أخر عمله, جميعه حاضرا بين يديه, جاهزا ليسئل عنه, ويحاسب عليه.
س4: اذكر متعلق النظر في قوله تعالى : {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23)}المطففين.
حذف متعلق النظر في الآية, وهذا فيه دلالة على إرادة العموم, وتفخيم ما ينظرون إليه, للدلالة على عظمته وأهميته, فهم ينظرون إلى كل ما يدخل السرور إلى قلبهم, من نعم أنعمها الله عليهم, وأيضا النظر إلى من معهم من الأهل, وأعظم من هذا كله, نظرهم إلى وجه الله الكريم, ذي الجلال والإكرام, سبحانه, فهذا هو النعيم الحقيقي الذي يتشوق له قلب المؤمن في الجنة.
س5: اذكر ما استفدته من فوائد سلوكية من قوله تعالى : {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)}
- تذكر الموت, فما كان في شيئ كثير إلا قلله, وفي قليل إلا كثره, وليس هناك مثل ذكره باعثا على العمل.
- إدراك حقيقة زوال الدنيا, بجميع ما فيها من لذات, فينحسر تعلق القلب فيها, وتزهد فيها النفس.
- الصبر على مصائب الدنيا, وهوانها مقارنة بأهوال يوم القيامة.
- مراقبة الله في السر والعلانية, فكله محسوب, وسينشر في يوم القيامة.
- عظمة الله سبحانه وتعالى, وعظم ما يخلقه, وهذا يبعث في النفس الذل والإنكسار له سبحانه.
- عدم الخوف من جبابرة الدنيا, فالله أعلى وأعظم, ومحاسبهم بما كانوا يعملون.
- إحسان العمل, والإكثار من الطاعات, والبعد عن المحرمات, استعدادا لهذا اليوم العظيم.
- دعوة الأهل وتذكيرهم بالعمل, استعدادا ليوم الحساب.
- حضور مجالس العلم, لمعرفة كيفية الإستعداد لهذا اليوم, ولترقيق القلب خشية أن تصيبه القسوة.