المجلس الثالث
دورة فضل علم التفسير
أسئلة المجموعة الثانية
________________________________
س1_ بين بإيجاز أوجه فضل علم التفسير ؟
ج1_
1_ أصل هذه الفضائل وأعظمها أن علم التفسير عون على فهم كلام الله عز وجل والوصول إلى مراده وأن تصل رسائل القرآن إلى القلوب فتتدبرها وتعيها وتعمل بها .
2_ "شرف العلم بشرف المعلوم" وعلم التفسير متعلق بأعظم كلام وأعلاه وهو كلام الله عز وجل , ففضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. يشتغل المتعلم بعلم التفسير فتتداعى إليه أنوار القران وهداياته حتى يلمس بركة هذا العلم الجليل في نفسه وأهله وماله كما قال بعض علماء التفسير: اشتغلنا بالتفسير فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا .
3_ العلوم الشرعية كلها تعود وتفيء إلى رحاب القرآن , فالدارس المشتغل بعلم التفسير يجد فيه أصول الإيمان والتوحيد ومعرفة الله بأسمائه وصفاته واأصول الفقه وأحكامه ومسائله , يرى سنن الابتلاء والتمكين في الأرض, والفتن ومخارج النجاة منها.
يقص عليه القرآن قصص الأنبياء مع أممهم وضلال من ضل وكيف ضل يجد فيه فقه الدعوة أصولا وسبيلا وكيف يكون دعاة الحق وعلم مقاصد السياسة الشرعية وكيف تحكم الشعوب بأحكام القران فتسعد في الدنيا الاخرة , يجد بيانا مبينا وهديا قويما ليواجه العدو الذي لا تهدأ عداوته ولا ينقطع كيده, شيطان لايراه ,ونفس يغلبه هواها , ودنيا متزينة تموج بالفتن.
إذا هو بحر علوم ونور مبين وسبيل مستقيم .
ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 15
4_ لا يعتصم المؤمن بكتاب الله إلا بفهم لمعانيه وانتفاع بهداياته وأقرب الناس لهذه العصمة بالقران المشتغل بعلم التفسير المنكب عليه المتشرف بالإنتساب إليه.
5_ يقول علماء السلف الكرام : إن مرض القلب هو العلة والحاجة إلى علاجه أشد من الحاجة إلى الطعام والشراب , ولا أصلح للقلب من القرآن وتلاوته وتدبر معانيه وإقبال النفس عليه استشفاء واهتداء وتصديقا بموعود الله تعالى .
قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ (44) فصلت
6_ إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإن ما كان ميراثهم العلم , والمفسر الحق الذي قام بتحمل أمانة علم التفسير من أخص ورثة نبينا الكريم_ صل الله عليه وسلم .
7_ ما اكرم عمرا يمضي جله اشتغالا وانشغالا بكلام الله وتتبع معانيه والنظر في هداياته , فنعم الوقت ونعِمت الصحبة , وهذه هي حال المفسر في عيشه مع كتاب الله .
8_ المشتغل بعلم التفسير داخل في تلك الزمرة الخيرة النيرة التي بشر بها رسولنا -صلى الله عليه وسلم _ (خيركم من تعلم القران وعلمه.)
س2_ كيف تستفيد من علم التفسير في الدعوة إلى الله تعالى ؟
ج2_ سبيل الدعوة إلى الله تعالى بعلم التفسير,سبيل مباركة وطريق ممهد لأن كتاب الله قد فصل في ثناياه كيف ندعو وكيف نصل إلى قلوب من ندعوهم وكيف تكون النذارة وكيف تساق البشارة , منهاج متكامل .
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125) النحل
س3_ اشرح سبب تفاوت الناس في فهم القرآن ؟
ج3_ تفاوت الناس في فهم القرآن لتفاوت أفهامهم في استيعاب نصوص الكتاب المجيد كما قال ابن القيم : منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين ومنهم من يفتح الله عليه فيستخرج من نفس الاية عشرة أحكام أو تزيد, ومن مقتصر في فهم الآية على ظاهر اللفظ ومن يربط اللفظ بسياقه ويتنسم بشاراته وإيماءاته وثالث أوسع منهما فهما فيضم النص إلى نص آخر له تعلق به , فيعطيه هذا فهما لا يتفطن إليه من ندر من أهل هذا العلم .
ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الجمعة : 4]