ق 30: الحكم يدور مع علته وجودا وعدما
وكل حكم دائر مع علته وهي التي أوجبت له شرعيته
1. المقصود بالحكم هنا:
- قد يراد الأحكام الشرعية فقط
- قد يراد عموم الأحكام
2. تعريف العلة:
- لغة: ما اقتضى تغيرا
- اصطلاحا: الوصف الظاهر المنضبط الذي يحصل من ترتيب الحكم عليه مصلحة
3. المذاهب في حقيقة العلة:
- عند الأشاعرة: العلة أمارة الحكم، ولا تؤثر فيه
- عند المعتزلة: العلة هي الوصف المؤثر بذاته في الحكم
- عند أهل السنة: العلة هي الوصف المؤثر في الحكم بجعل الله تعالى
4. أمثلة على العلة الشرعية:
- القتل العمد: العدوان علة لوجوب القصاص
5. العلة تؤخذ من الأدلة الشرعية ولها أحوال:
أ. من صريح الأدلة: إذا ورد مع اللفظ "من أجل" أو "كي" أو "إن"
- أمثلة: "كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"، "إنها من الطوافين عليكم والطوافات"
ب. بطريق التنبيه: بترتيب الحكم على الوصف
- أمثلة: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما"، "من بدل دينه فاقتلوه"
ج. بطريق الإجماع: بأن تجمع الأمة على أن هذا الوصف هو علة الحكم
د. بطريق الاستنباط: نستنبط أن هذا الوصف هو علة الحكم.
6. طرق استنباط العلة:
- الدوران: أن نجد الحكم يثبت مع وجود أحد الأوصاف وينتفي بانتفائه
- المناسبة: أن نجد مع الحكم وصفا مناسبا لتشريع الحكم
- السبر والتقسيم: نحصر جميع الأوصاف الواردة مع الحكم ثم نبطل عليتها ونبقي وصفا واحدا فيكون هو العلة
7. أوجه الاجتهاد في العلة: ثلاثة أوجه
أ. تحقيق مناط العلة: وجود قاعدة متفق عليها أو منصوص عليها فنطبقها على الجزئيات، ومن الأمثلة الدالة على أهمية معرفة تحقيق المناط:
- من هو الأولى بالإمامة؟
- من الذي يتولى ولاية المرأة؟
ب. تنقيح مناط الحكم: بجمع جميع الأوصاف الواردة مع الحكم وإبطال التعليل بها إلا وصفا واحدا
- مثال: حديث المجامع في نهار رمضان فالأوصاف هي: رجل، من الأنصار، أنه جامع زوجته، أنه جامع في نهار رمضان
فيكون الوصف الذي هو علة الحكم: أنه جامع في نهار رمضان
- الفرق بين تنقيح المناط والسبر والتقسيم: في السبر والتقسيم الأوصاف نستنبطها، أما في تنقيح المناط فالأوصاف واردة في النص
- وقوع الخلاف في تنقيح المناط:
المالكية والحنفية: علة وجوب الكفارة انتهاك حرمة الشهر، فمن أكل متعمدا فعليه الكفارة
الشافعية والحنابلة: علة وجوب الكفارة الجماع في نهار رمضان فمن أكل متعمدا فلا كفارة عليه
ج. تخريج المناط: بأن يكون الحكم لا أوصاف معه، فيستخرج المجتهد الوصف المناسب لتعليل الحكم
- مثال: "الذهب بالذهب ربا، والفضة بالفضة ربا"
لا وصف مع الحكم، فيقول المجتهد مثلا أن العلة هي الثمنية
8. شروط كون الوصف علة صحيحة:
- أن يكون منضبطا
- ألا يعود على أصله بالإبطال
مثال: الحنفية قالوا إن علة بدء الصلاة بالتكبير تعظيم الله، فلو ابتدأ المصلي ب: الله أعظم أجزأه، والجمهور: لا يجزؤه فالعلة هنا عادت على الحكم بالإبطال وأصل الحكم قول النبي عليه الصلاة والسلام: "وتحريمها التكبير"
9. تخلف الحكم عن الوصف أو ثبوت الحكم بدون الوصف يعني أن الوصف ليس علة الحكم.