دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 10 صفر 1442هـ/27-09-2020م, 10:19 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

سيِّد التابعين، وقدوة السَّلف

علمنا اليوم وصف بأنه : سيِّد التابعين، وقدوة السَّلف، فقيهُ الفقهاء السَّبعة، جبل العلم، وآية الحفظ، الشيخ الكامل، والعالم العامل، القويُّ في الحقِّ، والثابت عند الشَّدائد، الزَّاهد العابد .
إنه الإمام العلامة أبو محمد سعيد بن المسيِّب ، حزن بن أبي وهب القرشيُّ المخزوميُّ المدنيُّ.
ثناء العلماء عليه :
وأقوال العلماء فيه متعددة تبيّن ما تربع عليه من مكانة وما حازه من العلم ، ومن هذه الأقوال :
قول مكحول الدمشقي: طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أحدًا أعلم من سعيد بن المسيب.
وقول الزهري: جالسته سبع حجج، وأنا لا أظن عند أحد علمًا غيره.
وقول يحيى بن حبان: كان رأس المدينة في دهره: المقدم عليه في الفتوى ويقال: فقيه الفقهاء.
وقول قتادة: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام من سعيد بن المسيب.
وسئل القاسم بن محمد وهو أحد فقهاء المدينة السبعة عن مسألة فقال للسائل: أسألت أحدًا غيري؟ قال نعم: عروة، وفلانًا، وسعيدًا بن المسيب، فقال: أطع ابن المسيب؛ فإنه سيدنا وعالمنا.
وقول علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه، هو عندي أجل التابعين.
وقول أبي زرعة: مدني قرشي ثقة إمام.
وقول أبي حاتم: ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب، وهو أثبتهم في أبي هريرة.
وقول أبي علي بن حسين: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار، وأفقههم في رأيه.
جمعه للسنة النبوية :
وما بلغ هذه المكانة إلا بتوفيق الله تعالى ثم باستغلاله لزمانه وموطنه ، حيث ولد في أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة ، فنشأ بها وترعرع وظل بها طوال حياته ، مستغلا وجود الصحابة فانقطع لمن بها من الصحابة ، فجلس إلى أعلامهم ونهل من علومهم ، حتى أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نهل من علمهن .
ومن شدة اهتمامه بالعلم أحبه الصحابة ، وزوّجه أبو هريرة رضي الله عنه من ابنته ، فاستغل هذه المصاهرة أيضا فحمل سعيد حديث أبي هريرة كله ، كما اختص سعيد بحديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وحمل عنه علم أبيه عمر رضي الله عنه وأقضيته الشهيرة .
عنايته بالقرآن وتفسيره :
ومع عنايته بالحديث فقد اعتنى بالقرآن وتفسيره ، فقد أخذ عن زيد بن ثابت علما كثيرا ، وكان زيد من أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء ، ومن تورعه قلة كلامه في القرآن قال ابن وهب عن سعيد بن المسيب : أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: (إنا لا نقول في القرآن شيئا).
وقال يزيد بن أبي يزيد : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير؛ من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين ، وأكثر ما يروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام .
وقد اشتهرت مراسيل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي من أجود المراسيل .
جمعه بين العلم والعمل :
مع جمعه لهذا العلم الغزير كان ذا عبادة وورع وتقوى ، وقد اشتهر بالمحافظة على صلاة الجماعة بالصف الأول وتكبيرة الإحرام، حتى قال عن نفسه: ما أذن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد، وما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة، حتى إن الطاغية مسلم بن عقبة المري لما استولى على المدينة سنة 63هـ في موقعة الحرة منع الناس من الصلاة في المسجد النبوي؛ فخاف الجميع منه ما عدا سعيد بن المسيب، الذي رفض أن يخرج من المسجد النبوي؛ أو يترك صلاة الجماعة.
وكان أيضًا مشهورًا بسرد الصوم، وقيام الليل، وكثرة الذكر،وكثرة الحج لبيت الله حتى بلغت حجاته أربعين حجة ، والزهد الشديد، حتى قال عن نفسه: ما أظلني بيت بالمدينة بعد منزلي، إلا أن آتي ابنة لي، فأسلم عليها أحيانًا، وقد زوَّج ابنته تلك بثلاثة دراهم لتلميذه كثير من أبي وداعة وآثره على ولد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
كسبه للرزق :
ومع هذه العبادة وطلب العلم وما عُرف عنه من الزهد ، إلا أنه لم يكن عالة على أحد في رزقه ، فقد كانت له تجارة تدر عليه دخلا يكفيه ليعيش عيشة راضية ،يظهر أثرها في مظهره وملبسه وحسن هيئته ضاربا مثلا عمليا للعالم في نزاهته ونظافته وحسن هندامه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان أجمل الخلق منظرا، وأعجبهم مظهرا، وأنظفهم ثوبا .
وقد وَكَلَ أمر تجارته إلى من يقوم بها ، فلا تشغله عن عبادته وعلمه .
وكان يدعو إلى اكتساب المال عن طرقه المشروعة، ليتمكن من صلة الرحم وأداء الأمانة، وصيانة الكرامة، والاستغناء عن الخلق، ومما أثر عنه في ذلك قوله: "لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يعطي منه حقه، ويكف به وجهه عن الناس". وخير ما يصور وجهة نظره في امتلاك المال قوله: "اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلا ولا حرصا عليه، ولا محبة للدنيا، ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان، حتى ألقى الله فيحكم فيّ وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق التي فيه. وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار". وقد نما ماله حتى ترك عند وفاته ثلاثة آلاف دينار، وقال: والله ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي، وكان يقول: "من استغنى بالله افتقر الناس إليه" .
وفاته :
وقد استمر على منهجه في العبادة وبذل العلم والزهد إلى أن توفاه الله سنة أربع وتسعين من الهجرة في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد أن اشتد عليه المرض حتى أنه كان يصلي مستلقيا يومئ إيماء ويغمى عليه أحيانا ، وقد بلغ خمسا وسبعين سنة .
وقد أوصى سعيد في مرضه الذي مات فيه، فقال: «إذا ما مُت، فلا تضربوا على قبري فُسطاطًا، ولا تحملوني على قطيفة حمراء، ولا تتبعوني بنار، ولا تُؤْذِنُوا بي أحدًا. حسبي من يُبَلِّغني ربي، ولا يتبعني راجز». وقد أعقب سعيد من الأبناء محمد وسعيد وإلياس وأم عثمان وأم عمرو وفاختة، وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم بن عامر بن عبد ذي الشرى الدوسية، ومريم وأمها أم ولد، إضافة إلى زوجة أخرى وهي ابنة الصحابي أبي هريرة.[/size]

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir