بسم الله الرحمن الرحيم
1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
١/ أن لا أغتر بما يزيّنه أهل الباطل من معصية الله ، فإنهم يخذلون أتباعهم الذين اغتروا بهم أحوج ما يكونون إليهم.
وقد ضرب سبحانه مثلا لليهود في اغترارهم بالمنافقين الذين وعدوهم الخروج معهم والنصرة لهم ثم خذلوهم كمثل الشيطان الذي يزين للإنسان المعصية والكفر بالله فإذا أطاعه خذله وتبرأ منه، قال تعالى: ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ... الآية))
٢/ أن أجتهد في تعلم التوحيد وسبل تحقيق التوحيد، ومعرفة ما يقدح فيه من الشرك والبدع والمعاصي.
إذ جهل الإنسان بما يقدح في توحيده قد يكون سببا في وقوعه فيه،
والوقوع في الكفر بالله والشرك به وكل ما يقدح في التوحيد هو غاية الشيطان في إضلال بني آدم ، قال تعالى: ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك ..))
٣/الحرص على سؤال الله الهداية والصلاح مع بذل الأسباب الموصلة إليها ودعوةالناس للخير، والحذر من مشابهة الظالمين الآمرين بالمنكرات والفاعلين لها.
قال تعالى في بيان العاقبة السيئة للآمر بالكفر والفاعل له: ((فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها...))
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه ممن شهد بدرا ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب -لما أراد أن يضرب عنق حاطب لما فعله-: إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعلّ الله اطّلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
وحاطب هذا كان رجلا من المهاجرين وكان له بمكة أولاد ومال ولم يكن من قريش أنفسهم بل كان حليفا لهم، وبعث بكتاب لقريش يعلمهم بما عزم عليه صلى الله عليه وسلم من غزوهم ليتّخذ بذلك عندهم يدا، واعتذ للنبي صلى الله عليه وسلم : بأنه لم يفعل ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن دينه ولا رضى بالكفر بعد الإسلام، وإنما أراد أن يتّخذ فيهم يدا يحمون بها قرابته.
فقال صلى الله عليه وسلم: إنه صدقكم.
وقبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب.
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى:*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
بالقيام بدين الله في جميع الأحوال بالأقوال والأفعال والأنفس والأموال والاقتداء في ذلك بمن قبلهم من الصالحين ، والاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،
ومعاونتهم نبيهم والقيام معه في نصر دين الله والدعوة إليه .
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيه قولان:
الأول: كما يئس الكفار الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك؛ لأنهم لا يعتقدون بعثا ولا نشورا ،
وبه قال ابن عباس والحسن البصري وغيرها.
الثاني: أي يئس الكفار الذين هم في القبور من كل خير،
وبه قال غير واحد من السلف واختاره ابن جرير.
3.*فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
يقول سبحانه مثنيا على ذاته ومبيّنا بعض أسمائه الحسنى:
هو الله الذي لا معبود بحق إلا هو سبحانه وكل ما يُعبد من دونه فباطل، عالم الغيب والشهادة يعلم جميع المشاهدات لنا والغائبات عنا فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
ثم يكرر سبحانه للتأكيد والتقرير بأنه هو الله الذي لا معبود بحق إلا هو سبحانه، الملك الحق المتصرف في جميع الأشياء كما يشاء بلا ممانعة ولا مدافعة، المتصف بالطهر التام والنزاهة البالغة الذي تقدّسه الملائكة الكرام، المتّصف بالسلامة من كل شر وأذى وسوء، واهب الأمن الذي يصدّق رسله بالآيات، والمؤمنين ما وعدهم به من الثواب والكافرين ما أوعدهم من العقاب، الشاهد الحافظ الرقيب على خلقه، القائم عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه، المتّصف بالعزّة التامّة الذي قد عظم قدره، وامتنع عليه النقص بأي وجه من الوجوه، وغلب كل شيء فلا يُغلب سبحانه، العظيم القاهر الذي قهر جميع العباد، المصلح أمور خلقه المتصرّف فيهم بما فيه صلاحهم، المتعظّم على جميع خلقه، تنزّه الله عن كلّ نقص وعيب وسوء وعن أن يكون له شريك كما يزعم المشركون.
ثمّ يكرر سبحانه عموم إلهيته وانفراده بها وأنه هو المعبود بحق وحده لا شريك له، المتفرّد بتقدير جميع المخلوقات وإنشائها على غير مثال سابق، الذي أحيا وأوجد من العدم والذي يصوّر كل مخلوق في أيّ صورة شاءها سبحانه، له وحده الأسماء الحسنى التي لا يحصيها ولا يعلمها أحد إلا هو، ينزّهه عن النقائص والعيوب جميع مافي السماوات والأرض وهو العزيز الغالب الذي لا يغلب، الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه الصحيح اللائق به.
سبحانه وتعالى له الحمد في الأولى والآخرة.