المجلس الأول: مجلس مذاكرة محاضرة منهج ابن كثير في تفسيره

[عزيزة أحمد]

معهد آفاق التيسير (المستوى الثالث)
المجموعة الرابعة:
١- الإسرائيليات هي الأخبار التي تروى عن بني إسرائيل، وقد تعامل ابن كثير معها في تفسيره على شكلين:
أ- الإعراض عنها، فيترك ما أورده غيره، كحديث فضائل سور القرآن سورة سورة المروي عن أبي بن كعب.
ب- يوردها، وله من الإسرائيليات التي أوردها ثلاثة مواقف:
١- النقد العام الإجمالي، كعند الآية: "فخسفنا به وبداره الأرض" فقال: ذكر هاهنا إسرائيليات غريبة أضربنا عنها صحفاً.
٢- النقد الخاص التفصيلي: مثل عند قوله تعالى: "وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" ذكر قصة بني إسرائيل عند طلبهم للبقرة التي وصف الله لهم وأنهم وجدوها عند رجل كان من أبر الناس بأبيه، فأخبر أن هذه السياقات مأخوذة من كتب بني إسرائيل وهي مما يجوز نقلها ولكن لا تصدق ولا تكذب فلهذا لا يعقد عليها إلا ما وافق الحق عندنا.
٣- السكوت وعدم النقد: لما يذكر بعض الإسرائيليات ولا ينقدها، مثل طول آدم عليه السلام عند قوله تعالى: "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا" وضع الله تعالى البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض...." وكذلك عصا موسى عليه السلام كما في قوله تعالى: "فألقاها فإذا هي حية تسعى"
ولعله لم ينتقدها لكونها لا تؤدي لخلل في العقيدة، ولكن كان الأولى ترك هذه الأخبار.
٢- اختصار أحمد شاكر رحمه الله لتفسير ابن كثير:
ذهب الشيخ أحمد الشاكر إلى محمد بن ابراهيم وأخبره بأنه يريد أن يختصر تفسير ابن كثير، فقال له اختصر وأعرض علينا، فلما عرض عليه قال:
وقف لا تكمل؛ لأنه يخشى أن ينصرف الناس إلى المختصر ويتركوا الأصل وهو نفس رأي الشيخ الألباني لما قال لسائل يسأله ماذا يقرأ من كتب التفسير فأشار عليه بتفسير ابن كثير وقال: وإن كان مطولا فعليه أن يتمهر فيه ويتعلم وسيجد في ذلك الفائدة الكبرى.
فأحمد شاكر رحمه الله اختصر تفسير ابن كثير كله وعلق عليه من الأول إلى آية ثمانٍ من الأنفال، تعليق لا مزيد عليه وقد أتعب من جاء بعده، أما التعليقات في آخر مختصره هي مما أضافه من أخرج التفسير، دار الوفاء بالتعاون مع دار طيبة.