دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #15  
قديم 24 شوال 1440هـ/27-06-2019م, 05:31 AM
مرام الصانع مرام الصانع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 118
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:


س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟
التفسيرُ على أربعةِ أوجهٍ، كما قاله ابن عباس رضي الله عنه: "وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، وتفسير لاَ يُعذر أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لاَ يعلمه إلا الله تعالى ذكره" وهو حديث منقطع، إلا أن رجاله ثقات، وتلقوه العلماء بالقبول والشرح والتفصيل.
والوجه الثاني من التفسير في هذه المقولة هو التفسير الذي لا يعذر أحد بجهالته، وهو: ما تبادر إلى الأفهام معرفة معناه من النصوص المتضمنة شرائع الأحكام، ودلائل التوحيد، وكل لفظ أفاد معنى واحدًا جليا يعلم منه أنه مراد الله تعالى.
كقوله جل وعلا: { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}، فهو أمر صريح بتوحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، وهذا الخطاب وأمثاله في القرآن الكريم لا يعذر أحد بجهالته، فهو صريح واضح البيان، ويخرج من ذلك من لم تبلغه الحجه، أو من بلغته ولكن لا تقوم عليه، كالأعجمي الذي لا يفقه القرآن، وكل من قام مقامه.

س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟
طرق التفسير على مراتب، من أحسنها وأعلاها منزلة هي تفسير القرآن بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثم تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين، ثم تفسير القرآن بلغة العرب، ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع. وهذه الطرق هي في الحقيقة متكاملة فيما بينها عند النزول لأرض الواقع في تفسير آي القرآن؛ ولذلك قد يجتمع عدد من طرق التفسير في بيان المسألة الواحدة، وهذا ما نجده في مجمل كتب التفسير.

س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن.
تفسير القرآن بالقرآن: هو أَجَل طرق التفسير، فالله تعالى هو الأعلم بمراده من كلامه، وهو على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النص الصريح في القرآن، ومثاله: قول الله تعالى: {والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق* النجم الثاقب}؛ فنص الله تعالى على بيان المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب. وهذا ليس لأحد قول في مخالفته.
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نصّ صريح في مسألة التفسير، وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يُخطئ، ومثاله: اختلاف المفسرين في مرجع الضمير في قول الله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، فمن أهل العلم من ذهب إلى أن مرجع الضمير إلى أقرب مذكور وهو الذكر، والمراد به هنا القرآن الكريم؛ وهو القول المأثور عن السلف الصالح، ومن المفسرين من ذهب إلى أن مرجع الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: وإنا لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون؛ واستدلوا لذلك بقول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس}.
ومن ذلك يظهر لنا أن لصِحة تفسير القرآن بالقرآن شروط، تتمثل في نقطتين وهي:
الأولى: صحة المستدل عليه، فلا يخالف التفسير أصلًا صحيحًا من القرآن والسنة وإجماع سلف الأمة.
الثانية: صحة وجه الدلالة، ومن هنا قد تكون وجه الدلالة ظاهرة أو خفية، وقد تكون صحيحة أو هي محل نظر، وممكن أن تدل على كامل المعنى أو بعضه.
وكل تفسير خالف صاحبه منهج أهل السنة في الاستدلال أو حوى معنى باطلًا نشأ من وهم المفسر ومعتقده، فهو تفسير مخالف، غير مقبول.

س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة.
قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} 44- النحل، فالسنة بجميع أنواعها من قول النبي صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو إقراره هي مبينة لآيات الكتاب الحكيم، وموضحة له. وحكمها، واجبة القبول بالشروط المعتبرة لقبول الحديث من صحة الإسناد، وسلامة الحديث من الشذوذ والعلة القادحة.
ومن أمثلة هذه الأنواع:
-مثال التفسير القولي: قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: (تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار) رواه الترمذي، وأصله في الصحيحين.
-مثال التفسير الفعلي: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: (صلّوا كما رأيتموني أصلّي) رواه البخاري، وكثير من العبادات والمعاملات التي ورد الأمر بها في القرآن فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفسير عملي لمراد الله تعالى بها.
-مثال التفسير بالإقرار: إقراره لعمرو بن العاص لما تيمم من الجنابة في شدة البرد؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود ، عن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل؛ فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟) فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا.

س5: بيّن خصائص التفسير النبوي.
لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم خصائص فريدة لا تبلغها تفاسير من هو دونه ومنها:
1- أنه تفسير معصوم من الخطأ أو التناقض، سواءٌ أكان ابتداءً ابتدئ به النبي صلى الله عليه وسلم أو أقر أحدًا على ذلك؛
2- أن تفسيره للفظ القرآني قد يراد به العموم أو الخصوص، فتحمل الآية على هذا المعنى الحق، ومن أمثلته:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}) رواه مسلم.
3- أن تفسيره قد يكون عن مغيبات لا تُعلم إلا بوحي من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلته:
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض) رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين.

وعلى ذلك، كل ما صح عنه صلى الله عليه وسلم فهو حجة في باب العبادات والأحكام والأخبار والغيبيات، وغيرهم من أبواب الدين. ومما يجب التنبيه له، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يجتهد في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.

س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير.
تربى الصحابة -رضي الله عنهم- على تعظيم القول في القرآن بغير علم والتورع فيه، وكان ذلك تحت يدي النبي الشريفتين -صلى الله عليه وسلم- فزُرع فيهم من الأدب أحسنه ومن الهدي أقومه.
-ومن ذلك: ما جاء من طريق الإمام أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون القرآن، فقا: ( إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم، فكلوه إلى عالمه).
- وعن عائشة، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) متفق عليه.
- ومما يذكر من أقوال الصحابة في هذا الشأن:
• سئل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن آية من كتاب الله - عز وجل -، قال: أيَّة أرض تقلني، أو أيَّة سماء تظلني، أو أين أذهب، وكيف أصنع إذا أنا قلت في آية من كتاب الله بغير ما أراد الله بها؟. رواه سعيد بن منصور. و رُويت هذه المقالة عن أبي بكر من طرق يشدّ بعضها بعضًا.
• وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديدًا في التأديب على القول في التفسير بغير علم، وعلى السؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف، عن أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟ ثم قال: هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه. وأصله في صحيح البخاري مختصراً بلفظ: نهينا عن التكلف.
وقصّته مع صبيغ بن عسل التميمي معروفة مشتهرة، وفي المقابل من كان يأتيه بسؤال علم وتفقه واسترشاد -اتباعًا للهدى- كان لين الجناب معهم.
• ومن تبليغهم للتابعين لهم بإحسان، قال إياس بن عامر: أخذ علي بن أبي طالب بيدي، ثم قال: (إنك إن بقيت سَيَقرأ القرآن ثلاثةُ أصناف: فصنف لله، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك) رواه الدارمي.
وقال عبد الله بن مسعود لمّا بلغه قول رجل في مسألة في التفسير: (من علم علماً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل، أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم) والخبر في صحيح مسلم.
وقال عبد الله ابن أبي مليكة: دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان على عبد الله بن عباس؛ فقال له ابن فيروز: يا ابن عباس ، قول الله: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة} الآية .
فقال ابن عباس: من أنت؟
قال: أنا عبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان.
فقال ابن عباس: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون}.
فقال له ابن فيروز: أسألك يا ابن عباس.
فقال ابن عباس: أياما سماها الله تعالى لا أدري ما هي، أكره أن أقول فيها ما لا أعلم، قال ابن أبي مليكة: فضرب الدهر حتى دخلتُ على سعيد بن المسيب فسُئل عنها فلم يدر ما يقول فيها.
قال: فقلت له: ألا أخبرك ما حضرتُ من ابن عباس؟ فأخبرته؛ فقال ابن المسيب للسائل: هذا ابن عباس قد اتَّقى أن يقول فيها وهو أعلم مني. رواه عبد الرزاق.

س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.

الاختلاف في التفسير في زمن الصحابة -رضي الله عنهم- قليل جدًا، وأكثر أحاديث اختلافهم مما لا يصح فيها الإسناد، والتي صحت منها فهي على نوعين:
النوع الأول: ما يصحّ فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وغالبه من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى.
مثاله: اختلافهم في المراد بالعذاب الأدنى: فقال أبيّ بن كعب: هو مصائب الدنيا، وقال ابن مسعود: هو يوم بدر، وقال ابن عباس: هو الحدود.
فتفسير أبيّ جاء بالعموم، وتفسير ابن مسعود هو من التفسير بالمثال، وأما تفسير ابن عباس فمحمولٌ على التنبيه على سعة دلالة الآية على وعيد المنافقين الذين يصيبون بعض ما يقام عليهم به الحدّ؛ فيكون هذا الحدّ من العذاب الأدنى الذي يقع عليهم لعلّهم يرجعون فيؤمنون ويتوبون ومن أصرّ على نفاقه وكفره فينتظره العذاب الأكبر.
والنوع الآخر: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، و يكون لذلك سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح.

وجاء الإرشاد من الصحابة -رضي الله عنهم- في هذه الحالة، ففي صحيح مسلم من حديث مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: جاء إلى عبد الله [وهو ابن مسعود] رجلٌ فقال: تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية: {يوم تأتي السماء بدخان مبين} قال: يأتي الناس يوم القيامة دخان، فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله: (من علم علما فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به: الله أعلم، إنما كان هذا، أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم، (دعا عليهم بسنين كسني يوسف)، فأصابهم قحط وجهد، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، وحتى أكلوا العظام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله استغفر الله لمضر، فإنهم قد هلكوا، فقال: (لمضر؟!! إنك لجريء) قال: فدعا الله لهم، فأنزل الله عز وجل: {إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون} قال: فمطروا، فلما أصابتهم الرفاهية، قال: عادوا إلى ما كانوا عليه، قال: فأنزل الله عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين، يغشى الناس هذا عذاب أليم} {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} قال: يعني يوم بدر.
فذكر ابن مسعود القول الذي يعرفه بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلمه بأحوال نزول القرآن، ولم يعبْ على من علم علماً أن يقول به.

وقد يقع الاختلاف بسبب تأويل خاطئ وهو من النوادر؛ فلا يخلو قائله من الإنكار عليه وبيان خطئه، كما جاء في السنن الكبرى للنسائي في قصة قدامة بن مظعون وشربه للخمر بالبحرين، محتجًا بقوله تعالى:{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات}، فكان تأويله للآية خاطئًا فأُقيم الحد عليه.

س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟
نعم، فقد كانوا -رضي الله عنهم- يستعملون أدوات الاجتهاد عند الحاجة إليها، من غير تكلّف، ولا تزكية لأنفسهم، و القول في اجتهادهم هو أقرب ما يكون إلى الصواب مقارنة بمن بعدهم لحيازتهم الأفضلية بكل شيء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه البخاري.
ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد.
وقد صحّ تفسير الكلالة مرفوعاً من حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين، بما يوافق تفسير أبي بكر.

س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير.
تنقسم المرويّات عن الصحابة -رضي الله عنهم- في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام:
النوع الأول: صحيح الإسناد صحيح المتن، حكمه: يُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، ثمّ يكون حكم بيانه على مراتب حجيّة أقوال الصحابة، مما له حكم الرفع، أو لحجية اجماع الصحابة -رضي الله عنهم- على قولٍ تفسيري، أو ما كان من اختلاف تنوع أو تضاد والذي يجتهد المفسرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله.
النوع الثاني: ضعيف الإسناد غير منكر المتن، حكمه: يأتي على ثلاث مراتب:
الأولى: الضعف اليسير، مثل (المراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط) وغيرها من العلل التي يكون الإسناد فيها معتبرًا قابلاً للتقوية، حكمها: جرى عمل أئمة المحدثين والمفسرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدد في ذلك إلا أن توجد قرائن تقوّيه كجريان العمل به.
الثانية: الضعف الشديد؛ لكون أحد رواته متروك الحديث، حكمها: من أهل الحديث من يشدّد في روايته، وهي ليست حجة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة.
الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير، حكمها: لا تحلّ روايتها إلا على سبيل التبيين أو في دراسة علل المرويات.
النوع الثالث: ضعيف الإسناد منكر المتن، حكمه: يُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم.
النوع الرابع: صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن، وهي قليلة جدًا في كتب التفسير، حكمه: إذا عُرفت العلّة فلا يصح نسبته إلى الصحابة -رضي الله عنهم-، وقد يعتقد المفسّر نكارةَ المتن، ولكن ربما للقول تأويل صحيح لم يسبق إليه فهمه، وهو في نفسه غير متكلف، حيث أن الحكم بنكارة المتن ترجع للاجتهاد.

س10: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من أصحاب كلّ طبقة.
الطبقة الأولى: طبقة كبار التابعين، وهم الذين عاصروا كبار الصحابة -رضي الله عنهم-، وأخذوا منهم العلم مشافهةً، ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، وزرّ بن حُبيش الأسدي، وسعيد بن المسيّب المخزومي، وغيرهم.
والطبقة الثانية: طبقة أواسط التابعين، ومنهم: سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم.
والطبقة الثالثة: طبقة صغار التابعين، ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن عون، وغيرهم.


والحمدلله رب العالمين،...

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir