دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ذو القعدة 1442هـ/30-06-2021م, 01:18 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن


اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
س3: ما معنى تأليف القرآن؟
س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟
س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟
س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"



المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو القعدة 1442هـ/30-06-2021م, 06:08 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
المجموعة الأولى:
س1: ما سبب عدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا اختلاف بين العلماء في أن القرآن لم يجمع في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى ابن جرير الطبري عن الزهري، قال: "قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جُمع، وإنما كان في الكرانيف والعسب".
ولعدم جمع القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أسباب، حاصلها:
– عصمته صلى الله عليه وسلم من نسيان القرآن، فكانت حياته صلى الله عليه وسلم ضماناً لحفظ القرآن وإن لم يُكتَب.
–لكون القرآن لم يزل منزلا في حياته صلى الله عليه وسلم فيتوقع من زيادة ونسخ بعض المتلو، فشق جمعه في مصحف واحد لاختلاف نسخ المصاحف وتعددها. قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم)ا.هـ

س2: لخّص القول في مصحف أبيّ بن كعب، وبيّن أنواع ما يُنسب إليه.
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن كتابة غير القرآن لئلا يلتبس بغيره. وكان الصحابة يكتبون في العسب واللخاف والأكتاف والرقاع.ولم يكن لهم رضي الله عنهم مصحفٌ جامع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وكثر اتّخاذ المصاحف في زمن الخلفاء الراشدين لتيسير الوصول إلى أدوات الكتابة. وكان أبيّ بن كعب رضي الله عنه ممن روي أن لهم مصاحف.
وما ينسب إلى مصحف أبيّ بن كعب مما يخالف المصاحف العثمانية على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: ما رُوي عمّن رأى مصحف أبيّ قبل أن يقبضه عثمان، وهذا الصنف لا يكاد يصحّ منه إلا النادر.
والصنف الثاني: ما روي عن أبيّ بن كعب من قراءته بما يخالف المصاحف العثمانية، وكثير منه لا يصح، وما صحّ فهو محمول على أنه أقرأ به قبل جمع عثمان، أو أخبر به إخباراً لا إقراءً؛ ومن تلك الأحرف ما هو منسوخ، ومنها ما تُركت القراءة به لإجماع الصحابة على ترك الإقراء بما خالف المصاحف العثمانية.
والصنف الثالث: ما نُسب إلى مُصحفٍ بالعراق يُدَّعى أنه مصحف أبيّ، وقد اختُلف فيه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه مصحف أنس بن مالك رضي الله عنه أملاه عليه أبيّ بن كعب.
القول الثاني: أنه مصحف مستنسخ من مصحف أبيّ قبل الجمع العثماني، من المصاحف التي بلغت الآفاق ولم تُتلف فيما أتلف من المصاحف.
القول الثالث: أنه مصحف أبيّ بن كعب نفسه، وهو خطأ لما صحّ من أنّ مصحف أبيّ قبضه عثمان، وأنّ عثمان أمر بكلّ مصحف أو صحيفة فيها قرآن أن تحرق، ولم يكن لأبيّ أن يخالف أمر أمير المؤمنين.
قال بكير بن عبد الله بن الأشجّ: حدثني بسر بن سعيد، عن محمد بن أبيّ بن كعب أن ناساً من أهل العراق قدموا إليه؛ فقالوا: إنما تحمَّلنا إليك من العراق، فأخرج لنا مصحف أُبَيّ قال محمد: (قد قبضه عثمان)
قالوا: سبحان الله أخرجْه لنا !
قال: (قد قبضه عثمان) رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن وابن أبي داوود في كتاب المصاحف، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات.
س3: ما معنى تأليف القرآن؟
التأليف لغة: الوصل والمتابعة. وهو مصدر فعل "ألف، يؤلف".
قال أبو منصور الأزهري: (أَلَّفْتُ الشيءَ: وَصَلْتُ بعضَه بِبَعْض؛ وَمِنْه: تَأليفُ الكُتب).
ويطلق تأليف القرآن على شيئين:
الأول: ترتيب الآيات في السورة الواحدة.
ودليله ما رواه جماعة من أهل العلم من عدة الطرق عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلّف القرآن من الرقاع إذ قال: ((طوبى للشام)). قيل: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: (( إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها )).
وهذا الحديث قد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة بمجموع طرقه، ولا يضر ما في بعضها من ضعف.
فقد رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والترمذي والبيهقي وغيرهم من طريق يحيى بن أيوب الغافقي عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة المهري عن زيد بن ثابت، ورواه عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد به، ورواه أيضاً ابن حبان والطبراني من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث المصري عن يزيد به.
والشاهد فيه ذكر تأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت الآيات تنزل متفرقة منجَّمة على مُدَدٍ متفاوتة، وتأليفها جمعها ووصل بعضها ببعض.
قال أبو بكر البيهقي: (وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب)أ.ه.
واختلف هل كان هذا التأليف تأليفاً تاماً لجميع آيات السور أو لبعضها؟ على قولين:
1. أنّه كان جمعاً تاماً لآيات كلّ سورة، وأن جمع أبي بكرٍ كان لاستنساخه في صحف بين لوحين؛ إذ كان قبل ذلك يكتب في الرقاع واللخاف والعسب.
والقائلون به بعضهم حمل حديث زيد المتقدّم في التأليف وحديث عثمان مرفوعاً: ((ضعوا هذه الآيات فى السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) على العموم، فيشمل هذا جميع الآيات سواء كانت مكتوبة في السطور أم محفوظة في الصدور. وما فهموه لا تقتضيه دلالة حديثي زيد وعثمان؛ لأن وضع الآيات في موضعها من السورة لا يلزم منه أن تكون السورة كلها مجموعة في موضع واحد، وقد عُلم أن منها سوراً طوالاً، وأنّ الكتابة كانت في رقاع وعسُب وأكتاف. ولذلك احتاج زيد بن ثابت في جمع أبي بكر إلى تتبّع ما تفرّق في الصحف والرقاع والأكتاف والعسب واللخاف وصدور الرجال حتى جمع نسخة تامّة من القرآن في صُحُفٍ بين لوحين.
وبعضهم فهم من قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} التلازم بين حفظ القرآن في الصدور وحفظه مكتوباً حتى في زمن النبوة. وهذا القول قال به بعض المتكلمين، وهو قول غير قائم على الأثر الصحيح وإنما مستنده توهّم لزوم ما لا يلزم.
2. أنه لم يكن تأليفاً تاماً بالكتابة كما كان بالحفظ في الصدر، وأنّ جمع أبي بكر رضي الله عنه كان أوّل جمع تامّ لآيات كلّ سورة.
وهو الراجح لدلالة ما رواه البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في شأن جمع أبي بكر أنه قال: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة).
الثاني: ترتيب السور في المصحف.
ودليله ما في صحيح البخاري من حديث ابن جريج قال: أخبرني يوسف بن ماهك، قال: إني عند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي، فقال: أي الكفن خير؟ قالت: (ويحك، وما يضرك؟!!) قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك؟ قالت: (لم؟) قال: لَعَلِّي أؤلّف القرآن َعليه، فإنه يقرأ غير مُؤلَّف. قالت: (وما يضرك أيه قرأت قبل؟)
ثمّ ذكر الحديث إلى أن قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور).

س4: ما سبب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن؟
من أهم أسباب كثرة الأسئلة المثارة في باب جمع القرآن اختلاف الناس في الفهم والإدراك، واختلاف نياتهم.
فلا بد من العلم أن ما يثار من الأسئلة في جمع القرآن على نوعين:
الأول: إشكالات تعرض لبعض طلاب العلم والباحثين في مسائل جمع القرآن. وقصدهم البحث عما يزيل الإشكال مع إيمانهم بالقرآن، ويقينهم بصحّة جمعه وحفظه.
الثاني: شبهات يثيرها الطاعنون في جمع القرآن من الزنادقة والمستشرقين وطوائف من غلاة المبتدعة. وقصدهم الطمع في العثور على ما يُصدّق ظنّهم من الطعن في صحّة جمع القرآن وحفظه.
وقد تثار المسألة الواحدة من الفريقين، فالنية هي التي تفرق بينهما، فإنما الأعمال بالنيات.
فيجب على طالب العلم معرفة طرق العلماء في كشف الشبهات وإزالة الإشكالات، ومعرفة الأصول التي بنوا عليها أجوبتهم.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن".
• حرص السلف الصالح وعنايتهم بكتاب الله تعالى، ما أوجب علينا احترامهم واعتراف فضلهم على الأمة.
• يجب علينا اتباع طريق السلف في معاملتهم بالقرآن بالحفظ والفهم.
• يجب تجنب الاختلاف في القرآن.
• يجب إصلاح النية عند البحث عما يزيل الإشكال.
• يجب معرفة طرق العلماء في كشف الشبهات وإزالة الإشكالات، ومعرفة الأصول التي بنوا عليها أجوبتهم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو القعدة 1442هـ/1-07-2021م, 04:07 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الجواب عما روي عن عثمان رضي الله عنه مما يفهم منه الاجتهاد في ترتيب الآيات؟
• أصل هذا الخبر هو ما رواه عمر بن شبة مختصرا من طريق ابن وهب أن عثمان بن عفان قال: (من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به) وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما! قال: وما هما؟ قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" إلى آخر السورة، قال عثمان: (وأنا أشهد إنهما من عند الله، فأين ترى أن نجعلهما؟) قال: اختم بهما. قال: فختم بهما.
• وروى ابن أبي داوود بسياق أتم من طريق عمر بن طلحة عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: (من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان، فقتل وهو يجمع ذلك إليه، فقام عثمان بن عفان فقال: (من كان عنده شيء من كتاب الله...) إلخ
- وهذا الخبر منكر لا يصح لضعف إسناده، فرواته لم يضبطوه مع ما عرف عنهم من خفة الضبط وتعدد مخالفاتهم لروايات الثقات فردت روايتهم.
o فقد تفرد به عمر بن طلحة عن محمد بن عمرو وكلاهما متكلم فيه.
o يحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر بن الخطاب، قال أبو حاتم أنه ولد في خلافة عثمان، وعليه فهو إما أنه لم يكن قد ولد زمن الجمع، وإما رضيع، فروايته لهذا الخبر مرسلة، وقد قيل أنه أدرك رؤية عثمان في آخر خلافته، لكن أكثر روايته عن عثمان بواسطة أبيه.
- وهو منكر من حيث المتن أيضا:
o لأن دعوى أن الجمع كان أوله في زمن عمر بن الخطاب، وأ، عثمان أنفذ ما شرعه عمر يخالف ما عليه الآثار الصحيحة في أسباب الجمع العثماني.
o دعوى أن قصة آخر آيتين من سورة التوبة كانت في جمع عثمان مخالف لما صح من أنها كانت في جمع أبي بكر.
o دعوى أن الذي اكتشف ذلك ونبّه عليه هو خزيمة بن ثابت مخالف لما رواه البخاري من حديث زيد بن ثابت أنه قال: (نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين» وهو قوله: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} فألحقناها في سورتها في المصحف). وهو مخالف للرواية المعلولة السابقة.
o أن قصة آخر آيتين من سورة التوبة قصة أخرى غير هذه، وهي التي كانت في جمع أبي بكر، حيث وقعت لأبي خزيمة الخزرجي، وهو غير خزيمة بن ثابت:
- فأما أبو خزيمة فهو ابن أوس بن زيد من بني النجار من الخزرج من قرابة زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب وأنس بن مالك، شهد بدراً وما بعدها ومات في خلافة عثمان.
- وأمّا خزيمة بن ثابت فهو من الأوس ويكنى بأبي عمارة وهو الذي أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، وقد قتل مع عليّ بن أبي طالب في صفين، كان كافّا سلاحه حتى قُتل عمار بن ياسر؛ وكان قد سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم (تقتل عماراً الفئة الباغية) فجرّد سيفه وقاتل مع عليّ حتى قُتل.
وقد وقع خلط في بعض الروايات بين الرجلين.
o قوله: (فأين ترى أن نجعلهما؟) مخالف لقول زيد بن ثابت الصحيح عنه: (فألحقناها في سورتها في المصحف). فهم كانوا يعرفون موضعها ويحفظونها ويقرؤون بها في صلواتهم وقيامهم، ولم يكن موضعها مجهولا عندهم حتى يستشير فيه عثمان.
o قوله: (اختم بها آخر ما نزل من القرآن، فختمت بها براءة) فهذه مخالفة لقول أبيّ بن كعب لما بلغوا الآية التي قبلهما: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدها آيتين: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" إلى "وهو رب العرش العظيم") وهذا دليل على أنه يعرف موضعهما، وهذا بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان هذا الخبر في جمع أبي بكر رضي الله عنه.
o روى البخاري عن ابن الزبير أنه قال لعثمان: (هذه الآية التي في البقرة "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا" إلى قوله "غير إخراج" قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟) قال عثمان: (تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا من مكانه). وابن الزبير من كتبة المصاحف، وهو أخبر بشأن المصحف وترتيب الآيات من رواة الخبر المنكر.

س2: ما سبب ترك كتابة البسملة في أوّل سورة براءة؟
قال ابن الجزري: لا خلاف في حذف البسملة بين الأنفال وبراءة.
ولكن الخلاف وقع هل هو عام في الأحرف كلها أم هو خاص بالمصحف العثماني؟
الصحيح: أن ترك البسملة في بعض الأحرف دون بعض، حيث كانت البسملة في مصحف ابن مسعود. قاله الباذش.
فيكون اجتهاد عثمان ومن معه في ترك البسملة في أول براءة وهومن جنس اجتهادهم في الاختيار بين الأحرف السبعة، فإن المعوّل عليه هو ما ثبت بالتلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم رواية. وهذا القول هو الصحيح.

أما سبب ترك البسملة في أول سورة براءة فقد جاءت فيه أقوال في التماس الحِكم من وراء ذلك:
القول الأول: لأن براءة نزلت بالسيف والبسملة أمان. قاله علي بن أبي طالب بإسناد ضعيف.
حيث روى الغلابي أن ابن عباس سأل عليا: لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: (لأن "بسم الله الرحمن الرحيم" أمان، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان). وقريب منه ما قاله سفيان بن عيينة: (لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ولا أمان للمنافقين).
وهذا القول اعترض عليه بأن من سور القرآن ما نزل في شأن الكفار والمنافقين، بل سميت السور بذلك كما في سورتي الكافرون والمنافقون وقد بدئتا بالبسملة. ويمكن أن يجاب على هذا الاعتراض بأن مقام إعلان البراءة والنذارة مقام خاص يناسب معه ترك البدء بالبسملة.

القول الثاني: لأنها نسخت مع ما نسخت تلاوته من أول سورة براءة. قاله الإمام مالك ونقله القرطبي.
وقد رُوِي أنها كانت تعدل سورة البقرة، وأنها لما سقط أولها سقط "بسم الله الرحمن الرحيم" معه.

القول الثالث: لأن الصحابة اختلفوا فيها:
- فمنهم من ذهب إلى أن الأنفال والتوبة سورة واحدة.
- ومنهم من ذهب إلى أنهما سورتان فقرن بينهما ولم يفصل بينهما بالبسملة.
ذكر هذا القول القرطبي.
روى الأعرابي عن يزيد الفارسي أن ابن عباس قال لهم: (قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتموها في السبع الطوال، فما حملكم على ذلك؟)
قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول: «ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وإذا أنزلت عليه الآيات قال: "ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا» وإذا أنزلت عليه الآية، قال: "ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا")
قال: (وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن).
قال: (فكانت قصتها شبيها بقصتها، فظننا أنها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطرا: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال). رواه الإمام أحمد.
وقال الزمخشري: (وقد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: الأنفال وبراءة سورة واحدة. وقال بعضهم: هما سورتان، فتركت بينهما فرجة لقول من قال: هما سورتان، وتركت بسم الله الرحمن الرحيم لقول من قال: هما سورة واحدة).

القول الرابع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب في صلح الحديبية "بسم الله الرحمن الرحيم" لم يقبلوها وردوها، فما ردها الله عليهم. ذكره ابن الجوزي.

س3: لخّص القول في مصحف ابن مسعود، وبيّن أنواع ما ينسب إليه.
مما لا شك فيه أن ابن مسعود من كبار قراء الصحابة وأفاضلهم، وبقي معلما منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن مات رضي الله عنه. وقد بعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة معلما ووزيرا، فكان يعلمهم القرآن ويفتيهم، ويأخذون من علمه وأدبه وسمته، وربما أملى عليهم المصاحف فكتبوا. وقد كان في الكوفة مصاحف كتبت على ما كان يعلمهم ابن مسعود من القراءة، وكان منهم من يعرض عليه المصحف فيقيم له فيه ما يكون من الخطأ في الكتابة، بل كان في مسجده موضع مخصص لعرض المصاحف.

ولما كان الجمع العثماني، حصل من ابن مسعود المعارضة في أول الأمر، وأمرهم أن يغلّوا مصاحفهم، ثم إنه رجع إلى ما أجمع عليه الصحابة من الاجتماع على حرف واحد ومصحف إمام لا تختلف فيه هذه الأمة، بل وأقام مصحفه على المصحف الإمام الذي بعث به عثمان إلى الكوفة، وأمر أن يقيموا مصاحفهم عليه، وأن تترك القراءة بما خالفه، وأن تسلم المصاحف المخالفة إلى المصحف العثماني.
وإنه لمن الجائز أن تكون بعض المصاحف التي كتبها أصحابها لم تتلف فيما أتلف، ولم يكن بها من التوثق والاحتياط والمراجعة وأمْنِ الخطأ ما في المصاحف العثمانية. وهي مصاحف ملغاة إجماعا، لا يعتد بها في القراءة، لإجماع الصحابة على ترك القراءة بما خالف المصحف الإمام.
وقد بقيت مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود لا يوقف لها على إسناد متصل إلى ابن مسعود، وهي معدودة من الوجادات الضعيفة، وقد يُظن أنها على قراءته وتأليفه لا على أنه أملاها.

أما أنواع ما ينسب إلى مصحف ابن مسعود ويخالف المصحف العثمانية:
النوع الأول: ما صح إسناده إلى من قرأ على ابن مسعود قبل الجمع العثماني مما يخالف رسم المصاحف العثمانية.
وهذا النوع يستدل به في التفسير واللغة، ولا يقرأ بما فيه، ويستدل بما ينسخ منه في الأحكام ويعتقد صحته، وأه مما تركت القراءة به من الأحرف المخالفة للرسم العثماني. وقد اتفقت قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء على حرف معين في بعض الآيات كأمثال قوله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى" فقرآها والذكر والأنثى، وقد كانا يقرئان الناس به، وقد يكون مكتوبا في مصاحف أصحابهم قبل الجمع العثماني.

النوع الثاني: وهو ما روي عمن لم يقرأ على ابن مسعود زمن الجمع العثماني، وإنما اطلع على مصاحف منسوبة إلى ابن مسعود. فهذا النوع لا يعتمد عليه في الرواية، ولا يحتج به في الأحكام، فتلك المصاحف غير متحقق صحة نسبتها إلى ابن مسعود، وقد يستفاد منه في التفسير واللغة، مثاله:
- قول ابن حازم أنه قرأ في مصحف ابن مسعود: "فاذكروا اسم الله عليها" صوافن.
- ما رواه ابن جرير عن داوود بن أبي هند أنه قال: هي في مصحف عبد الله (وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بأمهاتهن، فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم).

ومما روي عن مصحف ابن مسعود أنه لا يكتب المعوذتين في مصحفه، لأنه رضي الله عنه كان يراهما عوذتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين، فكان يحكهما من مصحفه، والصحيح أنهما سورتان من القرآن قرأ بهما النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وأثبتتا في المصحف الإمام، وهو ما رجع إليه ابن مسعود فيما بعد. وهذا الفعل منه رضي الله عنه يعذر به كونه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته، بل كان يراه يعوذ بهما الحسن والحسين. فابن مسعود بشر غير معصوم من الخطأ، فلا عصمة للأفراد، وإنما العصمة لإجماعهم الذي رجع إليه ابن مسعود رضي الله عنه.

ومما روي عن ترتيب سور مصحف ابن مسعود: أنه كان يعد سورة الدخان من المفصل، وهذا القول تدفعه الروايات الأخرى، فقد روى البخاري ومسلم عن مهدي بن ميمون عن أبي وائل قوله: غدونا على عبدالله، فقال رجل: قرأت المفصل البارحة! فقال له ابن مسعود: (هذًّا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة، وغني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم، ثماني عشرة سورة من المفصل، وسورتين من آل حم). فأخرج آل حم من المفصل، وقال ابن حجر أن أول مفصل ابن مسعود الجاثية، وقال ابن الملقن أن أول مفصله القتال، ولا يوجد مستند لكلا القولين هذين.
وفي المصاحف المنسوبة لابن مسعود والغير متحقق من صحة نسبتها إليه، كان ترتيب سور مصحفه مختلف عن المصحف العثماني، وكذلك اختلف عن المصحف الإمام في تسمية أسماء السور وفي تقسيم السور بين الطوال والمئين والمثاني والمفصل.

س4: ما تقول فيما روى أبو معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب»؟
روى ما يقارب هذا الأثر عمر بن شبّة من طريق علي بن مسهر عن هشام عن عروة عن أبيه.
- من جهة الإسناد: فإسناد هذا الأثر صحيح في ظاهره، فبرئت عهدة أبي معاوية من التفرد به، كما أعله به بعضهم، وقد انتقد أبو معاوية بسبب اضطراب بعض حديثه، لكن علي بن مسهر تابعه عليه وهو ثقة ثبت.
- من جهة المتن: فمتنه منكر جدا، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، وهي تقرأ الآيات وتعلم أن الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أن من كتب المصاحف جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
- وهذا يوجب إعادة النظر في الإسناد لنجد أن فيه علة خفية، وهي أن من روى الحديث عن هشام هما عراقيان، وحديث العراقيين عن هشام متكلم فيه، فهشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعدما صار إلى العراق، فقد انبسط في الرواية، وأرسل عن أبيه بما كان سمعه من غير أبيه عن أبيه، حتى وماه ابن قطان بالاختلاط، لأن تحديثه بالعراق كان بعدما أسنّ وبلغ الثمانين. بينما رد الذهبي هذا القول عنه وعده من الأوهام التي لا يكاد يسلم منها من كثر حديثهم من الثقات. بينما عده ابن حجر من المدلسين الذين لا يدلسون إلا نادرا.
فهذا الحديث هو مما أخطأ فيه هشام بن عروة، فرواه عن أبيه من غير ذكر الواسطة، وكذلك منكر المتن.

وعلى فرض صحة المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها، فيكون الجواب:
- أن تخطئتها للكتّاب كان باجتهاد منها رضي الله عنها، لأنهم تركوا القراءة التي كانت تقرأ بها وتعرفها واختاروا غيرها، وقولهم مقدم على قولها في ذلك، لكثرتهم واجتماعهم وشدة عنايتهم بالقراءة والإقراء، وقد ينكر المرء ما يخالف قراءته، فإذا تبين له أنه صحيح أقرّ به، فقول المثبت مقدم على قول النافي لما معه من زيادة علم، وإن القراءة على مقتضى الرسم العثماني واجب مع ترك الإقراء بما خالف المصحف الإمام. ومن المعلوم أن القراءة الموافقة للرسم العثماني صحيحة لا لحن فيها وهي مقدمة على غيرها.
- وقد قرأت عائشة الآية: "إن هذان لساحران" ب: إنّ هذين لساحران. ولا ينكر أن تكون قراءتها رضي الله عنها على حرف مختلف عن الرسم العثماني، والعمدة في القراءة على الرواية، فلم تكن لتقرأ رضي الله عنها إلا على ما ثبت لديها صحة القراءة بها رواية، والمتقرر إجماعا أن القراءة لا تكون على ما يخالف المصحف الإمام. وهي ذات القراءة التي قرأ بها أبو عمرو، والذي قال عنه ابن تيمية أنه إمام في العربية لا يقرأ إلا بما يرويه لا بمجرد ما يراه، فهو لم ير لها وجها من جهة العربية. ومن الناس من خطّأه في هذه القراءة ومنهم الزجاج.
- أما الخبر الذي رواه عمر بن شبة عن خال الزبير بن الخريت أنه قال لأبان بن عفان: كيف كتبتم "والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة"؟ فقال: كان الكاتب يكتب والمملي يملي، فقال: اكتب، قال: ما أكتب، قال: اكتب: "والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة" فهو خبر باطل لا يصح:
o خال الزبير مجهول الحال.
o كان أبان صغيرا زمن الجمع العثماني، حيث لم يتزوج عثمان أمه أم عمرو إلا في خلافة عمر، وكان الجمع في أول خلافة عثمان.
o هذا الخبر ينقض بعضه بعضا: إذ كيف يكتب "والمقيمين الصلاة" ثم يكتب بعدها "والمؤتون الزكاة"؟
o من علم اجتهاد الصحابة في التوثّق من كتابة المصاحف وعرضها بعد كتابتها ثم كتابة مصاحف الأمصار كلّها بالاتفاق على كتابة تلك الأحرف كما هي عليه، واشتهار ذلك بين القرّاء وإقرائهم به من غير نكير علم يقيناً أنّ ما ذُكر في هذا الخبر باطل لا ينبغي أن يُلتفت إليه.

وقال الشيخ المحقق عبد الرحمن المعلّمي: (العلماء يعرفون أنَّ في لغة العرب اتساعًا تضيق عنه قواعد النحو أو تكاد، حتى إن في القرآن مواضع يصعب تطبيقها على تلك القواعد، كقوله تعالى: {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وقوله: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، وقوله: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} ، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} ، وقوله: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ} وغير هذا، حتى ألَّف بعض أهل العلم في مشكل إعراب القرآن خاصة، ولولا العلم اليقيني بأنه يستحيل أن يكون في القرآن لحن لَجَزم كثير من المتقيّدين بقواعد النّحاة بأن كثيرًا من تلك المواضع لحن. بل قد روي عن بعض المتقدمين أنه زعم أن الكاتب أخطأ! وأُجيب عن ذلك بما هو معروف، ومما يُجاب به عن ذلك: أن القائل بأنه خطأ غَفَل عن تقدير معنويّ يصحّ به ذلك اللفظ، أو جَهِل لغة قبيلة من العرب غير قبيلته، ثم ظن أن القائل له: "هي في المصحف كذا" إنما عني مصحفًا خاصًّا لا المصحف الإمام، أو لم يكن قد بلغه العناية التي قِيمَ بها في المصحف الإمام. ولا مانع أن يخفى التواتر عن رجل، كما يقال: إنه خفي على ابن مسعود في شأن المعوّذتين).

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
من الفوائد التي استفدتها من دراستي لدورة جمع القرآن:
1) فضل العلماء المجتهدين في هذا العلم واهتمامهم به للرد على المشككين في صحة جمع القرآن والذب عنه، وعنايتهم به على مر التاريخ ببذلهم الغالي والنفيس في التأليف في هذا العلم، ودقتهم في تمحيص هذا العلم وتحريهم للأقوال بالتضعيف والتقوية بما ينفي عن القرآن كل نقص أو زيادة أو تشغيب.
2) حفظ الله لكتابه متحقق إلى قيام الساعة على الرغم من كل حملات التشويه والتحريف والتشكيك التي يقوم بها الطاعنون.
3) ضرورة اهتمام المسلمين عامة وطلاب العلم خاصة بهذا العلم والإقبال عليه دراسة وفهما لمعرفة الأصول التي انتهجها العلماء في ردهم على المشككين، واتباع طريقتهم في صد كل هجمة على الدين.
4) معرفة قدر هذا العلم العظيم بأقسامه ومراحله وأنواعه ومباحثه.
5) اليقين بحفظ الله لكتابه بما هيأ له من أسباب لجمعه وتدوينه وروايته بتواتر قطعي الثبوت، والطمأنينة لبقائه على ما أوحاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم دون تحريف ولا تبديل ولا زيادة ولا نقص، وأنه وصلنا محفوظا مجموعا بين دفتين.
6) إجلال الصحابة وتعظيمهم لمنافحتهم عن كتاب الله ولتأدبهم بما أدبهم به النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ الدين وجمع كلمة المسلمين ونبذ الاختلاف والفرقة.
7) عظمة هذا الدين الذي رفع العرب من أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة، إلى أمة تحفظ كتابها في الصدور والسطور وتنافح عنه في محافل السلم والحرب، بل والموت دونه.
8) من دورة جمع القرآن يتجلى لي معنى أسماء الله: الرحمن الرحيم الذي سهّل على المسلمين حفظ كتابه بما هيأه لهم من أسباب، واسم: المؤمن الذي وعد بحفظ كتابه ووفّى سبحانه بقوله: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، واسم: خير حافظا، وغيرها من أسماء الله الحسنى وصفاته العلا.
9) معرفة قدر أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين، والذين كان لهم الفضل بعد الله في حفظ القرآن من الضياع وجمع كلمة المسلمين، فاستحقوا بجدارة أن يكون خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم، ويدل على حسن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لوزرائه المؤتمنين على هذا الدين بعد موته عليه الصلاة والسلام.
10) تفاوت الناس في القدرات، فمنهم الحافظ الفذ، ومنهم العالم الفقيه، ومنهم الحازم الشديد، وهذا يؤدي إلى ضرورة حسن اختيار الرجل المناسب في الوظيفة المناسبة، فاختيار أبي بكر وعمر لزيد بن ثابت كان بناء على معايير دقيقة وليست عشوائية لتكليفه بمهمة عظيمة كجمع القرآن، واختيار ابن مسعود في التعليم والإقراء، واختيار أبيّ في مراجعة الجمع، كلها مقاييس يجب أخذها في عين الاعتبار عند تكليف الأبناء ومن نربي في مهام نوكلها إليهم.
11) الإيمان بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما مات إلا وقد تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
12) قراء القرآن يجب أن يكونوا القدوة لغيرهم وأئمة في الدفاع عن هذا الدين بالحق الذي يحملونه في صدورهم، فكم دافع القراء في وقعة اليمامة ضد من ارتد عن دينه وبذلوا في ذلك أرواحهم منافحة عنه.
13) بطلان مقولة: (أمة اقرأ لا تقرأ)، بل نحن أفضل من قرأ ويقرأ ويقرئ، إن عرفنا المنهج السليم في القراءة والإقراء، وما ذلك إلا لأننا الوحيدون على وجه الأرض الذين نحمل الحق الصدق، وعلينا نشره بين الأمم الأخرى وأن نجاهد به الناس جهادا كبيرا.
14) جمال اللغة العربية، ومعرفة قدرها، وعلو شرفها، فلو لم تكن كذلك لما اختارها تعالى لتكون هي لغة آخر كتبه. فنعلمها لأبنائنا ونهتم بأن تطلق ألسنتهم بها، واليقين بأن فصاحتهم تأتي من قبلها وليس من قبل اللغات الأجنبية التي انبهر الناس بالتشدق بها، فلا خير في أمة لا تجل لغتها وتعتز بها.
15) أتعلم أن أكون وقافة عند الحق إذا تبين لي خطأ ما أنا عليه. فابن مسعود رضي الله عنه عندما تبين له أن الحق كل الحق في الجمع العثماني للمصحف، تراجع عن موقفه، بل وحث الناس على متابعته في التسليم لعثمان في صحة ما قام به.
16) رحمة الله بالأمة أن أنزل القرآن على أحرف سبعة، لتستطيع كل قبيلة أن تقرأ القرآن وتفهمه بلسانها، وتيسيرا عليهم وتحبيبا لهم في هذا الدين مع حداثة عهدهم به.
17) الضرورات تقدر بقدرها، فعندما رأى عثمان بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية جمع الناس على مصحف واحد، لم يجد لبقاء المصاحف على أحرف مختلفة مخالفة للعرضة الأخيرة وللسان قريش لم ير لها حاجة في بقائها فقام بتوحيد كلمة المسلمين على لسان واحد برسم يحتمل وجوها من الأحرف السبعة.
18) إن الدين عند الله الإسلام، وهذا ما يلاحظه من يدرس علم جمع القرآن، ليعلم أن الله حفظه ووصل لنا من بعد عدة قرون كما هو بتواتر قطعي الثبوت، بما قيض الله له من علماء راسخين ربانيين، محصوا ودققوا وألفوا وميزوا بين صحيح الأحاديث والآثار وضعيفها، ومقبولها ومردودها، ومعرفة العلل المروية بأسانيد ظاهرها الصحة وفي متونها ما يستنكر، وتفريقهم بين ما يلزم وبين ما لا يلزم، فدفعوا بذلك الإشكالات والاعتراضات.
19) وجوب طاعة ولي الأمر، وهذا ما فعله الصحابة مع أبي بكر وعثمان في جمعهم القرآن في مصحف واحد.
20) آيات القرآن مرتبة توقيفيا كما أراد الله لها أن تكون، أما ترتيب السور في المصحف فأرجح الأقوال أنه اجتهاديا من عمل الصحابة على ما فهموه من النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينفردوا بهذا القرار من أنفسهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1442هـ/3-07-2021م, 07:37 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: ما تقول في دعوى أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كتب مصحفاً مرتّبا على النزول؟
لايصح دعوى كتابة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه مصحفاً مرتّباً على النزول، لما روى ابن أبي داوود في كتاب المصاحف عن محمد بن سيرين قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف؛ ففعل فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: « أكرهتَ إمارتي يا أبا الحسن؟»
قال: «لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة فبايعه ثم رجع»
ذكر ابن ابي داوود انه لم يذكر المصحفَ أحدٌ إلا أشعث وهو ليّن الحديث
واستظهر ابن كثير قول ابن ابي داوود وعلله بان عليا لم ينقل عنه مصحف على ما قيل ولا غير ذلك.

س2: ما الجواب عن خبر (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة)؟
لاتصح هذه العبارة عن عمر بن الخطاب وعن زيد بن ثابت وهي ضعيفة الإسناد منكرة المتن، وفي إسناده محمد بن إسحاق مدلّس، وقد عنعن، وزيادة (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة) منكرة جداً، مع مخالفتها لاتّفاق الصحابة رضي الله عنهم وإجماع العلماء من بعدهم على أنّ ترتيب الآيات في السور توقيفي.

والاثر: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر براءة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى عمر بن الخطاب، فقال: (من معك على هذا؟)
قال: لا أدري والله إلا أني أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعيتها وحفظتها.
فقال عمر: (أشهد لسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ثم قال: (لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة، فانظروا سورة من القرآن فضعوها فيها، فوضعتها في آخر براءة). رواه الإمام أحمد في مسنده وابن أبي داوود في كتاب المصاحف.


س3: ما تقول فيما روي عن ابن مسعود أنه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟

اختلف أهل العلم فيما نُسب إلى ابن مسعود رضي الله عنه في شأن المعوذتين،روي عن ابن مسعود، أنه: كان يقول: "لا تخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النبي صلى الله عليه وسلم: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}". وكان عبد الله يمحوهما من المصحف .
والصواب ما قاله سفيان بن عيينة والبزار وغيرهما من أهل الحديث من القول بصحّة ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، والتماس العذر له بكونه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في صلاته، وأنّه سمعه يعوّذ بهما؛ فظنّهما عوذتين وليستا سورتين من القرآن، ولم يُنكر أنهما وحي من الله، فهذه خلاصة ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وقد رجع عنه فهو غير معصوم من الخطأ، ولم يتابعه على ما صنع أحد من الصحابة ولا التابعين.


س4: كيف تجيب باختصار عما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها»؟

هذا الاثر لا يصحّ عن عثمان فهو معلول الإسناد منكر المتن، وهووإن تعددت طرقه في ظاهر الأمر إلا أنه ضعيف جداً لا يصحّ عن عثمان، وأنكره جماعة من العلماء إنكاراً شديداً، وطعنوا في إسناده، وممن أنكره: ابن الأنباري، وأبو عمرو الداني، ومكيّ بن أبي طالب القيسي، وابن تيمية، وابن عاشور.
وعلله ابن المنادي بان المراد باللحن ظاهر رسم الكلمات التي تنطق على غير ما تكتب به ظاهراً، وأن هذا اللحن مأمون بإقامة القراء له بألسنتهم حتى تشتهر القراءة الصحيحة ويُعرف معنى الرسم.

وقد اخطأ من حمل قول عثمان رضي الله عنه - فيما روي عنه - على ما يسمّى بمشكل الإعراب عند النحويين، إذ ما يذكرونه في مشكل الإعراب من القراءات المتواترة لا يصحّ أن يوصف باللحن، ولم يرده عثمان بحال.


س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"؟
1- ظهور عناية وحفظ الله تعالى لكتابه بسبب ماقيضه من اسباب الحفظ من الصحابة رضي الله عنه.
2- تنوع المرويات في جمع القران، وبيان الاشكالات الواردة عليها.
3- بيان الفرق بين جمع الصديق وجمع عثمان رضي الله عنهما، ومراحل الكتابة واهدافها ومنهجها.
4- بيان معنى المصحف والصحف والرقاع واللخاف والاقتاب والاكتاف.
5- بيان اسماء كتبة المصاحف العثمانية من الصحابة رضي الله عنهم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ذو القعدة 1442هـ/3-07-2021م, 11:24 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: هل تعدّ البسملة من آيات السور؟
اختلفت الأقوال، من قالوا أنها آية من القرآن و قول شاذ أنها ليست من القرآن ، و من قالوا أنها من القرآن اختلفوا هل هي من آي السور أم لا .
أوسط الأقوال أن البسملة آية من القرآن ، في فواتح السور،و أنها ليست من السور ، صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: « كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم »
و ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية و استدل بعد سورة الملك أنها 30 آية لم تعد البسملة منهم ، أي أن البسملة ليست من السورة.
و هو أوسط الأقوال و أعدلها ، قاله ابن المبارك و نص عليه الإمام أحمد و محققي أبي حنيفة ، كما ذكر عنهم أبن تيمية .

أم القول الشاذ بأن البسملة ليست من القرآن،فقد روى هذا القول إبراهيم القرشي عن الفضل بن عيسى وإبراهيم متروك الحديث ،و الفضل قدري منكر الحديث.قوله لا يؤثر على الإجماع ولا يقدح .

س2: ما تقول في دعوى أنّ عمر بن الخطاب جمع القرآن في خلافته؟

لم يذكر أثر صحيح السند يثبت مثل هذا القول، و كل ما ذكر من روايات فهي أخبار منكرة لا تصح و من أمثلتها ما رواه ابن أبي داوود في كتاب المصاحف من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال: «إنا لله وأمر بالقرآن فجمع، وكان أول من جمعه في المصحف.
و حكم هذا الخبر: ضعيف الإسناد
السبب: أن مبارك بن فضالة مدلس شديد التدليس، كما أن الحسن لم يدرك عمر.
كما أنه يخالف ما صح من أحاديث أن أول من جمع القرآن أبو بكر.
و أيضا ما رواه ابن أبي داوود أيضاً من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمر بن طلحة الليثي، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: (من كان تلقَّى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه؛ فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان، فجاء خزيمة بن ثابت فقال: إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما. قالوا: وما هما؟ قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} إلى آخر السورة قال عثمان: فأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما؟ قال: اختم بها آخر ما نزل من القرآن فختمت بها براءة).
حكمه: اسناده ضعيف و متنه معلول
السبب: فمحمد بن عمرو بن علقمة خفيف الضبط ، ويحيى بن عبد الرحمن لم يدرك عمر، ومتنه مخالف لسياق روايات الثقات.
و كذا ما روي عن عروة بن الزبير أن عمر كتبه خشية على الناس من الفتنة ، و هو خبر لا يصح ، لأن في اسناده عياض و هو متروك الحديث ، اتهم بالوضع و بالكذب.
و يحمل هذا القول على أ، هذا مصحف خاص لعمر و لكن لا يوجد ما يؤكده في روايات الصحابة عن المصاحف في عهدهم.

س3: ما تقول فيما يُذكر من ترتيب السور في مصحف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود ؟
ترتيب السور الذي ذكر عن أبي بن كعب رواه أبو جعفر الكوفي و هو من شيوخ أبي داود السجستاني ، استقرأه من الإطلاع على المصاحف المنسوبة لأبي بن كعب ، و التي لم يتم التحقق من صحتها و لا طريق لذلك ، و تعتبر من الوجدات الضعيفة المنقطعة، ستأنس بها لكن لا يستند إليها و يعتمد عليها .
و هذه المصاحف منها ما رُوي عمن رأي مصحف أبي بن كعب قبل أن يقبضه و يتلفعه عثمان بن عفان و كما ذكر الشيخ عبد العزيز لا يكاد يصح منها شيء إلا النادر، و منها ما روي عن أبي أبي بن كعب عن روايته، و هذا مما لا يصح عنه و هو كثير ، و حتى ما كان صحيح منه فهو يحمل على الإقراء لا الكتابة في المصحف ، و منها مصحف نسب إليه في العراق ؛ و هذا المصحف فيه أقوال ، منها أنه مصحف أنس بن مالك ، أو أنه مصحف مستنسخ من مصحف أي قبل المصحف العثماني ، و هذا من المصاحف التي انتشرت قبل المصحف العثماني و لم تتلف ، و لكن لم يقف على طريقة نسخها و لا كيفية مراجعتها و التيقن منها ،و قول أخير أنه مصحف أبي على الحق و لكنه قول خطأ ، لما صح عن أن مصحفه قد قبضه عثمان بن عفان .
ما ذكره السيوطي عن ابن أشتة في ترتيب ابن مسعود للسور فهو أيضًا من مصاحف منسوبة له غير متحقق من صحتها ، و قيلت روايات أخرى في إسنادها ضعف و منها ما ليس له مستند .
س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم [ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه] فلصقت إحدى الواوين بالأخرى فقرأ لنا: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد)؟
صح أن ابن عباس قرأ بما قرأ به الصحابة و عامة المسلمين ، أم هذه الرواية فهي لا تصح عن ابن عباس؛ فهي ذات إسناد ضعيف و السبب أن الفرات بن السائب الذي روى هذه الرواية متروك الحديث ، قال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث،
وقال ابن حبان: (كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار.
و مما يدل على كذب هذه الرواية قوله (ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد) ، فهذا القول يقتضي أن ابن عباس لا يعلم ما هو القضاء و لا نوعيه والفرق بينهما و لا الواجب نحوهما ،من التسليم و الرضا بقضائه الكوني القدري النافد المشيئة ،و الانقياد لأوامر الله و التسليم لقضائه الشرعي الديني .
و هذا القول كذب على ابن عباس و على ميمون بن مهران من ناظر المرجئة وحجَّهم كيف به يقول مثل هذا القول..

و قد روي مثل ذلك عن أبي بن كعب و ابن مسعود و هي روايات معلولة أيضًا.
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
1- توضيح بعض الألفاظ المتعلقة بالقرآن كالمراد بحفظ القرآن، جمع القرآن،تأليف القرآن، عرض القرآن، العرضة الأخيرة، و شهودها.
2- بيان سبب عدد من المسائل التي كانت بابًا لكثير من الاجتهادات غير الصحيحة .
3- أهمية هذا الباب الذي يتناول دائمًا دون التعمق في مسائله .
4- الاهتمام ببيان الضعيف من الآثار و تفنيد أسباب ضعفها من الأمور المهمة التي تقف جنبًا إلى جنب مع ذكر الصحيح من الآثار، فذلك أكمل في بيان المسائل.
5- معرفة الكتب و المصادر التي هي مرجع لكل من أراد الكلام في هذا الباب ، وبيان الجانب الذي تتناوله، مهم لطالب العلم.
6- أهمية التأليف في هذا الباب في الرد على المستشرقين و الطاعنين.
7- في التعريف ببعض كتاب الوحي ما يحي الهمم و يرد على الكذابين و الطاعنين فيهم.
8- أن اختلاف الصحابة عند كتابة القرآن كان اختلاف تأريخ و اختلاف أحرف ، لا اختلاف ضبط، و التاريخ كان معتمدهم فيه على العرضة الأخيرة ،و اختلاف الأحرف فقد اجتمعوا على ما احتمله رسم المصاحف العثمانية .
9- بيان أسباب اختيار زيد ابن ثابت لكتابة الوحي على صغر عمره.
10- بيان الفرق بين جمع أبو بكر و جمع عثمان بن عفان، من ترتيب للسور و موافقة للعرضة الأخيرة و للأحرف السبعة.
11- أن مسألة مصاحف الصحابة من مسائل جمع القرآن التي تحتاج لدراستها، فهي باب للرد على عدد من الاستشكالات التي تبث للعامة من الرافضة و المستشرقين و الزنادقة.
12- بيان أصناف ما ينسب للصحابة من مصاحف يمثل أساس للرد على ما نسب إليهم من كلام أو شبه.
13- الإجابة على الأسئلة المثارة حول جمع القرآن مهم و لا يجب لطالب العلم أن يتجاهلها أو يعرض عنها.
14- إجابة الأسئلة المستشكلة عن جمع القرآن تقوم على بيان المراد الحقيقي عن الذي يسأل عنه، بيان الصحيح من الآثار التي تجيب عن هذه الأسئلة، و رد الضعيف ببيان سبب ضعفه و عدم الاستناد إليه في بيان المسائل.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 ذو القعدة 1442هـ/3-07-2021م, 07:26 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة السادسة:
س1: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
كان القرآن الكريم محفوظا مجموعا في صدور الصحابة حفظا يطمأن به ويوثق بصحته، وقد جمع القرآن في صدور الصحابة على نوعين :
الجمع الفردي بحيث يحفظ القرآن من أوله لآخره عدد من الصحابة ومنهم من حفظه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مثل ابن مسعود ومنهم من جمعه بعد موته مثل علي بن أبي طالب..
الجمع العام وهو أن تحفظ كل آية في القرآن بمجموع حفظ الصحابة..فلم يتبق أي آية لم تحفظ

وجمع أبي بكر لم يكن خوف ضياع القرآن وهم أحياء ولكنه خاف بسبب استشهاد عدد كبير من القراء في حروب الردة فيذهب من أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فينسى من بعدهم شيئا من القرآن.
ولأن عمدتهم في القراءة المشافهة والتلقي وكانوا شديدي التوثق في ضبطه وكتابته وقد تحقق إجماعهم على صحة كتابة المصحف ولو وجد الخطأ لاشتهر ذلك ولصحح ذلك لأن القرآن هو كتابهم الذي ليس لهم غيره لذلك لم يخش من الزيادة فيه ..

س2: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري؟
الذي وجد مع أبي خزيمة هو آخر براءة كتابة أما حفظا في الصدور فقد علمها الكثير من الصحابة مثل أبي بن كعب لما بلغ الآية التي قبلها روي عنه (أقرأني الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين ) فهذا دليل حفظه لهاتين الآيتين وعددها وموضوعها..وروي كذلك عن زيد بن ثابت وقد ثبت كذلك جمع عدد من الصحابة للقرآن كاملا.

س3: ما فائدة بحث المسائل المتعلقة بمصاحف الصحابة رضي الله عنهم.
١- الاطمئنان إلى المجموع من القرآن بمعرفة أن الصحابة قد وثقوه في الصدور والصدور فلم يضع منه شيء.
٢_معرفة أكبر عدد ممكن من الأحرف التي قرئ بها القرآن فنسخت أو تركت بسبب الجمع العثماني يفيد في التفسير واللغة .
٣_رد كثير من المطاعن والشبهات حول الصحابة والجمع العثماني بمعرفة ما ضمه كل مصحف وما لم يضمه..كرد دعوى أن عليا جمع القرآن على التنزيل ..
٤_ التأكد من أن مصاحف الصحابة جردت من كل شيء الا القرآن فلم تحتو على تفسير أو أسماء السور ..
٥_ التأريخ الصحيح لجمع المصحف فتنتفي الكثير من الدعاوى من عدم جمع بعض الآيات في مصحف أبي بكر ..وغيرها



س4: ما تقول فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى: ( {الله نور السماوات والأرض مثل نوره} قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة، قال: [مثل نور المؤمن كمشكاة]) ؟
هذا الخبر بداية رجاله ثقات ولكنه غريب في بعض طبقات السند

القراءة صحيحة عن أبي بن كعب وهي في الأحرف التي تركت القراءة بها إما لنسخها أو تركت مع الجمع العثماني

ما روي عن مجاهد أنه كان يقرأ بها فهذا قد يكون قرأها تفسيرا لأنه لم يكن ليخفى عليه القراءة المعتمدة من الجمع العثماني.
ابن كثير المكي قرأ على قراءة العامة وهو قد أخذ قراءته على مجاهد على ابن عباس

ثم أنه لو صحت الرواية بقوله أخطأ الكاتب فقد يكون أنه كان في القراءة الأولى ثم نسخت تلاوته ولم يطلع عليها ابن عباس..وأنه متجه إلى مصحف بعينه ولم يطلع على كل المصاحف.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
١- الحمد لله أن جعل الله القرآن محفوظا لا تناله المكائد إلى أن يشاء الله فهو قد تكفل بحفظه..
٢_الله يجعل لكل شيء سببا مع قدرته على إنفاذ الأمر بدون الأسباب لذلك هيأ من الأسباب لحفظ القرآن بمعارضة جبريل عليه السلام للنبي بالقرآن كل رمضان و بالحافظة القويةللصحابة وانشراح صدر أبي بكر وعثمان لكتابة القرآن

٣_المنهاج الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم لحفظ القرآن من العرض عليه وعلى الصحابة ..وتنصيب معلمين من الصحابة لإلقاء غيرهم من الصحابة.
٤-العناية الشديدة من الصحابة بالقران الكريم حفظا واقراء وتعليما لأنه كلام الله وكتابهم الوحيد

٥_أن الصحابة جميعا اجتمعوا على مصحف واحد بعد الجمع العثماني وهذا الإجماع لا يلغيه شيء ويرد به كل الآثار المخالفة مهما كان قائلها..
٦_ وجوب معرفة المسائل الخاصة بالقرآن والشبهات المثارة حول الجمع لتثبيت المسلمين وتأكيد حفظه وسلامته من التحريف واللحن.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 ذو القعدة 1442هـ/4-07-2021م, 03:30 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الرابعة ⚪


⚫ س 1 - هل البسملة من القرآن ؟
هي من القرآن بدلالة كتابتها في المصحف لما عُلِم انهم لم يكتبوا فيه الإ قرآناً، على ان هذا لا يقتضي أنها
من السورة ، بل هي آية مفردة أنزلت في أول كل سورة ، فقد كتبها الصحابة في سطر مفصول، ماعدا سورة براءة قال ابن عباس :
(كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل بِسْم الله الرحمن الرحيم )
وهذا القول هو أوسط الأقوال وأعدلها ، قرره جمع من فقهاء أهل الحديث ، كالإمام أحمد. وابن مبارك والمحققين
من أصحاب أبي حنيفة .


⚫س 2 - لخص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف ، وهل هو توقيفي ؟


◽ المسألة الأولى ، ترتيب السور في المصاحف
▪القول الأول :
أن هذا الترتيب اجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة رضي الله عنهم هم أرضى الناس عند ربهم ، وأثبت الناس نقلاً للقرآن والسنة وأحرص الناس على
توخي الأصوب والأحق ، وهكذا كان ترتيبهم للسور القرآنية في الجمع العثماني ، هو الصواب والحق، وإن
اجتهدوا في هذا الأمر ،لأنهم أقاموه على أصول صحيحة وأدلة تفصيلية كانوا أعلم بها ، وأن من الدلالة
البينة على صواب اجتهادهم هذا، ما تحقق من الإجماع على هذا الترتيب وتلقي الأمة له بالقبول في زمنهم
وزمن من جاء بعدهم ، ونحن لا نشك البتة أنه لو كان أحد من الصحابة قد حفظ شيئاً عن النبي صلى الله عليه
وسلم خلاف هذا الترتيب لأظهره وبينه ، فلكل حق قائمٌ يقوم به ويبديه ، فكان اجتماعهم رضي الله عنهم صواب
وحق لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة
قال سليمان بن بلال التيمي :
( وهذا القول الأقرب للصواب في هذه المسألة التى طُرحت في كتب علوم القرآن وتطلب أن تُطرح مسائلها وتناقش
أدلتها وتُرجح ما ترجح منها )


▪أما القول الثاني :
أن هذا الترتيب للسور في المصحف توقيفي لا اجتهاد فيه
قال بهذا القول بعض أهل العلم منهم أبو عمروالداني وابن بطال وأبوبكر الأنباري وأبو جعفر النحاس وغيرهم
والقائل بهذا القول إنما كان بناء على فهمه لأثر الإمام مالك ، إمام أهل المدينة :
( إنما أُلّفَ القرآن على ماكان يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم )
ففهم أنه أراد التوقيف بعبارته ، فهاهو ابن بطال يقرر قائلاً :
( وأما ما رُوي من اختلاف مصحف أبىّ بن وعلىّ وعبد الله إنما كان قبل العرض الأخير، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رتَّب لهم تأليف السور بعد أن لم يكن فعل ذلك، روى يونس عن ابن وهب قال: سمعت مالكًا يقول: "إنما أُلف القرآن على ما كانوا يسمعونه من قراءة رسول الله")
-هنا أمر جدير بالوقوف عنده والتأمل فيه ، وهو أن لو كان هذا الترتيب توقيف منه صلى الله عليه وسلم لما ساغ وقُبل اختلاف مصاحف الصحابة قبل جمع عثمان رضي الله عنه ولوجد المخالف منكِراً ينكر عليه مخالفته ، وكلنا يعلم غاية عنايتهم بالقرآن وتعظيمه ، وشديد حفظهم لعهد ووصايا نبيهم صلى الله عليه وسلم ،فهم أشد الناس
حرصاً على متابعته والوقوف عند أمره ، يشهد لهذا صحاح الآثار والأحاديث ، فقد قدموا فاتحة الكتاب ثم السبع
الطوال ثم المئين ثم المثاني ثم المفصل، وكان هذا الترتيب العام هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم
يشير الي هذا أحاديث عديدة منها حديث :
عن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حِزْقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم
_ إذا الراجح أن الترتيب للسور في المصاحف العثمانية كان باجتهاد الصحابة لما كان عندهم عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما سمعوه منه وترجيحهم لأدلة دون أخرى ، وهم أعلم الأمة بهذا ، ماكان استحساناً
منهم أو عملاً برأيهم ، رضي الله عنهم وأرضاهم .


◽المسألة الثانية : ترتيب الآيات في السورة الواحدة
تلقى قُراء الصحابة رضي الله عنهم القرآن بهذا الترتيب للآيات في السور من رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فكانوا يقرأون ويُقرِ ؤن السور على ما تلقوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم ، فهذه مسألة لا خلاف
فيها ، دلت عليها أحاديث صحاح أفادت التوقيف وانعقد عليها الإجماع ، منها :
وحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: ( نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين» وهو قوله: {من المؤمنين، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر} فألحقناها في سورتها في المصحف). رواه البخاري
- قال ابن حجر : ( أما ترتيب الآيات فتوقيفي بلا خلاف )




⚫ س3 - ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة ؟


كان لبعض الصحابة قبل الجمع العثماني مصاحف وصحف كانت مختلفة في ترتيبها عن الترتيب في
المصحف العثماني ، مثل مصحف الصحابي ابن مسعود وأبي بن كعب ، وكان هذا الاختلاف نتيجة اجتهاد
كل صحابي ، بل ربما كان الاختلاف يكون في وجود سُوَر وآيات منسوخة التلاوة مثل سورتي الخلع والحفد
وكان هذا السبب الدافع إلى الجمع العثماني ، وكمثال على هذا الاختلاف ، قال شقيق بن سلمة :
: قال عبد الله بن مسعود: «لقد تعلمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنين اثنين، في كل ركعة»، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه، فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن الحواميم: حم الدخان وعم يتساءلون). رواه البخاري.
عبارة علقمة ( على تأليف ابن مسعود ) دلت على أن تأليف ابن مسعود مختلف عما هو معهود ، وكان هذا قبل
الجمع العثماني .


⚫ س4 - ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأها :
{ أفلم يتبين الذين آمنوا } قال : ( كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس ) ؟
هذه المسألة تباينت مواقف العلماء تجاهها على أربع مواقف
▪الموقف الأول :
أنكر أصحابه أن ينسب هذا القول لابن عباس مع علمه التام بجمع القرآن واجتهاد كُتاب المصاحف العثمانية
وما كان من شدة التوثق والتحري التام لصحة كتابة المصاحف ، من هؤلاء ، ابن الأنباري و أبو حيّان والزمخشري وجمع من المفسرين


▪الموقف الثاني :
خطّأَ ابن حجر من أنكر الزيادة ( إنما كتبه الكاتب وهو ناعس ) مقرراً بقلم العالم الناقد ، أن رد المنقول بِعد
صحته يخالف النقد العلمي الصحيح ، وكان الاولى أن يُنظر في تأويله بما يليق به .


▪الموقف الثالث :
جوَّز فئة من العلماء وقوع الخطأ من ابن عباس مع التماس العذر له ، فله مسائل أخرى أخطأ فيها، وممن
تبنى هذا الموقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكان مما قاله معللاً لرأيه هذا ، أن تعدد المصاحف واجتماع
جماعة على كل مصحف ، ثم وصول كل مصحف إلى بلدٍ كبير فيه كثير ، هذا مما يمتنع معه غلط الكاتب .


▪الموقف الرابع :
من رأى أن الأثر عن ابن عباس لا نكارة فيه مع التسليم أن الرسم المعتمد في المصحف أصح وأولى ، وأشهر
من قال به ، أبوبكر ابن أشته ، أورد كلامه فى هذه المسألة السيوطي في كتابه * الإتقان في علوم القرآن *

◽ خلاصة الجواب عن هذه المسألة :


▫1- قراءة ابن عباس { أفلم يتبين } لا إشكال فيه لأن اختلاف القراءات من الصحابة أمر واقع قبل الجمع وبعده
وهو أمر صحيح مأثور ، وإن صار لا يُقرأ الا بما يوافق بالرسم العثماني ، غيرأنه قد يٌنقل للإفادة منه في علوم
التفسير واللغة والأحكام ، وهذا موجود حاصل .


▫2- عبارة ابن عباس ( كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس ) وإن صحت اسناداً ، فإن في ترك أبي عبيد ذكر هذه
الزيادة مع روايته لأصل هذا الخبر ، ربما لعلة قادحة ، تجعل في النفس شيء من قبولها ، هكذا عقب شيخنا
الفاضل عليها ، ومضى قائلاً : وعلى اعتبار أن ابن عباس قد قالها ، فالأقرب أن يقال : أن ابن عباس كان على
علم بالقراءتين وكان يرجح اختيار قراءة { أفلم يتبين } ويظن أنها المعتمدة في المصاحف ، فإنه رضي الله عنه قد
جمع القرآن في صدره قبل الجمع العثماني ، فلما بلغه أنها كتبت { أفلم ييئس} أنكر على الكاتب في ذلك المصحف ، وغاب عنه أنها مكتوبة كذلك في كل المصاحف
فيكون قد خطّأ مصحفاً واحد ، عندها لا يجوز أن نحمّل عبارته ما لم تحتمله وماهو بعيد جداً عن رجل في مثل
علم ابن عباس وديانته وعقله ، رضي الله عنه .


⚫ س5 - بين أهم الفوائد التى استفدتها من دراستك لدورة جمع القرآن


📝 أول فائدة ، تعلمتها من هذه الدورة العلمية المؤصلة لجمع القرآن ، أن جمع القرآن هو أول علم نشأ من
علوم القرآن ، هذه معلومة اهتممت بها ، و عرفت أن السلف الصالح ساروا مع علوم القرآن سيراً تراتبياً
عنى بكل ما يتعلق بهذا الكتاب العزيز


📝 إن حفظ الله لكتابه المجيد ، تبدى لنا بجلاء ووضوح في دراستنا لهذه الدورة المباركة ، حفظاً عاماً شاملاً
وحفظاً للتفاصيل والجزئيات


📝 ما أعظم فضل الله على من أصطفاه واختاره من عباده ، كيف يُوكل لرجال من البشر مثل هذه المهمة العظيمة
الثقيلة ، التى لا ينقضي أجرها وثوابها حتى يُرفع الكتاب { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }


📝 كان احتفاء الأمة كلها بهذا الجمع وحرصها على كتاب ربها حدثاً رائعاً ، أئمةً وعلماءً وعامةً ، فالأئمة قاموا
بما هو أولى الواجبات والقضايا الهامة المفصلية ، والعلماء أدوا أمانة العلم على ضخامتها وثقلها في هذه المهمة العظيمة ، والعامة ، أطاعوا وانقادوا وبادروا بالاستجابة لإمامهم .


📝 جمع القرآن ، هي قصة * المصحف* كلما اقتربنا من القرآن ، اقتربت الأمة كلها من العزة والرفعة والكرامة
هي قصة الذكر الذي شُرفت به هذه الأمة ، وبالمقابل ، كلما ابتعدت عنه ، ابتعد ت عن العز والشرف والذكر في الدنيا والآخرة


📝 يؤلمني حقاً ويحزنني أن تعيش أعداد هائلة من أمة القرآن ، بل ربما أجيال ، وهي لا تدري كيف جمع هذا
الكلام الإلهي ، وكيف تمجدت الأمة حينها بذلك العمل الخالد وكيف عاشت في بركاته وفضائله .


📝 كما هو يقيننا في أن الله حفظ كتابه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } فلنتعاهد يقيننا في كل
موعود الله في كتابه المجيد ، نتيقن : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر }
نتيقن :{ إن مع العسر يسراً }
نتيقن : { فإذا سألك عبادي عنى فإني قريب }
ونتيقن ونستيقن بكل وعد ووعيد ، حينها سنعيش حياة المؤمن الحق ، الحياة الطيبة ، حياة الرضى والتسليم.


📝 في كل عصر وزمن يختار الله لشرف الدلالة على كتابه خلق من خلقه ، فلنعلق آمالنا بالله تعالى ولنصدق النية ونتطلع لفضل العظيم الكريم
الذي لا يتعاظمه شيء ( اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم ، ياعظيم ياكريم يا الله )

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 10:40 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من دورة جمع القرآن

المجموعة الأولى:
1. فروخ الأكبروف (أ+)
[أحسنت بارك الله فيك، س3: السؤال عن المعنى فقط؛ فلو اقتصرت على المطلوب لكان أجود]


المجموعة الثانية:

1. رفعة القحطاني (ب+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: السؤال إن كان عن كتابة علي رضي الله عنه مصحفا؛ فإجابتكِ كافية، ولكن السؤال هنا جاء فيه (مرتبا على النزول)، وهنا نذكر
أثر ابن سيرين في ذلك ثم نبين درجة صحته، ونبين أيضا ما المراد بقول علي رضي الله عنه: (حتى أجمع القرآن)، س2: نذكر الأثر بإسناده أولا ثم نبين ما فيه، وكذلك نذكر الأثر الوارد

عن زيد بن ثابت، س3: إجابة هذا السؤال نبين فيها أولا أن الروايات الواردة عن ابن مسعود في ذلك صحيحة، ثم نبين كلام العلماء، ثم نذكر أن ذلك كان قبل الجمع العثماني، س4: السطر الأخير هو قول الشيخ عبد العزيز الداخل فننسب القول إليه]


المجموعة الثالثة:

1. إيمان جلال (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادكِ سدادا]



المجموعة الرابعة:
1. سعاد مختار(أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، ج1:
ويحسن التنبيه على أنها آية من الفاتحة على أحد مذاهب علماء العدد]



يتبع...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1442هـ/5-07-2021م, 11:31 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

المجموعة الخامسة:
1. رولا بدوي (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س3: ونبين أن ترتيب السور أمر اجتهادي؛ فالاختلاف في ترتيب السور قبل الإجماع على المصاحف العثمانية لا شيء فيه، وأما بعد جمع عثمان رضي الله عنه وإجماع الصحابة فلا يجوز أن يكتب المصحف بغير ترتيب المصاحف العثمانية ]



المجموعة السادسة:
1. هنادي الفحماوي (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س4: جمع ابن عباس القرآن في صدره قبل الجمع العثماني بزمن،
واختلاف قراءات الصحابة قبل الجمع العثماني صحيح مأثور، ولا يقرأ بعد الجمع العثماني إلا بما وافق الرسم، س5: 2: شرح صدرهم لجمع القرآن]

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 ذو القعدة 1442هـ/7-07-2021م, 02:46 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
اختلف أهل العلم في البسملة هل هي آية من القرآن أم لا علي أقوال:
1- أنها آية من القرآن وهوقول أحمد بن حنبل وابن المبارك واختياؤ شيخ الإسلام ابن تيمية واستدلوا بقول ابن عباس: " كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم). وقال رحمه الله : و( سورة تبارك الذي بيده الملك( ثلاثون آية بدون البسملة؛ ولأن العادين لآيات القرآن لم يعدّ أحد منهم البسملة من السورة. وهو اختيار المؤلف.
2- أنها آية من سورة الفاتحة.

س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
بالنسبة لترتيب الآيات في السورة الواحدة فلا خلاف بين العلماء في أن الترتيب توقيفي, وقد صَحّت الأحاديث بما يفيد توقيف ترتيب الآيات وانعقد الإجماع على ذلك ومن الأدلة علي ذلك:
قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: «تدعها يا ابن أخي، لا أغيّر شيئاً منه من مكانه». رواه البخاري في صحيحه.
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: «يا عمر! ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء » رواه مسلم.
ومن أقوال العلماء في ذلك : قال القاضي عياض: (لا خلاف أن تأليف كل سورة وترتيب آياتها توقيف من الله تعالى على ما هى عليه الآن فى المصحف، وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها عليه السلام). وقال ابن حجر: (أما ترتيب الآيات فتوقيفي بلا خلاف).
أما ترتيب السور :فالراجح من أقوال العلماء وهو اجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم أن ترتيب من اجتهاد الصحابة واجمعوا علي ذلك وتلقت الأمة هذا الإجماع بالقبول ولم يظهر مخالف لهذا الإجماع علي مر العصور. ولهذا الاجتهاد مستنده الاجتهاد وأصول صحيحة وأدلة تفصيلية علموها. قال سليمان بن بلال التَّيمي: سمعتُ ربيعةَ يُسأل: لم قُدِّمَت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة، وإنما نزلتا بالمدينة؟ فقال: «قُدِّمَتا، وأٌلّفَ القرآن على علمٍ ممن ألَّفه به، ومن كان معه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك، فهذا مما يُنتهى إليه، ولا يُسأل عنه. ومراد ربيعة ظاهرٌ في أنّ هذا العلم مما خفي علينا أصله وعلمنا نتيجته، وأنَّ في إجماعهم على هذا الترتيب غنيةً عن تكلّف العلم بما بنوا عليه هذا الترتيب.
وذهب بعض العلماء إلي أن ترتيب السور توقيفي من النبي صلي الله عليه وسلم منهم ذهب أبو عمرو الداني وابن بطال وقال بهذا القول أبو بكر ابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وغيرهما
والراجح القول الأول ويؤيده قول القاضي عياض: ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف لم يكن ذلك من تحديد النبى عليه السلام، وإنما وكله إلى أمته بعده، وهو قول جمهور العلماء، وهو قول مالك واختيار القاضى أبى بكر الباقلانى وأصح القولين عنده.

س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
مصاحف الصحابة علي نوعين:
مصاحف قبل الجمع العثماني: كمصحف ابن مسعود وأبي بن كعب وحذيفة بن اليمان وغيرهم وهذه المصاحف لم تكن علي الجمع العثماني وإنما كانت من اجتهاد أصحابها. ولم يكن ترتيب السور في مصاحفهم واجباً عليهم كما أنه لم يكن من الواجب عليهم في التلاوة ترتيب السور.
مصاحف بعد الجمع العثماني فلمّا جمع عثمان الناسَ على مصحف واحد بترتيب واحد وانعقد الإجماع عليه لم يسغ لأحد أن يكتب مصحفاً يخالف فيه ترتيب سور المصاحف العثمانية. وهذا السبب في اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة.

س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
هذا الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره قال: (حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس. والقاسم هو أبو عبيد ابن سلام صاحب كتاب فضائل القرآن، وأحمد بن يوسف هو التغلبي تلميذه أبي عبيد. وهذا الخبر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من غير زيادة "كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس" فقال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ )أفلم يتبين الذين آمنوا( . فهذه الزيادة مع زيادة الشكّ في الإسناد إنما ظهرت في تفسير ابن جرير من طريق أحمد بن يوسف. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أفلم يتبين] ويقول : "كتبها الكاتب وهو ناعس. ولم أقف على إسناد عبد بن حميد؛ فقد يكون له علّة كما في الزيادة التي ذكرها ابن جرير، وقد تكون روايته خالية من تلك الزيادة، ويكون ذكره إنما هو لأجل أنه أخرج أصل الأثر.
والعلماء علي اربعة مواقف تجاه هذا الأثر:
الموقف الأول: موقف من بادر إلى إنكار أن يصدر مثل هذا القول من ابن عباس مع علمه بجمع القرآن واجتهاد كتّاب المصاحف العثمانية في التوثّق والاحتياط لصحّة كتابة المصاحف. وممن وقف هذا الموقف: ابن الأنباري، والزمخشري، وأبو حيان وجماعة من المفسّرين.
والموقف الثاني: موقف من صحّح هذه الزيادة، وتوقّف في توجيهها، وأشهر من وقف هذا الموقف الحافظ ابن حجر رحمه الله.
والموقف الثالث: موقف من التمس العذر لابن عباس وجوَّز عليه الخطأ في قوله هذا كما أخطأ غيره في مسائل، إذ العصمة لم تثبت لأحد من أفراد الصحابة وإنما هي لجماعتهم. ومن أشهر من وقف هذا الموقف وأبان عنه شيخ الإسلام ابن تيمية.
والموقف الرابع: موقف من وجَّهوا هذا الأثر إلى ما لا نكارة فيه مع التسليم بأنّ الرسم المعتمد في المصحف أصحّ وأولى، ومن أشهر من وقف هذا الموقف أبو بكر ابن أشته.
ويمكن تلخيص الرد علي هذا الأثر فيما يلي:
1- كون ابن عباس قرأ (أفلم يتبين) فهذا لا إشكال فيه, لأن ابن عباس ممن جمع القرآن قبل الجمع العثماني ويمكن أن تكون هذه من الأحرف التي قرأ بها ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم.
2- أن هذه الزيادة في نفس المؤلف منها شك لأنها تقدح في القرآن وفي نقلته كما أن القاسم بن سلام لم يرو هذه الزيادة مع نقله لأصل الخبر, ومنعه من نقلها إلا أنّه مظنّة للعلّة القادحة، أو أنها زيدت عليه، أو لعلّة أوجبت عليه الإضراب عنها.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
معرفة تاريخ المصحف.
معرفة الجهد المبذول من قبل الصحابة في جمع القرآن.
تحري الصحابة الدقة في جمع القرآن حفاظاً عليه من التحريف والتبديل.
عناية علماء الأمة بعلوم القرآن.
معرفة أنواع جمع القرآن.
معرفة الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن وجمع عثمان رضي الله عن الجميع.
إيضاح موقف ابن مسعود في الجمع العثماني للمصحف.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 ذو الحجة 1442هـ/10-07-2021م, 02:30 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
اختلف أهل العلم في البسملة هل هي آية من القرآن أم لا علي أقوال:
1- أنها آية من القرآن وهو قول أحمد بن حنبل وابن المبارك واختياؤ شيخ الإسلام ابن تيمية واستدلوا بقول ابن عباس: " كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم). وقال رحمه الله [نبين القائل]: و( سورة تبارك الذي بيده الملك( ثلاثون آية بدون البسملة؛ ولأن العادين لآيات القرآن لم يعدّ أحد منهم البسملة من السورة. وهو اختيار المؤلف.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
2- أنها آية من سورة الفاتحة. [هذا القول لا يخالف القول الأول، السؤال الآن هل هي من القرآن وليس عن عدها آية من سورة الفاتحة، فنقول أنها من القرآن وندلل لذلك
ثم نبين أن القول بأنها ليست من القرآن قول شاذ، هذان هما القولان، ثم نشير فقط بعد ذلكعلى أنها آية من الفاتحة على أحد مذاهب علماء العدد]

س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
بالنسبة لترتيب الآيات في السورة الواحدة فلا خلاف بين العلماء في أن الترتيب توقيفي, وقد صَحّت الأحاديث بما يفيد توقيف ترتيب الآيات وانعقد الإجماع على ذلك ومن الأدلة علي ذلك:
قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: «تدعها يا ابن أخي، لا أغيّر شيئاً منه من مكانه». رواه البخاري في صحيحه.
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: «يا عمر! ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء » رواه مسلم.
ومن أقوال العلماء في ذلك : قال القاضي عياض: (لا خلاف أن تأليف كل سورة وترتيب آياتها توقيف من الله تعالى على ما هى عليه الآن فى المصحف، وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها عليه السلام). وقال ابن حجر: (أما ترتيب الآيات فتوقيفي بلا خلاف).
أما ترتيب السور :فالراجح من أقوال العلماء وهو اجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم أن ترتيب من اجتهاد الصحابة واجمعوا علي ذلك وتلقت الأمة هذا الإجماع بالقبول ولم يظهر مخالف لهذا الإجماع علي مر العصور. ولهذا الاجتهاد مستنده الاجتهاد وأصول صحيحة وأدلة تفصيلية علموها. قال سليمان بن بلال التَّيمي: سمعتُ ربيعةَ يُسأل: لم قُدِّمَت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة، وإنما نزلتا بالمدينة؟ فقال: «قُدِّمَتا، وأٌلّفَ القرآن على علمٍ ممن ألَّفه به، ومن كان معه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك، فهذا مما يُنتهى إليه، ولا يُسأل عنه. ومراد ربيعة ظاهرٌ في أنّ هذا العلم مما خفي علينا أصله وعلمنا نتيجته، وأنَّ في إجماعهم على هذا الترتيب غنيةً عن تكلّف العلم بما بنوا عليه هذا الترتيب.
وذهب بعض العلماء إلي أن ترتيب السور توقيفي من النبي صلي الله عليه وسلم منهم ذهب أبو عمرو الداني وابن بطال وقال بهذا القول أبو بكر ابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وغيرهما
والراجح القول الأول ويؤيده قول القاضي عياض: ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف لم يكن ذلك من تحديد النبى عليه السلام، وإنما وكله إلى أمته بعده، وهو قول جمهور العلماء، وهو قول مالك واختيار القاضى أبى بكر الباقلانى وأصح القولين عنده.

س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
مصاحف الصحابة علي نوعين:
مصاحف قبل الجمع العثماني: كمصحف ابن مسعود وأبي بن كعب وحذيفة بن اليمان وغيرهم وهذه المصاحف لم تكن علي الجمع العثماني وإنما كانت من اجتهاد أصحابها. ولم يكن ترتيب السور في مصاحفهم واجباً عليهم كما أنه لم يكن من الواجب عليهم في التلاوة ترتيب السور.
مصاحف بعد الجمع العثماني فلمّا جمع عثمان الناسَ على مصحف واحد بترتيب واحد وانعقد الإجماع عليه لم يسغ لأحد أن يكتب مصحفاً يخالف فيه ترتيب سور المصاحف العثمانية. وهذا السبب في اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة.

س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
هذا الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره قال: (حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس. والقاسم هو أبو عبيد ابن سلام صاحب كتاب فضائل القرآن، وأحمد بن يوسف هو التغلبي تلميذه أبي عبيد. وهذا الخبر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من غير زيادة "كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس" فقال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ )أفلم يتبين الذين آمنوا( . فهذه الزيادة مع زيادة الشكّ في الإسناد إنما ظهرت في تفسير ابن جرير من طريق أحمد بن يوسف. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أفلم يتبين] ويقول : "كتبها الكاتب وهو ناعس. ولم أقف على إسناد عبد بن حميد[انتبه بارك الله فيك، قولك ولم أقف تعني أنك من تتبعت، ولما كان شيخنا عبد العزيز الداخل حفظه الله هو من تتبع ذلك؛ فوجب نسبة ذلك إليه عند الإجابة]؛ فقد يكون له علّة كما في الزيادة التي ذكرها ابن جرير، وقد تكون روايته خالية من تلك الزيادة، ويكون ذكره إنما هو لأجل أنه أخرج أصل الأثر.
والعلماء علي اربعة مواقف تجاه هذا الأثر:
الموقف الأول: موقف من بادر إلى إنكار أن يصدر مثل هذا القول من ابن عباس مع علمه بجمع القرآن واجتهاد كتّاب المصاحف العثمانية في التوثّق والاحتياط لصحّة كتابة المصاحف. وممن وقف هذا الموقف: ابن الأنباري، والزمخشري، وأبو حيان وجماعة من المفسّرين.
والموقف الثاني: موقف من صحّح هذه الزيادة، وتوقّف في توجيهها، وأشهر من وقف هذا الموقف الحافظ ابن حجر رحمه الله.
والموقف الثالث: موقف من التمس العذر لابن عباس وجوَّز عليه الخطأ في قوله هذا كما أخطأ غيره في مسائل، إذ العصمة لم تثبت لأحد من أفراد الصحابة وإنما هي لجماعتهم. ومن أشهر من وقف هذا الموقف وأبان عنه شيخ الإسلام ابن تيمية.
والموقف الرابع: موقف من وجَّهوا هذا الأثر إلى ما لا نكارة فيه مع التسليم بأنّ الرسم المعتمد في المصحف أصحّ وأولى، ومن أشهر من وقف هذا الموقف أبو بكر ابن أشته.
ويمكن تلخيص الرد علي هذا الأثر فيما يلي:
1- كون ابن عباس قرأ (أفلم يتبين) فهذا لا إشكال فيه, لأن ابن عباس ممن جمع القرآن قبل الجمع العثماني ويمكن أن تكون هذه من الأحرف التي قرأ بها ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم.
2- أن هذه الزيادة في نفس المؤلف منها شك لأنها تقدح في القرآن وفي نقلته كما أن القاسم بن سلام لم يرو هذه الزيادة مع نقله لأصل الخبر, ومنعه من نقلها إلا أنّه مظنّة للعلّة القادحة، أو أنها زيدت عليه، أو لعلّة أوجبت عليه الإضراب عنها.

س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
معرفة تاريخ المصحف.
معرفة الجهد المبذول من قبل الصحابة في جمع القرآن.
تحري الصحابة الدقة في جمع القرآن حفاظاً عليه من التحريف والتبديل.
عناية علماء الأمة بعلوم القرآن.
معرفة أنواع جمع القرآن.
معرفة الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن وجمع عثمان رضي الله عن الجميع.
إيضاح موقف ابن مسعود في الجمع العثماني للمصحف.



التقدير: (أ)
تم خصم نصف درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir