المجموعة الرابعة:
س1: هل البسملة من القرآن؟
اختلف أهل العلم في البسملة هل هي آية من القرآن أم لا علي أقوال:
1- أنها آية من القرآن وهوقول أحمد بن حنبل وابن المبارك واختياؤ شيخ الإسلام ابن تيمية واستدلوا بقول ابن عباس: " كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل بسم الله الرحمن الرحيم). وقال رحمه الله : و( سورة تبارك الذي بيده الملك( ثلاثون آية بدون البسملة؛ ولأن العادين لآيات القرآن لم يعدّ أحد منهم البسملة من السورة. وهو اختيار المؤلف.
2- أنها آية من سورة الفاتحة.
س2: لخّص القول في ترتيب الآيات والسور في المصاحف، وهل هو توقيفي؟
بالنسبة لترتيب الآيات في السورة الواحدة فلا خلاف بين العلماء في أن الترتيب توقيفي, وقد صَحّت الأحاديث بما يفيد توقيف ترتيب الآيات وانعقد الإجماع على ذلك ومن الأدلة علي ذلك:
قال ابن الزبير: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: «تدعها يا ابن أخي، لا أغيّر شيئاً منه من مكانه». رواه البخاري في صحيحه.
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري، وقال: «يا عمر! ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء » رواه مسلم.
ومن أقوال العلماء في ذلك : قال القاضي عياض: (لا خلاف أن تأليف كل سورة وترتيب آياتها توقيف من الله تعالى على ما هى عليه الآن فى المصحف، وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها عليه السلام). وقال ابن حجر: (أما ترتيب الآيات فتوقيفي بلا خلاف).
أما ترتيب السور :فالراجح من أقوال العلماء وهو اجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم أن ترتيب من اجتهاد الصحابة واجمعوا علي ذلك وتلقت الأمة هذا الإجماع بالقبول ولم يظهر مخالف لهذا الإجماع علي مر العصور. ولهذا الاجتهاد مستنده الاجتهاد وأصول صحيحة وأدلة تفصيلية علموها. قال سليمان بن بلال التَّيمي: سمعتُ ربيعةَ يُسأل: لم قُدِّمَت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة، وإنما نزلتا بالمدينة؟ فقال: «قُدِّمَتا، وأٌلّفَ القرآن على علمٍ ممن ألَّفه به، ومن كان معه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك، فهذا مما يُنتهى إليه، ولا يُسأل عنه. ومراد ربيعة ظاهرٌ في أنّ هذا العلم مما خفي علينا أصله وعلمنا نتيجته، وأنَّ في إجماعهم على هذا الترتيب غنيةً عن تكلّف العلم بما بنوا عليه هذا الترتيب.
وذهب بعض العلماء إلي أن ترتيب السور توقيفي من النبي صلي الله عليه وسلم منهم ذهب أبو عمرو الداني وابن بطال وقال بهذا القول أبو بكر ابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وغيرهما
والراجح القول الأول ويؤيده قول القاضي عياض: ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف لم يكن ذلك من تحديد النبى عليه السلام، وإنما وكله إلى أمته بعده، وهو قول جمهور العلماء، وهو قول مالك واختيار القاضى أبى بكر الباقلانى وأصح القولين عنده.
س3: ما الجواب عن اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة؟
مصاحف الصحابة علي نوعين:
مصاحف قبل الجمع العثماني: كمصحف ابن مسعود وأبي بن كعب وحذيفة بن اليمان وغيرهم وهذه المصاحف لم تكن علي الجمع العثماني وإنما كانت من اجتهاد أصحابها. ولم يكن ترتيب السور في مصاحفهم واجباً عليهم كما أنه لم يكن من الواجب عليهم في التلاوة ترتيب السور.
مصاحف بعد الجمع العثماني فلمّا جمع عثمان الناسَ على مصحف واحد بترتيب واحد وانعقد الإجماع عليه لم يسغ لأحد أن يكتب مصحفاً يخالف فيه ترتيب سور المصاحف العثمانية. وهذا السبب في اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة.
س4: ما تقول فيما رواه ابن جرير بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا] قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)؟
هذا الأثر ذكره ابن جرير في تفسيره قال: (حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس. والقاسم هو أبو عبيد ابن سلام صاحب كتاب فضائل القرآن، وأحمد بن يوسف هو التغلبي تلميذه أبي عبيد. وهذا الخبر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من غير زيادة "كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس" فقال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ )أفلم يتبين الذين آمنوا( . فهذه الزيادة مع زيادة الشكّ في الإسناد إنما ظهرت في تفسير ابن جرير من طريق أحمد بن يوسف. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (وروى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم من رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها: [أفلم يتبين] ويقول : "كتبها الكاتب وهو ناعس. ولم أقف على إسناد عبد بن حميد؛ فقد يكون له علّة كما في الزيادة التي ذكرها ابن جرير، وقد تكون روايته خالية من تلك الزيادة، ويكون ذكره إنما هو لأجل أنه أخرج أصل الأثر.
والعلماء علي اربعة مواقف تجاه هذا الأثر:
الموقف الأول: موقف من بادر إلى إنكار أن يصدر مثل هذا القول من ابن عباس مع علمه بجمع القرآن واجتهاد كتّاب المصاحف العثمانية في التوثّق والاحتياط لصحّة كتابة المصاحف. وممن وقف هذا الموقف: ابن الأنباري، والزمخشري، وأبو حيان وجماعة من المفسّرين.
والموقف الثاني: موقف من صحّح هذه الزيادة، وتوقّف في توجيهها، وأشهر من وقف هذا الموقف الحافظ ابن حجر رحمه الله.
والموقف الثالث: موقف من التمس العذر لابن عباس وجوَّز عليه الخطأ في قوله هذا كما أخطأ غيره في مسائل، إذ العصمة لم تثبت لأحد من أفراد الصحابة وإنما هي لجماعتهم. ومن أشهر من وقف هذا الموقف وأبان عنه شيخ الإسلام ابن تيمية.
والموقف الرابع: موقف من وجَّهوا هذا الأثر إلى ما لا نكارة فيه مع التسليم بأنّ الرسم المعتمد في المصحف أصحّ وأولى، ومن أشهر من وقف هذا الموقف أبو بكر ابن أشته.
ويمكن تلخيص الرد علي هذا الأثر فيما يلي:
1- كون ابن عباس قرأ (أفلم يتبين) فهذا لا إشكال فيه, لأن ابن عباس ممن جمع القرآن قبل الجمع العثماني ويمكن أن تكون هذه من الأحرف التي قرأ بها ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم.
2- أن هذه الزيادة في نفس المؤلف منها شك لأنها تقدح في القرآن وفي نقلته كما أن القاسم بن سلام لم يرو هذه الزيادة مع نقله لأصل الخبر, ومنعه من نقلها إلا أنّه مظنّة للعلّة القادحة، أو أنها زيدت عليه، أو لعلّة أوجبت عليه الإضراب عنها.
س5: بيّن أهمّ الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "جمع القرآن"
معرفة تاريخ المصحف.
معرفة الجهد المبذول من قبل الصحابة في جمع القرآن.
تحري الصحابة الدقة في جمع القرآن حفاظاً عليه من التحريف والتبديل.
عناية علماء الأمة بعلوم القرآن.
معرفة أنواع جمع القرآن.
معرفة الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن وجمع عثمان رضي الله عن الجميع.
إيضاح موقف ابن مسعود في الجمع العثماني للمصحف.