س1: ما الحكمة من تخصيص العرش بالذكر في قوله تعالى: {ذو العرش المجيد}؟
ج: يقول جل شأنه: (ذو العرش المجيد): أي رب العرش العظيم وصاحبه, والمجد؛ هو النهاية في الكرم والفضل, و(المجيد) على قراءة الجر؛ صفة للعرش ودليل على اتساعه وعظمته, وعلى قراءة الضم؛ صفة لله سبحانه لتدل على كمال الأوصاف والعظمة.
وخص الله العرش بالذكر لعظمته, ولأنه أخص المخلوقات قربا من الله تعالى.
" اإجتهاد " : إذا كان العرش قريبا من الله, فالله سبحانه قال: (وهو الغفور الودود) قبل (ذو العرش المجيد), والود الشديد مع المبالغة فيه تقتضي دوام القرب وشدة المحبة, مع دوام استحضار المحبوب في نفس المحب, فالله أشد قربا من عبده المؤمن, وهو سمعه الذي يسمع به, وعينه التي يبصر بها, ويده التي يبطش بها, وسبحانه ما وسعته الأرض والسماء, (ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن).
س2: اذكر الأقوال في المراد بالماء الدافق في قوله تعالى: {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6)}.
ج: المراد بالماء الدافق في قوله تعالى: (خلق من ماء دافق): هو المني المتدفق, المنصب في الرحم, وهو يحس ويشاهد, ومنه يخلق الولد.
قيل: يخرج من بين صلب الرجل وترائب المرأة؛ أي ثدييها, وجعلهما ماء" واحدا لامتزاجهما.
وقيل: يخرج من بين صلب الرجل وترائبه, فترائب الرجل بمنزلة الثديين للأنثى.
وقيل: يخرج من جميع الجسم.
س3: فسّر قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وأذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}.
ج: يبين الله سبحانه ما يكون يوم القيامة؛ فيقول:
(إذا السماء انشقت): أي انفطرت, وفتحت أبوابا, وتمايز بعضها عن بعض.
(وأذنت لربها وحقت): أي أطاعت ربها وأصغت إليه, وحق لها أن تأتمر بأمره وتصغي. والأذن: هو الاستماع للشيء والإصغاء له.
(وإذا الأرض مدت): أي ارتجفت وارتجت, ونسفت جبالها, ودك ما عليها من أبنية, فسويت, ومدها الله وجعلها واسعة جدا, تسع أهل المحشر جميعا, (فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا).
(وألقت ما فيها): أي أخرجت الأموات والكنوز, ولفظتهم إلى ظهرها, فإذا كان يوم القيامة, ونفخ في الصور, وقام الأموات وأخرجت الأرض كنوزها, فيرى الناس ويتحسرون على ما كانوا فيه يتنافسون.
(وتخلت): أي تخلت منهم, وتبرأت من أعمالهم, وقدمتهم إلى ربهم ليقضي بينهم بحكمه.
س4: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى : {إن كل نفس لما عليها حافظ}.
ج: من الفوائد السلوكية المستفادة من قول الله تعالى: ( إن كل نفس لما عليها حافظ):
1- اعمل ما شئت, فعملك محفوظ لا ينسى ولا يمحى, وما تفعله اليوم هو ما تجده يوم الحساب.
2- اعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك, وقد وكل بك ملائكة كراما, يسجلون عملك ويحفظونه, فاستح من الله وملائكته, فإن سيئاتك مشاهدة ومدونة.
3- (احفظ الله يحفظك)؛ فالله الذي يحفظ كل نفس على حده, حفظا كحفظه للخلق جميعا, قادرعلى أن يصون نفسك مما تكره, ويمنعها مما تحذر, فألجىء ظهرك إليه, فإنه الركن الشديد, واستمسك بما أمرك, فهو حسبنا ونعم الوكيل.
لطيفة: حكى بعض الدعاة, أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على مدينة الإسماعيلية أيام حرب 1973 ودكت أبنيتها, فهلع الناس ولجأوا إلى المساجد, وصعد الأئمة المنابر, وظل أحد علماء الأزهر يردد: (والسماء والطارق.وما أدراك ما الطارق.النجم الثاقب.إن كل نفس لما عليها حافظ), فكانوا يسمعون أصوات القصف ولم تصب نفس واحدة بسوء, (فالله خيرا حافظا).
4- النفس غالية ثمينة؛ فالله خالقها, ورازقها, وهو سبحانه العالم بها, والمدافع عنها, والشاري لها بأن لصاحبها الجنة يوم القيامة, فأحسن رعايتها, ولا تتبعها الهوي, عودها القناعة, وربها بالصبر, واجعل نصب عينيك أن ترجع بها إلى ربها راضية مرضية.
س5: ما معنى الحساب في قوله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8)}؟
ج: قال تعالى: (فسوف يحاسب حسابا يسيرا)؛
الحساب اليسير: هو العرض اليسير على الله, يقرره ويعرفه سيئاته فيعرفها, حتى إذا ظن قد هلك, قال الله له: (قد سترتها عليك في الدنيا, وأنا اليوم أسترها لك).
وقيل: تعرض سيئات العبد على صاحبها, ثم يغفرها الله له دون أن يناقشه فيها.
وروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من نوقش الحساب عذب), قالت فقلت: أوليس الله تعالى يقول: (فسوف يحاسب حسابا يسيرا)؟ قال صلى الله عليه وسلم: (ليس ذلك بالحساب, ولكن ذلك العرض, من نوقش الحساب عذب).