دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1443هـ/17-12-2021م, 03:12 AM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي

المجموعة الخامسة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. تفسير آيات الحدود.

قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 178 - 179]
يمتن الله على عباده بأنه فرض عليهم القصاص في القتلى، بأن أقام العدل بينهم بفرض القصاص فيقول :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى:
المخاطب به في الآية : هو عموم المؤمنين
دلالة توجيه الخطاب لعموم المؤمنين: فيه دليل على أنه يجب عليهم كلهم حتى أولياء القاتل، حتى القاتل بنفسه، إعانة ولي المقتول إذا طلب القصاص وتمكينه من القاتل، وأنه لا يحل لهم أن يحولوا بينه وبين القاتل إذا تمت الشروط
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى
المراد بالقصاص: أن يقتل القاتل عمدا على الصفة التي قتل عليها المقتول؛ إقامة للعدل بين العباد
الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى:
دلالة قوله(الْحُرُّ بِالْحُرِّ):
-أنه يدخل في منطوقها وفي منطوق قوله: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45] أن الذكر يقتل بالأنثى، كما تقتل الأنثى بالذكر
-ويكون هذا المنطوق مقدما على مفهوم قوله: {وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} [البقرة: 178] مع دلالة صريح السنة الصحيحة قتل النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي بالجارية
-ويخرج من هذا العموم الوالدين وإن علوا فلا يقتلان بالولد لورود السنة بذلك
-وخرج من هذا العموم أيضا أن المسلم لا يقتل بالكافر لثبوت السنة بذلك
فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ :
دلالة التعبير بلفظ أخيه في قوله(فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ) :
-فيه دليل على أن الأصل وجوب القود في العمد العدوان
-وفيه ترقيق وحث على العفو إلى الدية، وأكمل من ذلك العفو مجانا
-وفيه دليل على أن القاتل عمدا لا يكفر؛ لأن المراد بالأخوة هنا أخوة الإسلام، فلم يخرج بالقتل عنها
فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ:
مرجع اسم الإشارة ذلك:أي: بعد العفو
المراد بالعذاب الأليم: أي في الآخرة
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ:
الحكمة من مشروعية القصاص: لأنه به تنحقن بذلك الدماء فإن القاتل إن علم أنه مقتول ارتدع ,فلو كان عقوبة القاتل غير القتل لم يحصل من انكفاف الشر ما يحصل بالقتل
الحكمة من تنكير لفظ(حياة) : التعظيم
يا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ :
دلالة توجيه الخطاب لأولي الألباب : يدل على أنه يحب من عباده أن يعملوا أفكارهم وعقولهم في تدبير ما في أحكامه من الحكم والمصالح الدالة على كماله، وكمال حكمته
دلالة ختم الآية ب(لعلكم تتقون):وذلك أن من عرف ربه، وعرف ما في دينه وشرعه من الأسرار العظيمة والحكم البديعة والآيات الرفيعة أوجب له أن ينقاد لأمر الله، ويخضع لشرعه طاعة لله ولرسوله
====================================================================
قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2]
حد الزاني المحصن :الرجم بالحجارة حتى يموت.
حد الزاني غير المحصن :أن يجلد مائة جلدة، جلدات تؤلمه وتزجره ولا تهلكه ووردت السنة بتغريب عام كامل عن وطنه مع الجلد، كما تواترت السنة وأجمع المسلمون
شرط إقامة حد الزنا :أي يتعين أن يكون ذلك علنا لا سرا
الحكمة من إقامة حد الزنا علناً :لأن إقامة الحدود من الضروريات لقمع أهل الجرائم، واشتهارها هو الذي يحصل به الردع والانزجار وإظهار شعائر الدين ,ولما يترتب على الاستتار به أوإقامتها على أحد دون أحد من مفاسد كثيرة
===================================================================================
قال تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [المائدة: 38]
معنى السارق: هو من أخذ مال غيره المحترم بغير رضاه
حكم السرقة: هي من كبائر الذنوب الموجبة للعقوبة
حد السرقة: قطع يده اليمنى كما هي قراءة بعض الصحابة، واليد إذا أطلقت فهي الكف إلى الكوع فقط، فإذا قطعت حسمت وجوبا في زيت أو ودك مغلي لتنسد العروق فيقف الدم
شروط إقامة حد السرقة:
1-لا بد أن يكون المسروق نصابا، وهو ربع دينار، أو ثلاثة دراهم، أو ما يساوي ذلك.
2-لا بد أن يكون المأخوذ منه حرزا، وحرز كل مال ما يحفظ به عادة، فلو سرق من مال غير محرز فلا قطع عليه
سبب إيقاع حد السرقة:عقوبة التجرؤ على أموال الناس، كما قال تعالى:{جَزَاءً بِمَا كَسَبَا}.
الحكمة من إقامة حد السرقة: تنكيلا للمجرمين، وحفظا للأموال، وردعا للسراق، كما قال تعالى: {نَكَالًا مِنَ اللَّهِ}

================================================================
{إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوْ يُصَلَّبُوٓاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَٰفٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْىٌ فِى ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِى ٱلْءَاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]
فائدة (أو) في الآية : اختلف فيها هل هي للتخيير أم للترتيب فمن قال هي :
للتخيير: ذهب إلى أن الإمام مخير فيهم بين هذه الأمور، وعليه أن يفعل ما تقتضيه المصلحة، ويحصل به النكاية،
للترتيب : ذهب إلى أن العقوبة مرتبة بحسب الجريمة؛ فإن جمعوا بين القتل وأخذ المال جمع لهم بين القتل والصلب، وإن قتلوا ولم يأخذوا مالا قتلوا ولم يصلبوا، وإن أخذوا مالا ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن أخافوا الناس ولم يقتلوا ولا أخذوا مالا نفوا من الأرض، فلا يتركون يأوون إلى بلد، أو يحبسون كما قاله بعضهم
*******************************************************************************************

2. قصة آدم عليه السلام
إعلام الله للملائكة بخلق آدم : يخلف من كان قبلهم من المخلوقات التي لا يعلمها إلا هو{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]
تعجب الملائكة مع تعظيمهم لحكمة الله في خلقه:فتعجبوا أنه ربما يخلق مخلوقا يشبه أخلاق المخلوقات الأول، أو أن الله تعالى أخبرهم بخلق آدم، وبما يكون من مجرمي ذريته {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]
خلق الله لآدم عليه السلام: خلقه الله بيده تشريفا له على جميع المخلوقات، وقبض قبضة من جميع الأرض سهلها وحزنها، وطيبها وخبيثها، ليكون النسل على هذه الطبائع، فكان ترابا أولا، ثم ألقى عليه الماء فصار طينا، ثم لما طالت مدة بقاء الماء على الطين تغير ذلك الطين فصار حمأ مسنونا، طينا أسود، ثم أيبسه بعدما صوره فصار كالفخار الذي له صلصلة، ثم نفخ فيه من روحه فانقلب ذلك الجسد الذي كان جمادا حيوانا له عظام ولحم وأعصاب وعروق وروح هي حقيقة الإنسان
كمال حكمة الله في خلق آدم عليه السلام:
لما تم خلق آدم علمه الله أسماء الأشياء كله ثم عرض هذه المسميات على الملائكة وقال لهم {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31]
فعجزت الملائكة عليهم السلام عن معرفة أسماء هذه المسميات، وقالوا:{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32]
قال الله: {يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} [البقرة: 33]عاينت الملائكة سعة علم الله وكمال حكمته فعظموا آدم غاية التعظيم
الأمر بالسجود لآدم عليه السلام :
ثم إن الله أراد أن يظهر هذا التعظيم والاحترام لآدم من الملائكة ظاهرا وباطنا، فقال للملائكة: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: 34]فسجدوا كلهم أجمعون وكان من غير عنصر الملائكة , كان من الجن المخلوقين من نار السموم
عداوة إبليس لآدم عليه السلام:
وكان مبطنا للكفر بالله، والحسد لهذا الإنسان الذي فضله الله هذا التفضيل؛ فحمله كبره وكفره على الامتناع عن السجود لآدم كفرا بالله واستكبارا حتى أنه اعترض على ربه، وقدح في حكمته، فقال:{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]
فطرده الله من رحمته وصار ملعوناً فلم يرده ذلك لربه فيتوب , بل زاد عنادا وتوعد لآدم وذريته ليغوينهم وليصدنهم عن الحق وليزينن لهم وليضللنهم {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ - ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 16 - 17]
فمكنه الله من الأمر الذي يريده إبليس في آدم وذريته، فقال الله له:{اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا - وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ} [الإسراء: 63 - 64]
وأما خواص الذرية من الأنبياء، وأتباعهم من الصديقين والأصفياء، وطبقات الأولياء والمؤمنين فإن الله تعالى لم يجعل لهذا العدو عليهم تسلطا وأرشدهم قي كتبه، وعلى ألسنة رسله إلى الأمور التي بها يحتمون من هذا العدو المبين,أرشدهم إلى الطرق التي ينجون بها من شره وفتنته، وأعانهم على لأنهم لما بذلوا المجهود، واستعانوا بالمعبود، سهل لهم كل طريق يوصل إلى المقصود
خروج آدم وزوجته من الجنة:
-ثم إن الله تعالى أتم نعمته على آدم، فخلق منه زوجته حواء من جنسه وعلى شكله؛ ليسكن إليها،
-ثم حذرهما من الشيطان ألا يخرجنكما من الجنة التي أسكنكما الله إياها، وأباحكما أن تأكلا من جميع ثمارها إلا شجرة معينة في هذه الجنة {فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 19]
-فمكثا في الجنة ما شاء الله على هذا الوصف الذي ذكره الله، وعدوهما يراقبهما ويراصدهما، وينظر الفرصة فيهما، فلما رأى سرور آدم بهذه الجنة وحرصه عليها، جاءه في صورة الصديق الناصح، وأخبرهما أن هذه الشجرة هي شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى
-فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوآتهما بعدما كانا مستورين، وطفقا يخصفان على أنفسهما من أوراق تلك الجنة، وناداهما ربهما:{أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأعراف: 22]
-فأوقع الله في قلبيهما التوبة التامة، والإنابة الصادقة.{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة: 37]وقالا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]فتاب الله عليهما، ومحا الذنب الذي أصابا
-لكنه قد سبقت قضاء الله في نزول آدم إلى الأرض ,وأعلمهما أنه لا بد أن يبتليهما وذريتهما، وأن من آمن وعمل صالحا كانت عاقبته خيرا من حالته الأولى، ومن كذب وتولى فآخر أمره الشقاء الأبدي والعذاب السرمدي
{يا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27]
-وأبدلهم الله بذلك اللباس الذي نزعه الشيطان من الأبوين بلباس يواري السوآت، ويحصل به الجمال الظاهر في الحياة، ولباس أعلى من ذلك، وهو لباس التقوى
فوائد من قصة آدم عليه السلام:
1-هذه القصة ترد زعم الدارونية والتطور ومن زعم بأن الإنسان أصله قرد
2-وهي أيضا أعظم رد على منكري وجود الملائكة وسجودهم لآدم ومن تأول السجود بتسخير الأرض لذرية آدم
3-فضل العلم، وأن الملائكة لما تبين لهم فضل آدم بعلمه عرفوا بذلك كماله، وأنه يستحق الإجلال والتوقير
4-الاعتراف بنعمة العلم ونسبتها لله كما قالت الملائكة والرسل: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
5-الحسد والكبر أول ما عصي بهما المولى وهما من أخطر الآفات عى العباد وبهما طرد إبليس من رحمة الله
6-الحرص به أخرج آدم وزوجه من الجنة بعد أن تاب الله عليهما فهو من أخطر الآفات
7-المبادرة إلى التوبة هو ما أنجا آدم وزوجه فمحا الله الذنب كأن لم يكن وبه كانت نجاتهما من اللعن والطرد من رحمة الله كما هو مصير إبليس
8-إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء الحسنى والصفات كلها، لا فرق بين صفات الذات، ولا بين صفات الأفعال ,وهو مذهب أهل السنة والجماعة
9-إثبات اليدين لله كما هو في قصة آدم صريحا: لما خلقت بيدي، فله يدان حقيقة، كما أن ذاته لا تشبهها الذوات، فصفاته تعالى لا تشبهها الصفات
******************************************************************************
3. قصة شعيب عليه السلام
بعثة شعيب عليه السلام في قومه :
-كان قوم شعيب قبل بعثته فيهم مع شركهم يبخسون المكاييل والموازين، ويغشون في المعاملات، وينقصون الناس أشياءهم
-فلما نبأه الله دعاهم إلى توحيد الله، ونهاهم عن الشرك به، وأمرهم بالعدل في المعاملات، وزجرهم عن البخس في المعاملات , وذكرهم نهم ليسوا بحاجة إلى ظلم الناس في أموالهم، وخَوَّفهم العذاب المحيط في الدنيا قبل الآخرة
-فما كان منهم إلا أن ازدادوا كفرا وعنادا وتهكما {يا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87]
تنوع أساليب الدعوة:
-فقام فيهم خطيباً فأبلغ في خطبيته فقال لهم ياقوم ما نهيتكم عن شيء إلا وأنا أول تارك له ,وما أريد لكم إلا الخير {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا ٱلْإِصْلَٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ ۚ} [هود: 88]
-ثم خوفهم أخدة الأمم السابقة {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} [هود: 89]
-ثم عرض عليهم التوبة، ورغبهم فيها فقال: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90]
-فلم يزدهم ذلك إلا نفورا وكبرا على كبرهم{وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ - قَالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [هود: 91 - 92]
سوء عاقبة الظالمين:
-فلما جاء أمر الله نجا الله شعيبا ومن معه وأخذ الذين ظلموا بئيس {وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍۢ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَٰرِهِمْ جَٰثِمِينَ} [هود: 94]
فوائد من قصة شعيب:
1-أن بخس المكاييل والموازين خصوصا، وبخس الناس أشياءهم عموما من أعظم الجرائم الموجبة لعقوبات الدنيا والآخرة
2-أن المعصية الواقعة لمن عدم منه الداعي والحاجة إليها أعظم ,لهذا قال شعيب لقومه:{إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ} [هود: 84]أي: بنعم كثيرة لا تحتاجون لبخس الناس أشياءهم
3-الحث على الرضا بما أعطى الله، والاكتفاء بحلاله عن حرامه {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} [هود: 86]
4-الصلاة سبب لفعل الخيرات، وترك المنكرات {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87] , ومنها تجلي حكمة الله ورحمته في أنه فرض علينا الصلوات، تتكرر في اليوم والليلة لعظم وقعها
5-العبد خاضع لحكم الشرع يأتمر بأمره وينتهي بنهييه في كل حركاته وسكناته
6-الناصح للخلق الذي يأمرهم وينهاهم من تمام قبول الناس له: أنه إذا أمرهم بشيء أن يكون أول الفاعلين له، وإذا نهاهم عن شيء كان أول التاركين؛ لقول شعيب: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88]
7-أن الأنبياء جميعهم بُعثوا بالإصلاح والصلاح، ونهوا عن الشرور والفساد
8-أن الداعي إلى الله يحتاج إلى الحلم وحسن الخلق ومقابلة المسيئين بأقوالهم وأفعالهم بضد ذلك
******************************************************************************
4. قصة أيوب عليه السلام
ابتلاء أيوب عليه السلام وصبره:
ابتلاه الله بفقد ولده وأهله وماله، ثم بجسده، فأصابه من البلاء ما لم يصب أحدا من الخلق، فصبر لأمر الله ولم يزل منيبا لله.ولما تطاول به المرض نادى ربه: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]
استجابة الله لدعوة أيوب عليه السلام:
-أوحى إليه الله أن {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} [ص: 42]فركض، فنبعت بركضته عين ماء بارد، فقيل له: اشرب منها واغتسل، ففعل ذلك، فأذهب الله ما في باطنه وظاهره من البلاء، ثم أعاد الله له أهله وماله، ومثلهم معهم
-وكان في مرضه قد وجد على زوجته المرأة البارة الرحيمة ، فحلف أن يجلدها مائة جلدة، فخفف الله عنه وعنها، وقيل له: خذ بيدك ضغثا حزمة حشيش أو علف فيها مائة عود فاضرب به ولا تحنث، أي: ينحل بذلك يمينك
فوائد من قصة أيوب عليه السلام:
1-أن كفارة اليمين لم تشرع لأحد من قبل شريعتنا، وأن اليمين في شرع من قبلنا بمنزلة النذر الذي لا بد من وفائه
2-أن من لا يحتمل إقامة الحد عليه لضعفه ونحوه أنه يقام عليه مسمى ذلك؛ لأن الغرض التنكيل ليس الإتلاف والإهلاك
3-أن الله يدافع عن الذين آمنوا , فدافع الله عن زوجة سيدنا أيوب البارة الصابرة
4-عاقبة الصبر دائما إلى خير , فقصة سيدنا أيوب سلوى لكل مبتلى
******************************************************************************
5. قصة الخضر مع موسى عليه السلام
علة سعي موسى عليه السلام للقاء الخضر:
قام موسى واعظا في بني إسرائيل فأبلغ حتى سأله أحدهم ياموسى هل يوجد على الأرض من هو أعلم منك فأجاب أن لا ,بناء على ما يعرفه وترغيبا لهم في الأخذ عنه
فأخبره الله أنه يوجد في مجمع البحرين عبداً ليس نبياً أعلم منه فستأذن موسى ربه أن يلقاه ليتعلم منه فأذن له وأخبره أن موضعه حين يفقد الحوت {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف: 60]
فوائد القصة:
في فضل العلم وآداب طلبه:
1-فضل العلم وشرفه ومشروعية الرحلة إليه {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف: 60]
2-الاشتغال بطلب الزيادة في العلم أولى من الاشتغال بتعليم الناس فقط
3-اظهار وجهة السفر والمرادمنه إذا كان في طاعة كطلب العم أو الجهاد أولى في حسن الاستعداد له وأولى في الترغيب في هذه العبادة
4- العلم نوعان مكتسب يدرك بالطلب , ولدني هبة من الله لخواص عباده {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65]
5-التأدب والتلطف مع المعلم وإظهار الحاجة إليه {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]
6-تواضع الفاضل للتعلم ممن هو دونه، فإن موسى بلا ريب أفضل من الخضر
7- تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم درجات
8-إضافة العلم إلى فضل الله ورحمته فهذا من شكر النعم {تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]
9- العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير {تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66]
10-من استعمل الصبر ولازمه أدرك مراده ومن لا صبر له لا يدرك مراده
11-مما يعين على الصبر على طلب العلم إحاطة العبد بحقيقة ما يتعلم ، وبمنافعه وثمراته ونتائجه {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [الكهف: 68]
12-تغليب المصلحة فإذا المعلم أم من المصلحة أن يأمر الطلب بترك الابتداء بالسؤال فله ذلك {قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِى فَلَا تَسْـَٔلْنِى عَن شَىْءٍ حَتَّىٰٓ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 70]
13- ينبغي للعبد أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال وأن يوافق صاحبه في غير الأمور المحذورة ,فهذا أدعى لبقاء الصحبة , وأما عدم الموافقة فسبب لقطع الرفقة
14-الأمر بالتأنِّي والتثبت وعدم المبادرة على الحكم على الأشياء حتى يعرف ما يراد منه، وما هو المقصود.
في حق الخادم:
1-جواز أخذ الخادم في السفر والحضر لكفاية المؤن وطلب الراحة
2- استحباب إطعام الإنسان خادمه من مأكله، وأكلهما جميعا {آتِنَا غَدَاءَنَا} [الكهف: 62]
3- ينبغي أن يتخذ الإنسان خادما ذكيا فطنا كيِّسا ليتم له أمره الذي يريد
في التأدب مع الله وأقداره :
1-إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان، وكذلك النقص، لقول فتى موسى: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63]
2-عدم العيب والنقص والشر إلى الله تأدبا ولكن ينسب الخير إيه مع أن الكل بقضاء الله وقدره ,وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء"الخير في يديك والشر ليس إليك"
وكذلك فإن فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف: 79] وأما الخير فأضافه إلى الله لقوله: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف: 82]
3- مشروعية تعليق إيجاد الأمور المستقبلة على مشيئة الله لقوله: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: 69]
فوائد متفرقة:
1-جواز العمل في البحر
2-جواز إخبار الإنسان عما يجده مما هو مقتضى الطبيعة البشرية، من نصب أو جوع أو عطش، إذا لم يكن على وجه التسخط، وكان صدقا لقوله: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62]
3-المعونة تنزل على العبد بحسب قيامه بالأمر الشرعي، وأن ما وافق رضا الله يعان عليه ما لا يعان على غيره لقوله: {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}
4-الإلهام والتحديث، وذلك يكون لغير الأنبياء{وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف: 82]
5-الناسي غير مؤاخذ إلا إن ترتب على ذلك إتلاف مال ففيه الضمان {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} [الكهف: 73]
6-قاعدة فقهيه كبيرة، وهو أنه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الخفيف، ويراعى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما؛
7-قاعدة فقهية أخرى كبيرة ,جواز عمل اللإنسان في غيره ماله بدون إذن صاحب المال إذا كان على وجه المصلحة ودفع المضرة
8-العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]
**************************************************************************
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
العلاقة بين تفسير القرآن وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم:
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم عون على معرفة تفسير كتاب الله , ذلك أن القرآن إنما كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته، وما يقوله للخلق، وجواب ما يقال له، وما يحصل به تحقيق الحق الذي جاء به، وإبطال المذاهب التي جاء لإبطالها
قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا - وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 32 - 33] , وقال: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ} [هود: 120]
تهيئة الله له صلى الله عليه وسلم قبل البعثة:
ومن ذلك:
-أن بغضت إليه عبادة الأوثان، وبغض إليه كل قول قبيح وفعل قبيح
-وفطر صلى الله عليه وسلم فطرة مستعدة متهيئة لقول الحق علما وعملا، والله تعالى هو الذي طهّر قلبه وزكاه وكمّله
-وكان يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد
-وكان أول ما بديء به من الوحي الرؤيا الصادقة , فكان لايرى الرؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح
بعثته صلى الله وعليه وسلم:
جاءه جبريل وهو يتحنث في غار حراء وقال له: اقرأ، فأخبره أنه ليس بقارئ - أي لا يعرف أن يقرأ ,فغطه جبريل مرتين أو ثلاثا ليهيئه لتلقي القرآن العظيم، ويتجرد قلبه وهمته وظاهره وباطنه لذلك، فنزلت هذه السورة التي فيها نبوته، وأمره بالقراءة باسم ربه
فكان أول ما أنزل الله عليه:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1], فجاء بها إلى خديجة ترعد فرائصه من الفرَق، وأخبرها بما رآه وما جرى عليه
دور زوجته خديجة في تثبيته:
كانت نعم الزوجة التي تعي قدر الموقف فثبتته وقالت :أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق
تنزل الوحي في المرة الثانية على صورته :
رأى صلى الله عليه وسلم الوحي في المرة الثانية على صورته فازعج وجاء إلى خديجة أيضا ترعد فرائصه فقال: «دثروني دثروني» فأنزل الله عليه:{يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ - قُمْ فَأَنْذِرْ - وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ - وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ - وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]
فكان فيها الأمر له بدعوة الخلق وإنذارهم، فشمر صلى الله عليه وسلم عن عزمه، وصمم على الدعوة إلى ربه
فتور الوحي والحكمة منه :
ثم فتر عنه الوحي مدة ليشتاق إليه وليكون أعظم لموقعه عنده، حتى قال المكذبون: إن رب محمد قلاه.فنزلت :{وَالضُّحَى - وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3] إلى آخرها
وفي هذا اعتناء عظيم من الله برسوله، ونفي لكل نقص، وبشارة بأن كل حالة له أحسن مما قبلها وخير منها، وأن الله سيعطيه من النصر والْأَتباع والعز العظيم وانتشار الدين ما يرضيه
أصل دعوة النبي:
التوحيد الخالص، والنهي عن ضده؛ و إبطال الشرك والمذاهب الضارة فدعا الناس لهذا، وقرره الله في كتابه في أغلب السور المكية
تنوع أساليب النبي في الدعوة:
فكان يدعو المشركين بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلهم بالتي هي أحسن، ويدعوهم أفرادا ومتفرقين، ويذكرهم بالقرآن، ويتلوه في الصلاة وخارجها
وكان بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وأحنى عليهم من كل أحد، كما قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]
موقف المشركين من دعوة النبي:
1-كانوا يصمون آذانهم عند سماع القرآن ويتواصون بذلك، وقد يسبونه ويسبون من أنزله، فأنزل الله على رسوله آيات كثيرة في هذا المعنى يبين حالهم مع سماع القرآن وشدة نفورهم كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة
حتى إنهم تحيروا في وصفه :فقالوا سحر، وقالوا كهانة، وقالوا شعر، وقالوا كذب، وقالوا أساطير؛ فجعلوا القرآن عضين، كل هذا أثر البغض الذي أحرق قلوبهم، حتى قالوا فيه مقالة المجانين، وكلما قالوا قولا من هذه الأقوال أنزل الله آيات يبطل بها ما قالوا، ويبين زورهم وافتراءهم وتناقضهم
2-وكانوا يقترحون الآيات فيقولون: لو أن محمدا صادق لأنزل الله ملائكة يشهدون له بذلك، ولأغناه الله عن المشي في الأسواق، وطلب الرزق كما يطلبه غيره، ولجعل له كذا وكذا مما توحي إليه عقولهم الفاسدة
-ويقولون: إن كنت صادقا فأتنا بعذاب الله، أو بما تعدنا، أو أزل عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا، وحتى يحصل لك كذا وكذا مما ذكره الله عنهم، فيجيبهم الله عن هذه الأقوال بأن رسوله صلى الله عليه وسلم قد أيده الله بالآيات، والله أعلم بما ينزل من آياته، وأعلم بما هو أنفع لهم
-وتارة يخبرهم أنه لا يمنعه من الإتيان بها إلا الإبقاء عليهم، وأنها لو جاءت لا يؤمنون، فعند ذلك يعاجلهم الله بالعقاب
-وتارة يدفعهم الحسد والبغض أن يقولوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، ومحمد ليس كذلك , فيجيبهم الله بذكر فضله، وأن فضله يؤتيه من يشاء، وأنه أعلم حيث يجعل رسالته والمحل اللائق بها :{ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام 125]
3-وكانوا يسعون أشد السعي أن يكف عن عيب آلهتهم، والطعن في دينهم، ويحبون أن يتاركهم ويتاركوه،لأنهم يعرفون حق المعرفة أن الحقائق إذا بانت ظهر للخلق بطلان ما هم عليه وأنه ليس فيه آلهتهم شيء من الصفات يوجب أن تستحق شيئا من العبادة {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]
الإسراء والمعراج وفرض الصلوات الخمس:
-فلم يزل يدعو إلى التوحيد وعقائد الدين وأصوله، ويقرر ذلك بالبراهين والآيات المتنوعة، ويحذر من الشرك والشرور كلها منذ بعث إلى أن استكمل بعد بعثته نحو عشر سنين، وهو يدعو إلى الله على بصيرة.
-ثم أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليريه من آياته، وعرج به إلى فوق السماوات السبع، وفرض الله عليه الصلوات الخمس بأوقاتها وهيئاتها
-وجاءه جبريل على أثرها فعلَّمه أوقاتها وكيفيَّاتها، وصلى به يومين، اليوم الأول صلَّى الصلوات الخمس في أول وقتها، واليوم الثاني في آخر الوقت، وقال: الصلاة ما بين هذين الوقتين، ففرضت الصلوات الخمس قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين، ولم يفرض الأذان في ذلك الوقت، ولا بقية أركان الإسلام،
-وانتشر الإسلام في المدينة وما حولها
بيعة العقبة والهجرة للحبشة ثم للمدينة:
-بادر الأوس والخزرج واجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكة لما أخبرهم اليهود أنه قد أطل زمان النبي الخاتم فلما تيقنت الأوس والخزرج أنه رسول الله بايعوه بيعة العقبة الأولى، وأما اليهود فاستولى عليهم الشقاء والحسد، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به
-وكان المسلمون في مكة في أذى شديد من قريش، فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة أولا إلى الحبشة
-ثم لما أسلم كثير من أهل المدينة صارت الهجرة إلى المدينة
تآمر كفار قريش على النبي وأمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة:
-حين خاف أهل مكة من هذه الحال اجتمع ملؤهم ورؤساؤهم في دار الندوة يريدون القضاء التام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فاتفق رأيهم أن ينتخبوا من قبائل قريش من كل قبيلة رجلا شجاعا، فيجتمعون ويضربونه بسيوفهم ضربة واحدة. قالوا: لأجل أن يتفرق دمه في القبائل، فتعجز بنو هاشم عن مقاومة سائر قريش فيرضون بالدية
-فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعزم على الهجرة، وأخبر أبا بكر بذلك وطلب منه الصحبة، فأجابه إلى ذلك وخرج في تلك الليلة التي اجتمعوا على الإيقاع به، وأمر عليًّا أن ينام على فراشه، وخرج هو وأبو بكر إلى الغار
-ثم ذهبوا يطلبونه في كل وجهة، وجعلوا الجعالات الكثيرة لمن يأتي به، {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]
تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة:
السنة الأولى للهجرة:
-لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واستقر بها، وأذن له في القتال بعدما كان قبل الهجرة ممنوعا لحكمة مشاهدة، فقال: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] ,جعل يرسل السرايا
السنة الثانية للهجرة :
-فرض الله فيها على العباد الزكاة والصيام ، فآيات الصيام والزكاة إنما نزلت في هذا العام وقت فرضها، وأما قوله تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ - الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت: 6 - 7] فإن المراد زكاة القلب وطهارته بالتوحيد وترك الشرك.
-غزوة بدر :كانت أيضا في السنة الثانية وسببها أن عيرا لقريش تحمل تجارة عظيمة من الشام، خرج النبي صلى الله عليه وسلم بمن خف من أصحابه لطلبها، فخرجت قريش لحمايتها، وتوافوا في بدر على غير ميعاد، فالعير نجت والنفير التقوا مع الرسول وأصحابه، وكانوا ألفا كاملي العدد والخيل، والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر على سبعين بعيرا يعتقبونها، فهزم الله المشركين هزيمة عظيمة، قتلت سرواتهم وصناديدهم , وقد نزلت تفاصيلها في سورة الأنفال
-وبعدما رجع إلى المدينة منها مظفرا منصورا ذل من بقي ممن لم يُسلم من الأوس والخزرج، ودخل بعضهم في الإسلام نفاقا، ولذلك جميع الآيات نزلت في المنافقين إنما كانت بعد غزوة بدر
السنة الثالثة للهجرة:
-غزوة أحد: غزا المشركون على المسلمين حتى وصلوا إلى أطراف المدينة، فالتقوا عند جبل أحد وكان النبي قد عبأ أصحابه وأمر الرماة ألا يبرحوا أماكنهم فوق الجبل فخالف بعضهم أمره لما رأوا النصر حليف المسلمين وتركوا أماكنهم ، فجاءت الخيل مع تلك الثغرة وحصل للمسلمين مقتلة عظيمة أكرمهم الله فيها بالشهادة في سبيله، وذكر الله تفصيل هذه الغزوة في سورة آل عمران
السنة الرابعة للهجرة :
-تواعد المسلمون والمشركون فيها - في بدر - فجاء المسلمون لذلك الموعد، وتخلف المشركون معتذرين أن السنة مجدبة، فكتبها الله غزوة للمسلمين:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174]
السنة الخامسة للهجرة
-غزوة الخندق: اتفق أهل الحجاز وأهل نجد وظاهرهم بنو قريظة من اليهود على غزو النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا في نحو عشرة آلاف مقاتل وقصدوا المدينة، فخرج المسلمون وتخندقوا لهم {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: 10],ومكثوا محاصرين المدينة عدة أيام، وحال الخندق بينهم وبين اصطدام الجيوش، وسبب الله عدة أسباب لانخذال المشركين،فرجعوا خائبين لم ينالوا خيرا
-ثم تفرغ النبي لبني قريظة الذين نقضوا العهد وظاهروا المشركين فحاصرهم، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وفي هذه الغزوة أنزل الله صدر سورة الأحزاب من قوله:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 27]
السنة السادسة للهجرة:
-صلح الحديبية :اعتمر صلى الله عليه وسلم وأصحابه عمرة الحديبية، فعزم المشركون على صد النبي صلى الله عليه وسلم عنه، ولما بلغ الحديبية ورأى المشركين قد عزموا على القتال دخل معهم في صلح لحقن الدماء في بيت الله الحرام، ولما في ذلك من المصالح، وصار الصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عامه هذا ولا يدخل البيت، ويكون القضاء من العام المقبل، وتضع الحرب أوزارها بينهم عشر سنين، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه المسلمون عامهم ذلك
السنة السابعة للهجرة:

-عمرة القضاء : أنزل الله في ذلك سورة الفتح بأكملها: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]
-غزا النبي بني النضير لما حاولوا قتله فاحتموا بحصونهم، ووعدهم المنافقون حلفاؤهم بنصرتهم، فألقى الله الرعب في قلوبهم، وأنزلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يجلوا عن ديارهم ولهم ما حملت إبلهم،فنزلت بدايات سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2]
السنة الثامنة الهجرة:
-فتح مكة ثم غزوة حنين: لما نقضت قريش العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم غزا مكة في جند كثيف من المسلمين يقارب عشرة آلاف، فدخلها فاتحا لها، ثم تممها بغزو حنين على هوازن وثقيف, وأنزل الله في ذلك أول سورة التوبة
السنة التاسعة للهجرة:
-غزوة تبوك :
غزا النبي تبوك ومعه المسلمون وتخلف المنافقين، وثلاثة من صلحاء المؤمنين: كعب بن مالك وصاحباه، ومكث عشرين يوما ولم يحصل قتال فرجع إلى المدينة؛ فأنزل الله في هذه الغزوة آيات كثيرة من سورة التوبة، أنزل فيها توبته على الثلاثة الذين خلفوا
السنة العاشرة للهجرة:
-حجة الوداع : حج النبيوعلم المسلمين مناسك الحج والعمرة بقوله وفعله، وأنزل الله الآيات في أحكام الحج ، وأنزل الله يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]
فوائد من سيرته صلى اللله عليه وسلم:
1-حكمة الله في إضلال الضالين وهداية المهتدين:
-أنه لما اختار الضالين لأنفسهم الضلال ورغبوا فيه وردوا نعمة الله عليهم حين جاءتهم وعلم منهم عدم قبول محالهم وقلوبهم للهدى ,قلب الله أفئدتهم ، وأصم أسماعهم ،وأعمى أبصارهم وأفئدتهم قا تعالى :{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الأعراف: 30]
-ولما علم من المهتدين انصافهم ورغبتهم في الحق وسرعة انقيادهم له ، هداهم الله بالقرآن، وازدادت به علومهم ومعارفهم وإيمانهم وهدايتهم المتنوعة، قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 16]
2-تتجلى حكمة الله في تنزل الفرآن متفرقا تبعا للأحداث والمناسبات وردا على الأسئلة التي يطرحها المسلمين أو الكفار والمنافقين أو للتدرج في الأحكام الشرعية
3-لنا في نبي الله صلى الله عليه أسوة في تلون أساليب الدعوة وتنوعها والصبر على أذى المشركين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir