المجلس العشرون: مجلس مذاكرة القسم السادس من دروس البلاغة

[هيئة التصحيح 11]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل

س1. عرّف ما يلي:
أ. التصدير.
هو أن تجعل إحدى الكلمتين المكررتين أو المتجانستين أو الملحقتين بهما في أول الفقرة والثانية في آخرها إذا كان الكلام نثرا، وأن تجعل إحداهما في الشطر الأول والثانية في الشطر الثاني إذا كان الكلام شعرا، ويختلف عن الجناس بأنه لا يشترط أن يكون لكل كلمة معنى مغاير كما أن اشتراطات التجانس فيه أقل.
مثاله في النثر:
سائِلُ اللئيمِ يَرْجع، ودمْعُهُ سائِلٌ.
مثاله في الشعر:
سريعٌ إلى ابنِ العمِّ يَلْطُمُ وجْهَهُ ......وليسَ إلى داعي النَّدَى بسَرِيعِ

ب. التشريع.
هوَ بِناءُ البيتِ على قافِيَتَيْنِ بحيثُ إذا سَقَطَ بعضُهُ كانَ الباقي شِعْرًا مُفيدًا، وهو خاص بالشعر، وهو نادر وشواهده قليلة وقد جاء في العصور المتأخرة.
مثاله:
يا أيُّها الْمَلِكُ الذي عَمَّ الْوَرَى ..... ما في الكِرامِ لهُ نظيرٌ يُنْظَرُ
لوْ كانَ مِثْلُكَ آخَرٌ في عَصْرِنا ......ما كانَ في الدُّنْيَا فقيرٌ مُعْسِرُ

وبعد الحذف يتغير الوزن ويبقى المعنى مفيدا:
يا أيُّها الملِكُ الذي ...... ما في الكِرامِ لهُ نظيرْ
لوْ كان مِثلُكَ آخَرٌ ......ما كانَ في الدنيا فَقِيرْ


س2. اذكر المحسنات اللفظية الواردة فيما يلي مع بيان موضع الشاهد:
أ.
شَفَاها من الدّاءِ العُضالِ الّذي بِها غلام إذا هز القناة سقاهَا
سَقَاها دمَاءَ المارقينَ وعَلّها إذا جمحت يوماً وخيف أذاهَا
المحسن اللفظي المتفرع عن علم البديع هنا هو: تشابه الأطراف
وهو جعل آخر جملة صدر تاليتها، أو آخر بيت صدر ما يليه

ب. " المرءُ بعلمِهِ وأدَبِهِ، لا بحسبِهِ ونسبِهِ".
المحسن اللفظي المتفرع عن علم البديع هنا هو: السجع
وهوَ تَوافُقُ الفاصلتينِ نَثْرًا في الحرْفِ الأخيرِ.
ونوعه متواز لتوافق الفاصلتين (أدبه، ونسبه) في الوزن

س3. عرف الجناس التام، واذكر أقسامه مع التمثيل لكل قسم.
هوَ تشابُهُ اللفظينِ في النطْقِ واتفاق حروفُهما في الهيئةِ والنوعِ والعددِ والترتيبِ، مع اختلافهما في المعنى.

أقسامه:
1. متماثِلٌ: إنْ كانَ اللفظين منْ نوعٍ واحدٍ.

مثاله:
لم نَلْقَ غيرَك إنسانًا يُلاذُ به فلا بَرِحْتَ لعينِ الدهْرِ إنسانَا
كلمة إنسانا في الشطرين مع اختلاف معنييهما فهما متفقتان في الهيئة والإعراب والنوع فكلاهما اسم وعدد الحروف وترتيبها


2. مُسْتَوْفًى، إنْ كانَ اللفظين منْ نوعينِ
مثاله:
فدَارِهِمْ ما دُمْتَ في دَارِهِمْ .......وأرْضِهِمْ ما دُمتَ في أرْضِهِمْ

دارهم الأولى فعل والثانية اسم وكذلك أرضهم فهنا اختلف المعنى والنوع مع اتفاق النطق والهيئة والعدد والترتيب


3. ومتشابِهٌ، إنْ كانَ بينَ لفظينِ أحدُهما مرَكَّبٌ والآخَرُ مفْرَدٌ واتَّفَقَا في الخطِّ.

مثاله:
إذا مَلِكٌ لمْ يكُنْ ذا هِبَةْ .......فدَعْهُ فدولَتُهُ ذَاهِبَةْ

ذاهبة الأولى تعني صاحب هبة وهو لفظ مركب، والثانية من الذهاب وهو مفرد فالمعنى مختلف واختلفتا في تركيب إحداهما مع تشابه بقية عناصر الجناس التام والتشابه في الخط


4. مفروقٌ، إنْ كانَ بينَ لفظينِ أحدُهما مرَكَّبٌ والآخَرُ مفْرَدٌ، ولم يتفقا في الخط.

مثاله:
كلُّكُم قدْ أَخَذَ الـ ..... ـجامَ ولا جَامَ لنا
ما الذي ضَرَّ مُديرَ الـ ......ـجامِ لوْ جَامَلَنَا

جام لنا ، وجاملنا متفقتان في النطق ومختلفتان في المعنى لكن خصتا بأنهما مختلفتان في الخط

س4. ما الفرق بين الاقتباس والتضمين؟
كلاهما عبارة عن تضمين الكلام نص لغير صاحب الكلام مع بيان ذلك إما باشتهاره أو بالتنبيه عليه، لكن الاقتباس خاص بما يؤخذ من كلام الله تعالى وكلام رسوله، والتضمين أن يضمن الشعر شيء من شعر آخر مع التنبيه، ولا بأس بتغيير يسير في كليهما عن النص الأصلي.
مثال الاقتباس من القرآن: [الاقتباس دون نسبته إلى القرآن أو السنة]
لا تكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْـ ...... مِ وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
يومَ يَأْتِي الحِسَابُ ما لِظلومٍ ...... منْ حَمِيمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ

مثال الاقتباس من السنة:
لا تُعَادِ النَّاسَ في أوطانِهم ...... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطنِ
وَإذَا ما شِئْتَ عيشًا بينَهم ..... خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ

مثال التضمين:
إذا ضاقَ صدري وخِفْتُ العِدَا ...... تمثَّلْتُ بيتًا بحالِي يَليقُ
..........فباللَّهِ أَبْلُـــغُ ما أَرْتَجِي ...... وباللَّهِ أَدْفَعُ ما لا أُطيقُ

تنبيه من الشارح:
يحتاج الأمر إلى تأمل ونظر في مسألة التعامل مع كتاب الله عز وجل مع آيات كتاب الله عز وجل.
ومع أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ من الاحترام والتقدير والتوظيف الحسن في المواضع التي تشابه مواضع ورود النصوص الأصلية، وليس في مواضع أخرى يُفهم منها ما يمكن أن يؤدي إلى لبسٍ في المعنى، أو تحريفٍ في الدلالة الخاصة بتلك الجمل أو الآيات.


س5. ما المقصود بـ " حسن الانتهاء" عند البلاغيين؟
أن يختم صاحب الكلام كلامه سواء كان شعرا أو نثرا بما يؤكد على موضوع كلامه بأسلوب عذب حسن
وهناك قدر زائد على ذلك يشعر فيه المتكلم بانتهاء الكلام يسمى براعة المقطع
مثاله
بَقِيتَ بقاءَ الدهْرِ يا كَهْفَ أهلِه ..... وهذا دعاءٌ للبرِيَّةِ شامِلُ
مع التنبيه للمبالغة في البيت

التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.