1: العلمُ بكونِ الشيءِ سبباً لمصلحةِ العبد ولذاته وسروره قد يتخلَّف عنه عملُه بمقتضاه لأسبابٍ عديدة، اذكر عشرة من هذا الأسباب باختصار.
- السبب الاول : ضعف معرفته بذلك.
- السبب الثاني : عدم الاهلية، كما قال تعالى بهذا الصنف من الناس :( ان الذين حقا عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم) وقال تعالى :( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا إن يشاء الله)
وهذا بالقرآن كثير فاذا كان القلب قاسيا غليظا جافيا لا يعمل فيه العلم شيئا، وكذلك اذا كان مريضاً مهينا مائيا لا صلابة فيه ولا قوة ولا عزيمة لم يؤثر فيه العلم.
- السبب الثالث: قيام مانع وهو ام حسد او كبر وهو مانع ابليس من الانقياد للامر
وهو داء الاولين والاخرين الا من عصم الله.
- السبب الرابع: مانع الرياسة والملك، وان لم يقم بصاحبة حسد ولا اكبر عن الانقياد للحق.
- السبب الخامس: مانع الشهوة والمال
السبب السادس: محبة الاهل والاقارب والعشيرة، يروى انه اذا اتبع الحق وخالفهم
ابعدوه وطردوه عنهم.
السبب السابع: محبة الدار والوطن وان لم يكن له بها عشيرة ولا اقارب.
السبب الثامن: تخيل ان في الاسلام ومتابعة الرسول
إزراء وطعناً منه على آبائه واجداده وذما لهم
السبب التاسع: متابعة من يعاديه من الناس للرسول، وسبقه الى الدخول في دينه، وتخصصه وقربه منه.
السبب العاشر: مانع العادة والمنشأ : فان العادة قد تقوى حتى تغلب حكم الطبيعة.
2:.........وبالجملة فان المعاصي ........هي نار النعم، تأكلُها كما تأكلُ النارُ الحطَبَ.
3: البصيرة الصحيحة، والصبر مع قوة عزم، سببان لعون العبد على ترك الحب الفاسد. اشرح ذلك في ضوء ما درست.
وشرح هذا ان النفس لا تترك محبوبا الا لمحبوب اعلى منه، او خشية مكروه حصوله اضر عليه من فوات
هذا المحبوب، وهذا يحتاج صاحبه الى أمرين،
احدهما : بصيرة صحيحة يفرق بها بين درجات المحبوب والمكروه فيؤثر ؛ اعلى المحبوبين على ادناهما،
ويتحمل ذلك ادنى المكروهين ليتخلص من اعلاهما، وهذا خاصة العقل،
ولا يعد عاقلا من كان بضد ذلك، بل قد اكون البهائم احسن حالا منه
الثاني: قوة عزم وصبر يتمكن بهما من هذا الفعل والترك؛
فكثيرا ما يعرف الرجل قدر التفاوت
ولكن ياتي له ضعف نفسه وهمته وعزيمته على إيثار الانفع من خِسَّتِه وحرْصِه ووضاعةِ نفسه وخسَّةِ هِمَّتِه، ومثل هذا لا ينتفع بنفسه ولا ينتفع به غيره.
وقد منع الله سبحانه إمامة الدين الا من اهل الصبر واليقين؛
فقال تعالى بقوله -يهتدي المهتدون-
: ( وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقون)
فصل:
واذكر في ضوء ما درست فوائده
لغض البصر منها : يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة، وسلطان القدرة والقوة ؛ كما في الاثر
( الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله).