47: سهل بن عبد الله التستري (ت: 283هـ)
أبو محمد، شيخ الصوفية في زمانه، كان على طريقة الصوفية الأوائل كالحارث المحاسبي، وذي النون المصري، وأضرابهما، على أغلاط ومخالفات للسنة لم يعرَ منها كثير من المتصوفة.
روى عن خاله محمد بن سوار البصري.
ولم يكن سهلٌ مكثراً من الحديث، ولا معدوداً من أهله، بل ربما روى الموضوعات البيّن وضعها من غير معرفة بها، لكنّه كان معظماً للحديث والسنة، مجلاً لأهل الحديث.
- قال القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي: سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول: جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود السجستاني - رحمهما الله - فقيل: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله جاءك زائراً؛ فرحَّب به، وأجلسه؛ فقال له سهل: يا أبا داود لي إليك حاجة.
قال: وما هي؟
قال: حتى تقول قد قضيتها مع الإمكان.
قال: نعم.
قال: (أخرج إليَّ لسانك الذي تحدّث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبّله).
قال: (فأخرج إليه لسانه فقبّله). ذكره أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال.
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعدّ مع الجنيد، وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك).
وذكر حضّه على طلب الحديث والتمسك بالسنة ثم قال: (هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة).
- قال أبو بكر الجوربي: سمعت أبا محمد سهل بن عبد الله، يقول: (أصولنا ستة أشياء: التمسك بكتاب الله تعالى، والاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل الحلال، وكف الأذى، واجتناب الآثام والتوبة، وأداء الحقوق). رواه أبو نعيم في الحلية.
وكان أكثر ما تُكتبت عنه أقواله، وقد عني بكتابتها وجمعها جماعة، وجمع أبو بكر محمد بن أحمد البلدي(ت:505هـ) أقواله في التفسير، ورتّبها على السور والآيات، وزاد عليها ما رواه عن غيره من الأخبار وهو قليل، والله أعلم بصحة نسبة تلك الأقوال إلى سهل؛ فإنه كثيراً ما ينقلها عنه مرسلة من غير إسناد.
وقد طبع هذا الكتاب الذي جمعه أبو بكر البلدي لسهل التستري في التفسير باسم "تفسير القرآن العظيم"، وهو تفسير على طريقة الصوفية.