45: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي (ت:282هـ)
القاضي المالكي، ولد سنة 199هـ، ونشأ بالبصرة، وكتب حديث مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري، وحفظ أقوال أهل المدينة، وتفقه على أصحاب الإمام مالك، وشرح مذهبه ولخّصه، ونشره في العراق، واستوطن بغداد، وتولى القضاء بها إلى أن مات.
- قال ابن المنتاب: سمعت إسماعيل القاضي، قال: (دخلت يوما على يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون في الفقه، وهم يقولون: قال أهل المدينة، فلما رآني مقبلاً، قال: (قد جاءت المدينة) رواه الخطيب البغدادي.
وله كتب في علوم القرآن منها: كتاب أحكام القرآن وهو مطبوع، وكتاب في القراءات، وكتاب في معاني القرآن، وقد روى الخطيب البغدادي عن طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد أنّ أبا بكر بن مجاهد كان يثني على هذين الكتابين.
وله مسند مفقود.
- قال الخطيب البغدادي في تاريخه: (وكان إسماعيل فاضلاً، عالماً، متقناً، فقيهاً على مذهب مالك بن أنس، شرح مذهبه ولخصه واحتج له، وصنف " المسند"، وكتباً عدة في علوم القرآن، وجمع حديث مالك، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، واستوطن بغداد قديماً، وولي القضاء بها؛ فلم يزل يتقلَّده إلى حين وفاته).
- وقال طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد: (إسماعيل بن إسحاق كان منشؤه بالبصرة، وأخذ الفقه على مذهب مالك عن أحمد بن المعدل، وتقدم في هذا العلم حتى صار علما فيه، ونشر من مذهب مالك وفضله ما لم يكن بالعراق في وقت من الأوقات، وصنف في الاحتجاج لمذهب مالك والشرح له ما صار لأهل هذا المذهب مثالا يحتذونه، وطريقا يسلكونه وانضاف إلى ذلك علمه بالقرآن، فإنه ألف في القرآن كتبا تتجاوز كثيراً من الكتب المصنفة فيه، فمنها كتابه " في أحكام القرآن "، وهو كتاب لم يسبقه أحد من أصحابه إلى مثله، ومنها كتابه " في القراءات "، وهو كتاب جليل القدر عظيم الخطر، ومنها كتابه " في معاني القرآن "، وهذان الكتابان شهد بفضله فيهما واحد الزمان ومن انتهى إليه العلم بالنحو واللغة في ذلك الأوان، وهو أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، ورأيت أبا بكر بن مجاهد يصف هذين الكتابين وسمعته مرات لا أحصيها يقول: سمعت أبا العباس المبرد، يقول: القاضي أعلم مني بالتصريف، وبلغ من العمر ما صار واحداً في عصره في علوّ الإسناد؛ لأن مولده كان سنة تسع وتسعين ومائة، فحمل الناس عنه من الحديث الحسن ما لم يحمل عن كبير أحد.
وكان الناس يصيرون إليه فيقتبس منه كل فريق علما لا يشاركه فيه الآخرون، فمن قوم يحملون الحديث، ومن قوم يحملون علم القرآن والقراءات والفقه إلى غير ذلك مما يطول شرحه، فأما سداده في القضاء، وحسن مذهبه فيه وسهولة الأمر عليه فيما كان يلتبس على غيره فشيء شهرته تغنى عن ذكره، وكان في أكثر أوقاته وبعد فراغه من الخصوم متشاغلا بالعلم، لأنه اعتمد على كتابه أبي عمر محمد بن يوسف، فكان يحمل عنه أكثر أمره من لقاء السلطان، وينظر له في كل أمره، وأقبل هو على الحديث والعلم). رواه الخطيب البغدادي.