40: عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت:276هـ)
العلامة الأديب المتفنن، صاحب التصانيف النافعة.
أصله من مرو، وأقام بالدينور مدّة وولي القضاء بها فنُسب إليه، ثم سكن بغداد، وولي المظالم بالبصرة مدّة، ثم عاد إلى بغداد واستقرّ بها مشتغلاً بالكتابة والتصنيف إلى أن مات رحمه الله.
روى عن: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد الزيادي، ومحمد بن يحيى القطعي، ومحمد بن خالد ابن خداش، وغيرهم، وهو مقلّ من الحديث.
وأخذ اللغة عن أبي حاتم السجستاني، والعباس بن الفرج الرياشي، وأبي سعيد الضرير، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه أحمد قاضي مصر، وعبيد الله السكري، وإبراهيم بن محمد الصائغ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه، وأحمد بن مروان الدينوري، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (كان ديناً ثقة فاضلاً).
- وقال أبو عبد الله الذهبي: (ولي قضاء الدينور، وكان رأسا في اللغة والعربية والأخبار، وأيام الناس).
تكلّم فيه الحاكم واتّهمه بالكذب، وقال البيهقي: كان يرى رأي الكرامية.
وذبّ عنه الحافظ العلائي، وقال: (لا يصح عنه وليس في كلامه ما يدل عليه ولكنه جار على طريقة أهل الحديث في عدم التأويل).
- وقال أبو منصور الأزهري: (ما رأيت أحداً يدفعه عن الصدق فيما يرويه عن أبي حاتم السجزي، والعباس بن الفرج الرياشي، وأبي سعيد المكفوف البغدادي؛ فأما ما يستبد فيه برأيه من معنى غامض أو حرف من علل التصريف والنحو مشكل، أو حرف غريب، فإنه ربما زل فيما لا يخفى على من له أدنى معرفة، وألفيته يحدس بالظن فيما لا يعرفه ولا يحسنه، ورأيت أبا بكر ابن الأنباري ينسبه إلى الغفلة والغباوة وقلة المعرفة، وقد ردّ عليه قريباً من ربع ما ألّفه في "مشكل القرآن").
قلت: هذا من أعدل ما قيل فيه من غير أن يُنسب إلى الغباوة، ومع ذلك فله صواب كثير يُحمد له، وتنبيه على مواضع من التفسير والشرح وبيان المشكل قلّ من يتفطّن له وينبّه عليها.
وله كتب كثيرة مرغوب فيها، طبع منها نحو عشرين كتاباً، ومنها كتاب غريب القرآن، وكتاب تأويل مشكل القرآن.