25: أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب الهمداني(ت:248هـ)
الحافظ المحدّث الكبير، نشأ بالكوفة، وأدرك جماعة من الأئمة الكبار المسندين، فحوى علماً غزيراً مباركاً حتّى عدّ من أجمع أهل زمانه لفنون العلم، وكان له كتب كثيرة دفنها عند موته.
روى عن: عبد الله بن إدريس الأودي، وأبي بكر بن عياش، ويونس بن بكير، وعبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، وحفص بن غياث، وأبو معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة الهلالي، وحماد بن أسامة الكوفي، ويحيى بن آدم، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وغيرهم كثير.
وروى عنه: أحمد بن حنبل، والبخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي، وبقيّ بن مخلد، وابن أبي الدنيا، وابن جرير الطبري، وعلي بن طاهر الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وأبو ميسرة الهمذاني، وغيرهم كثير جداً.
- وقال حجاج بن الشاعر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (لو حدّثتُ عن أحدٍ ممن أجاب -يعني في المحنة - لحدَّثتُ عن اثنين: أبو معمر، وأبو كريب؛ أما أبو معمر فلم يزل بعد ما أجاب يذمّ نفسه على إجابته وامتحانه، ويحسّن أمر الذي لم يجبْ ويغبطهم، وأما أبو كريب فأُجريَ عليه ديناران، وهو محتاج؛ فتركهما لما علم أنه أجرى عليه لذلك). رواه ابن عساكر.
- وقال محمد بن عبد الله بن نمير: (ما بالعراق أكثر حديثا من أبي كريب الهمداني، ولا أعرف بحديث بلدنا منه). رواه ابن عساكر.
- وقال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: (ما رأيت من المشايخ بعد إسحاق بن إبراهيم أحفظ من أبي كريب). رواه ابن عساكر.
- وقال الخطيب البغدادي: (كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار).
- وقال مطيَّن: (أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن، فدفنت). ذكره أبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، ثم قال: (فعل هذا بكتبه من الدفن والغسل والإحراق عدة من الحفاظ خوفاً من أن يظفر بها محدّث قليل الدين؛ فيغيّر فيها، ويزيد فيها، فينسب ذلك إلى الحافظ، أو أنّ أصوله كان فيها مقاطيع وواهيات ما حدّث بها أبداً، وإنما انتخب من أصوله ما رواه، وما بقي فرغب عنه، وما وجدوا لذلك سوى الإعدام؛ فلهذا ونحوه دفن -رحمه الله- كتبه).