تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن عشر من تفسير سورة البقرة
(الآيات 246-257)
صلاح الدين محمد ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
1: اجتهد أن يكون الاستدلال للفوائد عادة لك ولو لم يطلب ذلك في رأس السؤال.
2: المطلوب معنى الآية، وتحريرك للمسألة تناول تحرير القول في سبب النزول تارة وتحرير القول في نسخ الآية تارة أخرى، والواجب تحرير القول في معناها، وبناء عليه يجب ترتيب الجواب.
ومن خلال النظر إلى ما قيل في الآية نخلص إلى قولين في معناها:
القول الأول: أن قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} أسلوب نفي، ومعناه النهي، فيكون المعنى: "لا تكرهوا أحدا على الدخول في الإسلام" والخطاب للمؤمنين، ثم اختُلف فيه على ثلاثة أقوال:
1: أن الآية منسوخة بآيات القتال والسيف، وأن النهي كان في فترة الموادعة.
2: أن النهي في الآية عامّ لكن أريد به خاصّ من الناس وهم أهل الكتاب ومن تقبل منهم الجزية، أما غيرهم فيكرهون على الدخول في الدين أو القتال، ويشهد له ما ورد في أسباب نزول الآية.
3: أن النهي عامّ باق على عمومه، وأنه لا يجوز إكراه أحد على الدخول في الإسلام، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهو الراجح، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره أحدا على الإسلام، أما الفتوحات الإسلامية وإخضاع البلاد لحكم الإسلام بشكل عامّ فهي لأجل كسر شوكة الكفار وإتاحة الفرص للناس أن يتعرّفوا على هذا الدين في أمان.
القول الثاني: أن الأسلوب في الآية أسلوب نفي.
وأن هذا الدين لا يتصوّر فيه إكراه لمن دخله مختارا بعد أن تبيّنت دلائله.
وهذا فيما أخبر الزجّاج أن قوما دخلوا في الإسلام فعيّرهم بعض الكفار واتهموهم بأنهم إنما دخلوه مكرهين، فنزلت الآية تنفي أن يكون في دخوله إكراه.