السلام عليكم ورحمة الله.
. (عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد المستفادة من سيرة نبينا إبراهيم عليه السلام مما درست.
الأولى: شرف العبد عند ربه تعالى ينال بالصبر في الطاعة، والصبر عن المحارم. فقد اختبر الله تعالى إبراهيم بالأوامر والنواهي فقام، عليه السلام، بما كلف، فجعله الله قدوة للناس.
الثانية: الحرص على تطهير المساجد من الأذى والشرك. فلما أمر الله تعالى خليله بذلك فقال: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين والرّكّع السّجود} بين أن ما يحبه ربنا سبحانه. فلما جعله إماما للناس أمرنا باتباعه في ما أمر.
الثالثة: لا بد للمؤمن من الدعاء لعامة المؤمنين، فقد دعا إبراهيم عليه السلام فقال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ}، لما في هذا من إظهار محبة الله تعالى ومحبة من يحبه.
الرابعة: لا بد من الدعاء لقبول العمل، فمن صفات المؤمنين أنهم لا يتكلون على الإتيان بالمأمور، بل يخافون أن لا يتقبل الله تعالى منهم، فقد دعا إبراهيم ربه فقال: {ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم}
الخامسة: لا بد للإنسان من الدعاء لذريته، فقد دعا إبراهيم عليه السلام فقال: {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}.
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في كل من:
أ: معنى الحنف في قوله تعالى: {بل ملّة إبراهيم حنيفا}.
اختلف في معنى الحنف على قولين:
الأول: الميل، ذكره الزجاج وابن عطية.
ويقال "الحنف" لمن مالت إحدى قدميه إلى الأخرى، واستشهد الزجاج لهذا المعنى بقول أم الأحنف بن قيس وكانت ترقصه:
والله لولا حنف في رجله..... ودقة في ساقه من هزله
ما كان في فتيانكم من مثله
فيكون معنى الحنيف في الدين الذي مال عن الأديان المكروهة إلى الحق، وهو دين الإسلام. كما قال عزّ وجلّ: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام} فلم يبعث نبي إلا به. ذكره الزجاج وابن عطية.
الثاني: الاستقامة، وهو قول محمّد بن كعبٍ القرظيّ، وعيسى بن جارية كما ذكره ابن كثير، وذكره أيضا ابن عطية.
وعلى هذا سمي المعوج القدمين "أحنف" تفاؤلا، كما قيل "سليم" للديغ تفاؤلا بالسلامة، كما ذكره ابن عطية.
فالحنيف في الدين على هذا المستقيم على جميع طاعات الله عز وجل، كما ذكره ابن عطية.
والقولان متلازمان. وكل ما ذكر في المراد بالحنف من أنه من يحج البيت، أوالذي يستقبل البيت بصلاته، أوالذي يؤمن بالرّسل كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم، أو أخلص لله، فإنه يرجع إلى هذا المعنى.
ب: المراد بالأسباط، وسبب تسميتهم بذلك.
اختلف في المراد بالأسباط على قولين:
الأول: هم ولد يعقوب اثنا عشر رجلًا، وهو قول أبي العالية، والرّبيع، وقتادة، كما ذكره ابن كثير، وهو قول الزجاج أيضا، والزمخشري، وسماهم ابن عطية فقال: وهم روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا وربالون ويشحر ودنية بنته وأمهم ليا، ثم خلف على أختها راحيل فولدت له يوسف وبنيامين، وولد له من سريتين ذان وتفثالي وجاد وأشرو.
الثاني: هم شعوب بني إسرائيل، وما أنزل اللّه تعالى من الوحي على الأنبياء الموجودين منهم، وهذا مقتضى قول الخليل بن أحمد والبخاري والزجاج كما قال ابن كثير وأورد في ذلك قول الله تعالى حكاية عن موسى: {اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا وآتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين} [المائدة: 20] وقال تعالى: {وقطّعناهم اثنتي عشرة أسباطًا أممًا} [الأعراف: 160].
فالسبط في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في ولد إسماعيل.
وفي سبب تسميتهم بذلك قولان:
الأول: لأن أصل السبْط هو التتابع، والسبط: الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد، فلما ولد كلّ رجلٍ منهم أمّةً من النّاس، سمّوا الأسباط. وهذا معنى قول الزجاج، وابن كثير، والقرطبي.
الثاني: لأن أصله من السّبط، بالتّحريك، وهو الشّجر، أي: هم في الكثرة بمنزلة الشّجر الواحدة سبطةٌ. وهو قول الزجاج، ونقله ابن كثير عن القرطبي. ويبين ذلك ما روي عن ابن عباس قال: كلّ الأنبياء من بني إسرائيل إلّا عشرةً: نوحٌ وهودٌ وصالحٌ وشعيبٌ وإبراهيم ولوطٌ وإسحاق ويعقوب وإسماعيل ومحمّدٌ -عليهم الصّلاة والسّلام". ذكره الزجاج كما قال القرطي ونقل عنه ابن كثير.
والقولان متقاربان، فسمو الأسباطـ؛ لأنهم كفروع شجرة واحدة.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكفاية في قوله تعالى: {فسيكفيكهم الله}.
هو نصر الله تعالى لنبيه بالغلبة والظفر، صلى الله عليه وسلم.
ب: معنى النهي وبلاغة التعبير في قوله تعالى: {فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون}.
النهي في هذه الآية ليس على ظاهره، وذلك لأنه متبوع بالاستثناء، فكل نفس ذائقة الموت، فلا يكمن أن ينهى الإنسان عن أن يموت، فإنما المراد هنا الأمر بالدوام والثبات على الإيمان والإسلام، والوعظ والتذكير بالموت، فإن الإنسان يموت غالبًا على ما كان عليه، ويبعث على ما مات عليه. فإذا أمر بأمر لا يأتيه الموت إلا وهو عليه، فقد توجه من وقت الأمر دائبا لازما. وهذا كثير في استعمال العرب، من هذا قولهم: "لا أرينك ههنا"، فالمقصود: اذهب وزل عن هاهنا، فجاء بالمقصود بلفظ يزيد معنى الغضب والكراهية.