54: عبد الله بن شبرمة الضبي(ت:144هـ)
روى عن أنس بن مالك، وأبي الطفيل، وإبراهيم النخعي، وسالم بن عبد الله بن عمر، والشعبي، وابن سيرين، وسلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر، وغيرهم.
ولاه عيسى بن موسى قضاء قاضي سواد الكوفة وضياعها، وكان محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى على قضاء السوق.
- قال أبو الحجاج المزي: (فقيه أهل الكوفة، عداده في التابعين، وهو عمّ عمارة بن القعاع بن شبرمة، وكان عمارة أكبر منه).
- قال أبو الحسن العجلي: (وكان ابن شبرمة عفيفًا، صارمًا، عاقلا، فقيهًا لسنة النساك، ثقة في الحديث).
- قال حماد بن زيد: (ما رأيت كوفياً أفقهَ من ابن شبرمة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال أيضاً: سمعت ابن شبرمة يقول: (إنَّ من المسائل مسائل لا يجمل بالسائل أن يسأل، ولا بالمسؤول أن يجيب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال حبان بن علي، عن ابن شبرمة: (ما لبس إنسانٌ لباساً أزينَ من العربية).
- وقال ابن المبارك، عن ابن شبرمة: (عجبتُ للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء، ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار).
- قال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: لما عزلوه شيعته - يعني ابن شبرمة- وكان ولي القضاء.
قال: فلما انصرف الناس، وأفردني وإيّاه المسير، ولم يكن معنا أحدٌ نظر إليَّ فقال: (يا أبا عروة أحمدُ الله، أما إني لم أستبدل بقميصي هذا قميصاً منذ دخلتها).
قال: ثم سكت ساعة؛ فقال لي: (يا أبا عروة! إنما أقول لك الحلال؛ فأما الحرام فلا سبيل إليه). رواه يعقوب بن سفيان.
وذكر ابن سعدٍ أنه كان والياً باليمن مدّة، وأنه خرج منها كما دخل إليها، ثم عاد إلى الكوفة، يريد ولاية القضاء.
وذكر العجلي في الثقات والذهبي في تاريخ الإسلام أنه مات بخراسان مختفياً من أبي جعفر المنصور، وكان عيسى بن موسى قد سيّره إليها، وكان ابن شبرمة قد لقّن عيسى بن موسى حيلة نجا بها من فتك أبي جعفر المنصور؛ فعرف ذلك أبو جعفر وتوعده بالقتل؛ فهرّبه عيسى إلى مأمنه بخراسان، وقد ذكر يعقوب بن سفيان القصة بتفصيلها في كتاب "المعرفة والتاريخ".