8: عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المديني (ت:174هـ)
تقدّم ذكر أبيه وأنه كان من كبار فقهاء التابعين بالمدينة، وأنه مولى آل عثمان بن عفان، فارسي الأصل.
وكان أبو الزناد يُكنى بأبي عبد الرحمن ثمّ غلب عليه لقب أبي الزناد.
- قال ابن سعد: (ولد سنة المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز).
ونشأ بالمدينة نشأة صالحة؛ واجتهد في طلب العلم فحفظ عن أبيه حديثاً كثيراً وعن جماعة من التابعين، وكان قارئاً فقيهاً مفتياً كثير الحديث عالماً بالسير والمغازي، وتعلّم الحساب حتى عُدَّ من أحسب أهل المدينة، وولي خراج المدينة مدّة، وكان رجلاً عاقلاً حصيفاً صاحب مروءة وكياسة.
وكان مالك يوصي به من أراد أن يطلب العلم بالمدينة، وكان حديثه في المدينة تغلب عليه الصحّة؛ فلمّا انتقل إلى العراق في آخر حياته كان يُلقّن؛ فوقع في أغاليط واضطرب حديثه؛ فلذلك تكلّم فيه الأئمة النقّاد، على أنه صدوق لا يُتّهم بالكذب.
- قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المديني، يقول: (حديثه بالمدينة حديث مقارب، وما حدث به بالعراق فهو مضطرب). رواه الخطيب البغدادي.